خامنئي يغلق الباب أمام دعوات الاستفتاء

المرشد الإيراني شكك في قدرة الناخبين على تحليل قضايا البلاد

طلاب يهتفون دعماً للمرشد الإيراني (موقع خامنئي)
طلاب يهتفون دعماً للمرشد الإيراني (موقع خامنئي)
TT

خامنئي يغلق الباب أمام دعوات الاستفتاء

طلاب يهتفون دعماً للمرشد الإيراني (موقع خامنئي)
طلاب يهتفون دعماً للمرشد الإيراني (موقع خامنئي)

أغلق المرشد الإيراني، علي خامنئي، مرة أخرى الباب أمام إجراء استفتاءات شعبية حول سياسات الدولة، وذلك بعد أقل من شهر على رفضه تغيير الدستور الإيراني.
وتصاعدت المطالب بإجراء استفتاء على السياسات الداخلية والخارجية، بما في ذلك صيغة الحكم الحالي، أي «الجمهورية الإسلامية»، في أعقاب الاحتجاجات المناهضة للمؤسسة الحاكمة، التي أشعلت فتيلها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني أثناء احتجازها لدى «شرطة الأخلاق» بدعوى سوء الحجاب.
ورفض خامنئي، صاحب كلمة الفصل في مثل هذه السياسات، إجراء أي استفتاء عندما سئل عنها خلال اجتماع مع حشد لأنصاره من طلبة بعض الجامعات الإيرانية.
وتساءل خامنئي: «وهل مختلف قضايا البلاد قابلة لاستفتاء... في أي مكان في العالم يجري هذا؟ هل الناس الذين تجب عليهم المشاركة في الاستفتاء يمكنهم تحليل هذه القضايا؟ ما هذا الكلام؟». وأضاف: «بالنسبة إلى أي قضية بمفردها، فستنخرط البلاد في نقاش وحجج واستقطاب لمدة 6 أشهر، حتى يمكن إجراء استفتاء حول هذه المسألة»، وفق ما أوردت «أسوشييتد برس».
وكان خامنئي (84 عاماً) يتحدث مساء الثلاثاء أمام حشد من طلبة الجامعات، في برنامج رمضاني.
وبدا أن خامنئي يشير إلى التصريحات الأخيرة للرئيس السابق حسن روحاني، وهو معتدل نسبياً، الذي اقترح إجراء استفتاءات حول السياسات الداخلية والخارجية والاقتصاد، وطالب أيضاً بإجراء انتخابات تشريعية «حرة ونزيهة» في فبراير (شباط) الماضي، عادّاً إياها اختباراً للمؤسسة الحاكمة، وتراقبها أنظار العالم.
ورهن روحاني «التحول» في البلاد بتنفيذ المادة «59» من الدستور الإيراني التي تنص على عرض القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للاستفتاء العام. وقال روحاني: «ما يطالب به الناس قد يكون عشرات الأسئلة، لكن في استفتاء عام يمكن أن نطلب من الناس الرد على 3 أسئلة في مجال السياسة الخارجية والسياسة الداخلية والاقتصاد».
وكانت دعوة روحاني لتفعيل بنود معطلة من الدستور الإيراني تكراراً ضمنياً لدعوة حليفه الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي في فبراير الماضي؛ إذ دعا إلى إجراء إصلاحات بالعودة إلى روح الدستور الإيراني، مشدداً على أن «طلب الإصلاحات بالطريقة والنهج اللذين جرت تجربتهما... وصل إلى طريق مسدودة». وقال إنه يأسف لأن «نظام الحكم لم يبدِ أي إشارة حيال الإصلاح وتفادي الأخطاء، ولأن الشعب يئس من النظام (السياسي) القائم».
ورأى خاتمي في دعوته، التي اقترنت بذكرى الثورة، أن «إصلاح الذات؛ سواء على صعيد الهيكل، والتوجهات، والسلوك، سيكون أقل تكلفة وأكثر ثمراً للخروج من الأزمات».
وبهذه الدعوة نأي خاتمي بنفسه عن بيان حليفه الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي الذي دعا، في بيان بمناسبة ذكرى الثورة، إلى صياغة دستور جديد وعرضه على الاستفتاء الشعبي في انتخابات «حرة ونزيهة» بهدف تغيير هيكل النظام، وتخطي صيغته الحالية التي وصفها بـ«أزمة الأزمات».
وقال موسوي، الذي تفرض عليه السلطات الإقامة الجبرية منذ فبراير 2011، إن شعاره حملته للانتخابات الرئاسية عام 2009، والذي تعهد فيه بتفعيل الدستور الحالي كاملاً، «لم يعد فاعلاً».
لم يكن قادة التيار الإصلاحي والمعتدل وحدهم من طالب بإجراء استفتاء، ففي زاهدان، دعا إمام جمعة المدينة عبد الحميد إسماعيل زهي، الذي يعدّ أبرز رجال الدين السنة في البلاد، أكثر من مرة إلى إجراء استفتاء لاختيار طريقة الحكم التي تحظى بتأييد الأكثرية من أبناء الشعب. وقال إن «الاستفتاء هو المخرج من المشكلات الحالية في البلاد».
هذه المرة الثانية التي يدخل فيها خامنئي على خط النقاش الدائر حول إجراء استفتاء في البلاد، ففي 21 مارس (آذار) الماضي، وفي أول خطاب سنوي له بمناسبة عيد النوروز، اتهم من يتحدثون في الداخل الإيراني عن ضرورة تغيير الدستور بأنهم «يكررون ما يقوله الأعداء». وقال: «غاية العدو هي تغيير الحكومة القائمة على السيادة الشعبية الدينية، إلى حكومة موالية لهم، على ما يبدو في شكل ديمقراطية غربية وهمية».
وتشترك غالبية دعوات الأحزاب السياسية الإيرانية التي لا تشارك في إدارة البلاد، في مطلب الاستفتاء حول أصل النظام وتخطى «ولاية الفقيه» وإقامة نظام علماني. وفي المقابل، يطالب التيار الإصلاحي والمعتدل بإجراء استفتاء حول الحريات العامة، وطريقة تنفيذ الانتخابات، والبت في أهلية المرشحين، بالإضافة إلى السياسة الخارجية، خصوصاً ما يتعلق بإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية مع الغرب. ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى الاستفتاء على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة. وكانت طريقة إدارة البرنامج النووي الإيراني، والدور الإيراني الإقليمي المتمثل في أنشطة «الحرس الثوري»، من بين محاور المطالبين بالاستفتاء.
وتعود هذه الدعوات إلى الواجهة عندما يبرز دور المرشد علي خامنئي والأجهزة الخاضعة له في الأوقات الحساسة، مثل الاحتجاجات الشعبية التي هزت البلاد خلال السنوات الأخيرة.
تجري إيران انتخابات رئاسية وبرلمانية منتظمة تحت إشراف «مجلس صيانة الدستور»، الذي يقوم بفحص طلبات المرشحين. وبموجب الدستور، لا يمكن إجراء استفتاء إلا إذا وافق عليه ثلثا أعضاء البرلمان، ووافقت عليه هذه الهيئة الدستورية المكونة من 12 عضواً (تتكون من 6 فقهاء يسميهم المرشد الإيراني مباشرة، و6 خبراء قانونيين يختارهم رئيس القضاء الذي بدوره يعينه المرشد الإيراني).
بعد ثورة فبراير 1979 التي أطاحت نظام الشاه، أجرت إيران في نهاية مارس من العام نفسه استفتاءً شعبياً على إنشاء «الجمهورية الإسلامية» وتبني دستور جديد. وفقاً للنتائج التي أعلنتها السلطات، فقد صوت 98.2 في المائة من المشاركين بالموافقة. وجرت المصادقة عليه في أواخر ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه رغم المقاطعة واحتجاج الأحزاب السياسية.
ولم تشهد إيران بعد ذلك أي استفتاء، باستثناء الاستفتاء على تعديلات الدستور في يوليو (تموز) 1989 بعد أشهر قليلة من تولي خامنئي منصب المرشد خلفاً للخميني الذي توفي في العام نفسه. وأتاح التعديل إلغاء شرط أن يكون المرشد مرجعاً دينياً، فضلاً عن توسيع صلاحياته وتحويل «ولاية الفقيه» إلى «ولاية الفقيه المطلقة» بإلغاء «شورى الفقهاء». وأنشئ بموجبه «المجلس الأعلى للأمن القومي»، وتحول «مجلس تشخيص مصلحة النظام» إلى هيئة دائمة، يسمي المرشد أعضاءها، وكذلك ألغي منصب رئيس الوزراء.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

عراقجي: إحياء المفاوضات مع واشنطن يعتمد على نهج الإدارة الأميركية

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ب)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ب)
TT

عراقجي: إحياء المفاوضات مع واشنطن يعتمد على نهج الإدارة الأميركية

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ب)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ب)

نقل تلفزيون الرسمي الإيراني عن وزير الخارجية عباس عراقجي قوله، السبت، إن إحياء المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة يعتمد على نهج الإدارة الأميركية.

وجدد عراقجي التأكيد على استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة حول برنامج طهران النووي، بحسب القناة الرسمية.

كانت الأمم المتحدة قد أعادت في سبتمبر (أيلول) الماضي فرض العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني بعد أن فعّلت مجموعة الترويكا الأوروبية «آلية الزناد»، متهمة طهران بانتهاك الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه عام 2015، وأعلنت واشنطن انسحابها منه بعدها بنحو 3 سنوات.


رئيس إسرائيل: أحترم طلب ترمب بالعفو عن نتنياهو لكننا «دولة ذات سيادة»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتوسط الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مطار بن غوريون أكتوبر الماضي (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتوسط الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مطار بن غوريون أكتوبر الماضي (أ.ب)
TT

رئيس إسرائيل: أحترم طلب ترمب بالعفو عن نتنياهو لكننا «دولة ذات سيادة»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتوسط الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مطار بن غوريون أكتوبر الماضي (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتوسط الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مطار بن غوريون أكتوبر الماضي (أ.ب)

قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إنه يحترم رأي الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوجوب إصدار عفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قضية الفساد، لكنه أضاف أن «إسرائيل دولة ذات سيادة»، وأكد احترام النظام القانوني في البلاد.

وأضاف هرتسوغ لموقع «بوليتيكو» الإخباري: «الجميع يفهم أن أي عفو استباقي يجب أن ينظر في أسس القضية».

وتابع، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل»: «هناك العديد من القضايا تحتاج إلى بحث. من ناحية، المساواة الكاملة أمام القانون، ومن ناحية أخرى، الظروف الخاصة بكل قضية على حدة».

وقال، في إشارة إلى طلبات ترمب المتكررة بضرورة إصدار عفو عن نتنياهو: «أحترم صداقة الرئيس ترمب ورأيه».

واختتم: «لأنه هو نفس الرئيس ترمب الذي لجأنا إليه وطلبنا منه إعادة رهائننا (من غزة)، والذي قاد بشجاعة خطوة هائلة لإعادة هؤلاء الرهائن وتمرير قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ولكن إسرائيل، بطبيعة الحال، دولة ذات سيادة، ونحن نحترم تماماً النظام القانوني الإسرائيلي ومتطلباته».

وحث ترمب هرتسوغ خلال زيارته إلى إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول)، على العفو عن رئيس الوزراء في خطاب ألقاه أمام البرلمان في القدس. ونتنياهو متهم منذ عام 2019 في ثلاث قضايا منها مزاعم بتلقي هدايا من رجال أعمال بقيمة تقارب 700 ألف شيقل (211832 دولار). ورغم الدور الشرفي لمنصب رئيس إسرائيل، يتمتع هرتسوغ بسلطة العفو عن المدانين بقضايا جنائية في ظروف استثنائية.

ولم تنته بعد محاكمة نتنياهو التي بدأت عام 2020، ويدفع ببراءته من جميع التهم الموجهة إليه. ووصف رئيس الوزراء المحاكمة بأنها مطاردة مدبرة من تيار اليسار تهدف إلى الإطاحة بزعيم يميني منتخب ديمقراطياً.

وقدّم نتنياهو طلباً رسمياً إلى هرتسوغ، نهاية الشهر الماضي، للعفو عنه في محاكمة مستمرة منذ سنوات بتهم فساد، معتبراً أن الإجراءات الجنائية تعوق قدرته على إدارة شؤون إسرائيل، وأن العفو يخدم المصلحة العامة للدولة.

وينفي نتنياهو، صاحب أطول مدة في منصب رئيس الوزراء بإسرائيل، منذ قيام الدولة، منذ فترة طويلة تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.


مؤشرات على تقييد تحركات أحمدي نجاد

صورة نشرها موقع أحمدي نجاد من حضوره في مسجد بمدينة رامسر شمال البلاد يوم 22 نوفمبر الماضي
صورة نشرها موقع أحمدي نجاد من حضوره في مسجد بمدينة رامسر شمال البلاد يوم 22 نوفمبر الماضي
TT

مؤشرات على تقييد تحركات أحمدي نجاد

صورة نشرها موقع أحمدي نجاد من حضوره في مسجد بمدينة رامسر شمال البلاد يوم 22 نوفمبر الماضي
صورة نشرها موقع أحمدي نجاد من حضوره في مسجد بمدينة رامسر شمال البلاد يوم 22 نوفمبر الماضي

أطلق تدخل أعضاء فريق حماية الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد لمنع صحافيين من توجيه سؤال إليه، تساؤلات حول ما إذا كانت تُفرض عليه قيود غير معلنة في ما يتعلق بنشاطه العام.

وبحسب لقطات مصورة نشرها موقع «إنصاف نيوز»، اعترض أحد حراس أحمدي نجاد طريق مراسلة، قائلاً بلهجة حاسمة: «لا تجروا مقابلة... من الأفضل كذلك».

وكان أحمدي نجاد قد سئل للمرة الثانية عن موقفه من الدعوات إلى الوحدة والتماسك الوطني عقب حرب الـ12 يوماً. وبعد ثوانٍ، أشار نحو المراسلة قائلاً: «سمعتم ما قالوا؟!».

وشكلت الواقعة مدخلاً لموجة جديدة من الأسئلة حول ما إذا كان أحمدي نجاد الذي كان رئيساً للبلاد بين عامَي 2005 و2013، يخضع فعلياً لإجراءات غير رسمية تحد من ظهوره، في ظل التراجع الواضح في نشاطه السياسي والعام خلال الأشهر التي تلت الحرب الأخيرة.

وأثار ما جرى تساؤلات حول موقع أحمدي نجاد الراهن، بعد الشائعات التي أحاطت به خلال الحرب الأخيرة قبل نفيها رسمياً. ورغم غياب أي قرار معلن بتقييد تحركاته، بدا من رد فعل فريق حمايته أن ظهوره يخضع لحسابات دقيقة في ظل احتدام النقاش حول مرحلة الخلافة واحتمالات صعود شخصيات جديدة.

ويتنامى النقاش حول الحادث في ظل مناخ سياسي يتسم بتوتر متزايد مع دخول ملف خلافة المرشد علي خامنئي مرحلة أكثر حساسية، وهو ملف أعاد خلال الأشهر الماضية بروز أسماء شخصيات سابقة في الدولة، بينها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، في وقت تُطرح فيه احتمالات حول محاولات بعض الأقطاب السياسية إعادة تموضعها استعداداً لأي تغيير محتمل في هرم السلطة.

وارتفعت التساؤلات بشأن وضع أحمدي نجاد العام بعد أن اعتبرت أوساط سياسية أن عدداً من المسؤولين السابقين يسعون لطرح أنفسهم كـ«نسخة معدلة» للنظام، الأمر الذي جعل أي مؤشر إلى تقييد ظهورهم أو تحركاتهم يقرأ ضمن سياق حساس يرتبط بمستقبل القيادة في البلاد. وقد أعاد سلوك فريق حمايته تجاه المراسلة، وما تلاه من تفاعل واسع، طرح أسئلة حول مدى حرية تحركاته في مرحلة تشهد تنافساً مكتوماً بين شخصيات من داخل المؤسسة الحاكمة.

وفي منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نقل موقع إخباري إيراني عن مصادر مطلعة أن مركزاً معتمداً في مجال استطلاعات الرأي، أجرى استطلاعاً سرياً لقياس تقييم المواطنين لأداء الحكومات المتعاقبة، وأظهر تصدر حكومة أحمدي نجاد مستويات الرضا الشعبي على المستوى الوطني. وذكر موقع «رويداد 24» أن نتائج الاستطلاع لم تُنشر رسمياً، لكن المعطيات المسرَّبة تشير إلى حلول حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني في المرتبة الأخيرة من حيث رضا المواطنين.

وتفيد المعلومات بأن نتائج طهران جاءت متفاوتة مقارنةً بسائر المحافظات؛ إذ سجل أحمدي نجاد شعبية أقل في العاصمة رغم تصدّره الترتيب العام على مستوى البلاد. كما جاء ترتيب الحكومات اللاحقة في الاستطلاع وفق التسلسل التالي: إبراهيم رئيسي، محمد خاتمي، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، ومير حسين موسوي، ثم حسن روحاني، في حين حل مستوى الرضا عن السنة الأولى من حكومة مسعود بزشكيان في ذيل القائمة.

وقبل ذلك، أفاد تقرير تحليلي لمؤسسة «غمان» لقياس الرأي العام، التي تتخذ من هولندا مقراً لها، نُشرت نتائجه في 20 أغسطس (آب) 2025 استناداً إلى استطلاع واسع أُجري داخل إيران في يونيو (حزيران)، بأن أحمدي نجاد ما زال يحتفظ بكتلة دعم ملحوظة بين الشخصيات المحسوبة على المعسكر الحاكم؛ إذ حصل، إلى جانب المرشد علي خامنئي، على تأييد نحو 9 في المائة من المشاركين، متقدماً على وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف الذي لم تتجاوز شعبيته 6 في المائة، في سياق عام تُظهر فيه نتائج التقرير تراجع الثقة بنظام الحكم وصعود التأييد لشخصيات معارضة.