المواصلات العامة... ملاذ مصريين في مواجهة ارتفاع أسعار الوقود

«مترو الأنفاق» و«الميكروباص» بديلان للسيارات الخاصة

زحام في مترو الأنفاق (تصوير: عبد الفتاح فرج)
زحام في مترو الأنفاق (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

المواصلات العامة... ملاذ مصريين في مواجهة ارتفاع أسعار الوقود

زحام في مترو الأنفاق (تصوير: عبد الفتاح فرج)
زحام في مترو الأنفاق (تصوير: عبد الفتاح فرج)

لم تلتفت رباب إلى الأتربة التي تغطي سيارتها، فهي لن تحركها الآن، مكتفية بارتداء حذائها الرياضي حتى تتمكن من السير أمتاراً عدة لاستقلال حافلة (أتوبيس) «مدينتي»، شرق القاهرة، في حين أصبحت سيارتها الخاصة، التي تخطى سعرها نحو 500 ألف جنيه، مخصصة فقط لـ«المشاوير العائلية».

صحيح أن السيدة الأربعينية، أم لطفلتين تتلقيان التعليم في إحدى المدارس الألمانية في مصر، وتنتمي إلى طبقة اجتماعية، يصفها مصريون بـ«المترفة»، مرتكزين على تقييم الحي الذي تعيش فيه، غير أن «تراجع قيمة الجنيه وزيادة الأسعار غيّرا شكل حياتها»، حسب قولها، وانعكس ذلك على تفاصيل يومية، أبرزها التنقل لمباشرة أعمالها في منطقة السيدة زينب في وسط المدينة، حيث تمتلك وآخرون محلاً للعب الأطفال، كما أن زوجها يعمل في وظيفة حكومية مرموقة (رفضت ذكرها تفصيلاً).

تكلفة حافلة مدينتي الخاصة 23 جنيهاً، وهو رقم أقل كثيراً من تكاليف وقود وصيانة سيارتها، فضلاً عن إيجار الجراج الذي تضاعفَ سعره ليصل إلى 30 جنيهاً يومياً بعدما كان لا يتخطى 10 جنيهات.

منذ مارس (آذار) العام الماضي وحتى الآن، فقد الجنيه نصف قيمته تقريباً، إثر تحريك سعر الصرف أكثر من مرة ليصبح أكثر مرونة أمام الدولار، تنفيذاً لاستراتيجية متفق عليها بين مصر وصندوق النقد الدولي. وفي حين بلغ السعر الرسمي للدولار في البنوك المصرية نحو 30.8 جنيه، فإنه تخطى حاجز الـ37 في السوق الموازية.

بالتوازي، تحرك سعر الوقود منذ فبراير (شباط) 2022 وحتى الآن 3 مرات، ليزيد سعر لتر بنزين 92 (الأكثر استخداماً في مصر) من 8.5 جنيه، العام الماضي، إلى 10.25 في مارس الماضي.

عمرو، وهو مهندس كومبيوتر يعمل في وسط المدينة، كان قد اتخذ قراراً مبكراً بالاستغناء عن سيارته قبل زيادة الأسعار والوقود، ويقول إنه «يسكن في حي المرج (شمال شرقي القاهرة)، الذي يغذيه خط مترو الأنفاق القديم، ولأنها منطقة تبعد عن عمله نحو 25 كيلومتراً، فكان من الأفضل اعتماد المترو، لا سيما أنه أكثر سرعة».

ويقول الشاب الثلاثيني، وهو أب لطفلين لم يلتحقا بالتعليم بعد، ودخله الشهري يبلغ نحو 300 دولار، إنه «قبل تحريك سعر الوقود كان يفضل استقلال سيارات أجرة في بعض الأعمال القريبة من منزله، لكن مع ارتفاع الأسعار بات هذا من قبيل الرفاهية». وأشار إلى أن «الميكروباص بات الحل الأسهل والأوفر».

زحام سيارات وميكروباصات في شوارع القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

شبكة مواصلات عامة

وتضم شوارع القاهرة أكثر من نمط للمواصلات بين العام والخاص، حيث توفر الحكومة، ممثلة في وزارة النقل، شبكة حافلات عامة، تتراوح أسعارها بين 6 و11.5 جنيه، عقب زيادة طفيفة طُبقت أخيراً بالتبعية لزيادة سعر الوقود.

كذلك تتوفر شبكة حافلات يطلق عليها المصريون اسم «الأتوبيس الإماراتي» نسبة إلى أنها دخلت مصر على سبيل المنحة من دولة الإمارات العربية المتحدة، تتميز بأنها مزودة بمكيف هواء وخدمة «واي فاي» وتتراوح أسعار التذاكر بها بين 15 و20 جنيهاً. إلى جانب «مترو الأنفاق»، وحسب بيانات نشرها المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري في ديسمبر (كانون الأول) 2019، فإن مترو الأنفاق «يستخدمه نحو 3.5 مليون راكب يومياً»، ويتراوح سعر التذكرة الآن بين 5 و10 جنيهات تبعاً لعدد المحطات. بالإضافة إلى ما سبق يأتي «الميكروباص» بوصفه إحدى وسائل النقل الشائعة في البلاد.

ولمواجهة الأزمة الاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية، لجأ مصريون إلى اتباع نموذج «دورات السيارات» أو «الكار بولينغ». منهم محمود، وهو مخرج تلفزيوني ورب لأسرة مكونة من 4 أفراد، ودخله يصل إلى 1000 دولار شهرياً، ويملك سيارة خاصة، ويقول إنه وعدداً من زملائه في حي 6 أكتوبر اتفقوا على اعتماد سيارة واحدة يومياً لتوفير تكلفة الانتقال إلى العمل.

استهلاك أقل... وأولويات جديدة

وترمي التغيرات الاقتصادية بظلالها على نسيج المجتمع، وربما تغير عاداته على مدى أقصر مما تفترضه الأبحاث، بحسب الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة القاهرة، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الفترة الحالية تشهد تغيرات اقتصادية شديدة، تجعل التأقلم معها وإعادة ترتيب الأولويات أمراً حتمياً».

ويضيف أن «الشعب المصري يميل إلى السلوك الاستهلاكي، غير أن تراجع قيمة الجنيه وارتفاع معدلات التضخم لتتخطى حاجز الـ40 في المائة، لأول مرة منذ خمس سنوات، جعلا الخيارات محدودة أمامه»، معتبراً «إعادة تدوير الأفكار والحلول اتجاهاً جيداً». ويوضح العمدة أنه «حان الوقت لينخفض استهلاك المواد الغذائية، وأشكال الرفاهية كافة، التي تؤثر سلباً في الصحة، لتعود أنماط الإنتاج المنزلي من تحضير الوجبات في المنزل، والسير بضعة مترات يومياً لاستقلال وسيلة مواصلات بدلاً من السيارة الخاصة».

لكن رباب «لا تعلم إلى أين ستقودها الأزمة الاقتصادية، وإلى أي مدى ينبغي عليها مراجعة أولويات إنفاقها، وما إذا كانت ستدفعها إلى الاستغناء عن أشياء أخرى وليس فقط سيارتها».


مقالات ذات صلة

أوروبا قطارات «يوروستار» متوقفة في محطة سانت بانكراس في لندن (أ.ف.ب)

إلغاء رحلات لقطارات «يوروستار» بعدما غمرت المياه نفقاً قرب لندن

أُلغي عدد من رحلات قطارات «يوروستار»، صباح اليوم (السبت)؛ بسبب إغلاق المسالك بالقرب من لندن، وفق ما أعلنت الشركة المشغّلة للقطارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا المؤسس المشارك لشركة الخدمات اللوجيستية الخضراء «Zhero» جو شارب يركب دراجة شحن هوائية في العاصمة البريطانية لندن في 27 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

شركات في لندن تنتقل إلى دراجات الشحن الهوائية

أطلقت هيئة النقل في لندن خطة تهدف إلى التشجيع على استخدام دراجات الشحن الهوائية للحد من الانبعاثات الكربونية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أطوال شبكة الطرق المعبدة داخل المدن السعودية وبينها خلال عام 2022 بلغت 266 ألف كيلومتر (واس)

43.5 مليون راكب استخدموا حافلات النقل العام بالسعودية خلال 2022

بلغ عدد الركاب الذين تم نقلهم عبر حافلات النقل العام داخل المدن السعودية وبينها خلال عام 2022: 43.5 مليون راكب، أي بمعدل ارتفاع 233.9 في المائة عن عام 2021.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا رجل سوداني فر من الصراع في إقليم دارفور بالسودان يسير بجوار ملاجئ مؤقتة بالقرب من الحدود بين السودان وتشاد في 13 مايو 2023 حيث لجأ إلى بوروتا في تشاد (رويترز)

مدن شبه منفصلة... سكان الخرطوم يواجهون صعوبات في التنقل بسبب إغلاق الجسور

يواجه سكان الخرطوم صعوبات كبيرة في التنقل في مدن العاصمة الثلاث، كما يواجه البعض صعوبات في السفر إلى الولايات المجاورة للخرطوم بالطرق المعتادة.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

مركز الملك سلمان للإغاثة يدعم القطاع الصحي في اليمن بثلاثة برامج بزهاء 10 ملايين دولار

الدكتور عبد الله الربيعة المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان أثناء التوقيع مع مدير منظمة الصحة العالمية (الشرق الأوسط)
الدكتور عبد الله الربيعة المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان أثناء التوقيع مع مدير منظمة الصحة العالمية (الشرق الأوسط)
TT

مركز الملك سلمان للإغاثة يدعم القطاع الصحي في اليمن بثلاثة برامج بزهاء 10 ملايين دولار

الدكتور عبد الله الربيعة المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان أثناء التوقيع مع مدير منظمة الصحة العالمية (الشرق الأوسط)
الدكتور عبد الله الربيعة المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان أثناء التوقيع مع مدير منظمة الصحة العالمية (الشرق الأوسط)

أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية التوقيع على ثلاثة برامج تنفيذية مشتركة مع منظمة الصحة العالمية لصالح اليمن، بقيمة تناهز الـ10 ملايين دولار.

وتتركز البرامج الثلاثة على محاربة تفشي مرض الحصبة بين الأطفال في اليمن، وتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في مرافق الرعاية الصحية مع إمدادات المياه المستدامة، إلى جانب الحد من انتشار مرض الكوليرا.

وقع اتفاقية البرامج التنفيذية التي بلغت قيمتها 9 ملايين و750 مليون دولار أميركي، الدكتور عبد الله الربيعة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أمس السبت على هامش أعمال الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في دورتها الـ77 المنعقدة بمدينة جنيف السويسرية، مع الدكتور تيدروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.

البرامج التي وقعها مركز الملك سلمان مع منظمة الصحة العالمية تقدم رعاية صحية إلى 12.6 مليون يمني (مركز الملك سلمان)

وقال الدكتور عبد الله الربيعة، المشرفُ العامُ على مركز الملك سلمان: «تؤكد اتفاقيات التعاون هذه على حرص المملكةِ العربية السعودية على إنقاذ الأرواح وحماية المستقبلِ. ويسر مركزُ الملك سلمان أن يتعاون مع منظمة الصحة العالمية في التصدي للتحديات الصحية العالمية وخدمة المجتمعات المحلية العرضة للخطر في جميع أنحاء العالم».

من جانبه، أكد الدكتور تيدروس غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين منظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مبيناً أن «هذا الدعمُ المستمرُ يعكسُ هدفنا المشترك المتمثل في التصدي للتحديات الصحية العالمية».

وتنص الاتفاقية الأولى على مواجهة تفشي مرض الحصبة بين الأطفال دون سن الخامسة، بتكلفة إجمالية تبلغ 3 ملايين دولار، بهدف الحد من انتشار مرض الحصبة من خلال إطلاق حملة لتطعيم 1.205.336 طفلاً يمنياً عبر تجهيز 1125 مركزاً صحياً بالأدوية والمحاليل الوريدية والمستهلكات الضرورية لعلاج الحالات في عدة محافظات يمنية، بالإضافة إلى شراء المعدات الخاصة بدعم سلسلة التبريد لضمان خدمات التحصين الروتينية المستدامة في المناطق المختارة، ودعم الأنشطة الأساسية في قطاعي المياه والإصحاح البيئي للحد من انتشار الوباء.

مركز الملك سلمان وقع اتفاقية لمواجهة تفشي مرض الحصبة بين الأطفال دون سن الخامسة بتكلفة إجمالية تبلغ 3 ملايين دولار (منظمة الصحة العالمية)

فيما تنص الاتفاقية الثانية، على تحسين خدمات المياه والصرف الصحي في مرافق الرعاية الصحية مع إمدادات المياه المستدامة لخدمة السكان الأكثر احتياجاً، بقيمة 3 ملايين و750 ألف دولار، حيث سيجري بموجبها حفر آبار تعمل بالطاقة الشمسية في 10 مرافق رعاية صحية تشتمل على مضخة وخزان مياه وأنابيب توصيل، وتوفير إمدادات المياه الصالحة للشرب ومراقبة جودة المياه ومعالجتها في 60 منشأة للرعاية الصحية.

كما سيتم التدريب على تشغيل وصيانة إمدادات المياه، وتشييد خزان برجي في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، فضلاً عن إعادة التأهيل لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في مستشفى محافظة مأرب ومستشفى متنة في محافظة صنعاء.

الاتفاقية الثالثة التي وقعها مركز الملك سلمان لصالح القطاع الصحي في اليمن، تهدف إلى الحد من انتشار مرض الكوليرا، بقيمة 3 ملايين دولار، من خلال مجموعة من الأنشطة الوقائية والعلاجية، وتأمين اللقاحات والأدوية والمستهلكات الطبية للمختبرات المركزية، وتوفير معدات الحماية الشخصية للكوادر الطبية، كما تشمل أنشطة المشروع دفع الميزانيات التشغيلية لحملات التطعيم وفرق الاستجابة السريعة، بالإضافة إلى أنشطة التقصي الوبائي، ودعم الأنشطة الأساسية في قطاعي المياه والإصحاح البيئي.

ومن المنتظر أن تسهم البرامج في تقديم خدمات طبية ورعاية صحية منقذة للحياة إلى 12.6 مليون يمني من خلال استجابة صحية مستدامة ومتكاملة.

بدورها، قالت الدكتورةُ حنان بلخي، المديرةُ الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: إن «المملكة العربية السعودية شريك قيِّم لمنظمة الصحة العالمية». معتبرة أن «مساهمة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مفيدة للغاية في دعم جهودنا الرامية إلى خدمة المجتمعات الأكثر ضعفاً في حين نواصل التصدي للعواقب الوخيمة لحالات الطوارئ المتعددة في إقليمنا».


السوداني يبرر طلب حكومته إنهاء مهمة «يونامي» في العراق

صورة نشرتها رئاسة الوزراء العراقية من لقاء السوداني والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت في بغداد
صورة نشرتها رئاسة الوزراء العراقية من لقاء السوداني والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت في بغداد
TT

السوداني يبرر طلب حكومته إنهاء مهمة «يونامي» في العراق

صورة نشرتها رئاسة الوزراء العراقية من لقاء السوداني والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت في بغداد
صورة نشرتها رئاسة الوزراء العراقية من لقاء السوداني والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت في بغداد

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن السبب الذي جعل حكومته تطلب إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) هو ما تشهده البلاد حالياً من «استقرار سياسي وأمني».

وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء إن الأخير التقى، في بغداد، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، بمناسبة انتهاء مهام عملها.

وأوضح السوداني، خلال اللقاء، أن «الطلب بإنهاء عمل بعثة (يونامي) يأتي بناءً على ما يشهده العراق من استقرار سياسي وأمني، وما حققه من تقدم في مجالات عدة»، مشيراً إلى أن «استمرار الحكومة العراقية في التعاون مع الوكالات الدولية التابعة للمنظمة الأممية، بما يتفق مع البرنامج الحكومي ومستهدفاته التنموية وعلى جميع الصعد والمجالات، خصوصاً مع التقدّم المُحرَز في مجالات الإصلاح الاقتصادي، وإعمار البنى التحتية، وتنامي قدرات قواتنا المسلحة بمختلف صنوفها».

وكانت الحكومة العراقية قد طلبت مؤخراً، من الأمم المتحدة أن تنهي بحلول نهاية عام 2025 مهمتها السياسية التي تؤديها في البلاد منذ أكثر من 20 عاماً، مؤكدة أنها «لم تعد ضرورية نظراً لإحرازها تقدماً كبيراً نحو الاستقرار»، وفق رسالة موجهة إلى مجلس الأمن الدولي.

وفي الوقت الذي لقي فيه هذا الطلب تأييداً واسعاً من قبل معظم القوى السياسية في العراق، لا سيما القوى الشيعية، فإن هناك تحفظات على القرار من قبل القوى المدنية والمستقلة من منطلق أنهم يرون أن دور الأمم المتحدة لا يزال مطلوباً في البلاد.

كما أن هناك مخاوف من إمكانية تكرار الصراعات في البلاد في ظل وجود كثير من الجماعات السياسية المدججة بالسلاح.

وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) هي بعثة سياسية خاصة تأسست في عام 2003 بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1500، بناءً على طلب حكومة العراق، وتوسع دورها بشكل كبير في عام 2007 بموجب القرار 1770.

وتعرضت البعثة الأممية في بداية عملها في العراق لتفجير ضخم لمقرها الكائن آنذاك في فندق القناة خلال شهر أغسطس (آب) 2003 أدى إلى تدميره، وذهب ضحيته 23 موظفاً، من ضمنهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة سيرجيو ديميلو.

وواصلت البعثة الأممية عملها وسط تأييد ورفض وتحفُّظ حتى آخر محطة لها التي ستكون نهاية العام المقبل.

وفي هذا السياق، يقول الخبير الأمني علي التميمي لـ«الشرق الأوسط» إن «طلب العراق إنهاء مهمة (يونامي) يعد مستوفياً الشروط المطلوبة في إنهاء عمل البعثات الدولية التي تتشكل بموجب قرارات مجلس الأمن».

ويرى التميمي أن «طلب العراق يحتاج إلى قرار من مجلس الأمن وموافقة الأغلبية، وعدم اعتراض إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية للصلاحيات الممنوحة لمجلس الأمن بموجب الميثاق من المادة 39 إلى المادة 52 من الميثاق، ولأن مجلس الأمن هو من أنشأها، ومن يمدد كل عام فله حق الإلغاء، والقرار لا يلغى إلا بقرار»، مبيناً أن «التعامل مع الأمم المتحدة يكون بالإقناع والحجة والإثبات وليس الرغبات».

ومن جهته، يقول الخبير الأمني والسياسي فاضل أبو رغيف لـ«الشرق الأوسط» إن «التنظيمات الراديكالية المتطرفة لا سيما (داعش) هي تنظيمات استغلالية وانتهازية، بمعنى أنها تستغل وتنتهز أي فراغ أمني وأي ضعف بالمنظومة السياسية أو الأمنية، أو وجود ثغرات قد تؤدي إلى استغلالها»، مبيناً أن «السياسة الناجعة والقدرة العالية للحكومة لا سيما لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني نتج عنهما هذا الاستقرار الأمني، وهو ما جعله يعلن عدم الحاجة لشيء من الأمم المتحدة، وكذلك من قوات التحالف الدولي».

وأضاف أبو رغيف أن «العراق، بناءً على هذه المعطيات، ماضٍ قدماً في إيجاد كل السبل والعناصر لمزيد من الاستقرار الأمني الذي يتبعه استقرار في عمليات البناء والإعمار، ومن ثم فإنه في نهاية العام المقبل سوف نشهد خطة متكاملة يمكن البناء عليها في ميادين الإعمار والبناء التي تجعل البلد مستقراً على كل المستويات».


«حماس»: لم نتلقَ شيئاً من الوسطاء حول مفاوضات وقف إطلاق النار

فتاة فلسطينية تتفقد أنقاض منزل دمر في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات في قطاع غزة (أ.ف.ب)
فتاة فلسطينية تتفقد أنقاض منزل دمر في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«حماس»: لم نتلقَ شيئاً من الوسطاء حول مفاوضات وقف إطلاق النار

فتاة فلسطينية تتفقد أنقاض منزل دمر في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات في قطاع غزة (أ.ف.ب)
فتاة فلسطينية تتفقد أنقاض منزل دمر في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات في قطاع غزة (أ.ف.ب)

قال القيادي في حركة «حماس» عزت الرشق، اليوم الأحد، إن الحركة لم يصل إليها شيء من الوسطاء حول ما يُتداول بخصوص مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأضاف الرشق، عبر «تلغرام»: «المطلوب بشكل واضح هو وقف العدوان بشكل دائم وكامل في كل قطاع غزة، وليس في رفح وحدها. هذا ما ينتظره شعبنا، وهذا هو المرتكز ونقطة البداية»، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وأردف قائلاً: «الحقيقة التي لا جدال فيها أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يقتل الأسرى... وأنه لا يأبه لا للأسرى ولا لعائلاتهم، وهو لا يمل من اللفّ والدوران والمراوغة وإعطاء انطباعات كاذبة عن اهتمامه بهم، ويحاول كسب مزيد من الوقت لمواصلة العدوان».

سيدة فلسطينية تحتضن طفلها الذي قتل في غارة إسرائيلية على منطقة تل السلطان في رفح (أ.ف.ب)

إلى ذلك، قال مسؤول إسرائيلي بارز، الأحد، لوكالة االصحافة الفرنسية إنه من المتوقع أن يجتمع مجلس وزراء الحرب مساءً لبحث اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة «حماس» في قطاع غزة.وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته «من المتوقع أن يجتمع مجلس الوزراء الحربي في القدس الليلة في تمام الساعة التاسعة (18,00 ت غ) لبحث اتفاق إطلاق سراح الرهائن».

وكانت «هيئة البث الإسرائيلية» قد قالت، أمس السبت، إن إسرائيل أعلنت رسمياً استئناف المفاوضات الرامية إلى التوصل لهدنة في قطاع غزة وتبادل المحتجزين مع «حماس»، فيما أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن وفدَي الطرفين سيتوجهان للعاصمة القطرية الدوحة خلال أيام.

وأوضحت «الهيئة» أن الإعلان الإسرائيلي جاء بعد لقاء ثلاثي شارك فيه رئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنياع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، ومدير «المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)» ويليام بيرنز.


قصف إسرائيلي يستهدف دراجتين ناريتين في جنوب لبنان

المسيّرة على بلدة الناقورة استهدفت دراجة نارية ما أسفر عن وقوع قتلى إصابات (الوكالة اللبنانية لإعلام)
المسيّرة على بلدة الناقورة استهدفت دراجة نارية ما أسفر عن وقوع قتلى إصابات (الوكالة اللبنانية لإعلام)
TT

قصف إسرائيلي يستهدف دراجتين ناريتين في جنوب لبنان

المسيّرة على بلدة الناقورة استهدفت دراجة نارية ما أسفر عن وقوع قتلى إصابات (الوكالة اللبنانية لإعلام)
المسيّرة على بلدة الناقورة استهدفت دراجة نارية ما أسفر عن وقوع قتلى إصابات (الوكالة اللبنانية لإعلام)

أفادت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام»، اليوم الأحد، بمقتل اثنين من المدنيين جراء غارة بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية في بلدة عيتا الشعب بجنوب لبنان. وذكرت الوكالة الرسمية، في وقت سابق اليوم، أن غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة استهدفت دراجة نارية في الناقورة بجنوب البلاد، ما أدى إلى وقوع إصابات.

من جانبها، أعلنت جماعة «حزب الله» مقتل أحد عناصرها في هجوم إسرائيلي بجنوب لبنان، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق إطلاق صفارات الإنذار بسبب الهجمات في شمال إسرائيل قرب الحدود مع لبنان، دون ذكر تفاصيل على الفور.

وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من جهة؛ وجماعة «حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من جهة أخرى، مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


العراق: قتيل و4 جرحى من «الحشد العشائري» بانفجار عبوة ناسفة في ديالى

صورة أرشيفية من منطقة ديالى (مواقع التواصل)
صورة أرشيفية من منطقة ديالى (مواقع التواصل)
TT

العراق: قتيل و4 جرحى من «الحشد العشائري» بانفجار عبوة ناسفة في ديالى

صورة أرشيفية من منطقة ديالى (مواقع التواصل)
صورة أرشيفية من منطقة ديالى (مواقع التواصل)

أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق مقتل أحد عناصر «الحشد العشائري» وإصابة 4 آخرين بانفجار عبوة ناسفة في محافظة ديالى (57 كم شمال شرقي بغداد).

وقالت الخلية، في بيان نشرته على صفحتها بموقع «فيسبوك» ليل السبت - الأحد: «انفجرت عبوة ناسفة قرب إحدى النقاط التابعة لمتطوعي الحشد العشائري في قرية داود السالم ضمن مدينة خان بني سعد بمحافظة ديالى، إذ خرجت قوة أمنية بهدف البحث والتفتيش بالقرب من النقطة ذاتها، حيث انفجرت عبوة ناسفة أخرى».

وأضافت أن الانفجار أدى إلى «استشهاد أحد عناصر الحشد العشائري متأثراً بجراحه بعد نقله إلى المستشفى، بينما أصيب 4 آخرون بجروح طفيفة بسبب هذا الحادث».


شاحنات مساعدات تبدأ دخول قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم

شاحنات مساعدات مكدسة عند معبر رفح بين مصر وقطاع غزة (رويترز)
شاحنات مساعدات مكدسة عند معبر رفح بين مصر وقطاع غزة (رويترز)
TT

شاحنات مساعدات تبدأ دخول قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم

شاحنات مساعدات مكدسة عند معبر رفح بين مصر وقطاع غزة (رويترز)
شاحنات مساعدات مكدسة عند معبر رفح بين مصر وقطاع غزة (رويترز)

قال خالد زايد رئيس الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، في بيان اليوم (الأحد)، إن 150 شاحنة مساعدات إنسانية وصلت إلى معبر كرم أبو سالم وبدأت في العبور إلى داخل قطاع غزة للمرة الأولى منذ عشرين يوماً.

وأضاف زايد أنه «يجري تجهيز شاحنات إضافية حال إمكانية دخول المزيد من شاحنات المساعدات والوقود على مدار اليوم»، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وحذّر زايد من أن المواد الغذائية والطبية «قد تتعرض للتلف بسبب امتلاء مخازن الهلال الأحمر في شمال سيناء وتكدس مئات الشاحنات من المساعدات أمام معبر رفح وفي الشوارع، مع استمرار عرقلة إسرائيل لدخول المساعدات إلى القطاع».
وذكر تلفزيون «القاهرة الإخبارية» في وقت سابق اليوم أن 200 شاحنة تحمل مساعدات انطلقت من أمام معبر رفح إلى معبر كرم أبو سالم، تضم مساعدات غذائية وأربع شاحنات وقود.
وأضاف أن المساعدات سيتم تسليمها للأمم المتحدة على الجانب الفلسطيني وأن الشاحنة الواحدة تحمل ما بين 15 و20 طنا من المساعدات.
كانت الرئاسة المصرية قد أعلنت يوم الجمعة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الأميركي جو بايدن اتفقا على ضرورة إيصال كميات من المساعدات الإنسانية والوقود لتسليمها إلى الأمم المتحدة في معبر كرم أبو سالم وذلك بصورة مؤقتة.

وأغلق الجيش الإسرائيلي معبر كرم أبو سالم أمام مرور شاحنات المساعدات في السادس من مايو (أيار) الجاري عقب تعرض قواته المتمركزة في المعبر لقصف تسبب في وقوع قتلى ومصابين. كما تسببت سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في الثامن من مايو في إغلاق المعبر أمام حركة دخول المساعدات وخروج المرضى والمصابين.

وقالت الرئاسة المصرية إن إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم سيكون مؤقتاً لحين «التوصل إلى آلية قانونية لإعادة تشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني».

وجاء الاتفاق المصري - الأميركي خلال اتصال بين الرئيسين بحثا خلاله التطورات في قطاع غزة، حيث أكدا «ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإنجاح مسار التفاوض وتحقيق انفراجة تنهي المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني».

كما جدد الزعيمان، بحسب الرئاسة المصرية، رفضهما جميع محاولات تهجير الفلسطينيين ودعمهما لمنع توسع الصراع، وتضمن الاتصال تأكيداً على «ضرورة تضافر المساعي المختلفة لإنفاذ حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية».

وفي بيان أصدره البيت الأبيض، في وقت لاحق، رحب بايدن «بالتزام السيسي بالسماح بتدفق المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة من مصر عبر معبر كرم أبو سالم بصفة مؤقتة، من أجل توزيعها في جميع أنحاء غزة».

وأعرب بايدن عن «التزامه الكامل بدعم الجهود الرامية إلى إعادة فتح معبر رفح بترتيبات مقبولة لكل من مصر وإسرائيل»، وأشار البيان إلى إرسال فريق رفيع المستوى إلى القاهرة هذا الأسبوع لإجراء مزيد من المناقشات حول هذا الموضوع.

وفي رام الله، قالت الرئاسة الفلسطينية، في بيان، إنه تم الاتفاق على إدخال المساعدات الإغاثية لقطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم بشكل مؤقت بعد اتصالات مع مصر، وذلك إلى حين «الاتفاق على تشغيل الجانب الفلسطيني الرسمي لمعبر رفح».

في الوقت نفسه، نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن مصدر مصري رفيع تأكيده أن معبر رفح هو معبر مصري فلسطيني، وأن مصر ستعيد إدخال المساعدات من خلال آلية يتم الاتفاق عليها بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.

وتوغّل الجيش الإسرائيلي في رفح أوائل الشهر الحالي وسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الواقع على الحدود مع مصر.


حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة تناهز 36 ألف قتيل

دخان يتصاعد في سماء رفح (رويترز)
دخان يتصاعد في سماء رفح (رويترز)
TT

حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة تناهز 36 ألف قتيل

دخان يتصاعد في سماء رفح (رويترز)
دخان يتصاعد في سماء رفح (رويترز)

أعلنت وزارة الصحة في غزة، الأحد، ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 35 ألفاً و984، بينما زاد عدد المصابين إلى 80 ألفاً و643 مصاباً.

وقالت الوزارة في بيان إن 81 فلسطينياً قُتلوا، وأصيب 223 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضاف البيان أن عدداً من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليه.

وأفاد التلفزيون الفلسطيني، في وقت سابق اليوم، بمقتل 6 أشخاص في قصف إسرائيلي على منزل برفح جنوب قطاع غزة.

وذكرت «وكالة الأنباء الفلسطينية» أن مدفعية الجيش الإسرائيلي أطلقت قذائف على مخيم يبنا وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وقالت إن مصابين وصلوا إلى مستشفى الكويت التخصصي غرب المدينة.

واستهدفت غارة إسرائيلية مخيم النصيرات وسط غزة، وفق الوكالة التي أشارت إلى أن قصفاً مدفعياً إسرائيلياً استهدف بيت لاهيا ومناطق شمال القطاع.

وتشن إسرائيل هجمات على قطاع غزة منذ أن نفذت حركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى هجوماً مباغتاً على بلدات ومواقع إسرائيلية متاخمة للقطاع في السابع من أكتوبر الماضي.


إسرائيل تتجاهل «أوامر» وقف الحرب

إسرائيل تتجاهل «أوامر» وقف الحرب
TT

إسرائيل تتجاهل «أوامر» وقف الحرب

إسرائيل تتجاهل «أوامر» وقف الحرب

تجاهلت إسرائيل أمس، أوامرَ محكمة العدل الدولية بوقف هجومها على رفح، وواصلت عملياتِها في هذه المدينة الحدودية مع مصر، إلى جانب شنّ غارات على مناطق مختلفة من قطاع غزة.

وتزامن ذلك مع تصاعد الأصوات داخل إسرائيل نفسِها لوقف الحرب. إذ قال رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت إنَّه «يجب إنهاء العملية العسكرية في رفح وإنهاء الحرب المتعثرة في غزة، من أجل إعادة المختطفين».

واستضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الجمعة، اجتماعاً مع اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية - الإسلامية بشأن غزة، التي تشكَّلت عقب «قمة الرياض» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والتي تضمّ وزراء خارجية السعودية ومصر وقطر والأردن. وأفادت الرئاسة الفرنسية بأنَّ المباحثات تناولت جهود دعم تنفيذ حل الدولتين، إلى جانب تكثيف جهود إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة. وجاء «اجتماع باريس» في وقت أعلنت فيه إسرائيل عودتها إلى طاولة مفاوضات التهدئة وتبادل المحتجزين مع حركة «حماس» من جديد.


«حزب الله» يراضي عائلات قتلاه... بالتعويضات


دخان كثيف يتصاعد من قرية جبين في جنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي أمس (أ.ف.ب)
دخان كثيف يتصاعد من قرية جبين في جنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي أمس (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يراضي عائلات قتلاه... بالتعويضات


دخان كثيف يتصاعد من قرية جبين في جنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي أمس (أ.ف.ب)
دخان كثيف يتصاعد من قرية جبين في جنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي أمس (أ.ف.ب)

سعى «حزب الله» لإرضاء عائلات قتلاه بالتعويضات التي تبلغ نحو 25 ألف دولار أميركي، إضافة إلى مساعداتٍ مدى الحياة. ويتحدَّر القتلى في معظمهم من جنوب لبنان الذي يشكّل «الخزان البشري» لمقاتلي الحزب.

وقد بلغ عدد قتلى الحزب منذ بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى اليوم 308 من عناصره، بينهم فقط 50 من بلدات البقاع، بينما العدد الأكبر؛ أي 258 عنصراً، من بلدات الجنوب.

وعن مدى قدرة تحمل أهل الجنوب هذه الخسائر البشرية من أبنائهم، يقول المحلل السياسي المعارض لـ«حزب الله» علي الأمين: «(حزب الله) هو القوة الحاكمة أمنياً وسياسياً واقتصادياً، وليس لدى أبناء الجنوب جهة تضمن لهم تعويض خسائرهم البشرية والمادية غيره، وإن وجدت فهي لا تصل إليهم إلا من خلاله أيضاً».


«حماس» تعلن أسر جنود إسرائيليين في غزة... وإسرائيل تنفي

جنود إسرائيليون يتجمعون بالقرب من السياج الحدودي مع قطاع غزة (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يتجمعون بالقرب من السياج الحدودي مع قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

«حماس» تعلن أسر جنود إسرائيليين في غزة... وإسرائيل تنفي

جنود إسرائيليون يتجمعون بالقرب من السياج الحدودي مع قطاع غزة (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يتجمعون بالقرب من السياج الحدودي مع قطاع غزة (إ.ب.أ)

قال المتحدث باسم «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، إن مقاتلي الحركة أسروا جنوداً إسرائيليين أثناء القتال في جباليا شمال قطاع غزة.

ولم يذكر المتحدث باسم «كتائب القسام» عدد الجنود الأسرى، ولم يقدم أيضاً أي دليل على ما ذكره.

وفي رسالة مسجلة قال أبو عبيدة، المتحدث باسم «كتائب القسام»: «استدرج مجاهدونا قوة صهيونية إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا وأوقعوها في كمين داخل هذا النفق وعلى مدخله... وانسحب مجاهدونا بعد أن أوقعوا جميع أفراد هذه القوة بين قتيل وجريح وأسير، واستولوا على العتاد العسكري لها».

ونفى الجيش الإسرائيلي ذلك. وقال في بيان نقلته وكالة «رويترز» للأنباء: «يوضح الجيش الإسرائيلي أنه لا وجود لأي واقعة اختطف خلالها جندي».

ونشرت «حماس» مقطعاً مصوراً يُظهر ما يبدو أنه شخص ملطخ بالدماء يتم جره على أرضية نفق، وصوراً لزي عسكري وبندقية. ولم يتسنَّ لوكالة «رويترز» التحقق على نحو مستقل من هوية الشخص الذي يظهر في المقطع أو حالته.

وجاءت تصريحات أبو عبيدة بعد ساعات من ازدياد احتمالات استئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة.

وقال مسؤول مطلع على الأمر إنه تم اتخاذ قرار باستئناف المحادثات هذا الأسبوع، بعد أن التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) مع رئيس مدير المخابرات المركزية الأميركية ورئيس الوزراء القطري.

وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أو جنسيته، إنه تقرر «أن تبدأ المفاوضات هذا الأسبوع بناء على مقترحات جديدة بقيادة الوسيطين مصر وقطر وبمشاركة أميركية نشطة».

ونفى مسؤول من «حماس» في وقت لاحق، تقارير إعلامية إسرائيلية عن استئناف المحادثات في القاهرة، يوم الثلاثاء، وقال لـ«رويترز»: «لا يوجد موعد».

وبعد مرور أكثر من 7 أشهر على اندلاع الحرب في غزة، يبذل الوسطاء جهوداً حثيثة من أجل تحقيق انفراجة. وتسعى إسرائيل إلى إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم «حماس»، في حين تسعى الحركة إلى إطلاق سراح سجناء فلسطينيين لدى إسرائيل وإنهاء الحرب.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن الهجوم الإسرائيلي على القطاع أدى حتى الآن إلى مقتل ما يقرب من 36 ألف فلسطيني. وبدأت إسرائيل حملتها العسكرية بعد أن هاجم مسلحون بقيادة «حماس» بلدات بجنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، مما أدى وفقاً للإحصائيات الإسرائيلية إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.