باتيلي يبحث في تشاد آلية إخراج «المرتزقة» من ليبيا

مصدر عسكري ينفي اجتماع الناظوري والحداد برعاية أميركية

اجتماع سابق للناظوري والحداد في إيطاليا (أرشيفية)
اجتماع سابق للناظوري والحداد في إيطاليا (أرشيفية)
TT

باتيلي يبحث في تشاد آلية إخراج «المرتزقة» من ليبيا

اجتماع سابق للناظوري والحداد في إيطاليا (أرشيفية)
اجتماع سابق للناظوري والحداد في إيطاليا (أرشيفية)

نفى مصدر في الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ما تردد عن عقد اجتماع في الولايات المتحدة وبرعايتها، بين الفريق عبد الرازق الناظوري رئيس أركان الجيش، ومحمد الحداد رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الوحدة «المؤقتة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وقال المصدر- الذي طلب عدم تعريفه - إن ما تردد عن لقاء الناظوري والحداد في العاصمة الأميركية (واشنطن)، «غير صحيح»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط»، «استمرار عمل اللجان الفرعية التابعة للجنة العسكرية المشتركة (5+5) التي تضم طرفي النزاع العسكري في البلاد».
بدوره، نقل عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي إلى ليبيا، عن الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، الذي التقاه مساء الجمعة في العاصمة التشادية (نجامينا)، في إطار جولته لدول الجوار الجغرافي لليبيا، «دعم بلاده الكامل لعملية السلام التي تيسرها الأمم المتحدة في ليبيا»، لافتاً إلى أن ديبي شدد على أن «السلام والاستقرار في ليبيا يصبان في مصلحة بلاده»، معبراً عن ارتياحه للتشاور معه لأول مرة، بشأن هذه المسألة، معرباً عن استعداده لانخراط أكبر من جانبه.
وقال باتيلي إنه أعرب في المقابل عن تقديره لدعم تشاد للجنة العسكرية المشتركة (5+5) في مساعيها لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، من خلال لجنة التواصل التشادية التي تنسق عملية انسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا، بما لا يؤثر سلباً في دول الجوار.
وأوضح أنه استعرض مع وزير الشؤون الخارجية التشادي محمد صالح النّظيف، جهود الأمم المتحدة لتمكين ليبيا من إجراء انتخابات شاملة في «بيئة آمنة»، كما بحث مع وزير الأمن العام والهجرة التشادي محمد شرف الدين مارقي، أهمية تسريع عمل لجان التواصل في كل من ليبيا وتشاد والسودان والنيجر؛ لضمان انسحاب منسق ومتزامن للمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا.
وبدأ باتيلي جولة رسمية تشمل السودان وتشاد والنيجر، في إطار تفويض البعثة الأممية لإعادة السلام والاستقرار للبلاد عبر دعم لجنة «5+5» العسكرية المشتركة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتسريع انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
من جهتها، تحدثت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة «المؤقتة» عن تجاهل البعثة المستقلة لتقصي الحقائق في ليبيا تحسن الأوضاع الأمنية في ليبيا وقدرة سلطاتها على ملاحقة مرتكبي جرائم حقوق الإنسان.
واعتبرت، في بيان لها، أن «البعثة صورت ليبيا على أنها دولة ميؤوس من تعافيها، في حين أن الجرائم كافة يواجهها مهاجرون (غير شرعيين) دخلوا ليبيا بشكل غير قانوني»، مشيرة إلى أنها تابعت وضع المهاجرين في مراكز الاحتجاز ولاحظت معالجتهم في مراكز صحية حكومية خاصة، وتقديم الغذاء لهم بشكل منتظم وإقامة النشاطات لهم.
وقالت المنقوش إن تقرير البعثة سلط الضوء على تهديد الألغام ومخلفات الحروب، وتجاهَلَ حضور الدبيبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، موضحة أن «التقرير ذكر أن المشاركة النسائية في العملية السياسية الليبية ضعيفةٌ، وتجاهَل وجودَها على رأس وزارة الخارجية».
كما انتقد رئيس «لجنة الداخلية» في مجلس النواب الليبي، سليمان الحراري، ما ورد في تقرير البعثة المستقلة لتقصي الحقائق في ليبيا، خصوصاً فيما يتعلق بموضوع الهجرة، وحقوق الإنسان. واعتبره «انحيازاً وغياباً للموضوعية، وتعمداً لتشويه صورة ليبيا وتحميلها المسؤولية عن أزمة تدفقات الهجرة». وأوضح الحراري في بيان وزعه عبد الله بليحق، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب، أن التقرير «أغفل الأوضاع الصعبة التي تمر بها ليبيا». وحمل المسؤولية لسياسة الاتحاد الأوروبي في ليبيا بخصوص ملف الهجرة التي أدت إلى تفاقم الأوضاع، حيث تركزت على إنقاذ المهاجرين من البحر وإعادتهم للأراضي الليبية، مما تسبب في تكديس مئات الآلاف في ليبيا رغم مناشدة السلطات الليبية ضرورة نقلهم إلى بلد ثالث لعدم القدرة على استقبالهم، بالإضافة لغياب الاتحاد الأوروبي عن المساعدة في حماية الحدود الليبية، خصوصاً في الجنوب.
وأكد الحراري أن مجلس النواب سيجهز الردود المناسبة بخصوص ما ورد في هذا التقرير، مشيراً إلى الاستعداد للتعاون في تنفيذ التوصيات، ومنها إعداد خطة للإنقاذ شريطة وضع وجهة نظر الجانب الليبي في الاعتبار، والعمل بموضوعية، وتجنب الأحكام المُتحيزة، والاستفادة من الأخطاء لوضع استراتيجيات فعالة لتعزيز ملف حقوق الإنسان في ليبيا.
من جهة أخرى، أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها بشأن حسن جاب الله، البرلماني الليبي، الذي تم احتجازه منذ اختطافه في فبراير (شباط) الماضي من قبل ميليشيا «قوات الردع الخاصة»، المعروفة بارتكابها الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري. وقالت في بيان عبر «تويتر» إنه «يجب على حكومة الوحدة الوطنية ضمان حماية جاب الله من التعذيب، وإطلاق سراحه ما لم يتم تقديمه إلى السلطات القضائية المدنية واتهامه بارتكاب جريمة جنائية معترف بها دولياً»، مشيرة إلى أنه «ريثما يتم إطلاق سراحه، يجب السماح له بمقابلة أسرته ومحاميه».


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

واشنطن تحذر من «كارثة مضاعفة» في دارفور

سودانيون فروا من الصراع في دارفور أثناء عبورهم الحدود إلى تشاد في 4 أغسطس 2023 (رويترز)
سودانيون فروا من الصراع في دارفور أثناء عبورهم الحدود إلى تشاد في 4 أغسطس 2023 (رويترز)
TT

واشنطن تحذر من «كارثة مضاعفة» في دارفور

سودانيون فروا من الصراع في دارفور أثناء عبورهم الحدود إلى تشاد في 4 أغسطس 2023 (رويترز)
سودانيون فروا من الصراع في دارفور أثناء عبورهم الحدود إلى تشاد في 4 أغسطس 2023 (رويترز)

حذرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من «أخطار جسيمة وكارثة مضاعفة» تواجه السودانيين في مدينة الفاشر بشمال إقليم دارفور، بسبب هجوم محتمل يمكن أن تشنّه «قوات الدعم السريع» والميليشيات المتحالفة معها، متخوفة من أن يعيد التاريخ نفسه في هذه المنطقة التي كانت قبل عقود مسرحاً لأعمال القتل على أساس عرقي.

وعلى أثر الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن للنظر في الوضع الذي تشهده الفاشر بشمال دارفور، تحدثت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، عما سمته «الواقع المرير الذي يواجه الملايين من الناس في الفاشر»، مشيرة إلى «تقارير موثوقة» عن أن «قوات الدعم السريع» والميليشيات المتحالفة معها «أبادت قرى متعددة بغرب الفاشر».

وقالت إن هذه القوات «تخطط حالياً لهجوم وشيك على الفاشر»، معبرة عن اعتقادها أن «التاريخ يعيد نفسه في دارفور بأسوأ طريقة ممكنة». وحذرت من «كارثة فوق كارثة» إذا وقع الهجوم في المنطقة، موضحة أنه علاوة على 500 ألف نازح معرضين للخطر، هناك «أزمة ذات أبعاد أسطورية تلوح في الأفق».

النيران تلتهم سوقاً في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور نتيجة معارك سابقة (أ.ف.ب)

تجنّب الموت والدمار

ورأت المسؤولة الأميركية الرفيعة أنه «لتجنب الموت والدمار والمعاناة، يجب أن تحصل 5 أمور على الفور. أولاً: «يجب على قوات الدعم السريع وقف الحصار، ووقف حشد القوات العسكرية لمهاجمة المدينة»، بالتزامن مع «اتخاذ خطوات ثابتة لتهدئة التصعيد» طبقاً لما دعا إليه مجلس الأمن أخيراً. وأكدت ثانياً أنه «يجب على الجهات المسلحة في السودان احترام القانون الدولي وحماية المدنيين».

وتذكر أن المحكمة الجنائية الدولية تتمتع بالسلطة القضائية للتحقيق في جرائم الحرب «المحتملة»، بالإضافة إلى أنه «يجب على كل القوى الإقليمية التوقف عن توفير الأسلحة لكلا الطرفين تطبيقاً لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة». وحضّت رابعاً الأطراف المتحاربة على «الدخول في مفاوضات مباشرة في جدة»، معتبرة أن «هذا الصراع لن يتم حله في ساحة المعركة، بل على طاولة المفاوضات».

توصيل المساعدات الإنسانية

وطالبت خامساً كل الأطراف بـ«تمكين توصيل المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ومن دون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر الجبهات»، منبهة إلى أن «هناك الآن خمسة ملايين شخص في السودان على شفا المجاعة، وعشرات الملايين من الأشخاص في حاجة ماسة إلى المساعدات، ومع ذلك تواصل الأطراف المتحاربة عرقلة وصول المساعدات الإنسانية».

ورداً على سؤال، أشارت توماس غرينفيلد إلى أن «قوات الدعم السريع» بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، الملقب بـ«حميدتي»، وكذلك القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان «تتلقيان مساعدات عسكرية وغيرها من أشكال الدعم لتمكينهما من مواصلة تدمير السودان».

لاجئون سودانيون في مخيم زمزم خارج مدينة الفاشر بدارفور (أ.ب)

«برنامج الأغذية العالمي»

من جهة أخرى، قالت المديرة التنفيذية لـ«برنامج الأغذية العالمي» سيندي ماكين، الاثنين، إن تصاعد أعمال العنف في إقليم دارفور بالسودان يعرقل تقديم المساعدات الإنسانية في الإقليم. وحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، ذكرت ماكين، في حسابها على منصة «إكس»، أن برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة قدّم مساعدات لأكثر من 300 ألف شخص في دارفور خلال الشهر الأخير، من بينهم 40 ألفاً في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. لكنها أضافت: «اليوم، يؤدي تصاعد العنف إلى تقييد المساعدات الإنسانية من جديد... ينبغي أن نكون قادرين على الوصول إلى مَن هم في أمسّ الحاجة إلينا في السودان».

وتحاصر «قوات الدعم السريع» مدينة الفاشر، في ظل مؤشرات على هجوم وشيك على المدينة الوحيدة التي ما زالت خارج سيطرتها في إقليم دارفور المضطرب. وقال مكتب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، يوم الجمعة، إن ما لا يقل عن 43 شخصاً لقوا حتفهم في الفاشر ومحيطها جراء القتال بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ 14 أبريل (نيسان). واندلعت الحرب في السودان بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في أبريل من العام الماضي، بعد خلافات بين الطرفين حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة، وتسببت الحرب في نزوح الملايين داخل البلاد وخارجها.


الاتحاد الأفريقي و«الإيغاد» يحذران من تصاعد المواجهات بين الجيش السوداني و«الدعم»

شعار الاتحاد الأفريقي خارج مبنى مقر الاتحاد في أديس أبابا إثيوبيا 8 نوفمبر 2021 (رويترز)
شعار الاتحاد الأفريقي خارج مبنى مقر الاتحاد في أديس أبابا إثيوبيا 8 نوفمبر 2021 (رويترز)
TT

الاتحاد الأفريقي و«الإيغاد» يحذران من تصاعد المواجهات بين الجيش السوداني و«الدعم»

شعار الاتحاد الأفريقي خارج مبنى مقر الاتحاد في أديس أبابا إثيوبيا 8 نوفمبر 2021 (رويترز)
شعار الاتحاد الأفريقي خارج مبنى مقر الاتحاد في أديس أبابا إثيوبيا 8 نوفمبر 2021 (رويترز)

حذّر الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (الإيغاد)، (الاثنين)، من أن تصاعد المواجهات بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في دارفور وكردفان يشكل تهديداً حقيقياً لأمن المدنيين.

ودعا الاتحاد والهيئة في بيان الجيش السوداني و«الدعم السريع» إلى وضع حد فوري للأعمال العدائية، والبحث عن حل للصراع بينهما بوسائل سلمية، وفق ما أفادت به «وكالة أنباء العالم العربي».

وشدد البيان على أنه «لا حل عسكرياً للأزمة السودانية»، وحذر من أن طول أمد الحرب يزيد من خطر تآكل وحدة السودان.

وحذّر الاتحاد الأفريقي و«الإيغاد» من قيام «قوات الدعم السريع» بشن هجوم على مدينة الفاشر، ما قد يؤدي إلى «سقوط أعداد كبيرة من القتلى بين المدنيين».

وكانت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامنثا باور قالت يوم السبت الماضي إن هجوم «قوات الدعم السريع» المحتمل على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور سيفاقم الوضع الإنساني «الكارثي» بالفعل في السودان.

وأضافت عبر حسابها على منصة «إكس» أن الهجوم «سيؤدي على الأرجح لارتكاب فظائع ضد المدنيين في دارفور».

واندلع القتال بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023 بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بسبب خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش، في الوقت الذي كانت فيه الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.


لماذا لم تنجح جلسات شيوخ قبائل ليبيا في طي النزاع السياسي؟

ملتقى مجلس شيوخ ليبيا في مدينة بني وليد الأحد (الملتقى)
ملتقى مجلس شيوخ ليبيا في مدينة بني وليد الأحد (الملتقى)
TT

لماذا لم تنجح جلسات شيوخ قبائل ليبيا في طي النزاع السياسي؟

ملتقى مجلس شيوخ ليبيا في مدينة بني وليد الأحد (الملتقى)
ملتقى مجلس شيوخ ليبيا في مدينة بني وليد الأحد (الملتقى)

دفع الانقسام السياسي، المسيطر على ليبيا منذ سنوات، الكثير من المتابعين بالبلاد إلى طرح تساؤل عن مدى فاعلية ونجاعة الجلسات والاجتماعات التي يعقدها شيوخ القبائل في تقريب وجهات النظر بين المتنازعين على السلطة، ومن ثم مساعدة البلاد في طي صفحة الماضي.

جانب من ملتقى مجلس شيوخ ليبيا الذي عُقد في مدينة بني وليد الأحد (الملتقى)

ويأتي هذا التساؤل، الذي انشغلت به الساحة الليبية خلال سنوات الانقسام الماضية، في ظل تعدد اللقاءات التي يتزعمها أعيان ومشايخ، وتُعقد بمناطق مختلفة بالبلاد، أو تلتفّ حول مسؤولين حاليين بالسلطة، لكنها في العموم تعكس «استقطاباً حاداً وميلاً جهوياً».

واحد من هذه الاجتماعات احتضنته مدينة بني وليد (شمال غربي ليبيا)، وذلك مساء الأحد، وضمّ وفوداً من غالبية المناطق متمثلة في مجلس شيوخ ليبيا، وتطرق إلى مناقشة أمور تتعلق بالانتخابات وسبل توحيد المؤسسات الليبية.

وعلى الرغم من أن لقاء المجلس تناول أيضاً قضايا تتعلق بالدستور وإخراج القواعد العسكرية من ليبيا، فإن مراقبين يرون أن الأمر «لا يخرج عن كونه بياناً تتم تلاوته وينتهي الأمر، وتظل الخلافات الجوهرية مسيطرة على المشهد العام بالنظر إلى وجود حكومتَين تتنازعان السلطة وتلقيان دعماً من مثل هذه الاجتماعات».

ويزداد الانقسام السياسي في ليبيا مع وجود حكومتين في البلاد، إذ يرأس عبد الحميد الدبيبة حكومة «الوحدة الوطنية» في العاصمة طرابلس، بينما يقود أسامة حمّاد الحكومة المكلفة من البرلمان، وتدير شؤونها من شرق البلاد.

ومع كل اشتباكات مسلحة أو كارثة تحل بالبلاد يستحضر البعض الدور القبائلي للتغلب على الأزمات والصعاب، لكن رئيس حزب «صوت الشعب» الليبي، فتحي عمر الشبلي، يرى أنه «لم يعد لشيوخ القبائل أي دور أو تأثير منذ 2011».

مشاركون في ملتقى مجلس شيوخ ليبيا في بني وليد الأحد (الملتقى)

وكان العشرات من مشايخ القبائل قد اجتمعوا في بني وليد، مساء الأحد، وقالت مديرية الأمن بالمدينة إنها تكلفت بتأمين الوفود التي حلت على المدينة «من أجل مناقشة أمور الوطن».

وبالنظر إلى البيان الختامي لمجلس شيوخ ليبيا، الذي تحدث عن بحث المجتمعين المصالحة الوطنية والتشديد على «عدم تدوير الأزمة وعدم خلق حكومات جديدة والتوجه إلى صندوق الانتخاب»، فإن مسؤولاً سياسياً بشرق ليبيا قال إن هذا الاجتماع «يخدم بقاء الدبيبة في السلطة»، لكنه مع ذلك ثمّن دور القبائل في كثير من المواقف التي تمر بها البلاد.

وقال السياسي الليبي، الذي تحفظ عن ذكر اسمه: «لا أحد يغفل الدور الوطني للقبائل الليبية؛ لكن مع الانقسام السياسي الذي تشهده البلاد منذ 8 سنوات، بدأت الأطراف السياسية الحاكمة تستقطب القبائل لمصالحها الشخصية؛ بترويج ما تريد».

جانب من ملتقى مجلس شيوخ ليبيا في مدينة بني وليد يوم الأحد (الملتقى)

وتعيش ليبيا حالة من الترقّب مع تصاعد الخلافات بين أطراف العملية السياسية وتحركات عسكرية لمجموعات مسلحة، علماً بأن المبعوث الأممي عبد الله باتيلي استقال في وقت سابق من هذا الشهر.

ونوّه الشبلي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بأنه بعد اندلاع الحرب في البلاد، وانتشار السلاح في أيدي القبائل، بدأت هذه القبائل تتقاتل فيما بينها وتمزّق النسيج الاجتماعي و«لم يعد للقبائل أي دور أو أي كلمة على أبنائها أو شيوخها»، وفق قوله.

ومضى الشبلي يقول: «التعويل على القبيلة في إيجاد حل سياسي بعد أن تحاربت المدن والقبائل وسال الدم بينها وأصبح هناك ثأر حتى داخل القبيلة الواحدة، لم يعد موجوداً؛ حيث أصبحت الكلمة للسلاح والنافذين مالياً وعسكرياً».

ووجه المشاركون في اجتماع بني وليد انتقادات لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، واتهموها بأنها «تلعب دوراً سلبياً» مع توالي الحكومات على البلاد منذ سقوط نظام الزعيم السابق معمر القذافي قبل 13 عاماً.

جانب من الملتقى في بني وليد (الملتقى)

وقال سيف الله الحطاب، أحد مشايخ مدينة غريان، خلال الاجتماع، إن على بعثة الأمم المتحدة إما أن تكون شريكاً ومساعداً في بناء القرار وفي بناء الحكومة وفي الانتخابات و«إما تُزاح من الشكل العام لأن وللأمانة مع توالي الحكومات لاحظنا أن دورها سلبي وليس بالإيجابي، ولم نستفد منها شيئاً».

غير أن الشبلي لم يعتد بأي تحرك للقبائل لجهة فض النزاع الحاصل، وقال إن «التعويل على القبيلة في إيجاد حل سياسي وهم»، متابعاً: «اجتماع بني وليد الأحد سبقته عشرات بل مئات اللقاءات في مختلف مدن ليبيا؛ وكلها كانت عبارة عن صرخة في وادٍ ولم يكن لها أي تأثير في المشهد السياسي».

وانتهى الشبلي قائلاً: «المشهد العام الآن محكوم دولياً بحيث سلم السياسيون الليبيون أوراق اللعبة للأميركيين والإنجليز والفرنسيين والأتراك؛ ومحلياً باتت الأمور في قبضة مجموعة من السياسيين الذين يرفضون مغادرة المشهد».

وكان من المقرر إجراء الانتخابات الليبية في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2021، لكنها تأجلت لغياب التوافق بين الأطراف السياسية على الأسس القانونية للاقتراع.


«النواب» الليبي يتجاهل تشكيل «الحكومة الجديدة» ويناقش ميزانية «الاستقرار»

جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (موقع المجلس على الإنترنت)
جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (موقع المجلس على الإنترنت)
TT

«النواب» الليبي يتجاهل تشكيل «الحكومة الجديدة» ويناقش ميزانية «الاستقرار»

جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (موقع المجلس على الإنترنت)
جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (موقع المجلس على الإنترنت)

بدأ مجلس النواب الليبي في مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة للدولة، للعام الحالي، المقدم من حكومة «الاستقرار»، التي يرأسها أسامة حمّاد، وتحظى بدعم سلطات شرق ليبيا، بينما أعلنت «وكالة الأنباء الليبية» الرسمية، الاثنين، استيلاء جهة أمنية على مقرها التاريخي في العاصمة طرابلس.

وأعلن عبد الله بليحق، الناطق باسم المجلس، انطلاق أعمال جلسة مغلقة (الاثنين)، بمقره في مدينة بنغازي بشرق البلاد، برئاسة فوزي النويري النائب الأول لرئيسه، لمناقشة بند الموازنة، من دون الإشارة إلى آلية تشكيل «الحكومة الجديدة الموحدة»، التي قال أعضاء في المجلس إن النقاش سيطالها، بالإضافة إلى تداعيات قرار فرض ضريبة على سعر صرف الدولار.

صورة نشرها السفير الأميركي لاجتماعاته في مصراتة

بدوره، قال السفير والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، إنه تلقى خلال اجتماع مساء الأحد، من مجلس حكماء وأعيان مدينة مصراتة، رسالة واضحة برغبة الشعب الليبي في رؤية تحرك متجدد نحو الوحدة الوطنية ومسار الانتخابات، مشيراً إلى أن المجلس «يلعب دوراً حاسماً في الدفع باتجاه السلام والمصالحة والدفاع عن القضايا المحلية، التي تؤثر على الحياة اليومية لليبيين».

كما تعهد نورلاند بمواصلة بلاده دعم الانتخابات البلدية، وتمكين الحكومة المحلية من استجابة احتياجات الشعب الليبي، مشيراً إلى أنه بحث مع محمود السقوطري عميد بلدية مصراتة وأعضاء المجلس البلدي، الحكم المحلي في مصراتة والقضايا المحلية التي تؤثر على الحياة اليومية لليبيين.

والتقى نورلاند في مصراتة بممثلات لمنظمات المجتمع المدني، وقال إنهن «يلعبن دوراً رئيسياً في ضمان مساعدة أصوات النساء لتشكيل القرارات بشأن القضايا المركزية التي تواجه المجتمع الليبي». وأشار أيضاً إلى اجتماعه مع مجموعة من الشباب الليبيين من عدة مدن من المشاركين في مبادرة ممولة أميركياً للتغلب على الانقسامات بين الليبيين.

وأعرب نورلاند، عقب زيارته المنطقة الحرة بمصراتة، عن أمله في تعزيز العلاقات بين الشركات الأميركية والمنطقة الحرة، التي قال إنها «تلعب دوراً حيوياً في جهود ليبيا، لتحفيز التجارة والنشاط الاقتصادي».

وتزامنت تحركات نورلاند مع اجتماع «حراك 17 فبراير»، بنواب مصراتة في مجلسي النواب و«الأعلى للدولة»، لمناقشة المساعي لحلحلة الانسداد السياسي والخروج بـ«حكومة جديدة موحدة» لإجراء الانتخابات.

اجتماع حكومي للدبيبة في طرابلس (حكومة الوحدة)

في غضون ذلك، أعلن عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، في بيان مقتضب مساء الأحد عبر منصة «إكس»، أن 12 بلدية استفادت منذ بداية العام الحالي من مبادرة الإسكان الشبابي والأسر المحتاجة، وتسلمت صكوك المرحلة الأولى التي ستشمل مستفيدين من كل المدن الليبية.

وأكد الدبيبة، خلال اجتماع لمتابعة استعدادات الهيئة العامة لشؤون الحج والعمرة، لتنفيذ موسم الحج للعام الحالي، ضرورة استكمال إجراءات الحجيج المختارين من أهالي درنة، وفق معايير واضحة، وتوفير الظروف الجيدة للحجاج الليبيين، واختيار عناصر الإشراف والإدارة المؤهلة لخدمتهم.

من جهته، أعلن عماد الطرابلسي وزير الداخلية المكلف بحكومة «الوحدة»، فتح تحقيق مع اللجنة المشرفة على تموين إدارة الدعم المركزي، عقب تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر توزيع وجبات التموين، بشكل عشوائي وغير لائق، لعناصر الوزارة.

وخلص تحقيق أجرته الوزارة، بشأن أحداث الشغب بملعب طرابلس عقب مباراة لكرة القدم مؤخراً، إلى تبرئة عناصر جهاز الدعم المركزي، وتحميل المسؤولية في المقابل لمجموعة تابعة لجهاز الاستقرار قامت باقتحام الملعب بأسلحتها.

وأشاد عبد الله اللافي، النائب بالمجلس الرئاسي، في لقائه (الاثنين)، مع وفد ياباني برئاسة نائب وزير الشؤون الخارجية للشؤون البرلمانية فوكازاوا يوئيتشي، بدور اليابان في دعم الحل السلمي للأزمة السياسية في ليبيا، مشيراً إلى أن الاجتماع ناقش الترتيبات النهائية لاستئناف سفارة اليابان لعملها في العاصمة طرابلس.

بموازاة ذلك، أعلنت «وكالة الأنباء الليبية» الرسمية، الاثنين، استيلاء جهة أمنية لم تحددها، على مقرها التاريخي في العاصمة طرابلس بعد اقتحامه، ومنع العاملين من الدخول إليه، تزامناً مع استعداد الوكالة للاحتفال بالذكرى الستين لتأسيسها.

وقالت الوكالة، في بيان، إن موظفيها فوجئوا مساء الأحد، وعقب الدوام الرسمي، بجهة أمنية تقتحم المبنى الذي يضم عدة مكاتب إدارية ومالية ومخازن، وقفل أبوابه بالشمع الأحمر.

وبعدما طالبت رئاسة مجلس النواب والمجلس الرئاسي والنائب العام سرعة التدخل لوقف هذا «الاعتداء الصارخ»، عدّت الوكالة أن هذا الإجراء «غير المسبوق ليس في ليبيا فحسب بل في مختلف أنحاء العالم؛ يتزامن للأسف الشديد مع الاستعدادات لإحياء اليوم العالمي للعمال، واليوم العالمي لحرية الصحافة، ما يلقي بظلال ثقيلة على نفوس العاملين بها».

وكان لافتاً صدور البيان من فرع الوكالة في بنغازي بشرق البلاد، فيما قال إبراهيم هدية المدير العام للوكالة لـ«الشرق الأوسط» إن نشر البيان من بنغازي جاء حرصاً على أمن الزملاء في طرابلس، لافتاً إلى أنه يمثل المؤسسة في علاقتها مع الغير وأمام القضاء.

وتحدثت تقارير إعلامية عن قيام جهاز المخابرات الليبية التابع لحكومة «الوحدة»، بإغلاق مقر الوكالة بتحريض من جهات وزارية، علماً بأن «وكالة الأنباء الليبية» توحدت منذ عام 2021، ونقلت تبعيتها بموجب قانون إلى مجلس النواب، وأصبح مقر إدارتها العامة في بنغازي.


البرهان: السودان يرغب في ترقية وتعزيز علاقاته مع روسيا

رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أرشيفية)
رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أرشيفية)
TT

البرهان: السودان يرغب في ترقية وتعزيز علاقاته مع روسيا

رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أرشيفية)
رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أرشيفية)

أكد رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن السودان يرغب في ترقية وتعزيز علاقاته مع روسيا بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.

ووفق «وكالة أنباء العالم العربي»، التقى البرهان، الاثنين، مع المبعوث الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، ونقل إعلام مجلس السيادة السوداني عن وكيل وزارة الخارجية بالإنابة حسين الأمين، الذي حضر اللقاء، قوله إن زيارة المبعوث الروسي تمثل رسالة تضامن مع السودان، وتحمل في طياتها دعم القيادة الروسية للسودان.

وقال بوغدانوف إن روسيا تتطلع لمزيد من التعاون في مختلف المجالات مع السودان، مؤكداً أن بلاده تنطلق في علاقتها مع السودان من مبادئ أساسية تتمثل في المحافظة على وحدة وسيادة وسلامة أراضيه، وفقاً لإعلام مجلس السيادة السوداني.

ووصل بوغدانوف على رأس وفد روسي إلى مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، التي تتخذها الحكومة السودانية مقراً مؤقتاً، الأحد، حيث التقى أيضاً مع نائب القائد العام للقوات المسلحة شمس الدين كباشي وبعض الوزراء السودانيين من بينهم وزيرا الخارجية والمعادن.

واندلعت الحرب في السودان بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في أبريل (نيسان) من العام الماضي بعد خلافات بين الطرفين حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة. وتسببت الحرب في ظروف إنسانية مروعة ونزوح الملايين داخل السودان وخارجه.


مصر تقدر تكلفة اللاجئين لديها بأكثر من 10 مليارات دولار

لاجئون سودانيون يزورون عيادة طبية في حي الزمالك بالقاهرة (أرشيفية - المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)
لاجئون سودانيون يزورون عيادة طبية في حي الزمالك بالقاهرة (أرشيفية - المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)
TT

مصر تقدر تكلفة اللاجئين لديها بأكثر من 10 مليارات دولار

لاجئون سودانيون يزورون عيادة طبية في حي الزمالك بالقاهرة (أرشيفية - المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)
لاجئون سودانيون يزورون عيادة طبية في حي الزمالك بالقاهرة (أرشيفية - المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)

قدر رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، التكلفة المباشرة لاستضافة مصر ما يزيد على 9 ملايين شخص، ما بين لاجئ ومقيم، بسبب ظروف عدم الاستقرار في بلادهم، بأكثر من 10 مليارات دولار سنوياً.

وقال مدبولي، الاثنين، خلال فعاليات اليوم الثاني للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي تستضيفه الرياض، إن «الدولة المصرية تتحمل هذه التكلفة بالرغم من الأزمة الاقتصادية التي تجابهها».

ووفق تقديرات حكومية مصرية ودولية، فإن أعداد اللاجئين والأجانب المقيمين على أراضيها تتعدى 9 ملايين أجنبي، من نحو 133 دولة.

وهذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها تصريح رسمي حول التكلفة المباشرة التي تتحملها الدولة المصرية للاجئين والمقيمين والوافدين للبلاد، بعد زيادة أعدادهم بشكل مطرد على خلفية الأزمة السودانية، التي دفعت بمئات الآلاف من السودانيين للنزوح إلى مصر، تبعتها حرب غزة واستقبال مصر كثيراً من الجرحى الفلسطينيين.

مدبولي يتحدث خلال فعاليات اليوم الثاني للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض (مجلس الوزراء المصري)

وشكت مصر مراراً من عدم تناسب المساعدات الدولية المقدمة إليها، مع زيادة تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى أراضيها، وسط مطالبات متكررة بزيادة الدعم الدولي المقدم إليها، كان آخرها الأسبوع الماضي خلال لقاء مدبولي مع المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب.

وقبل أشهر، بدأت الحكومة المصرية في إجراء حصر دقيق للوافدين والمقيمين واللاجئين مع منحهم فرصة لتسجيل بياناتهم بالجهات الرسمية حتى يونيو (حزيران) المقبل، لاستخراج «بطاقة التسجيل» التي سيتم بموجبها الاستمرار في تقديم الخدمات ضمن خطة الدولة لحصر جميع الأجانب المقيمين داخل البلاد.

ولا يعد مبلغ الـ10 مليارات دولار، الذي قدره رئيس الوزراء، إجمالي تكلفة المقيمين في مصر، وفق عضوة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب النائبة سهام مصطفى، التي تؤكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «رئيس الوزراء تحدث عن التكلفة المباشرة فقط، لكن ثمة تكاليف غير مباشرة لم تحتسب أو تقدر بعد».

وأضافت: «أيضاً التكلفة المباشرة ستكون أعلى في الفترة المقبلة حال استمرار استقبال الوافدين وغياب الضوابط التي يجب فرضها، خصوصاً على من يمارسون الأنشطة التجارية».

وازدادت أعباء الحكومة المصرية المالية في توفير الخدمات الأساسية للأجانب على أراضيها، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد خلال الأشهر الأخيرة، في ظل ارتفاع معدلات التضخم على خلفية تراجع سعر الجنيه أمام الدولار، وتراجع إيراد قناة السويس والسياحة؛ بسبب تداعيات حرب غزة. وتؤكد البرلمانية المصرية أن «الوافدين لمصر يحصلون على الامتيازات نفسها التي يحصل عليها المواطن المصري سواء بتوفير المياه أو الكهرباء بسعر مدعم، أو حتى الاستفادة من أسعار المحروقات المدعومة للتخفيف عن المواطن المصري بخلاف امتيازات التعليم والصحة بالجهات الحكومية التي يعامل غالبيتهم فيها معاملة المصريين، وبالتالي يدفعون رسوماً زهيدة للغاية في مقابل خدمات تتكلف آلاف الجنيهات».

«ولا تحصل مصر دعم مالي من المجتمع الدولي يتناسب مع الأعداد التي تستضيفها على أراضيها»، وفق عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير صلاح حليمة، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأزمة السودانية ودخول مئات الآلاف من السودانيين في العام الأخير للبلاد فاقم الوضع بشكل كبير، خصوصاً بعدما لم يتمكن عدد كبير من السودانيين المقيمين بالأساس من العودة لبلادهم».

وأضاف: «استمرار مصر في استقبال السودانيين مع تفاقم الأوضاع الأمنية، وكذلك استمرار تطبيق الإجراءات المتبعة نفسها بمعاملتهم معاملة المصريين أمام مختلف الجهات، جعلا هناك تكلفة إضافية على ميزانية الدولة المصرية»، مشيراً إلى أن «الدعم المقدم من الأمم المتحدة عبر مفوضية اللاجئين وغيرها من الجهات لا يتناسب مع الأعداد المتدفقة واحتياجاتهم بظل سياسة الاندماج في المجتمع لجميع الوافدين من دون تمييز».

وتسجل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة نحو 596 ألف لاجئ من 60 دولة، أكثرهم من السودان بواقع 315 ألف لاجئ، يليهم السوريون بواقع 155 ألف لاجئ.

وتحذر عضوة مجلس النواب من الأبعاد الاجتماعية والأمنية لاستمرار تدفق الوافدين من دون رقابة ومتابعة حكومية خصوصاً مع وجود كلفة غير مباشرة تتحملها البلاد، ليس فقط على المستوى الحكومي، ولكن أيضاً على المستوى الشعبي بزيادة الضغط على الخدمات والمرافق في بعض الأماكن التي يتركز فيها الوافدون، مما يؤدي لزيادة الأسعار.

وتلقي البرلمانية المصرية باللوم على الحكومة في إهمال التعامل مع الملف، حتى وصل إلى مرحلة خطيرة تستوجب وجود آليات أسرع للتعامل معه بحزم، وهو ما تتمنى أن يتحقق سريعاً.


جدل مصري حول كليات «الآداب والتجارة والحقوق»

جامعة القاهرة أعرق الجامعات المصرية
جامعة القاهرة أعرق الجامعات المصرية
TT

جدل مصري حول كليات «الآداب والتجارة والحقوق»

جامعة القاهرة أعرق الجامعات المصرية
جامعة القاهرة أعرق الجامعات المصرية

جدل واسع شهدته مصر، خاصة في الأوساط التعليمية، حول زيادة كليات «الآداب والحقوق والتجارة»، وذلك عقب انتقاد الرئيس عبد الفتاح السيسي، استمرار الإقبال عليها، رغم أزمة توظيف خريجيها، الذين يقدرون بمئات الآلاف سنوياً.

ووسط مطالبات برلمانية بإعادة النظر في وضع تلك الكليات النظرية بشكل عام، سواء عن طريق إلغاء بعضها أو إعادة هيكلتها، يرى خبراء تربويون أن قصور الحل على إلغاء بعض هذه الكليات أو دمجها يحمل «فهماً خاطئاً» لمفهوم التعليم، الذي يهدف بالأساس إلى بناء مجتمع وثقافة، وليس فقط إعداد موظفين لسوق العمل.

وفي مصر، يتخرج كل عام أكثر من 700 ألف خريج من الجامعات والكليات والمعاهد الحكومية والخاصة، وبحسب بيانات النشرة السنوية لخريجي التعليم العالي الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن أعداد الخريجين خلال عام 2022، ارتفعت بنسبة 10.6 في المائة، حيث شهد هذا العام تخرج 738.1 ألف شاب.

ويمثل طلاب الكليات النظرية 68 في المائة من نسبة طلاب الجامعات، وفق الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي.

وخلال افتتاحه مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية، الأحد، انتقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استمرار الإقبال على كليات «الآداب والحقوق والتجارة»، ناصحاً الأهالي بإلحاق أبنائهم بالكليات التكنولوجية التي يحتاجها سوق العمل، وقال السيسي مخاطباً أولياء الأمور: «قاعدين كلكم تدخلوا ولادكم (كليات) آداب وتجارة وحقوق، مع كل التقدير... هيشتغل إيه؟». وأضاف: «الابن يبقى زعلان مني وزعلان من الحكومة يقول ما بتشغلوناش ليه؟».

وطلب السيسي من أولياء أمور الطلبة في المراحل التعليمية المختلفة ابتدائية أو إعدادية أو ثانوية، أن يشجعوا أبناءهم على الالتحاق بالمجالات التكنولوجية الحديثة التي تدر على ذويها وعلى الدولة مليارات الدولارات سنوياً.

السيسي يفتتح مراكز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية (الرئاسة المصرية)

وقال الرئيس المصري: «هناك دول سكانها قليل، لكن عدد من يعملون فيها من أبنائها في مجالات الحوسبة والتكنولوجيا يفوق الـ750 ألف شخص... كل واحد بيعمل (يربح) 100 ألف دولار في السنة يعني 70 مليار دولار». وتابع: «مصر جامعات وكليات وبرامج بعدد ضخم نستهدف أرقاماً طموحة جداً لنخرج مما نحن فيه ونلحق بركب العالم المتقدم».

وأثارت تصريحات السيسي جدلاً جديداً حول الكليات النظرية، انتقل إلى ساحة البرلمان، حيث شهدت الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، الاثنين، نقاشاً حول التعليم النظري، وقال رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن بمجلس الشيوخ حسام الخولي، إن «كليات الآداب بها تخصصات لا نحتاج إليها، وتخصصات نحتاجها، والباقي غير مطلوب»، متسائلاً: «ما هذا الكم في الكليات النظرية؟ (أعداد طلابها)، وماذا نفعل به؟».

وفي مجلس النواب، طالب العضو عبد المنعم إمام، بـ«إغلاق بعض الكليات النظرية، ومنها كليتا الآداب والحقوق»، ودعا في تصريحات صحافية، الاثنين، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى «وضع استراتيجية كاملة، بشأن إعادة هيكلة بعض الكليات لتواكب سوق العمل والوظائف المطلوبة، في ظل التطور التكنولوجي وعصر الذكاء الاصطناعي».

https://twitter.com/mayasweetrose/status/1784609698223706141

في المقابل، ترى الخبيرة التربوية الدكتورة بثينة عبد الرؤوف أن «الحديث عن جدوى الكليات النظرية يعكس فهماً خاطئاً لمفهوم التعليم»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد قصر نظر لدى الذين يطالبون بإغلاق الكليات النظرية عبر ربطها بحاجة سوق العمل، وفهم خاطئ لفلسفة التعليم التي تهدف بالأساس إلى بناء مجتمع وتطوير الثقافة، وليس فقط إعداد موظفين لسوق العمل، فلا يوجد مجتمع من دون علم اجتماع أو تاريخ أو جغرافيا».

وبحسب عبد الرؤوف فإنه «يمكن حل مشكلة عدم وجود فرص عمل لخريجي الكليات النظرية عبر دمج التعليم النظري مع الوسائل والمهارات التكنولوجية التي يحتاجها سوق العمل».

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً حول الانتقادات لزيادة أعداد خريجي الكليات النظرية، ما بين مؤيدين ومعارضين. وعلق عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، الحقوقي نجاد البرعي عبر منصة «إكس» بقوله: «بشكل عام موجز ما قاله الرئيس ينصب بالكامل على تحديث التعليم، سواء في الكليات النظرية أو العملية، وسواء في الدراسات التقليدية أو الجديدة...».

ودعم مؤيدون لدعوة السيسي، بضرورة تراجع الإقبال على الكليات النظرية، بالنظر إلى تجارب دول شرق آسيا في التعليم.

فيما انتقد عدد من المتابعين الهجوم على الكليات النظرية وخريجيها، وتعامل البعض معهم بأنهم تخصصات غير مطلوبة للمجتمع.

ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي ينتقد فيها السيسي زيادة الإقبال على الكليات النظرية، ففي أبريل (نيسان) 2019، قال السيسي، خلال احتفالية عيد العمال: «يجب أن نجهز أبناءنا وبناتنا بشكل صحيح لسوق العمل، خلال السنوات المقبلة... لا يجوز أن يكون لدينا كل عام 100 ألف خريج من كلية الحقوق ومثلهم من كلية التجارة».

وفي مايو (أيار) 2018، انتقد زيادة أعداد خريجي الآداب، قائلاً إن «كلية الآداب بها 100 ألف طالب، ومئات الآلاف من مختلف التخصصات».

ويوجد الكثير من الأساليب العلمية للتعامل مع عدم وجود فرص عمل لخريجي الكليات النظرية، وفق الخبير التربوي الدكتور حسن شحاتة، «منها ما يسمى (التدريب التحويلي)، وهو يعني أن يدرس الطالب بجانب تخصصه النظري مهارات تكنولوجية وتقنية، تؤهله لسوق العمل».

وقال شحاتة لـ«الشرق الأوسط»: «من الخطأ الترويج لفكرة أن خريجي الكليات النظرية غير مهمين أو لا يحتاجهم سوق العمل، هذا غير صحيح، إذ يوجد خريجو كليات عملية كبيرة مثل الطب والهندسة لا يجدون عملاً».


رئيس حزب «المؤتمر السوداني» يحذر من تقسيم البلاد

صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لعمر الدقير
صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لعمر الدقير
TT

رئيس حزب «المؤتمر السوداني» يحذر من تقسيم البلاد

صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لعمر الدقير
صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لعمر الدقير

أكد رئيس حزب «المؤتمر السوداني» عمر الدقير، أنه مع دخول النزاع المسلح في السودان عامه الثاني، دون وجود حل يلوح في الأفق عدا المسار السياسي التفاوضي، فإن الدعوة لاستمرار الحرب تعني الحكم على الشعب السوداني بالمراوحة القاسية في دائرة الدم والتشريد والجوع والتدمير وخطر الحرب الأهلية وتقسيم البلاد.

وقال الدقير، وهو أيضاً قيادي في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية «تقدم» التي يرأسها رئيس الوزراء المدني السابق عبد الله حمدوك، إن كل النزاعات المسلحة السابقة في السودان انتهت عند طاولة المفاوضات، باتفاقات أسكتت أصوات البنادق، لكنّها تركت وميض نار تحت الرماد؛ لأنها سكتت عن المخاطبة النقدية الشجاعة لقضايا الأزمة الوطنية المتراكمة منذ الاستقلال.

قوة للجيش السوداني في أحد شوارع الخرطوم في 6 مايو الماضي (أ.ف.ب)

حل سياسي لا عسكري

وأضاف الدقير، في حديث لـ«الشرق الأوسط» قائلاً إن «الحل السياسي لا العسكري هو طريق الخلاص من ويلات الحرب الحالية وتداعياتها، وأولى خطواته الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار للسماح بمعالجة الكارثة الإنسانية، وابتدار عملية سياسية لمخاطبة قضايا الأزمة الوطنية بكل أبعادها، والتوافق على خطة إستراتيجية شاملة ومنهج إدارة علمي يتسم بالنزاهة والشفافية، لمباشرة مهمة البناء الوطني بصورة جماعية على أسسٍ جديدة سليمة وراسخة». وتابع: «في موازاة ذلك يجب العمل على تحقيق التعافي الوطني عبر تعزيز ثقافة التكامل، وإبعاد جرثومة التآكل عن الجسد الوطني».

وقال إن هناك رغبة دولية وإقليمية متصاعدة لدعم مطلب الشعب السوداني بوقف الحرب: «ونحن نرحب بذلك، وندعو الطرفين لسرعة العودة لطاولة المفاوضات، بإرادة جادة لإسكات أصوات البنادق، وإخراج الشعب السوداني من جحيم الكارثة الإنسانية، وإنقاذ الوطن من مخاطر الفوضى الشاملة وتمزيق كيانه الموحد».

دعوات انتقائية

وحول ما رشح عن اعتزام الاتحاد الأفريقي الشروع في تيسير العملية السياسية، ودعوته لاجتماع يضم عدداً من الفاعلين المدنيين بصفتهم الشخصية خلال شهر مايو (أيار)، قال الدقير: «توجيه دعوات انتقائية بصورة شخصية لن يكون مفيداً، ونجاح الاتحاد الأفريقي أو غيره في تيسير العملية السياسية يتطلب أن تكون البداية بإجراء مشاورات واسعة مع الكتل المدنية الراغبة في إنهاء الحرب، واستعادة مسار التحول الديمقراطي، والتوافق على تصميم العملية السياسية من حيث أجندتها وأطرافها وموعد ومكان انطلاقتها ودور الوسطاء والميسرين».

آثار الدمار الذي لحق بأحد البنوك جنوب الخرطوم بسبب الحرب (أ.ف.ب)

خلافات تحالف «تقدم»

ونفى الدقير وجود خلافات وسط تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» حول العملية السياسية والمؤتمر التأسيسي، مشيراً إلى أن «تقدم»، وهي عبارة عن تحالف سياسي كبير بين مجموعة من الأحزاب وتنظيمات المجتمع المدني، أجازت بالإجماع في اجتماع هيئتها القيادية الأخير في مطلع أبريل (نيسان)، وثيقة تحت عنوان: «رؤية لإنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة السودانية»، وقررت التواصل بها مع مختلف المكونات المدنية التي تناهض الحرب والحكم الشمولي بهدف التوافق حول تصميم العملية السياسية.

وأكد الدقير أن اجتماع الهيئة القيادية الأخير أجاز أيضاً مسودة جدول أعمال المؤتمر التأسيسي ومشروع النظام الأساسي الذي سيطرح فيه، وأن العمل يجري حالياً، عبر عدة لجان متخصصة، في الإعداد لعقد المؤتمر خلال الأسبوع الأخير من شهر مايو.


الاتحاد الأوروبي يدعو إلى تحقيق «مستقل» في وفاة ناشط ليبي

الناشط السياسي الليبي سراج دغمان (حسابات موثوقة على مواقع التواصل الاجتماعي)
الناشط السياسي الليبي سراج دغمان (حسابات موثوقة على مواقع التواصل الاجتماعي)
TT

الاتحاد الأوروبي يدعو إلى تحقيق «مستقل» في وفاة ناشط ليبي

الناشط السياسي الليبي سراج دغمان (حسابات موثوقة على مواقع التواصل الاجتماعي)
الناشط السياسي الليبي سراج دغمان (حسابات موثوقة على مواقع التواصل الاجتماعي)

أعادت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا فتح قضية الناشط السياسي سراج دغمان، الذي أُعلن عن وفاته في مدينة بنغازي، منتصف أبريل (نيسان) الحالي. ويأتي ذلك وسط مطالب محلية بضرورة الإفراج عن هانيبال، نجل العقيد الراحل معمر القذافي، المسجون في لبنان.

وقال الاتحاد الأوروبي، الاثنين، إنه «يستشعر القلق البالغ» إزاء ظروف وفاة دغمان، داعياً إلى إجراء تحقيق «شامل وشفاف ومستقل» في الحادث. وأثار موت دغمان (35 عاماً)، بأحد المقار الأمنية بشرق ليبيا، موجة غضب في البلاد.

ودغمان، الذي كان يعمل مديراً لـ«مركز أبحاث ليبيا للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية»، فرع بنغازي، اعتقله جهاز الأمن الداخلي بشرق ليبيا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مع أربعة نشطاء آخرين، وأُعلن عن وفاته في ظروف يراها مقرّبون منه «غامضة وغير طبيعية».

وتعددت الروايات الرسمية وغير الرسمية حول وفاة دغمان. وقال جهاز الأمن الداخلي في بنغازي في بيان عبر الفيديو إن دغمان «توفي على أثر سقوطه على رأسه أثناء تسلقه على مواسير الصرف الصحي في محاولة للهروب من نافذة دورة مياه صباح الجمعة» الماضي.

وأضاف الجهاز أن دغمان كان محتجزاً على ذمة قضية محالة من النيابة العامة «تتعلق باجتماع جرت خلاله مناقشات حول إسقاط هيئات سياسية والجيش». لكنّ مقربين منه يشيرون إلى أن جثمانه وجُدت عليه «آثار تعذيب».

غير أن البيان المشترك الصادر عن بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء به لدى ليبيا، أبدى «قلقه» لتشابه عملية اعتقال دغمان «بعدد من ممثلي المجتمع المدني والناشطين الآخرين، مواطنين وأجانب».

ورأى الحقوقي الليبي ناصر الهواري أن واقعة وفاة دغمان «لا بد أن تفتح باب التحقيق في جرائم أخرى شهدتها البلاد، من بينها الإخفاء القسري، والاعتقال التعسفي، وحالات الوفاة رهن الاحتجاز، والقتل خارج إطار القانون المنتشر في المقار الأمنية في عموم ليبيا».

وشدّد الهواري في حديث إلى «الشرق الأوسط»، عقب الإعلان عن وفاة دغمان، على أن هذا التحقيق «لا بد أن يكون بمعرفة الأمم المتحدة، أو عبر تشكيل لجنة تقصي حقائق من مجلس الأمن، وبمراقبة منظمات المجتمع المدني».

الاحتجاز التعسفي

ورأى الاتحاد الأوروبي أن الاعتقالات «تتم دون توجيه أي اتهامات رسمية، أو إجراءات قضائية لاحقة»، وقال إن «الاحتجازات التعسفية تتعارض بشكل صارخ مع الإطار القانوني الليبي».

وتقول منظمات حقوقية محلية ودولية إن ليبيا تعاني من عمليات الاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري.

وفي هذا الإطار، دعا بيان الاتحاد الأوروبي إلى «الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين تعسفياً»، مؤكداً «أهمية الالتزام بالإجراءات القانونية الواجبة وسيادة القانون في جميع أنحاء ليبيا».

وجدد الاتحاد تضامنه مع بعثة الأمم المتحدة بليبيا في الدعوة إلى «وقف عمليات الخطف والإخفاء القسري والاعتقالات أو الاحتجازات التعسفية في جميع أنحاء البلاد».

وانتهى الاتحاد الأوروبي إلى أنه ملتزم بدعم ليبيا في مسيرتها نحو الاستقرار والمصالحة الوطنية، مشدداً على ضرورة «الإصلاحات القانونية والإجرائية لمنع المزيد من المظالم وتمهيد الطريق لتمتع جميع المواطنين بحقوقهم».

وكانت البعثة الأممية أعربت عن شعورها «بحزن عميق» لوفاة دغمان «أثناء احتجازه بمقر لجهاز الأمن الداخلي»، مُذكّرة بأن الراحل «اعتُقل واحتُجز تعسفياً منذ مطلع أكتوبر 2023، بمعية كل من: فتحي البعجة، وطارق البشاري، وسالم العريبي وناصر الدعيسي. ولم يتم - حتى الآن - توجيه تهم إليهم، كما لم يمثلوا أمام المحكمة».

كما دعت السفارة الأميركية في ليبيا إلى إجراء تحقيق «شفاف ومستقل» في وفاة دغمان، مؤكدة «ضرورة اتباع الإجراءات القانونية الواجبة في جميع أنحاء ليبيا»، وحضّت على «الإفراج السريع عن جميع المحتجزين تعسفياً».

صورة متداولة لهانيبال القذافي على صفحات موالية للنظام السابق

في شأن قريب، لا تزال ردود الفعل الغاضبة تتصاعد بشأن وضعية هانيبال، نجل الراحل معمر القذافي، الموقوف في لبنان، وسط مطالب بضرورة التدخل لدى السلطات اللبنانية للإفراج عنه.

وهانيبال مسجون في لبنان منذ ما يزيد على 8 سنوات، بداعي «إخفاء معلومات» تتعلق باختفاء مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الإمام موسى الصدر، أثناء زيارته إلى ليبيا في أغسطس (آب) 1978، بدعوة من القذافي الأب.

وطالب موالون لنظام القذافي (الاثنين) السلطات الليبية بضرورة التحرك والتواصل مع نظيرتها اللبنانية لإطلاق سراح هانيبال «باعتباره مواطناً ليبياً له كامل الحقوق القانونية».

وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة حليمة إبراهيم (وزارة العدل)

وتحدثت وزارة العدل في حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، «عن حق هانيبال في الإفراج عنه دون قيد أو شرط؛ لعدم ثبوت التهمة الموجهة إليه أو وجود أدنى أدلة تربطه بالقضية المعتقل بسببها»، داعية السلطات اللبنانية إلى توفير الضمانات والحقوق المرعية والرعاية الصحية والزيارات والتراسل لهانيبال القذافي».

وعبّرت الوزارة عن أملها في بيان مساء (الأحد) «في أن تحظى بردود رسمية من الجهات المعنية بالجمهورية اللبنانية تفيد بتحسين ظروف اعتقاله، خلافاً لما عليه الوضع الراهن».

ولفتت الوزارة إلى أنها ستكون على تواصل مع الجهات السياسية والمنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية، «لضمان قيام السلطات اللبنانية المعنية بمسؤولياتها حيال المعتقل الليبي ونيله لحقوقه وحريته».

وأظهرت صور لهانيبال منسوبة إلى تلفزيون لبناني، تواجده في مكان ضيق، كما نقلت عنه أن «وضعه غير جيد، حيث يُحتجَز في غرفة تحت الأرض تتسع لبعض الاحتياجات والأدوية، وتتضمن حماماً بكرسي أرضي، ويفتقد للأكسجين».

وانضم الأمير الليبي محمد الحسن السنوسي إلى المطالبين بالإفراج عن هانيبال، داعياً عبر حسابه على «إكس» إلى منحه الفرصة العادلة للمحاكمة بشكل يحفظ له حقوقه وكرامته، وإلا فليُطلق سراحه فوراً.


الجيش الجزائري يبحث تحصين أنظمته المعلوماتية من الاختراق

اجتماع مسؤولين مدنيين وعسكريين لبحث حماية الأنظمة والشبكات من الهجمات الرقمية (وزارة الدفاع)
اجتماع مسؤولين مدنيين وعسكريين لبحث حماية الأنظمة والشبكات من الهجمات الرقمية (وزارة الدفاع)
TT

الجيش الجزائري يبحث تحصين أنظمته المعلوماتية من الاختراق

اجتماع مسؤولين مدنيين وعسكريين لبحث حماية الأنظمة والشبكات من الهجمات الرقمية (وزارة الدفاع)
اجتماع مسؤولين مدنيين وعسكريين لبحث حماية الأنظمة والشبكات من الهجمات الرقمية (وزارة الدفاع)

يبحث خبراء عسكريون ومدنيون بالجزائر تحصين الأنظمة والشبكات والبرامج المعلوماتية التابعة للجيش، من أعمال التجسس والقرصنة والتخريب.

وأطلقت الحكومة الجزائرية مطلع العام الحالي ما سمّته «استراتيجية وطنية لأمن أنظمة المعلومات»، بإشراف مباشر من وزارة الدفاع، مؤكدة أن الهدف منها «مواجهة عمليات التشويش على الرأي العام من خلال نشر معلومات مغلوطة».

وأعلنت وزارة الدفاع، الاثنين، عبر حساباتها في الإعلام الاجتماعي، عن عقد «ورشة عمل» بـ«الناحية العسكرية الأولى» (وسط الجزائر)، تتناول «محاور كبرى ذات الصلة بالاستراتيجية الوطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية، على غرار حماية البنى التحتية الحساسة والقدرات الوطنية للاستجابة للحوادث السيبرانية، وكذلك الإطار القانوني والتنظيمي، وتعزيز القدرات في مجال التكوين والتحسيس والبحث والتطوير، بالإضافة إلى التعاون الدولي والشراكة الوطنية، ووضع نظام بيئي وطني ملائم للأمن السيبراني».

وأكدت الوزارة أن الاجتماع الذي يدوم يومين، يتم تحت إدارة «وكالة أمن الأنظمة المعلوماتية» التي تتبع للجيش، والتي تم تكليفها في بداية العام بإعداد «استراتيجية وطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية». وأشارت إلى أن اللواء بلقاسم حسنات رئيس «دائرة الاستعمال والتحضير لأركان الجيش الوطني الشعبي»، ألقى كلمة في بداية الأشغال، حول «الأهمية الكبيرة التي توليها الجزائر لأمن أنظمتها المعلوماتية». وأوضحت أن «فعاليات هذه الورشة، ستجري على شكل مداخلات ينشّطها كوادر وخبراء مدنيون وعسكريون»، من دون إعطاء تفاصيل. كما يشارك في الاجتماع ذات الطابع الأمني، ممثلون عن رئاسة الجمهورية والوزارة الأولى و«عدد من الوزارات»، بالإضافة إلى «فاعلين من القطاعين العمومي والخاص، ومتعاملين في مجال الأمن السيبراني والفضاء الأكاديمي ومراكز البحث»؛ وفق ما ذكرته وزارة الدفاع.

خبراء عسكريون ومدنيون في اجتماع لبحث تحصين النظام المعلوماتي للجيش الجزائري (وزارة الدفاع)

وتناولت مداخلات لخبراء سبل «حماية أنظمة تخزين المعلومات من الاختراق»، وتعزيز ما يُعرف بـ«السيادة الرقمية ضد الإجرام الإلكتروني والجوسسة». وينسجم ذلك مع خطاب سياسي حكومي يحذّر من «تعاظم خطر الهجمات السيبرانية على آلاف الحسابات بمنصات الإعلام الاجتماعي، والأنظمة المعلوماتية المحلية، بغرض إشاعة اليأس وعدم الثقة في مؤسسات الدولة». وتعرض كثير من الأشخاص للاعتقال والمتابعة القضائية، في السنين القليلة الماضية، بتهمة «الإجرام الإلكتروني» على خلفية تعديلات تم إدخالها على قانون العقوبات.

وكان مدير عام «وكالة أمن الأنظمة المعلوماتية» الجنرال عبد السلام بلغول، أطلق في فبراير (شباط) الماضي، صفارة الإنذار من «أرقام مخيفة ومرعبة، من حيث العدد الكبير للتهديدات المتعلقة بالأمن السيبراني باستخدام أدوات متطورة». وأشار إلى «خسائر مادية ومعنوية مُعتبرة، أحدثتها هذه التهديدات».

وكان رئيس أركان الجيش الفريق سعيد شنقريحة، شدّد الأحد، خلال وجوده بـ«المدرسة العليا للعتاد» في «الناحية العسكرية الأولى»، على أن «أداء قواتنا المسلحة لمسؤولياتها على الوجه الأكمل، في ظل الظروف الراهنة، يستدعي تضافر أعمال الجميع، وتكاتف جهودهم، مع كل ما يتطلبه ذلك من تيقظ واحتراس وحرص على تنفيذ المهام بالدقة المطلوبة والصرامة اللازمة»؛ حسبما أوردته وزارة الدفاع في بيان.

وقال قائد الجيش، مخاطباً الكوادر العسكريين، إن «المطلوب منهم، تمكين قواتنا المسلحة من أداء مسؤوليتها على الوجه الأكمل، في الظروف الراهنة، بل وفي كل الظروف، وأن تكونوا في منتهى اليقظة، وأن يضطلع كل واحد منكم بما أسند إليه من مهام، ويحرص أشد الحرص على تنفيذها، بالدقة المطلوبة والصرامة اللازمة، من خلال الاستغلال الفعّال والأمثل للقدرات البشرية والمادية المسخرة».

قائد الجيش خلال وجوده بالمنشأة العسكرية للعتاد (وزارة الدفاع)

ووفق البيان ذاته، أشرف شنقريحة بالمناسبة على «الاجتماع السنوي لكوادر العتاد الحربي»، الذي عقد بالمدرسة العسكرية المتخصصة، ونقل عنه «حرصه على متابعة حصيلة النشاطات الجارية في مجال إسناد وحدات قوام المعركة، وتقييم مساهمتها في تطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي والرفع من جاهزيته».