قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الثلاثاء، إن رد بلاده على أي هجوم سيكون «قاسياً ورادعاً»، فيما بدا أنه رد مباشر على تحذير أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن احتمال دعم بلاده توجيه «ضربة كبيرة أخرى» لإيران، إذا استأنفت تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية أو برنامج الأسلحة النووية.
وقال بزشكيان على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «رد جمهورية إيران الإسلامية على أي عدوان جائر سيكون قاسياً ورادعاً». وتصاعدت خلال الأسابيع الماضية التحذيرات الأميركية والإسرائيلية بشأن إعادة بناء إيران قدراتها الصاروخية والنووية، وسط تقديرات أمنية ترى أن الضربات التي استهدفت منشآت إيرانية خلال حرب يونيو (حزيران) لم تُنهِ التهديد.
ولم يقدم بزشكيان مزيداً من التفاصيل، غير أن تصريحه جاء بعد يوم واحد من تلميح ترمب إلى أن الولايات المتحدة قد تنفذ ضربات عسكرية إذا حاولت إيران إعادة تكوين برنامجها النووي.
وجاءت تصريحات ترمب خلال حديثه إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب اجتماعهما في منتجع مار-إيه-لاغو؛ حيث قال إن طهران قد تعمل على استعادة برامج الأسلحة بعد القصف الأميركي العنيف في يونيو.
وبحث الزعيمان احتمال تجدد العمل العسكري ضد طهران بعد أشهر من حرب جوية استمرت 12 يوماً في يونيو، وأسفرت عن مقتل نحو 1100 إيراني، بينهم قادة عسكريون كبار وعلماء. وفي المقابل، أدى القصف الصاروخي الإيراني الانتقامي إلى مقتل 28 شخصاً في إسرائيل.
وأشار ترمب، في مؤتمر صحافي، إلى أنه قد يأمر بتنفيذ ضربة أميركية أخرى ضد إيران، قائلاً: «كنت أقرأ أنهم يطورون أسلحة وأشياء أخرى، وإذا كانوا يفعلون ذلك، فهم يعرفون العواقب، وستكون العواقب قوية جداً، وربما أقوى من المرة السابقة، هم لا يستخدمون المواقع التي دمرناها؛ بل ربما مواقع مختلفة».
وتابع: «نعرف بالضبط إلى أين يتجهون وماذا يفعلون، وآمل ألا يفعلوا ذلك؛ لأننا لا نريد أن نهدر وقوداً على طائرة (بي-2)»، في إشارة إلى القاذفة التي استُخدمت في الضربة السابقة، لافتاً إلى أن الرحلة «تستغرق 37 ساعة ذهاباً وإياباً».
وأوضح ترمب أن محادثاته مع نتنياهو تناولت دفع اتفاق السلام الهش في غزة، إضافة إلى معالجة المخاوف الإسرائيلية حيال إيران وجماعة «حزب الله» في لبنان.
وتصاعدت خلال الأسابيع الماضية التحذيرات الأميركية والإسرائيلية بشأن إعادة بناء إيران قدراتها الصاروخية والنووية، وسط تقديرات أمنية ترى أن الضربات التي استهدفت منشآت إيرانية خلال حرب يونيو لم تُنهِ التهديد.
وعقب تحذيرات ترمب، قال علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، إن «أي عدوان» على بلاده «سيقابل بردٍّ شديد».
وأضاف شمخاني في منشور على منصة «إكس»، أن «القدرات الصاروخية والدفاعية لإيران لا يمكن احتواؤها ولا تحتاج إلى تصريح»، وذلك بعد 6 أشهر من الضربات الأميركية والإسرائيلية على مواقع نووية إيرانية.
وعقب تحذيرات ترمب، قال علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، إن «أي عدوان» على بلاده «سيقابل بردٍّ شديد».
في العقيدة الدفاعية الإيرانية، يتم تحديد بعض الردود حتى قبل أن تصل التهديدات إلى مرحلة التنفيذ.#القوة_الصاروخية والدفاعية #الإيرانية لا يمكن احتواؤها ولا تحتاج إلى تصريح.أي عدوان سيواجه برد شديد، فوري، وخارج عن توقعات مخططيه.
— علی شمخانی (@alishamkhani_ir) December 29, 2025
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن على الرئيس الأميركي أن يدرك أن استئناف المفاوضات النووية مع طهران يمثل «الخيار الأفضل والأكثر قابلية للنجاح»، في ظل تنامي الدعم الإقليمي للتوصل إلى نتيجة إيجابية.
وأضاف عراقجي، في مقال بصحيفة «الغارديان»، أن على ترمب «الوقوف في وجه» نتنياهو، وتجاهل التحذيرات الإسرائيلية، معتبراً أن «نافذة ضيقة» قد فتحت لإعادة إطلاق المفاوضات مع إيران.
وقال إن طهران لا تزال منفتحة على التفاوض ما دام ذلك لا يعني الاستسلام، مشدداً على أن أزمة غير ضرورية يمكن تفاديها عبر الحوار. ورأى أن إدارة ترمب يمكنها أن تكون جزءاً من «تغيير جذري نحو الأفضل»، كاشفاً أنه أبلغ بوجود «استعداد غير مسبوق» لدى أصدقاء مشتركين لإيران والولايات المتحدة لتيسير الحوار وضمان التنفيذ الكامل لأي اتفاق يتم التوصل إليه.
وحذر عراقجي من أن إسرائيل «ضللت واشنطن مراراً» بإيهامها بأن إيران على وشك الانهيار، وأن الاتفاق النووي لعام 2015 كان «شريان حياة» لطهران، وأن الانسحاب منه سيجبرها على تقديم تنازلات، معتبراً أن هذه «الخرافات» دفعت واشنطن إلى التخلي عن إطار دبلوماسي فاعل واعتماد سياسة «الضغوط القصوى» التي لم تنتج سوى «مقاومة قصوى».
وكانت إيران التي خاضت حرباً استمرت 12 يوماً مع إسرائيل في يونيو الماضي، قد أعلنت الأسبوع الماضي إجراء تدريبات صاروخية للمرة الثانية هذا الشهر.
وقال نتنياهو إن إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة مع إيران، ولكنها «على علم بالتقارير»، مؤكداً أنه سيتناول أنشطة طهران خلال محادثاته مع ترمب.
والسبت الماضي، قال بزشكيان، إن التوتر بين الجانبين قد تصاعد بالفعل، مضيفاً: «نحن في حرب شاملة مع الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا؛ إنهم لا يريدون لبلدنا أن يبقى مستقراً».
وقالت الخارجية الإيرانية، الاثنين، إن قنوات الاتصال مع واشنطن لا تزال قائمة عبر مكاتب رعاية المصالح، رغم تعثر المسار التفاوضي بعد الحرب، مشددة على أن التخصيب «حق سيادي» لا يخضع للتفاوض، وأن أي مسار دبلوماسي يجب أن يقترن بضمانات عملية لرفع العقوبات، وليس مجرد حوار شكلي.
وجاء تحذير بزشكيان، في وقت أفاد المكتب الإعلامي للكرملين، الثلاثاء، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني، ناقشا خلاله البرنامج النووي الإيراني.
وشدد الكرملين في بيان على أن فتح باب الحوار مع إيران بات ضرورياً، داعياً جميع الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد.




