تقنيات حديثة للواقع الافتراضي والعروض فائقة الدقة

كاميرا كروية للتصوير المجسم وذاكرة جديدة أسرع بألف مرة وتلفزيون فائق الدقة بنظام تشغيل مفتوح المصدر

 كاميرا «أوزو»  تسهل تصوير العروض السينمائية المجسمة
كاميرا «أوزو» تسهل تصوير العروض السينمائية المجسمة
TT

تقنيات حديثة للواقع الافتراضي والعروض فائقة الدقة

 كاميرا «أوزو»  تسهل تصوير العروض السينمائية المجسمة
كاميرا «أوزو» تسهل تصوير العروض السينمائية المجسمة

من النادر حدوث قفزات ثورية في عالم التقنية، ذلك أنه يتطور بشكل تدريجي، إلا أن باحثين استطاعوا تطوير تقنية للذاكرة أسرع بألف مرة من الذاكرة الحالية، الأمر الذي من شأنه تقديم برامج وتطبيقات غير مسبوقة في مجالات الترفيه والعلوم والدراسات. كما طورت كاميرا جديدة تستطيع تصوير جميع ما يحدث من حولها في 360 درجة، والسماح للمستخدم باختيار زاوية العرض في أي وقت، الأمر الذي يفتح الآفاق نحو عروض سينمائية تفاعلية للمستخدمين وتطوير تقنيات الواقع الافتراضي بشكل كبير، ما يجعل عملية تسجيل اللحظات المهمة أكثر عمقا. وأخيرا أطلق تلفزيون جديد فائق الدقة في المنطقة العربية يعمل بنظام التشغيل «تايزن» مفتوح المصدر يقدم درجات وضوح عالية جدا.

كاميرا الواقع الافتراضي

بعدما باعت «نوكيا» قسم التقنيات الجوالة لـ«مايكروسوفت» في عام 2013 قالت الشركة بأنها ستعمل على التركيز على تقنيات الخرائط وبنية الشبكات وتقنيات متقدمة أخرى. وكشفت الشركة حديثا عن أولى تلك التقنيات المتقدمة، والمتمثلة بكاميرا كروية غير اعتيادية اسمها «أوزو» Ozo تستطيع التقاط الصور وتسجيل الصوتيات في 360 درجة من حول المستخدم، الأمر الذي من شأنه تحويل قطاع الواقع الافتراضي إلى تجربة يومية.
وتستهدف الشركة قطاع الإنتاج السينمائي ومطوري تطبيقات الكومبيوتر والأجهزة الإلكترونية، حيث تستطيع الكاميرا جلب عالم الواقع الافتراضي بمجرد تصوير البيئة من حولها، ومن دون الحاجة إلى الدخول في تصاميم رقمية معقدة، حيث يكفي المستخدم نسخ الفيلم النهائي إلى الكومبيوتر والضغط على أزرار الاتجاهات أثناء مشاهدة العرض (عبر تطبيق خاص) لتحريك زاوية العرض في أي وقت، وتغيير زاوية سماع الأصوات وفقا لذلك. وتحتاج الكاميرا إلى دقائق قليلة بعد الانتهاء من تصوير العرض لتحويله إلى صيغة الواقع الافتراضي مقارنة بساعات طويلة في الصيغة الرقمية.
ويتكون النظام من 8 كاميرات متباعدة بمسافات تقارب المسافة بين عيني الإنسان مع تقديم 8 ميكروفونات مدمجة حول الكاميرات. ويمكن وضع النظام على منصات ثلاثية الأرجل قياسية وإنتاج العروض النهائية في امتدادات قياسية كذلك، ومشاهدة العروض على نظارات الواقع الافتراضي المختلفة، مثل «أوكيوليس ريفت» و«إتش تي سي فايف» أو على منصات العروض المجسمة 3D، مثل «يوتيوب». وتحتوي الكاميرا على بطارية مدمجة وذاكرة تخزينية، مع توفير القدرة على التحكم بها من خلال تطبيق متصل بها عبر تقنية «واي فاي» اللاسلكية. ويتوقع أن تطرح الكاميرا قبل نهاية العام الحالي.
وكانت شركة «غوبرو» GoPro قد أعلنت في مايو (أيار) الماضي عن تطوير كاميرا كروية لتسجيل العروض تجسيميا، مع تطوير نظام يتكون من 16 كاميرا يتوافق مع نظام «غوغل جامب» Google Jump المتخصص بتقنيات الواقع الافتراضي لإنتاج العروض السينمائية.

ذاكرة ثورية

وطورت شركة «إنتل» بالتعاون مع «مايكرون» نوعا جديدا من الذاكرة لتخزين البيانات بكثافة أكبر وسرعة وصلابة أعلى مقارنة بالتقنيات السابقة اسمها «3 دي كروس بوينت» 3D XPoint والتي تصل مستويات سرعتها إلى ألف ضعف سرعة الذاكرة الحالية. وتتخلى هذه الذاكرة عن استخدام الترانزستورات وتعتمد عوضا عن ذلك على خصائص فيزيائية مرتبطة بتغيير المقاومة الكهربائية لحالة المادة بكميات كبيرة، وبشكل مجسم يقدم كثافة أعلى بـ10 مرات من الذاكرة التقليدية. ولا يتوقع أن تصبح هذه الذاكرة بديلة عن الذاكرة العشوائية RAM أو ذاكرة التخزين، بل ستعمل إلى جانبها لتجعل البيانات أقرب وأسرع إلى المعالج، خصوصا أنها تحتفظ بالبيانات لدى إعادة تشغيل الجهاز أو إيقافه عن العمل، ولفترات مطولة.
ومن شأن هذه التقنية خفض الزمن المطلوب لمعالجة البيانات وتسريع جميع العمليات بشكل كبير، الأمر الذي كان يشكل عقبة أمام المبرمجين لعقود طويلة. وبدأت الشركة إنتاج هذه الذاكرة، ويتوقع طرحها في العام المقبل لتشمل تطبيقاتها مجالات تحليل البيانات ومحاكاة الأمراض والأوبئة وتطوير العقاقير الطبية المتقدمة بسرعة أكبر، بالإضافة إلى تسهيل عملية التعرف على عمليات السرقات والفساد المالي أثناء حدوثها، ورفع مستويات الترفيه المنزلي والألعاب الإلكترونية إلى الدقة الفائقة أو أكثر، حيث تسمح بمشاهدة عروض الفيديو فائقة الدقة عبر الإنترنت من دون تقطع، وتلغي الحاجة إلى الانتظار لتحميل الألعاب الإلكترونية من القرص الصلب إلى الذاكرة على الإطلاق، وغيرها من الإيجابيات الأخرى.
ولفهم دور هذه الذاكرة، يجب التعرف عن كثب على الفئات الحالية، حيث إن الذاكرة العشوائية RAM سريعة جدا (ومكلفة) ولكنها لا تستطيع الاحتفاظ بالبيانات إلا أثناء وجود التيار الكهربائي، ولا تقدم سعات كبيرة مقارنة بأقراص الحالة الصلبة SSD. وبالحديث عن تقنيات التخزين، تستطيع أقراص الحالة الصلبة تخزين أضعاف كميات البيانات مقارنة بالذاكرة العشوائية، والاحتفاظ بها لفترات طويلة وهي أقل تكلفة، ولكنها أقل سرعة من الذاكرة العشوائية، وبفارق كبير.
وتضع ذاكرة «3 دي كروس بوينت» نفسها في منطقة متوسطة بن هاتين الذاكرتين، إذ تستطيع تخزين كميات كبيرة جدا من البيانات وتقديمها بسرعات عالية تقارب سرعات الذاكرة العشوائية. ويمكن قريبا الحصول على كومبيوتر بذاكرة 1 تيرابايت تعمل وكأنها وحدة تخزين وذاكرة عشوائية في الوقت نفسه، للحصول على سرعات عالية جدا لكميات ضخمة من البيانات، ومن دون فقدانها في حال فقدان التيار الكهربائي.
ويمكن تشبيه التفاصيل التقنية للذاكرة الحالية (تقنيات التخزين NAND التي تعتمد على الترانزستورات) بموقف للسيارات مزدحم تماما، بحيث أن إخراج أي سيارة يتطلب تغيير مواقع الكثير من السيارات الأخرى لفسح المجال أمامها للخروج وإدخال سيارة أخرى. أما التقنية الجديدة فتسمح برفع السيارة مباشرة من مكانها ووضع سيارة أخرى مكانها، الأمر الذي من شأنه رفع السرعة بشكل كبير وإطالة عمر الدارات الإلكترونية في الوقت نفسه. ويتوقع أن تتطلب هذه التقنية تغيير آلية عمل نظم التشغيل الحالية التي تعمل على أساس وجود عالمين من الذاكرة والربط بينهما بأفضل السبل المتوفرة، بالإضافة إلى الحاجة إلى تطوير الدارات الإلكترونية للوحة الرئيسية للجهاز للتعامل مع هذه السرعات الضخمة إلى جانب التعامل مع بيانات بطاقة الذاكرة التي تحتوي على ذاكرة تعمل بسرعات عالية جدا كذلك.

تلفزيون فائق الدقة

وأطلقت «سامسونغ» تلفزيونات جديدة تعمل بتقنية الدقة الفائقة SUHD تستخدم نظام التشغيل «تايزن» Tizen (منصة جديدة مفتوحة المصدر من «سامسونغ» تدعم معايير الإنترنت الأساسية لبناء التطبيقات الخاصة بالتلفزيونات). ويقدم التلفزيون محركا خاصا للشاشة يعيد إنتاج الصور قبل عرضها لرفع جودة الصورة من حيث التباين وقوة الإضاءة وإعادة إنتاج الألوان. كما وتعمل الشاشة بتقنية «نانو كريستال» التي تقدم انعكاسا أوضح للألوان، مع تحليل درجة إضاءة الصورة تلقائيا لخفض استهلاك الطاقة، ولكن مع الحفاظ على مستوى عال من التباين. وتستطيع هذه التلفزيونات إنتاج الصور السوداء والمظلمة بدرجة إضاءة واضحة ومرتفعة أقوى بـ2.5 ضعف مقارنة بالتلفزيونات الأخرى.
ويقدم نظام التشغيل «تايزن» وسيلة للوصول إلى تطبيقات ترفيهية منزلية كثيرة، حيث يمكن مشاهدة عروض الفيديو فائقة الدقة من الإنترنت مباشرة من التلفزيون نفسه باستخدام تطبيقات Amazon وComcast وDirecTV وM - Go، وبكل سهولة. كما يمكن مشاهدة المباريات الرياضية المباشرة وقراءة معلومات عن اللاعبين وإحصائيات متنوعة من على الشاشة نفسها من خلال خدمة Sport Live، مع توفير الكثير من الألعاب الإلكترونية لجميع أفراد العائلة، وتقديم المحور الذكي الجديد Smart Hub فعالية واستجابة أكبر من السابق. التلفزيونات متوفرة في المنطقة العربية بمقاسات تتراوح بين 48 و88 بوصة، وتقدم تصميما بحواف حادة يضيف المزيد من العمق إلى الشاشة.



«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
TT

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)

عرضت شركة «غوغل»، الخميس، تطوّراتها في تكنولوجيا الواقع المختلط، مع إطلاقها نظام تشغيل جديداً لنظارات وخِوَذ الواقعَيْن الافتراضي والمعزَّز، وهو مجال حققت فيه «ميتا» و«أبل» تقدماً كبيراً.

وأطلقت الشركة الأميركية العملاقة «أندرويد إكس آر» المعادل لأجهزتها القائمة على نظام «أندوريد»، وهو نظامها لتشغيل الهواتف المهيمن إلى حد كبير على الهواتف الذكية في العالم، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت «غوغل»، في بيان: «سيُطلق نظام (أندرويد إكس آر) في مرحلة أولى على خِوَذ رأس تغيّر طريقة مشاهدتكم لمقاطع الفيديو، وكيفية عملكم واستكشافكم لمحيطكم».

ويُفترض نشر نظام التشغيل الذي ابتكرته «غوغل»، بالتعاون مع «سامسونغ»، على جهاز من تصنيع المجموعة الكورية الجنوبية، سُمي مؤقتاً بـ«بروجكت موهان»، وسيُباع في العام المقبل.

أما راهناً، فستوفر «غوغلاندرويد اكس آر» بهدف المعاينة للمطورين الراغبين في ابتكار تطبيقات وألعاب في الواقعين الافتراضي والمعزز.

وأكّدت «غوغل» أنّ «خوذ الرأس ستتيح لمستخدمها الانتقال بسهولة من الانغماس التام في بيئة افتراضية إلى الوجود في العالم الحقيقي».

وأشارت الشركة الأميركية إلى استخدامات عدة لها، كمشاهدة مقاطع فيديو أو صور تغطي مجال الرؤية بالكامل أو إظهار جسم ما على الكاميرا وإجراء بحث عبر الإنترنت، بفضل الذكاء الاصطناعي.

وأضافت: «يمكنكم ملء المساحة من حولكم بالتطبيقات والمحتوى، ومع (جيميناي)، المساعد القائم على الذكاء الاصطناعي، يمكنكم أيضاً إجراء محادثات بشأن ما ترونه، أو التحكم بأجهزتكم».

يُفترض أن يعمل «أندرويد إكس آر» أيضاً على نظارات الواقع المعزز التي سيكون «جيميناي» متاحاً باستمرار فيها «لتوفير معلومات مفيدة عندما يحتاج المستخدم إليها، مثل الترجمات أو ملخصات الرسائل، من دون الحاجة إلى استخدام الهاتف. كل شيء سيكون مرئياً أو مسموعاً».

تهيمن شركة «ميتا» حالياً على سوق الواقع المختلط من خلال خوذ «كويست» ونظارات «راي بان»، وكلتاهما تباع بأسعار معقولة مقارنة بخوذ «فيجن برو» من «أبل»، التي يبلغ سعرها 3500 دولار.

وقبل 10 سنوات، أطلقت «غوغل» نظارات «غوغل غلاس» المتصلة، التي لم تلقَ استحسان المستهلكين، مما دفع الشركة للتخلي عنها في النهاية.