شكّلت ماغي بدوي عنصراً فنياً أساسياً على مسرح الراحل روميو لحود عندما كان يستعان بها في أدوار كوميدية وساخرة، فعاصرت العصر الذهبي للمسرح الاستعراضي الفني الرائج في حقبة الثمانينات. وها هي اليوم تعود إلى المسرح ولكن من باب جيل الشباب مع عمل بعنوان «ينعاد علينا» على مسرح «مونو» في بيروت. وقد كان لها مشاركات في أعمال درامية كـ«أدهم بيك» و«الكاتب»، بعدها أطلّت على المسرح في عام 2017 في عمل بعنوان «عريس تحت الطلب». وفي عودتها إلى المسرح الذي تصفه بملعبها تقول لـ«الشرق الأوسط»: «أجد أن العمل الدرامي متعب فيما أشعر بأني أحلّق وأنا على الخشبة، فأرقص وأغني وأمثل على مساحة لا حدود لها وكأنني أمتلكها برمتها».
في مسرحية «ينعاد علينا» تجسد بدوي شخصية الأم التي تبالغ في ممارسة طقوسها الدينية، فمنزلها يعبق بأيقونات القديسين وتصدح فيه الصلوات والتراتيل، وهو الأمر الذي دفع بزوجها إلى مغادرة المنزل والاستقرار عند شقيقه. وتوضح بدوي: «العمل من نوع الـ(ميوزيكال) نستمع خلاله إلى موسيقى وأغان على البال، ويتشابك فيه الخيال مع الواقع. فبشخصية تيريز الوالدة المهووسة بالصلوات أحلم بأن أولادي وعلى عكس الواقع يجارونني بأفكاري. هذا التخيل يستمر حتى يوم كامل، ومن ثم أعود إلى الواقع الذي أعيشه مع رفض أولادي لهوسي».
تقول بدوي إنها درست دورها بتأن، ويتألف من نحو 75 صفحة ويتخلله 3 أغنيات. «أحضّر له منذ ثلاثة أشهر، وسأغني إلى جانب بعض الرقصات. الأغنية الأولى تشير بوضوح إلى هاجسي الإيماني، عنوانها (يتمجد اسمك يا رب)، وبها نفتتح المسرحية. وأغنية ثانية أؤديها على موسيقى إسبانية. والثالثة أتوجه بها إلى زوجي الذي يقرر أن يتركني».
وتتناول المسرحية التي تستمر حتى 30 أبريل (نيسان) (الحالي)، علاقة الأهل بأولادهم وما يواجههم من مشكلات وتعقيدات وتفاوت بالآراء. وتجري أحداثها في مناسبة عيد ميلاد ابن الأم تيريز فتجتمع العائلة تحت سقف واحد. ومن هنا تنطلق المسرحية التي يستغرق عرضها نحو ساعة و40 دقيقة من الوقت.
تؤكد بدوي أن المسرح يسهم في التخفيف من همومها. «إنه بمثابة علاج نفسي لي، ومهما كنت أشعر بالحزن أتخلص منه في ثوانٍ وأتجدد مع العرض».
كانت بدايات ماغي بدوي مع الراحلة إيفيت سرسق التي أطلقت «مسرح الساعة العاشرة» الساخر في لبنان، بعدها عملت مذيعة عبر الأثير وكاتبة برامج إذاعية. وجاء مسرح روميو لحود الاستعراضي فيما بعد ليسرقها من أي مهنة أخرى مارستها. وتصف المسرح في تلك الفترة بأنه كان بعيداً عن الاستخفاف والاستسهال. «مع الراحل روميو لحود كان ممنوع الغلط، فكنا نحترم الخشبة التي تحملنا مسؤولية كبيرة، واليوم أيضاً مع مخرج العمل سامر حنا ابن الـ30 عاماً ألحظ هذه الجدية».
وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «أحترم زمن الفن الجميل من دون شك، عشت خلاله كما غيري من الفنانين عصره الذهبي في لبنان. وقتها لم نكن نئن تحت وطأة مشكلات سياسية واقتصادية كما اليوم. وفي المقابل وبعد مرور كل تلك السنوات أعود إلى المسرح، مواكبة لجيل الشباب المبدع والنابض بأفكار حديثة».
اعتادت بدوي مواكبة جيل الشباب منذ ممارستها مهنة التعليم المسرحي في عدد من المدارس. «أنا أستاذة علوم طبيعية في الأساس، ولكن إدارة بعض المدارس التي كنت أعلّم فيها طالبتني بإعطاء دروس في المسرح. هذا الأمر وضعني على تواصل مباشر معهم. اليوم أواكب الشباب أيضاً من خلال المسرح ويلفتني لديهم هذا الكم من الإبداع الذي يتمتعون به».
وتختم الفنانة ماغي بدوي متوجهة إلى جمهور المسرح: «أدعو الجميع إلى مشاهدة (ينعاد علينا) لأنها تعكس وجهات نظر الشباب تجاه أهاليهم. ومع المواهب الواعدة، سيستمع الحضور بهذه المسرحية الموسيقية والترفيهية معاً».