نوال الزغبي لـ«الشرق الأوسط»: اخترتُ «فخامة معاليك» في ثانية!

مخرج الكليب فادي حداد يتحدّث عما يتجاوز «اللوك» والشَعر

نوال الزغبي لا تشهر العداء للرجل بقدر الحرص على مكانة المرأة (صور الفنانة)
نوال الزغبي لا تشهر العداء للرجل بقدر الحرص على مكانة المرأة (صور الفنانة)
TT

نوال الزغبي لـ«الشرق الأوسط»: اخترتُ «فخامة معاليك» في ثانية!

نوال الزغبي لا تشهر العداء للرجل بقدر الحرص على مكانة المرأة (صور الفنانة)
نوال الزغبي لا تشهر العداء للرجل بقدر الحرص على مكانة المرأة (صور الفنانة)

جمعت مدينة كان الفرنسية صاحب «لايف ستايلز استوديوز» للإنتاج فهد الزاهد، بالفنانة نوال الزغبي مع المخرج فادي حداد؛ كلاهما يقدِّر ما تقدّمه الشركة للفن. خلال اللقاء، وبجوار الشارع الصاخب وانفلاش البحر، سألها الزاهد رأيها بـ«فخامة معاليك»، فردَّت: «واو!». لم تعلم أنه يقصدها لغنائها. حين عرضها عليها، سرَّعت الموافقة.

الأغنية خليجية، كتبها خالد فرناس، لحّنها ياسر نور ووزّعها هاني ربيع. أسماء جديدة ودم جديد. لا تخشى نوال الزغبي المغامرة بغير المكرَّسين، ولا تتردّد بمنح الفرص لمَن تلمح فيهم موهبة. تبدأ حديثها مع «الشرق الأوسط» بالتأكيد: «أخشى الأسماء الكبيرة حين لا تأتي بلحن كبير. هنا المغامرة. أما الرهان على روح جديرة، فشطارة. أقف في صف الصنف الخلّاق وأنحاز إلى مَن يُبدع».

كان محمد رحيم في بداياته حين لحَّن لها «الليالي»، ولم يُصَب عمرو مصطفى بكل هذه الشهرة حين قدَّم لها «حبّيته سنين طوال». تُذكّر بهما لتقول إنّ الكبار أيضاً ينطلقون من الخطوة الأولى. لا تتردّد بمَد اليد لمَن تشعر بأنّ عطاءه يلمع.

حين سمعت نوال الزغبي «فخامة معاليك» وافقت على غنائها فوراً (صور الفنانة)

إنْ تطلّبت «فخامة معاليك» برهة لتقبض على قلب مغنّيتها، فإنّ هذا الزمن الخاطف ليس دائماً القاعدة. تقول: «حين سمعتها وافقتُ بثانية! أغنيات أخرى قد تتطلّب مني ساعة تفكير، فأسمعها لأتأكد من أنها لي، ولأستوعب صوتي وشخصيتي من خلالها. على الغناء أن يكون بعضي؛ أن يشبهني وأشعر به. لا أغنّي ما يخرج على قناعاتي».

كان لا بدّ بعد «حفلة» و«أنا مش بتساب»، أن تُرفِق «ريتو» بأغنية لا تتشفّى من الرجل. تميّز بين «مَن يستحق المرأة ومَن يجدر بها أن تردّه إلى حجمه». فهي لا تشهر العداء للرجال، بقدر الغناء للحرص على مكانة الأنثى في العلاقات والحياة. مع ذلك، تُحمِّل وفادي حداد، «فخامة معاليك»، بُعداً يتجاوز إطلالتها اللافتة بالشَعر الأشقر. تصبح نداء يرفض السعي بلا نتيجة ويُحجِّم الخيارات الخاطئة.

تختار الصراحة: «أرفض مطاردة المرأة للرجل انطلاقاً من هوس أو افتتان خارجي. ثمة مسائل ينبغي وضوحها. في الكليب، طاردتُه بين البرّ والبحر والجوّ، حتى تبيَّن أنه متزوِّج. هنا استدرت. أردتُ الأغنية رسالة للنساء بالحذر من الافتتان المؤذي، ومما لا يوضع على السكة».

تقول نوال الزغبي إنّ على الغناء أن يكون بعضها ويشبهها (صور الفنانة)

تغنّيها باللهجة الخليجية، وفي أرشيفها إضاءات متنوِّعة اللهجات والأنماط: «أتعمّد غناء ما يجنّبني التكرار. (فخامة معاليك) جديدة، فاخترتها. بإمكان صوتي التنقّل بين الرومانسي والكلاسيكي والإيقاعي والجبلي. عوّدتُ جمهوري على تفادي اللون الواحد واللهجة الواحدة». بهذا التنوّع تطل كل فصل بأغنية. في الصيف، ردَّد الجميع «ريتو»، وفي الخريف وقعوا في غرام «فخامة معاليك». تحسم لـ«الشرق الأوسط»: «توقّفتُ عن إصدار الألبومات. أغنية كل 3 أشهر هي ألبومي». وتكشف: «أستعدّ لأغنية جديدة تصدر خلال السنة الجديدة. اللهجة عراقية والأسلوب جديد. لم يُغنِّ أحد ما يشبهها. موضوعها الفراق على وَقْع الرقص».

تهمُّ فور كل إصدار بتسجيل أغنية خشية أن يطرأ ما يعدّل مخطّطها ويُبدّل الرأي والنظرة حيال الأشياء. إنه عصر السرعة الذي يشغلها، تأخذه في الحسبان وتُجاري تقلّباته. تقول: «هجرتُ الألبوم، فقد تطلّب مني نحو عام ونصف عام لإنجازه. السوق تتغيَّر والأيام لا تُمهِل الإنسان. فقد أنتهي من ألبوم، فيكون الظرف تبدّل والأحوال لم تعد كما هي. على الفنان المجاراة، وإلا انطفأ».

تصوير أغنية أو اثنتين من ألبوم يضمّ 10 أغنيات مثلاً، في تقييمها، «ظلم». تتحدّث عن «تكلفة باهظة تشمل الأغنية وتصويرها وتسويقها، فإنْ لم ينل كل عمل ما يستحق، تقع الخسارة». تودّع زمن الألبوم وتتفرّغ للأغنية المنفردة، مع دراسة التوقيت واللهجة والموضوع. الفن عند نوال الزغبي مسألة تخضع للحساب، وإنْ تدخّل الإحساس والحدس وسهَّلا حصاد المواسم.

نوال الزغبي ترفض مطاردة المرأة للرجل انطلاقاً من هوس أو افتتان خارجي (صور الفنانة)

الخلفية البيروتية والفكرة التي تبقى

تُقدِّر فادي حداد وتصفه بحلاوة الكلام. نجاحهما معاً عمره سنوات، منذ «شو أخبارك» و«أغلى الحبايب» و«ياما قالوا»... كلاهما تُلهمه بيروت، لذا تحضر في خلفية الكليب وتتّخذ مساحتها. وإذ تسافر الزغبي وتعاين فرادة المدن، تشارك حداد نظرته إلى «استثنائية مدينتنا واختلافها». أجمعا على فكرة إظهارها وردّ الاعتبار إلى مكانتها الكبرى.

لفت المخرج اللبناني إلى أنّ بيروت مصابة بالغبن، فحمل كاميرته. يتحدّث لـ«الشرق الأوسط» عن رغبة ملحَّة لتصويرها بنظرة سينمائي: «الداون تاون ولَّد الشوق بعد انطفائه. أردتُ احتفالية بعودة الحياة إلى تلك البقعة التي تتحمَّل».

نجاح نوال الزغبي وفادي حداد عمره سنوات ويستمرّ في جديدها (صور المخرج)

أرفق خصوصية المكان بالفكرة التي تبقى. فلو صوَّر المنظر العام وحده، لانتهى كل شيء بتقليب المواجع: «أردنا عبرة من إعلان حضور المدينة وأناقة الفنانة، فكانت صرختها الموجَّهة للنساء لتحذيرهنّ من خديعة المظهر. ذلك مُقدَّم بالحرص على الاحترام المتبادل. فلا الرجل استدار نحو المرأة المفتونة، ولا هي أصرَّت على مطاردته حين أدركت أنه لأخرى».

يخشى من كليبات ضئيلة الأثر، فتؤرقه الأفكار القادرة على صنع حالة: «فرق الرقص جميلة، واستعراض الفنانات والملابس أيضاً. لكن الموضة معرَّضة للقِدَم. يبقى العمق وما يُقرأ بين السطور».


مقالات ذات صلة

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

يوميات الشرق «الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

تحتفل فرقة «الحضرة» المصرية للإنشاد الديني بعيد ميلادها التاسع خلال فعاليات الموسم الصيفي للموسيقى والغناء في دار الأوبرا؛ بإحيائها حفلاً على «المسرح المكشوف».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق «ليلة الأحلام» جمعت عمر خيرت وآمال ماهر في جدة (بنش مارك)

«ليلة الأحلام» تُبهر جمهور جدة بتألُّق عمر خيرت وآمال ماهر

صعدت آمال ماهر إلى المسرح، وافتتحت عرضها بأغنيتها الشهيرة «اللي قادرة» بمشاركة عمر خيرت على البيانو، ثم تتابعت الأغاني بتألُّق صوتها وموسيقى الموسيقار المصري.

أسماء الغابري (جدة) نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق أطلت بفستان زهري لمّاع له روح فساتين «باربي» (خاص الشرق الأوسط)

نانسي عجرم أطلَّت كما «باربي» في «مهرجانات بيبلوس» وغنّت بين أهلها

ما كان لهذا الحفل اللبناني أن ينتهي من دون أن تختمه بأغنيتها «بيروت الأنثى» التي أبكت يوم صدورها بسبب الظروف العصيبة التي مرَّ بها لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس، الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

كوثر وكيل (باريس)
يوميات الشرق نجوم الأغنية المصرية في التسعينات غنّوا روائع الذاكرة (الشرق الأوسط)

نجوم التسعينات في مصر أشعلوا الذاكرة وأبهجوا بيروت

نجوم الأغنية المصرية في التسعينات، حسام حسني وحميد الشاعري ومحمد فؤاد وهشام عباس وإيهاب توفيق، غنّوا روائع الذاكرة في حفل بيروتي حضره الآلاف.

فاطمة عبد الله (بيروت)

كيف سيبدو العالم إذا انقرض البشر؟

أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)
أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)
TT

كيف سيبدو العالم إذا انقرض البشر؟

أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)
أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)

يُعدّ اختفاء البشر فكرة شائعة في الأفلام والبرامج التلفزيونية والكتب، إلا أن نهاية البشرية لا تزال أمراً غريباً يجب التفكير فيه.

موقع «كونفرزيشن» طرح سيناريو تخيلياً لمصير كوكب الأرض إذا انقرض البشر لأي سبب، وقال: «إن اختفاء البشر فجأةً من العالم من شأنه أن يكشف شيئاً عن الطريقة التي نتعامل بها مع الأرض، وسيظهر لنا أيضاً أن العالم الذي نعيشه اليوم لا يمكنه البقاء على قيد الحياة من دوننا، وأننا لا نستطيع البقاء على قيد الحياة إذا لم نهتم به، وأن الحضارة مثل أي شيء آخر تحتاج لإصلاح مستمر».

ووفقاً للسيناريو الذي طرحه الموقع: «إذا اختفى البشر، وتمكّنتَ من العودة إلى الأرض لترى ما حدث بعد عام واحد، فإن أول شيء ستلاحظه لن يكون بعينيك، بل بأذنيك؛ إذ سيكون العالم هادئاً. وستدرك مدى الضجيج الذي يُصدره الناس، أما عن الطقس فستصبح السماء أكثر زُرقةً، والهواء أكثر صفاءً، وسوف تقوم الرياح والأمطار بتنظيف سطح الأرض، وسيختفي كل الضباب الدخاني والغبار الذي يصنعه البشر».

«وفي تلك السنة الأولى، عندما يكون منزلك خالياً من أي إزعاج من قِبل أي شخص، ستذهب إلى منزلك، وآمُل ألّا تشعر بالعطش؛ لأنه لن يكون هناك ماء في الصنبور؛ حيث تتطلّب أنظمة المياه ضخّاً مستمراً. إذا لم يكن هناك أحد في مصدر المياه العام لإدارة الآلات التي تضخ المياه، فلن تكون هناك مياه، لكن الماء الذي كان في الأنابيب عندما اختفى الجميع كان سيظل موجوداً عندما جاء فصل الشتاء الأول؛ لذلك في أول موجة برد، كان الهواء البارد سيُجمّد الماء في الأنابيب ويفجّرها».

«ولن تكون هناك كهرباء. ستتوقف محطات توليد الطاقة عن العمل؛ لأنه لن يقوم أحد بمراقبتها، والحفاظ على إمدادات الوقود، لذلك سيكون منزلك مظلماً، من دون أضواء أو تلفزيون أو هواتف أو أجهزة كمبيوتر».

محطة قطارات خالية من روادها في لندن ضمن التدابير الهادفة للسيطرة على تفشي فيروس «كورونا» (د.ب.أ)

«وسيكون منزلك مترباً، ففي الواقع، يوجد غبار في الهواء طوال الوقت، لكننا لا نلاحظه لأن أنظمة تكييف الهواء والسخانات لدينا تنفخ الهواء حولنا.

وفي أثناء تنقلك بين غرف منزلك، فإنك تحافظ على الغبار في حالة تحرك أيضاً. ولكن بمجرد أن يتوقف كل ذلك، سيظل الهواء داخل منزلك ساكناً ويستقر الغبار في كل مكان».

«وسوف ينمو العشب الموجود في حديقتك حتى يصبح طويلاً ويتوقف عن النمو، وسوف تظهر أعشاب ضارة جديدة، وستكون في كل مكان، والكثير من النباتات التي لم ترها من قبل سوف تنمو في حديقتك. وفي كل مرة تُسقط فيها شجرة بذرة، قد تنمو شتلة صغيرة، ولن يكون هناك أحد ليخرجها أو يقطعها». وفقاً للموقع.

«وفي الشوارع، سوف تتآكل الطرق والسدود والجسور التي بناها الناس على الأنهار والجداول في العالم، وسوف تعود المزارع إلى الطبيعة، وستبدأ النباتات التي نأكلها بالاختفاء؛ لأنه لم يَعُد هناك الكثير من الذرة أو البطاطس أو الطماطم بعد الآن.

وستكون الحيوانات الأليفة فريسة سهلة للدببة والذئاب والفهود، وبمرور الوقت ستصبح القطط مثلاً وحشية على الرغم من أن الكثير منها سوف يتم افتراسه من قبل حيوانات أكبر».

وذكر الموقع أن هذا السيناريو قد يتحقق عن طريق اصطدام كويكب بالأرض أو توهج شمسي يتسبب في اختفاء البشرية.