تحقيق دولي في القمع الدموي للاحتجاجات الإيرانية

مجلس حقوق الإنسان أقره بغالبية... والمفوّض السامي طالب طهران بوقف الاستخدام غير المتكافئ للقوة

المفوّض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك يتحدث للصحافيين في جنيف أمس (أ.ف.ب)
المفوّض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك يتحدث للصحافيين في جنيف أمس (أ.ف.ب)
TT

تحقيق دولي في القمع الدموي للاحتجاجات الإيرانية

المفوّض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك يتحدث للصحافيين في جنيف أمس (أ.ف.ب)
المفوّض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك يتحدث للصحافيين في جنيف أمس (أ.ف.ب)

قرّر مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتّحدة، الخميس، فتح تحقيق مستقل بشأن القمع الدامي للاحتجاجات التي تهزّ إيران منذ أكثر من شهرين، على إثر وفاة الشابة مهسا أميني، وذلك بهدف جمع أدلّة حول الانتهاكات التي ارتكبت، تمهيداً لملاحقة محتملة للمسؤولين عنها.
وأقرّ المجلس في اجتماعه الطارئ في جنيف القرار الذي قدّمته ألمانيا وآيسلندا وحصل على تأييد أغلبية 47 عضواً، إذ وافقت 25 دولة، وسط معارضة 6 دول، وامتناع 16 عن التصويت.
ويعد قرار أعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أبرز تطور دولي في وقت تشن إيران حملة قمع لإخماد احتجاجات حاشدة اندلعت إثر مقتل الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في 16 سبتمبر (أيلول)، وهي رهن احتجاز الشرطة.
وركزت الاحتجاجات بشكل خاص على ملف حقوق النساء، لكن المحتجين هتفوا أيضاً بسقوط المرشد الإيراني علي خامنئي. واعتقلت شرطة الأخلاق أميني بسبب ملابس غير لائقة بموجب قواعد الملبس الإسلامية الصارمة في إيران.
وتحولت الاحتجاجات مع الوقت إلى احتجاجات ضد السلطة، غير مسبوقة بحجمها وطبيعتها منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

اجتماع مجلس حقوق الإنسان حول إيران بمقر الأمم المتحدة في جنيف أمس (أ.ف.ب)

واعتقل آلاف المتظاهرين السلميين، من بينهم كثير من النساء والأطفال والمحامين والناشطين والصحافيين، بحسب خبراء في حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. وأصدر القضاء حتى الآن 6 أحكام بالإعدام على أشخاص لارتباطهم بالحراك المناهض لنظام ولاية الفقيه.
وخلال مناقشة مشروع القرار، حض المفوّض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، السلطات الإيرانية على «وقف الاستخدام غير المفيد وغير المتكافئ للقوة» ضدّ المتظاهرين. وأبلغ تورك مجلس حقوق الأنسان بأنه لم يلقَ بعد رداً من طهران على طلبه زيارتها.
وشدد تورك على أن «الوضع الراهن لا يحتمل»، قبل أن يشدّد على مسامع الصحافيين على «ضرورة أن تستمع الحكومة إلى الشعب وتنصت إلى ما يقول وتنخرط في عملية إصلاحية لأن التغيير حتمي».
وقالت مفوضية حقوق الإنسان، التابعة للأمم المتحدة، إن أكثر من 300 محتج قتلوا منذ اندلاع المظاهرات. وأشارت إلى تقارير أفادت بأن 40 على الأقل قتلوا في مناطق كردية منذ الأسبوع الماضي.
وقال تورك، في أول خطاب له أمام المجلس: «نشهد الآن أزمة حقوق إنسان متكاملة الأركان». وقال: «ممّا تمكنّا من جمعه حتى الآن، أنه تمّ اعتقال حوالي 14 ألف شخص، بينهم أطفال، في سياق الاحتجاجات. هذا رقم صادم»، مضيفاً: «يجب وضع حدّ للاستخدام غير الضروري وغير المتناسب للقوة. الأساليب القديمة وعقلية الحصانة لدى من يمارسون السلطة ببساطة لا تنجح. في الواقع، هي فقط تجعل الوضع أسوأ».
- مرأة، حياة، حرية
بدورهم، ندّد كثير من الدبلوماسيين الغربيين بالقمع الدامي للاحتجاجات في إيران. وخلال الجلسة، قالت السفيرة الأميركية ميشيل تيلور إنّ «الشعب الإيراني يطالب بشيء بسيط للغاية، وهو أمر يعتبره معظمنا مفروغاً منه؛ القدرة على التحدّث وعلى أن يُسمع»، وذلك فيما كان أعضاء في الوفد الأميركي يلوّحون بصور وأسماء لضحايا القمع.
أما السفيرة الفرنسية إيمانويل لاشوسيه، فقالت: «(مرأة، حياة، حرية) بهذا الشعار البسيط والقويّ تذكّر الإيرانيات ويذكّر الإيرانيون منذ أكثر من شهرين بالقيم التي يدافعون عنها».

وزيرة الخارجية الألمانية مثّلت بلادها في اجتماع مجلس حقوق الإنسان حول إيران (إ.ب.أ)

في المقابل، اتهمت خديجة كريمي، ممثلة إيران في محادثات جنيف، الدول الغربية باستغلال مجلس حقوق الإنسان لاستهداف إيران، وهي خطوة وصفتها بأنها «أمر بشع ومخزٍ».
وحاولت إيران، من جهتها، جمع عدد كافٍ من الحلفاء لإحباط القرار. وكما هو متوقع، أعلنت الصين وفنزويلا وكوبا دعمها لطهران، إذ دعا السفير الصيني شين شو خلال الجلسة إلى «الحوار والتعاون... لتعزيز وحماية حقوق الإنسان».
وباءت محاولة صينية لتمرير تعديل على الاقتراح في المجلس بالفشل، حيث كانت تسعى لإلغاء الفقرة الرئيسية التي تشير إلى تحقيق جديد في قمع إيران للاحتجاجات الشعبية.
وأبلغ مبعوث الصين المجلس قبل وقت قصير من التصويت المقرر أن الاقتراح الذي تقوده ألمانيا «ينتقد (طهران) بصورة مبالغ فيها». وأضاف: «من الواضح أن ذلك لن يساعد في حل المشكلة»، داعياً إلى حذف فقرة رئيسية منه. وتنص الفقرة المعنية على تشكيل «بعثة دولية لتقصي الحقائق» تكون جاهزة للعمل حتى أوائل عام 2024.
ومن المرجح ألا توافق إيران على دخول محققين دوليين لتقصي انتهاكات حقوق الإنسان. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنه «من رابع المستحيلات أن تسمح الجمهورية الإسلامية لهذه البعثة بدخول أراضيها».

- استفزاز
وكتب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، على «تويتر»، أن رد بلاده على «المواقف الاستفزازية وغير الدبلوماسية» لألمانيا سيكون «متناسباً وحازماً».
وكان عبد اللهيان يوجه كلامه إلى نظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك، التي شددت قبل التوجه إلى جنيف لحضور الاجتماع، في تغريدة، على أن إجراء تحقيق أمر أساسيّ، مشيرة إلى أهمية «محاسبة المسؤولين عن وقوع ضحايا على أفعالهم».
وقبيل صدور القرار، قالت بيربوك للصحافيين إنّ «هذا القرار، إذا تمّ إمراره، يعني الكثير. لا نعرف ما إذا كان... يمكن أن ينقذ الأرواح غداً. لكن ما نعرفه على وجه اليقين هو أنه سيعني العدالة، العدالة للشعب».
ولم تعلن إيران عن عدد من قتلوا من المحتجين، لكن نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني قال أمس إن نحو 50 شرطياً قتلوا وأصيب مئات في الاضطرابات، في أول حصيلة رسمية للقتلى من صفوف قوات الأمن، حسب «رويترز».
ولم يوضح كني، وهو أيضاً كبير المفاوضين النوويين، ما إذا كان ذلك العدد يتضمن أفراداً من قوات أمن أخرى غير الشرطة. وكان مسؤولون قد أعلنوا مقتل بعض أفراد الباسيج و«الحرس الثوري» في الاضطرابات.
- تبرير القصف
بموازاة ذلك، برّرت إيران الخميس قصفها جماعات كردية إيرانية معارضة في كردستان العراق بالتشديد في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي على عدم وجود «خيار آخر» لديها لحماية نفسها من «جماعات إرهابية».
وجاء في رسالة للبعثة الدبلوماسية الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أوردتها وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن وكالة «إرنا» الرسمية، أن إيران «قامت مؤخراً بعمليات عسكرية وضرورية ضد الزمر الإرهابية المتمركزة في إقليم كردستان العراق حيث استهدفت بتخطيط دقيق مواقع الإرهابيين».
وتابعت: «في هذا الوضع لم يبقَ أمام إيران خيار سوى استخدام حقها المبدئي في الدفاع عن نفسها في إطار القانون الدولي من أجل حماية أمنها القومي والدفاع عن شعبها».
وأشارت الرسالة إلى أن إيران طلبت «تسليم الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم إرهابية لمحاكمتهم في المحاكم الإيرانية»، كما طلبت «إغلاق مقار هذه الجماعات الإرهابية ومعسكراتها التدريبية ونزع سلاح عناصرها».
إلى ذلك، أكدت البعثة «ضرورة وجود القوات العسكرية العراقية على الحدود الدولية للبلدين»، وشدّدت على أن طهران «تحترم بالكامل أمن العراق واستقراره وتؤكد مرة أخرى التزامها بسلامة أراضي جمهورية العراق ووحدتها وسيادتها».


مقالات ذات صلة

المفوض الأممي لحقوق الإنسان: لا يوجد مكان آمن في غزة

العالم المفوض الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك (رويترز)

المفوض الأممي لحقوق الإنسان: لا يوجد مكان آمن في غزة

قال المفوض الأممي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، اليوم (الأحد)، إنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا ماذا وراء إلغاء تفويض «يونيتامس» وإبقاء مهامها؟

ماذا وراء إلغاء تفويض «يونيتامس» وإبقاء مهامها؟

تباينت وجهات النظر السودانية حول اعتماد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2715، الذي قضى بإنهاء تفويض بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان «يونيتامس

أحمد يونس (أديس أبابا)
شمال افريقيا فولكر بيرتس الممثل الأممي في السودان وقائد «يونيتامس» خلال آخِر إحاطة له أمام «مجلس الأمن» قبل استقالته في سبتمبر (أيلول) 2023 (حسابه على منصة «إكس»)

مجلس الأمن الدولي ينهي مهام بعثة «الأمم المتحدة» في السودان

أنهى مجلس الأمن الدولي، بناء على طلب من السودان، مهام بعثة «الأمم المتحدة» السياسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم  لين هاستينغز نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط (حسابها على منصة إكس)

الأمم المتحدة: إسرائيل لن تجدد تأشيرة مسؤولة بارزة

قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن إسرائيل أبلغت المنظمة الدولية بأنها لن تجدد تأشيرة المسؤولة البارزة في مجال تنسيق الشؤون الإنسانية في غزة والضفة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد بندر الخريف وزير الصناعة السعودي يتحدث خلال المؤتمر العام لـ«يونيدو» في فيينا (واس)

السعودية تستضيف المؤتمر الأممي للتنمية الصناعية 2025

فازت السعودية باستضافة الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر العام لـ«منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)»، التي ستُعقَد في الرياض، خلال شهر نوفمبر 2025.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

خامنئي يدعو كوبا لتشكيل «ائتلاف عالمي» ضد أميركا

صورة نشرها موقع المرشد الإيراني على خامنئي من استقباله للرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل في طهران اليوم
صورة نشرها موقع المرشد الإيراني على خامنئي من استقباله للرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل في طهران اليوم
TT

خامنئي يدعو كوبا لتشكيل «ائتلاف عالمي» ضد أميركا

صورة نشرها موقع المرشد الإيراني على خامنئي من استقباله للرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل في طهران اليوم
صورة نشرها موقع المرشد الإيراني على خامنئي من استقباله للرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل في طهران اليوم

​تعهدت إيران وكوبا، الاثنين، تعزيز العلاقات بينهما، والوقوف سوياً ضد العقوبات الأميركية التي تواجه البلدين. ودعا المرشد الإيراني علي خامنئي، الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، إلى ائتلاف عالمي ضد ما سماه «الغطرسة» الأميركية والغربية.

وقال خامنئي لدى استقباله دياز كانيل الذي يزور طهران للمرة الأولى: «يجب أن نستخدم هذه الطاقات الاقتصادية والسياسية للبلدين، لتشكيل اتحاد وائتلاف بين الدول التي لديها مواقف مشتركة في مواجهة الغطرسة الأميركية والغربية».

ونقل موقع خامنئي الرسمي قوله إن «هذا الائتلاف يجب أن يركز على التعاون الاقتصادي»، مضيفاً: «يمكن لهذا الائتلاف أن يتخذ مواقف مشتركة ومؤثرة في قضايا مثل فلسطين». ووصف مواقف الرئيس الكوبي تجاه القضايا العالمية، وخصوصاً فلسطين، بأنها «تتماشى مع مواقف الجمهورية الإسلامية».

وأشار خامنئي إلى لقاء جمعه بالرئيس الكوبي الأسبق فيدل كاسترو قبل 22 عاماً، قائلاً إن «ثورة كوبا وشخصية كاسترو كانتا تحظيان بإعجاب الثوار الإيرانيين، بسبب مواقف كاسترو الثورية الصادقة».

وعدَّ خامنئي «الصدق الثوري» و«الصمود الثوري» و«الجدية الثورية» من السمات المشتركة بين ثورتي كوبا وإيران، رغم أن الجمهورية الإسلامية تفرض حظراً على أنشطة الأحزاب اليسارية التي ساهمت في انتصار الثورة التي أطاحت بنظام الشاه في 1979.

أتى ذلك بعدما قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في بيان مشترك، إن «هناك إرادة جدية لدى إيران وكوبا لتطوير العلاقات بينهما».

ورأى رئيسي أن «القاسم المشترك بين البلدين هو أنهما يقفان ضد نظام الهيمنة» على حد التعبير الذي نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ونظيره الكوبي ميغيل دياز كانيل يوقعان مذكرات تفاهم في طهران اليوم (أ.ف.ب)

وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على كوبا منذ عام 1962، وتخضع إيران أيضاً لعقوبات أميركية مرتبطة ببرنامجها النووي، وعقوبات مرتبطة بحقوق الإنسان، وكذلك أنشطة «الحرس الثوري» على صعيد تطوير برنامج الصواريخ الباليستية، والطائرات المُسيَّرة، وكذلك الدور الإقليمي الإيراني، وإرسال طائرات مُسيَّرة إلى روسيا استُخدمت في ضرب أوكرانيا.

وحسب رئيسي، فإن تعزيز العلاقات «سيؤدي إلى تحييد هذه العقوبات»، في إشارة إلى السياسة التي يطالب بتطبيقها المرشد الإيراني علي خامنئي لإبطال مفعول العقوبات الغربية التي تستهدف طهران.

ووصل دياز كانيل، الأحد، إلى طهران، بعد مشاركته في «كوب 28» في دبي. وشكر طهران على دعمها بلاده في «قتالها ضد الحظر القاسي» المفروض من الولايات المتحدة.

وتم التوقيع على 7 مذكرات تفاهم ووثائق تعاون في قطاعات مختلفة، في العلوم والتكنولوجيا والصحة والزراعة والطاقة والتعدين والاتصالات والطب.

وتشهد كوبا أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الدعم السوفياتي في التسعينات.

وكان رئيسي قد زار هافانا في يونيو (حزيران) الماضي، في آخر محطة من جولة قام بها في أميركا اللاتينية، لزيارة «دول صديقة» من بينها فنزويلا. وأحيت حكومة رئيسي سياسة حكومة الرئيس المحافظ السابق محمود أحمدي نجاد، بتوسيع علاقاتها مع دول أميركا اللاتينية.


«الليكود» يخيف الإسرائيليين من حكومة بديلة تدعم دولة فلسطينية

نتنياهو يلتقي المجندين الحريديم الجدد في جيش الدفاع الإسرائيلي الأحد (إكس)
نتنياهو يلتقي المجندين الحريديم الجدد في جيش الدفاع الإسرائيلي الأحد (إكس)
TT

«الليكود» يخيف الإسرائيليين من حكومة بديلة تدعم دولة فلسطينية

نتنياهو يلتقي المجندين الحريديم الجدد في جيش الدفاع الإسرائيلي الأحد (إكس)
نتنياهو يلتقي المجندين الحريديم الجدد في جيش الدفاع الإسرائيلي الأحد (إكس)

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن أجواء تفكك في الائتلاف الحكومي الذي يرأسه بنيامين نتنياهو، خصوصاً داخل حزبه «الليكود»، حيث يدير عدد من النواب والوزراء محادثات جدية للانضمام إلى حزب بيني غانتس (المعسكر الرسمي)، أو إلى حزب جديد يسعى لتشكيله يوسي كوهن، الرئيس السابق للموساد (المخابرات الخارجية)، يحمل سياسة يمين ليبرالي.

وأشارت تلك المصادر إلى شخصيتين مركزيتين في «الليكود» مرشحتين للانفصال، هما وزير الدفاع يوآف غالانت، ووزير الاقتصاد نير بركات.

الأول لديه مشكلة مع نتنياهو، منذ أن أقاله واضطر إلى إعادته بعد 24 ساعة، بسبب المظاهرات التي انفجرت ضده في مارس (آذار) الماضي، وقد تزعزعت الثقة بينهما تماماً.

