الجدعان من مراكش: الأزمات لم تمنع المانحين من المبادرة للتخلص من الديون

وزير المالية السعودي أثناء مشاركته في جلسة حول الديون في اجتماعات مراكش (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي أثناء مشاركته في جلسة حول الديون في اجتماعات مراكش (الشرق الأوسط)
TT

الجدعان من مراكش: الأزمات لم تمنع المانحين من المبادرة للتخلص من الديون

وزير المالية السعودي أثناء مشاركته في جلسة حول الديون في اجتماعات مراكش (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي أثناء مشاركته في جلسة حول الديون في اجتماعات مراكش (الشرق الأوسط)

أعلن وزير المالية محمد الجدعان أن الأزمات لم تمنع المانحين من القيام بمبادرة التخلص من الديون، وأنه «علينا أن نضع حلولاً تتناسب مع حالة كل دولة».

وكان الجدعان يتحدث في جلسة خصصت لمناقشة أولويات الإصلاح لمعالجة الديون خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين المنعقد حالياً في مراكش.

وأوضح الجدعان أن دعم الدول الفقيرة «ليس عملاً خيرياً» ولكنه يجنب العالم تبعات وأزمات اقتصادية أكبر.

وقال إن الدائنين يقومون بخدمة استثنائية للدول التي تحتاج إلى ذلك ولكن هو أيضاً عمل جماعي ونحتاج لمزيد من الأفكار المبتكرة لإحراز تقدم في مسألة الديون السيادية.

وأكد وزير المالية السعودية على أهمية ابتكار حلول تتناسب مع كل دولة، وقال: «لا يجب أن نقلل من قيمة وأهمية المساعدات التخصصية».

وأشار إلى مناقشة دارت بينه ورئيس البنك الدولي لـ«تحويل البنوك إلى بنوك معرفة والانتقال بشكل سريع إلى تقديم مساعدات تخصصية ومصممة وفقاً لاحتياجات الدول بحيث تساعدهم على كيفية التعامل مع قضايا الديون والتمويل الجديد».

وقد استهلت الجلسة بإعلان المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا أن زامبيا توصلت مع دائنيها إلى اتفاق نهائي لإعادة هيكلة ديونها. وهي صفقة طال انتظارها لتقديم إعانة مالية لأول دولة أفريقية تتخلف عن السداد بعد جائحة كوفيد.

وقالت غورغييفا: «الدائنون كانوا رائعين»، وشكرت لجنة المقرضين بقيادة الصين وفرنسا وجنوب أفريقيا.

وفي مسألة الديون عموماً، قالت: «يجب أن يكون لدينا تخوف، ولكن ندرك في الوقت ذاته أننا لسنا على مشارف أزمة ديون». وأضافت: «أنا أكثر تفاؤلاً اليوم بمستقبل الديون السيادية، ونتبع آلية منظمة في هذا الشأن».

وأوضحت أن مشكلة الديون حرجة في الدول منخفضة الدخل أكثر من غيرها، وبالنسبة للدول متوسطة الدخل حوالي 20 في المائة منها تتعرض الآن لضائقة ديون.

واعتبرت أن «الديون جيدة إذا تمت الاستفادة منها في أنشطة محققة للدخل».

وقالت غورغييفا إن «الصين تنسحب حالياً من كونها مصدراً للتمويل، وإلى حد ما تتسبب في المزيد من الضغوطات على دول مثل السعودية وغيرها لتتقدم».

فرد الجدعان قائلاً: «الصين وقفت لمساعدة الدول الأفريقية عندما لم يقف أحد... بنت بنى تحتية وقامت بمشاريع لا تخدمها أصلاً، فيجب أن نشكرها بدلاً من إلقاء اللوم عليها».

رئيس البنك الدولي، أجاي بانغا، فاعتبر أن الديون لا يجب أن توقف عملية التنمية بل تُيسرها، فهي وسيلة لمساعدة الدول وليس لإعاقتها، وأن أسعار الفائدة المنخفضة لوقت طويل خلقت عدم توازن في الاقتصادات.

ولفت إلى أن 7.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للدول الأفريقية موجه لخدمة الديون.

وكان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أطلقا مبادرة معنية بالبلدان الفقيرة المثقلة بالديون (هيبيك) عام 1996، لضمان ألا يواجه أي بلد فقير عبء مديونية يتعذر عليه التعامل معه. وفي عام 2005، وللمساعدة على تسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق الأهداف الإنمائية التي حددتها الأمم المتحدة، تمت تكملة هذه المبادرة بمبادرة أخرى هي المبادرة متعددة الأطراف لتخفيف أعباء الديون التي تسمح للبلدان التي بلغت نقطة الإنجاز في ظل مبادرة «هيبيك» بالحصول على مساعدة يقدمها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وصندوق التنمية الأفريقي لتخفيف أعباء ديونها، المستوفاة للشروط، بنسبة 100 في المائة.


مقالات ذات صلة

بعثة صندوق النقد الدولي تختتم زيارتها إلى مصر لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج القرض

الاقتصاد  مئذنة مسجد قيد الإنشاء في القاهرة (رويترز)

بعثة صندوق النقد الدولي تختتم زيارتها إلى مصر لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج القرض

اختتمت بعثة صندوق النقد الدولي زيارتها إلى مصر وأحرزت تقدماً كبيراً في المناقشات المتعلقة بالسياسات نحو استكمال المراجعة الرابعة لبرنامج القرض، وفق الصندوق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رئيس سريلانكا أنورا كومارا ديساناياكي مغادراً بعد حفل افتتاح البرلمان العاشر للبلاد في البرلمان الوطني بكولومبو (أ.ف.ب)

سريلانكا تتوقّع اتفاقاً على مستوى موظفي صندوق النقد الدولي الجمعة

قال الرئيس السريلانكي أنورا كومارا ديساناياكي، أمام البرلمان الجديد، إن بلاده تتوقّع أن يعلن صندوق النقد الدولي يوم الجمعة، اتفاقاً بشأن برنامج إنقاذ البلاد.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
الاقتصاد علم أوكراني يرفرف بالقرب من المباني التي دمرتها الضربة العسكرية الروسية بكييف في 15 فبراير 2023 (رويترز)

في اليوم الألف للحرب... أوكرانيا تحصل على دعم جديد من صندوق النقد

أعلن صندوق النقد الدولي، يوم الثلاثاء، أن موظفيه والسلطات الأوكرانية توصلوا إلى اتفاق يتيح لأوكرانيا الوصول إلى نحو 1.1 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد منظر عام لمدينة الكويت (رويترز)

ارتفاع التضخم السنوي في الكويت 2.44 % خلال أكتوبر

سجل معدل الأرقام القياسية لأسعار المستهلكين، وهو ما يعرف بالتضخم، ارتفاعاً بنسبة 2.44 في المائة خلال شهر أكتوبر الماضي، على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد سفينة وحاويات شحن في ميناء ليانيونغو بمقاطعة جيانغسو (رويترز)

صندوق النقد الدولي يحذر من تأثير التعريفات الجمركية الانتقامية على آفاق نمو آسيا

حذر صندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء من أن التعريفات الجمركية الانتقامية «المتبادلة» قد تقوض الآفاق الاقتصادية لآسيا، وترفع التكاليف، وتعطل سلاسل التوريد.

«الشرق الأوسط» (سيبو )

قرض ياباني بـ100 مليون دولار لدعم موازنة الأردن

وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية زينة طوقان مع نائب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (وزارة التخطيط الأردنية)
وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية زينة طوقان مع نائب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (وزارة التخطيط الأردنية)
TT

قرض ياباني بـ100 مليون دولار لدعم موازنة الأردن

وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية زينة طوقان مع نائب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (وزارة التخطيط الأردنية)
وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية زينة طوقان مع نائب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (وزارة التخطيط الأردنية)

أعلنت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية زينة طوقان، أن بلادها وقَّعت على قرض بقيمة 100 مليون دولار، بشروط تمويلية ميسرة مع الحكومة اليابانية، من خلال وكالة «جايكا» لدعم الموازنة العامة في مجال دعم القطاع الاجتماعي وسياسة التنمية البشرية.

وأفاد تلفزيون المملكة الأردنية، بأن الوزيرة بحثت مع نائب الرئيس الأول للوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) هارا شوهاي، أولويات المساعدات التنموية والفنية المستقبلية وفقاً لأولويات رؤية التحديث الاقتصادي، مقدّمة الشكر لليابان على كل تقدّمه من دعم مالي وفني للمملكة من خلال وكالة «جايكا».

يهدف القرض، وفق البيان، إلى دعم سياسة التنمية البشرية، وتحسين إدارة وفاعلية القطاع الاجتماعي؛ لا سيّما قطاعات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، ودعم تنفيذ المخطط الشمولي لسلطة إقليم منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، إذ يأتي هذا التمويل بالتوازي مع قرض سياسة التنمية البشرية المُقدَّم من البنك الدولي، والذي وُقِّع على اتفاقيته في شهر يوليو (تموز) الماضي بقيمة (300 مليون دولار).