مصر تفتتح مسجد الحاكم بأمر الله بعد 7 سنوات من الترميم

أُسس قبل ألف عام... ويُعَدُّ ثاني أكبر الجوامع الأثرية في القاهرة

مسجد الحاكم بأمر الله عقب انتهاء أعمال الترميم (الشرق الأوسط)
مسجد الحاكم بأمر الله عقب انتهاء أعمال الترميم (الشرق الأوسط)
TT

مصر تفتتح مسجد الحاكم بأمر الله بعد 7 سنوات من الترميم

مسجد الحاكم بأمر الله عقب انتهاء أعمال الترميم (الشرق الأوسط)
مسجد الحاكم بأمر الله عقب انتهاء أعمال الترميم (الشرق الأوسط)

بعد 7 سنوات من بدء مشروع ترميمه، افتتحت وزارة السياحة والآثار المصرية، اليوم (الاثنين) مسجد الحاكم بأمر الله، ثاني أكبر الجوامع الأثرية بالقاهرة.

يقع المسجد في شارع المعز بمنطقة القاهرة التاريخية، وتم ترميمه ضمن مشروع بالتعاون مع مؤسسة «البهرة»، وأشرف عليه قطاعا المشروعات والآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في المجلس الأعلى للآثار، والإدارة العامة للقاهرة التاريخية.


مسجد الحاكم بأمر الله عقب انتهاء أعمال الترميم (الشرق الأوسط)

وتفقد أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار المصري، والدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، واللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، المسجد للوقوف على تفاصيل الترميم.

وأوضح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس للآثار، في كلمته خلال الافتتاح، أن «مشروع الترميم يعود تاريخه إلى فبراير (شباط) 2017، وشمل أعمال صيانة دورية لدرء الخطورة، وحماية حوائط المسجد من أثر الرطوبة والأملاح، إضافة إلى أعمال تهوية وتدعيم الحوائط ومعالجة بعض الشروخ بها»، مشيراً إلى أن المشروع تكلف 85 مليون جنيه.


مسجد الحاكم بأمر الله عقب انتهاء أعمال الترميم (الشرق الأوسط)

يعود تاريخ إنشاء المسجد إلى عام 380 هجرية، 990 ميلادية، حيث أمر العزيز بالله الفاطمي بإنشائه، وأُديت فيه أول صلاة جمعة عام 384 قبل الانتهاء من بنائه. وتوفي العزيز قبل إتمام بنائه، فأمر الحاكم بأمر الله باستكماله عند توليه الحكم عام 393 هجرية.

وقال وزيري إن المسجد يُعد ثاني جوامع القاهرة اتساعاً بعد جامع أحمد بن طولون.


مسجد الحاكم بأمر الله عقب انتهاء أعمال الترميم (الشرق الأوسط)

وبدوره، أشار العميد هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار لمشروعات الآثار والمتاحف، إلى أن «المشروع تضمن ترميم جميع الأجزاء الخشبية بالمسجد، والتي تشمل الأبواب، والمنبر، والروابط الخشبية المزخرفة أسفل سقف المسجد»، كما تضمن المشروع أعمال الترميم الدقيق للمحاريب بالمسجد، مع تغيير الستائر التي تغطي فتحات العقود المطلة على الصحن، وتجديد شبكة الكهرباء الداخلية والخارجية، وإضافة شبكة من كاميرات المراقبة، وترميم الثريات (النجف) بإيوان القبلة، وصيانة واستكمال المشكاوات والقناديل الزجاجية بإيوانات المسجد.


مسجد الحاكم بأمر الله عقب انتهاء أعمال الترميم (الشرق الأوسط)

والمسجد عبارة عن مساحة شبه مربعة، يتوسطها صحن أوسط مكشوف يحيط به أربع ظِلات أكبرها وأوسعها ظلة القبلة في الجانب الجنوبي الشرقي المكونة من خمسة أروقة. أما الظلة الشمالية الشرقية فتتكون من رواقين فقط، في حين أن الظلتين الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية تحتويان على ثلاثة أروقة، كل رواق به مجموعة من العقود، ويعلو واجهته الرئيسية مئذنتان.

من جانبه، قال الدكتور أبو بكر أحمد، المكلف بتسيير أعمال قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، إن «مسجد الحاكم بأمر الله يتميز بالمدخل الرئيسي البارز بالواجهة الرئيسية - الشمالية الغربية، والذي يُعَدُّ أقدم نموذج للمداخل البارزة بمصر، حيث أخذ الفاطميون فكرته من مسجد المهدية في تونس. وأشار إلى أن «جامع الحاكم بأمر الله كان يؤدي نفس الدور الذي كان يقوم به جامع الأزهر في ذلك الوقت من حيث كونه مركزاً لتدريس المذهب الشيعي».


مسجد الحاكم بأمر الله عقب انتهاء أعمال الترميم (الشرق الأوسط)

واتخذت الحملة الفرنسية المسجد مقراً لجنودها، واستخدمت مئذنتيه كأبراج للمراقبة. واستُخدم رواق القبلة والصحن من قبل لجنة حفظ الآثار العربية كأول متحف إسلامي بالقاهرة، وأُطلق عليه «دار الآثار العربية»، قبل نقل القطع إلى متحف الفن الإسلامي بباب الخلق، كما تحول الرواق الجنوبي الغربي وجزء من الرواق الشمال الغربي إلى مدرسة ابتدائية عُرفت بـ«السلحدار الابتدائية».


مسجد الحاكم بأمر الله عقب انتهاء أعمال الترميم (الشرق الأوسط)


مقالات ذات صلة

متاحف مصرية لاستقبال كنز أثري «غارق»

يوميات الشرق جانب من المضبوطات الأثرية الغارقة (وزارة الداخلية)

متاحف مصرية لاستقبال كنز أثري «غارق»

أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن ضبط 448 قطعة أثرية تعود للعصرين اليوناني والروماني بحوزة لصّين تحصّلا عليها عبر الغوص، وتم التحفظ على القطع المضبوطة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
علوم الماموث «إيانا» عمرها 50 ألف عام (رويترز)

روسيا تعرض بقايا ماموث محفوظة بشكل جيد عمرها 50 ألف سنة

عرضت روسيا، اليوم (الاثنين)، بقايا محفوظة بشكل جيد لماموث صغير عمرها 50 ألف عام، عُثر عليها خلال الصيف الفائت في أقصى الشمال الروسي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
يوميات الشرق القبقاب الذي تم العثور عليه عمره 500 عام (رويترز)

علماء آثار هولنديون يكتشفون قبقاباً نادراً عمره 500 عام

تشتهر هولندا عالمياً بأحذيتها الخشبية، لكن الاكتشاف النادر في الآونة الأخيرة لقبقاب عمره 500 عام بمدينة ألكمار أظهر مدى انتشار استخدام مثل هذه الأحذية بالماضي.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
سفر وسياحة رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)

نافورة تريفي في روما تستقبل زوارها بعد إعادة افتتاحها (صور)

أُعيد افتتاح نافورة تريفي الشهيرة رسمياً بعد أعمال تنظيف استمرت أسابيع، وقررت البلدية الحد من عدد الزوار إلى 400 في آن واحد.

«الشرق الأوسط» (روما)
المشرق العربي لقطة جوية تُظهر قلعة حلب (أ.ف.ب)

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

أتت المعارك في شوارع حلب والقصف الجويّ والصاروخي على كثير من معالم هذه المدينة المُدرجة على قائمة اليونيسكو، لا سيما بين عامي 2012 و2016.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)
هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)
TT

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)
هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)

يعزف الموسيقي اللبناني ألان برجي على أكثر من 15 آلة؛ فإضافة إلى الناي (فلوت دي بان) والبيانو والغيتار، تُحرّكه أيضاً آلات الكاليمبا والبانغو والأورغ. وفي لقاء تلفزيوني استضافه مؤخراً، لفت المُشاهد ببراعته في العزف على الناي والأكورديون.

آلته المفضَّلة البيانو، علماً بأنه يسعى دائماً إلى تعلُّم العزف على آلات غير معروفة. يقول: «إنه من الآلات التي تُوسّع فكر الإنسان وتُسهم في تطوّره بالتوزيع والأبعاد الموسيقية».

أما الأكورديون فيعدّه من الآلات التي يصعب العزف عليها: «تقنيته تختلف عن آلات أخرى، وعلى الراغب في تعلُّم العزف عليه إدراك كيفية استعمال أنامل يده اليسرى. فأزرار إيقاعاته الأساسية مُصمَّمة على ناحية اليسار».