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يتحدث مع غانتس في «الكنيست» يوليو الماضي (رويترز)

وفي ليلة السبت، رفض غالانت الظهور في مؤتمر صحفي مع نتنياهو، فانتقده هذا علناً وقال: «طلبت منه أن يظهر معي فاختار أن يعقد مؤتمراً صحفياً لوحده».

وقال المقربون من غالانت إنه لم يعد يطيق أسلوب نتنياهو الذي يحاول دائماً الحديث عن نفسه بأنه خطط كذا وفعل كذا وأعطى أوامره وتعليماته وإرشاداته. كما لم يرغب في الظهور مع نتنياهو في الوقت الذي كانت فيه عائلات الأسرى الإسرائيليين تتظاهر في 12 بلدة وتطالب باستقالته لأنه يستخف بمشاعرهم ومخاوفهم على أبنائهم وبناتهم الأسرى لدى «حماس».

في المقابل، يهاجم مقربون من نتنياهو، غالانت، على وقوفه بشكل تظاهري ودود مع الوزير بيني غانتس، ويتهمونه بأنه يقيم حلفاً معه ضد رئيس الحكومة في مجلس قيادة الحرب. ولذلك فإن عضو الكنيست نسيم فيتوري، المقرب من نتنياهو، صاح في اجتماع داخلي لقيادة «الليكود»: «غالانت يقبل غانتس من فمه».

وأما الوزير الثاني، بركات، الذي كان يخطط للمنافسة على رئاسة «الليكود» بعد عهد نتنياهو، فقد تغيب عن الاجتماعات الأخيرة لقيادة الحزب وهاجم نتنياهو على رضوخه لوزير المالية، بسلئيل سموترتش، في مشروع الموازنة العامة، وقرر ألا يصوت إلى جانب هذه الموازنة، وتغيب عن جلسة الكنيست (البرلمان) التي جرى فيها التداول بشأنها. ويتهمه أنصار نتنياهو بالتعاون مع يوسي كوهن في الجهود لتشكيل حزب يميني جديد يسحب إليه عدداً من قادة «الليكود»، ويتسبب في فرط هذا الحزب وسقوطه المدوي.

مؤامرة اليسار!

وحسب الوزير دافيد عم سالم، المقرب من نتنياهو، فإن كل من يترك الحزب يشارك في مؤامرة اليسار «الذي يستعد لالتهام الحكم». وخلال جلسة قيادة «الليكود» المذكورة أعلاه، قال: «(الليكود) يتعرض لمؤامرة محلية ودولية يشارك فيها اليسار (وبعض المهابيل) من اليمين. وإذا لم نعرف كيف نجمع قوانا ونتحد، فإن اليسار سيصعد إلى الحكم وستكون هنا دولة فلسطينية وسيحتاج (الليكود) إلى 20 سنة وأكثر حتى يعود إلى الحكم».

احتجاج عائلات الرهائن الإسرائيليين أمام وزارة الدفاع في تل أبيب 21 نوفمبر (أ.ف.ب)

وقد شهدت جلسة «الليكود» هذه، طيلة ساعتين ونصف الساعة، صراخاً وشجارات. لكن غالبية المتحدثين فيها شنوا هجوماً على سياسيين آخرين في الائتلاف والمعارضة. وبالإضافة إلى هجوم النائب فيتوري على غالانت وغانتس، هاجمت عضو الكنيست تالي غوتلب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، لأنه «يخدم روايات غير يمينية»، حسب رأيها.

ولدى تسريب وقائع الانتقاد وجد نتنياهو نفسه محرجاً، وتهرب من الإجابة على أسئلة الصحافيين بشأنها. وحاول توجيه النيران إلى جهة أخرى، وراح يهاجم قوى المعارضة التي ترفض إقرار ميزانيات المدارس الدينية لحلفائه «الحريديم» (الأحزاب الدينية). وراح يحرض على هذه المعارضة قائلاً بطريقة شكسبيرية: «هل الطفل (الحريدي) هو نصف طفل؟ وهل المعلم (الحريدي) هو نصف معلم؟».

متظاهرون في تل أبيب يحملون صور الأسرى الإسرائيليين (طاقم قيادة عائلات الأسرى)

وعلى أثر ذلك، خرجت الصحافة الإسرائيلية بهجوم شديد على «الليكود» ونتنياهو بشكل خاص. وكتبت «هآرتس»: «هذه المجموعة لم تتغير، مجموعة من الزعران الجاهلين الذين يتجمعون في مياه ضحلة من السم والكراهية. هم (لم يستيقظوا) كما ادعوا في بداية الحرب، بل ربما العكس هو الصحيح. وكل ما حدث في الشهرين الأخيرين عزز الأفكار المريضة التي تتفجر في عقولهم المشوهة. بعد الحرب سينقضون مثل الكلاب والزبد على أفواههم على كل من لا يروق لهم: الجيش، قيادات الاحتجاج، وسائل الإعلام والمعارضة. وسيتهم الجميع بالمسؤولية عن التقصير والتآمر على الإطاحة برئيس وزراء يميني قوي».


الناشطة نرجس محمدي الحائزة على «نوبل» تعتزم مواصلة الاحتجاجات

امرأة إيرانية تقرأ خبر فوز الناشطة نرجس محمدي بجائزة نوبل للسلام على هاتفها المحمول في مقهى بطهران 6 أكتوبر 2023 (رويترز)
امرأة إيرانية تقرأ خبر فوز الناشطة نرجس محمدي بجائزة نوبل للسلام على هاتفها المحمول في مقهى بطهران 6 أكتوبر 2023 (رويترز)
TT

الناشطة نرجس محمدي الحائزة على «نوبل» تعتزم مواصلة الاحتجاجات

امرأة إيرانية تقرأ خبر فوز الناشطة نرجس محمدي بجائزة نوبل للسلام على هاتفها المحمول في مقهى بطهران 6 أكتوبر 2023 (رويترز)
امرأة إيرانية تقرأ خبر فوز الناشطة نرجس محمدي بجائزة نوبل للسلام على هاتفها المحمول في مقهى بطهران 6 أكتوبر 2023 (رويترز)

قالت نرجس محمدي، الناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة «نوبل للسلام»، في رسالة سُربت من السجن المحتجزة فيه وبثها اليوم الاثنين التلفزيون السويدي، إنها ستواصل نضالها من أجل حقوق الإنسان حتى لو دفعت حياتها ثمناً لذلك.

وتقضي نرجس المتحدثة باسم رابطة مدافعي حقوق الإنسان في إيران عدة أحكام في سجن إيفين سيئ السمعة بطهران بتهم، بينها نشر دعاية مناهضة للجمهورية الإسلامية.

وأفادت «رويترز» عن التلفزيون السويدي، بأن المحامية كتبت في رسالتها «لم ولن يوقفني السجن والتعذيب النفسي والحبس الانفرادي المستمر والأحكام المتتالية... سأدافع عن الحرية والمساواة حتى ولو كانت حياتي الثمن».

وذكر التلفزيون السويدي أن الرسالة كُتبت رداً على أسئلة تم تهريبها إلى السجن عن طريق وسطاء، لكنها لم تكشف عن تفاصيل.

وبدأت نرجس محمدي إضراباً عن الطعام في نوفمبر (تشرين الثاني) احتجاجاً على ما قالت إن السجن تقاعس عن توفير رعاية طبية لها.

ووفقاً للتعليقات الموجزة التي بثها التلفزيون السويدي، والتي لم تقدم أي معلومات عن حالتها الصحية، قالت نرجس إنها تشتاق لابنيها، كيانا وعلي، بشدة.

وكتبت: «...في هذه الأيام، عندما يتحدث السجناء الجدد عن زياراتهم... مر أكثر من ثماني سنوات منذ أن رأيت أبنائي». وقالت كيانا للتلفزيون السويدي إن العائلة لم تتواصل بشكل مباشر مع أمها منذ عام وتسعة أشهر.

وأضافت كيانا (17 عاماً): «قبل ذلك كنا نتحدث عبر الهاتف من حين لآخر، لكن ذلك توقف».

ووفقاً لمؤسسة «نوبل»، من المقرر أن تقام احتفالات جائزة نوبل لهذا العام في 10 ديسمبر (كانون الأول) في أوسلو واستوكهولم، وسيمثل نرجس محمدي ابنها وابنتها.


إسرائيل تنفي محاولة نقل سكان غزة خارج القطاع

مواطنون ينتظرون عبور معبر رفح من قطاع غزة (أ.ف.ب)
مواطنون ينتظرون عبور معبر رفح من قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تنفي محاولة نقل سكان غزة خارج القطاع

مواطنون ينتظرون عبور معبر رفح من قطاع غزة (أ.ف.ب)
مواطنون ينتظرون عبور معبر رفح من قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت إسرائيل، اليوم (الاثنين)، أنها لا تسعى إلى إجبار المدنيين الفلسطينيين على مغادرة منازلهم بشكل دائم، رغم اعترافها بأن الظروف في قطاع غزة «صعبة».

ويثير أي تلميح إلى تهجير فلسطينيي قطاع غزة جدلاً كبيراً في العالم العربي، خشية من تكرار نكبة عام 1948، عندما نزح وهجر نحو 760 ألف فلسطيني قسراً إبان قيام دولة إسرائيل.

وأعلنت إسرائيل الحرب على حركة «حماس» التي تحكم قطاع غزة، بعد هجوم مباغت شنته الحركة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على بلدات حدودية في جنوب الدولة العبرية، أدى إلى مقتل 1200 شخص معظمهم من المدنيين وفقاً للسلطات الإسرائيلية.

وردت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة أدى إلى مقتل 15523 شخصاً معظمهم من المدنيين. ويثير تواصل القصف الإسرائيلي إلى جانب العملية البرية قلقاً دولياً متزايداً.

وانهارت الجمعة الماضي هدنة بين الجانبين استمرت 7 أيام، سمحت بالإفراج عن عشرات الرهائن الإسرائيليين والأجانب في مقابل إطلاق إسرائيل سراح معتقلين فلسطينيين.

وبانتهاء الهدنة التي وصلت المباحثات بشأنها إلى طريق مسدود، وسَّعت إسرائيل من عملياتها في قطاع غزة.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في أحدث تقاريره، إن نحو 1.8 مليون شخص -أي نحو 75 في المائة من سكان قطاع غزة- نزحوا، أو يوجدون في مراكز إيواء مكتظة وغير صحية.

وفي حديثه لصحافيين اليوم، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس: «نحن لا نحاول تهجير أي شخص، كما لا نحاول نقل أي شخص من أي مكان بشكل دائم».

وأضاف: «طلبنا من المدنيين إخلاء ساحة المعركة، وقمنا بتوفير منطقة إنسانية داخل قطاع غزة»، في إشارة إلى منطقة المواصي الساحلية. واعترف كونريكوس بأن الوضع في غزة «صعب».

ونابع المتحدث باسم الجيش: «نحن ندرك تماماً أن هناك مساحة محدودة (...) لهذا السبب من المهم جداً الحصول على موافقة ودعم المنظمات الإنسانية الدولية للمساعدة في المنشآت بمنطقة المواصي».

«لا يوجد مكان آمن»

ومع توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، نهاية الأسبوع، عن قلقه لكون مئات الآلاف من سكان قطاع غزة «محصورين في مناطق تتقلص مساحتها» باستمرار في جنوب القطاع. وأضاف: «لا يوجد مكان آمن في غزة».

وكان الأردن المجاور لإسرائيل والذي وقع معها عام 1994 معاهدة سلام، أعرب عن قلقه من أن تؤدي الحرب الدائرة إلى موجة نزوح تمتد إلى حدوده.

أما مصر التي لها حدود مشتركة مع قطاع غزة، وكانت أول دولة عربية وقَّعت اتفاق سلام مع إسرائيل، فرفضت فكرة نزوح جماعي للفلسطينيين إلى أراضيها.

وقال كونريكوس في إشارة إلى مصر: «لم نحاول إجلاء أي شخص إلى هناك». وأضاف: «لقد كانت مصر واضحة بشأن موقفها، فهي لا تريد ذلك».

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: «يجب أن يكون الناس قادرين على البقاء في ديارهم في غزة».


إسرائيل تمدد التحذير من السفر إلى أوروبا

طائرات تابعة لشركة «العال» الإسرائيلية بمطار بن غوريون في تل أبيب (أرشيفية - رويترز)
طائرات تابعة لشركة «العال» الإسرائيلية بمطار بن غوريون في تل أبيب (أرشيفية - رويترز)
TT

إسرائيل تمدد التحذير من السفر إلى أوروبا

طائرات تابعة لشركة «العال» الإسرائيلية بمطار بن غوريون في تل أبيب (أرشيفية - رويترز)
طائرات تابعة لشركة «العال» الإسرائيلية بمطار بن غوريون في تل أبيب (أرشيفية - رويترز)

حذّرت الحكومة الإسرائيلية، اليوم الاثنين، مواطنيها المسافرين إلى غرب أوروبا وأستراليا من إظهار هوياتهم، وتجنب أماكن الاحتجاجات مع تصاعد التوترات في فترة الحرب.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن تحذيرات السفر التي جرى تمديدها تشمل المملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، والأرجنتين، والبرازيل، وأستراليا، حيث جرى رفع مستوى التنبيه من 1 إلى 2.

وحثّت إسرائيل المسافرين إلى هذه الوجهات على الابتعاد عن أماكن التجمعات الكبيرة، بما في ذلك المسيرات المؤيدة للفلسطينيين، وغيرها من الأحداث التي يمكن استهداف الإسرائيليين فيها.

وتقول الحكومة إن إيران تسعى لمهاجمة الإسرائيليين في الخارج، ويمكن أن تستهدف المواقع اليهودية.

ويوسِّع الجيش الإسرائيلي، الاثنين، عملياته في قطاع غزة؛ حيث يزداد عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين، وسط مؤشرات جديدة على تمدد النزاع في المنطقة. وقال المتحدث باسم الجيش، دانيال هاغاري، مساء أمس، إن «الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع عمليته البرية ضد (حماس) في كل أنحاء قطاع غزة»، مضيفاً: «الجيش يعمل في كل مكان توجد فيه معاقل لـ(حماس)».

وتجددت الهجمات الإسرائيلية المكثفة في غزة، يوم الجمعة الماضي، في أعقاب هُدن إنسانية استمرت أسبوعاً، وسمحت بإدخال مساعدات للقطاع، وتبادل بعض المحتجَزين لدى كل من إسرائيل وحركة «حماس».


بوريل يحث إيران على استخدام «تأثيرها» لتجنب التصعيد في المنطقة

ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (رويترز)
ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (رويترز)
TT

بوريل يحث إيران على استخدام «تأثيرها» لتجنب التصعيد في المنطقة

ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (رويترز)
ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (رويترز)

حثّ ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم الاثنين، إيران على «استخدام «تأثيرها والعمل حثيثاً» على تجنب مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط.

وقال بوريل، عبر منصة «إكس»، إنه بحث هاتفياً مع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، الوضع في غزة والضفة الغربية، مؤكداً أن حل الدولتين هو السبيل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأضاف: «علينا أن نحُول دون أي توسع إقليمي» للحرب الدائرة في غزة، لافتاً إلى أنه حثّ إيران على استخدام نفوذها والعمل بجدية؛ من أجل تجنب أي تصعيد إضافي بالمنطقة.

جاءت تغريدة بوريل بعد يومين من الاتصال الذي جرى، مساء السبت. وذكرت «الخارجية» الإيرانية، في بيان بعد الاتصال، أن الوزير الإيراني دعا بوريل إلى وقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، وإتاحة إرسال المساعدات الإنسانية «في أسرع وقت ممكن».

وكرَّر الوزير الإيراني تحذيرات سابقة من تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مُعيداً جذور الأزمة الحالية إلى «الاحتلال والاعتداءات» الإسرائيلية، وحذَّر من إمكانية توسيع رقعة الحرب في المنطقة.

إلى جانب الوضع في غزة، تناول عبداللهيان وبوريل تعاون إيران و«الوكالة الدولية للطاقة الذرية». ونقل البيان عن عبداللهيان قوله إن بلاده ستُواصل التعاون في الإطار التقني. وحضّ بوريل، عبداللهيان على «التعاون البنّاء» مع «الوكالة الدولية»، وفق ما ورد في البيان الإيراني.


الجيش الإسرائيلي: لم نهزم «حماس» كلياً في شمال غزة

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي: لم نهزم «حماس» كلياً في شمال غزة

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، اليوم الاثنين، إنه مع استمرار تقدم القوات البرية الإسرائيلية نحو جنوب قطاع غزة، تستمر حملة الجيش لتدمير معقل حركة «حماس» في شمال القطاع، وفق ما أفادت به «وكالة الأنباء الألمانية».

وأضاف كونريكوس، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية: «لم نهزمهم كلياً عسكرياً في الشمال، ولكننا أحرزنا تقدماً جيداً».

وتابع: «لقد قلنا، منذ البداية، للمدنيين الإسرائيليين ولجميع من ينصتون في العالم، إنه، للأسف، قتال حماس سوف يستغرق وقتاً». وأضاف أنها «عملية صعبة في تضاريس قتالية صعبة، حيث نقاتل عدواً مُصرّاً جداً لا يبالي بالتضحية بالمدنيين من أجل هدفه العسكري».

