يعتقد خبراء باكستانيون بأن الهجوم الانتحاري على مسجد في بيشاور، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 من المصلين، لم يكن من أعمال حركة «طالبان» الباكستانية، وإنما من تنفيذ جماعة منشقة أكثر تطرفاً، انفصلت عن المنظمة الأم قبل أشهر.
ويعتقد بعض المسؤولين الباكستانيين أن إنكار حركة «طالبان باكستان»، أنها وراء هذا الهجوم كان صحيحاً. وقد ظهرت خلال التحقيقات دلائل تشير إلى أن جماعة منشقة عن «طالبان» هي التي تقف وراء الهجوم.
حركة «طالبان» الباكستانية هي منظمة جامعة تشكلت نتيجة انضواء نحو 40 منظمة مسلحة تجمعت بعد عملية «لال مسجد» عام 2007. ولا يزال المحققون يحاولون تحديد موقع قيادة هذه الجماعة المنشقة وكوادرها. وقال مسؤولون إنه قد وقعت بعض الاعتقالات في هذا الصدد.
وعندما قام قائد حركة «طالبان» الباكستانية، ساربكاف مهمند، في يناير (كانون الثاني) الماضي بعد الهجوم على المسجد في بيشاور، الذي أدى إلى مقتل أكثر من 100 من المصلين، بإرسال تصريح لوسائل الإعلام مفاده بأنهم نفذوا الهجوم على المسجد في بيشاور، سارع المتحدث الرسمي باسم الحركة إلى نفي هذا الادعاء.
وقال المتحدث باسم حركة «طالبان» الباكستانية في بيان أرسله إلى وسائل الإعلام: «لم ننفذ هجوماً على هذا المسجد. بل في الواقع إن شن هجمات على مسجد والأماكن الدينية الأخرى ضد سياستنا تماماً. سوف نُعاقب الشخص الذي نفذ هذا الهجوم».
وشعر المحققون الباكستانيون، الذين يعرفون بالفعل الانقسامات في صفوف حركة «طالبان» الباكستانية، بالقلق العميق. وغيروا اتجاه تحقيقاتهم.
وقال أحد المسؤولين: «بيان إنكار حركة طالبان الباكستانية غيّر اتجاه تحقيقنا، وبدأنا في مراجعة الأدلة بطريقة جديدة». واعترف المسؤولون بأن هناك احتمالاً بأن تكون للهجمات الأخيرة في المناطق الحضرية في باكستان مصادر عدة. وأن حركة «طالبان» الباكستانية هي مصدر واحد فقط من بين تلك المصادر المتعددة.
ويعتقد المحققون الباكستانيون بأن «هناك ثلاثة أنواع من أربعة تعمل في الأراضي الباكستانية، التي قد تكون مصدراً للإرهاب في الفترة المقبلة».
أولاً، تواجه باكستان تهديد حركة «طالبان» الباكستانية، وهي جماعة معروفة جيداً، ومكان وجود قادتها وكوادرها معروف جيداً.
ثانياً، يواجه المجتمع الباكستاني تهديداً من تنظيم «داعش خراسان»، الذي أصبح مرة أخرى مجموعة معروفة جيداً، وتتألف من أعضاء متطرفين من حركة «طالبان» الباكستانية، انشقوا عن المنظمة الأم.
ثالثاً، تهديد «الذئاب المنفردة»، حُدّد هذا المصطلح من قبل المحققين لوصف الأعضاء المتطرفين في المجتمع الذين لا يرتبطون بأي مجموعة، لكنهم متطرفون ومدربون على تقنيات الإرهاب نتيجة لارتباطهم بالمنظمات الدولية. والآن يعملون من تلقاء أنفسهم.
رابعاً، المنظمات المسلحة المحلية التي لا تشكل جزءاً من حركة «طالبان» الباكستانية. ويعتقد الخبراء الباكستانيون بأن من بين هذه الجماعات فإن حركة «طالبان» الباكستانية، وتنظيم «داعش خراسان»، و«الذئاب المنفردة»، هي الأكثر دموية من بين هذه الجماعات.
باكستان تواجه تهديدات إرهابية متعددة المصادر
وسط انقسامات في صفوف حركة «طالبان»
باكستان تواجه تهديدات إرهابية متعددة المصادر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة