في الوقت الذي كشفت فيه وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل أعادت جثة المجند المصري الذي نفذ العملية على الحدود، والتي أسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائيليين؛ أكد أفراد من أسرة المجند وجيران له أنه جرى دفن جثمانه صباح الاثنين، في مسقط رأسه في محافظة القليوبية (شمال القاهرة).
وفي حين لم يصدر عن الجانب المصري أي بيانات رسمية تخص المجند، فإن هيئة البث الإسرائيلية الحكومية قالت إن «المصري الذي نفذ الهجوم على الحدود هو محمد صلاح (22 عاماً) من القاهرة»، وأرفقت صورة له.
وتقول مصر إن مجنداً من قوات تأمين الحدود الدولية اخترق حاجز التأمين، وتبادل إطلاق النيران خلال مطاردة عناصر تهريب المخدرات، ما أدَّى إلى وفاة ثلاثة أفراد من عناصر التأمين الإسرائيلية، وإصابة اثنين آخرين، بالإضافة إلى وفاة المجند المصري في أثناء تبادل إطلاق النيران.
وتفاعل قطاع كبير من المصريين بمختلف انتماءاتهم مع المجند محمد صلاح، ليتصدر حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تحولت صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك» إلى دفتر عزاء. كما نعاه مقربون له على صفحاتهم الشخصية، مشيدين ببطولته.
وذكر حساب يحمل اسم محمود حمدي، وهو نجل خالة المجند، أنه جرى دفن الجثمان بقرية العمار بمحافظة القليوبية.
وتناقلت صفحات تخص منطقة عين شمس بالقاهرة، صوراً للمجند، مع رثائه.
فيما أعلن آخرون أن أسرته سوف تتلقى العزاء في منطقة عين شمس، غداً الثلاثاء. إضافة إلى ذلك، قال محمود رضا، أحد جيران المجند، بمنطقة عين شمس، لـ«الشرق الأوسط»، إنه التقى المجند محمد صلاح منذ أسبوعين خلال إجازته الأخيرة، مؤكداً أنه كان طبيعياً للغاية، وأكد أن خبر مقتله أصاب جميع أبناء المنطقة بالصدمة.
ويؤكد «رضا»، بحكم قربه من المجند صلاح الرواية المصرية الرسمية بشأن مطاردته عناصر تهريب المخدرات، رافضاً ما يجري ترويجه بأنه خطط للعملية بشكل مسبق، لافتاً إلى أن جاره كان متخوفاً في بداية خدمته من الموت بحكم طبيعة المنطقة الحدودية.
أما محمد عبده، وهو أحد أصدقاء المجند وزميل دراسته، فأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن المجند محمد صلاح كان مهذباً للغاية، ولا يعرف إلا العمل قبل التحاقه بالخدمة العسكرية، وليست له علاقة بمتابعة الإنترنت إلا صفحته الشخصية، وبالتالي فهو بعيد عن أية ادعاءات إسرائيلية بالتشدد، وليس له أية انتماءات دينية أو سياسية، لافتاً إلى أن جثمان المجند دُفن اليوم في محافظة القليوبية، حسبما يردده أبناء المنطقة منذ صباح اليوم.