نداء إنساني أممي مزدوج لجمع 3 مليارات دولار للسودان

زيادة كبيرة في حاجات النازحين والفارين إلى الخارج بسبب النزاع

مارتن غريفيث زار بورتسودان أمس (رويترز)
مارتن غريفيث زار بورتسودان أمس (رويترز)
TT
20

نداء إنساني أممي مزدوج لجمع 3 مليارات دولار للسودان

مارتن غريفيث زار بورتسودان أمس (رويترز)
مارتن غريفيث زار بورتسودان أمس (رويترز)

وجهت الأمم المتحدة وشركاؤها نداءين إنسانيين الأربعاء لتوفير ثلاثة مليارات دولار لمساعدة ملايين الأشخاص داخل السودان، مع دخول النزاع شهره الثاني بين القوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، الملقب «حميدتي»، ما أدى إلى فرار مئات الآلاف من المدنيين إلى الدول المجاورة.

وفي ضوء الوضع المتردي الذي أدى إلى ازدياد عدد القتلى وتصاعد الحاجات الإنسانية وعمليات النزوح، أطلقت الأمم المتحدة خطتين للاستجابة الإنسانية بهدف توفير الغذاء والرعاية الصحية والمأوى والحماية وغير ذلك من المساعدات الضرورية للمتضررين من القتال، الذي بدأ في منتصف أبريل (نيسان) الماضي. وأفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن خطة الاستجابة الإنسانية للسودان عُدلت بسبب الزيادة الكبيرة في الحاجات نتيجة الأزمة الحالية. وتتطلب الخطة الآن توفير 2.56 مليار دولار، بزيادة 800 مليون دولار على الخطة الأصلية التي وضعت قبل بدء القتال لمساعدة 12.5 مليون شخص. وتهدف الخطة المعدلة إلى مساعدة 18 مليون شخص حتى نهاية العام، لتصبح أكبر نداء إنساني للسودان. وسميت الثانية خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين الوافدين من السودان، وتسعى إلى جمع 470.4 مليون دولار لدعم أكثر من مليون شخص من اللاجئين، والعائدين من لاجئي الدول الأخرى، والمجتمعات المضيفة في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.

تصاعد القتال في مناطق جنوب الخرطوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
تصاعد القتال في مناطق جنوب الخرطوم الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأفاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارتن غريفيث في بيان بأن «هذا النزاع ضربة قاسية لشعب السودان الذي كان يقع بالفعل تحت وطأة وضع إنساني صعب»، مؤكداً استعداد الوكالات الإنسانية وعزمها على تقديم الإغاثة للمحتاجين إليها.

وأضاف أن توقيع إعلان التزام حماية المدنيين في جدة الأسبوع الماضي «كان خطوة أولى مرحبا بها لحماية المدنيين وضمان التوصيل الآمن للمساعدات». وأضاف: «لكننا الآن بحاجة إلى سخاء المجتمع الدولي لتوسيع نطاق استجابتنا والوصول إلى جميع المحتاجين».

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن «عدداً لا يُحصى من الناس لا يزالون مرعوبين داخل السودان – بعد أكثر من شهر على بدء الأزمة – ومن فروا عبر الحدود الكثيرة للسودان يحتاجون إلى المساعدة، إذ غالباً ما يجدون أنفسهم في أماكن يصعب الوصول إليها وتُستنفد فيها الموارد». وأكد أن عمال الإغاثة يعملون بجد للاستجابة لهذه الحاجات، ودعا جميع الدول والأفراد المقتدرين إلى توفير الموارد الضرورية كي تتمكن الوكالات الإنسانية من مساعدة الناس الذين فقدوا كل شيء.

و أدى القتال الدائر الآن في السودان إلى نزوح أكثر من 840 ألف شخص داخلياً، وفرار أكثر من 220 ألف لاجئ سوداني ولاجئين من دول أخرى عبر الحدود. وفر كثيرون إلى تشاد ومصر، وعاد لاجئون من جنوب السودان – كانوا يقيمون في السودان – إلى بلدهم في ظل ظروف صعبة للغاية. ومن دون حل عاجل للصراع، سيُجبر كثيرون على الفرار بحثا عن الأمان والمساعدات الأساسية.

الخطة الإنسانية

وستركز خطة الاستجابة الإنسانية المنقحة على التكثيف السريع للغذاء والمياه والصرف الصحي وغير ذلك من المساعدات المنقذة للحياة. كما ستزيد من تركيزها على الحماية، بما في ذلك حماية الأطفال ومنع العنف الجنساني.

وتتوخى الخطة، التي تضم 92 شريكاً، توسيع العمليات في المناطق التي يشتد فيها القتال، مثل الخرطوم، فضلاً عن المواقع التي فر إليها العديد من الأشخاص هرباً من العنف، بما في ذلك غرب وجنوب وشمال دارفور.

سيتطلب تنفيذ التوسع أن تتمتع الوكالات الإنسانية بوصول آمن للوصول إلى المحتاجين.

وتفيد الأمم المتحدة بأن الخطتين ستساعدان اللاجئين إلى البلدان المضيفة على تنسيق الاستجابة مع نهج «المجتمع بأسره» لدعم الحكومات والمجتمعات المضيفة.

إلى ذلك، قال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن منظمة الصحة العالمية سلمت 30 طناً من المستلزمات الطبية لولاية الجزيرة. وجرى تسليم لوازم علاج الإصابات البالغة 2400 شخص أمس إلى خمسة مستشفيات هناك وثلاثة مستشفيات في العاصمة. وأضاف أن منظمة الصحة العالمية تدعم تسليم المواد الأساسية لشركائها ولديها إمدادات إضافية في طور الإعداد. وأكد أنه «في غضون ذلك، يستأنف شركاؤنا في المجال الإنساني عملياتهم في بعض ولايات إقليم دارفور». وأعطى مثالاً أنه «في شمال دارفور، ساعد صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في توصيل حوالي 235 ألف لتر من المياه النظيفة إلى ثمانية مرافق للرعاية الصحية ومركز تغذية واحد». تقوم اليونيسيف أيضا بتوزيع المياه والصرف الصحي والإمدادات الصحية على ما يقرب من 16 ألف مريض في أكثر من 12 مرفقا للرعاية الصحية. وفي شرق دارفور، قدمت اليونيسيف المياه النظيفة لحوالي 40 ألف شخص في مخيم النعم للنازحين داخلياً.


مقالات ذات صلة

«مجلس السلم والأمن الأفريقي» يرفض حكومة موازية في السودان

شمال افريقيا من اجتماع سابق للاتحاد الأفريقي (موقع الاتحاد)

«مجلس السلم والأمن الأفريقي» يرفض حكومة موازية في السودان

رحبت وزارة الخارجية السودانية بالبيان الصادر عن «مجلس السلم والأمن الأفريقي» الذي أعلن فيه عدم الاعتراف بأي حكومة موازية في البلاد.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
العالم العربي سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)

الأمم المتحدة: الوضع الصحي «مُزرٍ للغاية» في شمال دارفور بالسودان

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الوضع الصحي في ولاية شمال دارفور بغرب السودان «مُزرٍ للغاية».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا أعمدة الدخان الكثيف تتصاعد من جهة مطار الخرطوم الدولي الملاصق لمقر القيادة العامة للجيش (أرشيفية - رويترز)

البرهان مجدداً: لا عودة للمسار التفاوضي قبل القضاء على «الدعم السريع»

ياسر العطا يوجّه بعودة «الأجهزة النظامية» لمواقعها التي غادرتها منذ بدء الحرب في 15 أبريل (نيسان) 2023، ومباشرة مهامها الطبيعية في محليات ولاية الخرطوم.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)

السودان يسعى للعودة إلى الاتحاد الأفريقي وهيئة «إيغاد»

أبدى السودان رغبته في استئناف نشاط عضويته في كل من الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا، المعروفة اختصاراً بـ«إيغاد».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا عودة نحو 400 ألف سوداني إلى ديارهم (رويترز)

مئات آلاف النازحين يعودون إلى ديارهم في السودان

عاد نحو 400 ألف سوداني إلى ديارهم خلال الشهرين ونصف الشهر الماضيين بعد نزوحهم بسبب النزاع المستمر، حسبما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)

ليبيا وبريطانيا تبحثان تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب

وفد السفارة البريطانية خلال زيارة قوة مكافحة الإرهاب في طرابلس (السفارة)
وفد السفارة البريطانية خلال زيارة قوة مكافحة الإرهاب في طرابلس (السفارة)
TT
20

ليبيا وبريطانيا تبحثان تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب

وفد السفارة البريطانية خلال زيارة قوة مكافحة الإرهاب في طرابلس (السفارة)
وفد السفارة البريطانية خلال زيارة قوة مكافحة الإرهاب في طرابلس (السفارة)

في إطار مباحثات تعزيز التعاون الأمني وتبادل الخبرات في مجال المكافحة الإرهاب، زار وفد رفيع المستوى من السفارة البريطانية لدى ليبيا مقر «قوة مكافحة الإرهاب» في مدينة مصراتة (غرب).

وقالت السفارة البريطانية في بيان، الخميس، إن وفداً منها ممثلاً في العقيد ماثيو كيتيرر، الملحق العسكري بالسفارة، وليزي لوفيت مسؤولة مكافحة الإرهاب، وآني ميتشل غيرز السكرتير السياسي العسكري، ناقشوا مع الجهات المحلية آفاق التعاون الأمني وتعزيز الشراكة بين البلدين.

زيارة وفد السفارة البريطانية لقوة مكافحة الإرهاب في طرابلس (السفارة)
زيارة وفد السفارة البريطانية لقوة مكافحة الإرهاب في طرابلس (السفارة)

وأوضحت السفارة أن وفدها اجتمع مع اللواء أحمد هاشم، آمر «اللواء 53 مشاة»، لمناقشة التحديات التي تواجه الاستقرار في مدينة مصراتة، وفرص تعزيز الشراكة لدعم الأمن الليبي. كما التقى ‏منظمة «هالو ترست»، و«استمع للمزيد عن عملهم الحيوي في إزالة الألغام في ليبيا».

وقال المركز الإعلامي لـ«قوة مكافحة الإرهاب»، إن آمر القوة، اللواء محمد الزين، استقبل الوفد البريطاني رفيع المستوى، موضحاً أن الزيارة جاءت في إطار تعزيز التعاون الأمني، وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب، حيث تمت مناقشة سبل دعم القدرات الأمنية، وتطوير آليات التنسيق المشترك بين الجانبين.

في غضون ذلك، قالت رئاسة الأركان العامة للقوات التابعة لـ«حكومة الوحدة الوطنية» المؤقتة، إن «الكتيبة 124»، المحمولة جواً بـ«اللواء 444 قتال»، أنهت التدريبات النهائية للقفز المظلي والإنزال البري، مشيرة إلى أن أفرادها خاضوا «تدريبات مكثفة للإنزال المظلي الليلي والنهاري، والعمليات الخاصة خلف صفوف العدو وفي الصحراء».

وفد السفارة البريطانية في حديث مع عناصر قوة مكافحة الإرهاب في طرابلس (المكتب الإعلامي للقوة)
وفد السفارة البريطانية في حديث مع عناصر قوة مكافحة الإرهاب في طرابلس (المكتب الإعلامي للقوة)

وأضافت رئاسة الأركان موضحة أن آمر «اللواء 444 قتال»، اللّواء محمود حمزة، أشرف على التدريبات المكثفة التي تلقتها الكتيبة طيلة أشهر عدة؛ وذلك «من أجل رفع الكفاءة القتاليّة لضباط وجنود الجيش الليبي».

في شأن مختلف، قال المجلس الرئاسي الليبي، إن النائب بالمجلس موسى الكوني، بحث مع سفير فرنسا لدى ليبيا، مصطفى مهراج، الخميس، آخر مستجدات الأوضاع في ليبيا على مختلف الصعد، وجهود البعثة بالتعاون مع الدول المهتمة بالشأن الليبي بهدف حلحلة الجمود السياسي الحالي.

وقال المجلس الرئاسي إن مهراج «نقل للكوني رسالة سياسية بشأن استمرار الدعم الفرنسي لجهود تحقيق الاستقرار في ليبيا»؛ مؤكداً أن بلاده بصفتها عضواً في مجلس الأمن «حرصت على التصويت لصالح اعتماد الحكومة المعترف بها دولياً».

أعضاء الوفد العسكري البريطاني في مصراتة (السفارة)
أعضاء الوفد العسكري البريطاني في مصراتة (السفارة)

وأكد السفير خلال اللقاء أن بلاده «ستواصل العمل من أجل تحقيق الاستقرار، وصولاً لاتفاق وحل سياسي، يساهم في الوصول لإجراء الانتخابات، وفق إطار دستوري يوافق على نتائجها الأطراف السياسية».

كما تطرق اللقاء لرؤية الكوني بشأن «العمل بنظام اللامركزية بصفتها خريطة طريق نحو تحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة، ووحدة ليبيا لتخفيف العبء على العاصمة، التي أصبحت ساحة للصراعات السياسية بسبب وجود السلطة المركزية داخل حدودها».

ونقل المجلس الرئاسي عن مهراج حديثه بشأن «نجاح تجربة نظام اللامركزية في فرنسا، وتشابه رؤية الكوني بخصوص نظام المحافظات، كأرضية لتحقيق العدل في توزيع الثروة وتوحيد البلاد». كما تطرق اللقاء لملف المصالحة الوطنية الذي وصل مراحل متقدمة.

في غضون ذلك، أصدر عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة»، قراراً بمتابعة أوضاع السجناء الليبيين في تونس، والتنسيق مع سفارة بلاده هناك بشأن المواطنين الليبيين المخالفين العابرين للحدود. وقالت الحكومة إن الدبيبة أوفد وكيل وزارة العدل لشؤون الديوان والمحاكم والنيابات، نزيهة عاشور، في مهمة عمل رسمية إلى تونس، لمتابعة هذا الأمر، بمرافقة رئيس مصلحة الجوازات والجنسية وشؤون الأجانب، ومدير عام مصلحة الجمارك، وكذا مدير إدارة الشؤون الإدارية والمالية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي.