تجدد أعمال القتل في شرق الكونغو يثير المخاوف أممياً

متطرفون مرتبطون بـ«داعش» قتلوا أكثر من 30 في إيتوري

جنود من جيش قوات الدفاع الشعبية لجنوب السودان يستعدون للانتشار في المطار الدولي في غوما بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في 2 أبريل 2023 (أ.ف.ب)
جنود من جيش قوات الدفاع الشعبية لجنوب السودان يستعدون للانتشار في المطار الدولي في غوما بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في 2 أبريل 2023 (أ.ف.ب)
TT

تجدد أعمال القتل في شرق الكونغو يثير المخاوف أممياً

جنود من جيش قوات الدفاع الشعبية لجنوب السودان يستعدون للانتشار في المطار الدولي في غوما بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في 2 أبريل 2023 (أ.ف.ب)
جنود من جيش قوات الدفاع الشعبية لجنوب السودان يستعدون للانتشار في المطار الدولي في غوما بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في 2 أبريل 2023 (أ.ف.ب)

أكدت الأمم المتحدة ومنظمة «معاهدة احترام حقوق الإنسان» المحلية، الخميس، أن متطرفين من «القوى الديمقراطية المتحالفة» مع تنظيم «داعش» نفذوا عمليات قتل جديدة أوقعت في 2 أبريل (نيسان) الحالي، و3 منه، أكثر من 30 قتيلاً في مقاطعة إيتوري بشمال شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقال منسق «معاهدة احترام حقوق الإنسان» كريستوف مونياندرو للصحافيين، إن رجالاً ونساء وأطفالاً قتلوا على أيدي تنظيم «القوى الديمقراطية المتحالفة» بين إقليمي إيرومو ومامباسا في إيتوري. وأضاف أنه «في هذه المنطقة قتل كثير من المزارعين، وعدد القتلى 31 شخصاً مؤقت فقط بسبب وجود كثير من الجثث التي لم يعثر عليها بعد»، موضحاً أن الهجمات وقعت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وأعقبها قتال لاحق في قرى أخرى.
ويتصاعد العنف في شرق الكونغو منذ عقود، حيث يتقاتل نحو 120 جماعة مسلحة على الأرض والموارد والسلطة، وبعضها للدفاع عن مجتمعاتهم. وزادت هجمات الجماعات المتمردة أخيراً. ومنذ أبريل (نيسان) 2022، قتلت هجمات «القوى الديمقراطية المتحالفة» ما لا يقل عن 370 مدنياً واختطفت مئات آخرين، بينهم عدد كبير من الأطفال، وفقاً للأمم المتحدة.
وفي تقريره الفصلي الأخير الذي نشر في 27 مارس (آذار) الماضي، قدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وقوع عدد كبير من القتلى المدنيين بين 1 ديسمبر (كانون الأول) 2022 و14 مارس 2023، في هذا الإقليم الذي يشهد أعمال عنف تشنها جماعات مسلحة بينها «القوى الديمقراطية المتحالفة»، وعبر عن قلقه من «تصاعد حاد» لأعمال العنف في أقاليم شرق الكونغو.
وانتشر مقاتلو المجموعة، التي كانت تعمل في الأصل بمقاطعة شمال كيفو، إلى إيتوري المجاورة، حيث نزح أكثر من 144 ألف شخص بين يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين، وفقاً لما أعلنته المنظمة الدولية. ولم تؤدِ الجهود التي بذلها جيش الكونغو والقوات الأوغندية لدحرهم إلى نتائج تذكر.
وبدأت «القوى الديمقراطية المتحالفة» بالتوسع في إيتوري عام 2021، من خلال استغلال التوترات الطائفية وملء الفراغ الأمني الذي خلفته حكومة العاصمة كينشاسا. وقال محلل شؤون أفريقيا في شركة «فيريسك مايبلكروفت» لتقييم المخاطر بنجامين هانتر، إن قدرة هذه القوى على ارتكاب مجازر منتظمة مثل هذه تشير إلى أنه من غير المرجح أن تهزم الجماعة في أي وقت قريب.
وفي بيان نشرته مساء الخميس، قالت بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إنها تلقت في 6 أبريل (نيسان)، معلومات تشير إلى عمليات قتل منسوبة إلى «القوى الديمقراطية المتحالفة»، ونددت رئيسة البعثة بينتو كيتا، «بأشد العبارات» بهذه المجازر الجديدة، و«استنكرت هذه الهجمات الدنيئة ضد السكان المدنيين». وحضت «السلطات الكونغولية على إجراء تحقيق وإحالة مرتكبي أعمال القتل هذه إلى القضاء»، وهي دعت أيضاً إلى «وقف فوري لأعمال العنف التي تشنها كل الجماعات المسلحة ضد المدنيين»، مكررة «الدعوة التي وجهها الأمين العام إلى المجموعات المسلحة الأجنبية إلى إلقاء السلاح من دون شروط والعودة إلى بلدانهم».
وبينما تصعد «القوى الديمقراطية المتحالفة» عنفها في إيتوري، تتصاعد هجمات متمردي «حركة 23 مارس» في مقاطعة كيفو الشمالية. وبرزت هذه الحركة لأول مرة قبل 10 سنوات، عندما استولى مقاتلوها على مدينة غوما، كبرى مدن شرق الكونغو على الحدود مع رواندا. ورغم أن «حركة 23 مارس» كانت نائمة إلى حد كبير، عادت الآن إلى الظهور، وهي أيضاً تقتل المدنيين وتستولي على الأراضي.
وخلال العام الماضي، فر نحو مليون شخص من القتال المرتبط بـ«حركة 23 مارس» التي تسببت في كارثة إنسانية، حسبما جاء في بيان صدر هذا الأسبوع، عن منظمة «أطباء بلا حدود» الفرنسية. وقال المدير التنفيذي للمنظمة في الولايات المتحدة، أفريل بينوا، الذي يعمل حالياً في غوما: «أصبحت الأزمة في شمال كيفو صادمة تماماً، من حيث حجمها وشدتها، لكن الاستجابة الإنسانية بطيئة للغاية في كثير من الأماكن». وأضاف: «هناك نقص صارخ في المساعدات التي تصل إلى الأشخاص ذوي الحاجات الأساسية من المأوى والأدوية والغذاء ومياه الشرب، ونرى أن الآثار الصحية هائلة ومتنامية».


مقالات ذات صلة

هل يُسهم الدعم الدولي في استعادة الكونغو الديمقراطية استقرارها؟

العالم هل يُسهم الدعم الدولي في استعادة الكونغو الديمقراطية استقرارها؟

هل يُسهم الدعم الدولي في استعادة الكونغو الديمقراطية استقرارها؟

تأمل الكونغو الديمقراطية (شرق أفريقيا)، في استعادة حالة الاستقرار الأمني، اعتماداً على دعم دولي، قد يُسهم في تعزيز منظومتها العسكرية، في مواجهة جماعات مسلحة تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي، خاصة شرق البلاد. و(السبت) تعهد صندوق النقد الدولي، بالمساهمة في تحديث القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم «داعش» يتبنى هجوماً أسفر عن مقتل 35 شخصاً في شرق الكونغو

«داعش» يتبنى هجوماً أسفر عن مقتل 35 شخصاً في شرق الكونغو

قالت وكالة إخبارية تابعة لـ«داعش» أمس (الجمعة) إن التنظيم أعلن مسؤوليته عن هجوم استهدف قرية موكوندي الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة بيني بإقليم نورث كيفو في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز». كان متحدث باسم الجيش قال يوم الخميس إن متشددين قتلوا 35 شخصاً على الأقل في هجوم على القرية ليلا ردا على حملة للجيش على أنشطة المتمردين. وأوضح المتحدث أنتوني موالوشاي أن المهاجمين ينتمون إلى «القوات الديمقراطية المتحالفة»، وهي جماعة مسلحة أوغندية تنشط في شرق الكونغو أعلنت الولاء لتنظيم «داعش» وتشن هجمات متكررة على القرى.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا)
أفريقيا مسلّحون من بينهم أطفال ينتمون إلى جماعة «الشباب» الإرهابية في شمال الصومال (أ.ب)

الأزمات السياسية والاقتصادية تُفاقم «تجارة الأطفال» في أفريقيا

أعادت محاكمة 8 كرواتيين في زامبيا الحديث حول تفاقم ظاهرة «تجارة الأطفال» في القارة الأفريقية، عبر وسائل متنوعة، بينها عمليات «التبني المشبوهة»، وتجنيد الأطفال في الجماعات المتطرفة، في ظل رصد لمنظمات دولية متخصصة رواج تلك التجارة غير المشروعة، مع تنامي الصراعات السياسية وغياب الفرص الاقتصادية والاجتماعية بغالبية دول القارة. ويُترقب في زامبيا محاكمة 8 أزواج كرواتيين، في الأول من مارس (آذار) المقبل، بتهمة «الاتجار بالأطفال»، بعدما ألقت السلطات القبض عليهم في ديسمبر (كانون الثاني) الماضي، وبحوزتهم «وثائق مزيّفة» تقدموا بها لتبنّي أطفال من جمهورية الكونغو الديمقراطية.

مروى صبري (القاهرة)
أفريقيا تظاهرة سابقة تطالب برحيل القوات الفرنسية عن بوركينا فاسو قبل الإعلان رسمياً عن خروج هذه القوات (رويترز)

فرنسا تتجه إلى وسط أفريقيا بعد «خسائرها» غرباً

يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، القيام بجولة أفريقية الأسبوع المقبل تشمل أربع دول في وسط القارة السمراء؛ بهدف تعزيز التعاون معها، فيما تعاني باريس من تدهور في علاقاتها بمستعمراتها السابقة في غرب أفريقيا، والذي ترتب عليه إنهاء الوجود العسكري الفرنسي ببعض تلك الدول، وسط تنافس روسي - غربي. وتمتد جولة ماكرون من الأول حتى الخامس من مارس (آذار)، وتشمل حضور قمة مخصصة لحماية الغابات الاستوائية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم مواطنون يسجلون معلوماتهم بمركز للانتخابات اليوم في غوما شرق الكونغو الديمقراطية (أ.ف.ب)

العنف يهدد أولى خطوات الانتخابات الرئاسية في الكونغو الديمقراطية

تستكمل الكونغو الديمقراطية، اليوم (الخميس)، عملية تسجيل الناخبين تمهيداً للانتخابات الرئاسية المقررة نهاية العام الجاري، لكن أعمال العنف ما زالت تلقي بظلالها على الأوضاع بالدولة الواقعة وسط أفريقيا. وقبيل انطلاق عملية التسجيل بساعات، قُتل 5 مدنيين في هجوم شهده إقليم إيتوري شرقي الكونغو الديمقراطية. وتنشط في شرق الكونغو الديمقراطية المضطرب حوالي 120 ميليشيا مسلحة، من بينها خصوصاً «كوديكو» (التعاونية من أجل التنمية في الكونغو)، والتي تُعتبر من أكثرها عنفاً، ونُسبت إليها العديد من المجازر الإثنية في إيتوري. و«كوديكو» تنظيم سياسي عسكري يقول إنه يدافع عن مصالح إثنية «ليندو» من عنف عرقية «هيما» و«ال

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بوتين يهنئ ترمب ويعلن استعداده لاستئناف التواصل معه

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة عامة في سوتشي بمنطقة كراسنودار في روسيا 7 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة عامة في سوتشي بمنطقة كراسنودار في روسيا 7 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

بوتين يهنئ ترمب ويعلن استعداده لاستئناف التواصل معه

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة عامة في سوتشي بمنطقة كراسنودار في روسيا 7 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة عامة في سوتشي بمنطقة كراسنودار في روسيا 7 نوفمبر 2024 (رويترز)

هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمهوري دونالد ترمب على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت هذا الأسبوع. وقال، اليوم الخميس، إنه مستعد للتحدث مع ترمب لأن أي أفكار بشأن تسهيل إنهاء أزمة أوكرانيا تستحق الاهتمام.

وقال بوتين إنه معجب بكيفية تعامل ترمب في اللحظات التي أعقبت محاولة اغتياله في يوليو (تموز). ووصفه بـ«رجل شجاع».

وأشار الرئيس الروسي إلى أن بلاده مستعدة لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة لكن الكرة الآن في ملعب واشنطن.

ودأب الكرملين على قول إن العلاقات مع الولايات المتحدة وصلت إلى أدنى مستوياتها ويعزو السبب في ذلك إلى دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا. وقال بوتين إنه يأمل في إصلاح العلاقات الروسية الأميركية ذات يوم.

كان الرئيس الروسي قد ندد بالولايات المتحدة، الخميس، بسبب سعيها لإلحاق هزيمة استراتيجية ببلاده في أوكرانيا، وقال إن صراعاً يجري لتشكيل نظام عالمي جديد.

وأضاف بوتين، في منتدى فالداي للحوار بمنتجع سوتشي على البحر الأسود، بعد يوم من علمه بفوز ترمب بالانتخابات: «وصلنا إلى حد خطير»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

ومضى قائلاً: «إن دعوات الغرب لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، الدولة التي تمتلك أكبر ترسانة من الأسلحة النووية، تظهر نزعة مفرطة للمغامرة لدى السياسيين الغربيين».

وتابع: «إن الغرب سعى بغطرسة إلى تصوير روسيا قوةً مهزومة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، ووصف حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة بأنه عفا عليه الزمن». وأضاف: «روسيا لا تعد الحضارة الغربية عدواً، رغم محاولات الولايات المتحدة وحلفائها عزل موسكو».

وتابع: «إن العالم يتغير على أي حال، وإن كثيراً من الدول القوية لا تريد عزل روسيا».

وقال بوتين: «إن البنية السابقة للعالم تختفي بشكل لا رجعة فيه، بوسعنا القول إنها اختفت بالفعل، ويدور صراع جدي لا رجعة فيه لتشكيل بنية جديدة».

وأكد أن «العالم يحتاج إلى روسيا، ولا يمكن لأي قرارات من قادة مفترضين في واشنطن أو بروكسل أن تغير ذلك».