تسريبات «البنتاغون» حول «الموساد» تدفع بمسؤول إسرائيلي لزيارة واشنطن

متظاهر في تل أبيب يحمل علم الولايات المتحدة خلال احتجاجات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته (رويترز)
متظاهر في تل أبيب يحمل علم الولايات المتحدة خلال احتجاجات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته (رويترز)
TT

تسريبات «البنتاغون» حول «الموساد» تدفع بمسؤول إسرائيلي لزيارة واشنطن

متظاهر في تل أبيب يحمل علم الولايات المتحدة خلال احتجاجات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته (رويترز)
متظاهر في تل أبيب يحمل علم الولايات المتحدة خلال احتجاجات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته (رويترز)

في أعقاب التوتر الذي سبّبه نشر الملفات السرية التي سُربت من «البنتاغون»، وبينها وثيقة تقول إن مسؤولين في جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية يشاركون في قيادة مظاهرات الاحتجاج ضد خطة حكومة بنيامين نتنياهو للانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف الجهاز القضائي، يغادر المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية إيال زامير، إلى واشنطن (الخميس) للتداول في الموضوع والعمل على تقليص الأضرار.
وأعربت مصادر سياسية في تل أبيب عن أملها في أن يتاح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن يُدعى إلى البيت الأبيض لـ«تصليح الأضرار»، علماً بأن إدارة الرئيس جو بايدن خرجت عن المألوف في العلاقات بين البلدين ولم تدعُ نتنياهو لزيارة البيت الأبيض رغم مرور نحو أربعة أشهر على تشكيله الحكومة.
تثير هذه التسريبات وغيرها موجة سخط لدى إسرائيل، كما هو الحال لدى بقية حلفاء الولايات المتحدة المتضررين من النشر، وهم ينتظرون من «الأخ الكبير» أن يفسر سبب التجسس على بلادهم أولاً، ثم ما كيفية ضمان عدم تكرار ذلك، ولكن الأهم، فحص مدى حقيقة تلك التقارير. وكانت الإدارة الأميركية، من البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي ووزارتي الدفاع والخارجية في واشنطن، قد بعثت برسائل تهدئة إلى إسرائيل بخصوص تلك التسريبات لملفات الاستخبارات السرية لـ«البنتاغون»، والتي تطرقت إلى سلسلة من حلفاء الولايات المتحدة وبينهم إسرائيل.
ونقل موقع «والا» الإخباري في تل أبيب عن مسؤولين إسرائيليين، أن التوجه قامت به الولايات المتحدة في إطار دبلوماسية أوسع لإدارة الرئيس جو بايدن في أنحاء العالم، لتقليص الضرر السياسي الذي وقع نتيجة تسرب الملفات التي تصنَّف على أنها الأكثر سرّية.
وكانت إسرائيل إحدى الدول التي تلقت رسائل تهدئة من هذا القبيل، خصوصاً على ضوء حقيقة أنها أحد حلفاء واشنطن المركزيين في مجال التعاون العسكري والاستخباراتي. وقال مسؤولان إسرائيليان إن رسائل التهدئة نُقلت من الولايات المتحدة إلى إسرائيل من خلال قنوات مختلفة، فيما كشف مصدر إسرائيلي عن أن مسؤولين في «البنتاغون» تحدثوا مع نظرائهم في وزارة الدفاع، وشددوا على التزامهم بالعلاقات الأمنية بين البلدين، وأشاروا إلى فتح تحقيق، وطلبوا من إسرائيل عدم المبالغة في الرد على التسريبات، وعندها تقرر أن يصل زامير إلى «البنتاغون» لمتابعة الموضوع من كثب.
مصدر إسرائيلي آخر قال إن المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية توجهوا إلى نظرائهم في الخارجية الإسرائيلية، لتهدئة الوضع، وشددوا على وجود تحقيق يهدف إلى إيجاد مصدر التسريب. المعروف أن أحد الملفات السرية التي سُربت ونُشرت في عدة وسائل إعلامية أميركية، تطرق إلى إسرائيل وكشف أن جهات من «الموساد» تشارك في قيادة الاحتجاجات ضد خطة الحكومة الانقلابية، وسارع جهاز «الموساد» وديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى نفيه، واصفين التسريب بالكذب.
وأثار التسريب إحراجاً كبيراً لإدارة بايدن لأنه أظهر أن الولايات المتحدة تتجسس حتى على إسرائيل التي تعد أحد حلفائها المركزيين في العالم، كما أظهر التسريب وجود اختراق أمنى كبير في وزارة الدفاع الأميركية ومجتمع الاستخبارات الأميركي، ومن الممكن أن يكون له تأثير على التعاون الاستخباراتي بين إسرائيل والولايات المتحدة وتعريض أسرار تتشارك بها إسرائيل مع الولايات المتحدة للخطر.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

نتنياهو يرى أن المرحلة الثانية اقتربت في غزة... ويرهنها بـ «إنهاء حكم حماس»

TT

نتنياهو يرى أن المرحلة الثانية اقتربت في غزة... ويرهنها بـ «إنهاء حكم حماس»

نتنياهو يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس في القدس يوم الأحد (رويترز)
نتنياهو يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس في القدس يوم الأحد (رويترز)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستنتقل قريباً إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في قطاع غزة، لكنه رهن ذلك بإنهاء حكم حركة «حماس» ونزع سلاحها، وواصفاً المرحلة بأنها «أكثر صعوبة».

وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس في إسرائيل، الأحد، «انتهينا من الجزء الأول؛ كما تعلمون، المرحلة الأولى. نحن على وشك الانتهاء. بعد عودة جثمان آخر رهينة، الرقيب ران غفيلي، تجب إعادته إلى هنا. نتوقع الانتقال قريباً إلى المرحلة الثانية، وهي أصعب، أو على الأقل بنفس صعوبة الأولى. لم يكن أحد يتوقع أن يضغط ترمب على (حماس) لإطلاق سراح الرهائن، لكننا نجحنا. والآن المرحلة الثانية، من أجل نزع سلاح (حماس) ونزع سلاح غزة. وهناك مرحلة ثالثة، وهي نزع التطرف من غزة».

وبحسب تقارير سابقة يُفترض أن يُعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، انتقال عملية السلام في غزة إلى مرحلتها الثانية، قبل أعياد الميلاد.

وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق انسحاباً إسرائيلياً إضافياً من أجزاء من غزة، ونشر قوة دولية للاستقرار، وبدء العمل بهيكل الحكم الجديد الذي يتضمن «مجلس السلام» بقيادة ترمب.

ورأى نتنياهو أن «السلام الآن في متناول اليد، بعد الضربات الإسرائيلية ضد المحور الإيراني»، وقال إنه سيناقش هذه المسألة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي سيلتقيه هذا الشهر كما سيناقش معه «كيفية إنهاء حكم (حماس) في غزة؛ لأن هذا جزء أساسي من ضمان مستقبل مختلف لغزة ومستقبل مختلف لنا».

كما جدد نتنياهو رفضه لفكرة وجود دولة فلسطينية، زاعماً أن «هدف الدولة الفلسطينية هو تدمير الدولة اليهودية الوحيدة».

وقال: «كان لديهم بالفعل دولة في غزة، دولة بحكم الأمر الواقع، واستُخدمت لمحاولة تدمير الدولة اليهودية الوحيدة. نعتقد أن هناك سبيلاً للدفع بسلام أوسع نطاقاً مع الدول العربية، وطريقاً آخر لإرساء سلام عملي مع جيراننا الفلسطينيين، لكننا لن ننشئ على عتبتنا هنا دولةً ملتزمةً بتدميرنا».

ميرتس يكسر العزلة

مثلت زيارة ميرتس كسراً لعزلة أوروبية على نتنياهو وحكومته على خلفية الحرب في غزة، وتجاهله لتفاهمات ومطالب فردية وجماعية بإدخال المساعدات إلى القطاع ووقف الحرب التي دمرت القطاع الفلسطيني، فضلاً عن صدور مذكرة بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.

سيدة فلسطينية في مخيم الشاطئ بغزة تحمل طفلها يزن أبو فول الذي يعاني من سوء تغذية حاد في يوليو الماضي (إ.ب.أ)

وقال ميرتس الذي أثار استياء السلطات الإسرائيلية بقراره في أغسطس (آب) الماضي، فرض حظر جزئي على صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل رداً على تكثيفها قصف غزة، «إن الوقوف إلى جانب هذا البلد (إسرائيل) يشكل جزءاً من جوهر سياسة جمهورية ألمانيا الاتحادية الثابت والأساسي، وسوف يظل كذلك». وأضاف ميرتس، الذي رفع هذا الحظر في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد وقف هش لإطلاق النار: «شكلت تصرفات الجيش الإسرائيلي في غزة بعض المعضلات بالنسبة لنا (...)، وقمنا بالرد عليها». ومع ذلك، فقد استبعد ميرتس توافر شروط اعتراف ألمانيا بدولة فلسطينية في «المستقبل المنظور». ورأى أن «المهم الآن هو تنفيذ خطة السلام خطوة خطوة».