يروي لـ«الشرق الأوسط» أن التحاقه بعالم الموسيقى جاء بعد تعمُّق: «عالمٌ لا يرتكز على تعلُّم النوتات الموسيقية فحسب، وإنما تكمن أهميته بمدى التفاعل مع الموسيقى من دون حدود. بحثتُ عن طريق يخرجني من صندوق الموسيقى التقليدية، وأدركتُ أنه بالعلم وحده لا أستطيع التطوّر. كنتُ أجد الموسيقى مجرّد وسيلة تسلية، فترافقني في جلساتي مع الأصدقاء والأصحاب. بعدها نضجت موهبتي لتشمل أكثر من آلة رحتُ أكتشفها بنفسي».

يعزف على نحو 15 آلة مختلفة (صور ألان برجي)

يفاجئك ألان برجي بأسلوب تفكيره وكيفية استخدامه الموسيقى آلةً للعبور نحو الزمن. يُلقَّب بـ«أوركسترا في رجل»، ويقول: «الموسيقى تُحرّكني، ووجود الآخر الذي يُصغي، يُحفّزني». حوّل غرف منزله نماذجَ لبلدان عدّة، فيوضح: «أقسامه خصّصتها لبلدان أحبّها، فيحضر قصر فرساي في باريس مثلاً، كما خصّصتُ إحدى غرفه لمدن الوسترن الأميركية، وأعددتُ غرفة خاصة تُشبه المطعم أستقبل فيها زبائن لا يزيد عددهم على 10 أشخاص. إنه عالمي الذي أركن إليه، والموسيقى تطبعه، فيعبُق بأنغام البيانو والأكورديون وغيرهما».

يتابع بأنّ الموسيقى نادته منذ كان في سنّ الـ11: «لا أحبّذ التمارين، فالألحان تولد معي ارتجالياً من دون التخطيط المسبق لها». ورغم موهبته اللافتة، يفضّل البقاء في الظلّ، فهو أحد الهاربين من الشهرة: «عدو الإنسان: السلطة والمال والشهرة. في مرحلة ما، لامستني الأخيرة ووقعتُ في فخّها، لكنني تخلّصت منها. أفضّل القناعة؛ المسار الحقيقي للسلام مع الذات».

يصف موسيقى اليوم بالتجارية، وأصحابها يلهثون خلف الربح: «لستُ أعمِّم، لكنّ معظم الموسيقيين يفكرون بهذه الطريقة. نفتقد حالياً مظاهر الموسيقى التي رافقتنا في الصغر. فلا حماسة لولادة أغنية جديدة، ولا نلهث للحصول على أسطوانة قبل الآخرين كما اعتدنا أن نفعل. كانت أياماً مفعمة بالبركة والخير، فقضى المجتمع الاستهلاكي عليها. صرنا مجرّد آلات (روبوت) تواكب العصر».

يعزف على نحو 15 آلة مختلفة (صور ألان برجي)

موسيقاه خليط من الغربي والشرقي، فيُعلّق: «لا أحصر نفسي بنمط، وعندما أعزف، أترك لإحساسي حرية الاختيار. البعض يراني أسير بعكس التيار. لكنني، ببساطة، لا أحب الرضوخ لعالم خالٍ من القيم يفتقد الروح. استطعتُ التحرّر من تفاهة الحياة؛ ومع الموسيقى تبدو أجمل».

يستفزّه التقليد اليوم على الساحة الفنّية: «كثيرون ينسخون أعمالاً سبق أن لاقت النجاح. ففرصُ الخلق والإبداع قلّت. وعندما يستعيرون أغنية معروفة، تتراءى بوضوح مشاعرهم الزائفة. تخيّلي أن يغنّي أحدهم للراحل جاك بريل (لا تتركيني Ne me quitte pas)، وهو يبتسم! الأغنية حزينة، فيها معاني الشوق والحنين، ومع ذلك تُقدَّم بقالب لا يشبهها».

يعتب ألان برجي على عدم تمتُّع الموسيقيين الحقيقيين بالتقدير: «مهما بلغ الموسيقيّ من إمكانات وقدرات، فزمننا لا يبالي به إلا إذا نال الشهرة. الأسوأ أنها شهرة ترتكز على أرقام المتابعين ووهم مواقع التواصل». وهو حقَّق الاختلاف في آلة الناي (فلوت دي بان) التي ابتكرها من الرصاص. يختم بإيجاز قصتها: «قصدتُ بلدة عرسال الشمالية بُعيد عملية (فجر الجرود) التي قضى خلالها الجيش اللبناني على معقل الإرهاب. فكّرت بتكريمه على طريقتي. لملمتُ رصاص الأسلحة عن الأرض، وحوّلته إلى آلة نفخ، عزفتُ عليها النشيد الوطني اللبناني».