حذرت دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) من «تراجع خطير» في وضع إسرائيل الاستراتيجي في الأشهر الأخيرة، نتيجة للشرخ الكبير الذي يعيشه المجتمع اليهودي من جراء الخطة الحكومية للانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف القضاء، وتبعات هذا الانقلاب على الجيش من جهة وعلى العلاقات الإسرائيلية الأميركية من جهة ثانية وعلى تكثيف الغارات على سوريا من جهة ثالثة.
وجاء في تقرير لهذه الدائرة، أن أعداء إسرائيل يرصدون فيها حالة ضعف نتيجة لهذا الشرخ الداخلي من جهة رؤية «التباعد بين إسرائيل والولايات المتحدة». وقالت إن «إيران هي المستفيد الأساسي من ذلك، لأنها تعتقد أن إسرائيل لن تتمكن من خوض معركة ضدها أو مهاجمة برنامجها النووي بدون دعم أميركي. ولكن ليس إيران وحدها». وبموجب تقرير لصحيفة «يسرائيل هيوم» (الثلاثاء)، فإن دائرة البحوث المذكورة التي تعتبر أهم جهاز إسرائيلي للرصد الخارجي، أعدت مذكرة بوثيقة رسمية، إلى قيادة الجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية – الأمنية، وفي مقدمتها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، وضعت فيها تقديراتها واختتمتها بالتحذير من «تراجع خطير في قوة الردع».
وجاء في التقرير أن «تراجع وضع إسرائيل الاستراتيجي يتم التعبير عنه في جميع عناصر المحور المعادي لإسرائيل وفي مقدمتها إيران، وأن دليلاً على ذلك يظهر في اللقاءات المتتالية بين الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وقياديين في حركتي حماس والجهاد الإسلامي بهدف تنسيق المواقف». وأضاف أن «مسؤولين إيرانيين يجرون اتصالات مشابهة، ويرجح أن إيران زادت ضغوطها على جهات مختلفة في المحور من أجل تنفيذ عمليات مسلحة في إسرائيل».
وتابع التقرير أنه «على هذه الخلفية تمت عملية التسلل قبل أسبوعين من لبنان وبإيحاء من حزب الله، نفذها شاب لبناني من أصل فلسطيني تمكن من الوصول الى العمق الإسرائيلي وتفجير عبوة ناسفة عند مفترق مجدو، في 13 مارس (آذار) الماضي، وكذلك المجهود المتزايد لتنفيذ عمليات في الضفة الغربية التي تعتبرها الجهات في المحور نقطة ضعف قد تشعل المنطقة كلّها». وهنا أشار تقرير دائرة الأبحاث في «أمان»، إلى «سبب آخر لتراجع وضع إسرائيل الاستراتيجي، هو التباعد بين إسرائيل والولايات المتحدة».
وقال إن ليس إيران وحدها تستفيد من هذه الحالة بل أيضا السلطة الفلسطينية، مضيفا: «السلطة في رام الله متشجعة من هذا التباعد وتأمل أن تستفيد منه في الهيئات الدولية بالأساس، بدءا من لجان الأمم المتحدة وحتى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي». ويتطرق التقرير الى التبعات الإقليمية أيضا، فيقول إن «في هذا التباعد قلقاً يثير أصدقاء إسرائيل أيضا». وانه إذا كانت هذه الدول قد اقتربت في الماضي من إسرائيل بسبب علاقتها الوثيقة مع واشنطن، وإدراكها أن إسرائيل تجند الولايات المتحدة لأي اتفاق، فإن النتيجة الآنية للتباعد الإسرائيلي – الأميركي، هو تقرب أصدقاء إسرائيل في المنطقة من إيران. ورأت التقديرات الاستخباراتية، ان التبعات الفورية لهذه التطورات هي تراجع «الردع الإسرائيلي»، ويليه تراجع قوة إسرائيل السياسية – الأمنية في الحلبتين الإقليمية والدولية. وتخوف من ان التراجع في وضع إسرائيل الاستراتيجي سيتعمق أكثر، على خلفية الخطوات الحثيثة في الحلبتين الداخلية والخارجية.
في السياق، أكدت مصادر أمنية المعلومات عن تقرير (أمان) لصحيفة «هآرتس» التي اضافت له تقديرات أخرى (الثلاثاء) تقول، إن «الهجمات الإسرائيلية المتتالية في سوريا في الأيام الأخيرة، هي محاولة لأن تعيد إسرائيل الردع لنفسها وتعيد ترسيخ توازن الرعب مقابل إيران وحزب الله ليضع مصاعب أمامهما تمنع شن هجمات داخل إسرائيل».
وأشارت الصحيفة إلى أنه «في مقابل الهجمات الإسرائيلية، تم تنفيذ تفجير مجدو وإطلاق طائرة مسيرة من سوريا توغلت إلى إسرائيل وتم إسقاطها في شمال بحيرة طبرية، الإثنين، وإطلاق مسيّرة أخرى من قطاع غزة أسقطتها إسرائيل رغم انه لم تتضح بعد العلاقة بينها وبين الأحداث في المنطقة الشمالية».
الاستخبارات العسكرية تحذر نتنياهو «من تراجع في الردع» تستفيد منه إيران
عزته للخلافات مع واشنطن وخطة الإصلاحات القضائية
الاستخبارات العسكرية تحذر نتنياهو «من تراجع في الردع» تستفيد منه إيران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة