إيران تكشف عن مسيّرة «مهاجر 10»... وصواريخ باليستية تدخل الخدمة

طهران واصلت توسيع ترسانة الأسلحة رغم تحذيرات أوروبية بالإبقاء على قيود أممية

رئيسي يستمع إلى مسؤول في وزارة الدفاع خلال مراسم الكشف عن مسيّرة «مهاجر 10» (الرئاسة الإيرانية)
رئيسي يستمع إلى مسؤول في وزارة الدفاع خلال مراسم الكشف عن مسيّرة «مهاجر 10» (الرئاسة الإيرانية)
TT

إيران تكشف عن مسيّرة «مهاجر 10»... وصواريخ باليستية تدخل الخدمة

رئيسي يستمع إلى مسؤول في وزارة الدفاع خلال مراسم الكشف عن مسيّرة «مهاجر 10» (الرئاسة الإيرانية)
رئيسي يستمع إلى مسؤول في وزارة الدفاع خلال مراسم الكشف عن مسيّرة «مهاجر 10» (الرئاسة الإيرانية)

كشفت إيران اليوم عن تكثير صواريخ باليستية وزيادة مدى طائرة مسيَّرة في اليوم الوطني للصناعة الدفاعية، بحضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في خطوة من شأنها أن تهدد بإبقاء القوى الغربية على قيود أممية تطال البرنامجين الباليستي والمسيَّرات مع حلول موعد «بند الغرب» بموجب الاتفاق النووي في 18 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وحضر رئيسي مراسم إزاحة الستار عن أحدث نسخة من الطائرة المسيَّرة من طراز «مهاجر»، بمدى وفترة تحليق معززين إلى جانب حمولة أكبر. وقال رئيسي: «نأمل أن تؤدي جهودنا جميعاً لارتقاء عزة وفخر وقوة البلاد» حسبما أوردت وكالة «مهر» الحكومية.

وكرر رئيسي موقف حكومته بشأن إقامة العلاقات الودية مع «جميع دول العالم»، مضيفاً أن القوات المسلحة الإيرانية ستقطع أي يد ستمد يدها وتحاول الاعتداء على إيران، حسبما أفاد به التلفزيون الرسمي.

وهذه ثاني مراسم يشارك فيها الرئيس الإيراني بعد إزاحة الستار عن صاروخ باليستي «فرط صوتي» يبلغ مداه 1400 كيلومتر في يونيو (حزيران) الماضي، الأمر الذي أثار شكوكاً بين المراقبين الغربيين.

وذكرت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» أن مسيَّرة «مهاجر 10»، يصل مداها التشغيلي إلى ألفي كيلومتر ويمكنها الطيران لمدة تصل إلى 24 ساعة، وتستطيع حمل 300 كيلوغرام، أي أضعاف قدرة الطائرة المسيَّرة «مهاجر - 6».

وتبلغ سعة الوقود القصوى للطائرة المسيَّرة 450 لتراً، وتستطيع التحليق على ارتفاع 7000 متر بسرعة قصوى تبلغ 210 كيلومترات، ولديها القدرة على حمل جميع أنواع الذخائر والقنابل، ومجهزة بأنظمة الحرب الإلكترونية، حسبما قالت الوكالة.

صورة من مسيّرة «مهاجر 10» في معرض لصناعات وزارة الدفاع الإيرانية (الرئاسة الإيرانية)

ويتشابه تصميم «مهاجر 10» من الهيكل الأمامي، إلى حد كبير مع الطائرة المسيَّرة «فطرس» التي أعلنت إيران عن تطويرها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، ويصل مداها إلى ألفي كيلومتر، وتتراوح سرعتها بين 150 و250 كيلومتراً. ويمكنها الطيران لمدة 30 ساعة، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية حينذاك.

وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن طائرة «مهاجر 10» تشبه الطائرة الأميركية المسيرة «إم كيو 9 ريبر»، التي أطلقت صاروخ «هيلفاير» الذكي، في الضربة التي قضت على قاسم سليماني، العقل المدبّر لعمليات «الحرس الثوري» خارج الحدود الإيرانية، مطلع 2020.