وقال المستشار الألماني، إن توجيه دعوة إلى نتنياهو لزيارة ألمانيا «ليس مطروحاً في الوقت الحالي»، مضيفاً: «لا يوجد في الوقت الحالي داعٍ للحديث عن ذلك. إذا سمح الوقت، فقد أوجه دعوة كهذه في الوقت المناسب، لكن هذا ليس موضوعاً مطروحاً بالنسبة لكل منا في الوقت الحاضر».

لقاء سري مع بلير

في غضون ذلك، كشفت وسائل إعلام عبرية عن لقاء سري، عُقد قبل أسبوع تقريباً، وجمع نتنياهو، برئيس وزراء بريطانيا السابق، توني بلير، لبحث ترتيبات اليوم التالي في غزة.

وقالت مصادر إسرائيلية لهيئة البث الرسمية «كان» إن بلير يعمل على «مبادرة تسمح بتولي السلطة الفلسطينية إدارة مناطق محددة في قطاع غزة؛ على أن يبدأ ذلك أولاً بشكل تجريبي، ويمكن أن يتحول إلى دائم في حال حقق نجاحاً».

وبحسب «كان» فإن «الجهات الأمنية في إسرائيل ناقشت المقترح، ولم يتم رفض المبادرة المطروحة بشكل قاطع»، لكن ديوان رئيس الوزراء امتنع عن التعليق بشأن هذا الموضوع.

وأكدت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عقد الاجتماع، وقال مصدر مطلع للصحيفة إن بلير يعمل بشكل وثيق مع المبعوث الأميركي جاريد كوشنر (صهر ومستشار ترمب) لتعزيز تشكيل هيئة انتقالية فلسطينية من المفترض أن تدير القطاع بدلاً من «حماس».

لكن المصدر نفى بشدة ما أوردته قناة «كان» حول عرض بلير خلال الاجتماع خطة لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة تدريجياً.

وجاء لقاء بلير بنتنياهو في كل الأحوال، بعد لقائه في رام الله حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني، في نهاية الشهر الماضي.

الشيخ وفريقه يلتقي بلير وفريقه في رام الله نوفمبر الماضي (موقع الشيخ على إكس)

وقال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن «الشيخ أبلغ بلير بأن السلطة لن تتنازل عن الحكم في قطاع غزة لأي جهة أو مسمى أو قوة». وأضاف أن الرسالة نفسها وصلت إلى الجانب الأميركي».

وشرح المصدر وجهة نظر رام الله بالقول: «من سيضبط الأمن في الشارع؟... من سيتعامل مع المواطنين أو يعتقل المخالفين للقانون، وينظم شؤون الحياة؟... لا يمكن لجهة أجنبية أن تقوم بذلك، ولن يسمح بالتعامل مع الفلسطينيين إلا من خلال فلسطيني».

وترى السلطة أن إدارة الشؤون الفلسطينية هي وظيفة اللجنة الإدارية والشرطة الفلسطينية التي ستحكم غزة، بينما يتولى «مجلس السلام»، والهيئة التنفيذية التي تحته تسوية قضايا أخرى متعلقة بضمان تطبيق الاتفاق بما يشمل انسحاب إسرائيل من القطاع، ودفع عملية إعادة الإعمار.

ووفقاً للمسؤولين الأميركيين، سيكون «مجلس السلام» بقيادة ترمب، والذي سيضم نحو 10 قادة من دول عربية وغربية، على قمة هيكل الحكم الجديد في غزة، وسيأتي تحته مجلس تنفيذي دولي يضم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ومستشاري ترمب جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، إضافة إلى مسؤولين كبار من الدول الممثلة في «مجلس السلام».

أما الحكومة الفلسطينية في القطاع، فستكون «حكومة تكنوقراط» تعمل تحت المجلس التنفيذي، وستضم بين 12 و15 فلسطينياً ممن لديهم خبرة إدارية وتجارية وغير منتمين إلى الفصائل الفلسطينية.

وترى السلطة أن القوات الدولية «يجب أن تكون مهمتها مهمة الفصل بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، وتقديم الحماية للشعب الفلسطيني».

