أوساط دبلوماسية: كلمة رئيسة المفوضية «تطمين لواشنطن» بأن بروكسل لا تغرد خارج السرب الغربي

يُتوقع أن تكون تصريحاتها نذيراً لمفاوضات صعبة جداً في بكين وقد تعود خاوية الوفاض من العاصمة الصينية

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين (أ.ف.ب)
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين (أ.ف.ب)
TT

أوساط دبلوماسية: كلمة رئيسة المفوضية «تطمين لواشنطن» بأن بروكسل لا تغرد خارج السرب الغربي

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين (أ.ف.ب)
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين (أ.ف.ب)

بعد ساعات على التصريحات التي أدلت بها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وأكّدت فيها أن مستقبل العلاقات الأوروبية الصينية مرهون بموقف بكين من الحرب الدائرة في أوكرانيا، نشر المكتب الإعلامي، التابع لها، ما وصفه بأنه «النص الكامل» للمحاضرة التي ألقتها، في «المركز الأوروبي للدراسات الصينية»، والذي يتضمّن انتقادات قاسية واتهامات غير مسبوقة للصين، وذلك عشيّة الزيارة المهمة التي ستقوم بها، مطلع الأسبوع المقبل، إلى بكين في معيّة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعقبها زيارة للمسؤول عن السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل.
ورأت أوساط دبلوماسية مطّلعة في بروكسل أن هذه التصريحات «الجديدة» لرئيسة المفوضية موجَّهة لتطمين واشنطن بأن الاتحاد الأوروبي ليس في وارد التغريد خارج السرب الغربي، فيما يخصّ البعد الاستراتيجي للعلاقات مع الصين، وقد تكون أيضاً نتيجة عدم تجاوب بكين مع الرغبة الأوروبية في تحديد جدول أعمال المحادثات التي ستُجرى، الأسبوع المقبل، في العاصمة الصينية.
واتهمت فون دير لاين الصين بأنها تسعى إلى تغيير النظام العالمي لفرض هيمنتها عليه، وأنها تلجأ لاستخدام أدوات القمع الاقتصادي والتجاري وسياسات التضليل الإعلامي لتحقيق مآربها. وقالت إن الرئيس الصيني شي جينبينغ يتطلع إلى تغيير بنيوي للنظام الدولي تكون الصين محوره ونقطة ارتكازه، واتهمته بأنه يسعى لنظام بديل تخضع فيه حقوق الفرد للسيادة القومية، والحقوق المدنية والسياسية للاعتبارات الأمنية والاقتصادية؛ «أي أنه يريد للصين أن تكون الدولة الأقوى في العالم»، على حد قولها.
ودعت رئيسة المفوضية لإعادة التوازن إلى العلاقات الأوروبية الصينية، واستخدام «وسائل دفاعية جديدة» لقطاع الصناعة والأمن في أوروبا. وقالت إن الاتحاد بصدد إنجاز حزمة جديدة من التدابير لمراقبة الاستثمارات الأوروبية في قطاعات استراتيجية خارج بلدان الاتحاد، من المنتظر أن تكون جاهزة قبل نهاية العام الحالي. وأوضحت أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى وضع شروط واضحة للاستثمارات في بعض القطاعات التكنولوجية الحساسة التي من شأنها أن تشكّل تهديداً للأمن الأوروبي.
وقالت فون دير لاين إن رؤوس الأموال والمعارف والخبرات الأوروبية يجب ألا تُستخدم لتعزيز القدرات العسكرية والاستخباراتية للبلدان التي تُعدّ منافِسة بنيوية للاتحاد.
وألمحت إلى أن الظرف الراهن ليس مواتياً لإعادة فتح المفاوضات حول الاتفاق الصيني الأوروبي بشأن الاستثمارات، والذي كان البرلمان الأوروبي قد جمّده، في عام 2021، وعاد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ليشير مؤخراً إلى احتمال إحيائه.
وقالت رئيسة المفوضية: «ثمة اختلال واضح في توازن علاقاتنا الثنائية بسبب الانحرافات الناجمة عن رأسمالية الدولة في الصين». وتُعدّ فون دير لاين من أشدّ المنتقدين للصين بين كبار المسؤولين في المؤسسات الأوروبية، ومن أقربهم إلى المواقف الأميركية، والأكثر تحذيراً من عواقب الاعتماد المفرط على الصين.
وكانت فون دير لاين قد وصفت، في تصريحاتها الأولى، خطة السلام التي طرحها الرئيس الصيني لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بأنها غير قابلة للتطبيق؛ لأنها لا تدعو إلى انسحاب القوات الروسية، وتكرّس احتلال المناطق الأوكرانية، وانتقدت العلاقة الوثيقة التي تربط شي جينبينغ بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويتوقع مراقبون دبلوماسيون في بروكسل أن تكون هذه التصريحات لرئيسة المفوضية نذيراً لمفاوضات صعبة جداً، الأسبوع المقبل، في بكين، وأن فون دير لاين قد تعود خاوية الوفاض من العاصمة الصينية، إلى جانب الرئيس الفرنسي الذي يواجه وضعاً حرِجاً على الجبهة الداخلية.
تجدر الإشارة إلى أن الزيارات التي قام بها مسؤولون أوروبيون مؤخراً إلى الصين، مثل المستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس المجلس الأوروبي، لم تثمر أي نتائج ملموسة، ولم تساعد على توضيح الموقف الحقيقي للصين من الحرب الدائرة في أوكرانيا، وإلى أي مدى هي مستعدة للذهاب في علاقاتها مع موسكو.
ولأن رئيسة المفوضية تدرك جيداً أنه لا توجد جبهة أوروبية موحدة بالنسبة للعلاقات مع الصين، وأن الموضوع معقد جداً ومثير للشقاق داخل الاتحاد، شددت على ضرورة الاتحاد في اعتماد سياسة حازمة حيال بكين، وتنسيقها بشكل وثيق بين الدول الأعضاء والمؤسسات الأوروبية، والحرص على تفادي مناورات «فرّق تسد» الصينية. لكنها اعترفت أيضاً بأن فك الارتباط الاقتصادي والتجاري مع الصين غير وارد، وأن الهدف هو احتواء المخاطر في التعامل مع دولة بلغ حجم المبادلات التجارية معها 795 مليار دولار في عام 2021.
إلى جانب ذلك، وفي حين يسعى الاتحاد الأوروبي إلى وضع سياسة صناعية جديدة تحول دون الاعتماد المفرط على مصدر خارجي واحد للحصول على المواد والمعادن الأساسية لتطوير التكنولوجيات الجديدة، ينهج معظم قادة البلدان الأعضاء في الاتحاد؛ من شولتس إلى ماكرون وسانشيز، سياسة أكثر براغماتية تجاه الصين التي تشكّل سوقها شرياناً حيوياً للاقتصادات الأوروبية، التي تواجه، منذ سنوات، صعوبات متزايدة في الحفاظ على معدلات كافية للنمو، فيما تلوح في الأفق بوادر انكماش تغذيها الانتكاسات المالية الأخيرة، واحتمالات إطالة الحرب في أوكرانيا، لكن يبدو أن فون دير لاين مصممة على المضي في خطاب المواجهة مع الصين، التي قالت إنها أصبحت «أشدّ قمعاً في الداخل، وأكثر عدوانية في الخارج»، مؤكدة أنها ستطرح، في محادثاتها مع القادة الصينيين، الوضع في تايوان، وانتهاكات حقوق الإنسان للأقليات الدينية والعِرقية، والتدابير الاقتصادية التي اتخذتها بكين ضد ليتوانيا.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم الاتحاد الأوروبي يخطّط لإنتاج مليون قذيفة سنوياً وأوكرانيا تستنزف الذخيرة

