باكستان: استمرار اعتقال عمران خان رغم تعليق إدانته بقضية فساد

رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان (رويترز)
رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان (رويترز)
TT

باكستان: استمرار اعتقال عمران خان رغم تعليق إدانته بقضية فساد

رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان (رويترز)
رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان (رويترز)

قضت محكمة باكستانية، (الثلاثاء)، بإطلاق سراح رئيس الوزراء السابق عمران خان بعد تعليق إدانته من قبل محكمة أدنى درجة باتهامات تتعلق بالكسب غير المشروع، وفق ما أفاد به فريق الدفاع الخاص به، بيد أن محكمة أخرى مددت حبسه في قضية منفصلة، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وقال محامي رئيس الوزراء السابق بابار أوان، إن المحكمة العليا في إسلام آباد قالت إنه يتعين إطلاق سراح خان بكفالة. ثم بعد نحو الساعة، أمرت محكمة أخرى بإبقاء خان في السجن بتهمة تسريب محتوى وثيقة سرية رسمية خلال فترة توليه منصب رئيس الوزراء.

وأصدر القاضي محمد ذو القرنين، الذي يرأس محكمة تشرف على التحقيق في تسريب برقية دبلوماسية، أمراً بإبقاء خان في السجن لحين مثوله أمامه (الأربعاء).

يشار إلى أن وزير الخارجية السابق شاه محمود قريشي محتجز بالفعل لدى الشرطة للتحقيق في تسريب محتوى برقية حول محادثة بين دبلوماسي أميركي وباكستاني.

وقبل أسابيع من الإطاحة به في نيسان (أبريل) 2022، زعم خان أن الولايات المتحدة دبرت مؤامرة مع خصومه للإطاحة به؛ لأنه تقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ولوح خان في تجمع عام بإسلام آباد، بورقة زاعماً أن البرقية التي أرسلها السفير الباكستاني في الولايات المتحدة تعد دليلاً.

ويمكن أن تؤدي الإدانة بتهمة تسريب محتوى وثيقة سرية إلى السجن.

وكان محامٍ لرئيس الوزراء الباكستاني السابق، نعيم بانجوثا، قد قال إن المحكمة العليا في إسلام آباد، أوقفت اليوم حكم الإدانة الأخير الصادر بحقه بتهم الفساد، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى إطلاق سراح خان من السجن، أم لا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وسُجن خان في 5 أغسطس (آب)، بعد أن حُكم عليه بالحبس لمدة 3 سنوات بتهمة بيع هدايا الدولة بشكل غير قانوني خلال فترة رئاسته مجلس الوزراء من 2018 إلى 2022. ونتيجة للإدانة، ومع توقع إجراء انتخابات وطنية في الأشهر المقبلة، قررت لجنة الانتخابات منع رئيس الوزراء السابق من خوض المعارك الانتخابية مدة 5 سنوات.

وقدم خان استئنافاً ضد الإدانة. وأوضح بانجوثا عبر منصة «إكس»، المعروفة سابقاً بـ«تويتر»: «لقد قُبل طلبنا، وعُلق الحكم».

وكان بطل الكريكيت السابق، البالغ من العمر 70 عاماً، في قلب الاضطرابات السياسية في الدولة المسلحة نووياً، التي تعاني من الأزمات منذ توليه منصبه.

وقد أطيح به في تصويت برلماني في أبريل 2022، وتدهورت علاقاته مع جنرالات باكستان الأقوياء بشكل سيئ خلال العام الماضي.

ويواجه خان عشرات القضايا، بما في ذلك اتهامات بالتحريض على القتل، وتسريب أسرار الدولة، وتنظيم احتجاجات عنيفة.

ومن غير الواضح كيف سيتأثر الحظر المفروض على خوض الانتخابات مع تعليق عقوبته. ومن المقرر إجراء الانتخابات الوطنية في وقت لاحق من هذا العام، ولكن من المرجح أن تؤجل أشهراً عدة.

ويمثل التعليق فوزًا آخر لخان، ويأتي بعد يوم من إسقاط المحكمة العليا في بلوشستان تهم التحريض على الفتنة الموجهة إليه، قائلة إنها قُدّمت بشكل غير صحيح.