وانتقد كونريكوس اتهامات منظمات المساعدات بأن الجيش الإسرائيلي لا يمنح مئات الآلاف من المدنيين في جنوب القطاع المكتظّ بالسكان في القطاع المحاصَر، وقتاً كافياً للتوجه لأماكن آمنة، بعيداً عن الهجمات الإسرائيلية الموسّعة، وقال إنه يجري بذل كل الجهود لحماية المدنيين، مضيفاً: «لو كانت حماس أبعدت نفسها عن المناطق الحضرية وقامت بقتالنا، حينذاك بالطبع لم يكن ليتضرر المدنيون. ولكن حماس لم تقم بذلك»، متهماً، مجدداً، «حماس»، التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007، باستخدام المدنيين دروعاً بشرية. ووسّع الجيش الإسرائيلي، اليوم، عملياته في قطاع غزة، حيث يزداد عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين، وسط مؤشرات جديدة على تمدد النزاع بالمنطقة، مع تسجيل حوادث، في نهاية الأسبوع المنصرم، في العراق والبحر الأحمر.

وقال المتحدث باسم الجيش، دانيال هاغاري، مساء أمس، إن «الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع عمليته البرية ضد حماس، في كل أنحاء قطاع غزة»، مضيفاً «الجيش يعمل في كل مكان توجد فيه معاقل لحماس». ويشن الجنود الإسرائيليون هجوماً برياً، منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في شمال غزة، حيث سيطروا على مناطق عدة. ومنذ استئناف القتال، الجمعة الماضي، بعد انتهاء هدنة استمرت أسبوعاً مع حركة «حماس»، ركز الجيش، بشكل أساسي، على الضربات الجوية.


طهران تلوح بالرد على أعمال ضد قواتها في المنطقة

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي الیوم (جماران)
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي الیوم (جماران)
TT

طهران تلوح بالرد على أعمال ضد قواتها في المنطقة

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي الیوم (جماران)
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي الیوم (جماران)

لوحت الخارجية الإيرانية برد على أي أعمال تطول مصالحها أو «القوات الاستشارية»، وذلك بعد يومين من تـأكيد «الحرس الثوري» الإيراني مقتل اثنين من ضباطه في سوريا. من جهته، أكد مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أنه حث إيران على استخدام نفوذها لتجنب التصعيد في المنطقة، مشدداً على أن حل الدولتين هو السبيل لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني، قوله خلال مؤتمر صحافي أسبوعي، إن «أي عمل ضد مصالح إيران وقواتنا الاستشارية في سوريا لن يمر دون رد». وأضاف: «من أقدموا على أعمال لقد جربوا (ردنا)».

وأعلن «الحرس الثوري» الإيراني في 2 ديسمبر (كانون الأول)، أن اثنين من أعضاء الحرس الثوري كانا يعملان مستشارين عسكريين في سوريا قُتلا في هجوم إسرائيلي دون تحديد توقيت الهجوم.

وهذه أول خسائر بشرية إيرانية يجري الإعلان عنها خلال الحرب في غزة. وقال كنعاني: «أي عمل ضد إيران من جانب الأعداء لن يبقى دون رد».

وقال كنعاني إن «الكيان الصهيوني يحاول تعويض جزء من خسائره في عملية طوفان الأقصى عبر الانتقام من الشعب الفلسطيني».

وكرر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، اتهامات ضد الولايات المتحدة، التي وردت على وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العماني بدر البوسعيدي في طهران، مساء الأحد.

وقال إن «الدور الجديد من الهجمات العسكرية والاعتداءات الإسرائيلية بدأ عندما كان وزير الخارجية الأميركية حاضراً في حكومة الحرب الإسرائيلية»، متهماً واشنطن بإرسال قنابل تزن طناً إلى إسرائيل. وصرح: «هذا النفاق والازدواجية واضحان جداً... أميركا طرف في الحرب».

وفي جزء من تصريحاته، اتهم الولايات المتحدة باتخاذ مجلس الأمن رهينة. وقال: «هذه التطورات تظهر أن المنظمات الدولية ليست لديها القدرة الكافية لحفظ السلام وتوفير أمن المدنيين والأبرياء».

رفض الاتهامات الأميركية

ودون أن يتطرق لهجمات جماعة الحوثي الموالية لإيران ضد سفن بحرية في البحر الأحمر، وصف كنعاني قوات القيادة المركزية الأميركية بمنطقة الشرق الأوسط (سنتكوم)، بـ«الإرهابية»، مضيفاً أن حضورها «يخل بالأمن الإقليمي». وقال: «اتهامات سنتكوم ضد إيران تفتقد للقيمة وبلا أساس، ومزاعم كهذه لا يمكن التحقق منها». وأعرب عن اعتقاده بأن «الأميركيين ليسوا في موضع أخلاقي يسمح لهم باتهام الآخرين بزعزعة الاستقرار في المنطقة».

وأعاد كنعاني تكرار أقوال سابقة بأن الجماعات المسلحة التي تواجه تهماً بالولاء الآيديولوجي لبلاده وتسميها طهران «محور المقاومة»، «لا تتلقى الأوامر من إيران». و«نوجه التعليمات لهم، أنهم يمثلون شعبهم ويتخذون القرارات بناء على مصالحهم».

ورفض على وجه التهديد اتهام طهران بإرسال طائرات مسيرة إلى جماعة الحوثي. وقال إنها «مزاعم دعائية توفر الغطاء لجرائم الكيان الصهيوني». وقال: «على أميركا أن توقف توجيه الاتهامات والسلوك المزعزع للاستقرار والتوقف عن دعم الأعمال الجنونية للكيان الصهيوني».

ورداً على سؤال حول مستقبل المعادلات الإقليمية في ظل الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة الموالية لإيران على قواعد أميركية، قال كنعاني إن «الأمن في المنطقة مفهوم شامل ومترابط، إيران تؤكد دوماً أن دول المنطقة يمكن أن تتعاون مع بعضها، بعدّها أصحاب المنطقة، لضمان أمن بعضها وفق المصالح المشتركة».

وقال: «تجارب السنوات الماضية أظهرت أن حضور القوات غير الإقليمية في مياه المنطقة، والممرات المائية، يهدد الأمن والاستقرار».

وبشأن الاتفاق النووي، سئل ما إذا كان وزير الخارجية العماني قد حمل رسالة أميركية إلى إيران، أم لا، فأجاب: لا. لكنه أعرب عن ترحيب بلاده بالاهتمام الذي توليه مسقط للمفاوضات الهادفة لإعادة إلى التزامات الاتفاق النووي لعام 2015، مقابل رفع العقوبات الأميركية.

وأوضح كنعاني أن مباحثات وزير الخارجية الإيراني ونظيره العماني تمحورت على العلاقات الثنائية وقضية فلسطين. وأشار إلى خلفية عمان في الوساطة بشأن الملف النووي، ومبادرتها الدبلوماسية. وقال: «إيران ترحب بأي دور يمكن أن تلعبه سلطنة عمان».

وبشأن تحرك الكونغرس الأميركي لإعادة تجميد 6 مليارات جرى تحويلها من كوريا الجنوبية، إلى بنوك قطرية، ضمن صفقة تبادل للسجناء، قال كنعاني: «يجب على أميركا أن تعمل بالتزاماتها». وأضاف: «لقد حصلنا على ضمانات كافية، لأن التعامل مع أميركا لا يقوم على أساس الثقة». وقال: «يمكننا الوصول إلى هذه الموارد واستخدامها وفق احتياجاتنا».

وأشار إلى الاجتماع الفصلي حول القرار 2231 بشأن الاتفاق النووي، والمقرر انعقاده في وقت لاحق من هذا الشهر. وقال: «موقف إيران قائم على أسس قانونية وحقوقية ولدينا استدلالات قوية، ولم نهرب من التفاوض وطاولة المفاوضات». وأضاف: «ملتزمون بمسار التفاوض والمسارات السياسية ما دامت توفر المصالح الإيرانية».

مواقف بناءة وغير بناءة

وأجاب عن سؤال يتعلق بالتصريحات الأخيرة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، وكذلك الاتصال الهاتفي بين عبداللهيان ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مساء السبت.

وقال: «نتوقع من مدير الوكالة أن يطرح القضايا المتعلقة ببرنامج إيران من منطلق تقني بعيداً عن الشبهات السياسية». وأضاف في السياق نفسه: «من اللافت أن الاتحاد الأوروبي يتخذ مواقف غير بناءة في القضايا المترابطة بالبرنامج النووي والوكالة الدولية».

بوريل وعبداللهيان يتأهبان لعقد مؤتمر صحافي مشترك بطهران في يونيو العام الماضي (أ.ف.ب)

وزاد: «من المؤسف أنهم يطرحون اتهامات أحادية ضد إيران ولا يلتفتون لابتعاد أميركا عن التزاماتها وتقاعس أوروبا».

وكان بوريل قد دعا إيران إلى «التعاون البناء» مع الوكالة الدولية، حسب بيان نشرته وزارة الخارجية الإيرانية مساء السبت.

وبعد يومين من الاتفاق، أكد بوريل عبر منصة «إكس» اتصاله الأخير مع عبداللهيان، لكنه لم يتطرق لمحادثات الاتفاق النووي، المتعثرة منذ أكثر من عام.

وقال بوريل إنه بحث هاتفياً مع عبداللهيان، الوضع في غزة والضفة الغربية، متحدثاً عن حث إيران على «استخدام تأثيرها والعمل حثيثاً» على تجنب مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط.

وقال بوريل إنه أكد للوزير الإيراني أن حل الدولتين هو السبيل لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.


استئناف محاكمة نتنياهو بتهم فساد بعد توقفها منذ 7 أكتوبر

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

استئناف محاكمة نتنياهو بتهم فساد بعد توقفها منذ 7 أكتوبر

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» باستئناف محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم (الاثنين) على خلفية تهم فساد بعد توقفها هي وكل القضايا غير العاجلة عقب اندلاع الحرب على قطاع غزة.

وذكرت الصحيفة أن نتنياهو مستثنى حالياً من حضور جلسات المحاكمة، لكن قد يُستدعى للإدلاء بشهادته في غضون بضعة أشهر.

ويواجه نتنياهو تهماً بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في قضية، وتهماً بالاحتيال وخيانة الأمانة في قضيتين أخريين.

وهو ينفي ارتكاب أي مخالفات.


الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 من جنوده في معارك غزة أمس

دخان كثيف يتصاعد من المباني بعد غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
دخان كثيف يتصاعد من المباني بعد غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 من جنوده في معارك غزة أمس

دخان كثيف يتصاعد من المباني بعد غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
دخان كثيف يتصاعد من المباني بعد غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل ثلاثة من جنوده في العمليات القتالية بقطاع غزة يوم الأحد، وفق ما ذكرته صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية اليوم الاثنين.

وسمّت الصحيفة الجنود القتلى وهم نيريا شائير، وهي مجندة احتياط عمرها 36 عاماً وبن زوسمان وعمره 22 عاماً ويوهوشوا نيجهام (19 عاماً)، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

يوسع الجيش الإسرائيلي الاثنين عملياته في قطاع غزة، حيث يتزايد عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين وسط مؤشرات جديدة على تمدد النزاع في المنطقة. وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري مساء الأحد إن «الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع عمليته البرية ضد (حماس) في كل أنحاء قطاع غزة»، مضيفاً: «الجيش يعمل في كل مكان توجد فيه معاقل لحماس».

ويشن الجنود الإسرائيليون هجوماً برياً منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول) في شمال غزة حيث سيطروا على مناطق عدة. ومنذ استئناف القتال الجمعة بعد انتهاء هدنة استمرت أسبوعاً مع حركة «حماس» ركز الجيش في شكل أساسي على الضربات الجوية.