واشنطن تراقب «عن كثب» تصرفات الصين في مضيق تايوان

طالبت الإدارة الأميركية بـ«ضبط النفس»

طائرة صينية تحلّق فوق قاعدة عسكرية في مقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين (رويترز)
طائرة صينية تحلّق فوق قاعدة عسكرية في مقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين (رويترز)
TT

واشنطن تراقب «عن كثب» تصرفات الصين في مضيق تايوان

طائرة صينية تحلّق فوق قاعدة عسكرية في مقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين (رويترز)
طائرة صينية تحلّق فوق قاعدة عسكرية في مقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين (رويترز)

أكدت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم (الاثنين)، أنها تراقب «عن كثب» تصرفات الصين في مضيق تايوان، مشيرة إلى أن المناورات العسكرية الصينية «تهدد الأمن والاستقرار» في المنطقة.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، لم تكشف عن اسمه، قوله إن واشنطن تحض على «ضبط النفس»، وذلك بعدما أعلنت بكين أنها «أنجزت بنجاح» مناوراتها التي استمرت ثلاثة أيام حول الجزيرة.
وشددت الصين على أن المناورة هدفت إلى محاكاة «ضرب طوق» حول الجزيرة، التي تعتبرها بكين جزءاً لا يتجزأ منها.
وأوضحت قيادة الجيش الصيني، في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنّه «من الثامن من أبريل (نيسان) إلى العاشر منه، أنجزت القيادة الشرقية بنجاح مهمات مختلفة في إطار دوريات الجهوزية على الحرب في محيط تايوان، وفي إطار مناورات السيف المشترك»، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت أنّها «اختبرت بشكل كامل قدرات القتال المشتركة المتكاملة لفروع عسكرية متعدّدة في ظروف قتال فعلية».
من جهته، حذر الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين، خلال إحاطة إعلامية اليوم (الاثنين)، من أن «استقلال تايوان والسلام في مضيق تايوان نقيضان»، مضيفاً أنه «إذا أردنا حماية السلام والاستقرار في مضيق تايوان، علينا أن نعارض بحزم أي شكل من أشكال الانفصال المؤدي إلى استقلال تايوان».
وأوضحت قيادة المنطقة الشرقية في الجيش الصيني، أن حاملة الطائرات «شاندونغ»، شاركت في مناورات اليوم. وتملك الصين حاملتي طائرات فقط.
وجاءت المناورات الصينية التي بدأت السبت، احتجاجاً على لقاء جمع الأربعاء في كاليفورنيا زعيمة تايوان تساي إنغ وين، مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي.
وفور انتهاء المناورات، اتّهمت وزارة الخارجية التايوانية، الصين بتقويض «السلام والاستقرار» في المنطقة.
وأعلنت تايبيه أنّها رصدت 12 سفينة و91 طائرة صينية في محيط الجزيرة، وأكّدت وزارة الدفاع أنّ «الجيش لن يتهاون أبداً في جهوده الرامية لتعزيز جهوزيته للمعركة».
وكانت زعيمة تايوان قد نددت، السبت، بـ«التوسع الاستبدادي» للصين، مؤكدة أنّ تايوان «ستواصل العمل مع الولايات المتحدة والدول الأخرى (...) لدعم قيم الحرية والديمقراطية».
وحصلت التدريبات التي شاركت فيها نحو 10 سفن حربية و70 طائرة، على دعم سياسي ضمني من روسيا، في وقت تزامنت فيه مع نشر الولايات المتحدة مدمّرة في المياه التي تطالب بكين بالسيادة عليها.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين، اليوم (الاثنين)، إنّ «الصين تملك حقّاً سيادياً في التحرّك ردّاً على التصرفات الاستفزازية (الأميركية)، ولا سيّما عبر إجراء مناورات».
وسعت الولايات المتّحدة التي طلبت من بكين «ضبط النفس»، إلى عرض قوة أيضاً. ونفذت المدمرة الأميركية «ميليوس» اليوم، عملية تندرج في إطار «حرية الملاحة» في منطقة من بحر الصين الجنوبي تطالب بها بكين. وندّدت الصين على الفور بهذا «التوغّل».
اليابان من جهتها، أمرت بتحليق طائرات مطاردة في الأيام الأخيرة ردّاً على إقلاع طائرات من حاملة الطائرات الصينية «شاندونغ».
في الوقت نفسه، أكدت طوكيو أهمية السلام في المضيق، وذلك خلال اجتماع لكبار المسؤولين اليابانيين والصينيين، ركز على المخاوف بشأن المياه المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي.
وحضّت طوكيو بكين على وقف دخول سفن خفر السواحل الصيني إلى المياه اليابانية، وعبّرت عن قلقها الشديد من نشاط بكين العسكري بالقرب من اليابان، وتنسيقها مع روسيا.
وقال بيان لوزارة الخارجية اليابانية: «نقلنا مخاوفنا العميقة بشأن الوضع في بحري الصين الشرقي والجنوبي، وأكدنا أهمية إحلال السلام والاستقرار في مضيق تايوان».
وأشار كبير أمناء مجلس الوزراء هيروكازو ماتسونو للصحافيين إلى أن «السلام والاستقرار في مضيق تايوان ليسا مهمين لأمن اليابان فحسب، بل لاستقرار المجتمع الدولي ككل أيضاً».
وتنظر الصين باستياء إلى التقارب الذي حدث في السنوات الأخيرة بين السلطات التايوانية والولايات المتحدة التي توفر للجزيرة دعماً عسكرياً كبيراً، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين واشنطن وتايبيه.
وتعتبر بكين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، مؤكدة عزمها على استعادة الجزيرة و«لو بالقوة إن لزم الأمر».
وهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها الصين إلى المناورات العسكرية لإيصال رسالة سياسية. ففي أغسطس (آب) الماضي، نفذت بكين انتشاراً كبيراً غير مسبوق حول الجزيرة، أطلقت خلالها صواريخ، وذلك ردّاً على زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي حينها الديمقراطية نانسي بيلوسي للجزيرة.


مقالات ذات صلة

السلطات الأميركية تلاحق رجلاً يشتبه بقتله 5 أشخاص في تكساس

العالم السلطات الأميركية تلاحق رجلاً يشتبه بقتله 5 أشخاص في تكساس

السلطات الأميركية تلاحق رجلاً يشتبه بقتله 5 أشخاص في تكساس

أعلنت السلطات في ولاية تكساس، اليوم (الاثنين)، أنّها تلاحق رجلاً يشتبه بأنه قتل خمسة أشخاص، بينهم طفل يبلغ ثماني سنوات، بعدما أبدوا انزعاجاً من ممارسته الرماية بالبندقية في حديقة منزله. ويشارك أكثر من مائتي شرطي محليين وفيدراليين في عملية البحث عن الرجل، وهو مكسيكي يدعى فرانشيسكو أوروبيزا، في الولاية الواقعة جنوب الولايات المتحدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي مؤتمر صحافي عقده في نهاية الأسبوع، حذّر غريغ كيبرز شريف مقاطعة سان خاسينتو في شمال هيوستن، من المسلّح الذي وصفه بأنه خطير «وقد يكون موجوداً في أي مكان». وعرضت السلطات جائزة مالية مقدارها 80 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تتيح الوصول إل

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
العالم وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أمين مجلس الأمن الأرميني قوله إن أرمينيا وأذربيجان ستجريان محادثات في المستقبل القريب بشأن اتفاق سلام لمحاولة تسوية الخلافات القائمة بينهما منذ فترة طويلة، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. ولم يفصح المسؤول أرمين جريجوريان عن توقيت المحادثات أو مكانها أو مستواها.

«الشرق الأوسط» (يريفان)
العالم مقاتلات روسية تحبط تقدم قوات الاحتياط الأوكرانية بصواريخ «كروز»

مقاتلات روسية تحبط تقدم قوات الاحتياط الأوكرانية بصواريخ «كروز»

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الجمعة)، أن الطيران الروسي شن سلسلة من الضربات الصاروخية البعيدة المدى «كروز»، ما أدى إلى تعطيل تقدم الاحتياطيات الأوكرانية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيانها، إن «القوات الجوية الروسية شنت ضربة صاروخية بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى، وأطلقت من الجو على نقاط الانتشار المؤقتة للوحدات الاحتياطية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، وقد تحقق هدف الضربة، وتم إصابة جميع الأهداف المحددة»، وفقاً لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية. وأضافت «الدفاع الروسية» أنه «تم إيقاف نقل احتياطيات العدو إلى مناطق القتال».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم نائب لرئيس الوزراء الروسي يؤكد أنه زار باخموت

نائب لرئيس الوزراء الروسي يؤكد أنه زار باخموت

أعلن مارات خوسنولين أحد نواب رئيس الوزراء الروسي، اليوم (الجمعة)، أنه زار مدينة باخموت المدمّرة في شرق أوكرانيا، وتعهد بأن تعيد موسكو بناءها، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال خوسنولين على «تلغرام»ك «لقد زرت أرتيموفسك»، مستخدماً الاسم الروسي لباخموت، مضيفاً: «المدينة متضررة، لكن يمكن إعادة بنائها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».