الإرهاب يتصاعد في بوركينا فاسو ورئيس البلاد يهدد المتقاعسين عن القتال

أصابع الاتهام تشير إلى جماعات مرتبطة بتنظيمي «داعش» و«القاعدة»

ضابط أمن يتفاعل مع سائق عند حدود بوركينا فاسو إلى غانا التي أصبحت غانا جنبًا إلى جنب مع جيرانها خط المواجهة الجديد ضد الارهاب في منطقة الساحل الساحل ( ا .ف .ب)
ضابط أمن يتفاعل مع سائق عند حدود بوركينا فاسو إلى غانا التي أصبحت غانا جنبًا إلى جنب مع جيرانها خط المواجهة الجديد ضد الارهاب في منطقة الساحل الساحل ( ا .ف .ب)
TT

الإرهاب يتصاعد في بوركينا فاسو ورئيس البلاد يهدد المتقاعسين عن القتال

ضابط أمن يتفاعل مع سائق عند حدود بوركينا فاسو إلى غانا التي أصبحت غانا جنبًا إلى جنب مع جيرانها خط المواجهة الجديد ضد الارهاب في منطقة الساحل الساحل ( ا .ف .ب)
ضابط أمن يتفاعل مع سائق عند حدود بوركينا فاسو إلى غانا التي أصبحت غانا جنبًا إلى جنب مع جيرانها خط المواجهة الجديد ضد الارهاب في منطقة الساحل الساحل ( ا .ف .ب)

أسفرت هجمات مسلحة استهدفت مدنيين في شمال وشرق بوركينا فاسو، عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل وإصابة آخرين، وتشير الحكومة بأصابع الاتهام إلى جماعات إرهابية مرتبطة بتنظيمي «داعش» و«القاعدة»، إلا أنها في الوقت نفسه تواصل الاستعداد لشن حرب على هذه الجماعات، إذ ظهر رئيس البلاد النقيب إبراهيم تراوري وهو يهدد عناصر الأمن الذين «قد يتقاعسون» عن جبهات القتال.
في غضون ذلك، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» تعليق أنشطتها في مناطق من بوركينا فاسو، بعد مقتل اثنين من عمالها في هجوم استهدف فريقاً تابعاً لها، وقالت المنظمة إن مسلحين «استهدفوا سيارة هويتها واضحة، وتقل فريقاً طبياً من أربعة أفراد على الطريق بين ديدوغو وتوغان» في شمال غربي بوركينا فاسو.
رئيسة المنظمة إيزابيل ديفورني أدانت الهجوم، وعَدَّته «متعمداً مستهدِفاً فريقاً إنسانياً محدداً بوضوح في إطار مهمته الطبية»، مشيرة إلى أن موظفي المنظمة غير الحكومية «مصدومون وغاضبون من هذا الاغتيال»، قبل أن تعلن المنظمة غير الحكومية تعليق أنشطتها «في منطقة بوكل دو موهون» التي وقع فيها الهجوم. وقالت رئيسة المنظمة إنه «سيتعين علينا أيضاً أن نجري مناقشات بسرعة مع جميع أطراف النزاع لفهم ما حدث».
على صعيد آخر، شن مسلحون هجوماً على قرية تقع شرق بوركينا فاسو، قتل فيه ستة أشخاص كان منهم ثلاثة مدنيين، وثلاثة مسلحين يتطوعون للقتال مع الجيش الحكومي، واستمر الهجوم لعدة ساعات، وأحرق منفذون منازل وبعض الممتلكات، ما خلّف أضراراً مادية كبيرة في القرية.
وتشير التقديرات إلى أن خمسين شخصاً قتلوا خلال هجمات شنها الإرهابيون في مناطق متفرقة من بوركينا فاسو، خلال الأسبوع الماضي، كان أغلبهم من المدنيين، في البلد الواقع في غرب أفريقيا والذي يعاني منذ 2015 من تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية، أسفرت عن مقتل الآلاف ونزوح ملايين من قراهم، فيما تشير بعض التقديرات إلى أن 40 في المائة من مساحة البلاد خارج سيطرة الحكومة.
وأسفرت هذه الأوضاع الأمنية عن أزمة سياسية في البلد، ووقوع انقلابين عسكريين في أقل من عام، كان آخرهما نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، قاده النقيب الشاب إبراهيم تراوري الذي أعلن فور وصوله إلى الحكم أن هدفه الوحيد هو القضاء على الإرهاب، وبدأ تراوري التحرك نحو عقد شراكة عسكرية مع روسيا، بعد أن طلب من الفرنسيين سحب 400 فرد من قواتهم الخاصة المتمركزة في البلد بحجة محاربة الإرهاب.
وخلال اجتماع مع قادة الشرطة، أمس (الخميس)، قال تراوري إن على الجميع أن يكونوا جاهزين للتوجه نحو الجبهات لقتال الإرهابيين، وأضاف: «أقول لكم هنا، وبكل صراحة، لن نقبل أي أعذار حين نرسم خلال الأيام المقبلة خطة الانتشار ونوعية الوحدات التي سنرسلها للجبهات، لن نقبل أي أعذار ممن يرتدي الزي العسكري، ويحاول التقاعس عن الذهاب إلى الجبهة، الجميع سيذهبون. وأكد تراوري في خطاب شديد اللهجة أمام قيادات الشرطة: «الجميع سيذهبون إلى جبهات القتال، لأنه ليس من المنطقي أن يكون المدنيون يقاتلون في الخطوط الأمامية، ونحن نرفض الذهاب، لا مبرر لذلك أبداً»، وأضاف: «هنالك من يتعالون على الذهاب إلى الجبهة والقتال، أقول لهؤلاء إنه من الأفضل لهم إذن العودة إلى حياة المدنيين». وخلص إلى التأكيد على أن «هذه الحرب سنخوضها، وفي غضون أيامٍ قليلة سنذهب للقتال، وعلى كل واحد منا أن يكون جاهزاً لذلك، ولا أريد أي أعذار».


مقالات ذات صلة

«مذبحة الكرمة» تفاقم الوضع الأمني في بوركينا فاسو

العالم «مذبحة الكرمة» تفاقم الوضع الأمني في بوركينا فاسو

«مذبحة الكرمة» تفاقم الوضع الأمني في بوركينا فاسو

بدأت بوركينا فاسو التحقيق في «مذبحة» وقعت في قرية الكرمة شمال البلاد، أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، على أيدي مسلحين يرتدون زي القوات المسلحة البوركينابية. وقُتل نحو 136 شخصاً في الهجوم، الذي وقع في 20 أبريل (نيسان) واتَّهم فيه مواطنون قوات الجيش بالمسؤولية عنه، لكنّ مسؤولين قالوا إن «مرتكبي المذبحة إرهابيون ارتدوا ملابس العسكريين»، في حين ندّدت الحكومة بالهجوم على القرية، في بيان صدر في 27 أبريل، دون ذكر تفاصيل عن الضحايا، قائلة إنها «تواكب عن كثب سير التحقيق الذي فتحه المدعي العام للمحكمة العليا في واهيغويا، لامين كابوري، من أجل توضيح الحقائق واستدعاء جميع الأشخاص المعنيين»

محمد عبده حسنين (القاهرة)
العالم الحرب على الإرهاب في بوركينا فاسو... مقتل 33 جندياً و40 إرهابياً

الحرب على الإرهاب في بوركينا فاسو... مقتل 33 جندياً و40 إرهابياً

أعلن الجيش في بوركينا فاسو أن 33 من جنوده قتلوا في هجوم نفذته مجموعة إرهابية على موقع عسكري، يقع في شرق البلاد، وذلك في آخر تطورات الحرب الدائرة على الإرهاب بهذا البلد الأفريقي الذي يعاني من انعدام الأمن منذ 2015. وقال الجيش في بيان صحافي إن مجموعة من المسلحين هاجمت فجر الخميس موقعاً عسكرياً في منطقة أوجارو، شرق البلاد، على الحدود مع دولة النيجر، وحاصروا وحدة من الجيش كانت تتمركز في الموقع، لتقع اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وأعلن الجيش أن الحصيلة تشير إلى مقتل 33 جندياً وإصابة 12 آخرين، لكنهم في المقابل قتلوا ما لا يقلُّ عن 40 من عناصر المجموعة الإرهابية التي ظلت تحاصرهم حتى وصلت تعزيزات فكت عن

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم بوركينا فاسو: العنف يحصد مزيداً من الضحايا رغم «التعبئة العامة»

بوركينا فاسو: العنف يحصد مزيداً من الضحايا رغم «التعبئة العامة»

على الرغم من إعلان المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو «تعبئة عامة» لمنح الدولة «الوسائل اللازمة» لمكافحة الإرهاب، تزايدت الجماعات المسلحة في الأسابيع الأخيرة، والتي يتم تحميل مسؤوليتها عادة إلى مسلحين مرتبطين بتنظيمي «القاعدة» و«داعش». وتشهد بوركينا فاسو (غرب أفريقيا)، أعمال عنف ونشاطاً للجماعات المتطرفة منذ 2015 طالها من دولة مالي المجاورة. وقتل مسلحون يرتدون أزياء عسكرية في بوركينا فاسو نحو 60 شخصاً، بحسب مصدر قضائي، الاثنين، ذكر لوكالة «الصحافة الفرنسية»، نقلاً عن جهاز الشرطة، أن «الهجوم وقع (الخميس) في قرية كارما في شمال إقليم ياتنغا»، مضيفاً أن المسلحين «استولوا» على كميات من البضائع ا

