يكثف عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي إلى ليبيا، من جهوده لتهيئة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية بالبلاد، قبل انتهاء العام الحالي، مفضلاً الاتجاه صوب دول جوار جنوب ليبيا بقصد حل معضلة «المرتزقة» والمقاتلين الأجانب التي لا تزال تراوح مكانها منذ انتهاء الحرب على طرابلس، في يونيو (حزيران) 2020.
واستهلّ المبعوث الأممي زيارته الأفريقية إلى السودان، مساء الخميس، حيث التقاه بالخرطوم رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قبل مباحثات أجراها مع وزيري الدفاع والخارجية بالبلاد.
وأوضح باتيلي، عبر حسابه على «توتير»، أنه أطلع رئيس مجلس السيادة على «جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لإعادة الاستقرار والسلام إلى البلاد، من خلال العمل على عودة المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية و(المرتزقة)، بالتنسيق مع بلدانهم الأصلية».
ونقل باتيلي أن البرهان «دعمه لجهود البعثة الأممية، إذ أكد أن تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا سيسهم في استقرار المنطقة برُمتها».
وتُعدّ قضية «المرتزقة» والقوات الأجنبية في ليبيا من الشواغل الرئيسية للبعثة الأممية ولغالبية الأطراف الدولية المطّلعة على ملف الأزمة بالبلاد. يشار هنا إلى أن باتيلي استبَق زيارته لدول جوار جنوب ليبيا بالاجتماع في تونس، منتصف مارس (آذار) الحالي، مع لجان التواصل من (ليبيا والسودان وتشاد والنيجر والاتحاد الأفريقي)، بشأن إطلاق آلية تبادل للبيانات لسحب «المرتزقة» والمقاتلين الأجانب؛ وذلك تماشياً مع التزامهم السابق في القاهرة.
وقال مصدر ليبي مقرَّب من البعثة الأممية، لـ«الشرق الأوسط»، إن جولة باتيلي إلى دول جوار الجنوب «ستعقبها زيارات إلى دول عربية عدة، وربما إلى تركيا؛ سعياً لتحريك قضية المرتزقة قبيل إجراء الاستحقاق الليبي المنتظر».
يُذكَر أن باتيلي قال، في الاجتماع الذي جاء على هامش لقاء مجموعة العمل الأمنية من أجل ليبيا، إن «آلية تبادل المعلومات سوف تسهم في تعزيز الأمن في ليبيا والمنطقة، وتوفير بيئة مواتية لإجراء الانتخابات في عام 2023، كما سوف تساعد على تحقيق سلام واستقرار مستدامين».
وكان باتيلي قد شارك في اجتماع مراقبي وقف إطلاق النار الليبيين والدوليين بتونس، والذي ناقش بدوره أيضاً الخطوات المقبلة بشأن انسحاب «المرتزقة» والمقاتلين الأجانب، والتي يعتقد المبعوث الأممي أن من شأنها المساهمة في إحلال السلام والاستقرار بليبيا.
وأضاف باتيلي، عبر حسابه، أن جولته الأفريقية الرسمية، التي بدأت من السودان، وتعقبها بلقاءات في تشاد والنيجر، جاءت في إطار تفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لإعادة السلام والاستقرار للبلاد، ولا سيما من خلال دعم اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتسريع انسحاب المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية و«المرتزقة» من ليبيا.
وأكد المبعوث الأممي أن وجود المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية و«المرتزقة» في ليبيا «يشكل خطراً كبيراً على السلام والاستقرار في البلاد والمنطقة»، متابعاً «نحن بحاجة إلى العمل مع شركائنا لمواجهة هذا التحدي، دون التأثير سلباً على بلدان الجوار الليبي أو على المنطقة».
كما التقى باتيلي، في الخرطوم، وزير الخارجية المكلف علي الصادق، وقال: «تبادلنا وجهات النظر حول التطورات الأخيرة في ليبيا، وتوافقت آراؤنا على أهمية تضافر الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك أمن الحدود بين البلدين».
وأعرب الصادق عن دعم الحكومة السودانية للمساعي الحميدة التي تقوم بها الأمم المتحدة في ليبيا لتجاوز الأزمة السياسية المستعصية، وقيادة البلاد إلى انتخابات شاملة.
ولفت المبعوث الأممي إلى أنه استعرض مع وزير الدفاع السوداني اللواء ياسين إبراهيم، التقدم الذي أحرزته اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5»، ولجان التواصل في كل من ليبيا والسودان وتشاد والنيجر فيما يتعلق بسحب المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية و«المرتزقة» من ليبيا.
ونقل باتيلي، عن وزير الدفاع السوداني، «التزام وزارته بمواصلة التعاون المشترك، ودعم الانسحاب المنسق لجميع هذه العناصر، وإعادة إدماجهم في القوات النظامية. ودعا إلى دعم الأمم المتحدة لتعزيز أمن الحدود بين السودان وليبيا».
باتيلي يبحث عن حل أفريقي لإخراج «المرتزقة» من ليبيا
التقى البرهان بالخرطوم قبل توجهه إلى تشاد والنيجر
باتيلي يبحث عن حل أفريقي لإخراج «المرتزقة» من ليبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة