مستشار البرلمان الليبي يطالب بإعادة «توحيد مؤسسات الدولة»
بعد خطوة المصرف المركزي
فتحي المريمي مستشار رئيس مجلس النواب الليبي (المجلس)
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
20
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
مستشار البرلمان الليبي يطالب بإعادة «توحيد مؤسسات الدولة»
فتحي المريمي مستشار رئيس مجلس النواب الليبي (المجلس)
أشاد فتحي المريمي، مستشار رئيس مجلس النواب الليبي، بقرار إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي، الذي جرى الإعلان عنه في وقت سابق هذا الأسبوع، عادّاً إياه خطوة «تخدم الاقتصاد الليبي». وفي مقابلة مع «وكالة أنباء العالم العربي» في طبرق، أشار المريمي إلى مطالبة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بتوحيد بقية المؤسسات الأخرى في ليبيا، التي تعاني الانقسام منذ اندلاع احتجاجات عارمة أفضت إلى صراع مسلح انتهى بإطاحة حكم معمر القذافي عام 2011. ورغم محاولات مستمرة لإعادة الاستقرار إلى ليبيا، فإن محاولات القوى الدولية والإقليمية جميعها فشلت في إجراء انتخابات عامة أو رئاسية في البلاد، وكان آخرها قبل نحو عامين، حين تقرر تأجيل الانتخابات قبل أيام من إجرائها في ديسمبر (كانون الأول) 2021. وقال المريمي إن خطوة إعادة توحيد المؤسسات، بما فيها المؤسسة العسكرية لضمان حفظ الأمن «يجب أن تشمل الأجهزة الرقابية، وديوان المحاسبة، وهيئات ومؤسسات أخرى مهمة في الدولة الليبية»، مشيراً إلى أن القضاء لم يتأثر بأي انقسامات.
المريمي دعا إلى توحيد المؤسسة العسكرية لضمان حفظ الأمن في طرابلس (الوحدة)
وأوضح المريمي أن الاجتماع الذي عُقد في بنغازي بين عقيلة صالح، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر «مهم جداً». وفي إشارة للاجتماع الذي عُقد في وقت سابق من هذا الشهر، عدّد المريمي منافع الاجتماع بين القادة الثلاثة، وقال إن لكل منهم دوراً في تأمين الفترة المقبلة وصولاً لإجراء انتخابات. في سياق ذلك، عدّ المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب أن قرار إعادة توحيد المصرف المركزي ستليه «آليات فنية»، عدّها من صميم اختصاص المصرف نفسه. وقال بهذا الخصوص: «نحن نعرف أن فترة الانقسام تكون هناك أمور تحتاج إلى ترتيب فني وقانوني. والبنك المركزي سيعمل من خلال إداراته المختصة على ذلك»، مضيفاً أن هناك مؤسسات أخرى، ومن بينها على سبيل المثال مجلس الدولة، تعدّ «مهمة، خاصة في المرحلة المقبلة، التي سوف نتجه بها للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا». وفي أعقاب الاجتماع، قال بيان صادر عن حفتر إن الاجتماع بحث مستجدات المسار السياسي، مبرزاً أن المسؤولين الثلاثة اتفقوا أيضاً على أهمية دعوة رئيس المجلس الرئاسي لاجتماع رئاسة مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» للتشاور «من أجل استكمال المسار السياسي الوطني لتحقيق أكبر قدر من التوافقات بهدف إنجاز القوانين الانتخابية». من جهة ثانية، أشاد المريمي بالقضاء الليبي، عادّاً أن به «مؤسسات وهيئات ومحاكم ونيابات» موحدة. وقال إن «الوضع القضائي في ليبيا لم يتأثر بأي انقسامات. والقضاء في ليبيا لم ينقسم، وهو بعيد كل البعد عن هذه الأمور، وكل القضايا المطروحة أمامه يصدر بها أحكامه، وفق القوانين في الدولة الليبية»، مبرزاً أن مجلس النواب سيناقش في الفترة المقبلة موضوع الانتخابات.
المريمي أكد أن مجلس النواب سينظر في قوانين الانتخابات بعد أن تنتهي لجنة «6 + 6» من إعدادها (النواب)
وقال المريمي: «إذا انتهت لجنة (6 + 6) من إعداد قوانين الانتخابات، فستُعرض على مجلس النواب مجدداً للاعتماد والمصادقة، ومن ثم ستحيلها للمفوضية العليا للانتخابات للعمل بها، وهي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة».
عدَّ رئيس حكومة «الوحدة»، عبد الحميد الدبيبة، أن «ملف الحدود البحرية من الملفات السيادية التي تمس جوهر الأمن القومي الليبي ولا يمكن التعامل معه بمنطق فني منفصل»
تجدد الجدل في ليبيا مرة ثانية على خلفية تبني عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والنشطاء وضع خريطة مستقبلية تتضمن الاكتفاء بإجراء انتخابات برلمانية فقط.
عدّت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» الليبية عملية دهس سيارة أمنية لمشجعي كرة قدم «سلوكاً فردياً لا يعكس نهجها المهني» لكن الحادث أثار حالة من الغضب في البلاد
قالت المبعوثة الأممية إلى ليبيا إنه عندما يتحدث مجلس الأمن الدولي بصوت واحد ويدرك الفاعلون الوطنيون والدوليون هذا الأمر فإن هامش المناورة يصبح محدوداً.
قال عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» إن «الإنفاق الموازي» ليس انقساماً سياسياً، بل «معركة حقيقية بين من يريد بناء الدولة، ومن يستفيد من غيابها».
خالد محمود (القاهرة)
وزراء الخارجية العرب يتوافقون على دعم سوريا والتحرك لإنهاء حرب غزةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/5135612-%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D9%8A%D8%AA%D9%88%D8%A7%D9%81%D9%82%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%83-%D9%84%D8%A5%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A1-%D8%AD%D8%B1%D8%A8
وزراء الخارجية العرب يتوافقون على دعم سوريا والتحرك لإنهاء حرب غزة
جانب من اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأربعاء (الجامعة العربية)
تصدر الملف السوري والقضية الفلسطينية محادثات وزراء الخارجية العرب ضمن فعاليات الدورة 163 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، والتي انعقدت بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، الأربعاء، وتوافق الوزراء على «دعم سوريا الجديدة، ومواصلة الجهود والتحركات لوقف الحرب في غزة».
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع: «هناك عمل دبلوماسي إعلامي عربي لخلق زخم حول القضية يشكل عنصر ضغط ومواجهة، وهذه هي الوسيلة المتاحة لمواجهة حالة الصمت الدولي تجاه ما يحدث».
وأشار إلى أن اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية التي شكلتها «قمة الرياض» في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2023 لدعم غزة «تعتزم القيام بجولة جديدة من الجهد الدبلوماسي خلال الأسابيع المقبلة».
وأعرب أبو الغيط عن أمله أن يكون المؤتمر المقرر عقده في الأمم المتحدة في يونيو (حزيران) المقبل بشأن «حل الدولتين» برئاسة سعودية - فرنسية «نقلة نوعية في التعامل مع حل الدولتين على نحو يدفع به من مجال التأييد الخطابي إلى التطبيق العملي، والتجسيد الفعلي».
ولفت الأمين العام للجامعة إلى أن «هناك نحو 140 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية، والمؤتمر يستهدف توسيع نطاق الاعتراف بالدولة الفلسطينية في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وربما التحرك لاستصدار قرار من مجلس الأمن بهذا الشأن».
توافق عام
وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الذي ترأس بلاده الدورة 163 لمجلس الجامعة، إن الاجتماع انتهى «إلى التوافق على جميع مشاريع القرارات التي تتعامل مع جميع القضايا المطروحة في المنطقة»، موضحاً في مؤتمر صحافي أنه تم التوافق على دعم جهود إعادة البناء في سوريا، وحل الأزمات في اليمن والسودان «في إطار اقتناع راسخ بأهمية تعزيز العمل العربي المشترك».
وأضاف أن الاجتماع يأتي «في وقت عصيب، لا سيما مع استمرار العدوان على قطاع غزة، ومرور أكثر من 50 يوماً على منع دخول المساعدات للقطاع».
مقر جامعة الدول العربية في القاهرة (الجامعة العربية)
ولفت الصفدي إلى أن القضية الفلسطينية «تظل القضية الأبرز عربياً الآن، والهدف الأول هو وقف العدوان على غزة، ووقف الدمار، والتجويع، والتخريب»، مشيراً إلى «استمرار العمل من أجل وقف إطلاق النار، وإعادة الإعمار».
كما أكد أن التهجير «خط أحمر» بالنسبة لمصر والأردن، وأن خطة إعادة الإعمار التي قدمتها مصر ودعمتها الدول العربية أظهرت إمكانية إعمار القطاع دون تهجير، وقال إن الخطة «مطروحة للنقاش مع الجميع في المجتمع الدولي».
الشيباني وأول مشاركة
شهد الاجتماع أول مشاركة لوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في فعاليات دورة عادية لمجلس «الجامعة» على مستوى وزراء الخارجية.
وبينما هنأ أبو الغيط، في كلمته، الوزراء الجدد الذين يشاركون في المجلس للمرة الأولى، رحب الصفدي بنظيره السوري، مؤكداً دعم جهود إعادة بناء سوريا «على الأسس التي تضمن وحدتها، وأمنها، وتماسكها، وسيادتها، وتخلصها من الإرهاب، وتهيئة ظروف العودة الطوعية للاجئين، وتحقيق طموحات الشعب السوري».
كما رحب بوزيري الخارجية اللبناني، يوسف رجي، والسوداني، حسين الأمين الفاضل، في حضورهما الأول للمجلس.
وسبق أن شارك الشيباني في اجتماع وزراء الخارجية العرب للإعداد للقمة الطارئة بشأن فلسطين التي عقدت بالقاهرة الشهر الماضي، لكن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها في اجتماع دورة عادية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري.
وتُثير مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في فعاليات «القمة العربية»، المقرر عقدها في بغداد الشهر المقبل، جدلاً في الأوساط العراقية، وسط رفض البعض مشاركته، وترجيحات بأن «يرأس الشيباني وفد بلاده في القمة ليكون حلاً وسطاً لإنهاء الجدل».
«صمت مخزٍ ومشين»
وأدان أبو الغيط في كلمته «حرب الإبادة الإسرائيلية على سكان غزة»، وقال: «لم يعد هناك شك في أن التطهير العرقي هو هدف الحرب... وللأسف ساعد طرح سيناريو التهجير في إعطاء دفعة غير مسبوقة لخطط اليمين الإسرائيلي الأشد تطرفاً وقسوة».
فلسطينيون يتفحصون الدمار الناجم عن ضربة إسرائيلية لمدرسة تؤوي نازحين بمدينة غزة اليوم الأربعاء (د.ب.أ)
وانتقد الأمين العام للجامعة «صمت العالم على هذا الوضع المتجرد من الإنسانية»، ووصفه بأنه «مخزٍ ومشين».
وأشار إلى أن الجانب العربي عبَّر بوضوح عن موقفه «الداعي لوقف حرب التطهير العرقي فوراً... ورفض سيناريو التهجير غير الواقعي وغير القانوني... وقدم طرحاً بديلاً في (قمة القاهرة) مارس (آذار) الماضي».
ووصف الاقتراح المصري بأنه «طرح واقعي وعملي، وقابل للتطبيق للتعافي المبكر، وإعادة الإعمار، وإدارة القطاع على نحو يتجنب اندلاع مواجهات في المستقبل»، مشيراً إلى أن هذا الطرح يمهد الطريق لتجسيد حل الدولتين الذي اعتبره السبيل الوحيد للاستقرار والسلام في المنطقة.
كما أدان أبو الغيط «السياسة التوسعية العدوانية الإسرائيلية»، وقال إنها «تضرب أسس السلام القائم، وتضعف فرص السلام الدائم في المستقبل».
«جراح مفتوحة»
وأدان أبو الغيط أيضاً «الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، وتغولها على سيادة الدولة، وإقليمها، ومساعيها المكشوفة لتأجيج الفتن والصراعات الداخلية في هذا البلد». كما شجب اعتداءات إسرائيل على لبنان، وخروقاتها المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف أن «جراحاً عربية ما زالت مفتوحة، وأخطرها جرح فلسطين النازف»، مؤكداً أن الدول الأعضاء في الجامعة تسعى لمواجهة التحديات «بمنطق العمل الجماعي، وبروح العروبة».
وفي هذا الصدد قال الصفدي إن السلام لن يتحقق «ما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة، ولا أولوية تتقدم اليوم على وقف العدوان الإسرائيلي على غزة»، مضيفاً أن الأردن يواصل العمل «مع الأشقاء ومع المجتمع الدولي من أجل التوصل لوقفٍ فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية الكافية إلى القطاع».
وتحتفل الجامعة العربية هذا العام بالذكرى الثمانين لتأسيسها.
وبهذه المناسبة، أعرب أبو الغيط عن فخره بما وصفه «صمود مشروع العمل الجماعي أمام رياح الزمن العاتية، وعواصف التغيير التي طالت المنطقة والعالم». لكنه قال إن هذا يتزامن أيضاً مع «الشعور بالأسى في ظل ما تواجهه بعض الدول من أوضاع هي الأقسى في تاريخها الحديث والمعاصر».
واستطرد: «لا يخفى أن هناك دولاً مهددة في وجودها ذاته... ودولاً تنهش في جسدها أمراض الفتنة، والاحتراب الداخلي».
وأشار إلى الأزمة الإنسانية الحادة التي يواجهها السودان، مضيفاً: «وليس الوضع في اليمن بأفضل حالاً». كما تحدث عن «التحديات» التي تواجهها ليبيا، وسوريا، والصومال».
لكنه وصف «العروبة» بأنها «فكرة جامعة ومنفتحة، وحقيقة ثقافية وتاريخية قائمة وممتدة، وتمثل النسيج الرابط لأوصال هذه المنطقة».