دخلت «معاهدة لوزان» مئويتها الثانية، وهي التي كتبت نهاية الحرب العالمية الأولى ورسمت خريطة جمهورية تركيا الحديثة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية وشكّلت صورة الشرق الأوسط وحدوده.
المعاهدة التي تم التوقيع عليها في مدينة لوزان، سويسرا، في 24 يوليو (تموز) 1923 بين وفد ممثلي مجلس الأمة الكبير (البرلمان التركي) برئاسة عصمت إينونو والدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، والتي كانت تتصارع على التركة العثمانية، عُرفت رسمياً بمعاهدة «حل معضلات الشرق الأوسط».
وتضمنت 143 مادة لم يتطرق أي منها إلى المسألة الكردية، حيث ألغت معاهدة «سيفر» التي وُقّعت في فرنسا عام 1920 ونصّت على منطقة حكم ذاتي مستقل للأكراد ووطن قومي لليهود في فلسطين.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الاثنين: إن المعاهدة شكّلت واحدة من نقاط التحول في التاريخ. واستذكر مؤسس الجمهورية «المناضل» مصطفى كمال أتاتورك، ورفاقه.
بدوره، طالب زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، كمال كليتشدار أوغلو، بتحويل الذكرى عيداً وطنياً. وحيَّا «القائد المناضل» أتاتورك، وعصمت إينونو.
في المقابل، تظاهر آلاف الأكراد، في لوزان، تعبيراً عن السخط تجاه معاهدة «غادرة استعمارية» قضت على مكتسبات ضمنتها لهم معاهدة «سيفر».
وتناولت مواد المعاهدة أيضاً نصوصاً حول حماية الأقليات المسيحية اليونانية فيها، مقابل حماية الأقليات المسلمة في اليونان، إضافة إلى مواد تتعلق بترتيب علاقة تركيا بدول الحلفاء المنتصرين في الحرب، وتعيين حدودها مع اليونان وبلغاريا.