جاء الإعلان بعد أيام من تغريدة نشرها حساب منسوب لوزارة الدفاع على منصة «إكس»، (تويتر سابقاً)، ولمحت فيه إلى تطوير مسيرة جديدة.

وأصدر رئيسي أوامر بتزويد الوحدتين الصاروخيتين في الجيش الإيراني و«الحرس الثوري» بصواريخ باليستية، من طراز «خرمشهر» و«حاج قاسم»، بعد مرحلة تكثيرها حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية.

رئيسي يتوسط وزير الدفاع محمد رضا أشتياني وقائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده (الرئاسة الإيرانية)

وكشفت إيران عن صواريخ «خرمشهر» في 2016، قبل أن تقوم بتجريبها في يناير (كانون الثاني) 2017، وقالت الدول الأوروبية والولايات المتحدة حينها إن تجربة الصاروخ تتعارض مع القرار «2231» الذي يتبنى الاتفاق النووي، وتتسبب في زعزعة استقرار المنطقة.

كانت وزارة الدفاع الإيرانية قد أعلنت في مايو (أيار) الماضي، أحدث صواريخ «خرمشهر»، باسم «خيبر» ويعمل بالوقود السائل ويصل مداه إلى ألفي كيلومتر. ويحمل رأساً حربياً يزن 1500 كيلوغرام.

وفي أغسطس (آب) 2020 أعلنت الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» تطوير صاروخ باليستي «تكتيكي» يصل مداه إلى 1400 باسم «قاسم سليماني».

القرار 2231

وقالت وكالة «تسنيم» إن صاروخ «قاسم سليماني» أول صاروخ «تكتيكي يعمل بالوقود الصلب، وبإمكانه الوصول بسهولة لإسرائيل»، مشيرةً إلى إمكانية زيادة مداه إلى 1700 - 1800 كيلومتر.

وأثار الإعلان عن تطوير صاروخي «خرمشهر» و«سليماني» انتقادات من القوى الغربية، خصوصاً الترويكا الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي لعام 2015، وترى تلك الدول أن تطوير إيران صواريخ باليستية من هذا النوع ينتهك القرار 2231 الذي يتبنى الاتفاق النووي.

ويدعو القرار «2231»، إيران إلى عدم اتخاذ أي إجراء يتعلق بالصواريخ الباليستية المصممة لتكون قادرة على حمل رؤوس نووية.

ووفق المواعيد التي يحددها بند «الغروب» المنصوص عليه في الاتفاق النووي، فإنه من المفترض أن ترفع الأمم المتحدة القيود المفروضة على أبحاث إيران وتطويرها وإنتاجها الصواريخ الباليستية مع حلول 18 أكتوبر 2023.

وخلال الأيام الماضية، ذكرت تقارير هذا الشهر أن واشنطن وطهران تحاولان تخفيف حدة التوتر، وإحياء محادثات الاتفاق النووي. وسمحت إيران لأربعة محتجزين أميركيين بالانتقال من سجن «إيفين» بطهران إلى الإقامة الجبرية في فندق، بموجب صفقة لتبادل السجناء بين واشنطن وطهران، وتشمل على الأقل الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة لدى كوريا الجنوبية.

سبق هذا التطور، تحذير من القوى الأوروبية، في يونيو من أنها تدرس الإبقاء على القيود المقرر رفعها في أكتوبر، لعدم امتثال إيران لكثير من التزامات الاتفاق النووي، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة.

ويعد الموقف الأوروبي، تراجعاً ملحوظاً، بعدما رفضت تلك الدول مساعي إدارة دونالد ترمب لتمديد حظر السلاح الأممي، على طهران في أكتوبر 2018، وحينها قالت القوى الأوروبية إن تحرك إدارة ترمب «ليس له أساس قانوني»، معتبرة التحرك في سياق استراتيجية الضغوط القصوى على إيران. ومع ذلك، قالت القوى الأوروبية حينها إنها ستُبقي على عقوباتها الخاصة بحظر التعامل مع إيران في سوق الأسلحة.

وفي الأيام الماضية، تناقلت قنوات تابعة لـ«الحرس الثوري» صورة من صاروخ «خيبر شكن»، وقالت إن مداه ارتفع إلى 1800 كيلومتر.

وأوضحت الوكالة أنه إلى جانب الطائرة المسيَّرة، تم الكشف أيضاً عن القذيفة الموجهة «أرمان 1».

وقالت وكالة «مهر» الحكومية إن القذيفة «أرمان 1» تزن 35 كيلوغراماً وتصل إلى 20 كيلومتراً، ويمكن استخدامها في مختلف المسيّرات المزوَّدة بنظام إطلاق الصواريخ الذكية.

وقالت إن قذيفة «أرمان 2» يبلغ وزنها 40 كيلومتراً، وتصل إلى 100 كيلومتر، وهي من الصواريخ التي يمكن إطلاقها من مسيّرات «مهاجر 10».

وكشفت وزارة الدفاع الإيرانية أيضاً عن مسيرة «سينا» الانتحارية، التي تصل إلى 5 كيلومترات. ويمكنها استهداف تجمعات الأشخاص وعربات.

حقائق

البرنامج الصاروخي الإيراني:

  • يدعو القرار 2231 إيران إلى تجنب تصميم صواريخ باليستية قادرة على حمل سلاح نووي.
  • القيود الأممية سارية حتى 8 سنوات من يوم اعتماد الاتفاق النووي في 18 أكتوبر 2015.
  • يعتمد البرنامج الباليستي الإيراني على تصميمات من كوريا الشمالية وروسيا ومساعدات صينية.
  • أسهمت الأنشطة الباليستية في انسحاب ترمب من الاتفاق النووي في 2018.
  • تتهم القوى الغربية إيران بالسعي لتطوير صواريخ عابرة للقارات تحت غطاء أنشطة الأقمار الصناعية.

رسالة لإسرائيل

وذكرت «رويترز» أن وسائل إعلام إيرانية نشرت مقطع فيديو في يوم الصناعة العسكرية، الثلاثاء، يُظهر الطائرة المسيَّرة ضمن معدات عسكرية أخرى مع نص يقول: «جهِّزوا ملاجئكم» باللغتين العبرية والفارسية.

ويعكس نص الفيديو التوترات المتصاعدة بين العدوين اللدودين إيران وإسرائيل. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن طهران موَّلت وشجَّعت سلسلة من الهجمات القاتلة الأخيرة ضد الإسرائيليين.

ويتهم مسؤولون أميركيون إيران بتقديم طائرات مسيَّرة من طراز «مهاجر 6»، ضمن طائرات مسيَّرة أخرى، لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.

وتنفي طهران إرسال مسيَّرات حربية إلى مناطق النزاع، بما في ذلك أوكرانيا.

وتشبه قطع مسيَّرات انتحارية أسقطت في أوكرانيا، أجزاء من المسيَّرات التي كانت بحوزة ميليشيا الحوثي واستخدمت في هجمات ضد السعودية.

والسبت الماضي، عبَر 3 آلاف جندي أميركي مضيق هرمز على متن سفينة «باتان» البرمائية الهجومية، وسفينة الإنزال «يو إس إس كارتر وهول»، في تعزيزٍ للقوات الموجودة في القواعد الأميركية في الخليج. وذلك في وقت حذّرت القوات الدولية المشتركة التي تقودها الولايات المتحدة، السفن التجارية والناقلات من الاقتراب من المياه الإيرانية.

ونشر «الحرس الثوري» الأحد، صوراً التقطتها مسيَّرة إيرانية من سفينة «باتان» واقتربت زوارق إيرانية من السفينة في مضيق هرمز. وقبل ذلك، قال الجيش الإيراني إنه رصد تحركات المقاتلات الشبح «إف - 35» التي بدأت دوريات ضمن مهام أمن الملاحة.

ويقول خبراء عسكريون إن المقاتلات التي تخترق الرادار، يمكن رصدها في حال لم تكن في حالة قتالية.

وقال المرشد الإيراني علي خامنئي، في خطاب أمام مؤتمر سنوي لقادة «الحرس الثوري» الأسبوع الماضي، إن التهديدات الخارجية ضد بلاده تراجعت في الآونة الأخيرة.

ورأى خامنئي أن «تراجع وعدم تكرار جملة (الخيار العسكري مطروح على الطاولة)، ناجمان عن قوة الردع وقدرات (الحرس الثوري)». وقال: «جميعهم يعرفون هذه الجملة، أصبحت خفيفة وفاقدة للمعنى».

بدوره، تحدث الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن تراجع ظل الحرب، ونسب ذلك إلى أنشطة «قوات (الحرس الثوري) والباسيج، والجيش».

ولوَّح مسؤولون أميركيون باستعدادهم لعدة سيناريوهات، بما في ذلك الحل العسكري لردع إيران عن تطوير أسلحة نووية.


مقالات ذات صلة

قلق وحذر وتفاؤل… ردود فعل إيرانية على فوز ترمب

شؤون إقليمية إيرانيون يطّلعون على الصحف المحلية في طهران بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية (أ.ف.ب)

قلق وحذر وتفاؤل… ردود فعل إيرانية على فوز ترمب

أثار فوز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية ردود فعل متباينة بين أفراد الشعب في إيران، ويخشى البعض من تفاقم احتمالات اندلاع حرب وصعوبات اقتصادية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية صورة للوحة إعلانية مناهضة للولايات المتحدة كُتب عليها بالفارسية: «أمريكا هي الشيطان الأكبر» في طهران (إ.ب.أ) play-circle 01:09

طهران تتمسّك بـ«السياسات الثابتة» مع فوز ترمب بولاية جديدة

تستعد طهران لـ4 سنوات بالغة التعقيد مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب - مهندس استراتيجية «الضغوط القصوى» - إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية «يد واحدة ضد إيران» عنوان صحيفة «همشهري» التابعة لبلدية طهران

الإيرانيون حائرون بين هاريس وترمب... «أحلاهما مُر»

مع إطلاق صافرة نهائي الانتخابات الأميركية، تباينت المواقف في إيران بشأن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترمب.

عادل السالمي (لندن)
شؤون إقليمية سيارة العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده بعد استهدافها قرب طهران (أ.ف.ب)

إيران تحكم بإعدام 3 متهمين في قضية اغتيال فخري زاده

قضت محكمة إيرانية بإعدام ثلاثة أشخاص، لتورطهم في حادث اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2020.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية رئيس «منظمة الطاقة الذرية الإيرانية» محمد إسلامي (مهر)

إيران: وصلنا إلى النضج النووي

قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن بلاده وصلت إلى مرحلة «النضج النووي»، كاشفاً عن التوصل إلى «رموز لإنتاج عناصر» على صلة بالصناعات النووية.

«الشرق الأوسط» (طهران)

إردوغان طلب من ترمب وقف الدعم الأميركي لأكراد سوريا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً خلال فاعلية في إسطنبول الجمعة (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً خلال فاعلية في إسطنبول الجمعة (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان طلب من ترمب وقف الدعم الأميركي لأكراد سوريا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً خلال فاعلية في إسطنبول الجمعة (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً خلال فاعلية في إسطنبول الجمعة (الرئاسة التركية)

كشف الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عن أنه طلب من الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، وقف الدعم الأميركي لـ«وحدات حماية الشعب الكردية» ذراع «حزب العمال الكردستاني» في سوريا.

وقال إردوغان إنه أكد لترمب، خلال اتصال هاتفي فور إعلان فوزه برئاسة أميركا للمرة الثانية، ضرورة وقف الدعم المقدم لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «سوريا الديمقراطية» (قسد) في سوريا، وأن تركيا لن تتهاون في تأمين حدودها في مواجهة خطر التنظيمات الإرهابية.

وأضاف إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه خلال عودته من بودابست، حيث شارك في اجتماعات المجتمع السياسي الأوروبي الخامسة نشرت الجمعة: «سنواصل محادثاتنا مع السيد ترمب في الفترة الجديدة، وسنناقش التطورات في المنطقة، وانسحاب القوات الأميركية من سوريا».

إردوغان أكد تمسك تركيا بإقامة حزام أمني بعمق يصل إلى 40 كيلومتراً في شمال سوريا (الرئاسة التركية)

وشدد إردوغان على أن تركيا لا تزال مصممة على سياستها المتمثلة في إنشاء حزام أمني بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً على طول حدودها الجنوبية للقضاء على التهديدات الإرهابية من «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب»، التي تعد ذراعاً للحزب في سوريا.

وأضاف أن تركيا لن تغير من تعاطيها مع حربها ضد الإرهاب، وستواصل عملها بالطريقة، وأن عمق الحزام الأمني بين 30 و40 كيلومتراً سيظل مطلباً ثابتاً.

وتابع الرئيس التركي: «النضال من أجل التوغل في عمق سوريا والعراق وملاحقة الإرهابيين هناك، والقضاء على الإرهاب في منبعه، مستمر بلا هوادة، وكما نعبر بالكلمات، فإننا نثبت أيضاً بالأفعال أننا لن نسمح بإنشاء ممر إرهابي على حدودنا الجنوبية، وسنواصل ملاحقة الإرهاب خارج حدودنا».

وذكر إردوغان أن بلاده تدرك أن أصغر فجوة تترك للعناصر الإرهابية تشكل تهديداً كبيراً لأمنها القومي، ولن تتردد في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية نفسها، وتؤمن حدودها بإقامة جدران مزودة بأحدث أدوات التكنولوجيا فضلاً عن المراقبة بالأفراد.

وتعد تركيا «وحدات حماية الشعب» الكردية امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني»، المدرج على قوائم الإرهاب في تركيا وأميركا وأوروبا، وتطالب واشنطن بوقف دعمها للوحدات الكردية التي تعدّها حليفاً وثيقاً لها في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي.

تركيا أنشأت سياجاً بطول حدودها مع سوريا مزوداً بوسائل مراقبة تكنولوجية إلى جانب الدوريات العسكرية (وزارة الدفاع التركية)

وشنت تركيا عمليات عسكرية عدة استهدفت مواقع «قسد» التي تشكل الوحدات الكردية غالبية قوامها، وتواصل ضرباتها بشكل مستمر ضدها، من خلال قواتها المنتشرة في شمال وشرق سوريا، إضافة إلى فصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة.

ويشكل الوجود العسكري التركي في شمال سوريا عقبة أمام مساعي أنقرة لتطبيع علاقاتها مع دمشق.

وعاد الحديث عن انسحاب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا عقب فوز ترمب بالرئاسة، حيث سبق وأعلن ترمب في 19 ديسمبر (كانون الأول) عام 2018، خلال ولايته الأولى، أنه سيسحب قواته من كل الأراضي السورية، معتبراً أنها حققت هدفها القاضي بإلحاق «الهزيمة» بتنظيم «داعش»، وتقدم وزير الدفاع، في ذلك الوقت، جيمس ماتيس، باستقالته من منصبه في اليوم التالي، وبعد أسبوعين تراجع ترمب عن قراره، وقرر تمديد خطة الانسحاب.

عناصر من القوات الأميركية و«قسد» في شمال شرقي سوريا (أرشيفية)

ورفض مجلس الشيوخ الأميركي، بأغلبية ساحقة، العام الماضي، مشروع قرار يطالب إدارة الرئيس جو بايدن بسحب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا.

وقالت وزارة الدفاع التركية إن أنقرة تتابع من كثب جميع التطورات المتعلقة بالدفاع والأمن في منطقتها، بما في ذلك احتمال انسحاب القوات الأميركية من سوريا والعراق.

وذكر مستشار الإعلام والعلاقات العامة بالوزارة، في إفادة صحافية، الخميس، أن أميركا سبق أن قررت الانسحاب من سوريا، لكن ذلك لم يتحقق فعلياً، مضيفاً: «يجب النظر إلى الأفعال وليس الأقوال».

وأضاف: «ما نتوقعه من الدول الصديقة والحليفة هو وقف الدعم والمساعدات المقدمة لتنظيم (وحدات حماية الشعب الكردية - العمال الكردستاني) الإرهابي، وتقديم دعم صادق لجهودنا في مكافحة الإرهاب».