العالم بوركينا فاسو: العنف يحصد مزيداً من الضحايا رغم «التعبئة العامة»

بوركينا فاسو: العنف يحصد مزيداً من الضحايا رغم «التعبئة العامة»

على الرغم من إعلان المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو «تعبئة عامة» لمنح الدولة «الوسائل اللازمة» لمكافحة الإرهاب، تزايدت الهجمات المسلحة في الأسابيع الأخيرة، التي يتم تحميل مسؤوليتها عادة إلى مسلحين مرتبطين بتنظيمي «القاعدة» و«داعش». وتشهد بوركينا فاسو (غرب أفريقيا)، أعمال عنف ونشاطاً للجماعات المتطرفة منذ 2015 طالاها من دولة مالي المجاورة. وقتل مسلحون يرتدون أزياء عسكرية في بوركينا فاسو نحو 60 شخصاً، حسب مصدر قضائي (الاثنين) ذكر لوكالة الصحافة الفرنسية، نقلاً عن جهاز الشرطة، أن الهجوم وقع (الخميس) في قرية كارما شمال إقليم ياتنغا، مضيفاً أن المسلحين «استولوا» على كميات من البضائع المتنوعة خ

أفريقيا مقتل 60 مدنياً بهجوم في شمال بوركينا فاسو

مقتل 60 مدنياً بهجوم في شمال بوركينا فاسو

قال مسؤول من بلدة أواهيجويا في بوركينا فاسو، أمس الأحد، نقلاً عن معلومات من الشرطة إن نحو 60 مدنياً قُتلوا، يوم الجمعة، في شمال البلاد على أيدي أشخاص يرتدون زي القوات المسلحة البوركينية. وأضاف المدعي العام المحلي لامين كابوري أن تحقيقاً بدأ بعد الهجوم على قرية الكرمة في إقليم ياتنجا في المناطق الحدودية قرب مالي وهي منطقة اجتاحتها جماعات إسلامية مرتبطة بـ«القاعدة» وتنظيم «داعش» وتشن هجمات متكررة منذ سنوات. ولم يذكر البيان مزيداً من التفاصيل بشأن الهجوم، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في مارس (آذار) أن هجمات الجماعات المسلحة على المدنيين تصاعدت منذ عام 2022 ب

«الشرق الأوسط» (واغادوغو)

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
TT

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)

قُتلت 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023، معظمهن بأيدي أفراد عائلاتهنّ، وفقاً لإحصاءات نشرتها، (الاثنين)، الأمم المتحدة التي رأت أن بلوغ جرائم قتل النساء «التي كان يمكن تفاديها» هذا المستوى «يُنذر بالخطر».

ولاحظ تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك أن «المنزل يظل المكان الأكثر خطورة» للنساء، إذ إن 60 في المائة من الـ85 ألفاً اللاتي قُتلن عام 2023، أي بمعدّل 140 كل يوم أو واحدة كل عشر دقائق، وقعن ضحايا «لأزواجهن أو أفراد آخرين من أسرهنّ».

وأفاد التقرير بأن هذه الظاهرة «عابرة للحدود، وتؤثر على كل الفئات الاجتماعية والمجموعات العمرية»، مشيراً إلى أن مناطق البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وأفريقيا هي الأكثر تضرراً، تليها آسيا.

وفي قارتَي أميركا وأوروبا، يكون وراء غالبية جرائم قتل النساء شركاء حياتهنّ، في حين يكون قتلتهنّ في معظم الأحيان في بقية أنحاء العالم أفرادا من عائلاتهنّ.

وأبلغت كثيرات من الضحايا قبل مقتلهنّ عن تعرضهنّ للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي، وفق بيانات متوافرة في بعض البلدان. ورأى التقرير أن «تجنّب كثير من جرائم القتل كان ممكناً»، من خلال «تدابير وأوامر قضائية زجرية» مثلاً.

وفي المناطق التي يمكن فيها تحديد اتجاه، بقي معدل قتل الإناث مستقراً، أو انخفض بشكل طفيف فقط منذ عام 2010، ما يدل على أن هذا الشكل من العنف «متجذر في الممارسات والقواعد» الاجتماعية ويصعب القضاء عليه، بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي أجرى تحليلاً للأرقام التي استقاها التقرير من 107 دول.

ورغم الجهود المبذولة في كثير من الدول فإنه «لا تزال جرائم قتل النساء عند مستوى ينذر بالخطر»، وفق التقرير. لكنّ بياناً صحافياً نقل عن المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، شدّد على أن هذا الواقع «ليس قدراً محتوماً»، وأن على الدول تعزيز ترسانتها التشريعية، وتحسين عملية جمع البيانات.