روسيا تقر بصعوبات... وبوتين يُعدّل خططه

لندن تزود كييف بصواريخ «تصل إلى القرم»... وموسكو تتوعد

 منظر جوي التُقط أمس لمبانٍ سكنية سُوّيت بالأرض جراء المعارك والقصف في مدينة مارينكا شرق دونيتسك (أ.ب)
منظر جوي التُقط أمس لمبانٍ سكنية سُوّيت بالأرض جراء المعارك والقصف في مدينة مارينكا شرق دونيتسك (أ.ب)
TT

روسيا تقر بصعوبات... وبوتين يُعدّل خططه

 منظر جوي التُقط أمس لمبانٍ سكنية سُوّيت بالأرض جراء المعارك والقصف في مدينة مارينكا شرق دونيتسك (أ.ب)
منظر جوي التُقط أمس لمبانٍ سكنية سُوّيت بالأرض جراء المعارك والقصف في مدينة مارينكا شرق دونيتسك (أ.ب)

أقرَّت روسيا بمواجهة «صعوبات» في تحقيق أهداف «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، في حين بدا أن الرئيس فلاديمير بوتين أدخل تعديلات على خططه السنوية، بسبب ظروف الحرب.

وقال الناطق باسم «الكرملين»، ديمتري بيسكوف، إن القوات الروسية «نجحت جزئياً في إنجاز المهمة، ولكننا ما زلنا بعيدين عنها إلى حد ما». وأضاف بيسكوف أن العملية العسكرية في أوكرانيا «صعبة جداً»، إلا أنه أكد أنها سوف تستمر حتى تحقيق أهدافها. وزاد أن «الرئيس الروسي وضع عند انطلاق الأعمال العسكرية مهام محددة أمام القوات، بينها حماية سكان دونباس، ووقف كل أشكال الهجمات المحتملة على هذه المناطق»، مضيفاً أن مجموعة من هذه الأهداف «قد تم تحقيقها»، لكنها لم تُنجز بشكل كامل. وتابع أن المنطقة ما زالت تتعرض لنيران القوات الأوكرانية، و«لا بد من مواصلة القتال حتى إبعاد مصادر النيران والوصول إلى منطقة آمنة».

في غضون ذلك، بدا أن الرئيس بوتين أدخل تعديلات على خططه السنوية بسبب الحرب؛ إذ أعلن الديوان الرئاسي أن الاجتماعات السنوية مع القيادة العسكرية التي يجريها الرئيس في مقره الصيفي بمنتجع سوتشي على البحر الأسود، لن تعقد في مواعيدها العام الحالي.

في سياق متصل، قررت بريطانيا تزويد أوكرانيا بصواريخ «ستورم شادو»، بعيدة المدى، التي يمكنها الوصول إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها بالقوة من أوكرانيا في عام 2014. وقد أغضب هذا التطور موسكو التي توعدت أنها سترد بقوة على هذه الخطوة. وانتقد بيسكوف قرار المملكة المتحدة إمداد كييف بصواريخ «كروز» طويلة المدى، بينما تلقت لندن تأكيدات من كييف بأنها لن تُستخدَم ضد أهداف في أراضي الاتحاد الروسي.

وأعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن بلاده بصدد إرسال الصواريخ إلى أوكرانيا للتصدي للهجمات الروسية. وقال والاس أمام مجلس العموم، أمس (الخميس): «ببساطة لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تقتل روسيا المدنيين»، مضيفاً أن «هذا رد محسوب ومتناسب مع أعمال التصعيد الروسية».

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن رئيس الوزراء، ريشي سوناك، كان أعلن خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للندن، في فبراير (شباط) الماضي، أن بريطانيا ستكون أول دولة تزود أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى.


مقالات ذات صلة

مناقشات أممية موسعة لوقف النار فوراً في السودان

شمال افريقيا مناقشات أممية موسعة لوقف النار فوراً في السودان

مناقشات أممية موسعة لوقف النار فوراً في السودان

انخرط مجلس الأمن في نقاشات حول مشروع قرار بريطاني لمطالبة القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع» بوقف القتال فوراً والسماح بتسليم المساعدات الإنسانية.

علي بردى (واشنطن) محمد أمين ياسين (نيروبي)
العالم العربي شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)

​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

مصدر مصري مسؤول قال لـ«الشرق الأوسط» إن دول «السعودية ومصر والإمارات تعمل مع الولايات المتحدة ضمن آلية رباعية لتنسيق مساعٍ لحلحلة الأزمة السودانية»

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا مدينة الفاشر السودانية تعاني وضعاً إنسانياً متدهوراً (أ.ب)

السودان: معارك الفاشر مستمرة... وطرفا الحرب يزعمان التفوق

تضاربت الأنباء بشأن المعارك العسكرية المستمرة في مدينة الفاشر الاستراتيجية في شمال دارفور بالسودان، في ظل مزاعم من طرفي الحرب بالتفوق.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا امرأة وطفلها في مخيم «زمزم» للنازحين قرب الفاشر شمال دارفور بالسودان (أرشيفية - رويترز)

الحكومة السودانية تتهم بعض المنظمات الدولية بتسليم الإغاثة لـ«الدعم السريع»

قالت الحكومة السودانية إن التقارير الدولية التي تشير إلى وجود مجاعة في السودان «كاذبة»، وإن بعض المنظمات «تكتب تقارير من مكاتبها في نيروبي دون إجراء أي مسح».

وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا السودان التزم بتقديم جميع التسهيلات المعنية «بانسياب تدفق المساعدات الإنسانية» (وسائل إعلام سودانية)

«السيادة السوداني» يقترح آلية تضم تشاد والأمم المتحدة لاستمرار العمل بمعبر أدري

قال مجلس السيادة السوداني، الاثنين، إن الخرطوم تقدّمت إلى الأمم المتحدة باقتراح من أجل استمرار العمل بمعبر أدري الحدودي مع تشاد.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
TT

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)

عززت روسيا قواتها العسكرية وكثفت قصفها تمهيدا لتنفيذ هجوم في الجبهة الجنوبية، حيث لم تتغير مواقعها إلى حد كبير خلال الأشهر الأخيرة، وفق ما أكد متحدث باسم الجيش الأوكراني اليوم الثلاثاء.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يمثل الهجوم الروسي في منطقة زابوريجيا الجنوبية تحديا للجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبة بالفعل على الجبهة الشرقية، ولا يزال منخرطا في عملية هجومية في منطقة كورسك الروسية، على الحدود الشمالية.

وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني، فلاديسلاف فولوشين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «الروس يستعدون منذ فترة، منذ عدة أسابيع، لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات، لا سيما باتجاه زابوريجيا».

وأوضح أن الجيش الروسي يعزز قواته، خاصة في مناطق فريميفكا وغوليابول وروبوتيني.

وأضاف: «كل يوم يقوم باستطلاع جوي وفني هناك، ويتزود بالذخيرة. منذ عدة أسابيع، يستعد العدو لاستخدام المدرعات».

وامتنع فولوشين عن تحديد عدد الجنود الروس المحتشدين في هذا القطاع من الجبهة، لكنه أشار إلى أن مجموعات صغيرة تشن بالفعل هجمات كل يوم.

وأكد أن القوات الأوكرانية عززت خطوط دفاعها وهي مستعدة لصد هجوم واسع النطاق.

في الصيف الماضي، شنت القوات الأوكرانية هجوما واسع النطاق لاستعادة منطقتي زابوريجيا وخيرسون في جنوب البلاد، لكنها فشلت في إحراز تقدم ملموس.

وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن موسكو حشدت 50 ألف جندي، بينهم كوريون شماليون، في محاولة لدحر القوات الأوكرانية التي تسيطر منذ نحو ثلاثة أشهر على جزء من منطقة كورسك الحدودية الروسية.