تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

الفرقاطة الفرنسية «فوندوميير» يرافقها زورق في مرفأ بمنطقة مترو مانيلا في الفلبين (رويترز - أرشيفية)
الفرقاطة الفرنسية «فوندوميير» يرافقها زورق في مرفأ بمنطقة مترو مانيلا في الفلبين (رويترز - أرشيفية)
TT

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

الفرقاطة الفرنسية «فوندوميير» يرافقها زورق في مرفأ بمنطقة مترو مانيلا في الفلبين (رويترز - أرشيفية)
الفرقاطة الفرنسية «فوندوميير» يرافقها زورق في مرفأ بمنطقة مترو مانيلا في الفلبين (رويترز - أرشيفية)

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية». وكتب: «لهذا السبب أدعو القوات البحرية الأوروبية للقيام بدوريات في مضيق تايوان؛ للإشارة إلى التزام أوروبا بحُرية الملاحة».

الصين تنتهك القانون البحري
ووفق التقرير، إذا أصر نائب رئيس المفوضية الأوروبية على «حرية الملاحة» هذه، فذلك لأن الصين تنتهكها بانتظام في المضيق. ففي 13 يونيو (حزيران) 2022، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، أن مضيق تايوان ليس مجالاً بحرياً دولياً، ولكن يجب إدراجه في المياه الإقليمية الصينية.

ومع ذلك، فإن القانون البحري واضح: تمتد المياه الإقليمية لبلد ما من الساحل حتى 12 ميلاً بحرياً (ما يزيد قليلاً على 22 كيلومتراً) من الشاطئ. وما بعد هذه المسافة تكون المنطقة الاقتصادية الخالصة للدولة، التي لا تمارس الدولة سيادتها عليها لكن لديها حقوق استغلالها (الاستفادة من مواردها). ونظراً لأن المسافة بين البر الرئيسي للصين وتايوان لا تقل عن 130 كيلومتراً، فإن الصين لا تملك سوى سلطة على مساحة صغيرة من المضيق. ورغم ذلك، دون أي أساس قانوني، تحاول ضم مضيق تايوان بأكمله في مياهها الإقليمية، حسب التقرير.

وأشار التقرير إلى أنه لهذا السبب رأى جوزيب بوريل أنه من المناسب تشجيع أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في مضيق تايوان، للإثبات للصين أن أوروبا تتمسك برغبتها في الوضع الراهن، في المضيق، وتعارض بشكل قاطع استخدام القوة (من الصين).

الحذر... والقدرة القليلة
تفسر عوامل عدة إحجام القوات البحرية الأوروبية عن الانخراط في المضيق. السبب الأكثر وضوحاً، وفق التقرير، يكمن في قدرات هذه القوات، حيث إن عدداً قليلاً جداً من البلدان في أوروبا لديه سفن عابرة للمحيطات... قادرة على الإبحار بعيداً عن قواعدها. وإذا كان لدى هذه الدول سفن، فغالباً ما يكون عددها قليلاً جداً.

بالإضافة إلى ذلك، فإن «الغالبية العظمى من الدول الأوروبية كانت منذ فترة طويلة غير مهتمة بقضايا المحيطين الهندي والهادئ، حتى لو كان هذا يتغير». وعامل آخر هو أن عدداً من الدول «لا تريد الإساءة إلى بكين». فالألمان، الذين لديهم القدرة، ربما يرفضون الذهاب إلى هناك (مضيق تايوان)؛ لتجنب وقوع حادث دبلوماسي (مع الصين). وهذا يعزز بشكل غير مباشر مواقف الصين.

