هل يصبح فيروس «أوز» مصدر قلق عالمي؟

حشرة القراد الناقلة للفيروس (المعهد الوطني للأمراض المعدية باليابان)
حشرة القراد الناقلة للفيروس (المعهد الوطني للأمراض المعدية باليابان)
TT

هل يصبح فيروس «أوز» مصدر قلق عالمي؟

حشرة القراد الناقلة للفيروس (المعهد الوطني للأمراض المعدية باليابان)
حشرة القراد الناقلة للفيروس (المعهد الوطني للأمراض المعدية باليابان)

أعلنت اليابان، الجمعة، وفاة أول حالة بهذا الفيروس المكتشف عام 2018، ليثير ذلك تساؤلات حول ما إذا كان العالم على موعد مع وباء جديد. لكن خبيراً في الفيروسات بـ«جامعة أكسفورد» البريطانية، استبعد أن يصبح فيروس «أوز» مصدر قلق عالمي؛ وذلك بسبب آليات انتقاله.

وقال أحمد سالمان، أستاذ علم المناعة وتطوير اللقاحات بـ«معهد إدوارد جينر» في «جامعة أكسفورد»، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا الفيروس عضو جديد في عائلة تسمى «فيروسات توغوتو»، والتي تتميز بأن مادتها الوراثية من نوع «آر إن إيه» تكون مغلفة، حيث تحصل على هذا الغلاف الواقي من الغلاف الخلوي للخلية التي تستهدفها، وهي ميزة تعطي الفيروس قدرة على التهرب من جهاز المناعة.

ورغم المخاوف التي تثيرها هذه الميزة، والتي توحي بأن الفيروس قد يكون مصدر قلق عالمي، فإن آليات انتقاله لا تسمح له بالانتشار، إذ تقتضي توافر ظروف معينة لا تتكرر كثيراً، كما أوضح سالمان.

وأضاف سالمان أن «الفيروسات المثيرة للقلق هي تلك التي تنتقل عن طريق التنفس، مثل كورونا، والإنفلونزا، أو تنتقل عن طريق (البعوض) مثل الملاريا؛ لأن انتقال البعوض من مكان لآخر يساعد على الانتشار، لكن (فيروسات توغوتو)، ومن بينها الفيروس الجديد (أوز)، تنتقل فقط عن طريق نوع معين من القراد، ومن ثم فإن إمكانية الإصابة بالمرض محكومة بوجود الشخص في أماكن وجود القراد، مثل الغابات الشجرية».

وجرى عزل الفيروس، لأول مرة، من مجموعة من 3 حوريات قراد من نوع «أمبليوما تيستوديناريم»، جرى جمعها في 2018 من محافظة إيهيمي في اليابان، وكشفت تحليلات علم الوراثة أن «أوز» يرتبط ارتباطاً وثيقاً بفيروسات «دوري»، و«باتكين»، و«بوربون»، أكثر من (فيروسات توغوتو) الأخرى، وفق دراسة نشرها قسم العلوم البيطرية، بـ«المعهد الوطني للأمراض المعدية» باليابان.

وكشفت تلك الدراسة، المنشورة في فبراير (شباط) من العام الماضي، بدورية «المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية بأميركا»، أن الجهاز المناعي لبعض البشر والحيوانات، ممن يتعاملون مع الغابات، قد شكل أجساماً مضادة للفيروس، ما يعني أنهم أصيبوا بالفيروس، دون أن يعلموا بالإصابة.

وجمع الباحثون، خلال تلك الدراسة، عيّنات دم من 24 صياداً و240 حيواناً برياً (40 من قرود المكاك اليابانية، و124 من الخنازير البرية، و76 من الغزلان)، ووجدوا أن 8.3 في المائة من العيّنات البشرية كانت تحتوي على أجسام مضادة معادلة للفيروس، ووصلت النسبة إلى 47.5 في المائة بقرود المكاك، و60.5 في المائة بالخنازير البرية، و73.7 في المائة بالغزلان.

وقال سالمان إن «نتائج هذه الدراسة تبعث رسائل مطمئنة؛ كون الأشخاص المصابين كوَّنوا أجساماً مضادة، ولم تتطور الحالة معهم إلى مرض يستدعي دخول المستشفى». وأرجع وفاة أول حالة في اليابان إلى ضعف مناعة السيدة المصابة؛ لكبر سنها (70 عاماً).

وقالت السلطات اليابانية، أمس الجمعة، إن السيدة اليابانية هي أول حالة وفاة في العالم، بسبب العدوى التي تنقلها حشرة القراد. ونقلت وكالة أنباء «كيودو» اليابانية عن السلطات الصحية قولها إن المرأة ذهبت إلى مؤسسة طبية في صيف عام 2022، بعد أن ظهرت عليها أعراض؛ من بينها الحمى والتعب، وفقاً لحكومة المقاطعة، ووزارة الصحة.

وجرى تشخيص حالتها بأنها مصابة بالتهاب رئوي، لكن بعد أن ساءت حالتها، دخلت المستشفى، وعُثر على حشرة قرادة محتقنة في الجزء الأعلى من فخذها اليمنى، وتُوفيت المرأة متأثرة بإصابتها بالتهاب عضلة القلب بعد 26 يوماً من دخولها المستشفى.


مقالات ذات صلة

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

دواء للسمنة والسكري يحمي الكلى من التلف

مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)
مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)
TT

دواء للسمنة والسكري يحمي الكلى من التلف

مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)
مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)

كشفت دراسة دولية عن أن فئة من الأدوية المستخدمة لعلاج السمنة والسكري يمكن أن تقلّل من خطر الإصابة بالفشل الكلوي وتوقف تدهور وظائف الكلى لدى مرضى الكلى المزمن.

وأفاد الباحثون في معهد جورج للصحة العالمية في أستراليا بأن هذه النتائج تمثل تطوراً مهماً في علاج هذه الحالات المزمنة، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية (The Lancet Diabetes & Endocrinology).

ومرض الكلى المزمن حالة تؤدي إلى تدهور تدريجي في وظائف الكلى، مما يعوق تصفية الفضلات والسوائل من الدم، وغالباً ما ينتج عن السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

ويُقدَّر أن المرض يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم، أي نحو 850 مليون شخص، وهو السبب العاشر للوفاة عالمياً، ومن المتوقع أن يحتل المرتبة الخامسة بحلول عام 2050.

وركزت الدراسة على «ناهضات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1» (GLP-1)، وهي أدوية طُورت في الأصل لعلاج السكري من النوع الثاني، وتعمل على محاكاة هرمون طبيعي يُفرَز بعد تناول الطعام لتحفيز إنتاج الإنسولين في البنكرياس، مما يساعد على خفض مستويات السكر في الدم. كما أنها تُبطئ الهضم، وتزيد من الشعور بالشبع، وتقلل الشهية، مما يجعلها فعّالة في علاج السمنة.

وأجرى الفريق تحليلاً لنتائج 11 تجربة سريرية شملت أكثر من 85 ألف شخص، منهم 67 ألف مصاب بالسكري من النوع الثاني، و18 ألفاً يعانون من السمنة أو أمراض القلب. وتضمّنت التجارب أدوية «ناهضات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1» مثل «سيماغلوتايد» و«دولاغلوتايد».

وأظهرت النتائج أن هذه الأدوية تقلّل خطر الفشل الكلوي بنسبة 16 في المائة وتحدُّ من تدهور وظائف الكلى بنسبة 22 في المائة. كما انخفض الخطر المشترك للفشل الكلوي، وتدهور الوظائف الكلوية، والوفاة بسبب أمراض الكلى بنسبة 19 في المائة. وأثبتت الدراسة فوائد تلك الأدوية أيضاً لصحة القلب، مع انخفاض خطر الوفاة بالأمراض القلبية والأزمات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة 14 في المائة. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت معدلات الوفاة لأي سبب بنسبة 13 في المائة بين المرضى الذين تلقوا العلاج.

وأكد الباحثون أن هذه النتائج ستُحدِث نقلة نوعية في الإرشادات الطبية لعلاج أمراض الكلى، والقلب، والسكري، مشدّدين على أهمية توسيع نطاق استخدام هذه الأدوية لمعالجة مجموعة واسعة من الحالات المزمنة.