«قسد» تستعيد السيطرة على بلدات رئيسية بريف دير الزور الشرقي

قالت إن اجتماعها مع «التحالف الدولي» بحضور زعماء العشائر كان إيجابياً

TT

«قسد» تستعيد السيطرة على بلدات رئيسية بريف دير الزور الشرقي

أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» استعادة السيطرة على بلدة البصيرة والجزء الأكبر من ناحية الشحيل (أ. ف. ب)
أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» استعادة السيطرة على بلدة البصيرة والجزء الأكبر من ناحية الشحيل (أ. ف. ب)

أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» استعادة السيطرة على بلدة البصيرة والجزء الأكبر من ناحية الشحيل، وفرضت طوقاً أمنياً على بلدة ذيبان وقرية الحوايج المجاورة.

وتعد هذه البلدات الواقعة على سرير نهر الفرات بالريف الشرقي لمدينة دير الزور شرق سوريا من بين أكبر المدن والمراكز الحضرية التي شهدت مواجهات دموية دخلت أسبوعها الثاني، بين مسلحين ينتمون إلى العشائر العربية ومقاتلين انسحبوا من «مجلس دير الزور العسكري» من جهة، وقوات «قسد» المدعومة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة «داعش» من جهة أخرى.

وقال مسؤول عسكري بارز في «قسد»، إنهم عقدوا اجتماعاً وصفه بـ«الإيجابي» مع مسؤولين أمريكيين وقائد قوات التحالف الدولي، بحضور شيوخ ووجهاء العشائر العربية وبحثوا الوضع بريف دير الزور والتدخلات الخارجية فيه، على أن تستمر العمليات العسكرية لتمشيط المنطقة وملاحقة المجموعات المسلحة «الدخيلة».

هذا ودفعت قوات «قسد» بالمزيد من التعزيزات والحشود العسكرية ومشاركة مدرعات أمريكية، إلى المناطق التي شهدت اشتباكات مسلحة شرق سوريا؟ وتعليقاً على استعادة السيطرة على بلدات رئيسية شهدت توتراً عسكرياً وأمنياً غير مسبوق خلال الفترة الماضية، قال فرهاد شامي مدير المركز الإعلامي لـ«القوات»، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن أهالي سكان هذه المناطق ناشدوا «قسد» ضرورة تخليصهم من المجموعات المسلحة الدخيلة، التي عاثت فساداً خلال الأيام الماضية في المنطقة، ودمرت ونهبت المؤسسات الخدمية، بما فيها مؤسسات المياه والبلديات، وضربت الأمان وحاولت خلق الفتن.

مواجهات دموية للأسبوع الثاني بين مسلحي العشائر العربية من جهة وقوات «قسد» من جهة أخرى (أ. ف. ب)

وأكد المسؤول العسكري، أن «قسد» بدأت بحسم المعارك والحزم في مواجهة هؤلاء المسلحين، داعياً سكان المنطقة إلى ضرورة الالتزام والتقيد بقرار حظر التجوال «منعاً من استغلال تلك المجموعات في جرّ الاشتباكات إلى منازلكم وأحيائكم، ولن نعفو عن الذين ارتكبوا المظالم بحق الأهالي ويحاولون إراقة دماء الأبرياء وخلق الفتن والاضطرابات».

وأكد شامي، أن القوات تقوم بعمليات تمشيط في مناطق ساخنة محيطة ببلدة ذيبان، وتتجه الأمور نحو الحسم، مشيراً إلى أن التوترات اقتصرت على 5 بلدات و25 قرية من أصل عشرات البلدات وأكثر من 100 قرية في المنطقة.

وتعد هذه المناطق التي تشهد اشتباكات مسلحة عنيفة من أغنى المناطق النفطية في سوريا، حيث تضم حقول العمر والتنك والورد وكونيكو للغاز الطبيعي، فيما ينتشر 900 جندي أميركي وعشرات القوات الأجنبية في إطار مهامها القتالية في محاربة خلايا تنظيم «داعش» الإرهابي.

وشهدت مناطق عدة من ريف دير الزور اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت على خلفية عزل قوات «قسد» قائد «مجلس دير الزور العسكري» أحمد الخبيل، المعروف بـ«أبو خولة»، نهاية الشهر الفائت، واعتقلته في 27 من أغسطس (آب) الماضي في مدينة الحسكة، بتهم فساد والمتاجرة بالمخدرات واستخدام نفوذه بالسلطة، ما أثار توتّراً بين أبناء عشائر المنطقة تحول لاحقاً إلى اشتباكات مسلحة راح ضحيتها أكثر من 50 قتيلاً بين مدني وعسكري.

جنود من «قوات سوريا الديمقراطية» يشيرون بعلامة النصر من داخل مدرعة (أ. ف. ب)

كان نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية، إيثان غولدريتش، وقائد عملية «العزم الصلب» بقوات التحالف، جويل فويل، قد عقد اجتماعاً، الأحد، مع قيادة «قوات سوريا الديمقراطية» و«مجلس سوريا الديمقراطية»، وزعماء القبائل العربية، ضمن جهود وساطة اتفق خلالها على ضرورة خفض العنف واحتواء التوتر بين «قسد» ومسلحي العشائر بعد أسبوع دام من التصعيد.

وذكر المسؤول العسكري فرهاد شامي، أن الاجتماع كان إيجابياً: «قواتنا وعشائر المنطقة في صفٍ واحدٍ ومتفقون على ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار»، لافتاً إلى أن الاجتماع ضم وجهاء وشيوخ قبائل عربية بارزة من أبناء المنطقة: «الذين لهم الدور الإيجابي في إفشال محاولات الفتنة، ودعم التكاتف بعمليات البناء والاستقرار خلال الفترة الماضية، وكنا متفقين على وقف العنف والتصعيد وملاحقة المجموعات الدخيلة».


مقالات ذات صلة

تركيا تعيد للواجهة المبادرة العراقية للتطبيع مع سوريا بعد موقف روسيا

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تعيد للواجهة المبادرة العراقية للتطبيع مع سوريا بعد موقف روسيا

أعادت تركيا إلى الواجهة مبادرة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للوساطة مع سوريا بعد التصريحات الأخيرة لروسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان متحدثاً في البرلمان التركي (الخارجية التركية)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

أوضح وزير الخارجية التركي فيدان أن الرئيس السوري لا يريد السلام في سوريا، وحذر من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية أستانة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي دخان الغارات في تدمر (متداولة)

ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على تدمر إلى 79 قتيلاً موالياً لإيران

طائرات إسرائيلية استهدفت ثلاثة مواقع في تدمر، من بينها موقع اجتماع لفصائل إيرانية مع قياديين من حركة «النجباء» العراقية وقيادي من «حزب الله» اللبناني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر صحافي في ختام مشاركته بقمة الـ20 بالبرازيل ليل الثلاثاء - الأربعاء (الرئاسة التركية)

تركيا تؤكد استعدادها لمرحلة «ما بعد أميركا في سوريا»

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن تركيا مستعدة للوضع الجديد الذي سيخلقه الانسحاب الأميركي من سوريا، وعازمة على جعل قضية الإرهاب هناك شيئاً من الماضي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة جوية للقصف التركي على مواقع «قسد» في شمال سوريا (وزارة الدفاع التركية)

تركيا تصعد هجماتها على «قسد» شمال وشرق سوريا

واصلت القوات التركية تصعيد ضرباتها لمواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال وشرق سوريا، وسط حديث متصاعد في أنقرة عن احتمالات القيام بعملية عسكرية جديدة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«الاتحاد الوطني» يتحدث عن «توقعات متشائمة» بشأن حكومة كردستان

أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات (رويترز)
أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات (رويترز)
TT

«الاتحاد الوطني» يتحدث عن «توقعات متشائمة» بشأن حكومة كردستان

أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات (رويترز)
أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات (رويترز)

يُتوقع أن يدعو رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، خلال الأيام القليلة المقبلة، الكتل السياسية الفائزة إلى عقد أول جلسة للبرلمان بعد إعلان «مفوضية الانتخابات» المصادقة على نتائج انتخابات إقليم كردستان التي جرت في العشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وطبقاً للنظام الداخلي لبرلمان الإقليم، يتعيّن على رئيس الإقليم دعوة البرلمان المنتخب إلى عقد جلسته الأولى خلال 10 أيام من المصادقة على نتائج الانتخابات، وإذا لم يدعُ الرئيس إلى عقد الجلسة الأولى يحق للبرلمانيين عقدها في اليوم الحادي عشر للمصادقة على النتائج.

ويترأس العضو الأكبر سناً جلسات البرلمان قبل انتخاب الرئيس الدائم بعد تأدية القسم الدستوري.

وحصل «الحزب الديمقراطي» على 39 من أصل 100 مقعد في برلمان الإقليم بدورته السادسة، في حين حصل غريمه التقليدي «الاتحاد الوطني» على 23 مقعداً، كما حصل «الجيل الجديد» على 15 مقعداً، و«الاتحاد الإسلامي» على سبعة مقاعد، وأحزاب صغيرة على بقية المقاعد.

ومع أن الجلسة الأولى للبرلمان يُتوقع أن تنعقد بانسيابية وسهولة طبقاً للوائح والإجراءات القانونية، فإن معظم الترجيحات تتحدث عن «شتاء قاسٍ» ينتظر الإقليم بالنسبة إلى عملية الاتفاق على تشكيل الحكومة، بالنظر إلى الانقسامات القائمة بين قواه السياسية.

مسرور بارزاني يتحدث على هامش معرض تجاري في أربيل (حكومة إقليم كردستان)

ويتحدث حزب الاتحاد الوطني عن «تقديرات متشائمة» بشأن تشكيل الحكومة قد تمتد إلى نهاية العام المقبل.

ويتوقع القيادي في حزب الاتحاد، غياث السورجي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «تبقى قضية تشكيل الحكومة حتى موعد الانتخابات الاتحادية العامة نهاية عام 2025، وبعد ذلك يتم الاتفاق على مناقشة مسألة المناصب في الإقليم وفي بغداد بيننا وبين الحزب الديمقراطي».

وخلال السنوات الماضية غالباً ما تم الاتفاق بين الحزبين على أن يحصل حزب الاتحاد الوطني على منصب رئيس جمهورية العراق، في حين يحصل «الديمقراطي» على رئاسة الإقليم ورئاسة وزرائه.

وأضاف السورجي: «أتوقع تأخّر تشكيل الحكومة؛ لأن لدينا شروطاً من أجل المشاركة فيها. قادة (الديمقراطي) يقولون إن الجميع سيشارك وفق استحقاقه الانتخابي، وهذا لن نقبل به. نريد أن نشارك في حكومة لنا فيها دور حقيقي برسم السياسات. لن نشارك وفق مبدأ الاستحقاق، إنما وفق دور حقيقي».

ويؤكد أن «جميع الأحزاب الفائزة أعلنت رسمياً عدم المشاركة في الحكومة، وبعضها انسحب من البرلمان، والأمر سيبقى محصوراً بين الحزبين الديمقراطي والاتحاد في مسألة تشكيل الحكومة».

وكشف السورجي عن أن «(الديمقراطي) بدأ (الاثنين) زيارة الأحزاب الفائزة؛ للمناقشة حول تشكيل الحكومة، ونحن في (الاتحاد) شكّلنا لجنة، وسنتفاوض خلال الأيام المقبلة مع جميع الأحزاب».

وعن المناصب الحكومية التي يمكن أن يحصل عليها «الاتحاد الوطني» في حال مشاركته في الحكومة، قال السورجي: «حتى هذه اللحظة لم نناقش المناصب، لكننا نريد الحصول على أحد المنصبين؛ رئاسة الإقليم، أو رئاسة الوزراء، وبخلافه لن نتنازل عن شرطنا، وهناك شروط أخرى».

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني خلال لقاء في بغداد (أرشيفية - رئاسة الوزراء)

بدوره، يقلّل كفاح محمود المستشار الإعلامي لزعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، من أهمية «التوقعات المتشائمة» التي يتحدث عنها حزب الاتحاد، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إنه «ومهما كانت الخلافات السياسية بين (الديمقراطي) و(الاتحاد)، فإن نهاية التنافس هي حكومة ائتلافية بينهما؛ لأن الواقع على الأرض مع الاستحقاقات الانتخابية سيرسم خريطة الحكومة القادمة حتى وإن تأخرت لعدة أشهر».

ويتوقع محمود، أن تركز الحكومة المقبلة على «قضية الخدمات والمشروعات الصناعية الزراعية، خصوصاً أن حكومة مسرور بارزاني الحالية أرست أسس بنية تحتية لصناعة الغذاء وملحقاته الأساسية التي تتعلق بالزراعة والمياه خصوصاً السدود ومشروعات البرك المائية التي تستثمر مياه الأمطار الغزيرة في كردستان، وما يتعلق ببعض الصناعات التحويلية التي تحتاج إلى حكومة تكنوقراط تلبي الحاجة الماسة للمواطن والإقليم».

ويرجح محمود أن «يحصل رئيس الوزراء الحالي (المنتهية ولايته) على ولاية جديدة في الحكومة المقبلة».

وأدلى عضو الحزب الديمقراطي عبد السلام برواري، بتصريحات إلى «شبكة رووداو» الإعلامية، الاثنين، قال فيها، إن «(الاتحاد الوطني) عادة ما يمارس هذه الأساليب ويرفع من سقف مطالبه، وفي النهاية نحن نعرف وهم يعرفون وكذلك الناس تعرف، أنه يجب أن تتشكل الحكومة بالاتفاق ما بين (الديمقراطي) و(الاتحاد الوطني)».

وأضاف أن «هذا هو الواقع، سواء كان مُرّاً أم حلواً، يعجبني أو لا يعجبك، هذا هو الواقع في إقليم كردستان... لا تتشكل حكومة دون البارتي (الديمقراطي) واليكتي (الاتحاد)».