«جرائم إلكترونية أسرية» تثير جدلاً واسعاً في مصر

أحدثها حبس أم «استغلت» أطفالها لتحقيق أرباح على «يوتيوب»

البلوجر المصرية المتهمة خلال مقطع الفيديو المطروح أمام النيابة للتحقيق
البلوجر المصرية المتهمة خلال مقطع الفيديو المطروح أمام النيابة للتحقيق
TT

«جرائم إلكترونية أسرية» تثير جدلاً واسعاً في مصر

البلوجر المصرية المتهمة خلال مقطع الفيديو المطروح أمام النيابة للتحقيق
البلوجر المصرية المتهمة خلال مقطع الفيديو المطروح أمام النيابة للتحقيق

في واقعة أثارت جدلاً وانتقادات واسعة، بدأت النيابة العامة المصرية التحقيق مع صاحبة قناة على «يوتيوب»، نشرت فيديو عبر الإنترنت، تدَّعي فيه أن ابنها قام بعلاقة جنسية مع شقيقته.

وأثارت البلوجر هبة السيد، صاحبة قناة «أم زياد وهبة» على «يوتيوب»، غضب كثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد قيامها بنشر مقطع فيديو على صفحتها، ادّعت فيه أنها شاهدت أطفالها الصغار في وضع جنسي مُخلّ، وكانت البلوجر تتحدث في الفيديو، وأطفالها التي تقوم باتهامهم، جالسين إلى جوارها.

وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القليوبية، الخميس، من ضبط البلوجر هبة سيد إبراهيم؛ وشهرتها «أم زياد»، التي تقيم بمنطقة الخصوص في محافظة القليوبية (شمال القاهرة)، بناء على إذن من النيابة العامة. وبمواجهتها أقرّت بارتكابها الواقعة، وجرى ضبط الهاتف المحمول المستخدَم في تصوير هذا الفيديو، في حين أكدت المتهمة أنها كانت «تريد تحقيق أرباح بنشر فيديو يحقق مشاهدات واسعة».

وأصدرت «النيابة المصرية» بياناً رسمياً، مساء الأربعاء، أكدت فيه أنها رصدت تداول مقطع فيديو لسيدة تتحدث فيه عن اكتشافها إقامة أحد طفليها علاقة جنسية مع شقيقته، كما ذكرت، في الفيديو، أنها شاهدت محادثة على الهاتف بين ابنها وآخر يطلب منه إقامة علاقة جنسية معه، وتحاول الحصول على اعترافات من طفلين صغيرين من أطفالها برؤيتهما الواقعة.

وقالت «النيابة المصرية» إنها تلقّت بلاغاً من «المجلس القومي للأمومة والطفولة»، يتضمن نشر المتهمة الفيديو على قناتها على «يوتيوب»، ومعها ثلاثة من أطفالها، الذين استنطقت اثنين منهم على الواقعة؛ لتحقيق نسب مشاهدات عالية، وتحقيق أرباح طائلة، متهماً تلك السيدة بهتك العرض، والاتجار بالبشر، واستغلال الأطفال لجذب المشاهدين.

وأوضحت النيابة أنها اطلعت على المقطع المتداول، وسألت مشرفاً بخط نجدة الطفل بالمجلس عن مضمون البلاغ وتفصيلاته، وطلبت تحريات الشرطة حول الواقعة، وتحديد هوية المتهمة، في ضوء المعلومات التي تضمّنها بلاغ «المجلس القومي للأمومة والطفولة» حول اسمها ورقم هاتفها ومحل إقامتها، وأمرت بضبطِها وإحضارها؛ لاستجوابها.

ووفقاً للمحامية المصرية جواهر الطاهر، مديرة برنامج «الوصول للعدالة» بمؤسسة قضايا المرأة المصرية، فإن المتهمة تلاحقها أكثر من تهمة؛ أبرزها تهمة الاتجار بالبشر، واستغلال سمعة أبنائها من أجل تحقيق أرباح، وتقول، في حديثها، مع «الشرق الأوسط»: «لدينا قانون يتعلق بالاتجار بالبشر صدر في عام 2010، علاوة على اتهامها بتعريض طفل للخطر، وكذلك جريمة هتك عرض، وفقاً لقوانين العقوبات، وما زالت تحقيقات النيابة في بدايتها، لكن المؤكد أنها تواجه أكثر من اتهام».

وتعتبر الطاهر أنه «ما زال هناك كثيرون لا يعلمون أن هناك قانوناً خاصاً بجرائم الإنترنت؛ لأنه صدر مؤخراً، فتلك المتهمة وغيرها من الذين يتعمدون رفع نسب مشاهدة محتواهم عبر منصات؛ مثل (يوتيوب) و(تيك توك) تحديداً، من خلال مواد مثيرة ، يعتبرون أن ما يقدمونه لا يطوله القانون، ويعتمدون على معيار زيادة الفضائح؛ من أجل زيادة المشاهدات والإعلانات، حتى لو كانت تلك الأرباح على حساب سمعة أطفالهم وتعريضهم للخطر النفسي والمجتمعي، بما فيه اختيار عناوين منافية للأخلاق، للفيديوهات التي يقومون بنشرها».

وسبق أن أثارت مقاطع فيديو غضباً واسعاً، عبر مواقع التواصل، بسبب استغلال الأطفال في زيادة نسب المشاهدات، منها قيام بلوجر تدعى «أمنية»، عبر سلسلة فيديوهات بثّتها على قناتها قبل أشهر، تقوم فيها بتصوير أبنائها، وهي تقوم بإعطائهم حُقناً و«لبوس»، وما يستدعيه من كشف مناطق من أجسادهم، والإيحاء بأن ابنتها تعطيها حقنة «مؤلمة». وناشد كثير من المتابعين، في ذلك الوقت، «المجلس القومي للأمومة والطفولة» التدخل ومحاسبة تلك الأم، باعتبارها تُعرِّض أبناءها للخطر، وتنتهك خصوصيتهم من أجل تحقيق أرباح.

وكانت «النيابة العامة» في مصر قد قررت، في سبتمبر (أيلول) من عام 2020، حبس اليوتيوبر أحمد حسن، وزوجته زينب، أربعة أيام على ذمة التحقيق؛ بتهمة تعريض حياة طفلتهما للخطر.

وتسلمت «النيابة العامة» تقريراً من «المجلس القومي للأمومة والطفولة»، بتهمة «ترهيب طفلتهما، في مقطع فيديو عبر يوتيوب، واستغلالها في التربح من نشر فيديوهات مسيئة لها وتعريضها للخطر».


مقالات ذات صلة

العالم يخسر المعركة ضد الجريمة المنظمة

العالم تتلقى امرأة المساعدة عندما أحرق مدنيون غاضبون جثث أفراد عصابة مشتبه بهم في هايتي (رويترز)

العالم يخسر المعركة ضد الجريمة المنظمة

العصابات الدولية تعيد تشكيل خريطة الجريمة باستخدام التكنولوجيا والمخدرات، في وقت تبدو فيه الحكومات متأخرة عن مواكبة هذا التطور.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد الهجمات الإلكترونية تكلف الشركات 1.9 % من إيراداتها في المتوسط (رويترز)

الهجمات الإلكترونية تكلف الشركات البريطانية 55 مليار دولار في 5 سنوات

قالت شركة «هاودن» لوساطة التأمين، إن الهجمات الإلكترونية كلفت الشركات البريطانية نحو 44 مليار إسترليني (55.08 مليار دولار) في السنوات الخمس الماضية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني (رويترز)

موظف بنك يخترق الحسابات المصرفية لمليوني وآلاف السياسيين والمشاهير في إيطاليا

اعتذر أحد البنوك في إيطاليا علناً بعد اعترافه بأن موظفاً تمكن من الوصول إلى حساب رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني.

«الشرق الأوسط» (روما)
الولايات المتحدة​ لوحة مفاتيح كمبيوتر مضاءة بواسطة رمز إلكتروني معروض في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في الأول من مارس 2017 (رويترز)

القضاء الأميركي يتهم 5 عسكريين روس بشن هجمات سيبرانية ضد أوكرانيا

وجّه القضاء الأميركي، اليوم (الخميس)، اتهامات لخمسة عسكريين روس بشنّ هجمات إلكترونية على بنى تحتية مدنية في أوكرانيا قبل الغزو الروسي لهذا البلد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق إيمان خليف (أ.ب)

إيمان خليف تقاضي ماسك ومؤلفة «هاري بوتر» بتهمة التنمر الإلكتروني

رفعت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف دعوى قضائية ضد جي كي رولينغ مؤلفة «هاري بوتر» والملياردير الأميركي إيلون ماسك بتهمة التنمر الإلكتروني.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.