لا يزال العراق ينتظر «اتفاقاً نهائياً» مع تركيا، من أجل استئناف تصدير نفط إقليم كردستان، كما أعلنت حكومة الإقليم، المتمتع بحكم ذاتي، بعد أكثر من شهر على توقفه.
يأتي الإعلان بعد أيام من التكهنات، إذ أعلن وزير النفط العراقي حيان عبد الغني، الأسبوع الماضي، أن إعادة التصدير ستنطلق، في 13 مايو (أيار)، قبل أن يشير مسؤولون في أربيل إلى أن العراق لا يزال بانتظار رد من تركيا، بشأن طلب استئناف التصدير. وقال رئيس مجلس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني، في بيان، مساء الأحد، إن «حكومة إقليم كردستان أوفت بجميع التزاماتها، استناداً إلى الاتفاق، وهي بانتظار التوصل إلى اتفاق نهائي بين الحكومة الاتحادية والحكومة التركية، لاستئناف تصدير نفط إقليم كردستان».
وبعدما كان إقليم كردستان يصدِّر نفطه عبر تركيا، دون العودة لحكومة بغداد، لجأت الحكومة الاتحادية لإجراءات تحكيم مع تركيا المجاورة، في عام 2014، لدى «غرفة التجارة الدولية» في باريس. وأصدرت هيئة التحكيم، هذا العام، قرارها لصالح بغداد. وأدى هذا الحكم إلى تعليق الصادرات، منذ نهاية مارس (آذار)، كما ألزم أربيل، عاصمة إقليم كردستان، على التفاوض مع الحكومة في بغداد. وتوصّل الطرفان لاتفاق للعمل معاً على هذا الملف.
ووفق بنود الاتفاق بين بغداد وأربيل، يتعيّن على مبيعات النفط من كردستان أن تمر عبر شركة النفط الحكومية العراقية «سومو»، وليس حصرياً عبر السلطات الكردية المحلية. كما ينصّ الاتفاق على إيداع عائدات الصادرات الكردية في حسابٍ تديره السلطات المحلية في كردستان، وتشرف عليه بغداد. ووفق ما ذكره خبير النفط كوفند شيرواني، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد تسبَّب توقف الصادرات، طوال تلك المدة، بخسائر بنحو «مليار دولار»، إذ يمثل النفط، منذ أكثر من عقد، الرئة الاقتصادية للإقليم، الذي كان يصدِّر يومياً 475 ألف برميل، عبر ميناء «جيهان» التركي.
وتحدّث وزير النفط العراقي، مطلع الشهر الحالي، عن أسباب تأخر استئناف التصدير، مشيراً، بصفة خاصة، إلى «الفحوصات التي أجراها الجانب التركي للأنابيب»، لتلافي التسربات النفطية المحتملة، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا، في فبراير (شباط) الماضي.
من جهة ثانية، لا يزال هناك «الغرامات»، التي ينبغي على أنقرة أن تسدِّدها إلى السلطات العراقية، وفق وزير النفط.
وحدَّد اتفاق موقَّع في عام 1973 بين أنقرة وبغداد، لتنظيم استخدام أنابيب النفط والصادرات، بـ1.19 دولار مبلغ أجور النقل لكل برميل عبر «جيهان».
لكن إقليم كردستان كان يدفع «أكثر من هذا المبلغ بكثير»، وفق الوزير، مضيفاً: «لذلك نحن نعتقد أن هذه المبالغ الزائدة ترجع إلى الحكومة العراقية».
وقال مسؤول كبير في وزارة النفط العراقية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، فضّل عدم الكشف عن هويته، إن مبلغ الغرامات، التي ينبغي على تركيا دفعها، قد يتخطى 1.8 مليار دولار.
وكان وزير الطاقة التركي فاتح دونميز قد نفى، أواخر مارس، أن يكون على بلاده دفع تعويضات بقيمة 1.4 مليار دولار للعراق، وفق تصريح نقلته وكالة الأنباء التركية الرسمية «الأناضول».