بريطانيا تؤكد وقوفها إلى جانب إسرائيل وتحثها على «ضبط النفس»

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (أ.ب)
TT

بريطانيا تؤكد وقوفها إلى جانب إسرائيل وتحثها على «ضبط النفس»

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (أ.ب)

وعد رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، بالوقوف «دائماً» إلى جانب إسرائيل، وذلك بعد مرور أسبوع على الهجوم الذي شنته حركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى، ومع ازدياد المخاوف أيضاً بشأن مصير المدنيين في قطاع غزة قبيل شن هجوم بري وشيك.

من جانبه، أكد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، أن بريطانيا ما زالت تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وإن كانت تحثها على التحلي بضبط النفس في أي عمل عسكري ضد حركة «حماس»، من أجل تقليل إلحاق الضرر بالمدنيين.

وأضاف لوسائل الإعلام، اليوم (الأحد)، أنه أثار مسألة الحاجة لتقليل القتلى والجرحى في صفوف المدنيين لأدنى درجة في محادثات مع الحكومة الإسرائيلية.

وأردف كليفرلي، لقناة «سكاي نيوز»: «ضبط النفس والانضباط، هذه هي السمات المميزة لقوة الدفاع الإسرائيلية التي أريد أن أراها». وتابع: «بالطبع نحترم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها... نقول افعلوا أي شيء بوسعكم لتقليل القتلى والجرحى من المدنيين. افعلوا ما في استطاعتكم لمنع (حماس) من تحقيق ما تريد، وهو أن يتصاعد ذلك النزاع إلى صراع إقليمي أوسع نطاقاً»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي (إ.ب.أ)

ووجه رئيس الوزراء البريطاني، في البيان الذي أدلى به أمس (السبت)، رسالة مباشرة إلى إسرائيل والجالية اليهودية في بريطانيا، حيث أدان الهجوم «الشرير»، وقال إن المملكة المتحدة ستبذل «كل ما في وسعها من أجل دعم إسرائيل لكي تستعيد الأمن الذي تستحقه».

وقال: «إننا نقف مع إسرائيل، ليس اليوم فحسب، ولا غداً فحسب، ولكن دوماً»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وأفادت وكالة أنباء «بي إيه ميديا» البريطانية، اليوم (الأحد)، بأن عشرات الآلاف خرجوا إلى الشوارع في جميع أنحاء المملكة المتحدة يوم أمس (السبت)، تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.

ومن جانبها، حثت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الطارئة وحقوق الإنسان، زعماء العالم على التدخل، في الوقت الذي يسعى فيه كثير من الفلسطينيين للفرار، قبيل شن هجوم «منسق» على قطاع غزة، تشارك فيه قوات جوية وبرية وبحرية.

وفي لندن، ردد متظاهرون يحملون الأعلام والشعلات، شعارات مؤيدة للفلسطينيين، بينما انضم زعيم حزب العمال السابق، جيريمي كوربين، إلى الحشود التي تحث إسرائيل على ضبط النفس، في الوقت الذي يعاني فيه المدنيون وهم تحت حصار كامل.

مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في لندن (أ.ف.ب)

وتم ترديد هتافات بين الحشود، بينما كانوا في طريقهم عبر العاصمة إلى «داونينغ ستريت»، تضمنت «العار على ريشي سوناك» و«من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة». وجرت المظاهرات تحت حراسة أمنية مشددة، دون وقوع حوادث تذكر، على الرغم من أن شرطة العاصمة قالت إنه تم اعتقال 15 شخصاً منذ الصباح وحتى المساء.

وتلقى 9 من أفراد الشرطة العلاج إثر تعرضهم لإصابات طفيفة وسط مشادات وقعت بين الشرطة وأقلية صغيرة من المتظاهرين في ميدان ترافالجار، بعد أن تفرق التجمع الرئيسي.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي القيادي الفلسطيني محمد دحلان (صفحته عبر «فيسبوك»)

دحلان يجدد رفضه تولي دور أمني أو حكومي في غزة

قال القيادي الفلسطيني محمد دحلان، اليوم (الخميس)، إن وقف الحرب هو الأولوية القصوى، مجدداً رفضه تولي أي دور أمني أو حكومي في غزة.

«الشرق الأوسط» (دبي )
المشرق العربي أشخاص يسيرون في شارع بجوار المباني التي دُمرت خلال القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة في 23 يوليو 2024 وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)

دراسة: عدد القتلى في غزة كان دقيقاً إلى حد كبير في الأيام الأولى للحرب

وجدت دراسة جديدة تحلل الأيام الـ17 الأولى من القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، أن أرقام وزارة الصحة بغزة بشأن القتلى في الأيام الأولى للحرب كانت ذات مصداقية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس... 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

هل ينبئ موقف هاريس بشأن حرب غزة بتحول محتمل عن سياسة بايدن؟

يؤشر موقف هاريس الصريح بشأن حرب غزة إلى تحول محتمل عن سياسة جو بايدن تجاه إسرائيل بينما تتطلع نائبة الرئيس الأميركي إلى الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي ناشط يلصق لافتة على عمود إنارة احتجاجاً على الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وخطابه أمام الكونغرس في واشنطن (رويترز)

نتنياهو يقول إن الاتفاق في غزة قريب

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لعائلات رهائن محتجزين في قطاع غزة إن التوصل إلى اتفاق مع حركة «حماس» أصبح قريباً.

كفاح زبون (رام الله)

لافروف: تصريحات كييف في شأن مفاوضات السلام «متناقضة»

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)
TT

لافروف: تصريحات كييف في شأن مفاوضات السلام «متناقضة»

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)

رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، أن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير خارجيته حول مفاوضات السلام تنم عن تناقض، مؤكداً أنه «لا يستمع إليهما».

ولافروف الموجود في فينتيان بلاوس، كان يتحدث بعد زيارة للصين قام بها هذا الأسبوع وزير الخارجية الأوكراني، ديمتري كوليبا، وإثر تصريحات لزيلينسكي رأى فيها أن بكين وجهت «إشارة دعم واضحة» لوحدة أراضي أوكرانيا.

ورداً على أسئلة طرحها صحافيون على هامش اجتماع رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، كان لافروف يشير إلى تعليقات أخيرة لزيلينسكي وكوليبا انطوت في رأيه على شيء من الازدراء.

ففي مقابلة مع قناة «تي إس إن» الأوكرانية خصصت لزيارته لبكين، الجمعة، أعلن كوليبا أنه لا يمكن إجبار كييف على التفاوض مع موسكو، وأن بكين التي ترغب في أداء دور الوسيط بين البلدين تحترم وحدة أراضي أوكرانيا.

مصافحة بين وزيري خارجية الصين وانغ يي وروسيا سيرغي لافروف في عاصمة لاوس فينتيان الخميس (أ.ف.ب)

وعلق لافروف بالقول إن كوليبا «لا يقول ذلك للمرة الأولى، وقد أعلن أحياناً موقفاً مناقضاً تماماً». أضاف: «قبل وقت غير بعيد، تحدث (الأوكرانيون) عن مفاوضات. أبدى زيلينسكي استعداده للجلوس إلى طاولة مفاوضات مع ممثلين لروسيا. ولأكون صادقاً، لا أستمع إليهم».

كذلك، أوضح لافروف أنه تطرق خلال محادثاته مع نظيره الصيني، وانغ يي، في فينتيان إلى التصريحات التي صدرت خلال زيارة كوليبا، مؤكداً أن الروس «شعروا بأن الموقف الصيني لم يتغير».

وفي رأيه يرى أن بكين تشدد على وجوب أن يكون شكل مفاوضات السلام «مقبولاً لدى جميع الأطراف».

وأعلن زيلينسكي أخيراً أنه يجب أن تمثَّل موسكو في قمة ثانية حول السلام، بخلاف ما حصل خلال قمة أولى استضافتها سويسرا في يونيو (حزيران) الفائت، الأمر الذي دفع الصين إلى عدم المشاركة فيها.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتفقد جنوداً جرحى في أحد مستشفيات كييف السبت (أ.ف.ب)

وتناول لافروف أيضاً الموقف الذي يمكن أن يتبناه الرئيس الأميركي السابق الجمهوري، دونالد ترمب، حيال أوكرانيا في حال فاز في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الرئاسية، وقال: «فيما يتعلق بترمب، سمعت أنه اقترح إقراض أوكرانيا 500 مليار دولار، بدلاً من مجرد إعطائها المال»، لافتاً إلى أن ذلك يعكس براغماتية «رجل أعمال». أضاف: «لا يمكنني أن أعلق على أفكار عديدة ليست جدية فعلاً... حين يتم طرح شيء جدي، مثلما قال الرئيس (فلاديمير بوتين)، نحن جاهزون دائماً لإجراء حديث صادق، مع أخذ الحقائق الراهنة في الاعتبار».

ميدانياً، قال مصدر بالمخابرات العسكرية الأوكرانية لوكالة «رويترز» إن طائرات مسيّرة أوكرانية ألحقت ضرراً بقاذفة قنابل استراتيجية روسية من طراز «تو - 22 إم 3» في مطار عسكري بشمال روسيا.

وأضاف المصدر أنه تمت إصابة قاذفة القنابل فرط الصوتية بعيدة المدى، في مطار أولينيا العسكري قرب أولينيغورسك بشمال روسيا.

وذكرت صحيفة «أوكراينسكا برافدا» أن المطار الذي تُقلع منه الطائرات الاستراتيجية الروسية لشن هجمات صاروخية على أوكرانيا، يبعد 1800 كيلومتر عن الحدود الأوكرانية.

وأضافت الصحيفة أنه تم شن هجمات أخرى على روسيا شملت مطاراً عسكرياً في مدينة إنعلز بمنطقة ساراتوف، ومطار دياغيليفو في منطقة ريازان. كما أصابت طائرة مسيّرة مصفاة نفط في ريازان.

نيران تتصاعد من مسيرة روسية أسقطتها الدفاعات الأوكرانية في خيرسون الجمعة (رويترز)

ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق من التقارير على نحو مستقل.

وفي المقابل، أعلنت روسيا، السبت، سيطرتها على بلدة جديدة شرق أوكرانيا حيث تواصل تقدمها البطيء منذ أشهر من دون تحقيق خرق كبير في هذه المرحلة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إن «وحدات من مجموعة القوات المركزية حررت بلدة لوزوفاتسكي».

تقع هذه البلدة شرق مدينة بوكروفسك، في قطاع أوتشريتين حيث تقدمت القوات الروسية بسرعة نسبياً في الأشهر الأخيرة.

بدأت روسيا تكتسب المزيد من الأرض منذ فشل الهجوم الأوكراني المضاد الكبير في صيف 2023، وسقوط أفدييفكا في فبراير (شباط).

وتواجه القوات الروسية جيشاً أوكرانياً يفتقر إلى الأسلحة والذخيرة مع تفكك المساعدات الغربية، ويواجه صعوبات في التجنيد.