الاتحاد الأوروبي يخطّط لإنتاج مليون قذيفة سنوياً وأوكرانيا تستنزف الذخيرة

سيطرح الاتحاد الأوروبي خطة لتعزيز قدرته الإنتاجية للذخائر المدفعية إلى مليون قذيفة سنوياً، في الوقت الذي يندفع فيه إلى تسليح أوكرانيا وإعادة ملء مخزوناته. وبعد عقد من انخفاض الاستثمار، تُكافح الصناعة الدفاعية في أوروبا للتكيّف مع زيادة الطلب، التي نتجت من الحرب الروسية على أوكرانيا الموالية للغرب. وتقترح خطّة المفوضية الأوروبية، التي سيتم الكشف عنها (الأربعاء)، استخدام 500 مليون يورو من ميزانية الاتحاد الأوروبي لتعزيز إنتاج الذخيرة في التكتّل. وقال مفوّض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية، تييري بريتون: «عندما يتعلّق الأمر بالدفاع، يجب أن تتحوّل صناعتنا الآن إلى وضع اقتصاد الحرب». وأضاف: «أنا واث

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد الاتحاد الأوروبي يمدد لمدة عام تعليق الرسوم الجمركية على الواردات الأوكرانية

الاتحاد الأوروبي يمدد لمدة عام تعليق الرسوم الجمركية على الواردات الأوكرانية

أعطت حكومات الدول الـ27 موافقتها اليوم (الجمعة)، على تجديد تعليق جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأوكرانية الصادرة إلى الاتحاد الأوروبي لمدة عام، حسبما أعلنت الرئاسة السويدية لمجلس الاتحاد الأوروبي. كان الاتحاد الأوروبي قد قرر في مايو (أيار) 2022، تعليق جميع الرسوم الجمركية على الواردات الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي لمدة عام، لدعم النشاط الاقتصادي للبلاد في مواجهة الغزو الروسي. وتبنى سفراء الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في بروكسل قرار تمديد هذا الإعفاء «بالإجماع».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

حذّر الكرملين اليوم (الأربعاء)، من أن روسيا قد توسّع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة مؤقتة لأصولها في روسيا، غداة توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرسوم وافق فيه على الاستيلاء على مجموعتَي «فورتوم» و«يونيبر». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين: «إذا لزم الأمر، قد توسّع قائمة الشركات. الهدف من المرسوم هو إنشاء صندوق تعويضات للتطبيق المحتمل لإجراءات انتقامية ضد المصادرة غير القانونية للأصول الروسية في الخارج».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

أوستن إلى الهند لبحث التعاون الدفاعي والصين

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (إ.ب.أ)
TT

أوستن إلى الهند لبحث التعاون الدفاعي والصين

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (إ.ب.أ)

يبدأ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن غداً (الأحد)، زيارة للهند تستغرق يومين يبحث خلالها سبل توسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية الثنائية، قبل زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي المرتقبة لواشنطن.

ونقلت وكالة «برس تراست أوف إنديا»، اليوم (السبت)، عن مصادر مطلعة، أن وزيري دفاع الهند راجناث سينغ، والولايات المتحدة لويد أوستن، سوف يبحثان عدداً من مشروعات التعاون الجديدة في مجال الدفاع، والتي من المتوقع الكشف عنها بعد مباحثات مودي المقررة بعد أكثر من أسبوعين مع الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن.

وأشارت المصادر إلى أنه من المرجح أن يتصدر جدول أعمال المباحثات بين سينغ وأوستن يوم الاثنين، السلوك الصيني العدواني في منطقة الهند والباسيفيك، وعلى طول خط السيطرة الفعلي، إلى جانب سبل مواجهة تهديدات الإرهاب.


أوستن يؤكد أهمية المحادثات الأميركية - الصينية لتفادي الصراع

بث مباشر لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في «شانغري-لا» في سنغافورة (إ.ب.أ)
بث مباشر لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في «شانغري-لا» في سنغافورة (إ.ب.أ)
TT

أوستن يؤكد أهمية المحادثات الأميركية - الصينية لتفادي الصراع

بث مباشر لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في «شانغري-لا» في سنغافورة (إ.ب.أ)
بث مباشر لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في «شانغري-لا» في سنغافورة (إ.ب.أ)

أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (السبت)، عن قلقه الشديد إزاء عدم استعداد الصين للمشاركة في إدارة الأزمة العسكرية بين البلدين، مؤكداً أهمية المحادثات لتفادي وقوع أي صراع.

ووصلت العلاقة بين الولايات المتحدة والصين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود؛ إذ يظل البلدان منقسمين بشدة حول كل شيء بدءاً من مسألة سيادة تايوان وحتى قضايا التجسس والنزاعات على السيادة في بحر الصين الجنوبي.

وقال أوستن خلال حديثه في أبرز قمة أمنية في آسيا، إن فتح خطوط التواصل بين القادة العسكريين من الولايات المتحدة والصين ضروري لتعزيز الوقاية من وقوع صراعات ولترسيخ الاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وذكر أوستن خلال أحد اجتماعات حوار «شانغري-لا»؛ التجمع الأمني الأبرز في آسيا، بدولة سنغافورة: «أنا قلق بشدة بسبب عدم استعداد جمهورية الصين الشعبية للمشاركة بجدية أكبر حول وضع آليات أفضل لإدارة الأزمة بين جيشينا».

وأضاف أوستن: «كلما تحدثنا أكثر، زاد تمكننا من تفادي حالات سوء الفهم وسوء التقدير التي ربما تؤدي إلى أزمة أو صراع».

ورفض وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو قبل أيام تلبية دعوة للاجتماع مع أوستن خلال القمة الأمنية، وسيلقي لي؛ الجنرال الذي يخضع لعقوبات أميركية، خطابه غداً (الأحد).

وتعليقاً على تصريحات أوستن، قال مسؤول كبير في جيش التحرير الشعبي الصيني اليوم السبت إن بكين تعارض بشدة تصريحات وزير الدفاع الأميركي. وأضاف اللفتنانت جنرال جينغ جيان فنغ أيضا أن بكين تؤكد سيادتها غير القابلة للجدل على جزر في بحر الصين الجنوبي والمياه المجاورة.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد قالت إن الوزيرين تصافحا أمس (الجمعة) على هامش المؤتمر، لكنهما لم يجريا محادثات مستفيضة.

وقال أوستن: «المصافحة الودية على العشاء لا غنى عنها في المشاركة البناءة».

وأضاف: «لا تسعى الولايات المتحدة إلى حرب باردة جديدة. لا بد ألا تتحول المنافسة إلى صراع».

وقال ليو بنغ يو المتحدث باسم سفارة الصين في واشنطن أمس في بيان عبر البريد الإلكتروني، إن التواصل بين الصين والولايات المتحدة سيفضي إلى تفاهم مشترك أكبر.

وأضاف: «لكن الولايات المتحدة تقول الآن إنها تريد التحدث مع الجانب الصيني، في حين تسعى لقمع الصين من خلال جميع السبل الممكنة ومواصلة فرض عقوبات على مسؤولين صينيين ومؤسسات وشركات صينية».

لويد أوستن خلال حديثه في أبرز قمة أمنية في آسيا (أ.ب)

صراع تايوان

إحدى أكثر القضايا الأمنية الشائكة بين القوتين العظميين هي قضية مستقبل تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي والتي تريد بكين إخضاعها لحكمها.

وتتزايد مخاوف من أن الصين ربما تغزو تايوان مع دخول الولايات المتحدة في أي صراع ربما يحدث.

وقال أوستن إن الولايات المتحدة «ملتزمة بشدة» بالحفاظ على الوضع الراهن في تايوان ومعارضة التغييرات أحادية الجانب الصادرة من أي من الطرفين.

وأضاف: «ليس الصراع وشيكاً ولا محتوماً. الردع قوي اليوم ووظيفتنا هي الحفاظ عليه بذلك الشكل».


بايدن: اتفاق سقف الدين انتصار كبير لاقتصادنا وللشعب الأميركي

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

بايدن: اتفاق سقف الدين انتصار كبير لاقتصادنا وللشعب الأميركي

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه سيوقع اليوم السبت إجراء يجيز زيادة الاقتراض الحكومي الأميركي، ما يبعد التهديد «الكارثي» بالتخلف عن السداد الذي خيم على أكبر اقتصاد في العالم، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال بايدن مخاطبا الأمة من المكتب البيضاوي «سأوقع غدا»، مضيفا «ما من شيء سيكون أكثر انعداما للمسؤولية وما من شيء سيكون أكثر كارثية» من التخلف عن السداد.

واستغل بايدن أول خطاب له في المكتب البيضاوي في فترة رئاسته لإعلان النصر بعد أن أقر مجلسا الكونغرس اتفاقا بين الحزبين لرفع سقف الديون، مما حال دون التخلف عن سداد الديون وحدوث فوضى اقتصادية.

وأشاد الرئيس بالمفاوضين الجمهوريين والديمقراطيين وأثنى على رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي لعمله معه لإتمام الاتفاق، الذي أبرمه الرجلان قبل أيام فقط من نفاد أموال وزارة الخزانة لدفع فواتير البلاد، حسبما أفادت صحيفة «لوس أنجليس تايمز».

ولكن حتى عندما شكر خصومه السياسيين، سارع بايدن إلى كشف اختلافه معهم. وأشار إلى دعوات الجمهوريين السابقة لخفض الضمان الاجتماعي وبرنامج «ميدي كير» للرعاية الطبية، وانتقد التخفيضات المقترحة لبرنامج «ميدي كيد» واستثمارات الطاقة النظيفة وتمويل دائرة الإيرادات الداخلية، التي تشرف على جمع الضرائب.

وكان أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي صوتوا لصالح رفع سقف الدين الفدرالي الخميس، في ختام مفاوضات مضنية لإبعاد شبح تخلّف كارثي عن سداد الديون قبل أربعة أيام فقط من المهلة النهائية.

وحذّر خبراء اقتصاد من أن الولايات المتحدة قد لا تكون قادرة على سداد فواتيرها بحلول يوم الاثنين، ما لا يترك أي مجال للتأخر في تطبيق «قانون المسؤولية المالية» الذي يمدد سلطة الاقتراض الحكومية إلى العام 2024 مع خفض الإنفاق الفدرالي.

ومرر مجلس الشيوخ الإجراء الذي توصل إليه بايدن مع الجمهوريين بغالبية مريحة (63 مقابل 36 صوتا) غداة إقراره في مجلس النواب.

وقال بايدن في بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعي «لا أحد يحصل على كل ما يرغب به في المفاوضات، لكن تأكدوا من أن هذا الاتفاق بين الحزبين يشكّل انتصارا كبيرا لاقتصادنا والشعب الأميركي».

بدوره، شدد زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر على أن البلاد بات بإمكانها «تنفّس الصعداء» بعد تجنّبها انهيارا اقتصاديا «كارثيا».

وتابع «لكن بعد الصعوبات الكثيرة التي استغرقها الوصول إلى هذه المرحلة، من الجيد لهذا البلد أن الحزبين اتفقا أخيرا من أجل تجنّب التخلف عن السداد».

ووضع مشروع القانون الذي سيُرفع الآن إلى بايدن ليوقّعه كي يصبح قانونا نافذا، حدا للسجالات بين قادة وأعضاء الحزبين والتي بقيت تهدد إقراره في ظل خلافات استمرت حتى اللحظات الأخيرة على التفاصيل.

وقضى القادة الديمقراطيون شهورا وهم يركّزون على الفوضى التي كان لأول تخّلف عن السداد في التاريخ ليتسبب بها، بما في ذلك خسارة ملايين الوظائف وثروات عائلات بقيمة 15 تريليون دولار، فضلا عن ازدياد تكاليف الرهون العقارية وغير ذلك من أشكال الاستدانة.

«وضع سيئ»

جاءت الأحداث في وقت متأخر ليل الخميس بعد سلسلة عمليات تصويت فاشلة على تعديلات طالب بها الجمهوريون خصوصا، والذين هددوا في مرحلة ما بتعطيل العملية، لتستمر خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وعرض أعضاء مجلس الشيوخ 11 تعديلا على النص الواقع في 99 صفحة، إذ عارض كثيرون مستويات التمويل لمشاريع مهمة بالنسبة إليهم - من ضبط الحدود والتجارة مع الصين وصولا إلى الضرائب والبيئة. وبالتالي، استدعت كل مسألة من هذه المسائل التصويت عليها.

وفي إحدى المراحل، شعر المتشددون في مجال الدفاع بعدم الرضا حيال الحد من إنفاق البنتاغون.

وفي نهاية المطاف، قبلوا بتمريره بعدما حصلوا على تعهّد بقانون منفصل يخصص أموالا نقدية للدفاع عن أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي ودعم مصالح الأمن القومي الأميركي في الشرق الأوسط وفي مواجهة ازدياد التحرّكات العدائية الصينية حيال تايوان.

وقال السيناتور الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية ليندسي غراهام «بصيغته الحالية، يضع مشروع القانون هذا جيشنا في وضع سيئ... تعد الأموال الأهم التي نخصصها كل عام في الموازنة تلك المكرسة لحماية الولايات المتحدة ومصالحنا والدفاع عنهما».

تنفق الولايات المتحدة أموالا تتجاوز تلك التي تجمعها من الضرائب، لذا فإنها تستدين المال عبر إصدار سندات حكومية، تعد الاستثمارات الأكثر جدارة بالثقة في العالم.

وقبل حوالي 80 عاما، وضع النواب حدا للدين الفدرالي الذي يمكن مراكمته.

«يسمم الأجواء السياسية»

وتم رفع السقف أكثر من مائة مرة منذ ذاك الوقت للسماح للحكومة بالإيفاء بالتزاماتها المرتبطة بالإنفاق، عادة من دون أي صخب وبدعم الديمقراطيين والجمهوريين وبات حاليا عند حوالي 31.5 تريليون دولار.

ويرى الحزبان أن رفع سقف الدين أمر يسمم الأجواء السياسية، رغم إقرارهما بأن الفشل في القيام بذلك سيدخل الاقتصاد الأميركي في كساد ويؤدي إلى اضطراب الأسواق العالمية مع عدم تمكن الحكومة من سداد ديونها.

وأمل الجمهوريون في استخدام التمديد سلاحا ضد ما يعتبرونها مبالغة الديمقراطيين في الإنفاق قبيل انتخابات 2024 الرئاسية، رغم أن زيادة سقف الدين لا تغطي إلا الالتزامات التي قدمها الحزبان بالفعل.

ووصف رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي الاتفاق الذي قضى أسابيع يتفاوض عليه، بالانتصار الكبير للمحافظين، رغم أنه واجه انتقادات من اليمينيين المتشددين الذين رأوا فيه تنازلات كثيرة فيما يتعلق بخفض الإنفاق.

ونقصه صوت واحد من الأصوات الـ150 التي تعهّد بكسبها في المجلس (ثلثا كتلته) فيما كافح لمواجهة تمرّد يميني واحتاج إلى مساعدة الديمقراطيين لرفع مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ.

أما بايدن، فيرى أن التصويت يشكل انتصارا مهما له إذ نجح في حماية كل أولوياته الداخلية تقريبا من خفض الإنفاق الكبير الذي هدد به الجمهوريون.

