بوتين ولوكاشينكو يناقشان تعزيز التكامل و«توسيع معسكر الحلفاء»

موسكو مستعدة لمفاوضات وتتهم «الطرف الآخر» بعرقلتها

رئيس بيلاروسيا أليكساندر لوكاشينكو مع حليفه الرئيس بوتين (إ.ب.أ)
رئيس بيلاروسيا أليكساندر لوكاشينكو مع حليفه الرئيس بوتين (إ.ب.أ)
TT

بوتين ولوكاشينكو يناقشان تعزيز التكامل و«توسيع معسكر الحلفاء»

رئيس بيلاروسيا أليكساندر لوكاشينكو مع حليفه الرئيس بوتين (إ.ب.أ)
رئيس بيلاروسيا أليكساندر لوكاشينكو مع حليفه الرئيس بوتين (إ.ب.أ)

حملت محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في سوتشي الجمعة، إشارات جديدة في اتجاه تعزيز الخطوات المشتركة للطرفين وتسريع مسار التكامل على الصعيد العسكري في مواجهة ما يوصف بأنه تحديات أمنية مشتركة للطرفين. وعلى الرغم من أن لقاءات الرئيسين الدورية اتخذت طابعا أكثر نشاطا خلال الأشهر الأخيرة، لكن لقاء سوتشي الحالي، اكتسب أهمية إضافية مع الرسائل التي وجهها الطرفان باتجاه السعي نحو «توسيع معسكر الحلفاء» ووضع سلم أولويات يهدف إلى تعزيز القدرات العسكرية على خطوط التماس مع الغرب.

رئيس بيلاروسيا أليكساندر لوكاشينكو مع حليفه الرئيس بوتين (إ.ب.أ)

فشل «سياسة الردع» الغربية

ركزت إعلانات الطرفين عن مضمون المباحثات على ملفات تعزيز التنسيق التكامل وتجديد «ضبط الساعات» في المواضيع المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، فضلا عن ظهور عنصر جديد تمثل في مناقشة مجريات زيارة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا أخيرا، في إطار «مساعي توسيع معسكر الحلفاء» وفقا لتعبير الرئيس البيلاروسي. وهذه هي الزيارة الثانية للوكاشينكو خلال أقل من شهرين. في يوليو (تموز) طار حليف الكرملين الأساسي إلى سان بطرسبورغ. حيث أعلن الجانبان تحديد منطلقات مشتركة لمواجهة تصاعد الخطر الأمني المشترك على الحدود وأكدا، وفقا للعبارة التقليدية في البيانات المشتركة، الالتزام بمواصلة الاتصالات الوثيقة.

في لقاء سوتشي استهل بوتين الحديث بتأكيد عمق التحالف وتحدث عن تسارع وتيرة التكامل في المجالات المختلفة. ودخل مباشرة في الموضوع الأكثر إلحاحا في الوقت الراهن، المتعلق بجهود موسكو لتعزيز تحالفاتها مع الأطراف الصديقة وقال لضيفه: «لقد عقدت مؤخراً اجتماعاً مع زعيم جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية. وأود أن أبلغكم بكيفية سير المناقشة حول الوضع في المنطقة، وهو أمر مهم أيضاً، وبالطبع بشأن قضيتنا الأكثر إلحاحا، بشأن الوضع في الاتجاه الأوكراني، وحول الأزمة الأوكرانية عموما».

وفي إشارة إلى أحد عناصر البحث الرئيسية، قال بوتين إن «روسيا وبيلاروسيا تتغلبان على ضغوط العقوبات. فيما يتعلق بالقيود التي يتم فرضها علينا: رفضت الشركات الأوروبية توريد المعدات، على ما يبدو، كانوا يأملون ألا يكون لدينا ما يكفي من الكفاءات. لقد استعدنا جميع الكفاءات، كل شيء على الإطلاق. تم تغيير الجداول الزمنية قليلاً». وكشف الرئيس الروسي عن أنه «سيتم إنشاء شركات ضخمة ذات نطاق عالمي في المستقبل القريب جداً». ملاحظا أنه في الوقت ذاته «أوروبا تعاني من الخسائر».

بدوره، استهل لوكاشينكو حديثه بتهنئة نظيره الروسي على نجاح الانتخابات المحلية أخيرا، التي حصد فيها الحزب الحاكم في روسيا حصة الأسد من مقاعد المجالس المحلية والبلديات. وأشار إلى تكامل هذا المسار مع نهج التكامل بين روسيا وبيلاروسيا في إطار «دولة الاتحاد» وقال إن «أكثر من 80 في المائة من المهام التي تم تحديدها للحكومات قبل ثلاثة أشهر قد تم إنجازها (...) ظهرت بعض الصعوبات في سوق الوقود، لكن تم التغلب عليها».

وكشف أن بين تلك الاتفاقات توسيع إمدادات مينسك لموسكو من الوقود، وزاد: «لقد قمنا بتوريد ما يحتاجه الاتحاد الروسي، بقدر ما طلبت الحكومة، في رأيي، 60 ألف طن وقود الديزل والبنزين». ملاحظا أنه «إذا أصبح من الضروري مواصلة خفض الإمدادات الخارجية وتوجيه منتجات الوقود إلى الاتحاد الروسي فلا مشكلة هنا». وتعد هذه إشارة نادرة إلى اعتماد روسيا على حليفها الوثيق لسد حاجاتها في سوق الوقود. وفقا للرئيس البيلاروسي فقد «فشل الغرب في ردع روسيا وبيلاروسيا عبر استخدام القوة العسكرية».

لكن اللافت أكثر في حديثه كان في تقييمه للقاء بوتين مع كيم. فقد تحدث بشكل مباشر عن توجه لـ«توسيع معسكر الحلفاء». وزاد مخاطبا حليفه الروسي: «كان من الجميل رؤيتك أنت وكيم جونغ أون في قاعدة فوستوشني الفضائية.

أعتقد أنه يمكننا التفكير في التعاون بشكل ثلاثي في مكان ما (...) كوريا الشمالية وروسيا ونحن. أنا أعلم أن هناك اهتماماً كبيراً من الكوريين بالقدوم إليك، وهو عمل كبير وستكون بيلاروسيا حاضرة». وأضاف الرئيس البيلاروسي أن «مينسك تعمل أيضا على تطوير اتصالاتها مع أفريقيا، وقد زارها مؤخراً رئيس غينيا الاستوائية».

روسيا لا تحتاج إلى جنود

بعد المفاوضات أجاب بوتين ولوكاشينكو عن أسئلة الصحافيين التي ركزت على الوضع حول أوكرانيا. في هذا السياق أشار الرئيس الروسي إلى أن الذخائر العنقودية الموردة إلى كييف من الولايات المتحدة «تستخدم على أوسع نطاق ممكن». ولاحظ أنه «هناك دولة واحدة تعتقد أنها حالة استثنائية - هي الولايات المتحدة. حتى ما كانت تعده جريمة، فإنها تسمح لنفسها به». وزاد أنه «حتى الدول التي تعدّ حليفة للولايات المتحدة لا تحب هذا الوضع». وحول آفاق المفاوضات السلمية قال بوتين إن بلاده «دعمت دائما المفاوضات. أنا أتحدث عن الموضوع دائما، لكن من الجانب الآخر لا نسمع شيئاً». وزاد بوتين: «روسيا لم ترفض قط التفاوض بشأن أوكرانيا، إذا كان الطرف الآخر يريد التفاوض فليعلن عن ذلك صراحة».

وفي موضوع زيارة كيم إلى موسكو كان ملاحظا أن بوتين تجنب التعليق على اتهامات غربية لكوريا الشمالية بتوسيع إمدادات القذائف المدفعية والصواريخ إلى روسيا، واكتفى بالتوقف عند تقارير زعمت أن بيونغ يانغ تستعد لإرسال مقاتلين إلى الحرب الأوكرانية. وقال بوتين: «في الغرب يزعمون أن روسيا طلبت إرسال متطوعين كوريين شماليين إلى المنطقة العسكرية الشمالية (...) هذا محض هراء. لقد قلت قبل يومين إن لدينا ما يكفي من المتطوعين، الذين وقعوا بالفعل عقوداً مع القوات المسلحة للاتحاد الروسي، أكثر من 270 ألفاً، لكن هذه كانت بالفعل بيانات قديمة. هذا الصباح لدي أرقام جديدة، تم توقيع 300 ألف عقد»، مضيفا أن بلاده «لا تحتاج لمتطوعين من الخارج». وأوضح أن الوحدات الجديدة «مجهزة بأنواع حديثة من الأسلحة والمعدات، وبعضها مجهز بالفعل بنسبة 85-90 بالمائة».

وحول العلاقة مع كوريا الشمالية قال الرئيس الروسي: «نحن لا نخلق تهديدات لأي طرف. أكبر التهديدات التي يتم إنشاؤها في العالم اليوم هي التي خلقتها النخب الحاكمة اليوم في الغرب. كوريا جارتنا، ويجب علينا بناء علاقات حسن جوار مع جيراننا بشكل أو بآخر».

أولويات روسية بيلاروسية

وفقاً للخبراء الذين أجرت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية مقابلات معهم تبين أن الاجتماع بين بوتين ولوكاشينكو، على الرغم من أنه كان مخططا سلفا، لكنه كان مهماً، وحمل إضافات لافتة من حيث المحتوى.

في العلاقة مع كوريا الشمالية رأى عالم السياسة البيلاروسي أليكسي دزيرمانت أن الجديد يكمن في توسيع التعاون الثلاثي في مجالات لها أهمية قصوى. وزاد: «توسيع العلاقات بين دولة الاتحاد وكوريا الديمقراطية يفتح مجالات كبرى جديدة للتعاون. كوريا الشمالية تحتاج إلى دعم اقتصادي. على سبيل المثال، في الزراعة والتكنولوجيا. وفي المقابل، لدى بيونغ يانغ ما تقدمه لمينسك وموسكو (...) في مجال المجمع الصناعي العسكري. يمكننا إنشاء إنتاج مشترك. كما أن تطوير التفاعل في الفضاء من بريست إلى بيونغ يانغ يمكن أن يكون له تأثير كبير على البلدان الثلاثة».

في الاتجاه ذاته، رأى عالم السياسة الروسي سيرغي ماركوف أنه «يمكن تنفيذ المشاريع مع كوريا الشمالية بمساعدة مينسك، بما في ذلك في قطاع الدفاع». و«أحد المواضيع الرئيسية هو الوضع الدولي وتنسيق مواقف بيلاروسيا وروسيا فيما يتعلق بالدول الثالثة. وهذا لا ينطبق على كوريا الديمقراطية فحسب، بل ينطبق أيضاً على أفريقيا على سبيل المثال».

الأولوية الكبرى بالنسبة لموسكو ومينسك وفقا للخبراء تكمن في أنه «يتعين على بوتين ولوكاشينكو حل كثير من القضايا. إحداها تعزيز القدرة الدفاعية لبيلاروسيا. بولندا تستعد للعدوان. وارسو لا تتخلى عن فكرة الاستيلاء على الأراضي البيلاروسية».

التوجه الثاني في الأولويات ينطلق من تعزيز التعاون الاقتصادي بين روسيا وبيلاروسيا في ظل العقوبات، وتعزيز التعاون العسكري التقني، خصوصا لجهة أن «موضوع التفاعل بين المجمعين الصناعيين العسكريين في روسيا وبيلاروسيا لا يزال معقداً للغاية. هناك عدد من القضايا المتعلقة بنقل الوثائق الصناعية العسكرية السرية إلى مينسك. بموجب القانون، لا يمكن الكشف عن كثير من مضمونها».

إشارة أخرى مهمة كانت مهمة في لقاء بوتين ولوكاشينكو تتمحور حول التحضيرات لزيارة بوتين إلى بكين. وأشار ماركوف إلى أن الاجتماع «عُقد قبل وقت قصير من رحلة بوتين المقررة إلى الصين. ومن المتوقع إجراء مفاوضات مع الزعيم الصيني شي جين بينغ. من الممكن أن يظهر لوكاشينكو هناك. ويناقش قادة الدولة الاتحادية أيضاً التعاون بين موسكو ومينسك وبكين بشكل ثلاثي».

لافروف: مستعدون للمفاوضات

الرئيس بوتين يلتقي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في قاعدة فوستوشني الفضائية (د.ب.أ)

في إطار التعليقات على استعداد موسكو للتفاوض إذا رضخ «الطرف الأخر» لشروطها، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجددا استعداد موسكو لـ«بحث المبادرات الجادة للتسوية في أوكرانيا كافة»، لكنه أشار إلى العقبات التي تحول دون انطلاق المفاوضات، مشددا على ما وصفها بـ«مؤامرة حقيقية حول هذا الموضوع».

أوضح الوزير الروسي: «تظهر مؤامرة حقيقية ومحاولات عبر الدبلوماسية الزائفة حول ما يسمى بالمفاوضات لقلب كل شيء رأسا على عقب... تماما كما فعلوا خلال بداية الأحداث الأوكرانية».

وأكد لافروف استعداد روسيا لبحث المبادرات الجادة للتسوية كافة، «وهذا الموقف لم يتغير»، مستذكرا الزيارات الأخيرة التي قام بها القادة الأفارقة إلى روسيا، والذين اقترحوا قيادة مبادرة للتسوية في أوكرانيا.

كما أعرب لافروف عن استعداد روسيا للقاء مبعوث الفاتيكان للتسوية، وقال: «مستعدون للقاء الجميع وللتحدث مع الجميع».

من ناحية أخرى، لفت لافروف إلى محاولات الغرب خداع دول العالم وإقناعها بموقفه تجاه أوكرانيا، وجر دول الأغلبية العالمية نحو دعم صيغة السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأضاف: «يعتمدون على أشخاص ساذجين تماما، عديمي الخبرة، ليس فقط في الدبلوماسية، ولكن ببساطة في التواصل العادي... ليست هناك حاجة لتوضيح أن هذه عملية غش وخداع صريحة لجر الدول إلى مخطط غير واقعي على الإطلاق ومعاد للروس».


