تحضيرات دولية لـ«إجلاء الرعايا» من السودان

فشل «هدنة العيد» واحتدام المعارك... وجثث في شوارع العاصمة «المشلولة»

تزايد أعداد السكان النازحين من الخرطوم مع استمرار القتال بين الجيش وقوات «الدعم السريع» أمس (أ.ف.ب)
تزايد أعداد السكان النازحين من الخرطوم مع استمرار القتال بين الجيش وقوات «الدعم السريع» أمس (أ.ف.ب)
TT

تحضيرات دولية لـ«إجلاء الرعايا» من السودان

تزايد أعداد السكان النازحين من الخرطوم مع استمرار القتال بين الجيش وقوات «الدعم السريع» أمس (أ.ف.ب)
تزايد أعداد السكان النازحين من الخرطوم مع استمرار القتال بين الجيش وقوات «الدعم السريع» أمس (أ.ف.ب)

بدأ عدد من الدول التحضير لإجلاء رعاياها من السودان، بعد فشل الهدنة التي كان مقرراً أن تبدأ في أول أيام العيد، إذ استمر الصراع المسلح بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، وهزت انفجارات وقصف مدفعي كثيف العاصمة الخرطوم، أمس.
في هذه الأثناء، أعلن البيت الأبيض أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد بإجلاء بعثته الدبلوماسية، لكن واشنطن نقلت قوات أميركية إلى مكان قريب في حالة الحاجة إليها للمساعدة في إجلاء رعاياها. كما وضع الاتحاد الأوروبي خططاً لعمليات إجلاء محتملة لرعاياه، وفق ما أعلن مسؤول في التكتل أمس.
وأرسلت وزارة الدفاع اليابانية طائرة «سي 130» إلى جيبوتي، موضحة في تغريدة أن الهدف هو «القيام بسرعة بالاستعدادات اللازمة لنقل الرعايا اليابانيين وغيرهم».
كما قال ناطق باسم وزارة الدفاع الألمانية إن القوات المسلحة بدأت استعداداتها للقيام بمحاولة جديدة لإجلاء مواطنين ألمان من السودان، بعد أن كانت قد تخلت عن خطة أخرى قبل يومين.
وقالت أيضاً كل من السويد وسويسرا إنهما تضعان خططاً لإجلاء رعاياهما من السودان في أقرب فرصة تسمح بذلك، نظراً إلى أن غالبية مطارات البلاد أصابها ضرر خلال الاقتتال، خصوصاً مطار الخرطوم الرئيسي الملاصق لمقر قيادة الجيش، حيث تدور أقوى المعارك منذ أسبوع.
وعلى الرغم من ترحيب طرفي الصراع بهدنة مقترحة خلال عطلة عيد الفطر، فقد أكد سكان الخرطوم أن معارك ضارية دارت في أجزاء مختلفة من العاصمة التي أصبحت مشلولة، وانتشرت جثث في عدد من شوارعها. وحصدت الاشتباكات أكثر من 400 قتيل و3500 جريح، وفق حصيلة جديدة أوردتها منظمة الصحة العالمية.
وفي بيان رسمي من الخارجية الأميركية، طالب الوزير أنتوني بلينكن في اتصال مع طرفي النزاع السوداني، البدء فوراً في مفاوضات بشأن ترتيبات لوقف إطلاق نار مستدام، بمشاركة الاطراف المدنية، لتجنب المزيد من الأضرار.
مساعٍ دولية لإجلاء الأجانب من السودان
تصاعد القتال وسط خرق ثالث للهدنة
واشنطن تحض قائدي النزاع في السودان على التزام تعهداتهما بوقف القتال


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

«حرب الجسور» تشل العاصمة السودانية

الدخان يتصاعد قرب جسر الحلفايا في العاصمة السودانية (أرشيفية -رويترز)
الدخان يتصاعد قرب جسر الحلفايا في العاصمة السودانية (أرشيفية -رويترز)
TT

«حرب الجسور» تشل العاصمة السودانية

الدخان يتصاعد قرب جسر الحلفايا في العاصمة السودانية (أرشيفية -رويترز)
الدخان يتصاعد قرب جسر الحلفايا في العاصمة السودانية (أرشيفية -رويترز)

عاش سكان العاصمة السودانية، الخرطوم، شللاً مفاجئاً أمس، فيما قال شهود ومصادر عسكرية إن الجيش شنّ قصفاً مدفعياً وجوياً لاستعادة العاصمة، هو الأكبر من نوعه منذ بداية الحرب بينه وبين «قوات الدعم السريع». وتركز الصراع، أمس، على 3 جسور استراتيجية في العاصمة المثلثة، هي «الفتيحاب» و«النيل الأبيض» و«الحلفايا».

ومنذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، تسيطر «قوات الدعم السريع» بالكامل على مدينة الخرطوم، بما في ذلك المواقع العسكرية والسيادية، وتحاصر مقر القيادة العامة للجيش الواقع شرق المدينة.

وذكر شهود أن قصفاً عنيفاً واشتباكات اندلعت عندما حاول الجيش عبور جسور فوق نهر النيل تربط المدن الثلاث المتجاورة التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى، فيما ادعى كل من طرفي النزاع أنه تمكن من السيطرة على الجسور.

وقال سكان إن الجيش يقوم بقصف عنيف على منطقتَي الحلفايا وشمبات، في حين يحلق الطيران بكثافة، خاصة في مناطق المزارع المحيطة بجسر الحلفايا من جهة بحري. كما أظهرت مقاطع فيديو دخاناً أسود اللون يتصاعد في سماء العاصمة، وسط دوي أصوات المعارك في الخلفية.