مقالات ذات صلة

باكستان: مقتل 4 من أفراد الأمن على يد متظاهرين مؤيدين لعمران خان

آسيا مناوشات بين رجال الشرطة الباكستانية وأنصار عمران خان في إسلام آباد (أ.ف.ب) play-circle 00:36

باكستان: مقتل 4 من أفراد الأمن على يد متظاهرين مؤيدين لعمران خان

دارت مواجهات في إسلام آباد، الثلاثاء، بين آلاف المتظاهرين المؤيدين لرئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان وقوات الأمن التي استخدمت القوة لتفريقهم.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا قوات باكستانية تقوم بدوريات في جنوب وزيرستان (وسائل الإعلام الباكستانية)

مقتل سبعة جنود باكستانيين بأيدي انفصاليين في بلوشستان

قتل سبعة جنود بأيدي انفصاليين من البلوش في جنوب غربي باكستان، وفق ما نقل مسؤولون محليون وذلك بعد أسبوع من هجوم للمجموعة نفسها أسفر عن 26 قتيلاً.

«الشرق الأوسط» (كويتا)
آسيا أرشيفية لعناصر من  الشرطة الباكستانية عند نقطة تفتيش بعد صدور إنذار أمني في إسلام آباد (إ.ب.أ)

مقتل عشرة من عناصر شرطة الحدود الباكستانية في هجوم

أعلنت السلطات الباكستانية، صباح اليوم (الجمعة)، مقتل عشرة من عناصر شرطة الحدود في هجوم.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الاقتصاد رجال يحاولون شراء أكياس الدقيق المدعم من شاحنة في كراتشي بباكستان (رويترز)

هل سيتعافى اقتصاد باكستان بعد قرض صندوق النقد الدولي الجديد؟

حصلت باكستان على دفعة قوية لاقتصادها المتداعي، من حزمة إنقاذ جديدة من مُقرِض عالمي، بينما تجد نفسها في تحدٍ كبير لتنفيذ الأهداف الصعبة في موازنتها العامة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا محمود شعيب شاهين القيادي بحزب عمران خان «حركة إنصاف» الباكستانية قبل مثوله أمام محكمة مكافحة الإرهاب 10 سبتمبر (أيلول) 2024 (أ.ف.ب)

الإفراج بكفالة عن 10 نواب باكستانيين من حزب عمران خان

أفرجت محكمة مكافحة الإرهاب في باكستان بكفالة عن عشرة نواب من حزب رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)
خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)
TT

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)
خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)

أفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنها سجّلت 336 اعتداءً على صحافيين وعاملين في وسائل إعلام منذ عودة «طالبان» لحكم أفغانستان في أغسطس (آب) 2021، منددةً بـ«الرقابة» و«القيود الصارمة للوصول إلى المعلومات».

وأكدت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، أنهما اطّلعا على «256 حالة توقيف واحتجاز تعسفي، و130 حالة تعذيب وسوء معاملة، و75 حالة تهديد أو ترهيب».

وفي التقرير المعنون «حرية وسائل الإعلام في أفغانستان»، نددت الأمم المتحدة بـ«التحديات المتزايدة التي يواجهها الصحافيون والموظفون في مجال الإعلام والمؤسسات الإعلامية في أفغانستان، الذين يعملون في بيئة من الرقابة والقيود الصارمة للوصول إلى المعلومات»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضافت روزا أوتونباييفا، رئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، أنه يتعيّن على الصحافيين التعامل مع «قواعد غير واضحة بشأن ما يمكنهم وما لا يمكنهم تغطيته، ويتعرضون للترهيب أو الاحتجاز التعسفي بسبب ما يُعدُّ انتقاداً».

من جهته، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى حماية الصحافيين الذين «يُطلعون الجمهور على الأحداث التي تؤثر في حياتهم اليومية» و«يضمنون شفافية السلطات وتحملها مسؤوليتها».

وقال حياة الله مهاجر فراحي، نائب وزير الإعلام: «إن كل وسائل الإعلام يمكن أن تعمل» في أفغانستان، ما دامت تحترم «القيم الإسلامية ومصالح البلاد وثقافتها وتقاليدها».

مع ذلك، فإن القانون الجديد بشأن «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، الذي يهدف إلى التطبيق الصارم للشريعة الإسلامية، يثير قلقاً لدى الصحافيين، ويخشون من أن يؤدي هذا القانون إلى اختفاء صور الكائنات الحية وأصوات النساء من وسائل الإعلام.

عندما عادت حكومة طالبان إلى السلطة، كان لدى أفغانستان 8400 موظف في مجال الإعلام، من بينهم 1700 امرأة. أما الآن فلا يوجد سوى 5100 موظف، من بينهم 560 امرأة، وفق مصادر من القطاع.

وأُغلقت عشرات وسائل الإعلام، وتراجعت أفغانستان خلال 3 سنوات من المركز 122 إلى المركز 178 من أصل 180، في مؤشر حرية الصحافة، الذي تصدره منظمة «مراسلون بلا حدود».