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن «هذا التشريع يحمي الثقة الكاملة في الولايات المتحدة وصدقيتها ويحفظ دورنا القيادي ماليا، وهو أمر أساسي من أجل نمونا الاقتصادي واستقرارنا».


أول مناظرة بين المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأميركية في 23 أغسطس

نيكي هايلي في لقاء انتخابي بمدينة بدفورد في ولاية نيو هامبشير (أ.ب)
نيكي هايلي في لقاء انتخابي بمدينة بدفورد في ولاية نيو هامبشير (أ.ب)
TT

أول مناظرة بين المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأميركية في 23 أغسطس

نيكي هايلي في لقاء انتخابي بمدينة بدفورد في ولاية نيو هامبشير (أ.ب)
نيكي هايلي في لقاء انتخابي بمدينة بدفورد في ولاية نيو هامبشير (أ.ب)

يتواجه المرشحون الجمهوريون للانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2024 في مناظرة أولى تقام في 23 غسطس (آب) في ولاية ويسكونسن، وفق ما أعلن الحزب الجمعة.

وتطول قائمة المرشحين الساعين الى قطع الطريق على الرئيس السابق دونالد ترمب، وأبرزهم حتى الآن رون ديسانتيس ونيكي هايلي وتيم سكوت.

السناتور تيم سكوت (إ.ب.أ)

وليتمكنوا من المشاركة في المناظرة، على المرشحين أن يفوا بسلسلة معايير (استطلاعات وجمع تبرعات...)، على أن يلتزموا جميعا دعم المرشح الجمهوري الذي يختاره الحزب في نهاية المطاف.

وإذا كان عدد المرشحين كبيرا، يمكن تنظيم مناظرة ثانية في 24 أغسطس، وفق ما أعلنت رئيسة الحزب رونا مكدانييل.

والفائز في هذه الانتخابات التمهيدية سيواجه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 المرشح الذي يختاره الحزب الديمقراطي، وسيكون على الأرجح الرئيس جو بايدن.

ولم يكن اختيار ميلووكي، كبرى مدن ويسكونسن، لتستضيف هذه المناظرة من باب الصدفة. فهذه الولاية في منطقة البحيرات العظمى عادة ما تشهد تنافساً حاداً بين الجمهوريين والديمقراطيين في كل استحقاق انتخابي. وقد فاز فيها الرئيس الديمقراطي عام 2020 بفارق ضئيل.


بلينكن إلى السعودية لحضور اجتماع تحالف «هزيمة داعش»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

بلينكن إلى السعودية لحضور اجتماع تحالف «هزيمة داعش»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

من المرتقب أن يسافر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى المملكة العربية السعودية من 6 يونيو (حزيران) الحالي وحتى 8 منه، حين يترأس مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في الرياض، الاجتماع الوزاري للتحالف العالمي لهزيمة «داعش».

وأفاد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شبه الجزيرة العربية دانيال بن نعيم، بأن الزيارة تعكس «الجهد المهم الذي يوفر فرصة للمشاركة عبر مجموعة واسعة من القضايا». وأضاف أن كبير الدبلوماسيين الأميركيين سيعقد اجتماعاً وزارياً آخر مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي التي تتعاون معهم الولايات المتحدة في «مجموعة من القضايا لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي وخفض التصعيد والتكامل بمنطقة الخليج والشرق الأوسط وخارجها». وأوضح أن بلينكن «سيتشاور مع القادة السعوديين حول مجموعة من الأولويات الثنائية الإقليمية والعالمية»، مشيراً إلى مشاركة المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن «بشكل مكثف في الآونة الأخيرة مع نظرائهم السعوديين بشأن السودان، بين قضايا أخرى». ووصف دور المملكة العربية السعودية بأنه «مهم في الدبلوماسية هناك وفي الجهود الإنسانية وجهود الإجلاء»، علماً بأنه على «نطاق أوسع، كانت المملكة العربية السعودية شريكنا الاستراتيجي لمدة 8 عقود عبر الإدارات الأميركية» المتعاقبة. وقال: «نحن نواصل التشاور والتعاون في مجموعة واسعة من القضايا. ولدينا قدر كبير من العمل لنفعله معاً»، وذلك «يشمل إنهاء الحرب في اليمن، حيث ساعد الدعم الأميركي والسعودي لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة في تسهيل 14 شهراً من خفض العنف بشكل كبير، وزيادة وصول المساعدات الإنسانية»، فيما يمثل «أهدأ فترة منذ بدء الحرب قبل أكثر من 8 سنوات».

وأفاد بن نعيم أيضاً بأن ذلك «يشمل دعم المملكة العربية السعودية لأوكرانيا، الذي يتضمن 410 ملايين دولار مساعدات حيوية وزيارات ثنائية رفيعة المستوى من قادة البلدين». وأضاف أن «لدينا مجالات جديدة للتعاون مثل التكنولوجيا والاتصالات، بما في ذلك (...) التعاون المتطور في تقنيات الجيلين الخامس والسادس من الاتصالات، والتعاون في مجال الطاقة بالفضاء»، مشيراً إلى أن «وجود رائدة فضاء سعودية، وهي أول امرأة مسلمة تزور الفضاء، أطلق بالشراكة مع الولايات المتحدة، فيما يدل على طموحنا المشترك لتوسيع نطاق عملنا معاً في مجالات جديدة، وكل ما هو ناجح يمكن أن يحقق فوائد تتجاوز بلدينا». وتحدث عن «تركيزنا على التكامل الإقليمي والبنية التحتية» بما في ذلك من خلال «عملية الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي مع العراق وبقية المنطقة»، داعياً إلى «الاستفادة من اللحظة الحالية المليئة بالحوار والعلاقات الجديدة والعلاقات المعدلة لتشجيع جهود جيراننا للتواصل مع بعضهم وربط جهود المنطقة بالعالم الأوسع وبطرق جديدة مهمة».

وكذلك قال: «نحن نعمل على تعميق الشراكات التجارية التي تفيد مئات الآلاف من العمال الأميركيين»، مضيفاً أن «صفقة بوينغ مع المملكة العربية السعودية التي أعلنت في مارس (آذار)، والتي تقدر قيمتها بنحو 37 مليار دولار ستدعم أكثر من 140 ألف وظيفة في كل أنحاء الولايات المتحدة»، وأن التعاون الدفاعي الأميركي - السعودي «لا يزال قوياً، وتظل علاقتنا الأمنية مع المملكة العربية السعودية حجر الأساس لنهجنا في الدفاع والأمن الإقليميين وحماية أكثر من 80 ألف مواطن أميركي يعيشون ويعملون في المملكة». ولفت إلى أن «مئات الآلاف من السعوديين درسوا في جامعات أميركية خلال العقود القليلة الماضية. هذه العلاقات التعليمية من أهم الاستثمارات التي يمكننا القيام بها معاً في المستقبل، وسنتطلع إلى البناء عليها».


واشنطن منفتحة على التفاوض مع موسكو وبكين للحد من الأسلحة النووية

سوليفان يرد على أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي (رويترز)
سوليفان يرد على أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي (رويترز)
TT

واشنطن منفتحة على التفاوض مع موسكو وبكين للحد من الأسلحة النووية

سوليفان يرد على أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي (رويترز)
سوليفان يرد على أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي (رويترز)

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها على استعداد لبدء محادثات «دون شروط مسبقة» مع روسيا بشأن خطوات للحد من الأسلحة النووية بعد انتهاء معاهدة «نيو ستارت» في عام 2026. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الجمعة، إن الولايات المتحدة مستعدة للإبقاء على الحد المتفق عليه للرؤوس الحربية النووية بموجب معاهدة تعود إلى فترة الحرب الباردة، إذا فعلت روسيا ذلك، كما أنها مستعدة للتفاوض بشأن معاهدات جديدة مع موسكو وبكين.

وقال سوليفان: «نحن على استعداد للالتزام بالحدود الوسطى إذا فعلت روسيا ذلك»، في إشارة إلى سقف الرؤوس الحربية المحدد في معاهدة «نيو ستارت». ودعا موسكو إلى الدخول في محادثات لتبني معاهدة جديدة تحل محل معاهدة «نيو ستارت» التي تنتهي في 2026. وقال: «نحن مستعدون أيضا لإشراك الصين من دون شروط مسبقة».

جانب من عرض عسكري روسي في ذكرى الانتصار على النازية في 9 مايو (رويترز)

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد نقلت عن مصادر في البيت الأبيض أن القيود المفروضة على القدرات النووية الأميركية، التي يمكن أن تقبلها الإدارة، لن تأخذ في الاعتبار حجم الترسانة النووية الروسية فقط، لكن أيضا القوة النووية الصينية التي تتعزز بشكل كبير، وكانت لا تزال خارج البحث في العقود والسنوات الماضية.

ويأتي خطاب سوليفان، بعدما تضررت العلاقات الأميركية الروسية، على خلفية غزو روسيا لأوكرانيا العام الماضي. وأوقف البلدان تبادل المعلومات عن أسلحتهما النووية، إثر تعليق روسيا مشاركتها في معاهدة «نيو ستارت» في فبراير (شباط) الماضي، التي تنظم خفض الأسلحة النووية طويلة المدى للولايات المتحدة وروسيا. وردا على انسحابها، قالت إدارة بايدن إنها لن تتبادل البيانات الرئيسية حول قواتها الاستراتيجية، بما في ذلك التحديثات على مواقع الصواريخ والقاذفات.

وعلى الرغم من ذلك، قالت موسكو إنها تعتزم الالتزام بالحدود المفروضة على عدد الرؤوس الحربية الاستراتيجية التي يمكن نشرها بموجب الاتفاقية، حتى انتهاء صلاحيتها في فبراير 2026 من أجل الحفاظ على «الاستقرار في منطقة الصواريخ النووية».

غير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والعديد من المسؤولين في حكومته، هددوا مرارا باستخدام السلاح النووي، في حال تعريض الأمن القومي لتهديد وجودي. ونشرت روسيا في الآونة الأخيرة أسلحة نووية «تكتيكية» في بيلاروسيا، في ظل تعثر جيشها في المعارك الدائرة في أوكرانيا.

تجربة صاروخية أميركية في مياه كاليفورنيا (رويترز)

ويتخوف العديد من المراقبين من أن احتمالات تقنين استخدام هذه الأسلحة في المستقبل قد لا يكون قضية مضمونة. كما أنه لا توجد مناقشات حاليا بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحد من التسلح، وفشلت واشنطن مرارا وتكرارا في جلب الصين إلى مناقشة كيفية إدارة الأخطار النووية، بعدما رفضت بكين هذا الأمر، بحجة أن عدد رؤوسها النووية لا يقارن بمثيلاتها في روسيا والولايات المتحدة. ووفقا لمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تمتلك الصين ترسانة من 350 رأسا نوويا، فيما تمتلك روسيا 4477 والولايات المتحدة 3708. لكن بكين قد تمتلك 1500 رأس نووي، بحلول عام 2035، كما توقع تقرير وزارة الدفاع الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ولا يزال من السابق لأوانه، تحديد نوع القيود التي قد تقبلها الولايات المتحدة على قواتها النووية، ومعالجة «النواقص» التي تعانيها اتفاقية «نيو ستارت»؛ حيث تسعى واشنطن لردع كل من الترسانة النووية الروسية الضخمة وكذلك القوة النووية الصينية المتنامية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول ثان كبير قوله إن «نوع القيود التي يمكن أن توافق عليها الولايات المتحدة بعد انتهاء صلاحية (نيو ستارت)، سوف يتأثر بترسانة الصين النووية، ونوعها، وحجمها، ونطاق تعزيزها، ووتيرتها».


مسؤول يكشف زيارة مدير الـ«سي آي إيه» لبكين الشهر الماضي

أول زيارة لمسؤول أميركي بهذا المستوى إلى الصين منذ أسقطت واشنطن في فبراير منطاداً صينياً (رويترز)
أول زيارة لمسؤول أميركي بهذا المستوى إلى الصين منذ أسقطت واشنطن في فبراير منطاداً صينياً (رويترز)
TT

مسؤول يكشف زيارة مدير الـ«سي آي إيه» لبكين الشهر الماضي

أول زيارة لمسؤول أميركي بهذا المستوى إلى الصين منذ أسقطت واشنطن في فبراير منطاداً صينياً (رويترز)
أول زيارة لمسؤول أميركي بهذا المستوى إلى الصين منذ أسقطت واشنطن في فبراير منطاداً صينياً (رويترز)

زار مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» وليام بيرنز، بكين، في مايو (أيار)، حيث التقى نظيره، في أول زيارة لمسؤول أميركي بهذا المستوى إلى الصين، منذ أسقطت واشنطن، في فبراير (شباط)، منطاداً صينياً، وفق ما أعلنه مسؤول، اليوم الجمعة.

وقال المسؤول، الذي لم يشأ كشف اسمه، إن بيرنز «شدد، خلال الزيارة، على أهمية إبقاء قنوات التواصل مفتوحة على صعيد الاستخبارات».

مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز (رويترز)

وخلال زيارة أجراها، مؤخراً، إلى اليابان، توقَّع الرئيس الأميركي جو بايدن «تحسّناً قريباً جداً» في العلاقات بين واشنطن وبكين.

وفي مؤشر إضافي يدل على أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، أجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الجمعة، حديثاً مقتضباً مع نظيره الصيني لي شانغفو، خلال مؤتمر أمني في سنغافورة.

وتوترت العلاقات بين واشنطن وبكين، في الأشهر التي تَلَت لقاءً جمع بين بايدن، ونظيره الصيني شي جينبينغ، خلال قمّة «مجموعة العشرين»، التي عُقدت في جزيرة بالي الإندونيسية، في نوفمبر (تشرين الثاني).

ومن بين القضايا التي وتّرت الأجواء بين القوتين العظميين، ملف تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وإسقاط منطاد صيني حلّق فوق الولايات المتحدة، هذا العام، وقالت واشنطن إنه للتجسس، وهو ما نفته الصين.

وكان قد أُعلن عن زيارة لوزير خارجية الولايات المتحدة إلى الصين، لتحسين العلاقات بين البلدين، لكن الزيارة أُلغيت بعد واقعة المنطاد.


أوستن ولي شانغ يتصافحان في سنغافورة... لكن لا «حوار جوهرياً»

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)
TT

أوستن ولي شانغ يتصافحان في سنغافورة... لكن لا «حوار جوهرياً»

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)

ذكرت وزارة الدفاع الأميركية اليوم (الجمعة) أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الصيني لي شانغ فو تصافحا على هامش قمة أمنية في سنغافورة، إلا إنه لم يجر بينهما «حوار جوهري».

وأوضحت الوزارة في بيان أن الوزيرين تحدثا لمدة وجيزة فقط.

وقال المتحدث باسم الوزارة البريجادير جنرال بات رايدر: «تؤمن الوزارة بأهمية الحفاظ على خطوط مفتوحة للتواصل العسكري مع جمهورية الصين الشعبية، وسنواصل السعي من أجل مناقشات هادفة بين الجيشين على مستويات متعددة لإدارة العلاقة بشكل مسؤول».

ورفضت الصين في وقت سابق عقد اجتماع رسمي مع أوستن خلال «حوار شانغري - لا» الأمني الذي سيعقد خلال الأيام القليلة المقبلة.


عقوبات أميركية على شركة إيرانية تساعد في الرقابة على الإنترنت

إعلان لتطبيق إيراني للمراسلة في أحد شوارع طهران في 19 مايو الماضي (أ.ف.ب)
إعلان لتطبيق إيراني للمراسلة في أحد شوارع طهران في 19 مايو الماضي (أ.ف.ب)
TT

عقوبات أميركية على شركة إيرانية تساعد في الرقابة على الإنترنت

إعلان لتطبيق إيراني للمراسلة في أحد شوارع طهران في 19 مايو الماضي (أ.ف.ب)
إعلان لتطبيق إيراني للمراسلة في أحد شوارع طهران في 19 مايو الماضي (أ.ف.ب)

فرضت وزارة الخزانة الأميركية، الجمعة، عقوبات على شركة إيرانية واثنين من مسؤوليها لضلوعهم في فرض رقابة على الإنترنت في إيران.

وجاء في بيان للخزانة نقلته وكالة «أنباء العالم العربي» أن العقوبات شملت شركة التكنولوجيا التي تتخذ من إيران مقراً لها والمعروفة باسم «آرفان كلاود» وموظفين كبيرين فيها، بالإضافة لشركة تابعة لها مقرها في الإمارات، وذلك لدورهم في «تسهيل رقابة النظام الإيراني على الإنترنت في إيران».

وأضاف البيان أن الشركة تتمتع بعلاقة وثيقة مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية، بما في ذلك وزارة الاستخبارات والأمن، وأن المديرين التنفيذيين في الشركة لديهم علاقات واسعة مع كبار المسؤولين الحكوميين الإيرانيين. وقال تلفزيون إيران إنترناشيونال إن مسؤولي الشركة اللذين شملتهما العقوبات هما «بويا بير حسين لو وفرهاد فاطمي وهما مؤسسا الشركة»، وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسون: «الوصول الحر وغير المقيد إلى المعلومات حق أساسي لجميع الشعوب بما في ذلك إيران... الولايات المتحدة ملتزمة بمحاسبة أولئك الذين يسعون إلى تقويض حرية التعبير وقمع المعارضة ومعاقبة الأنظمة التي تحرم مواطنيها من هذا الحق».

