وزير الداخلية الإيراني: مفهوم «لجنة تقصي الحقائق» مصمم للضغط علينا

وحيدي ومهدي صفري نائب الشؤون الاقتصادية لوزير الخارجية الإيراني (إرنا)
وحيدي ومهدي صفري نائب الشؤون الاقتصادية لوزير الخارجية الإيراني (إرنا)
TT

وزير الداخلية الإيراني: مفهوم «لجنة تقصي الحقائق» مصمم للضغط علينا

وحيدي ومهدي صفري نائب الشؤون الاقتصادية لوزير الخارجية الإيراني (إرنا)
وحيدي ومهدي صفري نائب الشؤون الاقتصادية لوزير الخارجية الإيراني (إرنا)

انتقد وزير الداخلية الإيراني الجنرال أحمد وحيدي تشكيل «لجنة تقصي حقائق» ضد إيران، قائلاً إنه «مفهوم صممه الأعداء للضغط على إيران»، وذلك بعد نحو ستة أشهر على قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إرسال إنشاء لجنة تحقيق في الانتهاكات المرتبطة بقمع احتجاجات هزت البلاد منذ سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال وحيدي أمام مؤتمر السفراء الإيرانيين الذي يواصل أعماله منذ أسبوع إن «تشكيل لجنة تقصي حقائق من قبل الأعداء إلى جانب الحرب المعرفية والإعلامية، يعد حرباً جدية على إيران»، حسبما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية.

وأضاف وحيدي أن «العدو في ظل الأوضاع الحالية، شن حرباً شاملة، للتغلغل في الرأي العام الإيراني»، مطالباً السفراء الإيرانيين بتكثيف أنشطتهم في «الدفاع عن المصالح الوطنية».

واتهم وحيدي الأجانب بالوقوف وراء تأجيج «أعمال شغب» في البلاد، متهماً وسائل الإعلام الأجنبية بـ«تزييف الحقائق». وقال: «كبار المسؤولين الأجانب وقعوا في فخ الحسابات الخاطئة». وأضاف: «كان جلياً أنهم وقعوا أسرى لسرد المعاندين دون أخذ حقائق البلد بعين الاعتبار».

وأضاف وحيدي: «المفاهيم القانونية بعناوين مثل لجنة تقصي حقائق إلى جانب الحرب الإعلامية، تعد حرباً جدية. إنهم لا يسعون وراء الحقيقة»، ووصف مفهوم لجنة تقصي الحقائق بأنه «مصطلح صمم من أجل الضغط على الجمهورية الإسلامية».

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مشروع قرار قدمته ألمانيا وآيسلندا، يدعو إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن حملة القمع، متهماً إيران باستخدام «غير مقيد وغير متكافئ للقوة». وحظيت الخطوة بدعم الولايات المتحدة.

وشنت السلطات الإيرانية حملة لإخماد الاحتجاجات. وتقول المنظمات الحقوقية إن أكثر من 500 شخص سقطوا في جراء الحملة الأمنية، وطالت حملة الاعتقالات نحو 20 ألفاً.

وأعلن المرشد الإيراني علي خامنئي عفواً عاماً، أطلق بموجبه جزء كبير من المعتقلين خلال الاحتجاجات. ولم تعلن السلطات العدد الإجمالي للقتلى والمعتقلين.

وقال رئيس القضاء الإيراني غلام حسين إجئي في مارس (آذار) الماضي: عدد الذين أفرج عنهم بموجب العفو وصل إلى 80 ألف معتقل، بما يشمل الموقوفين في الاحتجاجات.

تأتي تصريحات وحيدي فيما تستعد الحكومة لطرح قانون جديد بشأن الحجاب، ويتوقع أن ينال موافقة البرلمان الإيراني.


مقالات ذات صلة

السودان في مواجهة إحدى أسوأ المجاعات في العالم

شمال افريقيا رجل يحمل سوطاً يحاول السيطرة على حشد من اللاجئين السودانيين يتدافعون للحصول على الطعام بمخيم أدري (نيويورك تايمز)

السودان في مواجهة إحدى أسوأ المجاعات في العالم

في الوقت الذي يتجه فيه السودان صوب المجاعة، يمنع جيشه شاحنات الأمم المتحدة من جلب كميات هائلة من الغذاء إلى البلاد عبر معبر «أدري» الحدودي الحيوي مع تشاد.

ديكلان والش (نيويورك)
بيئة غوتيريش يحذر من أن البشرية ضحية وباء الحرارة الشديدة (أ.ف.ب)

غوتيريش يحذر من أن البشرية ضحية «وباء من الحرارة الشديدة»

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الخميس من أن البشرية ضحية «وباء من الحرارة الشديدة»، داعياً إلى اتخاذ إجراءات للحد من تأثيرات موجات الحر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم العربي الإمارات ترحب بإعلان غروندبرغ الاقتصادي وتصف الاتفاق بالخطوة الإيجابية

الإمارات ترحب بإعلان غروندبرغ الاقتصادي وتصف الاتفاق بالخطوة الإيجابية

قالت الإمارات إنها ترحب ببيان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بشأن التوصل إلى اتفاق بين الأطراف اليمنية حول الخطوط الجوية والقطاع المصرفي.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
آسيا الشيخة حسينة باكية بين مرافقيها لدى تفقدها محطة المترو التي لحقت بها أضرار كبيرة خلال الاحتجاجات في دكا (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تطالب بالتحقيق في «قمع» المظاهرات ببنغلاديش

دعت الأمم المتحدة الخميس بنغلاديش إلى الكشف فوراً عن تفاصيل قمع المظاهرات الأسبوع الماضي وسط تقارير عن «أعمال عنف مروعة».