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

الولايات المتحدة​ المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

يعقد مفاوضون أوكرانيون ومبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوماً ثالثاً من المحادثات في ميامي السبت، مؤكدين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
أوروبا المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

كشفت تقارير مضمون مكالمة حسّاسة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)

المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

اعتبر نائب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن عقد جلسات استماع في غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وارد.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
أوروبا مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)

موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

ضربت مسيّرة، اليوم (الجمعة)، مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان الروسية، ما أدى إلى اندلاع حريق امتد على عدة طوابق.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز) play-circle

تحليل إخباري انقسام غربي وتخوّف أوروبي من «سلام أميركي متسرّع» في أوكرانيا

يتعاظم القلق الأوروبي من النهج الأميركي في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو. فالتسارع عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة.

إيلي يوسف (واشنطن)

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
TT

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)

كشفت تقارير مضمون مكالمة حسّاسة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن حجم القلق الأوروبي من النهج الأميركي الجديد في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو.

التسارع الأميركي الملحوظ، خصوصاً بعد زيارة المبعوثَين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى موسكو من دون تنسيق مسبق مع الحلفاء، عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة، قبل تثبيت أي التزامات أمنية صلبة تمنع روسيا من استغلال ثغرات مستقبلية، حسب المحادثة التي نشرتها صحيفة «دير شبيغل» الألمانية ولم تكن بروتوكوليةً.

وحذَّر ميرتس مما وصفه بـ«ألعاب» واشنطن، ومن «احتمال خيانة واشنطن لكييف»، في حين أشار ماكرون إلى احتمال أن تتعرَّض كييف لضغط غير مباشر لقبول تسويات حدودية قبل الاتفاق على منظومة ردع حقيقية.


المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
TT

المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)

اعتبر نائب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مامي ماندياي نيانغ، اليوم (الجمعة)، أن عقد جلسات استماع في غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو أمر «وارد».

وقال مامي ماندياي نيانغ، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «اختبرنا هذا الأمر في قضية كوني. إنها فعلاً آلية معقدة. لكننا جربناها، وأدركنا أنها ممكنة ومفيدة».

وكان يشير إلى جلسة «تأكيد الاتهامات» التي عقدت غيابيّاً في وقت سابق هذا العام بحقّ المتمرد الأوغندي الفارّ جوزيف كوني.


موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
TT

موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)

ضربت مسيّرة، اليوم (الجمعة)، مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان الروسية، ما أدى إلى اندلاع حريق امتد على عدة طوابق، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الإعلام الرسمي الروسي وتسجيلات مصوّرة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتستهدف أوكرانيا على نحو متكرر الجمهورية الروسية الواقعة في القوقاز، لكن نادراً ما تصل مسيّراتها إلى المناطق الحضرية، وخصوصاً وسط العاصمة غروزني، حيث وقعت الحادثة الجمعة.

وندّد الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، في رسالة عبر تطبيق تلغرام، بـ«هذا النوع من التصرّفات»، معتبراً أنّه «ليس أكثر من محاولة لتخويف السكان المدنيين وخلق وهم الضغط».

وأكد أنّ «الأهم بالنسبة إلينا، أنّ أحداً لم يُصب»، متهماً كييف بـ«التعويض عن ضعفها عبر تنفيذ ضربات على البنى التحتية المدنية».

ولم تؤكد السلطات المحلية ولا تلك الفيدرالية الروسية الانفجار، لكن شبكة «آر تي» الرسمية نقلت عن مصدر في أجهزة إنفاذ القانون قوله إن مسيّرة أوكرانية نفّذت الهجوم. ولم يتم الإعلان عن سقوط أي ضحايا.

وأغلقت وكالة الطيران الروسية «روسافياتسيا» مطار غروزني، في وقت سابق الجمعة، على خلفية مخاوف أمنية استمرت بضع ساعات، بحسب ما أعلنت على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأظهرت عدة تسجيلات مصورة على شبكات التواصل الدخان يتصاعد من برج زجاجي، حيث تهشمت النوافذ في 5 طوابق.

ويعدّ القيام بأي عمل صحافي في الشيشان، التي تصفها بعض المجموعات الحقوقية بأنها «دولة داخل الدولة»، أمراً شبه مستحيل نتيجة القيود التي تفرضها السلطات.

وذكرت وسائل إعلام روسية أن المبنى يضم مجلس الأمن الشيشاني، ويبعد نحو 800 متر من مقر إقامة قديروف، كما يقع بجانب الفرع المحلي لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

ودعم قديروف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا، وأرسل آلاف الجنود الشيشانيين للقتال فيها.