وبحسب المصدر «لم يتم الاتفاق على ذلك حتى الآن، وتوجد عقبات من جهة إسرائيل، ولم يرد بلير بشكل واضح أو حاسم»، مشيراً إلى أن «بلير يفترض أن يعود إلى المنطقة في وقت قريب جداً، من أجل مزيد من المشاورات».


«الحرس الثوري»: حرب الـ12 يوماً كانت «تكنولوجية»

سحب الدخان تتصاعد من موقع قصفه الطيران الإسرائيلي في طهران (رويترز)
سحب الدخان تتصاعد من موقع قصفه الطيران الإسرائيلي في طهران (رويترز)
TT

«الحرس الثوري»: حرب الـ12 يوماً كانت «تكنولوجية»

سحب الدخان تتصاعد من موقع قصفه الطيران الإسرائيلي في طهران (رويترز)
سحب الدخان تتصاعد من موقع قصفه الطيران الإسرائيلي في طهران (رويترز)

أكد القائد العام لـ«الحرس الثوري» الإيراني، اللواء محمد باكبور، أن حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل وأميركا في يونيو (حزيران) الماضي، كانت «حرباً تكنولوجية»، وقال: «يعلم العدو يقيناً أنه إذا أراد، لا سمح الله، اتخاذ إجراء ضد الجمهورية الإسلامية، فسيواجه رداً أشد وأكثر قسوة من الفترة السابقة».

وأضاف أنه عندما بدأت إسرائيل والولايات المتحدة الحرب «شعرتا بناءً على التنسيق المُسبق بينهما أنها ستتحول إلى حرب مشتركة في الأيام الأولى. أي أن الكيان سيقصف مراكز الصواريخ والقيادة لدينا، ومن ناحية أخرى، ستبدأ العناصر الإرهابية والانفصالية عملياتها المسلحة على الحدود وتُحدث فوضى عارمة في الداخل».

القائد العام لـ«الحرس الثوري» الإيراني اللواء محمد باكبور (وكالة مهر)

وأعلن أنه «بعد ساعات قليلة» على الهجوم الصاروخي الإيراني على القاعدة الأميركية في الدوحة، «قال الأميركيون إنه إذا لم تضربوا، فلن نضرب مرة أخرى... أخيراً، ساد جو أن الهدف الذي رسموه للحرب، والتخطيط الذي وضعوه، لا يمكن تحقيقه، وأخطأوا خطأً فادحاً في تقديراتهم، ظنوا أنه باستشهاد عدد من قادتنا العسكريين وضرب قواعدنا ومراكزنا، سيخرج الجميع إلى الشوارع وستحدث أعمال شغب».

وأعلن اللواء باكبور أن هذه الحرب «كانت حرباً للتكنولوجيا والتقنية... كنا بالتأكيد بعيدين كل البعد عن خصمنا في هذا الصدد، لأنه لم يكن النظام الصهيوني وحده هو من واجهنا، بل كان الأميركيون والأوروبيون والعديد من الدول الأخرى أيضاً، وقاتلنا بتكنولوجيا العالم. رأينا في مجالات الاستخبارات أن الذكاء الاصطناعي كان قضية أساسية لنا وللطرف الآخر، وقد استُخدم في مجالات مختلفة، بما في ذلك الرصد وتحديد الأهداف».


عراقجي: مستعدون لمفاوضات نووية جدّية مع واشنطن

صور لقادة عسكريين وعلماء نوويين قُتلوا في الضربات الإسرائيلية على إيران خلال يونيو الماضي (رويترز)
صور لقادة عسكريين وعلماء نوويين قُتلوا في الضربات الإسرائيلية على إيران خلال يونيو الماضي (رويترز)
TT

عراقجي: مستعدون لمفاوضات نووية جدّية مع واشنطن

صور لقادة عسكريين وعلماء نوويين قُتلوا في الضربات الإسرائيلية على إيران خلال يونيو الماضي (رويترز)
صور لقادة عسكريين وعلماء نوويين قُتلوا في الضربات الإسرائيلية على إيران خلال يونيو الماضي (رويترز)

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مقابلة مع وكالة الأنباء اليابانية «كيودو»، إن طهران «لم تقتنع بعد» بأن واشنطن مستعدة لمفاوضات «جدية وحقيقية»، لكنه، استدرك: «إذا غيروا نهجهم وأصبحوا مستعدين لمفاوضات عادية ومتبادلة، فنحن أيضاً مستعدون».

وخلال هذه المقابلة، طلب عراقجی من اليابان؛ نظراً إلى تجاربها السابقة في التعامل مع الحوادث النووية، أن تقدم معرفتها وخبرتها لطهران؛ حتى تتمكن من تأمين المنشآت النووية التي تضررت من الهجمات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة.

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ب)

وقال عراقجي إن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية «هو أكبر انتهاك للقوانين الدولية»، مضيفاً أن «المنشآت النووية الإيرانية تعرضت للقصف والتدمير والتلف الشديد»، وأن هذه الهجمات «ربما تكون أكبر انتهاك للقوانين الدولية» ضد منشأة نووية تحت ضمانات ورقابة «الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

الحوار العادل والمتوازن

وأكد، في إشارة إلى المفاوضات النووية المتوقفة بين إيران وأميركا، أن طهران لا تزال منفتحة على الدبلوماسية، ولكن فقط في ظل ظروف تكون فيها نتيجتها «عادلة ومتوازنة». وأضاف: «هذا الأمر يعتمد على أميركا».

صورة من قمر «ماكسار» تُظهر «مجمع فوردو» بعد أن شنَّت الولايات المتحدة ضربات على المنشأة النووية تحت الأرض بالقرب من مدينة قم في إيران (رويترز)

وأوضح أن طهران تشكك في نتائج الحوار بسبب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015، ودعمها الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران. وأضاف: «إذا غيروا نهجهم وأصبحوا مستعدين لمفاوضات عادية ومتبادلة، فنحن أيضاً مستعدون. لكن التفاوض يختلف عن الإملاء. نحن لم نقتنع بعد بأنهم مستعدون لمفاوضات حقيقية وجدية».

وقال عراقجي إن «الخلاف الرئيسي لا يزال يتمثل في رفض واشنطن الاعتراف بحق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية»؛ بما في ذلك تخصيب اليورانيوم، بموجب «معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)» وهي معاهدة ترفض إسرائيل الانضمام إليها.

وأضاف أن طهران مستعدة لقبول قيود على «مستويات التخصيب» وأنواع أجهزة الطرد المركزي، مؤكداً أن المفاوضات «يمكن أن تتقدم بسرعة إذا تبنت أميركا نهجاً متبادلاً، وقبلت بالبرنامج النووي السلمي الإيراني، وألغت العقوبات».

أعضاء «لجنة الأمن القومي» البرلمانية يتفقدون «مفاعل طهران للأبحاث النووية» (أرشيفية - الطاقة الذرية الإيرانية)

وأشار إلى تجربة اليابان في إدارة تداعيات الأزمات النووية، قائلاً: «ليس لديّ أي شك في أن اليابان لديها معرفة قيمة بشأن تعزيز أمان المنشآت النووية، ويمكن مشاركة هذه المعرفة مع إيران». وأشار إلى تجارب اليابان في مجال الإجراءات البيئية والطبية والفنية بعد القصف النووي وحادث محطة فوكوشيما النووية.

وأكد عراقجي أن أي تعاون محتمل بين إيران واليابان سيكون متعلقاً فقط بـ«الأمان الفني» وليس بالتفتيش؛ لأن التفتيش يقع بالكامل ضمن مسؤولية «الوكالة الدولية». وأضاف: «في الجانب الفني لهذه التحديات الأمنية، سيكون التعاون مع اليابان مفيداً للغاية».

ووفقاً له، فإن إيران تواجه الآن مزيجاً معقداً من التهديدات الأمنية وبشأن الأمان لم تشهده من قبل، بما في ذلك التدمير الهيكلي واحتمال تسرب المواد المشعة بعد هجمات يونيو (حزيران) 2025.

صور جنرالات وعلماء نوويين إيرانيين قُتلوا خلال غارات إسرائيلية معلقةً بشارع في طهران ووراءها دخان يتصاعد من موقع استُهدف يوم 15 يونيو (أ.ف.ب)

وقال عراقجي: «لا توجد سابقة لقصف منشأة نووية سلمية»، وذلك «أظهر أن هناك فجوة كبيرة في إجراءات (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) بشأن كيفية تفتيش وتقييم مثل هذه المنشآت».

وأوضح أن «إيران و(الوكالة) توصلتا في وقت سابق من هذا العام خلال (مفاوضات القاهرة) إلى إطار تعاون لوضع آلية عملية للتفتيش و(تثبيت) المنشآت المتضررة من الهجمات العسكرية. ومع ذلك، فقد أُضعف هذا الاتفاق عندما أقدمت الولايات المتحدة و3 دول أوروبية أعضاء في الاتفاق النووي على إعادة عقوبات مجلس الأمن السابقة».