«الشرق الأوسط» (دكا)
آسيا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك (رويترز)

الأمم المتحدة: 26 قتيلاً جراء هجمات على قرى في بابوا غينيا الجديدة

قالت الأمم المتحدة إن هجمات عنيفة استهدفت 3 قرى نائية في شمال بابوا غينيا الجديدة، أسفرت عن مقتل 26 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

خامنئي يصادق غداً على رئاسة بزشكيان

صورة نشرها مكتب خامنئي خلال مقابلة صحافية مع بزشكيان (موقع المرشد)
صورة نشرها مكتب خامنئي خلال مقابلة صحافية مع بزشكيان (موقع المرشد)
TT

خامنئي يصادق غداً على رئاسة بزشكيان

صورة نشرها مكتب خامنئي خلال مقابلة صحافية مع بزشكيان (موقع المرشد)
صورة نشرها مكتب خامنئي خلال مقابلة صحافية مع بزشكيان (موقع المرشد)

تبدأ، الأحد، مهمة الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، حين تُقام مراسم المصادقة عليه، برعاية المرشد علي خامنئي، بينما تفيد تقارير بأنه بات قريباً من إعلان وزرائه الجدد.

وقالت وكالة «مهر» الحكومية، السبت، إن مراسم المصادقة ستقام الأحد في العاشرة صباحاً، برعاية خامنئي، بحضور مسؤولين وعسكريين ورؤساء وأساتذة، وممثّلي مختلف النقابات في طهران بحسينية الخميني، التابعة لمكتب خامنئي.

وأوضحت الوكالة الإيرانية أن «خامنئي سيصادق علی قرار تنصیب مسعود بزشكيان رئیساً لإيران».

بزشكيان يحمل صورة تجمعه مع خامنئي حين كان وزيراً للصحة (موقع المرشد)

وسيقدّم وزير الداخلية في المراسم «تقريراً عن عملية إجراء الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات الرئاسية الـ14، وبعد تنفیذ قرار التنصیب سیُلقي کل من خامنئي وبزشكیان کلمة في هذه المراسم، وفقاً لـ«مهر».

ونشرت مواقع إيرانية صورة من تجهيز مرسوم رئاسة بزشكيان، الذي حالما ينتهي سيتوجه إلى البرلمان لأداء اليمين الدستورية.

ووفقاً للدستور الإيراني، فإن بزشكيان عليه أن يتلو كلمات خلال القسم، منها: «بصفتي رئيساً للجمهوریة، أقسم أمام القرآن الکریم وشعب إيران، بأنني سوف أحرس الدين الرسمي والنظام ودستور البلاد، وأستثمر كل ما لديّ من قدرات وإمكانات بالمسؤوليات المُلقاة علی عاتقي، وأَنذر نفسي لخدمة الشعب وازدهار البلاد، ونشر الدين والأخلاق، وأدعم الحق والعدالة».

وبعد مراسم التنصيب يكون أمام الرئيس الجديد أسبوعان لتقديم برنامجه، والوزراء المقترَحين إلى البرلمان الإيراني.

وكان بزشكيان شدّد على «اتّباع النهج العام» لخامنئي. وقال خلال مقابلة صحافية نشرها، الجمعة، موقع المرشد، إنه «قام بمراجعة التشكيلة النهائية للحكومة بمساعدة مستشاريه، ومن ثم سيتوجه في المرحلة الأخيرة إلى خامنئي، وبالتنسيق والتشاور معه سيصل إلى خلاصة نهائية بشأن تشكيلة الحكومة».

الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان يُلقي خطاباً أمام البرلمان الأحد (ميزان)

«وفاق وطني»

وزعم بزشكيان أنه يسعى إلى تشكيل حكومة «وفاق وطني»، مُبدِياً تمسّكه بشعار «عدم إدارة البلاد من قِبل مجموعة أو فصيل واحد».

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن بزشكيان قوله، لمجموعة من مسؤولي حملته الانتخابية في أنحاء البلاد، إن المسؤولين والشخصيات السياسية جميعهم يحاولون عقد اجتماعات معه، في حين يعمل على اختيار تشكيلته الوزارية.

وفاز بزشكيان في جولة الإعادة التي جرت في 5 يوليو (تموز) الحالي، وبلغت نسبة المشاركة فيها 50 في المائة، وفق الأرقام الرسمية، وذلك بعدما تقدّم بنحو 42 في المائة خلال الجولة الأولى، التي بلغت نسبة المشاركة فيها 39.9 في المائة، وهي أدنى مشاركة في الاستحقاقات الانتخابية الإيرانية.

وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت، الأسبوع الماضي، عن 5 مسؤولين إيرانيين، بينهم اثنان من المقرّبين من الدائرة الداخلية لخامنئي، أن الأخير مهّد الطريق أمام معتدِل مغمور لكن موثوق به، وهو مسعود بزشكيان، للصعود إلى الرئاسة، في سباق هيمن عليه المحافظون المتشدّدون، وذلك بعدما اطّلع على تقرير استخباراتي توقّع مشاركة 13 في المائة من الإيرانيين في الانتخابات.

وقالت المصادر إن السجل المعتدل لبزشكيان من شأنه إرضاء الإيرانيين الساخطين، وضمان الاستقرار الداخلي، وسط تصاعُد الضغوط الخارجية، كما يوفر لخامنئي حليفاً موثوقاً به في اختيار خليفة له في نهاية المطاف.