باراك يرفض أي حل وسط مع نتنياهو

مخاوف من أن يؤدي إضعاف القضاء إلى محاكمة دولية للمسؤولين

إسرائيليون يحتجون على الإصلاحات القضائية المقترحة في يناير الماضي (رويترز)
إسرائيليون يحتجون على الإصلاحات القضائية المقترحة في يناير الماضي (رويترز)
TT

باراك يرفض أي حل وسط مع نتنياهو

إسرائيليون يحتجون على الإصلاحات القضائية المقترحة في يناير الماضي (رويترز)
إسرائيليون يحتجون على الإصلاحات القضائية المقترحة في يناير الماضي (رويترز)

أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، حملة ضد رئيس الدولة يتسحاق هيرتسوغ، وكل من يحاول التوصل إلى حل وسط مع حكومة بنيامين نتنياهو، في موضوع الانقلاب على الجهاز القضائي، وقال إن «الحل الوسط» كمن يطلب إطالة حبل المشنقة.
وأكد باراك، الذي كان قد شغل منصب رئيس أركان الجيش ووزير الدفاع أيضاً، أن قادة الجيش الإسرائيلي والمخابرات والمسؤولين السياسيين عنهما، سيكونون أكبر المتضررين من هذا الانقلاب؛ لأنه سيضعف جهاز القضاء لدرجة ستثير العالم الغربي ضد إسرائيل.
وقال جنرال سابق في الشرطة هو عضو الكنيست من حزب «ييش عتيد» المعارض، يوآف سيغالوفيتش، إن خطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف جهاز القضاء، ستشجع على محاكمة رجال أمن وسياسيين إسرائيليين في محاكم دولية، وفقاً للقانون والمواثيق الدولية، وخصوصاً «قانون أساس: القضاء»، الذي يقضي بسحب صلاحيات من المحكمة العليا.
وأضاف سيغالوفيتش أنه سيكون لتغيير هذا القانون تأثير دراماتيكي على ما يحدث في الضفة الغربية، وعلى الدفاع عن رجال أمن إسرائيليين أمام إجراءات في المحاكم الدولية. «وأن ذلك سيطبق على ضباط الجيش والشرطة والشاباك والموساد، وكذلك على مسؤولين في المستوى السياسي».
ونقلت صحيفة «هآرتس»، (الخميس)، عن سيغالوفيتش قوله إنه جرت محاولات في الماضي لتقديم دعاوى شخصية ضد مسؤولين إسرائيليين، بينهم وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، ورئيس أركان الجيش الأسبق دان حالوتس، بتهمة ارتكاب جرائم حرب أثناء عمليات عسكرية نفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية ولبنان. لكن إسرائيل تمكنت من لجم محاكمات دولية كهذه؛ «لأن مؤسسات دولية وعدداً من حكومات الدول الأوروبية، أقرت بوجود جهاز قضاء مستقل في إسرائيل، وأنه إذا دعت الحاجة فإنه يحقق بنفسه في شبهات حول جرائم كهذه»، مع العلم أن المحاكم الإسرائيلية لم توجه أبداً تهماً بارتكاب جرائم حرب ضد أي مسؤول أمني أو سياسي.
ووفقاً لسيغالوفيتش، فإنه بعد تمرير التعديلات على «قانون أساس: القضاء»، لن تقبل أي محكمة دولية «الادعاء بأن لدينا جهاز قضاء مستقلاً لا ينبغي التدخل في قراراته. وأن تعديل قانون الأساس سيؤدي إلى وضع لن يكون فيه دفاع قضائي للذين يخدمون في قوات الأمن، وسيؤدي إلى التخلي عنهم». وطالب بأن يشارك في الاجتماعات المقبلة للجنة القانون والدستور، خبراء في القانون الدولي ومندوبون عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، من أجل تحليل المخاطر المقرونة بتعديل القانون. ويعتقد سيغالوفيتش أنه بسبب إجراء تعديلات تشريعية كهذه بشكل متسرع، فإنه لم يتم بحث التبعات المحتملة في مجال القانون الدولي.
ولكن إيهود باراك من جهته، رفض أن تشارك المعارضة في أي مداولات لتعديل خطة الحكومة، «التي يجب أن تسقط بالكامل». وأكد أن إسرائيل تضم مؤسسات ومنظمات وأحزاباً تملك القدرة على إسقاط هذه الخطة لكن الأمر يحتاج إلى وقت، مضيفاً: «سننتصر عليهم بالتأكيد حتى لو استغرق الأمر وقتاً». وكان العسكريون من قادة المظاهرات ضد حكومة نتنياهو قد أشاروا إلى قضية أخرى لها تبعات مشابهة، وهي تقاسم الصلاحيات بين وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش، الذي عُيّن وزيراً في وزارة الأمن، ومطالبته بتولي المسؤولية عن الوحدتين العسكريتين لإدارة الاحتلال - «الإدارة المدنية» و«منسق أعمال الحكومة» - في الضفة الغربية.
وأفاد شهود عيان بأن مسؤولين شاركوا في مداولات ترأّسها نتنياهو، حذروا من أن المجتمع الدولي قد يفسر تقاسم المسؤوليات بأنه «خطوة نحو ضم فعلي للضفة إلى إسرائيل». وأضافوا أنه في هذه الحالة قد يتم دفع إجراءات قضائية ضد ضباط الجيش الإسرائيلي في محاكم دولية ودول غربية.
يذكر أن منظمات الاحتجاج على الإصلاحات القضائية تستعد لإعلان إضراب يوم الاثنين المقبل، سيؤدي إلى شل الاقتصاد. وصرح وزير الدفاع السابق موشيه يعلون بأن عشرات المنظمات والشركات والتنظيمات المدنية الأعضاء في هيئة الاحتجاج تستعد بكل قوتها للإضراب.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
TT

«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)

وافقت إيران على تشديد الرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على منشأة فوردو الواقعة تحت الجبال، بعدما سرعت على نحو كبير تخصيب اليورانيوم بما يقترب من الدرجة المطلوبة لصناعة أسلحة.

وذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري لدول الأعضاء، أن إيران «وافقت على طلب الوكالة بزيادة وتيرة وكثافة تدابير الرقابة في منشأة فوردو لتخصيب الوقود، وتسهيل تطبيق هذا النهج الرقابي».

والأسبوع الماضي، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران ضاعفت وتيرة تخصيبها إلى نقاء يصل إلى 60 في المائة في منشأة فوردو، وهو مستوى قريب من 90 في المائة المطلوب لصنع الأسلحة النووية، ما اعتبرته القوى الغربية تصعيداً خطيراً في الخلاف مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لفوردو الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.