«الاعتكاف» داخل الحرم المكي... شفاء للروح في رحلة 5 نجوم

«الشرق الأوسط» تقف على حال المعتكفات خلال العشر الأواخر

الفرق النسائية تعمل على مدار 24 ساعة (الرئاسة العامة لشؤون المسجدين الحرام والنبوي)
الفرق النسائية تعمل على مدار 24 ساعة (الرئاسة العامة لشؤون المسجدين الحرام والنبوي)
TT

«الاعتكاف» داخل الحرم المكي... شفاء للروح في رحلة 5 نجوم

الفرق النسائية تعمل على مدار 24 ساعة (الرئاسة العامة لشؤون المسجدين الحرام والنبوي)
الفرق النسائية تعمل على مدار 24 ساعة (الرئاسة العامة لشؤون المسجدين الحرام والنبوي)

يمكن وصف رحلة «الاعتكاف» في العشر الأواخر من شهر رمضان أنها محطة مركزة للتزوّد بالطمأنينة وشفاء الروح وتهذيب النفس، والتخفف من ماديات الحياة وشواغلها، إلا أن هذه المعاني تبدو بأسمى حالاتها عند الاعتكاف في قلب المسجد الحرام بمكة المكرمة، حيث تقف «الشرق الأوسط» على تفاصيل رحلة السيدات المعتكفات من هذا المكان الطاهر.
والعام الحالي نلمس «رقمنة الاعتكاف»، إذ يبدو كل شيء إلكترونياً منذ لحظة التسجيل وحتى الانتهاء من رحلة الاعتكاف، التي تأتي بتصنيف 5 نجوم، مع تهيئة المصليات النسائية بالأجواء الروحانية والتعبدية، وعمليات التعقيم اليومية، وتوفير وجبات الإفطار والسحور، إلى جانب الوجبات الخفيفة لفترة ما بعد صلاة التراويح، وحشود الفِرق النسائية من جميع المجالات، فحين تتعب المعتكفة تجد من يطببها، وحين يلتبس عليها أمر ما تجد من يرشدها.

- بطاقات الاعتكاف
تتحدث مي سعد العتيبي لـ«الشرق الأوسط»، وهي مديرة وحدة إفطار الصائمين والعاكفين النسائية في المسجد الحرام، موضحة أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة بالوكالات النسائية المختلفة، تسهم في عملية تهيئة المصليات وتجهيزها لضيوف الرحمن من المعتكفات منذ بداية التسجيل وإلى إكمال إجراءات القبول وحتى إصدار بطاقات الاعتكاف المخصصة للنساء.
وتتابع مي العتيبي: «تُستقبل المعتكفات الصادرة بطائِقهن، لأن الاستعدادات تتضمن استقبال العدد المسموح به عبر موقع الرئاسة الإلكتروني، وفق الطاقة الاستيعابية للأماكن المخصصة لخدمة الاعتكاف النسائية، في أجواء مليئة بالطمأنينة والروحانية والسكينة».
وتشير مي العتيبي إلى اعتماد المصليات الخلفية والوسطية بالدور الأول في توسعة الملك عبد الله «النساء»، إذ لا يسمح بالاعتكاف في غيره من المواقع داخل المسجد الحرام وساحاته، حيث تمسح الموظفات «الباركود» الموجود على البطاقة، وبعدها يوجهن المعتكفة للدخول إلى المصلى وإرشادها إلى موقع خزانتها لإعطائها حقيبتها الخاصة المعدة للمعتكفات.

ترجمة فورية للمعتكفات بجميع اللغات (الرئاسة العامة لشؤون المسجدين الحرام والنبوي)

- مواصفات عالمية
ويبدو لافتاً ما يرافق ذلك من تطهير وتعقيم وتطييب ونظافة مصليات المعتكفات بشكل مكثف، إلى جانب تزويدهن بماء زمزم المبارك بشكل مستمر؛ لينعمن بأجواء روحانية وإيمانية يسودها الخشوع والطمأنينة. وهنا تقول مي العتيبي: «إنّ منظومة الاعتكاف في المسجد الحرام تجري وفق خطط منهجية ومدروسة مستمدة من أحدث الدراسات والمواصفات الخدمية العالمية، لذا تُسخّر الإمكانات البشرية والمعدات الآلية لتهيئة منظومة خدمية متكاملة تلبي رغبات المعتكفين والمعتكفات خلال شهر رمضان المبارك».

- الاعتكاف المطوّر
ولدى السؤال عن التطوير في آلية اعتكاف السيدات ومواقعهن للعام الحالي، أبانت مي العتيبي أن «المصليات المعتكفات نُقلن إلى التوسعة السعودية الثالثة، وذلك في خطوة فاعلة لتقديم أرقى وأجود الخدمات النسائية، كما رُفعت الطاقة الاستيعابية لمصلى المعتكفات للتيسير عليهن في إتمام مناسكهن التعبدية ولتسهيل إيصال جميع الخدمات المخصصة لهن».
وتشير العتيبي إلى تسخير الوكالات لطاقاتها البشرية والتقنية لاستقبال المعتكفات وفق خطة عمل معدة بعناية، باعتبار أن ما يميز منظومة الاعتكاف النسائي العام الحالي، هو فتح المجال لاعتكاف منسوبات معهد وكلية المسجد الحرام من طالبات وأعضاء هيئة التدريس للالتحاق بالاعتكاف، وتخصيص فريق طبي على مدار الساعة لضمان سلامة المعتكفات وتخصيص متطوعات من منسوبات معهد وكلية المسجد الحرام لخدمة المعتكفات على مدار 24 ساعة.

- جداول المعتكفات
وتفيد مي العتيبي بأن ذلك يشمل أيضاً تكليف فرق ميدانية لمتابعة الخدمات الإرشادية والتوجيهية والخدمات المساندة التي تتضمن خدمات السقيا وتقديم وجبات الإفطار والسحور وغيرها من منظومة خدمات مخصصة لقاصدات المسجد الحرام. قائلة: «أُعد أيضاً جدولاً للمعتكفات للاستفادة من أوقاتهن من خلال إعداد الحلقات القرآنية لهن عن طريق تفعيل مبادرة (ورتل)، وكذلك بعض الدروس وفوائد الاعتكاف وأحكامه».

يُنظّم الاعتكاف في المسجد الحرام بتصاريح إلكترونية وباركود (الرئاسة العامة لشؤون المسجدين الحرام والنبوي)

- الترجمة الفورية
ولأن المعتكفات في الحرم المكي من جنسيات متعددة، فلا يغيب دور الترجمة عن هذه الجهود، وبسؤال مي العتيبي عن الأمر تقول: «للترجمة دورٌ يتجلى بجهود منسوبات الوكالة المساعدة للغات والترجمة النسائية في هذه الأيام الفضيلة، إذ تقدم الموظفات الترجمة الفورية عبر الخط الساخن، وكذلك يُقدّمن التوجيه الديني والإرشاد المكاني بلغات مختلفة».
وتؤكد مي العتيبي تنوع المبادرات والبرامج النوعية النسائية المقدمة للمعتكفات، مثل تفعيل مبادرة «بلغتكم»، التي تعنى بترجمة خطب الجمعة وقد فُعّلت داخل الأروقة النسائية عن طريق توزيع «الباركود» الخاص بمنصة منارة الحرمين القائمة على ترجمة الخطبة، وكذلك توزيع السماعات الخاصة بالمبادرة، التي تساعد القاصدة على سماع الخطبة مترجمة بلغتها.
ومبادرة «قيم رمضانية» المقدمة في موسمها الثاني وتُنظّم بعدة لغات تشمل: الإنجليزية، والأوردية، والأوزبكية، والفارسية، والتركية وغيرها من اللغات. كما تحتوي على مسارات وبرامج عدّة لبيان فضل وثمرات استثمار الأوقات في الشهر الكريم، إذ احتوى المسار الأول «التهيئة» على برنامج «تُقى»، الذي يهدف إلى تهيئة القاصدات لاستقبال الموسم، واستثمار الأوقات بالطاعات، في حين يتضمن المسار الثاني استثمار الأوقات عبر برنامج «قناديل الرحمة»، الذي يُبيّن ثمرات الصيام في الشهر المبارك والأخطاء الشائعة التي ينبغي الابتعاد عنها.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

الرسوم الجمركية تهدد النمو الاقتصادي... و«المركزي الأوروبي» يحذّر من تداعيات الحرب التجارية

مبنى «البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)
مبنى «البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)
TT

الرسوم الجمركية تهدد النمو الاقتصادي... و«المركزي الأوروبي» يحذّر من تداعيات الحرب التجارية

مبنى «البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)
مبنى «البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)

أشار صناع السياسة في «البنك المركزي الأوروبي»، يوم الثلاثاء، إلى أن أسعار الفائدة بمنطقة اليورو ستستمر في الانخفاض، مع القضاء على التضخم إلى حد كبير، في حين أن النمو الاقتصادي الضعيف، الذي قد يتفاقم بسبب الرسوم الجمركية الأميركية، قد يصبح القضية الكبيرة التالية التي تواجه المنطقة.

وخفض «المركزي الأوروبي» أسعار الفائدة 3 مرات هذا العام، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى في كل اجتماع لـ«لجنة السياسة» حتى يونيو (حزيران) المقبل على الأقل، مع تجنب المنطقة ركوداً آخر، وفق «رويترز».

وفي هذا السياق، قال رئيس «البنك المركزي»، البرتغالي ماريو سينتينو، إن الاقتصاد يواجه ركوداً، محذراً بأن «المخاطر تتراكم نحو الهبوط»، مشيراً إلى أن الرسوم الجمركية التي هدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرضها تشكل تهديداً إضافياً.

وحذر سينتينو أيضاً بأن تأخر «البنك المركزي الأوروبي» في خفض أسعار الفائدة قد يزيد من خطر انخفاض التضخم إلى ما دون المستوى المستهدف.

من جانبه، أوضح نائب رئيس «البنك المركزي الأوروبي»، لويس دي غيندوس، أن النمو أصبح الشغل الشاغل للبنك، مشيراً إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى ظهور دورة مدمرة من الحروب التجارية.

وقال دي غيندوس لصحيفة «هلسنغن سانومات» الفنلندية: «القلق بشأن التضخم المرتفع تحول الآن إلى القلق بشأن النمو الاقتصادي».

وأضاف: «عندما نفرض الرسوم الجمركية، فيجب أن نكون مستعدين لرد فعل من الطرف الآخر، وهو ما قد يؤدي إلى بداية حلقة مفرغة».

وأكد دي غيندوس أن «هذا الأمر قد يتحول في نهاية المطاف إلى حرب تجارية، وهو ما سيكون ضاراً للغاية بالاقتصاد العالمي».

وتابع: «هذا سيؤدي إلى ضعف النمو، وارتفاع التضخم، وتأثير على الاستقرار المالي، في وضع يعدّ خسارة لجميع الأطراف».

وكان ترمب قد أعلن هذا الأسبوع أنه سيفرض رسوماً جمركية كبيرة على أكبر 3 شركاء تجاريين للولايات المتحدة: كندا والمكسيك والصين، فور توليه منصب الرئاسة.

وبشأن تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على النمو في أوروبا، فقد قال رئيس «البنك المركزي الفرنسي»، خلال مؤتمر للمستثمرين الأفراد في باريس، إن تأثير التضخم في أوروبا قد لا يكون كبيراً.

وقال فرنسوا فيليروي دي غالهاو: «قد يكون تأثير التضخم محدوداً نسبياً في أوروبا، ولكن أسعار الفائدة طويلة الأجل التي تحددها السوق لديها ميل معين لعبور المحيط الأطلسي».

وأضاف: «لا أعتقد أن هذا سيغير كثيراً بالنسبة إلى أسعار الفائدة قصيرة الأجل في أوروبا، ولكن أسعار الفائدة طويلة الأجل قد تشهد تأثيراً انتقالياً».

من جهته، أضاف محافظ «البنك المركزي الفنلندي»، أولي رين، تحذيراً بخصوص النمو، متوقعاً أن يظل النشاط الاقتصادي ضعيفاً مع انتعاش بطيء، وهو ما قد يدفع «البنك المركزي الأوروبي» إلى خفض سعر الفائدة إلى المعدل المحايد الذي لا يعوق النمو الاقتصادي، بحلول أوائل الربيع المقبل.

وعلى الرغم من أن المعدل المحايد ليس رقماً ثابتاً، فإن معظم خبراء الاقتصاد يرون أنه في نطاق بين اثنين و2.5 في المائة، وهو أقل كثيراً من المستوى الحالي لـ«البنك المركزي الأوروبي» البالغ 3.25 في المائة.

ولا يُتوقع أن تتوقف أسعار الفائدة عند المعدل المحايد؛ إذ تتوقع سوق المال أن يهبط سعر الفائدة على الودائع إلى 1.75 في المائة العام المقبل، وهو مستوى من شأنه تحفيز النمو.

وقال رين: «إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية على منتجات دول أخرى، سواء أكانت بنسبة 10 أم 20 في المائة، وردّ الجميع، فإن جميع الأطراف ستخسر».

وأضاف أنه «في هذه الحالة، فإن الولايات المتحدة ستخسر أكثر؛ لأن الدول الأخرى قد توجه صادراتها إلى أسواق أخرى، في حين ستواجه الشركات الأميركية الرسوم الجمركية نفسها في كل مكان».

في المقابل، انخفض، يوم الثلاثاء، مؤشر رئيسي لتوقعات التضخم بمنطقة اليورو على المدى البعيد في السوق إلى أقل من اثنين في المائة لأول مرة منذ يوليو (تموز) 2022، في دلالة على اعتقاد المستثمرين أن النمو المتعثر قد يؤدي إلى تضخم أقل من الهدف المحدد من قبل «البنك المركزي الأوروبي». وأظهرت بيانات «بورصة لندن» أن مبادلة التضخم الآجلة لمدة 5 سنوات تراجعت إلى 1.9994 في المائة، وهو انخفاض حاد نسبياً مقارنة بأكثر من 2.2 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتعكس هذه المبادلة توقعات المستثمرين بشأن التضخم خلال فترة الـ5 سنوات التي تبدأ بعد 5 سنوات من الآن.

لماذا يعدّ ذلك مهماً؟

يعدّ «البنك المركزي الأوروبي» محافظاً على تناغم دقيق مع توقعات التضخم لدى المستثمرين والأسر والشركات. ويعتقد كثير من خبراء الاقتصاد أن هذه التوقعات يمكن أن تتحول إلى نبوءة تحقق ذاتها، حيث يزيد المستهلكون من إنفاقهم الآن لتجنب ارتفاع الأسعار في المستقبل أو العكس. في عام 2014، أشار رئيس «البنك المركزي الأوروبي» السابق، ماريو دراغي، إلى مبادلة التضخم لمدة 5 سنوات، التي كانت آنذاك أقل قليلاً من اثنين في المائة، بوصف الأمر مقلقاً لـ«البنك المركزي». ومنذ عام 2022، كان «المركزي الأوروبي» يواجه خطر الانكماش بوصفه مصدر قلق رئيسياً.

ومن المرجح أن يعزز هذا الانخفاض الأخير من التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل «المركزي الأوروبي».

وانخفض التضخم في منطقة اليورو من أعلى مستوى قياسي بلغ 10.6 في المائة خلال أكتوبر 2022، إلى 1.7 في المائة خلال سبتمبر من هذا العام، قبل أن يرتفع مجدداً إلى اثنين في المائة خلال أكتوبر الماضي. ومن المتوقع إصدار بيانات نوفمبر (تشرين الثاني) يوم الجمعة المقبل. ووفقاً للمحللين، فقد ساهمت عوامل عدة في تهدئة نمو الأسعار، مثل تطبيع سلاسل التوريد التي تأثرت بجائحة «كوفيد19»، وانخفاض أسعار الطاقة بعد الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى رفع أسعار الفائدة من قبل «البنك المركزي».

كما أظهرت بيانات مسح يوم الجمعة أن نشاط الأعمال في منطقة اليورو تراجع بشكل حاد في نوفمبر الحالي أكثر مما كان متوقعاً، مما زاد من المخاوف بشأن ضعف النمو بالمنطقة.

في هذا السياق، قال كبير خبراء الاقتصاد في «البنك المركزي الأوروبي»، فيليب لين، يوم الاثنين، إن التضخم قد ينخفض إلى ما دون الهدف في حال استمر النمو الضعيف. وأشار لين، في تصريحات نقلتها صحيفة «ليزيكو» الفرنسية، إلى أنه «ينبغي ألا تظل السياسة النقدية مقيدة لفترة طويلة، وإلا فإن الاقتصاد لن ينمو بالقدر الكافي، وأعتقد أن التضخم سيهبط إلى ما دون الهدف».