ارتبطت العطور الشرقية وعبير العود ونفحات البخور منذ عقود بالخليجيين الذين يشكلون القوة الشرائية الأعلى عالميا لهذا القطاع، إلا أن الدور العالمية بدأت في السنوات الأخيرة في اكتشاف هذا العالم من خلال إيجاد منتجات مبتكرة من العطور وتضمينها برائحة العود، أهم سمات العطور الخليجية التقليدية.
ويبدو تهافت الدور العالمية على ابتكار العطور الشرقية واضحا بشدة لدى «توم فورد» و«غيرلان» و«استي لودر» و«غوتشي» وغيرها، حيث أسرت رائحة العود والبخور هذه الدور لتشكل منها منتجات غائصة بالحس الشرقي ومن ثم تحيط بها بهالة من الأهمية، حتى تم تصنيفها من العطور الفاخرة التي تباع بمبالغ باهظة الثمن مقارنة بالعطور الأوروبية التقليدية.
ويوضح امتياز كاليسكار، مدير أحد أهم العلامات التجارية للعطور الشرقية في حوار قصير لـ«الشرق الأوسط»، أن قطاع صناعة العطور الإقليمية شهد تطورا متصاعدًا في السنوات العشر الماضية، مضيفا: «هناك عدد متزايد من العلامات التجارية الإقليمية تتجه للتحديث للمحافظة على المنافسة في الاقتصاد العالمي الجديد».
«المنافسة لم تعد مقتصرة على المستوى الإقليمي، ومع دخول المزيد من العلامات التجارية العالمية الغربية للحصول على موطئ قدم لها في أسواق الخليج. لكن يمكن القول إن الآليات قد تغيرت بشكل كبير، وهناك إقبال عالمي على هذه العلامات التجارية، خاصة أنها تنفق مبالغ طائلة على الحملات التسويقية الضخمة، وتنشر الكثير من قنوات التوزيع العالمية باعتماد النهج التسويقي متعدد الوسائط، الأمر الذي يجعلها مغرية جدًا في نظر العملاء مستفيدة من شهرتها العالمية الواسعة».
ويؤكد كاليسكار أن «مستهلكي العطور في المنطقة يعتبرون الأكثر خبرة ودراية في العالم فيما يتعلق بفن صناعة العطور التي تعد جزءا من التقاليد الثقافية والدينية لذلك نواجه مستوى عاليا من الضغط لتلبية التوقعات العالية من جانب المستهلكين».
سعي شركات صناعة العطور، لاقتسام الكعكة في السوق السعودية من خلال طرح الكثير من المنتجات الجديدة من العطور الشرقية، يأتي تزامنا مع اقتراب عيد الأضحى الذي يمثل الموسم الثاني الأبرز لسوق العود والعطور الشرقية، بعد عيد الفطر، حيث يزداد الإقبال على هذه المنتجات بصورة لافتة، في ظل عروض التخفيضات التي تقدمها متاجر بيع دهن العود والعطور الشرقية التي تتراوح بين 50 و70 في المائة، وهو ما يزيد من حجم المنافسة على هذا القطاع.
ويعزز من ذلك أيضا ثقة الزائرين القادمين من خارج السعودية بالمنتج المصنع محليا لدهن العود والعطور الشرقية، حيث يفضل كثير منهم شراءها هدايا لذويهم حال انتهائهم من أداء فريضة الحج أو العمرة، مما يعكس بدوره تزايد حجم المبيعات، كما يوضح المستثمرون في هذا القطاع، الذين يراهنون كثيرا على المناسبات الدينية لتسويق منتجاتهم.
ويباع دهن العود في عبوة تسمى «التولة»، تتسع لـ12 غراما، ومنها عبوات أخرى هي نصف التولة وربع التولة، في حين يختلف سعر التولة باختلاف جودة دهن العود وطريقة تصنيعه ودرجة تركيزه، حيث يبدأ سعر التولة الواحدة من 300 ريال سعودي، ويصل أحيانا إلى ثلاثة آلاف ريال، وعادة ما يثق المستهلك السعودي في العلامات التجارية الشهيرة التي تزاول تجارة وتصنيع دهن العود منذ سنوات طويلة.
الخليجيون يدفعون الدور العالمية إلى اكتشاف أسرار عبير العود والبخور
عيد الأضحى يمثل الموسم الثاني لسوق العطور الشرقية بعد عيد الفطر
الخليجيون يدفعون الدور العالمية إلى اكتشاف أسرار عبير العود والبخور
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة