شركات الطيران العالمية ترفع التوقعات لأرباح 2023 لأكثر من الضعفين

«إياتا»: التحديات مستمرة ومشكلات سلاسل التوريد وارتفاع رسوم المطارات تعرقل تعافي الصناعة

إحدى رحلات الخطوط الجوية الأميركية تهبط في مطار لوغان الدولي في بوسطن الأميركية (رويترز)
إحدى رحلات الخطوط الجوية الأميركية تهبط في مطار لوغان الدولي في بوسطن الأميركية (رويترز)
TT

شركات الطيران العالمية ترفع التوقعات لأرباح 2023 لأكثر من الضعفين

إحدى رحلات الخطوط الجوية الأميركية تهبط في مطار لوغان الدولي في بوسطن الأميركية (رويترز)
إحدى رحلات الخطوط الجوية الأميركية تهبط في مطار لوغان الدولي في بوسطن الأميركية (رويترز)

رفعت شركات الطيران العالمية، اليوم (الاثنين)، توقعاتها لأرباح القطاع لعام 2023 لأكثر من المثلين إلى 9.8 مليار دولار من 4.7 مليار دولار، وسط تفاؤل مدفوع بقوة الطلب على السفر مع تعافي القطاع من تداعيات وباء «كوفيد-19». وقال ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، في الاجتماع السنوي للاتحاد: «سنوات الجائحة ولّت والحدود مفتوحة بشكل طبيعي». لكنه أضاف أن هوامش الربح التي سجلت 1.2 في المائة لا تزال ضعيفة جداً لدرجة أنها لا تكفي لضمان القوة المالية للقطاع على المدى البعيد.

وأعلنت شركات الطيران العالمية، في الأشهر الماضية، عن نتائج قوية في الوقت الذي تستعد فيه لموسم صيفي نشط، مع عدم ظهور أي علامة على ضعف الطلب على السفر على الرغم من زيادة التضخم. كما تراجعت ضغوط أسعار النفط هذا العام. وتقترب مستويات الإيرادات المتوقعة لعام 2023 أيضاً من مستويات ما قبل الجائحة؛ إذ من المتوقع ارتفاعها إلى 803 مليارات دولار مقابل 838 مليار دولار في عام 2019.

وقال والش لـ«رويترز»: «كثير من الناس ليسوا مضطرين فقط للسفر، بل يرغبون في السفر. وسيبقون هكذا خلال هذا العام»، مشيراً إلى أن الطلب يرتفع بسبب زيادة مستويات التوظيف حتى مع توقعات أضعف للاقتصاد الكلي، وأضاف: «يؤدي ذلك إلى منح المستهلكين ثقة بأن بمقدورهم إنفاق النقود ويمكنهم تحمل بعض الدين لمواصلة الاستمتاع بما يفعلونه».

التحديات مستمرة

قال والش أمام مندوبين من نحو 300 شركة طيران إن التحديات المستمرة، مثل مشكلات سلاسل التوريد وارتفاع رسوم المطارات، تعوق تعافي الصناعة. وأضاف: «تباطأ موردو تصنيع المعدات الأصلية بشدة في التعامل مع عوائق سلاسل التوريد التي ترفع التكاليف وتحد أيضاً من قدرتنا على توزيع الطائرات». وتابع: «شركات الطيران وصلت إلى ما هو أبعد من خيبة الأمل. يجب إيجاد حل». وظلت توقعات كميات عمليات الشحن منخفضة جداً مقارنة بعام 2019، ومن المتوقع أن تسجل 57.8 مليون طن في عام 2023 مقابل 61.5 مليون طن في 2019 بسبب تباطؤ أحجام التجارة العالمية.

ويلي والش المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) يحضر الاجتماع السنوي للاتحاد في إسطنبول بتركيا (رويترز)

تحقيق أرباح

ويسجل قطاع الطيران انتعاشاً واضحاً سيمكنه من معاودة تحقيق أرباح بعد انهياره في ظل تفشي وباء كوفيد، مع ارتفاع عدد الركاب هذه السنة إلى ما يقارب مستواه عام 2019، غير أن الشركات تحذر من أن الأوضاع لا تزال هشة. وتتوقع شركات الطيران أن تقل 4.35 مليار راكب عبر العالم هذه السنة، ما يكاد يساوي الرقم القياسي المسجل عام 2019 وقدره 4.54 مليار راكب، وفق ما أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، الاثنين، خلال عقد جمعيته العامة في إسطنبول.

وسيترافق هذا الانتعاش الكبير في حركة النقل الجوي الذي استفاد بصورة خاصة من إعادة فتح الصين حدودها، مع تسجيل شركات الطيران مجدداً أرباحاً. في المقابل، يتوقع أن تسجل شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأميركا اللاتينية وأفريقيا خسائر ستبلغ على التوالي 6.9 مليار دولار و1.4 مليار و500 مليون.

انهيار كورونا

وانهار عدد ركاب الرحلات الجوية في 2020، السنة الأولى من تفشي «كوفيد»، بنسبة 60 في المائة إلى 1.8 مليار راكب، ثم ارتفع بصورة طفيفة في 2021 إلى 2.3 مليار ليعود في 2022 إلى نسبة 74 في المائة من مستواه ما قبل الأزمة مسجلاً نحو 3.3 مليار مسافر، بحسب منظمة الطيران المدني الدولي، الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

استضافة الإمارات

وأعلن «إياتا» أن «طيران الإمارات» ستستضيف الاجتماع العمومي السنوي للاتحاد والقمة العالمية للنقل الجوي في يونيو (حزيران) 2024 بمدينة دبي، مشيراً إلى أن الحدث يجمع قادة صناعة الطيران والشركات المصنعة ومسؤولين من 300 شركة طيران من 120 دولة حول العالم.


مقالات ذات صلة

إخلاء طارئ لطائرة بعد اشتعال النيران في هاتف أحد الركاب واحتراق مقعد

يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية (أ.ب)

إخلاء طارئ لطائرة بعد اشتعال النيران في هاتف أحد الركاب واحتراق مقعد

تمكن طاقم طائرة من إجلاء أكثر من 100 راكب بعد أن اشتعلت النيران في هاتف أحد المسافرين على متن طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة خلال جولته في معرض البحرين الدولي للطيران (بنا)

وزير المواصلات لـ«الشرق الأوسط»: البحرين تتجه للاستثمار في الطائرات الكهربائية

تتخذ البحرين خطوات مستمرة للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والاعتماد على الحلول البيئية المستدامة؛ مثل الطائرات الكهربائية والطاقة المتجددة في تشغيل المطارات.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد تستمر أعمال معرض البحرين الدولي للطيران حتى الجمعة (الموقع الرسمي)

شركات طيران: المنطقة بحاجة إلى السلام والهدوء

على هامش معرض البحرين الدولي للطيران، أجرت «الشرق الأوسط» مقابلات مع عدد من مسؤولي شركات الطيران الذين شددوا على حاجة المنطقة إلى السلام.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد الأمير سلمان بن حمد مع أطقم الصقور السعودية المشاركة (الموقع الرسمي للمعرض)

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
يوميات الشرق الفريق استلهم التقنية الجديدة من أجنحة الطيور (جامعة برينستون)

أجنحة الطيور تلهم باحثين لتحسين أداء الطائرات

استلهم مهندسون بجامعة «برينستون» الأميركية تصميماً مبتكراً لجناح طائرة صغيرة مستوحى من أجنحة الطيور؛ وذلك بغرض تحسين أداء الطائرات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.