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات عدة على إيران منذ اندلاع الاحتجاجات بالبلاد في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد وفاة الشابة مهسا أميني بعد اعتقالها على أيدي رجال الشرطة بسبب ما وصفوه بـ«حجاب غير لائق».


بلينكن: «السلام الحقيقي» هو أن تكون أوكرانيا أقوى

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال كلمته اليوم في هلسنكي بفنلندا (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال كلمته اليوم في هلسنكي بفنلندا (إ.ب.أ)
TT

بلينكن: «السلام الحقيقي» هو أن تكون أوكرانيا أقوى

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال كلمته اليوم في هلسنكي بفنلندا (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال كلمته اليوم في هلسنكي بفنلندا (إ.ب.أ)

شدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم (الجمعة) على ضرورة تعزيز قوة أوكرانيا قبل أي اتفاق سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ظل تزايد الدعوات للتفاوض، محذراً من الأوهام ومن السلام الزائف المتمثل بوقف محتمل لإطلاق النار.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال بلينكن في خطاب في فنلندا التي سارعت إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، إن «العدوان الذي يشنه بوتين على أوكرانيا فشل استراتيجي، إذ قلل بشكل كبير من القوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية لروسيا وتأثيرها لسنوات مقبلة».

وأضاف في كلمة ألقاها في مبنى بلدية هلسنكي وخلفه أعلام أميركية: «عند النظر إلى أهداف الرئيس بوتين الاستراتيجية البعيدة المدى، لا شك أن روسيا اليوم أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل الغزو الواسع».

وتابع: «كشف بوتين عن ضعف حين أراد إظهار القوة. وأثار وحدة حين أراد التفريق».

في وقت سابق هذا الأسبوع، زار بلينكن السويد للتعبير عن دعمه لمحاولة ستوكهولم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، التحالف الغربي الذي قال بوتين إن احتضانه المحتمل لأوكرانيا هو سبب الحرب التي أودت بعشرات الآلاف حتى الآن.

ألقى بلينكن خطابه على أمل التعبير عن موقف أميركي حازم، متوقعاً تزايد الدعوات لوقف إطلاق النار أو التوصل إلى اتفاق سلام بعد أن تشن القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً.

وقال بلينكن: «نظرا إلى عدم وجود أي أوهام لدينا حيال تطلعات بوتين، نعتقد أن الشرط لأي دبلوماسية ذات معنى وأي سلام حقيقي هو أوكرانيا أقوى، قادرة على الردع والدفاع في مواجهة أي عدوان مستقبلي».

وأضاف: «إن الاستثمار في قوة أوكرانيا لا يحصل على حساب الدبلوماسية، بل يمهّد الطريق لها».

وعد أن أي وقف لإطلاق النار يحافظ على مكاسب روسيا سيكون أشبه بسلام وهمي.

«جيش المستقبل»

يُرجّح أن يتزايد الضغط للتوسط في إنهاء الحرب مع الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية العام المقبل، خصوصاً بعدما ندد الرئيس السابق دونالد ترمب بتوفير الرئيس الحالي جو بايدن أسلحة لأوكرانيا متوقعا أن تنتصر روسيا.

تعكس زيارة بلينكن لهلسنكي تدهور العلاقات الأميركية الروسية خلال خمسة أعوام.

في العام 2018، سافر ترمب إلى العاصمة الفنلندية للقاء بوتين، ما أثار حينها انتقادات واسعة لترمب الذي لم يتساءل حول صحة نفي بوتين لتدخله بالانتخابات الأميركية في العام 2016.

أمّا اليوم فهناك احتمال ضئيل أن يزور بوتين أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي أو أن يلتقي الرئيس الأميركي. ووصف بلينكن بوتين بعبارات قاسية، قائلًا إنه يرسل الروس إلى الجبهة ليموتوا «في مفرمة لحم من صنعه».

وتابع: «لطالما قال الكرملين إنه يملك ثاني أقوى جيش في العالم، وكثيرون صدقوا ذلك. اليوم يرى كثيرون الجيش الروسي ثاني أقوى جيش في أوكرانيا»، وسط ضحكات الحضور.

وسخر ممن قالوا إن السلام يعني «التوقف عن دعم أوكرانيا» أو «خفض كييف لخسائرها وتخليها عن خمس أراضيها التي تحتلها روسيا بشكل غير قانوني».

تعهّد بلينكن في المقابل مواصلة بناء «جيش المستقبل» لأوكرانيا التي تلقت نحو 50 مليار دولار من المساعدات الأميركية منذ بدء الحرب، مع سماح الولايات المتحدة مؤخراً بإرسال مقاتلات إف-16.

ولفت بلينكن إلى أن علاقة روسيا بالصين أصبحت «أحادية الجانب» أكثر فأكثر، مشيراً إلى أن الحرب في أوكرانيا عززت تصميم الولايات المتحدة ضد «التهديدات الصينية المحتملة» التي لا تستبعد استخدام القوة للسيطرة على تايوان المتمتعة بحكم ذاتي.

وقال بلينكن إن الولايات المتحدة «ترحب بأي مبادرة تساعد في جلب الرئيس بوتين إلى طاولة المفاوضات للانخراط في دبلوماسية ذات معنى»، ولكن فقط إذا كانت تضمن وحدة أراضي أوكرانيا.

وأضاف: «سندعم الجهود - أكانت من البرازيل أو الصين أو أي دولة أخرى - إذا كانت تساعد في إيجاد حلّ نحو سلام عادل ودائم يتفق مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة».