الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين اتُهمت بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا» (رويترز)
الصين اتُهمت بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا» (رويترز)
TT

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين اتُهمت بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا» (رويترز)
الصين اتُهمت بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا» (رويترز)

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً.
أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام.
كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا».
بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء.
تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح الوصف: «لقد تمت كتابة القضية بالفعل في كتب التاريخ».
حصلت «هيئة الإذاعة البريطانية» على نسخة من الكتاب، الذي نشرته دار نشر الكتب المدرسية الرئيسية في البلاد. وتظهر المادة المرتبطة بـ«كورونا» في القسم الذي يعرض «التغييرات في الحياة الاجتماعية».
بجانب فقرة تصف زيادة الدخل الصيني، وتغيرات نمط الحياة منذ انفتاح البلاد في السبعينات، يذكر مربع نص «الحرب على كورونا».

وجاء في النص: «لقد تمسكت بلادنا بسيادة الشعب والحياة... حمت سلامة الناس وصحتهم إلى أقصى حد». وتابع «لقد حققنا إنجازات كبيرة في تنسيق الوقاية من الوباء ومكافحته».
بعد فترة وجيزة من بدء الوباء في عام 2020، تبنت الصين سياسة صارمة تسمح للسلطات بتنفيذ عمليات الإغلاق وإجبار الأشخاص على دخول معسكرات الحجر الصحي.
تم رفع غالبية القيود في ديسمبر (كانون الأول)، بعد احتجاجات واسعة النطاق في البلاد ضد هذه السياسة.
تعكس رواية الكتاب المدرسي إعلان القادة الصينيين الانتصار على الفيروس، لكن كثيراً من الناس يتساءلون عما إذا كان الشرح موضوعياً.
وعلق أحد مستخدمي «دويين»: «هل هناك أي ذكر لكيفية انتهاء الوباء؟»، حيث تمت مشاهدة فيديو «كتاب التاريخ المدرسي يتضمن الاستجابة للوباء» أكثر من 5 ملايين مرة.
وقال مستخدم آخر: «كيف يكون لديك الجرأة لكتابة ذلك؟»، وعلق شخص ثالث: «يبدو أن كل كلمة في تلك الصفحة تسخر من سنواتنا الثلاث المؤلمة».
وتدعي الصين أن لديها أحد أدنى معدلات وفيات «كوفيد - 19» في العالم.

وفقاً لبيانات «منظمة الصحة العالمية»، كان هناك 120 ألفاً و923 حالة وفاة في البلاد منذ 3 يناير (كانون الثاني) 2020.
اتُهمت الصين على نطاق واسع بعدم الإبلاغ عن وفيات «كورونا»، رغم الأدلة على امتلاء المستشفيات ومحارق الجثث.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم الفلبين تعلن عن «مواجهة» مع سفن صينية في بحر الصين الجنوبي

الفلبين تعلن عن «مواجهة» مع سفن صينية في بحر الصين الجنوبي

قال خفر السواحل الفلبيني، اليوم (الجمعة)، إنه دخل في مواجهة مع سفن صينية قامت «بمناورات خطيرة» في بحر الصين الجنوبي، في أحدث حلقات سلسلة من المواجهات البحرية المتوترة بين البلدين. ووقع الحادث بينما كان خفر السواحل ينفذ دوريات على مدى أسبوع في الممر المائي الاستراتيجي، وفي الوقت الذي كان يزور فيه وزير الخارجية الصيني تشين قانغ مانيلا في مطلع الأسبوع، للقاء نظيره الفلبيني والرئيس فرديناند ماركوس الابن. وتطالب الصين بالسيادة على معظم بحر الصين الجنوبي، الذي يمر عبره كل عام بضائع تُقدر بنحو 3 تريليونات دولار.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)

بثّ مباشر «بلا دراما» لزوجَي طيور يتقاسمان رعاية البيض

الطير المهيب يمتدّ جناحاه لـ3 أمتار (أ.ب)
الطير المهيب يمتدّ جناحاه لـ3 أمتار (أ.ب)
TT

بثّ مباشر «بلا دراما» لزوجَي طيور يتقاسمان رعاية البيض

الطير المهيب يمتدّ جناحاه لـ3 أمتار (أ.ب)
الطير المهيب يمتدّ جناحاه لـ3 أمتار (أ.ب)

شاهد آلاف المعجبين المتحمّسين برامج واقعية عن أزواج ينتظرون وصول مواليدهم الجدد، لكن نجمَي برنامج «رويال كام»، الذي يُعرَض موسمه العاشر حالياً، ليسا من الشخصيات الاجتماعية أو الباحثين عن الحبّ، وإنما طيرَا القطرس الملكي الشمالي (الباتروس)، وهي طيور بحرية مهيبة من نيوزيلندا ذات أجنحة تمتدّ لمسافة 3 أمتار.

ووفق وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، أُطلق البثّ المباشر طوال 24 ساعة لموسم تكاثُر هذه الطيور في منطقة رأس تاياروا الصخرية النائية بجزيرة نيوزيلندا الجنوبية، بهدف زيادة الوعي حول هذه الأنواع المهدَّدة بالانقراض، والتي شهد نمو أعدادها زيادة بطيئة على مدى عقود من إجراءات حفظ الأنواع المضنية. وقد شاهد ملايين الأشخاص هذا البثّ منذ انطلاقه عام 2016.

وقالت شارين بروني من إدارة الحفاظ على البيئة، التي عملت مع هذه الطيور لـ3 عقود: «قبل ذلك، كانت تصعب متابعة دورة حياة طيور القطرس؛ لأنها لا تطأ اليابسة إلا لـ15 في المائة من الوقت. لذلك توجَّب السفر مسافات طويلة لرؤية أحدها».

«رويال كام» نادراً ما يتضمَّن مواقف درامية (أ.ب)

زادت شهرة برنامج «رويال كام» بشكل كبير خلال جائحة «كورونا». فعلى صفحة التعليقات المزدحمة التي تستضيفها إدارة الحفاظ على البيئة في نيوزيلندا، يتتبَّع المعجبون المُخلصون مواقع الطيور عبر تطبيق، ويناقشون اللحظات المهمّة، ويستحدثون فنوناً مستوحاة من القطرس.

وفكرة تلفزيون الواقع الخالي من الدراما هذه تبدو بسيطة. ففي كل موسم، يختار حراس المحميات زوجين من القطرس ليكونا النجمَيْن. وتتبع كاميرا مثبتة في الرأس الطيور المُختارة؛ وَضْعها للبيض واحتضانه، ثم مرحلة الفقس بحلول فبراير (شباط)، فالنمو، حتى البلوغ والطيران.

على عكس برامج الواقع التي يظهر فيها الإنسان، فإنّ «رويال كام» نادراً ما يتضمَّن مواقف درامية؛ ذلك لأنّ طيور القطرس الملكية عادةً ما تتزاوج طوال حياتها. كما أنّ الحراس الذين يختارون الطيور التي سيتابعها المشاهدون كل موسم، يتجنّبون تلك ذات الطبيعة العدوانية أو الغاضبة أو التي تبيض للمرة الأولى.

أما الطيران اللذان اختيرا للموسم الحالي، فهما «RLK»؛ ذكر يبلغ 12 عاماً، و«GLG»؛ أنثى تبلغ 14 عاماً، وقد رُبّيا فرخَيْن من قبل، واسماهما مشتقّان من ألوان أشرطة يضعها الحراس على أرجلهما. قالت بروني: «إنهما زوجان في مرحلة الشباب نسبياً، لكنهما ليسا صغيرَيْن إلى درجة أنهما لا يعرفان ما يفعلانه».

طائر القطرس الملكي الشمالي يعيش طويلاً ويتكاثر ببطء (أ.ب)

تتطوَّر الأحداث ببطء، وهو ما يعدُّه كثير من المعجبين «متعة العرض»؛ إذ تمرُّ السحب ببطء، وتبحر السفن في الأفق، وتغيب الشمس بألوان ورديّة متوهّجة. وخلال شهر يناير (كانون الثاني)، يجلس أحد طيور القطرس على البيض. لكنّ المشاهدين المنتظمين يتوقّعون بعض اللحظات المميّزة، مرّة كل 10 أيام تقريباً، حين يعود الطائر الثاني إلى الراحة بعد التغذية في البحر ليحلَّ محل الطائر الآخر الذي يعتني بالعشّ. ومن بين أبرز اللحظات المفضَّلة، هبوط طيور القطرس المفاجئ، ورقصات التزاوج.

معجبون يصبحون أصدقاء

لم تزُر فرانس بيلير، وهي فنانة تعيش في مونتريال، نيوزيلندا من قبل، لكنها اكتشفت «رويال كام» للبثّ المباشر خلال الجائحة، وأحبَّت هذه الكائنات «الغامضة»، وأصبحت من المشاهدين الدائمين. تقول إنها ترى الطيور وكل مغامراتها وحياتها وكفاحها من أجل تربية صغارها.

استمرَّت أيضاً في المشاهدة بسبب المجتمع العالمي للمعلِّقين عبر التطبيق. فعلى عكس مواقع الإنترنت عادةً، تبدو التعليقات البالغة نحو 75 ألفاً مُشجِّعة وتعليمية للجميع.

تتطوَّر الأحداث ببطء... وهو ما يعدُّه معجبون «متعة العرض» (أ.ب)

وقائع...

كان موسما التكاثر الماضيان من الأكثر نجاحاً على الإطلاق بالنسبة إلى الطيور؛ إذ بلغ عدد فرخها 33 كل عام، وبات هناك أكثر من 60 زوجاً من الطيور القادرة على التكاثر في المستعمرة، بعدما بدأت إجراءات حفظ الأنواع عام 1937 بزوج واحد. لكن التقدُّم يبدو بطيئاً؛ فطائر القطرس الملكي الشمالي يعيش طويلاً ويتكاثر ببطء. وبعد أول رحلة له، يبقى الصغار في البحر بين 4 و10 سنوات. كما أنه يسافر حتى 118 ألف ميل في السنة، ثم يقضي نحو ثلاث سنوات في اختيار شريك، ويعيش حتى نحو 40 عاماً.

وتُعدُّ مستعمرة البرّ الرئيس في نيوزيلندا، وهي واحدة من 4 مواقع، موطناً لـ1 في المائة من الطيور البالغ عددها 170 ألفاً على مستوى العالم. وإذ أثبتت تدابير التكاثر نجاحها؛ تقول بروني إنّ الطيور أصبحت مهدَّدة أكثر من أي وقت بسبب التلوّث الناجم عن مخلّفات البلاستيك، والصيد الجائر، وارتفاع درجات حرارة البحار.

أما بيلير فقالت إنّ موت أحد الفراخ بسبب ابتلاعه البلاستيك عام 2023، جعلها تقلّل بشكل كبير من استخدام هذه المواد في منزلها، كما أنّ طائر القطرس الملكي أصبح جزءاً من عملها لكونها فنانة لنحت الحيوانات.

ووصفت البثّ المباشر من رأس تاياروا بأنه «مكان مهدّئ للأعصاب بشكل حقيقي». وأضافت: «هنا لا ترى سوى الأمور الإيجابية، وغالباً ما يقول المعلِّقون إنه أفضل مكان يمكن أن يكونوا فيه».