في الوقت الذي ندد فيه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الأربعاء، بالتصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بغداد، فإن حلفاء طهران العراقيين نددوا من جانبهم بالتصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن حول الوجود الأميركي في العراق.
ووصف المسؤول الإيراني تصريحات بيربوك بأنها معادية لبلاده، مضيفاً: «كان متوقعاً أن تعتذر وزيرة الخارجية الألمانية، أولاً وقبل كل شيء، عن الأداء المخزي السابق لحكومة هذا البلد تجاه الشعبين الإيراني والعراقي، بدلاً من محاولة إخفاء تاريخ جرائم بلادها في دعم نظام صدام ضد إيران، والجريمة المشينة والمخزية المتمثلة في تسليح نظام البعث بالأسلحة الكيماوية لاستخدامها ضد العسكريين والمواطنين الإيرانيين والعراقيين العزل، وذلك بتقديم مزاعم لا أساس لها من الصحة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وقال كنعاني إن «تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية ضد إيران مؤشر على استمرار نهج الحكومة الألمانية الداعم للإرهابيين المسلحين والانفصاليين ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واستمرار الجهود غير المثمرة للإضرار بالعلاقات بين البلدين المتجاورين؛ إيران والعراق».
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قالت، أثناء زيارة لبغداد يوم الثلاثاء الماضي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها العراقي فؤاد حسين، إنه «بعد مرور نحو عشرين عاماً على غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة، فإن الهجمات الصاروخية الإيرانية عبر الحدود العراقية غير مقبولة وتعرض المدنيين والاستقرار الإقليمي للخطر».
وأضافت: «لا تنم هجمات النظام الإيراني الصاروخية عن قمعه الطائش والوحشي لشعبه فحسب، بل تعرض حياة الناس واستقرار المنطقة كلها للخطر من أجل التشبث بالسلطة».
وبالتزامن مع توقيع العراق 3 اتفاقيات مع شركة «سيمنز» للطاقة، قالت بيربوك التي حضرت حفل التوقيع في بغداد: «بعد عشرين عاماً، لا يزال العراق يعاني من أزمة الكهرباء، التي لا تتوفر إلا ساعات محددة وفق نظام يُعرف محلياً بالقطع المبرمج، حيث تزود الدولة المواطنين بالكهرباء لساعات معينة مقابل ساعات انقطاع أخرى، وهو ما أدى إلى اعتماد العراقيين على مولدات الطاقة الكهربائية الأهلية، مع تكبدهم أجوراً إضافية لتوفير كميات محدودة من الكهرباء».
وكان العراق وألمانيا قد وقعا، أول من أمس (الثلاثاء)، 3 عقود مع شركة «سيمنز» تضمنت أعمال التأهيل والخدمة الشاملة لمحطات كركوك والرشيد والصدر الغازية لإنتاج الطاقة الكهربائية.
وأبلغ مصدر حكومي «الشرق الأوسط» أن «عمل الشركات سيكون، ولأول مرة، بإشراف ومتابعة من قبل الحكومة الألمانية، لضمان التنفيذ الكامل للعقود المبرمة». وأضاف المصدر الحكومي أن «العقود التي جرى التوقيع عليها تغطي خدمة المحطات الثلاث لمدة 5 سنوات، وهو ما يساعد على ديمومة العمل فيها واستقرار إنتاج وتوزيع الطاقة فيها».
وأكد المصدر أن «توقيع هذه العقود تم بتخفيض مالي يصل إلى 30 في المائة»، وأنه «يؤكد جدية الحكومة العراقية في تطوير قطاع الطاقة في البلاد».
وتأتي زيارة وزيرة الخارجية الألمانية إلى بغداد وإشرافها على توقيع العقد مع شركة «سيمنز» بعد أقل من شهر على زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى ألمانيا.
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن بلاده، التي ترتبط باتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تحدد الوجود الأميركي في العراق، مستعدة للبقاء في العراق بطلب من حكومة بغداد.
ورغم أن الحكومة العراقية لم تعلق على هذه التصريحات، فإن الفصائل المسلحة الموالية لإيران أعلنت استنكارها، من دون أن يصل الاستنكار إلى حد التهديد.
وقال أكرم الكعبي، أمين عام فصيل «النجباء»، في تغريدة له، إن «الانتهاك الذي قام به وزير الحرب والعدوان في دولة الشر الأميركية بدخوله العراق من غير استئذان، وبشكل غير رسمي، واستقباله في قاعدة فكتوريا بعيداً عن الأسس الدبلوماسية واحترام المؤسسات الرسمية العراقية، يستوجب موقفاً واضحاً وصريحاً من جميع القوى»، طبقاً لتعبيره.
أما القيادي في «كتائب حزب الله» أبو علي العسكري فقال، في تغريدة له، إن «زيارة أوستن إهانة لشهداء العراق وشعبه وتاريخه، وإن حزب الله غير ملزم بأي تفاهمات بين الأطراف السياسية مع قوات الاحتلال، ولن ننتظر الإذن من أحد لمواجهته والنيل منه».
لكن العسكري دعا، في الوقت نفسه، الأطراف السياسية إلى أن «تكون أكثر اتزاناً في التعامل مع العدو الأميركي، سواء كانوا بزي الدبلوماسية أو بزي الحرب»، على حد قوله.
تصريحات أوستن وبيربوك في بغداد تغضب طهران وحلفاءها
مسؤول إيراني وصف تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية بـ«المعادية»
تصريحات أوستن وبيربوك في بغداد تغضب طهران وحلفاءها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة