استشارات

استشارات
TT

استشارات

استشارات

ماء جوز الهند ومرض السكري

* هل لشرب ماء جوز الهند فوائد صحية لمريض السكري؟

- هذا ملخص أسئلتك. وماء جوز الهند هو السائل الطبيعي شبه الصافي في داخل ثمار جوز الهند. وهو غير حليب جوز الهند الذي هو سائل صناعي يحتوي مزيجاً من ماء جوز الهند مع قطع من جوز الهند المجروش بشكل دقيق، ولذا فإنه يحتوي دهوناً مشبعة.

وماء جوز الهند هو أحد أنواع العصائر الطبيعية، وينخفض في محتواه من السكر ومن الدهون ومن السعرات الحرارية، وغني بعدد من «الكهارل» (الإلكتروليتات)، مثل البوتاسيوم والصوديوم والمنغنيز، وذلك بخلاف أنواع عصائر أخرى «طبيعية» وغير مُحلّاة؛ لأنواع عدة من الفواكه الطازجة.

وبالعموم، فإن شرب الماء الطبيعي هو الأفضل لتروية الجسم باحتياجاته من الماء، وخصوصاً بعد أداء المجهود البدني الرياضي. ولكن شرب ماء جوز الهند آمن، عند تناوله كمشروب عادي وطبيعي من آن لآخر. ويحتوي ماء جوز الهند على سعرات حرارية بمقدار نحو 44 كالوري في الحصة الغذائية بحجم نحو 230 ملّيلتراً. ولذا عند مقارنة المزايا والعيوب، يظل الماء العادي الخيار الأفضل.

أما بالنسبة للسؤال حول فائدة ماء جوز الهند لمريض السكري، فإن هناك القليل من الأبحاث حول هذا الأمر لدى المرضى البشر، وتأثيره على مرض السكري لديهم.

ويطرح بعض مصادر التغذية الإكلينيكية أن ماء جوز الهند الطبيعي (غير المحلى)، يمكن أن يكون مشروباً مفيداً للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، وأنه يمكن أن يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، وأنه يمكن أن يساعد أيضاً في تقليل الآثار الجانبية لمرض السكري. ويُبررون ذلك عبر آليات «نظرية» عدة؛ منها أن ماء جوز الهند مصدر غني للإلكتروليتات والأحماض الأمينية والمغذيات المتعددة والفيتامينات والمعادن الأخرى، ما قد يساعد في الحفاظ على توازن الإلكتروليتات التي تساعد في الحفاظ على الأداء الصحي للجهاز الكلوي. كما أن ماء جوز الهند يحتوي على مركبات كيميائية تعزز عمليات الهضم والتمثيل الغذائي، ما قد يساعد في تخفيف الجوع، والمساعدة في خفض الوزن. وأن المغنيسيوم والبوتاسيوم الموجودين بكميات كبيرة في ماء جوز الهند، قد يساعدان في تحسين الدورة الدموية في الجسم وخفض ضغط الدم. وأنه مصدر غني بمضادات الأكسدة الضرورية للجسم لتقليل التأثيرات السلبية للإجهاد التأكسدي.

ولكن المتوفر واقعاً، هو بعض الدراسات التي أجريت على «الحيوانات»، والتي أظهرت نتائجها تحسناً طفيفاً في السيطرة على نسبة السكر في الدم ومستوى تراكم السكر في الهيموغلوبين والإجهاد التأكسدي، مع استهلاك ماء جوز الهند. وفُسّرت هذه التغيرات باحتواء ماء جوز الهند على نسبة عالية من البوتاسيوم والمغنيسيوم والمنغنيز وفيتامين سي، وأن ذلك كله ساعد في تحسين حساسية واستجابة أنسجة الجسم للإنسولين. ولكن معظم هذه الدراسات استخدمت ماء جوز الهند الناضج، وليس ماء جوز الهند الصغير. لذلك، من غير المعروف ما إذا كان ماء جوز الهند العادي الذي هو في الغالب من ثمار جوز الهند الصغير، له التأثيرات نفسها.

وللتوضيح، تشير نتائج دراسات التحليل الكيميائي إلى أن نسبة المكونات الغذائية في ماء جوز الهند، تختلف فيما بين ماء جوز الهند الناضج وبين جوز الهند الصغير. وجوز الهند الناضج هو الذي عمره ما بين 10 و13 شهراً، ولديه قشرة خارجية بُنية ولبّ أبيض قاسٍ نسبياً. وجوز الهند الصغير، هو الذي عمره ما بين 7 و9 أشهر، وله قشرة خارجية خضراء فاتحة، ويحتوي على كمية عالية من الماء، واللبّ فيه طري نسبياً.

وبشكل عام، تفضل الغالبية شرب ماء جوز الهند الصغير؛ لأنه يحتوي على مستويات أعلى من السكر، ومحتواه أعلى بالمواد المضادة للأكسدة، وذو نكهة ألذّ، مقارنة بجوز الهند الناضج.

أما جوز الهند الناضج فيحتوي على مستويات عالية من البروتين، وأقل درجة حموضة، وأقل كمية سكريات حلوة الطعم، مقارنة بجوز الهند الصغير. كما أن كمية المعادن والفيتامينات تختلف أيضاً بين جوز الهند الصغير والناضج. وعلى سبيل المثال، تزداد كمية البوتاسيوم في ماء جوز الهند مع نضوج جوز الهند.

كما تجدر ملاحظة أنه وبمجرد فتح ثمرة جوز الهند، وتعرُّض السائل فيها للهواء، يبدأ ماء جوز الهند في فقدان العناصر الغذائية والنكهات. وهذا يرجع جزئياً إلى وجود عدد من الإنزيمات الطبيعية في ماء جوز الهند، بغض النظر عن عمر ثمرته. وهذه الإنزيمات الطبيعية (الموجودة داخل سائل ماء جوز الهند) عندما تتلامس مع أكسجين الهواء، تحصل فيما بينها وبين المكونات الأخرى في ماء جوز الهند، عدة تفاعلات، ينجم عنها فقدان عدد من العناصر الغذائية فيه، كما تتأثر النكهة الطبيعية الطازجة له.

فيتامين سي والاكتئاب

* هل تناول فيتامين سي يُحسن المزاج النفسي والقدرات الذهنية؟

- هذا ملخص أسئلتك. ويشير كثير من الدراسات الطبية الحديثة إلى أن نقص فيتامين سي ربما هو شائع أكثر مما قد يُفترض عموماً. وقد عُرف الارتباط بين نقص فيتامين سي والآثار النفسية الضارة منذ قرون عدة. وهو ما تؤكده نتائج الدراسات الطبية الحديثة. وهناك أدلة علمية عدة تشير إلى أن نقص فيتامين سي مرتبط بالمزاج السيئ، وله تأثيرات على القدرات المعرفية والذهنية.

وتحديداً، ليس بالضرورة أن تكون علامات نقص فيتامين سي واضحة جداً، كما هو الحال في المظاهر الإكلينيكية لحالة الإسقربوط (نقص فيتامين سي الشديد الذي يتسبب في قروح الجلد وغيرها) التي لوحظت قديماً لدى البحّارة عند طول سفرهم في البحر وعدم تناولهم الأطعمة النباتية الطازجة الغنية بفيتامين سي؛ بل إن انخفاض مستويات فيتامين سي في الدم يرتبط بارتفاع احتمالات الإصابة بالاكتئاب والضعف الإدراكي، قبل ظهور الأعراض الجسدية. ومما يزيد المشكلة تعقيداً أن تحاليل نسبة فيتامين سي لا تُجرى بشكل روتيني، وربما صعبة عملياً.

وتفيد إحدى الدراسات الإكلينيكية الحديثة قائلة: «ومع ذلك يجب تنبيه أطباء الصحة العقلية إلى احتمال حدوث نقص فيتامين سي في المرضى الذين يعانون من الاكتئاب أو ضعف الإدراك. ويعتبر تعويض نقص فيتامين سي غير مكلف ويسهل تقديمه، على الرغم من أنه حتى الآن لا توجد دراسات نتائج تبحث في التأثير النفسي العصبي لتعويض نقص فيتامين سي لدى الأشخاص الذين يعانون من نقصه».

ويشير الدكتور برنت باور، من أطباء «مايو كلينك»، بالقول: «قد تبدو العلاقة بين فيتامين سي والمزاج مفاجئة للبعض، ولكن الأفراد الذين يعانون نقص فيتامين سي غالباً ما يشعرون بالإرهاق أو الاكتئاب. وقد أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم مستويات فيتامين سي أقل من المعتاد وجدوا أن مزاجهم يتحسن بعد تناولهم فيتامين سي».

ولذا من الضروري حرص المرء على تناول كثير من الفواكه والخضراوات الغنية بفيتامين سي، مثل الفلفل الأحمر (الحار أو البارد)، والبقدونس، والبرتقال، وغيرها. وعند الرغبة في تناول فيتامين سي، يجدر ملاحظة ألا تتجاوز الجرعة اليومية 2000 ملّيغرام، مع الحرص على شرب الماء.


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر صحية لعدم انتظام مواعيد النوم

صحتك انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر صحية لعدم انتظام مواعيد النوم

أفادت دراسة جديدة بأن الأشخاص الذين لا يلتزمون بمواعيد النوم المنتظمة، معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر صحية لعدم انتظام مواعيد النوم

انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)
انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)
TT

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر صحية لعدم انتظام مواعيد النوم

انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)
انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)

أفادت دراسة جديدة بأن الأشخاص الذين لا يلتزمون بمواعيد النوم المنتظمة، معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.

ووجدت الدراسة أن أنماط النوم غير المنتظمة تزيد من خطر الإصابة بأمراض، مثل السكتة الدماغية وفشل القلب، والنوبات القلبية، بغض النظر عما إذا كان الأشخاص يحصلون على قسط كافٍ من النوم بشكل عام.

وبشكل عام، فإن كمية النوم الموصَى بها للأشخاص الذين تتراوح سنهم بين 18 و64 عاماً تتراوح بين 7 و9 ساعات في الليلة، وبين 7 و8 ساعات لمن تبلغ سنهم 65 عاماً أو أكثر.

ووفقاً للدراسة، فقد قام الخبراء بفحص بيانات 72269 شخصاً، تتراوح سنهم بين 40 و79 عاماً، شاركوا في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، ولم يكن لدى أي منهم تاريخ من الأحداث الرئيسية المتعلقة بالقلب، مثل النوبة القلبية. وارتدى الأشخاص في الدراسة جهاز تعقب النشاط لمدة 7 أيام لتسجيل نومهم، ثم قام الخبراء بحساب درجة مؤشر انتظام النوم لكل شخص.

وقد رصدت هذه النتيجة التباين اليومي في وقت النوم، ووقت الاستيقاظ، ومدة النوم، والاستيقاظ أثناء الليل؛ حيث حصل الأشخاص على درجة تتراوح بين 0 (غير منتظم للغاية) و100 (نمط نوم واستيقاظ منتظم تماماً).

ووفق صحيفة «إندبندنت» البريطانية، تم تقسيم جميع المشاركين في الدراسة إلى مجموعة نوم غير منتظمة (أقل من 71.6 درجة)، ومجموعة نوم غير منتظمة إلى حد ما (بين 71.6 و87.3 درجة)، ومجموعة نوم منتظمة (أعلى من 87.3 درجة SRI).

وتمت متابعة الأشخاص لمدة 8 سنوات، وخلال هذه الفترة قام الباحثون بتحليل عدد الأشخاص الذين عانوا من حالات، مثل: النوبة القلبية، والسكتة الدماغية، وقصور القلب.

ووجدت الدراسة التي نُشرت على الإنترنت في مجلة «علم الأوبئة والصحة المجتمعية»، أنه حتى بعد الأخذ في الاعتبار أشياء يمكن أن تؤثر على النتائج -مثل تناول القهوة ومستويات التمارين الرياضية- فإن الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم كانوا أكثر عرضة بنسبة 26 في المائة للإصابة بسكتة دماغية أو قصور في القلب أو نوبة قلبية، من أولئك الذين ينامون بشكل منتظم. في حين كان الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم بشكل معتدل، أكثر عرضة بنسبة 8 في المائة للإصابة بذلك.

ووجد الباحثون أيضاً أن درجة مؤشر انتظام النوم كانت مقياساً مستمراً؛ حيث زاد خطر إصابة الأشخاص بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية كلما كانت أنماط نومهم غير منتظمة.

ووجدت الدراسة أن نسبة أكبر من الأشخاص الذين ينامون بانتظام (61 في المائة) استوفوا حصة النوم الموصى بها، مقارنة بالأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم (48 في المائة). ومع ذلك، لم يُحدِث هذا أي فرق في صحة القلب للأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم، والذين يواجهون خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية نفسه، حتى لو كانوا يحصلون على قسط كافٍ من النوم.

وفي المقابل، شهد الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم انخفاض معدل الخطر، إذا حصلوا على قسط كافٍ من النوم.

وقال الباحثون، بما في ذلك من جامعة أوتاوا: «تشير نتائجنا إلى أن انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية، في تعديل مخاطر الأحداث القلبية الوعائية الضارة الرئيسية».

وقالت إميلي ماكغراث، ممرضة القلب الكبيرة في مؤسسة القلب البريطانية: «ليس من الواضح بالضبط كيف يفيد النوم القلب؛ لكن الأبحاث تشير إلى أن النوم المضطرب يرتبط بمستويات أعلى من بروتين يسمى (سي آر بي)».

وتابعت ماكغراث: «هذه علامة على الالتهاب، وهي العملية المرتبطة بأمراض القلب والدورة الدموية. ويمكن أن يكون للنوم أيضاً تأثير غير مباشر على صحة القلب، من خلال التأثير على خيارات نمط حياتنا».

وتابعت: «أشارت الدراسات إلى أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يؤثر على الهرمونات التي تؤثر على شهيتنا، مما يزيد من رغبتنا في تناول الأطعمة السكرية. وعلى مدى فترة طويلة من الزمن قد يؤدي هذا إلى زيادة الوزن، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية».

وأردفت: «هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتعزيز هذا الاكتشاف؛ لكن النتائج المبكرة تشير إلى وجود صلة مهمة بين النوم وصحة القلب والدورة الدموية».

وقالت إن الباحثين في جامعة برمنغهام يحققون في كيفية تسبب الأرق أو مشاكل النوم في حالة تسمى الرجفان الأذيني، والتي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

ووجدت دراسة منفصلة نُشرت في مجلة «علم الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي» أن الرجال المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، يمكن أن يعانوا من التدهور المعرفي قبل عقد من الزمان من النساء.