نورا جنبلاط لـ«الشرق الأوسط»: نتمنى أن تعود فيروز إلى بيت الدين

«جارة القمر» وداليدا وأسمهان يحضرن في احتفال المهرجانات بعيدها الأربعين

إحدى حفلات مهرجانات بيت الدين (مهرجانات بيت الدين)
إحدى حفلات مهرجانات بيت الدين (مهرجانات بيت الدين)
TT

نورا جنبلاط لـ«الشرق الأوسط»: نتمنى أن تعود فيروز إلى بيت الدين

إحدى حفلات مهرجانات بيت الدين (مهرجانات بيت الدين)
إحدى حفلات مهرجانات بيت الدين (مهرجانات بيت الدين)

بعد غدٍ الخميس تنطلق «مهرجانات بيت الدين الدولية» محتفلة بسنتها الأربعين حيث ستغني الديفا فرح الديباني يرافقها المايسترو لبنان بعلبكي قائداً للأوركسترا في برنامج يتضمن أغنيات لكبار نجوم العالم العربي من فيروز وأسمهان وداليدا، وتستمر حفلات الموسم الحالي حتى الخامس من أغسطس (آب) المقبل.

نورا جنبلاط تتدخّل بكل التفاصيل التقنية والفنية

أربعة عقود مرّت من عمر المهرجان لم تكن سهلة، ورئيسته نورا جنبلاط عبرت به أحلك الظروف، ولا تزال تجاهد من أجل إبقائه في المقدمة. بهذه المناسبة سألناها عن الوصفة السحرية التي اتبعتها لتبقي المهرجان متفوقاً، وليس فقط على قيد الحياة، وعن كواليس وطريقة عمل اللجنة المنظمة، كما عن تدخلها الشخصي في التفاصيل الفنية والعملية.

مع نهاية الحرب اللبنانية تحقق الحلم، وتمكّنا من الانفتاح على العالم واستضافة كبار الفنانين العرب والأجانب

نورا جنبلاط رئيسة «مهرجانات بيت الدين الدولية»

ولدت مهرجانات بيت الدين، في عزّ الحرب الأهلية عام 1984. «كان وراء الفكرة وليد جنبلاط بعدما تسلمت قوات الحزب الاشتراكي قصر بيت الدين عند إخلاء الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة»، تقول نورا جنبلاط لـ«الشرق الأوسط». «في البدء كانت الحفلات فنية لبنانية مع بعض مشاركات من فرق فولكلورية من الاتحاد السوفياتي وغيرها. يومها تولت الإدارة المدنية في الجبل تنظيم المهرجان في الباحة الداخلية للقصر، وكانت الحفلات مجانية».

نورا جنبلاط رئيسة «مهرجانات بيت الدين الدولية» (مهرجانات بيت الدين)

نكاد لا نعثر على أي صورة من تلك الفترة على موقع المهرجان و«ذلك لأن صور تلك الحقبة باتت قديمة وتفتقر للجودة، وستُعرض على موقعنا، بعد أن تعالج فنياً. أما الفيديوهات فهي للأسف في حال سيئة للغاية». منذ بداياته لم يكن المهرجان عابراً، مارسيل خليفة مثلاً كان من بين الأوائل الذين شاركوا عام 85 أو 86. كثيرون لا يعرفون أن هذا المهرجان كانت له صفة أدبية في بداياته، فقد استقبل أمسية للشاعر الكبير عمر أبو ريشة، كما أمسية لنزار قباني وغيرهما، ومحاضرات وازنة نذكر منها محاضرة عبد الله العلايلي. وعام 1987 قدم دريد لحام مسرحية «شقائق النعمان». وفي مرحلة لاحقة كان المهرجان من أوائل من عرض فيلم «المصير» ليوسف شاهين، لأن العديد من لقطاته صورت في المكان نفسه الذي يتم فيه إحياء الحفلات.
عام 1987 انضمّت نورا جنبلاط إلى لجنة المهرجانات. كان يترأسها آنذاك القاضي ضاهر غندور مع مجموعة من الأعضاء. ومن ثَمّ تسلمت رئاسة اللجنة مطالع التسعينات. «منذ انضمامي إليها، كان حلمي أن يصبح مهرجان بيت الدين، بلا حدود، منفتحاً على الجميع، وعلى كل المناطق، وأن يصبح جسر تواصل، ونقطة تلاقٍ لكل اللبنانيين».

حفل للفنان مارسيل خليفة في بدايات مهرجانات بيت الدين (مهرجانات بيت الدين)

مع نهاية الحرب اللبنانية تحقق الحلم، تروي نورا جنبلاط: «تمكنا من الانفتاح على العالم واستضافة كبار الفنانين العرب والأجانب، محققين عبرَ السنوات الكثير من النجاحات وأرقاماً قياسية بتنظيم أكثر من 500 حفلٍ واستضفنا أكثر من 6600 فنانٍ وموسيقي ومُبدعٍ، وأفسح المجال أمام مشاركة ما يزيد على 700 ألف مشاهد في باحات القصر التاريخي العريقِ».

 

نطلب من نورا جنبلاط أن تعبر بنا السنين الأربعين، عودة إلى الوراء، لنتتبّع معها هذا المسار الاستثنائي وتأثيراته الفنية على الناس. «مسار جميل فعلاً وتحدٍ كبيرٍ. انطلقنا في ظروف صعبة وقاسية جداً وبنينا مدماكاً وراء مدماك. حملت مهرجانات بيت الدين رسالة أمل خلال 40 عاماً، عززت جاذبية المنطقة وخلقت ديناميكية اجتماعية واقتصادية وسياحية، كما عززت التبادل الفني والثقافي. وزاد المهرجان بشكل كبير من التماسك الاجتماعي وذلك منذ بداياته، كما ساهم بتطوير الاقتصاد المحلي من خلال السياحة والخدمات التي تقدمها المنطقة».

 

أما عن الإنجازات على مستوى الذائقة الفنية، فتقول جنبلاط: «عرّفنا جمهورنا على العديد من أنواع الموسيقى مثل World Music وSufi Music وغيرها من الأعمال الرائدة في عالم الموسيقى والفنون على سبيل المثال. تعاونا مع المعمارية العالمية زها حديد في 2004 وهذا تطلب تقنيات عالية جداً، خصوصاً في الهواء الطلق».

 

تعمل لجنة المهرجان بتناغم كامل وتتوزع المهام حسب ميل واختصاص كل من أفرادها. «يُختار الفنانون ونوع الحفلات التي ستقدم قبل 10 أشهر من موعدها، وتبدأ التحضيرات الفعلية قبل أربعة أشهر، وتتسارع الأمور قبل شهر تقريباً». وتشرح جنبلاط: «هناك دائماً اجتماع أسبوعي لمناقشة العروض والفنانين. تخيّم إجمالاً الديمقراطية على هذه الاجتماعات وعندما يحتد النقاش تبقى الكلمة الأخيرة لي!».

 

رئيسة المهرجانات دائماً على الأرض وتشارك بأدق التفاصيل (مهرجانات بيت الدين)

يشعر المتابع بأن اللجنة تتدخل في أدقّ تفاصيل ظهور الفنانين على المسرح. بدا ذلك واضحاً في حفل مئوية ولادة زكي ناصيف، وحفلة استعادة ريبرتوار أم كلثوم مع الرائعة آمال ماهر، وغيرها. ثمة أمسيات حفرت في الذاكرة، لأن أصوات المطربين رائعة بالتأكيد ولكن أيضاً للإطار الإخراجي الذي وضعوا فيه. «فعلاً يوجد تنسيق وثيق من قبلنا مع الفنانين، وتخضع معظم الحفلات لإخراج من طرفنا لأن لدينا مسؤولية تجاه المهرجان وجمهوره. وهذه تخضع لرؤية فنية متكاملة مرتبطة بهوية المهرجان وموقع بيت الدين الذي له رمزية تاريخية من المفترض احترامها والحفاظ عليها. طبعاً الاختيار الفني مسؤوليتنا بالكامل، على سبيل المثال استضافة الأوركسترا الشبابية الفلسطينية مع مارسيل خليفة في تحية إلى محمود درويش، واستضافة (ستابات ماتر) المسيحيّين والمسلمين في تكريم مريم العذراء يرافقه كلّ من مجموعة الكندي الموسيقيّة»، تقول جنبلاط. «وفي بعض الأحيان استعنا بمخرجين ومصممين لبنانيين للمسرح. وأعترف بأنني أتدخل بكل التفاصيل إن كانت تقنية أو فنية، لأن هناك مسؤولية كبيرة، تقع في نهاية المطاف علينا».

 

«حفلات السيدة فيروز لأربع سنوات متتالية من 2000 إلى 2003، شكلت محطات مضيئة لا تنسى» تقول جنبلاط، و«كذلك حفلة آمال ماهر التي استعادت ربرتوار السيدة أم كلثوم. هذا العمل من إنتاج مهرجانات بيت الدين التي نقلناها لافتتاح مهرجان أمستردام ومهرجان الأردن. وكذلك عبدو شريف وتحية إلى عبد الحليم حافظ، والتحية إلى أسمهان مع الفنانة المغربية كريمة الصقلي. بالإضافة إلى عمل متكامل من مسرحية موسيقية إلى معرض تكريماً للسيدة صباح وبحضورها».

إحدى حفلات مهرجانات بيت الدين (مهرجانات بيت الدين)

تصف جنبلاط هذه الأمسيات بأنها «محفورة في الذاكرة. أصوات رائعة، وإخراج متقن، وإنتاجات ضخمة مثل المسرحية الغنائية Notre Dame de Paris التي عرضت لست ليالٍ متتالية، وحفلة Elton John التي نفذت بطاقاتها خلال خمس ساعات».

 

وحين تمنينا أن نعرف أكثر عن حفلات فيروز وكواليسها، ولماذا توقفت؟ اكتفت رئيسة المهرجانات بالقول: «كنا دوماً، ولا نزال نتمنى أن تعود السيدة فيروز إلى بيت الدين، استقبلناها وزياد الرحباني لأربع سنوات متتالية، في حفلات كان يمتد جمهورها من باحة القصر إلى جميع الأسطح والساحات في بلدة بيت الدين الأثرية، في ليالٍ من العمر».

 

تجاوز المهرجان الحروب والانفجارات والاغتيالات. وعندما نسأل نورا جنبلاط عن سرّ قدرة المهرجانات اللبنانية على معايشة المأساة، وما كانت اللحظة الأصعب التي ظنت أنها ستكون النهاية؟ تجيب: «هذا سر غامض جداً، ولكن اسمحي لي أن أقول إن قدرة اللبنانيين على الصمود والتكيف مع الأوضاع الصعبة هائلة، إنها تفوق كل التوقعات، والدليل على ذلك أننا تخطينا كل الصعوبات، والانهيار الاقتصادي، وحرب إسرائيل على لبنان وما زلنا صامدين، اللبنانيون يتحولون إلى حرّاس لإرثهم الثقافي بلا كلل، وهو ما نراه في المهرجانات والحفلات من خلال الفن والموسيقى».

نورا جنبلاط في تحضيرات حفل الافتتاح الأربعين (مهرجانات بيت الدين)

ثمة لوم دائم للمهرجانات لأنها تستقدم فنانين أجانب، لكن مع صعوبة الوضع الاقتصادي «فعلاً، حوّلنا الأزمة الحالية إلى فرصة، مُطلقين هذهِ المرة المواهبَ اللبنانية والعربية الشابة التي تستحقُ أن تطلَ من على خشبة مسرح بيت الدين مع كل ما يُمثلهُ من رمزية تاريخية ومعنوية كبيرة».

 

تحرص نورا جنبلاط على أن تكون في استقبال الفنانين شخصياً والتأكد من حسن إقامتهم، كان بينهم أندريا بوتشيلي، وبلاسيدو دومنغو وغيرهم، «لكل هؤلاء الفنانين ذكرى وأوقات لا تُنسى، ولكلٍّ منهم شخصيته الخاصة وغالبيتهم أعطوا مهرجانات بيت الدين مكانة خاصة، وتركوا لنا ذكريات جميلة ومنها استضافة مغنية الأوبرا العالمية Montserrat Caballé وكانت أول حفلة تقام في الباحة الخارجية للقصر التي تتسع لـ4000 شخص، وعندما اعتلت الخشبة وبدأت بالغناء تعطل الميكروفون فجلست Montserrat على المسرح بكل تفهّم وأخذت تُحاكي الجمهور لمدة عشر دقائق، هذه الدقائق أخذت من عمري سنين. هذه الحادثة علمتنا أن الشيطان يكمن في التفاصيل».

 

لو عادت الأيام برئيسة المهرجانات، لجوّدت الأداء بالتأكيد. «هناك دائماً مجال للتطوير على جميع الأصعدة إن كانت فنية أو تقنية. كنا، ربما، نظمنا مع كبار الفنانين إقامات وورشات عمل وmaster classes لتستفيد من هذه التجربة المواهب اللبنانية الشابة».

 

بين عامي 1990 و2004 عاش المهرجان سنواته الذهبية. تتذكر نورا جنبلاط بكثير من الحنين «باخرة الثقافة Naumon التي أبحرت من برشلونة إلى بيروت على متنها عدد كبير من الفنانين ومجسمات ضخمة روت سيرة البحر الأبيض المتوسط وشارك فيها مغاوير الجيش اللبناني وشاهدها كل ليلة أكثر من 25000 شخص مجاناً».

رئيسة المهرجانات دائماً على الأرض وتشارك بأدق التفاصيل (مهرجانات بيت الدين)

تغير الوضع، لكن بقراءة الظروف الصعبة السابقة، يمكننا أن نتأمل وأن نحلم بأن يشهد مهرجان بيت الدين قمة ذهبية أخرى قريباً جداً، وليس ذلك بمستغرب. إذ تؤكد لنا جنبلاط أن «هناك إقبالاً على جميع الحفلات في لبنان من اللبنانيين والمغتربين وضيوفنا من العرب. يعود ذلك إلى صيف لبنان الحافل بالنشاطات الفنية». ولكن بما يخص بيت الدين، «لدينا ميزانية محددة، لذلك قررنا إقامة الحفلات في الباحة الداخلية للقصر لحصر النفقات. كما دُرست أسعار البطاقات بشكل يسمح لعدد كبير من الجمهور بالحضور، مع المحافظة على المستوى الرفيع للأعمال». وتضيف: «لم نقبل يوماً، أن يكون البرنامج تجارياً، أو هابطاً في مستواه، لأن لمهرجانات بيت الدين هوية وروحاً والتزاماً بقضايا إنسانية وحياتية».

 


مقالات ذات صلة

«بين ثقافتين» التقاء الثقافتين السعودية والعراقية في الرياض

يوميات الشرق حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي (وزارة الثقافة)

«بين ثقافتين» التقاء الثقافتين السعودية والعراقية في الرياض

يقدم مهرجان «بين ثقافتين» الذي أطلقته وزارة الثقافة في مدينة الرياض، رحلة ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

عُرض «شرق 12» في السعودية والبرازيل وأستراليا والهند وشاهده جمهور واسع، ما تراه هالة القوصي غاية السينما، كونها تملك هذه القدرة لتسافر وتتفاعل مع مختلف الثقافات

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)

السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

فازت السينما المصرية بـ3 جوائز في ختام الدورة الـ35 لـ«أيام قرطاج السينمائية» التي أقيمت مساء السبت على مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بتونس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق إيمان العاصي خلال تكريمها بمهرجان «THE BEST» (حساب المهرجان بـ«فيسبوك»)

مصر: مهرجانات خاصة للتكريمات الفنية والإعلامية تنتعش مع نهاية العام

شهدت مصر خلال الأيام الماضية انتعاشة لافتة في تنظيم المهرجانات الخاصة المعنية بالتكريمات الفنية والإعلامية، أهمها «The Best»، و«آمال العمدة ومفيد فوزي».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق صورة تذكارية لفريق عمل المهرجان بعد المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)

«الأقصر للسينما الأفريقية» يحمل اسم نور الشريف ويكرّم خالد النبوي

أعلنت إدارة مهرجان «الأقصر للسينما الأفريقية»، الجمعة، عن تفاصيل الدورة الرابعة عشرة من المهرجان، التي تحمل اسم الفنان الراحل نور الشريف.

أحمد عدلي (القاهرة)

الجزائرية ياسمين بلقايد تحصد لقب جائزة «نوابغ العرب 2024» عن فئة الطب ​

البروفسورة ياسمين بلقايد (الشرق الأوسط)
البروفسورة ياسمين بلقايد (الشرق الأوسط)
TT

الجزائرية ياسمين بلقايد تحصد لقب جائزة «نوابغ العرب 2024» عن فئة الطب ​

البروفسورة ياسمين بلقايد (الشرق الأوسط)
البروفسورة ياسمين بلقايد (الشرق الأوسط)

حصدت البروفسورة ياسمين بلقايد، من الجزائر، لقب جائزة «نوابغ العرب 2024» عن فئة الطب، تقديراً لتميزها في أبحاث المناعة والميكروبات والأمراض المعدية.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الحضارة العربية قادرة على تجديد مساهماتها الإنسانية في الطب والعلم، مشيداً بإسهامات بلقايد التي نشرت أكثر من 220 بحثاً علمياً.

وركزت بلقايد، رئيسة «معهد باستور» في فرنسا، أبحاثها على دور الميكروبات في تعزيز المناعة وعلاج الأمراض المزمنة، مثل كرون والصدفية. وقال الشيخ محمد بن راشد: «نبارك للبروفسورة بلقايد التي قدمت إسهامات استثنائية جعلتها نموذجاً يُحتذى».

ووفق المعلومات، فإن بلقايد تميزت باكتشافات بشأن سلاسل ميكروبية تلعب دوراً مهماً في مناعة الجلد، إلى جانب تحليلها تفاعلات الجسم مع الميكروبات وتنظيمها المناعي، مما ساهم في فهم أعمق للأمراض المزمنة.

وأنجزت البروفسورة ياسمين بلقايد مجموعة متكاملة من البحوث الدقيقة السبّاقة التي ركّزت على موضوعات تخصصية، منها دور ميكروبات الجسم في المناعة والالتهابات، وتحليل الخلايا التائية التنظيمية الطبيعية في الأمراض المعدية، ودور الخلايا الشجرية، وتحكّم البكتيريا المتعايشة في استجابة السرطان للعلاج عبر تعديل بيئة الورم السرطاني.

وقال محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لـ«مبادرة نوابغ العرب»، إن مساهمات البروفسورة ياسمين بلقايد في أبحاث المناعة وما يتعلق بها من دراسات تخصصية، والتزامها بتحقيق تقدم علمي وبحثي ومعرفي حقيقي في العلوم الطبية، جعلا منها قدوة للشباب في المنطقة والعالم.

وأضاف القرقاوي أن «أمام الأجيال العربية فرصاً كثيرة للتميّز في الأبحاث الطبية والدوائية، خصوصاً مع تطور استخدامات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي وتحليل البيانات الضخمة؛ لابتكار حلول علاجية وطبية جديدة».