ومع ذلك، فإن الانخراط في مضيق تايوان يقدم مكاسب عديدة للقوى البحرية في جميع أنحاء العالم. ويوضح التقرير: «يؤدي عبور المضيق إلى الحصول على معلومات استخباراتية وبيانات عن البيئة ومراقبة الجيش الصيني في المضيق». وفوق كل شيء، إنها طريقة سلمية «للدفاع عن القانون البحري» في منطقة متنازع عليها. لكن الإبحار في المضيق لا يزال عملاً متوازناً: يجب إرسال السفن لتأكيد حرية الملاحة، دون نشر أكثرها استراتيجية؛ حتى لا يُنظر إلى وجودها على أنه عمل عدواني.


مقالات ذات صلة

الخارجية الفرنسية تستدعي السفير الصيني احتجاجاً على تصريحاته عن أوكرانيا

العالم الخارجية الفرنسية تستدعي السفير الصيني احتجاجاً على تصريحاته عن أوكرانيا

الخارجية الفرنسية تستدعي السفير الصيني احتجاجاً على تصريحاته عن أوكرانيا

ما زالت تداعيات التصريحات التي أدلى بها لو شاي، السفير الصيني لدى فرنسا، في حديث لقناة إخبارية فرنسية مساء 21 أبريل (نيسان) الحالي، تتفاعل على المستويين الفرنسي والأوروبي، وتكاد تفضي إلى أزمة بين الدول الأوروبية والصين. وكان لو شاي قد شكك بانتماء شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014 إلى أوكرانيا.

ميشال أبونجم (باريس)
العالم «صدمة» فرنسية إزاء تصريحات السفير الصيني بشأن دول الاتحاد السوفياتي السابق

«صدمة» فرنسية إزاء تصريحات السفير الصيني بشأن دول الاتحاد السوفياتي السابق

عبرت فرنسا مساء (السبت)، عن «صدمتها» حيال تصريحات للسفير الصيني لديها نفى فيها أن تكون الدول المنبثقة عن الاتحاد السوفياتي تتمتع بسيادة، وشكك في انتماء شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا. واعتبر السفير الصيني لدى فرنسا لو شاي، في مقابلة مساء (الجمعة)، مع قناة «إل سي إي» التلفزيونية الفرنسية، أن دول الاتحاد السوفياتي السابق «ليس لها وضع فعلي في القانون الدولي، لأنه لا يوجد اتفاق دولي لتجسيد وضعها كدولة سيادية». وفيما يخص شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014، قال: «يعتمد الأمر على كيفية النظر إلى المشكلة. هناك تاريخ. كانت شبه جزيرة القرم في البداية لروسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ أوروبان يؤيد تصريحات ماكرون حول الصين

أوروبان يؤيد تصريحات ماكرون حول الصين

أكد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان، اليوم (الجمعة)، تأييده لتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول تايوان، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. قال ماكرون الذي زار الصين الأسبوع الماضي، في مقابلة، نهاية الأسبوع، إنّ أوروبا لا ينبغي أن تكون «تابعاً» لواشنطن أو بكين فيما يتعلق بقضية تايوان. وتمسّك الرئيس الفرنسي بتصريحاته التي أثارت جدلاً قائلاً خلال زيارته لأمستردام، الأربعاء، إنّ التحالف مع الولايات المتحدة لا يعني «التبعية» لها. وقال أوروبان في خطابه الإذاعي الأسبوعي، «الرئيس الفرنسي يبحث عن شركاء محتملين، وليس عن أعداء.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
العالم وزيرة خارجية ألمانيا من بكين: الأوروبيون موحّدون في سياستهم تجاه الصين

وزيرة خارجية ألمانيا من بكين: الأوروبيون موحّدون في سياستهم تجاه الصين

أكّدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال زيارة إلى بكين اليوم (الخميس)، أنّ الأوروبيين موحّدون في سياستهم تجاه الصين، وذلك ردّاً على اللغط الذي أثارته تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن تايوان. ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، قالت بيربوك خلال مؤتمر صحافي في تيانجين في مستهلّ زيارتها الأولى إلى الصين، إنّ «موقفنا ليس موقفاً مشتركاً فحسب، لأنّه حين نتقاسم سوقاً مشتركة لا يمكن أن تكون لدينا مواقف مختلفة تجاه أكبر شريك تجاري للاتّحاد الأوروبي».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ أوساط دبلوماسية: كلمة رئيسة المفوضية «تطمين لواشنطن» بأن بروكسل لا تغرد خارج السرب الغربي

أوساط دبلوماسية: كلمة رئيسة المفوضية «تطمين لواشنطن» بأن بروكسل لا تغرد خارج السرب الغربي

بعد ساعات على التصريحات التي أدلت بها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وأكّدت فيها أن مستقبل العلاقات الأوروبية الصينية مرهون بموقف بكين من الحرب الدائرة في أوكرانيا، نشر المكتب الإعلامي، التابع لها، ما وصفه بأنه «النص الكامل» للمحاضرة التي ألقتها، في «المركز الأوروبي للدراسات الصينية»، والذي يتضمّن انتقادات قاسية واتهامات غير مسبوقة للصين، وذلك عشيّة الزيارة المهمة التي ستقوم بها، مطلع الأسبوع المقبل، إلى بكين في معيّة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعقبها زيارة للمسؤول عن السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل. ورأت أوساط دبلوماسية مطّلعة في بروكسل أن هذه التصريحات «الجديدة» ل

شوقي الريّس (بروكسل)

لافروف: على فريق ترمب أن يتحرك أولاً نحو تحسين العلاقات مع موسكو

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (د.ب.أ)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (د.ب.أ)
TT

لافروف: على فريق ترمب أن يتحرك أولاً نحو تحسين العلاقات مع موسكو

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (د.ب.أ)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الخميس، إن روسيا مستعدة للعمل مع الإدارة الأميركية المقبلة بقيادة دونالد ترمب لتحسين العلاقات إذا كانت الولايات المتحدة لديها نوايا جادة لذلك، لكن الأمر متروك لواشنطن لاتخاذ الخطوة الأولى.

ووفقاً لـ«رويترز»، يصف ترمب، الذي سيعود رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني)، نفسه بأنه صانع صفقات منقطع النظير، وتعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، لكنه لم يحدد كيفية تحقيق ذلك بخلاف إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالموافقة على وقف القتال.

وقال مبعوث ترمب إلى أوكرانيا اللفتنانت المتقاعد، كيث كيلوغ، لشبكة «فوكس نيوز»، في 18 ديسمبر (كانون الأول)، إن كلا الجانبين مستعدان لمحادثات السلام، وإن ترمب في وضع مثالي لتنفيذ صفقة لإنهاء الحرب.

وقال لافروف للصحافيين في موسكو: «إذا كانت الإشارات المقبلة من الفريق الجديد في واشنطن لاستعادة الحوار الذي قاطعته واشنطن بعد بدء عملية عسكرية خاصة (الحرب في أوكرانيا) جادة، فبالطبع سنرد عليها».

وقال لافروف وزير الخارجية لأكثر من 20 عاماً: «لكن الأميركيين قطعوا الحوار، لذا يتعين عليهم اتخاذ الخطوة الأولى».

وخلف غزو روسيا لأوكرانيا في 2022 عشرات الآلاف من القتلى، وشرد الملايين من الناس، وأثار أكبر قطيعة في العلاقات بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962.

ويقول مسؤولون أميركيون إن روسيا دولة استبدادية فاسدة تشكل أكبر تهديد للولايات المتحدة، وتدخلت في الانتخابات الأميركية، وسجنت مواطنين أميركيين بتهم كاذبة، ونفذت حملات تخريب ضد حلفاء الولايات المتحدة.

في حين يقول مسؤولون روس إن قوة الولايات المتحدة آخذة في التدهور، تجاهلت مراراً مصالح روسيا منذ تفكك الاتحاد السوفيتي في 1991، بينما زرعت الفتنة داخل روسيا في محاولة لتقسيم المجتمع الروسي وتعزيز المصالح الأميركية.