العلماء يتوصلون لآلية اختباء بكتيريا المكورات العنقودية بأجسامنا !

العلماء يتوصلون لآلية اختباء بكتيريا المكورات العنقودية بأجسامنا !
TT

العلماء يتوصلون لآلية اختباء بكتيريا المكورات العنقودية بأجسامنا !

العلماء يتوصلون لآلية اختباء بكتيريا المكورات العنقودية بأجسامنا !

كشف الباحثون في دراسة جديدة عن تفاصيل قيمة حول كيفية اختباء بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus) المزدوجة داخل الخلايا البشرية؛ وهي خدعة تساعدها على التهرب من دفاعات أنظمتنا المناعية.

ومن خلال تسليط الضوء على مثل هذه الأسرار، قد نجد في النهاية طرقًا أكثر فاعلية للتخلص منها، ما يوفر للبشر دفعة هم في أمس الحاجة إليها بمعركتنا المستمرة ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

والمكورات العنقودية الذهبية هي مرض، أو عضو حميد في الميكروبيوم الذي يمكن أن يفسد عندما تتاح له الفرصة. قد يحدث هذا إذا تجاوزت البكتيريا جلد مضيفها، ربما بسبب إصابة أو عملية جراحية، فتتمكن من الوصول إلى الأنسجة الرخوة أو العظام أو مجرى الدم. وفي بعض الحالات، مثل الأشخاص المصابين بالأكزيما، يمكن أن تصيب المكورات العنقودية الذهبية أيضًا الجلد نفسه، ما يتسبب في مجموعة متنوعة من الآثار من الدمامل إلى التهاب النسيج الخلوي.

وفي الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون تقنية جديدة طوروها تسمى «InToxSa - السمية داخل الخلايا لـ S. Aureus)». حيث سمح ذلك لهم بدراسة سلوك المكورات العنقودية الذهبية داخل الخلايا البشرية على نطاق أوسع بسرعة وكفاءة أكبر، وفق قولهم.

وتقترح الدراسة التي يقودها عبدو حشاني عالم المناعة بجامعة ملبورن أن المفتاح لمنع بكتيريا «S. aureus» من قتل الناس قد يكمن في معرفة المزيد عن كيفية قيام البكتيريا بإيقاف جهاز المناعة لدينا عن قتلها. مضيفا «اختبرنا المئات من سلالات المكورات العنقودية الذهبية المأخوذة من مرضى مصابين بعدوى في مجرى الدم باستخدام InToxSa ، ولاحظنا تغيرات معينة تجعل البكتيريا أقل ضررًا وأفضل في البقاء على قيد الحياة في أجسامنا»، وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص نقلا عن «eLife» .

ويوضح حشاني «لقد حددنا الجينات التي تتحكم بقدرة البكتيريا على الاستمرار داخل الخلايا المضيفة دون قتلها. هذا تقدم مهم لفهم كيف يمكن أن تسبب بكتريا المكورة العنقودية البرتقالية عدوى مميتة».

جدير بالذكر، غالبًا ما تُعتبر المكورات العنقودية الذهبية من مسببات الأمراض خارج الخلية، وفق الباحثين؛ الذين أكدوا «هي ميكروبات تعيش بحرية قادرة على التسبب في المرض دون غزو خلايا مضيفه». مستدركين بالقول «ليس خارج الخلية حصريًا». واشاروا إلى أن العنقوديات الذهبية يمكنها أيضًا البقاء على قيد الحياة والتكاثر داخل خلايا مضيفها. قد يقتل هذا الأسلوب الخلايا المضيفة، لكنه يساعد البكتيريا على تجنب اكتشاف الجهاز المناعي للمضيف.

غير انه باستخدام InToxSa، درس حشاني وزملاؤه 387 سلالة من المكورات العنقودية الذهبية مأخوذة من مرضى تعيش في دمائهم.

وكتب الباحثون أنهم حددوا طفرات معينة تجعل بكتيريا S. aureus أقل سمية للخلايا المضيفة وتعزز «ثباتها داخل الخلايا».

وفي هذا الاطار، يبين المؤلف المشارك تيم ستينير عالم الأحياء الدقيقة الجزيئية بمعهد دوهرتي بجامعة ملبورن «أن InToxSa هي أداة قوية تجمع بين التحليل الجيني والبيانات الميكروبيولوجية والمقارنات الإحصائية. يمكنها التعامل مع حجم كبير من البيانات بطريقة منهجية وموحدة، ما يؤدي في النهاية إلى اكتشافات علمية أكثر شمولاً وتسريعًا». منوها بأن الباحثين «لاحظوا أن هذا النوع من التفاصيل يمكن أن يساعدنا في فهم أفضل لكيفية إبعاد العنقوديات الذهبية عن إحداث الكثير من الخراب في جسم الإنسان؛ وهو ما قد يلهم بدوره طرقًا أفضل للوقاية من العدوى وعلاجها. هذا مهم بشكل خاص نظرًا لارتفاع سلالات المكورات العنقودية الأكثر صرامة مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، والمعروفة أيضًا باسم MRSA؛ وهي السبب الرئيسي وراء الانتشار المتزايد للعدوى المكتسبة من المستشفيات والتي يمكنها تحمل حتى المضادات الحيوية الأخيرة». ويخلص ستينير الى القول «انه باستخدام هذه المنصة، تمكنا من تحديد الطفرات في البكتيريا ذات الصلة سريريًا وتعزيز قدرتها على الاستمرار داخل الجسم. هذه المعرفة الجديدة ستوجه البحث لإيجاد طرق جديدة لمكافحة هذه العدوى».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

نصح أستاذ أمراض قلب بجامعة ليدز البريطانية بممارسة التمارين الرياضية، حتى لو لفترات قصيرة، حيث أكدت الأبحاث أنه حتى الفترات الصغيرة لها تأثيرات قوية على الصحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

خلصت دراسة إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تحديد توقيت تناول القهوة يومياً قد يؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن
تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن
TT

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن
تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن

نصح أستاذ أمراض القلب بجامعة ليدز البريطانية، بيتر سووبودا، بممارسة التمارين الرياضية، حتى لو لفترات قصيرة، حيث أكدت الأبحاث أنه حتى الفترات الصغيرة، لها تأثيرات قوية على الصحة.

وأضاف سووبودا، في مقال نشرته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أن كثيراً من الأشخاص يكافحون للقيام بالقدر الموصَى به من التمارين الرياضية كل أسبوع، وبلا شك أن التمارين الرياضية مفيدة للقلب، حيث تعمل التمارين المنتظمة على خفض ضغط الدم والكولسترول، وتقلل فرص الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، لكن في بعض الأحيان قد يكون من الصعب إيجاد الوقت والدافع لممارسة الرياضة.

وطرح سؤالاً عن أقل قدر من التمارين الرياضية، التي يمكن القيام بها، مع الاستمرار في رؤية هذه الفوائد، وردَّ بقوله: «تعتمد الإجابة على مدى لياقتك البدنية».

التمارين الرياضية مفيدة للصحة (رويترز)

وذكر أنه كلما كانت نقطة البداية الخاصة بك منخفضة من حيث اللياقة البدنية، كان عليك القيام بأشياء أقل لرؤية الفائدة، لذلك إذا كنت شخصاً خاملاً تماماً، فلن تحتاج إلا إلى قدر ضئيل من التمارين الرياضية، لرؤية انخفاض في خطر الإصابة بأمراض القلب.

ومن نقطة بداية لا تمارس فيها أي تمارين رياضية تقريباً، قد تكون ساعة أو ساعتان أسبوعياً من ركوب الدراجات أو المشي السريع هو كل ما تحتاج إليه لتقليل خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل إلى 20 في المائة.

لكن مع زيادة لياقتك وزيادة مقدار التمارين التي تمارسها، تتضاءل مكاسب صحة القلب والأوعية الدموية وتستقر في النهاية.

وذكر أن الشخص الخامل، الذي ينتقل من عدم القيام بأي شيء إلى ممارسة الرياضة لبضع ساعات في الأسبوع، سوف يرى أكبر انخفاض في مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خلال هذه الفترة.

وإذا زاد من مقدار التمارين التي يمارسها إلى أربع ساعات في الأسبوع، فسيكون هناك انخفاض إضافي - وإن كان أصغر - في المخاطر بنحو 10 في المائة. لكن يبدو أن الفوائد على صحة القلب والأوعية الدموية تصل إلى أقصى حد لها بعد أربع إلى ست ساعات في الأسبوع، دون مكاسب إضافية بعد هذه النقطة للجميع.

ومع ذلك وجدت إحدى الدراسات، التي جرى فيها تدريب الأشخاص الخاملين على إكمال ماراثون مثلاً، أنه بمجرد وصول المشاركين إلى سبع إلى تسع ساعات في الأسبوع من التدريب، لاحظوا تغييرات ملحوظة في بِنية قلبهم.

وقال إن التدريب على هذا المستوى يعطي التخفيضات نفسها في مخاطر القلب والأوعية الدموية مثل التدريب من أربع إلى ست ساعات في الأسبوع، لكن المشاركين شهدوا زيادة في كمية عضلات القلب، وكذلك تمدد حجراته.

وذكر أن القلب مثل أي عضلة أخرى؛ إذا جرى تدريبه بشكل كافٍ، فإنه سوف يكبر.

التمارين المنزلية منخفضة التكلفة لأنها لا تستوجب دفع اشتراك شهري أو شراء مُعدات باهظة الثمن (أرشيفية)

ولفت إلى أن هذه التغييرات حدثت في وقت مبكر يصل إلى ثلاثة أشهر بعد البدء، لذا في حين أن الساعات الإضافية من التمارين لا توفر مزيداً من الفوائد؛ من حيث الحد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، فإن هذه التغييرات في بنية القلب تعني تحسناً في اللياقة البدنية.

وقال إنه كان يُعتقد سابقاً أن مثل هذه التغييرات ممكنة فقط للنخبة من الرياضيين، لكن هذه الدراسة دليل على أنه إذا كنا على استعداد للالتزام، فيمكننا ليس فحسب الحصول على فوائد للقلب، ولكن أيضاً تطوير قلب الرياضي.

وذكر أنه بعد أن تبدأ ممارسة ساعة أو ساعتين من التمارين في الأسبوع لتحسين صحة قلبك، فقد يحدث شيء لا يصدَّق وغير متوقع، فقد تستمتع بها بالفعل.

وقال إن أربع ساعات في الأسبوع هي النقطة المثالية التي تمنحك أكبر قدر من التخفيض في مخاطر القلب والأوعية الدموية، ولكن إذا كنت تستمتع بالتدريب أو وجدت رياضة تحبها، فينبغي ألا تَدَع هذا يمنعك من القيام بالمزيد.

زيادة كثافة التمارين

قد تبدو فكرة الانتقال من عدم ممارسة التمارين الرياضية مطلقاً إلى ممارسة التمارين الرياضية لمدة أربع ساعات أسبوعياً، أمراً شاقاً، خاصة إذا لم يكن لديك كثير من وقت الفراغ، وهنا تكمن أهمية كثافة التمارين الرياضية.

إذا كنت تريد الحصول على أكبر قدر من الفائدة من حيث تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فأنت بحاجة إلى بذل كثير من الجهد.

التمارين الرياضية يمكن أن تقلل خطر الوفاة المرتفع المرتبط بالجلوس لفترات طويلة (جامعة جنوب كاليفورنيا)

وإذا كان إيجاد الوقت لممارسة الرياضة في الأسبوع يشكل تحدياً ولا يمكنك ممارسة الرياضة إلا في عطلات نهاية الأسبوع، فتأكد من أن هذا لا يزال مفيداً.

فعلى الرغم من قِصر هذه التمارين، فإن كثافتها تعني أنه بعد عدة أسابيع من التدريب المتقطع عالي الكثافة، من المحتمل أن ترى عدداً من الفوائد؛ بما في ذلك انخفاض ضغط الدم والكولسترول.

ومع ذلك، كانت معظم دراسات التدريب المتقطع عالي الكثافة صغيرة جداً لقياس ما إذا كان هناك تأثير على مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل عام.

وهناك حاجة للتحذير من ذلك إذا كنت تعاني أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يُنصح بعدم ممارسة التمارين الشاقة، ويجب على الأشخاص الذين يعانون هذه الحالات الصحية الالتزام بالتمارين منخفضة أو متوسطة الشدة.

وسيظل هذا مفيداً لقلبك، في حين لا يعرِّضك لخطر الأذى.

وقال إنه بالنسبة لشخص كسول يريد تحسين صحته القلبية والأوعية الدموية، فإن الرسالة بسيطة: حتى الوقت الصغير الذي تقضيه في ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً.