تونس ترحب بدعم إيطاليا... وتتجاهل انتقادات أوروبا

الرئيس سعيد اعتبر ما تحقق بعد 25 يوليو 2021 «بمثابة معجزة»

الرئيس التونسي قيس سعيد (إ.ب.أ)
الرئيس التونسي قيس سعيد (إ.ب.أ)
TT

تونس ترحب بدعم إيطاليا... وتتجاهل انتقادات أوروبا

الرئيس التونسي قيس سعيد (إ.ب.أ)
الرئيس التونسي قيس سعيد (إ.ب.أ)

عبّرت وزارة الخارجية التونسية اليوم عن ترحيبها بالدعم المالي الذي قدمته إيطاليا، وأكدت انفتاحها على شراكة «مسؤولة ومحترمة ومتساوية، نداً للند، مع جميع شركائها»، وانتقدت في المقابل تصريحات جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية الذي تحدث عن مخاوف من «انهيار» الوضع في تونس، واعتبرتها «غير متناسبة».
وجاء رد فعل الخارجية التونسية تزامناً مع زيارة وفد من الاتحاد الأوروبي البلاد التي تواجه أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية، وحيث تنتقد المعارضة بشدة إجراءات اتخذها الرئيس قيس سعيّد، وتصفها بأنها «انقلاب على الثورة».
وأضافت الوزارة في بيان أن «التصريحات التي تمّ الإدلاء بها مبالغ فيها وغير متناسبة، سواء بالنظر للقدرات الراسخة والمشهود بها عبر التاريخ للشعب التونسي على الصمود وتجاوز المصاعب، وكذلك في ما يتعلق بالتهديد الذي تمثله الهجرة من دول الجنوب إلى أوروبا».
يذكر أن أنطونيو تاياني، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي ونائب رئيسة الوزراء، قد أعلن أول من أمس، عن تقديم بلاده نحو 110 ملايين يورو لفائدة تونس وبعض الشركات الصغرى والمتوسطة، من خلال الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي، تزامناً مع تصريحات بوريل التي عبّر فيها عن شعور الاتحاد الأوروبي بالقلق إزاء تدهور الوضع السياسي والاقتصادي في تونس، وخشيته من انهياره، مشدداً على أن الرئيس سعيد «يجب أن يوقع اتفاقاً مع صندوق النقد الدولي وينفذه، وإلا فإن الوضع سيكون خطيراً للغاية بالنسبة لتونس».
وأضاف بوريل متخوفاً: «إذا انهارت تونس، فإن هذا سيهدد بتدفق المهاجرين نحو الاتحاد الأوروبي، والتسبب في عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولذلك نريد تجنب هذا الوضع». وأوضح في هذا السياق أن وزراء الاتحاد الأوروبي طلبوا من بلجيكا والبرتغال إرسال ممثلين إلى تونس لإجراء «تقييم للوضع قصد تمكين الاتحاد الأوروبي من توجيه إجراءاته»، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي «لا يمكنه مساعدة دولة غير قادرة على توقيع اتفاقية مع صندوق النقد الدولي».
وكانت جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، قد أعلنت عن برنامج يتم طرحه خلال الأسابيع المقبلة، ستطالب من خلاله أوروبا بـ«ردود فورية لدعم دول شمال أفريقيا، وعلى رأسها تونس التي تعيش أزمة اقتصادية ومؤسساتية». وقالت إن تونس «تواجه أزمة عميقة، مع عواقب يمكن أن تكون مقلقة للغاية لأوروبا، وليس فقط إيطاليا»، في إشارة إلى بيانات وزارة الداخلية الإيطالية التي أكدت أن تونس باتت بلد العبور الأول في المنطقة نحو إيطاليا؛ خصوصاً بعد تسجيل مغادرة 12 ألفاً و83 شخصاً انطلاقاً من سواحلها منذ بداية السنة، وحتى يوم 13 مارس (آذار) الحالي، مقارنة بـ1360 وافداً فقط في الفترة نفسها السنة الماضية.
وفي هذا الشأن، قال جمال العرفاوي، المحلل السياسي التونسي لـ«الشرق الأوسط»، إن تونس باتت تستعمل ورقة المهاجرين في وجه دول أوروبا من أجل الحصول على استثمارات مالية، ومساعدات للحد من الفقر والخصاصة، وخفض أعداد المهاجرين؛ مضيفاً أن إيطاليا باتت تطالب الدول الأوروبية بالضغط على أعضاء صندوق النقد الدولي لتمكين تونس من قرض مالي، وهذا أمر نادر الحدوث. كما أكد العرفاوي أن تونس قد تلجأ إلى طريقة التفاوض نفسها التي استعملتها عدة دول مع أوروبا، على غرار تركيا، من أجل الحصول على دعم مالي مقابل وقف نزيف الهجرة غير الشرعية.
ورداً على التحذيرات من خطورة الأوضاع السياسية والاقتصادية، أكد الرئيس التونسي خلال زيارة إلى مدينة القيروان (وسط) أمس، أن ما تحقق في تونس بعد 25 يوليو (تموز) 2021 «هو من قبيل المعجزات»، وجدد رفضه التدخل في شؤون تونس لـ«أننا لسنا تحت الانتداب أو الحماية أو أي نوع من أنواع الوصاية»، على حد قوله.
كما كشف الرئيس سعيد عن أسباب اتخاذه قرار إقصاء منظومة الحكم السابقة، قائلاً: «اتخذتُ هذا القرار لتصحيح المسار، والعزوف عن الانتخابات التشريعية مرده إلى رفض المواطنين لفكرة البرلمان بشكل عام. كما أن الديمقراطية النيابية تعيش أزمة في كل أنحاء العالم». مبرزاً أن تونس «تخوض حرب تحرير وطنية بلا هوادة، لضرب الفاسدين الذين لا وطنية لهم، والذين يريدون تجويع الشعب»، متهماً خصومه السياسيين قائلاً: «هؤلاء منخرطون في مؤامرة ضد الدولة التونسية للانقلاب على إرادة الشعب».
وفي ما يتعلق بمواصلة بناء النظام السياسي الذي اختاره، قال الرئيس سعيد إن مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية) «سيكون تمثيلاً حقيقياً لإرادة التونسيين... وسيكون الانتخاب على الأفراد خلال دورتين، كما سيكون هناك تداول على التمثيل حتى تكون هناك رقابة داخلية، إضافة إلى إمكانية سحب الثقة من الأعضاء المنتخبين»، معتبراً أن هذا البناء «يتلاءم مع الانفجار الثوري الذي حدث في تونس، وهو يتمحور أساساً حول تمكين الشعب من الأدوات القانونية لتحقيق مطالبه المشروعة».


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

مسيرة حاشدة للنقابات المغربية في مراكش خلال عيد العمال

مسيرات العمال تتجه نحو ساحة باب دكالة الذي يشكل أحد الأبواب الرئيسية لمراكش (أ.و.ب)
مسيرات العمال تتجه نحو ساحة باب دكالة الذي يشكل أحد الأبواب الرئيسية لمراكش (أ.و.ب)
TT

مسيرة حاشدة للنقابات المغربية في مراكش خلال عيد العمال

مسيرات العمال تتجه نحو ساحة باب دكالة الذي يشكل أحد الأبواب الرئيسية لمراكش (أ.و.ب)
مسيرات العمال تتجه نحو ساحة باب دكالة الذي يشكل أحد الأبواب الرئيسية لمراكش (أ.و.ب)

شارك مئات من العمال والموظفين المنتمين لمختلف القطاعات المهنية المغربية في مسيرات حاشدة بمدينة مراكش، الواقعة جنوب المغرب، بمناسبة عيد العمال الذي يوافق اليوم الأربعاء أول مايو (أيار).

وتوجهت مسيرات العمال نحو ساحة باب دكالة، الذي يشكل أحد الأبواب الرئيسية لأسوار المدينة العتيقة في مراكش، حيث نُظمت فقرات خطابية لمختلف النقابات.

وقال فيصل آيت علي منصور، أحد مسؤولي نقابات العمال في مراكش، إن الطبقة العاملة بالمغرب، والاتحاد المغربي للشغل اليوم «يخلدان ذكرى غالية على الطبقة العاملة، وهي الأول من مايو. هذا العيد الأممي يشارك فيه العاملات والعمال بكثافة من أجل المطالبة بحقوقهم المشروعة».

وأضاف منصور: «الكل يعرف أننا نواجه غلاءً فاحشاً، وهناك مجموعة من المطالب الموجهة للحوار الاجتماعي، هذا الحوار أصدر بعضاً من المخرجات التي لا بأس بها، ونحن في الاتحاد المغربي للشغل سوف نستمر في الدفاع عن باقي الحقوق المشروعة، التي تنتظرها الطبقة العاملة».

جانب من المسيرة العمالية التي شهدتها شوارع مراكش (أ.و.ب)

بدوره، قال زكريا آيت علي منصور، عضو المكتب الوطني للاتحاد المغربي للشغل، إن «العائلة الكبيرة للاتحاد المغربي للشغل تلتئم اليوم من أجل تجديد العهد بمواصلة الكفاح، وهناك حشود ومكونات الطبقة العاملة من مختلف القطاعات المهنية، من القطاعين الخاص والعام، جاءت اليوم لتحتفل بالعيد العمالي الأممي، ونحن نحتفل به في سياق خاص، من خلال الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها البلاد ويشهدها العالم».

من جهتها، أكدت فاطمة الزهراء مجيد، وهي مسؤولة نقابية عن قطاع التعليم بمراكش، أن احتفال هذا العام بهذا العيد الأممي «جاء بعد عدة جولات من الحوار قامت بها المركزية النقابية، وهي الوحيدة التي قدمت عدداً من المبادرات».

وقالت المسؤولة النقابية في تصريحات نقلتها «وكالة أنباء العالم العربي»: «أنا بصفتي مسؤولة بالنسبة لقطاع التعليم، وبصفتي جامعة الوطنية للتعليم بمراكش، ندعو الوزارة إلى إلغاء جميع المجالس التأديبية بالنسبة للموقوفين والموقوفات، فهذا الملف الشائك هو الأول الذي يتصدر جميع مطالبنا للجامعة الوطنية للتعليم ونقابة الاتحاد المغربي للشغل ككل، ولذلك نتوجه بالنداء إلى الوزارة بإلغاء جميع المجالس التأديبية، وسحب جميع العقوبات».


مصر ترفع «تسوية الموقف التجنيدي للمغتربين» إلى 7 آلاف دولار

جانب من اجتماع الحكومة المصرية (مجلس الوزراء المصري)
جانب من اجتماع الحكومة المصرية (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر ترفع «تسوية الموقف التجنيدي للمغتربين» إلى 7 آلاف دولار

جانب من اجتماع الحكومة المصرية (مجلس الوزراء المصري)
جانب من اجتماع الحكومة المصرية (مجلس الوزراء المصري)

ضمن مساعٍ للحكومة المصرية إلى «توفير سيولة دولارية»، أعادت مصر تفعيل مبادرة «تسوية الموقف التجنيدي لمواطني الخارج»، ابتداء من مطلع مايو (أيار) الحالي ولمدة شهرين، مقابل 7 آلاف دولار أو يورو (الدولار يساوي 47.85 جنيه في البنوك المصرية)، بزيادة قدرها ألفا دولار أو يورو على العام الماضي، عندما طرحت المبادرة للمرة الأولى.

ولم تعلن الحكومة المصرية عن إجمالي الأعداد التي تقدمت للمبادرة في المرة الأولى، الصيف الماضي. لكنها تشترط أن «يتم تحويل الأموال من الخارج وليس من داخل مصر خلال المهلة المحددة ضمن المبادرة عبر حسابات مخصصة باثنين من البنوك». ووعدت الحكومة بـ«تيسيرات جديدة للمغتربين». وسيكون على المصريين المغتربين تقديم طلبات تسوية المواقف التجنيدية بشكل نهائي عبر الموقع الإلكتروني المخصص للمبادرة.

ورأى نائب رئيس الاتحاد العام للمصريين بالسعودية، عادل حنفي، أن «إعادة تفعيل المبادرة أمر مهم، يأتي استجابة لمطالب الجاليات المصرية بالخارج»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن المبادرة سوف «تحل مشكلات آلاف الأسر المصرية»، لافتاً إلى «وجود تسهيلات مصرية للترويج للمبادرة وشرح مزاياها والتعامل مع الصعوبات التي تواجه بعض الشباب في التسجيل من خلال الموقع الإلكتروني».

وتتعلق المبادرة بمن حل عليهم الدور في سن التجنيد بدءاً من سن (18 عاماً) من تاريخ التسجيل على الموقع الإلكتروني المخصص للمبادرة، وحتى سن (30 عاماً)، وأيضاً بمن تجاوزوا سن (30 عاماً).

مزايا المبادرة

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق صلاح حليمة عدّد مزايا إعادة تفعيل مبادرة «تسوية الموقف التجنيدي لمواطني الخارج» مجدداً؛ خصوصاً من أجل المساهمة في حل المشكلات التي تواجه بعض المصريين بالخارج في السفر والتنقل خلال فترة استكمال دراستهم، مشيراً إلى أن «التحرك الحكومي يأتي في إطار سياسة الدولة المصرية في محاولة البحث عن حلول للتعامل مع التحديات التي تواجه المغتربين».

وأضاف صلاح حليمة لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك مصريين في سن التجنيد يصعب عودتهم للبلاد من أجل تأدية الخدمة العسكرية لأسباب دراسية أو طبية أو وجودهم برفقة عائلاتهم، وغيرها من الأمور التي كانت تسبب مشكلات في تسوية الأوراق القانونية لهم عند تجديد جواز السفر أو الإقامة في الدول الموجودين بها»، متوقعاً «وجود إقبال كبير على التفاعل مع المبادرة والاستجابة لها».

ويقدر عدد المصريين في الخارج بنحو 12 مليون شخص، وفق تصريحات سابقة لوزيرة الهجرة المصرية، سها جندي، يتمركز الجزء الأكبر منهم في دول الخليج والولايات المتحدة.

وتزامنت إعادة تفعيل مبادرة «تسوية الموقف التجنيدي لمواطني الخارج»، الأربعاء، مع موافقة الحكومة المصرية على «تمديد استقبال تحويلات استيراد السيارات للمصريين بالخارج لمدة شهر».

جذب العملة

وينظر مراقبون لهذه المبادرات بعدّها «أحد مساعي الحكومة لتوفير سيولة من العملات الأجنبية بشكل مباشر». وقال الخبير الاقتصادي المصري، كريم العمدة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحكومة تحاول جذب عملة أجنبية من الخارج لدعم الوضع الاقتصادي داخل البلاد»، لافتاً إلى أن «مثل هذه المبادرات توفر السيولة الدولارية خلال الفترة المقبلة، فضلاً عن كونها تُقدم للمغتربين تسهيلات لأبنائهم وأسرهم في مصر».

وكان «مجلس الوزراء المصري» قد وافق، خلال اجتماعه، الأربعاء، على طلب وزارة الهجرة المصرية بـ«السماح باستقبال التحويلات من الخارج لمدة شهر من تاريخ انتهاء العمل بمبادرة إعفاء سيارات المصريين بالخارج من الجمارك والرسوم في مقابل إيداع قيمتها بالدولار بوصفها وديعة في البنوك المصرية، من دون فائدة لمدة 5 سنوات على أن تصرف بالعملة المحلية وقت استردادها». وجاء قرار الحكومة المصرية بشأن مبادرة سيارات المصريين بالخارج بعد «انتهاء تمديد العمل بالمبادرة في نهاية أبريل (نيسان) الماضي».

وعانت مصر خلال الأشهر الماضية من أزمة حادة في ظل تضخم قياسي لأسعار السلع والخدمات، ونقص العملة الأجنبية، فضلاً عن ارتفاع مستويات الاقتراض الخارجي. لكن «تدفقات دولارية» ضخمة حصلت عليها مصر أخيراً، بما في ذلك اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، واستثمارات عربية، أسهمت في توفير العملة الصعبة. ومطلع مارس (آذار) الماضي، سمح البنك المركزي المصري للجنيه بالانخفاض، وإعلان التحول إلى نظام صرف مرن، وفق «آليات السوق».


«هدنة غزة»: القاهرة ترى «أجواءً إيجابية» في المشاورات الصعبة

سامح شكري خلال مباحثات مع وزير خارجية فرنسا في القاهرة (الخارجية المصرية)
سامح شكري خلال مباحثات مع وزير خارجية فرنسا في القاهرة (الخارجية المصرية)
TT

«هدنة غزة»: القاهرة ترى «أجواءً إيجابية» في المشاورات الصعبة

سامح شكري خلال مباحثات مع وزير خارجية فرنسا في القاهرة (الخارجية المصرية)
سامح شكري خلال مباحثات مع وزير خارجية فرنسا في القاهرة (الخارجية المصرية)

تواصل مصر جهودها الرامية إلى تحقيق «هدنة» بين إسرائيل و«حركة حماس» في قطاع غزة. وبينما ترى القاهرة «أجواءً إيجابية» في «المشاورات الصعبة المستمرة منذ عدة أشهر»، طالب وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الأربعاء، بـ«إبداء قدر من المرونة» لإنجاز الاتفاق.

وأكد مصدر مصري «استمرار جهود الوصول إلى اتفاق لهدنة في غزة وسط أجواء إيجابية». ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، الأربعاء، عن المصدر المصري - الذي وصفته برفيع المستوى - قوله إن «هناك مشاورات مصرية مع جميع الأطراف المعنية لحسم بعض النقاط الخلافية بين الطرفين»، في إشارة إلى «إسرائيل و(حركة حماس)».

وكان وفد من «حماس» قد أجرى مباحثات موسعة مع مسؤولين أمنيين مصريين، الاثنين الماضي، تناولت مقترحاً جديداً قدمته القاهرة، وناقشته مع مسؤولين إسرائيليين خلال زيارة قام بها وفد أمني مصري إلى تل أبيب، الجمعة الماضي.

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية المصري، الأربعاء، إن «بلاده تبذل جهوداً مضنية للوصول لاتفاق (هدنة) من خلال طرحها لمقترحات قابلة للتنفيذ». وأكد شكري خلال لقاء نظيره الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، في القاهرة، «أهمية إبداء الأطراف للمرونة اللازمة للوصول إلى اتفاق يحقن دماء الفلسطينيين ويدفع نحو التهدئة، وصولاً إلى وقف كامل لإطلاق النار»، وفق إفادة رسمية للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد.

وتأتي زيارة وزير الخارجية الفرنسي «الخاطفة» للقاهرة، في إطار «استكمال التشاور والتنسيق الوثيق بين البلدين لحلحلة الوضع المتأزم في قطاع غزة واحتواء التصعيد الإقليمي بالمنطقة»، فضلاً عن «رغبة الوزير الفرنسي في إطلاع نظيره المصري على محصلة اتصالاته ولقاءاته خلال زياراته الأخيرة لإسرائيل ولبنان»، وفق متحدث «الخارجية المصرية». وأشار أبو زيد إلى أن «المحادثات بين الوزيرين تناولت تبادل التقييمات بشأن مفاوضات الهدنة الجارية بين (حماس) وإسرائيل بوساطة مصرية للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين».

وكانت وكالة «رويترز» للأنباء قد نقلت عن مصدر دبلوماسي فرنسي، قوله قبيل الزيارة، إن «القاهرة لم تكن مقررة سلفاً خلال جولة سيجورنيه في الشرق الأوسط، لكن تم إدراجها، مع وصول الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل و(حركة حماس)، وإطلاق سراح المحتجزين في غزة إلى مرحلة حاسمة».

أدخنة تصاعدت من خان يونس جراء الغارات الإسرائيلية في وقت سابق (د.ب.أ)

ومنذ يناير (كانون الثاني) الماضي يسعى الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة إلى إنجاز هدنة في غزة، لكن جولات المفاوضات الماراثونية الصعبة لم تسفر عن اتفاق حتى الآن بسبب تمسك كل من إسرائيل و«حركة حماس»، بمطالبهما.

بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي، الأربعاء، إنه «لا يزال هناك عمل يتعين القيام به للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و(حركة حماس)». وأضاف عقب لقاء مع نظيره المصري: «جئنا لتنسيق جهودنا من أجل التوصل إلى هدنة. والرسائل التي وجهتها فرنسا وشركاؤها العرب في المنطقة هي أن تتراجع إسرائيل عن شن الهجوم في رفح»، وفق ما نقلته «رويترز».

ورفض سيجورنيه الكشف عن مدى تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق، لكنه أشار إلى أنه «يأمل في إدراج الرهائن الـ3 الفرنسيين - الإسرائيليين على قائمة من سيتم الإفراج عنهم في حالة التوصل إلى هدنة».

ولا يزال ثلاثة من مواطني فرنسا محتجزين لدى «حماس» منذ السابع من أكتوبر (كانون الأول) الماضي. وتأتي زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى مصر بعد أن توقف في كل من لبنان والمملكة العربية السعودية، وإسرائيل.

وتنتظر القاهرة «رداً مكتوباً» من «حماس» على المقترح الذي وصفته الولايات المتحدة الأميركية في وقت سابق بأنه «سخي». ونقلت «وكالة الأنباء الفرنسية» عن القيادي في الحركة، سهيل الهندي، قوله الأربعاء، إن «(حماس) سوف تسلم ردها بشكل واضح خلال فترة قريبة جداً»، مشدداً على «ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار». وأضاف: «هناك ملاحظات حول ما تم تقديمه للحركة من قبل مصر، والحركة بيّنت هذه الملاحظات، وهناك مزيد من النقاشات داخل أروقة الحركة، لا نريد أن نتحدث هل هناك تقدم أم لا؟ فالأمر سابق لأوانه». بينما رجح مصدر مطلع على المفاوضات، أن «الوسطاء القطريين يتوقعون رداً من (حماس) خلال يوم أو اثنين على الأكثر»، بحسب «وكالة الأنباء الفرنسية».

وترفض إسرائيل الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار، حيث شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، على أن إنهاء الحرب قبل تحقيق جميع أهداف إسرائيل «غير مقبول».

فلسطينيون نازحون فروا من شمال قطاع غزة يسيرون على طول طريق الرشيد أثناء محاولتهم العودة (إ.ب.أ)

في السياق أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، رخا أحمد حسن، أن «إنجاز اتفاق هدنة من عدمه أصبح مرتبطاً الآن بما سيتضمنه رد حركة (حماس)»، موضحاً أن «الولايات المتحدة طالبت (حماس) بقبول ما وصفته بالعرض (السخي)، وتقديم تنازلات في حين تستمر في دعم موقف إسرائيل». وقال حسن لـ«الشرق الأوسط» إن «تل أبيب متمسكة بالإبقاء على الشريط الفاصل بين شمال وجنوب قطاع غزة، لتفتيش العائدين إلى الشمال، وهي نقطة خلاف رئيسية تضاف إلى الخلاف المتعلق بعدد ونوعية المفرج عنهم في إطار صفقة التبادل». وأضاف أن «الجميع يريد اتفاقاً لوقف إطلاق النار في ظل الوضع المأساوي في غزة، والأيام المقبلة ستكشف عما إذا كانت هناك بارقة أمل أم أن الجمود سيظل متحكما في المشهد».

وبشأن الدور الفرنسي، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن «باريس تسعى لإرضاء الرأي العام الداخلي بإظهار محاولتها وقف إطلاق النار أو حتى إطلاق سراح محتجزين فرنسيين، إضافة إلى محاولة إيجاد دور في لبنان».

بالفعل، تطرقت المباحثات بين شكري وسيجورنيه، الأربعاء، أيضاً إلى الوضع «المحتدم» على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، حيث استعرض وزير الخارجية الفرنسي نتائج زيارته الأخيرة إلى لبنان وجهود بلاده لاحتواء التصعيد في جنوب لبنان للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع في المنطقة، وتجنيب لبنان المزيد من عوامل عدم الاستقرار على خلفية الوضع في غزة. وأكد سيجورنيه أن «الهدنة المحتملة في غزة يتعين أن تقترن بهدنة مماثلة في لبنان»، بحسب بيان «الخارجية المصرية».

وخلال اللقاء، أعاد شكري وسيجورنيه التأكيد على «الرفض المُطلق لأي محاولات إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، وجعل القطاع منطقة غير قابلة للحياة». وتوافق الوزيران على «الرفض الكامل لأي عملية عسكرية برية في رفح الفلسطينية لمخاطرها الإنسانية غير المحتملة، وتهديدها لاستقرار المنطقة، نتيجة وجود أكثر من 1.4 مليون فلسطيني نازح يوجدون في جنوب القطاع كونها باتت المنطقة الآمنة نسبياً الوحيدة في القطاع»، وفق متحدث «الخارجية المصرية».

فلسطينيون يقودون سياراتهم بين أنقاض المنازل المدمرة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية بخان يونس (إ.ب.أ)

وسبق أن أكدت مصر أكثر من مرة رفضها «تهجير الفلسطينيين» داخل أو خارج أراضيهم، وعدته «تصفية للقضية الفلسطينية». وتزايدت المخاوف من تنفيذ «مخطط التهجير» مع تهديدات إسرائيلية متكررة بتنفيذ عملية عسكرية واسعة في مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، يخشى أن تتسبب في دفع الفلسطينيين تجاه الحدود المصرية.

كما بحث شكري وسيجورنيه، الأربعاء، في القاهرة، الأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزة، حيث شدّد شكري على «ضرورة توفير مزيد من المساعدات الإنسانية في ظل تلك الأوضاع المتردية، فضلاً عن حتمية الضغط على إسرائيل لفتح المعابر البرية، وتعزيز نفاذ تلك المساعدات إلى داخل القطاع». وأكد الوزيران أهمية دعم جهود كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاخ، لتنفيذ المهام الموكلة إليها بموجب قرار مجلس الأمن (2720) لتسهيل وتنسيق ومراقبة عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. واتفق الوزيران على استمرار التشاور الوثيق حول تطورات الأوضاع في غزة وما يرتبط بها من تطورات إقليمية، وكذا تعزيز الجهود لتحقيق وقف إطلاق النار، واستعادة المسار السياسي للتسوية الشاملة للقضية الفلسطينية من خلال إعادة تفعيل حل الدولتين.

وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الفرنسي «حرص بلاده على دعم الجهود العربية من أجل التوصل إلى أفق حقيقي لحل القضية الفلسطينية، استناداً لمكانة فرنسا بصفتها عضوة دائمة في مجلس الأمن ودولة داعمة للقضايا العربية، وفي مقدمتها الحقوق الفلسطينية»، وفق متحدث «الخارجية المصرية».


معركة «ديان بيان فو» تسلط الضوء على مغاربة حاربوا مع فرنسا في فيتنام

لي توان بِينه يحمل جواز سفره المغربي (أ.ف.ب)
لي توان بِينه يحمل جواز سفره المغربي (أ.ف.ب)
TT

معركة «ديان بيان فو» تسلط الضوء على مغاربة حاربوا مع فرنسا في فيتنام

لي توان بِينه يحمل جواز سفره المغربي (أ.ف.ب)
لي توان بِينه يحمل جواز سفره المغربي (أ.ف.ب)

حارب عشرات الآلاف من أبناء المغرب العربي من أجل فرنسا في الهند الصينية. وبينما غادرت غالبيتهم بعد الحرب، بدأ بعضهم حياة جديدة في فيتنام، حيث يدافع أحفادهم اليوم عن ذكراهم المنسية. لا يخفي لي توان بِينه (64 عاماً) أن «الكثير من المشاعر» تخالجه، بينما يحمل «شاهد قبر» والده محمد، أو مزيد بن علي، وفقاً لما كُتب عليه، والذي توفي في العام 1968. لكن بينه احتفظ باللوح الذي يحدّد الجنسية المغربية للمتوفى.

لي توان بِينه يحمل أوراق ثبوتيته المغربية (أ.ف.ب)

بين العامين 1947 و1954، التحق أكثر من 120 ألفاً من أبناء المغرب العربي، نصفهم من المغرب، الذي لم يكن قد نال استقلاله بعد، بصفوف الجيش الفرنسي في الهند الصينية. وكان والد بِينه من بين نحو 150 مغربياً فاراً أو سجيناً، بقوا في فيتنام الشيوعية لأكثر من عقد من الزمن بعد الهدنة. وتلقي قصّة هذا الأخير الضوء على جانب غير معروف للحرب التي لا تزال تؤثر على الذاكرة الفيتنامية والفرنسية، بعد مرور 70 عاماً على معركة ديان بيان فو ونهاية الحرب.

لي توان بِينه يحمل اللوح الذي يحدّد الجنسية المغربية لوالده المتوفى (أ.ف.ب)

يقول بيار جورنو، أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة بول فاليري في مونبيلييه، لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إنّه في فرنسا «بقي تاريخ الشجاعة في ديان بيان فو لفترة طويلة حكراً على البيض، الذين كانوا يشكّلون الغالبية في كوادر القوات المسلّحة.. لكن بعد العام 1947، تمّ الاعتماد على الكتائب الاستعمارية لدعم المجهود الحربي، ومن ثمّ أصبح هؤلاء يشكّلون الأغلبية»، مضيفاً: «لقد فقدنا جزءاً من هذه الذاكرة» للجنود المستعمَرين.

شاي «على الطريقة المغربية»

يقدّم لي توان بينه في منزله الواقع في فو ثو، على بعد ساعتين برّاً شمال هانوي، شاياً أسود بأوراق النعناع التي قطفها من الحديقة. ويقول مازحاً: «على الطريقة المغربية، لكن من دون سكّر». يُلقّب بينه في القرية بـ«الأجنبي» بسبب لون بشرته الداكن، لكنّ مقرّبين منه يلقّبونه بـ«علي»، وهو الاسم الذي أطلقه عليه والده.

لي توان بِينه أو المكي علي في مزرعته في بلدة بو تو (أ.ف.ب)

أدّت الحرب ضدّ الولايات المتحدة والتنمية الاقتصادية إلى تشتيت العائلات المغربية - الفيتنامية القليلة التي كانت تعيش في المنطقة منذ عقود. وقد عاد بعضهم إلى المغرب في السبعينات، لكنّ بينه أراد البقاء مع والدته الفيتنامية وشقيقيه، ويتذكّر قائلاً: «كان والدي يتجنّب الحديث عن الحرب. كان رجلاً قليل الكلام». وتقدّم الدعاية الفيتنامية الفارّين الأجانب على أنّهم رفاق نضال للشعوب المضطهدة. غير أنّ باحثين فرنسيين يشيرون إلى أنّ دوافعهم كانت بعيدة كلّ البعد عن الآيديولوجيا، مثل الحصول على أجور أفضل، أو الخوف من العقاب بعد ارتكاب خطأ.

سائح يلتقط صورة مع بوابة بنين بالطراز المغربي في بلدة بافي في فيتنام (أ.ف.ب)

بعد الحرب، بقي نحو 300 جندي أفريقي وأوروبي «بعد استسلامهم»، وفق هانوي، في مزرعة جماعية في منطقة بافي، الواقعة على بعد ساعة من العاصمة. وفي هذا المكان، التقى والد بينه بامرأة فيتنامية وولد بينه في 1959.

ورغم أنه أزيل هذا الموقع في السبعينات، لكن لا تزال هناك بوابة بارتفاع عدّة أمتار مستوحاة من العمارة المغاربية، بناها عمّال مغاربة تخليداً لبلادهم. ويقع هذا النصب التذكاري في حديقة عائلة فيتنامية، حيث يزوره القليل من الزوّار، بما في ذلك أجانب، كلّ شهر. وبعدما تضرّرت هذه البوابة جراء الإهمال على مدى نصف قرن، استعادت مظهرها بعد أعمال تجديد في عامي 2009 و2018، في وقت بدأت فيه الأبحاث في تسليط الضوء على مقاتلي الكتائب الاستعمارية في الهند الصينية. في هذه الفترة، كان لي توان بينه يناضل من أجل الاعتراف بماضيه. وبعد سنوات من التعقيد الإداري، حصل في العام 2016 على جواز سفر مغربي له ولولدَيه المولودَين لأم فيتنامية، تحت كنية «المكي» التي اختارتها السفارة. تقول ابنته ليلى (36 عاماً) التي تعيش حالياً في الدار البيضاء: «شجّعني والدي على المغادرة. كان يتحدّث عن المغرب منذ أن كنت طفلة». لم تطأ قدما بينه المغرب. لكنه يقول «الآن أنا طاعن في السن، لقد أعطيت الفرصة لابنتي... وأنا سعيد الآن لأن بعض أحلامي تحقّقت».


الرئيس الجزائري يؤكد أن بلاده «لن تلجأ للديون الخارجية»

الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
TT

الرئيس الجزائري يؤكد أن بلاده «لن تلجأ للديون الخارجية»

الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأربعاء، إن بلاده «لم ولن تلجأ إلى الديون الخارجية، وفاء لشهداء الجزائر الأبرار».

وشدد تبون، في كلمة له من داخل مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين (نقابة عمالية مقربة من الحكومة)، بمناسبة عيد العمال، على ضرورة إرساء قواعد للحوار والتشاور مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وكل المواطنين الأحرار، من أجل الوصول إلى قرارات صائبة.

كما تحدث الرئيس تبون عن «الاقتصاد المنهار والأوضاع المزرية التي كانت تعيشها الجزائر قبل 2019 آخر سنة لعشرية مافياوية»، وفقاً لقوله. مشيراً إلى «خطابات البهتان التي كانت تدعي عجز الخزينة عن دفع أجور العمال، ووصول احتياطي الصرف إلى أدنى مستوياته، وكذا الفساد الذي نخر في كل القطاعات خلال عشرية حكم العصابة، التي تم فيها التخلي كلية عن الطبقة العاملة والوسطى والطبقة الهشة».

وأكد تبون أن «تلك الممارسات كان الهدف منها إحباط معنويات الجزائريين، وتسليم البلاد للخارج من خلال وضع الجزائر في يد صندوق النقد الدولي»، لافتاً إلى أن «الحراك (الشعبي) المبارك أنقذ البلاد من تلك الممارسات».

يذكر أن تبون انتخب رئيساً للجزائر في 12 من ديسمبر (كانون الأول) عام 2019.

ويرجح أن يترشح لولاية أخرى في الانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل.


مصر: الإعلان عن تدشين مدينة تحمل اسم السيسي في سيناء

الإعلان عن تدشين مدينة جديدة باسم السيسي في سيناء (عضو مجلس النواب مصطفى بكري - فيسبوك)
الإعلان عن تدشين مدينة جديدة باسم السيسي في سيناء (عضو مجلس النواب مصطفى بكري - فيسبوك)
TT

مصر: الإعلان عن تدشين مدينة تحمل اسم السيسي في سيناء

الإعلان عن تدشين مدينة جديدة باسم السيسي في سيناء (عضو مجلس النواب مصطفى بكري - فيسبوك)
الإعلان عن تدشين مدينة جديدة باسم السيسي في سيناء (عضو مجلس النواب مصطفى بكري - فيسبوك)

دشن «اتحاد القبائل العربية» في شبه جزيرة سيناء المصرية، الأربعاء، مدينة جديدة تحمل «السيسي» في رفح بشمال سيناء. وقال الاتحاد، في مناسبة الإعلان عن تأسيسه، إنه تم التوافق على «اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيساً شرفياً للاتحاد، وتغيير اسم منطقة (العجرة) إلى مدينة السيسي».

المدينة تقع برفح المصرية (عضو مجلس النواب مصطفى بكري - فيسبوك)

دمج الكيانات القبلية

وتأتي فكرة تأسيس الاتحاد بهدف «إدماج جميع الكيانات القبلية في إطار واحد دعماً لثوابت الدولة الوطنية، ومواجهة التحديات التي تهدد أمنها واستقرارها، خاصة في هذا الوقت»، بحسب المتحدث باسم الاتحاد وعضو مجلس النواب مصطفى بكري، الذي تلا البيان التأسيسي الأول للاتحاد في مؤتمر صحافي حظي بتغطية إعلامية محلية واسعة.

أقيم المؤتمر الصحافي للاتحاد في منطقة «العجرة». ووفق البيان فإنه «بناء على رغبة أبناء سيناء تقرر تغيير اسم المنطقة إلى (مدينة السيسي)، وهي مدينة تهدف إلى أن تكون من مدن الجيل الرابع مِن حيث الخدمات والرقمنة والتقدم». وعدّ المشاركون ذلك «لمسة وفاء مِن أبناء سيناء للقائدِ الذي وضع سيناء على الخريطة التنموية للمرة الأُولى في تاريخِها بعد أن تم القضاء على الإرهاب والمتآمرين».

وتقع المدينة المزمع إنشاؤها في منطقة صحراوية برفح المصرية، قريبة من قرية «العجرة» بشمال سيناء، وعلى مقربة من حدود مصر مع رفح الفلسطينية، على مساحة نحو 15 كيلومتراً مربعاً.

ويعد الشيخ عيسى الخرافين، شيخ مشايخ قبائل سيناء، مدينة «السيسي» الجديدة «نواة مهمة للتنمية في سيناء». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المدينة الجديدة تقع في أرض صحراء، لكن ستكون متكاملة، ما سيساهم في إنشاء تجمعات سكانية حولها لأهالي سيناء، وسيوفر فرص عمل لأهالي سيناء، ويعزز خطط تنمية سيناء».

وتشكل شبه جزيرة سيناء أهمية استراتيجية كبرى لمصر، بوصفها البوابة الحدودية الشرقية، وتبلغ مساحتها 61 ألف كيلومتر مربع، أي نحو 6 في المائة من مساحة مصر. وتعمل مصر على تنفيذ خطة وطنية لتنمية سيناء وربطها بالمدن الواقعة على الضفة الغربية لقناة السويس التي تفصلها عن الوادي، عقب إعلان السلطات «نجاح جهود القضاء على التنظيمات الإرهابية»، بعد حملة أمنية واسعة بدأت عام 2013.

وأعلن محافظ شمال سيناء محمد عبد الفضيل شوشة، الأسبوع الماضي، طرح وحدات سكنية جديدة لأهالي سيناء في مدينة «رفح الجديدة» تزامناً مع احتفالات عيد «تحرير سيناء»، وقال في مؤتمر صحافي حينها إن «إنشاء مدينة رفح الجديدة يأتي لتوفير السكن الملائم لأهالي مركز ومدينة رفح بعد الفترة العصيبة التي مروا بها، ولرغبة الدولة في إعادة الحياة الطبيعية على أرض سيناء الغالية».

وعدّ الشاب محمد سيد الهرش، 36 سنة، أحد أبناء مدينة بئر العبد بشمال سيناء، مدينة «السيسي» الجديدة، «تحمل دلالات أكبر من مفهوم تنمية سيناء»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المدينة الجديدة تقع على مقربة من الحدود المصرية مع رفح الفلسطينية، ووجود كثافة سكانية في المناطق الحدودية أمر مهم للأمن القومي المصري، يجعلنا نشعر فعلاً أن سيناء جزء لا يتجزأ من مصر».


صراع مفاجئ بين «الرئاسي» الليبي و«الرقابة الإدارية»

السفير الأميركى خلال اجتماعه بنظيره التركي بطرابلس (السفير الأميركي)
السفير الأميركى خلال اجتماعه بنظيره التركي بطرابلس (السفير الأميركي)
TT

صراع مفاجئ بين «الرئاسي» الليبي و«الرقابة الإدارية»

السفير الأميركى خلال اجتماعه بنظيره التركي بطرابلس (السفير الأميركي)
السفير الأميركى خلال اجتماعه بنظيره التركي بطرابلس (السفير الأميركي)

بينما اندلع صراع مفاجئ بين المجلس الرئاسي الليبي، وهيئة الرقابة الإدارية، اليوم الأربعاء، أقر مجلس النواب الليبي بالإجماع ميزانية حكومة الاستقرار «الموازية» برئاسة أسامة حماد. وتزامن ذلك مع إعلان رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، اعتزامه الاجتماع مجدداً في القاهرة مع رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، لاستكمال محادثاتهم حول الانتخابات، وتشكيل حكومة جديدة.

ووزع المجلس الرئاسي على أجهزته الأمنية حكماً قضائياً يطعن في أحقية عبد الله قادربوه في رئاسة هيئة الرقابة الإدارية، عقب إصدار الأخير قراراً مفاجئاً بوقف سامي، شقيق المنفي، عن عمله كرئيس لـ«الشركة الليبية - المغربية» القابضة، لدواعي ومقتضيات المصلحة العامة، على حد تعبيره.

وكان قادربوه قد أعلن، مساء الثلاثاء، إيقاف موظف، واكتفى بنشر الأحرف الأولى لاسمه عن العمل احتياطياً عن العمل بصفته مديراً لهذه الشركة.

المنفي أحال على الأجهزة الأمنية التابعة له حكما قضائيا بشأن عدم شرعية تولي قادربوه المنصب (الرئاسي)

ورداً على القرار، أحال المنفي، اليوم الأربعاء، على الأجهزة الأمنية التابعة له (المخابرات والحرس الرئاسي والردع ودعم الاستقرار) حكماً قضائياً من محكمة شمال طرابلس الابتدائية، بشأن عدم شرعية تولي قادربوه المنصب.

في غضون ذلك، أعلن تكالة أنه بصدد عقد لقاء جديد، لم يحدد موعده، مع المنفي وصالح في القاهرة، تحت رعاية جامعة الدول العربية. وتوقع ظهور ما وصفه بـ«نتائج مبشرة حول خريطة الطريق».

وقال تكالة في حديث متلفز، مساء الثلاثاء، إنه سيتم قريباً، خلال أسبوع أو أسبوعين، تشكيل لجنة مراجعة القوانين الانتخابية، التي تم التوافق في القاهرة على تشكيلها مع مجلس النواب، رغم أنه اعتبر أن «اعتماد مشروع الدستور، أو التوافق على القوانين، التي تم اعتمادها في مدينة بوزنيقة المغربية، أفضل خيارين لإجراء الانتخابات».

تكالة أكد أنه بصدد عقد لقاء جديد مع المنفي وصالح في القاهرة تحت رعاية جامعة الدول العربية (إ.ب.أ)

وقلل تكالة من أهمية إعلان مجلس النواب عن قبوله منفرداً لملفات المترشحين لحكومة جديدة، لافتاً إلى أنها «ليست حقيقة»، ورئيس مجلس النواب «لم يقلها»، مؤكداً استمرار «عملهما من أجل التوافق».

في سياق ذلك، قال المبعوث الأممي المستقيل، عبد الله باتيلي، إنه «لم يشارك في اجتماع القاهرة بين رؤساء المجالس الثلاثة، الذي رعته الجامعة العربية أخيراً، لأنه كان يرغب في إنجاح مشروعه فقط»، معتبراً أنه «فشل في الوصول إلى نتيجة».

ونفى تكالة تلقيه أي اعتراض من رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة» على «تشكيل أي حكومة جديدة». وقال إن «التنسيق سيحدث عند الجلوس على طاولة المفاوضات بين مجلسي الدولة والنواب».

من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، عبد الله بليحق، إن المجلس أقر بالإجماع قانون الميزانية العامة للدولة للعام الحالي، المقدم من حكومة «الاستقرار»، مع الأخذ ببعض تعديلات وملاحظات أعضاء المجلس، وتشكيل لجنة مشتركة من المجلس والحكومة لإدخال تلك التعديلات، والملاحظات في مشروع الميزانية، قبل التوقيع عليها وإحالتها للحكومة والنشر. موضحاً أنه من المقرر أن تقدم اللجنة ملاحظاتها والتعديلات المطلوبة في أجل أقصاه أسبوع، من أجل إدراجها والتوقيع على قانون الميزانية.

السفير الأميركى خلال اجتماعه بنظيره التركي بطرابلس (السفير الأميركي)

إلى ذلك، أكد السفير والمبعوث الأميركي الخاص لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أنه ناقش مع السفير التركي، كنعان يلماز، دعم الولايات المتحدة وتركيا للعملية السياسية للأمم المتحدة نحو إجراء الانتخابات الليبية، ورغبتهما في رؤية تقدم على المسارين الأمني والاقتصادي. وهنأ في بيان عبر منصة «إكس»، مساء الثلاثاء، ليبيا وتركيا على استئناف رحلات الخطوط الجوية التركية، واعتبرها «علامة على الاستقرار في البلاد».

كما أكد نورلاند والقائم بالأعمال الأميركي، جريمي برنت، خلال لقائهما مع السفير القطري، خالد الدوسري في طرابلس، على أهمية الدور الذي يلعبه الشركاء الإقليميون في دعم الجهود، التي تقودها الأمم المتحدة لمساعدة ليبيا على تجاوز المأزق السياسي، ووضع خريطة طريق ذات مصداقية لإجراء انتخابات وطنية ناجحة. وقال إنه أكد مع برنت خلال اجتماعهما، مساء الثلاثاء، مع عضوي المجلس الرئاسي موسى الكوني وعبد الله اللافي، على «التزام الولايات المتحدة بدعم قدرة ليبيا على حماية سيادتها، والمشاركة السياسية لمنطقة الجنوب في ليبيا وعملية المصالحة».

الدبيبة في لقاء سابق مع ريتشارد نورلاند في طرابلس (رويترز)

من جهته، أوضح الدبيبة أنه بحث، مساء الثلاثاء في قطر، مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية في ليبيا والمنطقة، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

في سياق آخر، هددت الجامعات الليبية على لسان رئيس أعضاء هيئة التدريس بجامعة طرابلس، أسامة الأزرق، بـ«اعتصام عام منتصف يونيو (حزيران) المقبل، إذا لم تنفذ حكومة الدبيبة ما تعهدت به بشأن مطالب أعضاء الهيئة».

وقال الأزرق: «ما زلنا نتابع ما اتُّفق عليه مع الجهات المعنية، لكن الدراسة مستمرة كالمعتاد». كما دعت تنسيقية معيدي ليبيا إلى إضراب شامل عن العمل، وتعليق الدراسة بالجامعات والمعاهد اعتباراً من (الأحد) المقبل. وحملت في بيان لها، اليوم الأربعاء، حكومة الدبيبة «مسؤولية تداعيات الاعتصام وإيقاف الدراسة».


البرهان وافق على توصية بإعلان حالة الطوارئ في ولاية الخرطوم

صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق مدينة الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع 15 أبريل 2023 (رويترز)
صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق مدينة الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع 15 أبريل 2023 (رويترز)
TT

البرهان وافق على توصية بإعلان حالة الطوارئ في ولاية الخرطوم

صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق مدينة الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع 15 أبريل 2023 (رويترز)
صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق مدينة الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع 15 أبريل 2023 (رويترز)

أبلغ والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة، اليوم (الأربعاء)، اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة في الولاية بصدور قرار من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، بالموافقة على توصية حكومة الولاية بإعلان حالة الطوارئ فيها، حسبما أفادت «وكالة أنباء العالم العربي».

وبحسب إعلام حكومة ولاية الخرطوم، فقد قال حمزة إنّ الأيّام القادمة ستشهد صدور مراسيم ولائية لتطبيق حالة الطوارئ، مشيراً إلى أنّ رئيس مجلس السيادة وافق على توصية الولاية بالتعامل مع ما وصفه بالوجود الأجنبي «الذي أصبح يشكّل تهديداً للأمن القومي ويشارك أفراد منهم في القتال إلى جانب الميليشيا المتمردة».

وذكر حمزة أنّ حكومته ستعمل بالتعاون مع وزارة الداخلية ومعتمدية اللاجئين للتعامل مع ملف الأجانب.

وشدّد اجتماع اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة على جميع الجهات الأعضاء في لجنة الطوارئ بالتقيّد التام بتنفيذ قرارات اللجنة. وأكّد إيهاب هاشم، الرئيس المناوب للجنة، أنّ أغلب القرارات والتكليفات قد جرى تنفيذها ويجري العمل في النسبة المتبقية.


الحكومة الجزائرية ترد على اتهامها بـ«عسكرة الإعلام»

مسيرو وسائل إعلامية يتابعون كلمة وزير الاتصال حول الإعلام وتوزيع الإعلانات (الوزارة)
مسيرو وسائل إعلامية يتابعون كلمة وزير الاتصال حول الإعلام وتوزيع الإعلانات (الوزارة)
TT

الحكومة الجزائرية ترد على اتهامها بـ«عسكرة الإعلام»

مسيرو وسائل إعلامية يتابعون كلمة وزير الاتصال حول الإعلام وتوزيع الإعلانات (الوزارة)
مسيرو وسائل إعلامية يتابعون كلمة وزير الاتصال حول الإعلام وتوزيع الإعلانات (الوزارة)

رفضت الحكومة الجزائرية اتهامها بـ«التضييق على الصحافيين»، معيبة على مهنيي قطاع الإعلام «ممارسة الرقابة الذاتية طمعاً في الحصول على إعلانات حكومية».

وحلت الجزائر في المركز 142 في تقرير «مراسلون بلا حدود» حول حرية الصحافة لعام 2023. وهو تصنيف عدته الحكومة «جائراً في حقها ولا يعكس الواقع».

جانب من لقاء وزير الاتصال مع الصحافيين والمثقفين (الوزارة)

وقال وزير الاتصال محمد لعقاب، مساء الثلاثاء، في لقاء مع مديري وسائل الإعلام العمومية والخاصة ومثقفين، عقد بمقر الوزارة بالعاصمة، إنه سأل «العديد من الصحافيين إن كان أي أحد (من المسؤولين) طلب منهم عدم الكتابة أو الاشتغال بأي موضوع، فكان ردهم أن لا أحد منعهم من ذلك. وحاولت التوقف عند أسباب تراجع الحريات... في الواقع، السبب غير مرتبط بالأوضاع السياسية، بل بالنشاط الاقتصادي غير المتطور بالشكل اللازم. وعندما يزدهر فستتحرر المؤسسة الإعلامية من الإعلانات الحكومية». مشيراً إلى أن الإعلانات «تدفع الصحافيين إلى الرقابة الذاتية علهم يظفرون بها، أما اتهام الحكومة أو رئاسة الجمهورية (بالتضييق عليهم)، فهذا لم يحدث».

مسيرو وسائل إعلامية يتابعون كلمة وزير الاتصال حول الإعلام وتوزيع الإعلانات (الوزارة)

والمعروف أن أكثر من 180 صحيفة، و30 قناة تلفزيونية عامة وخاصة، وعدداً كبيراً من المواقع الإلكترونية، تعيش حصرياً على الإعلانات التي تمنحها الحكومة عن طريق جهازها «وكالة النشر والإشهار»، وذلك في ظل انقطاع الإعلانات الخاصة في السنوات الأخيرة، بسبب ركود يعيشه اقتصاد البلاد المعتمد بشكل كبير على مداخيل بيع النفط والغاز.

والشائع في أوساط الصحافيين أن «الوكالة» وسيلة في يد الحكومة لـ«مكافأة المؤسسات الإعلامية الموالية بإغداق أموال الإشهار عليها، ولتأديب المعارضين لسياساتها بحرمانهم منها».

وخاض الوزير لعقاب في «قضية التضييق على الصحافة»، بمناسبة إضراب في قطاع التعليم يومي 27 و28 أبريل (نيسان) الماضي؛ حيث تداول صحافيون في مجموعات على منصة «واتساب»، أن وزارة الاتصال «وجهت بعدم إيلاء أي أهمية للإضراب». وقال لعقاب بهذا الخصوص: «لم أسمع بهذا الإضراب، لكن عندما سئلت عنه قلت إن الأمر يتعلق بالقانون الأساسي للمعلم الذي يوجد قيد التحضير. ورئيس الجمهورية نفسه أكد أهمية أن يكون للمعلم قانون خاص به. وقد رفض النسخة الخاصة بالقانون ثلاث مرات، وأعادها إلى وزارة التربية لمراجعتها، فهل بعد هذا يذهبون (نقابات التعليم) إلى الإضراب؟».

جانب من تفاعل الصحافيين مع الوزير حول حرية الإعلام بالجزائر (الوزارة)

كما أكد الوزير أنه عندما عبر عن موقفه من الإضراب «كنت أقصد أن الرئيس حريص على هذا الأمر (مطالب المضربين)، وأنه لا ينبغي أن يعطي الصحافيون أهمية للإضراب، لكن لم أسد توجيهات بعدم تغطيته... فكل واحد حرّ، ولا أحد من الوزارة منع الصحافيين من التعاطي مهنياً مع الإضراب».

وبخصوص اتهام بوجود توجه لعسكرة قطاع الإعلام في البلاد، نفى الوزير بشدة «وجود إرادة لعسكرة الإعلام»، لكنه لم يخف أن الوزارة طلبت من الصحافة «عدم إيلاء أهمية للإضراب». وقال: «لو أرادت منعهم من ذلك، لأصدرت أوامر واضحة بهذا الخصوص».

وعاد لعقاب إلى جدل وقع في رمضان الماضي، عندما جمع مديري أكثر من 20 قناة تلفزيونية عمومية وخاصة، من أجل إبلاغهم بأن الحكومة ضاقت ذرعاً بمحتويات مسلسلات الدرامية، بحجة أنها «تحمل جرعة زائدة من العنف، والمس بأخلاق المجتمع والذوق العام». وأوضح بهذا الخصوص أن السلطات «لم تقم محاكم تفتيش، وإنما لفتت انتباه الإخوة في القنوات الخاصة، بكل محبة، إلى أن المحتوى الذي تبثه لا يلائم المجتمع». وقال موضحاً: «هذا ردي على مجموعات تقول إن الوزير يراقب، والحكومة تراقب وسائل الإعلام». عادّاً الصحافيين «يشتغلون في بيئة صعبة، وهذا يؤثر على حريتهم ومهنيتهم».


هل يستطيع الدبيبة حشد الشارع الليبي للاستفتاء على الدستور؟

عقيلة صالح ورئيس حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة» أكدا في تصريحات متعددة جاهزية إجراء الانتخابات العامة (الشرق الأوسط)
عقيلة صالح ورئيس حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة» أكدا في تصريحات متعددة جاهزية إجراء الانتخابات العامة (الشرق الأوسط)
TT

هل يستطيع الدبيبة حشد الشارع الليبي للاستفتاء على الدستور؟

عقيلة صالح ورئيس حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة» أكدا في تصريحات متعددة جاهزية إجراء الانتخابات العامة (الشرق الأوسط)
عقيلة صالح ورئيس حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة» أكدا في تصريحات متعددة جاهزية إجراء الانتخابات العامة (الشرق الأوسط)

على مدار الأيام القليلة الماضية، تبارى رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة» عبد الحميد الدبيبة، في إطلاق تصريحات متعددة تؤكد على جاهزية إجراء الانتخابات العامة. لكن رغم توحد دعوتهما لإجراء الاستحقاق الانتخابي، فإن أهدافهما اختلفت بدرجة كبيرة.

عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة الليبية المؤقتة (حكومة الوحدة)

ففي تصريحات سابقة لصالح توقع إجراء الانتخابات الرئاسية نهاية العام الحالي، في ظل جاهزية إصدار القوانين المنظمة لها، إلا أنه شدّد على أن «الأمر يتطلب تشكيل حكومة موحدة لعدم إمكانية إجرائها من قبل حكومتين»، وهو ما يعني، بحسب مراقبين، الإطاحة بحكومة الدبيبة.

أما الدبيبة الذي تحدث عن الانتخابات، وقدرة وزارة الداخلية بحكومته على تأمينها، فقد تساءل في المقابل عن أسباب عدم «طرح الدستور الذي أعدته لجنة منتخبة من الشعب للاستفتاء، وطالب بذلك».

عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي (المجلس)

ويرى مراقبون أنه بالرغم من تزايد حدة المناكفة السياسية بين صالح والدبيبة بخصوص إجراء الانتخابات، فإن ذلك لا ينبئ عن قدرة أي منهما على حسم الصراع بحشد الشارع الليبي، أو المواقف الدولية لصالح دعوته بشأن الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة.

في هذا السياق، تحدث رئيس الهيئة التأسيسية لحزب «التجمع الوطني الليبي»، أسعد زهيو، عن تكرار لجوء الدبيبة للحديث عن ضرورة إجراء الاستفتاء على الدستور، والاكتفاء بالانتخابات التشريعية «كلما استشعر وجود تحركات محلية أو إقليمية تستهدف استبدال حكومته بواسطة أخرى جديدة، أو مع طرح مبادرة ما تتعلق بإجراء الأخيرة».

وربط زهيو في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بين تصريحات الدبيبة الأخيرة، وبين ما تم تداوله من أنباء عن تسلم البرلمان لملفات مرشحين لرئاسة «حكومة جديدة»، وتكرار دعوات صالح طيلة الأشهر الماضية بضرورة تشكيل تلك الحكومة. كما ربط التصريحات أيضاً «بوصول الدبلوماسية الأميركية ستيفاني خوري إلى طرابلس، ومباشرتها مهامها بصفتها رئيساً للبعثة الأممية بالإنابة، وقرب انعقاد الجولة الثانية من اللقاء الثلاثي لرؤساء مجالس البرلمان والأعلى للدولة والرئاسي، برعاية الجامعة العربية في القاهرة خلال الفترة المقبلة».

وتوقع زهيو أن «تقابل خطوة الدبيبة إذا ما قرر فعلاً المضي قدماً بتفعيل مسار الاستفتاء على الدستور برفض واسع من قبل أغلب الأحزاب، والنشطاء وقطاع من الشارع» الليبي.

وسلط زهيو الضوء على قائمة طويلة من الاعتراضات والعقبات، التي تحاصر مسودة الدستور، ومن بينها رفض المكونات الثقافية، من تبو وأمازيغ وطوارق، وشرائح وقوى أخرى بالمجتمع لها، وكيف يمكن لهؤلاء جميعاً الطعن عليها، وهو ما قد يستغرق كثيراً من الوقت.

من جانبه، قال عضو مجلس النواب الليبي، صالح أفحيمة، إن «الأهم في قضية الانتخابات الليبية هو إيجاد ضمانات للقبول بنتائجها، وليس فقط معالجة أي عراقيل أو تحديات أمنية قد تواجه الحكومتين المتنازعتين على السلطة بالبلاد في مناطق نفوذهم».

ورأى أفحيمة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «من دون ضمانات للقبول بنتائجها ستعد الانتخابات قفزة للمجهول، وقد تعود بالبلاد إلى نقطة الصفر»، معرباً عن اعتقاده بأنه «من الأفضل، إذا ما صدق الحديث عن جاهزية إجراء الانتخابات، أن يفعل الاستحقاق التشريعي والرئاسي أيضاً، ومن قبلهما الاستفتاء على الدستور».

أسامة حماد رئيس حكومة الاستقرار الموازية (الاستقرار)

وتتنازع على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى تسمى «الوحدة» الوطنية المؤقتة في العاصمة طرابلس، ويرأسها عبد الحميد الدبيبة، والثانية مكلفة من البرلمان ويرأسها أسامة حماد، وتدير شؤونها من شرق البلاد.

وبخصوص تصوره لإمكانية دعم الدول الغربية المنخرطة بالساحة الليبية لدعوة الدبيبة بإجراء الاستفتاء، والاكتفاء بالانتخابات التشريعية، قال أفحيمة موضحاً أن هناك دولاً غربية بعينها «قد تدعم الدبيبة في توجهاته لكون بقاء حكومته بالسلطة يخدم مصالحها».

وعادة ما تندد الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور بعرقلة أطراف سياسية، وقوى محلية ودولية، عملية الاستفتاء على الوثيقة الدستورية التي أعدتها في يوليو (تموز) 2017.

كما أوضح أفحيمة أن جلّ الليبيين يتطلعون للانتخابات كونها وسيلة لتجديد الشرعية، وتحقيق الاستقرار دون اكتراث قطاع كبير منهم بنوعية الاستحقاق الانتخابي، سواء كان استفتاء، أو انتخابات رئاسية وتشريعية أو تشريعية فقط.

وخلال تصريحاتهما الأخيرة، تبادل صالح والدبيبة اتهامات بالسعي للاستمرار بالسلطة، وهو ما أثار موجة واسعة من الانتقادات بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت تشبث كل منهما بموقعه.

بالمقابل، دافع المحلل السياسي الليبي، عبد الله الكبير، عن دعوة الدبيبة لإجراء الاستفتاء، وعدّها «ضرورة لحسم المطالب، والتأكد من نسبة قبول أو رفض الليبيين لتلك المسودة»، بالإضافة إلى «عدم إثارة الأمر مجدداً حتى وإن استغرق الأمر بعض الوقت، وذلك لوجود اعتراضات عدة حول تلك المسودة». وذهب الكبير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الدعوة بشأن الاستفتاء، وكذلك إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة «ستجد مناصرين كثيرين»، مرجعاً ذلك إلى «تضاؤل شعبية البرلمان، وكذلك المجلس الأعلى للدولة، الذي ينتهي دوره بالمشهد مع انتهاء دور البرلمان الحالي».

وانتهى المحلل السياسي إلى التأكيد على أن السيناريو الأقرب للواقع «هو تجميد الوضع الحالي، أي استمرار كل حكومة بمناطق نفوذها، وذلك بفعل تأثير التدخلات الدولية».