البحرية الأميركية تواصل جمع حطام المنطاد الصيني

بكين معترفة بملكية منطاد أميركا اللاتينية: هناك بالصدفة

المنطاد الصيني لدى استهدافه وإسقاطه في جنوب كاليفورنيا السبت الماضي (رويترز)
المنطاد الصيني لدى استهدافه وإسقاطه في جنوب كاليفورنيا السبت الماضي (رويترز)
TT

البحرية الأميركية تواصل جمع حطام المنطاد الصيني

المنطاد الصيني لدى استهدافه وإسقاطه في جنوب كاليفورنيا السبت الماضي (رويترز)
المنطاد الصيني لدى استهدافه وإسقاطه في جنوب كاليفورنيا السبت الماضي (رويترز)

واصلت البحرية الأميركية، أمس الاثنين، عمليات البحث عن حطام المنطاد الصيني الذي أُسقط بصاروخ أطلقته طائرة حربية بعد تحليقه لأيام فوق الولايات المتحدة، وسط تأكيدات المسؤولين في واشنطن أنه مخصص لأغراض التجسّس وجمع معلومات حساسة، في مقابل غضب من بكين التي تصر على أنه لمراقبة الطقس وأنه انحرف عن مساره، مع إقرارها بملكية منطاد آخر رُصد فوق أميركا اللاتينية.
وحلّق المنطاد بدءاً من 28 يناير (كانون الثاني) الماضي فوق أميركا الشمالية، ليعبر من ألاسكا إلى كندا والولايات المتحدة، قبل أن تتخذ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قراراً بإسقاطه السبت، حين أطلقت مقاتلة من طراز «إف 22» صاروخاً على المنطاد الذي سقط قبالة سواحل ساوث كارولاينا، بسبب ما وصفته واشنطن بأنه «انتهاك بكين غير المقبول» للسيادة الأميركية.
وكرر مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الصين استخدمت المنطاد «في محاولة لمراقبة المواقع الاستراتيجية» في الولايات المتحدة. وقاد رصد المنطاد إلى إرجاء زيارة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصين إلى أجل غير مسمى.
وأعلن قائد القوات الأميركية في أميركا الشمالية، أن عناصر من البحرية «يقومون حالياً بعمليات استرداد (الحطام)، بمساعدة خفر السواحل الأميركيين، لتأمين المنطقة والحفاظ على السلامة العامة».
وتوقع الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة الأميركية، الأدميرال مايك مولين، أن تجمع البحرية الحطام «في وقت قريب نسبياً» من المياه. ورداً على سؤال من شبكة «إيه بي سي نيوز» التلفزيونية عما إذا كان يعتقد أن جهات في الجيش الصيني أطلقت المنطاد عمداً، لتعطيل زيارة بلينكن، أجاب: «بالطبع، أعتقد أن هذا ما جرى»، ملاحظاً أن المنطاد كان قادراً على المناورة. وإذ رفض تصريحات الصين بأنه انحرف عن مساره، لفت إلى أن المنطاد «مجهّز بمراوح... لم تكن حادثة. كان متعمداً. كان عملاً استخبارياً».
وبينما يقول المسؤولون الأميركيون إن الصين لديها طرق أكثر سرية وتطوراً لجمع المعلومات الاستخبارية عن الولايات المتحدة، مثل شبكة أقمار التجسس الصناعية، أوردت صحيفة لـ«جيش التحرير الشعبي»، (الاسم الرسمي للجيش الصيني)، أن التكلفة المنخفضة لاستخدام البالونات كانت أحد الأسباب التي دفعت الصين إلى نشرها بشكل أكبر. وكتبت أنه «استجابة للتهديد المتزايد الذي تشكله أنظمة الدفاع الأرضية لقوات الهجوم الجوي، من الضروري استخدام بالونات جوية رخيصة لإحداث تداخل نشط وسلبي لقمع أنظمة الإنذار المبكر للدفاع الجوي للعدو بشكل فعال، وتغطية قوات الهجوم الجوي للقيام خارج مهامهم».

السجال الأميركي
وبينما واصل الجمهوريون انتقاد طريقة تعامل بايدن مع الحادث، قال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إن إسقاط المنطاد «لم يكن الخيار الأكثر أماناً فحسب؛ بل أيضاً كان الخيار الذي زاد من مكاسبنا الاستخبارية»، في إشارة إلى أن الأجهزة الموجودة في المنطاد يرجح ألا تتضرر كثيراً من السقوط في المياه. وأضاف: «وجهنا رسالة واضحة إلى الصين مفادها أن هذا الأمر غير مقبول. قمنا بحماية المدنيين، وحصلنا على مزيد من المعلومات، بينما قمنا أيضاً بحماية معلوماتنا الحساسة». وأوضح أن مجلس الشيوخ سيتلقى إحاطة سريّة في 15 فبراير (شباط).
لكن الزعيم الجمهوري لمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، غرد على «تويتر» بأنه: «كالعادة، عندما يتعلق الأمر بالدفاع الوطني والسياسة الخارجية، ردّت إدارة بايدن في البداية بشكل غير حاسم، ثم تحركت بعد فوات الأوان».
في المقابل، ندد نائب وزير الخارجية الصيني شي فينغ بإسقاط المنطاد. وأفاد في بيان بأن «الأفعال الأميركية أثّرت وأضرّت بشدة بجهود الطرفين وتقدّمهما من أجل إرساء استقرار في العلاقات الصينية- الأميركية منذ اجتماع بالي» بين الرئيسين جو بايدن وشي جينبينغ، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وكانت زيارة بلينكن محاولة لتعزيز التواصل بين البلدين بعد اجتماع بالي.
وقبيل إعلان إلغاء رحلة بلينكن، أصدرت الصين اعتذاراً نادراً عن الحادث؛ لكن مع إلغاء الزيارة وإسقاط المنطاد، تحوّلت نبرة التصريحات في بكين. وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أنها «تحتفظ بحق اتخاذ مزيد من الردود الضرورية».
ولفت فينغ إلى أنه قدم شكوى رسمية إلى السفارة الأميركية في بكين: «ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة تصم آذانها، وأصرت على الاستخدام العشوائي للقوة ضد الطائرات المدنية التي كانت على وشك مغادرة المجال الجوي للولايات المتحدة، ومن الواضح أنها بالغت في رد فعلها، وانتهكت بشكل خطير روح القانون الدولي والممارسات الدولية».

مناطيد أخرى
وأعلن «البنتاغون» الجمعة أن منطاداً صينياً ثانياً حلّق فوق أميركا اللاتينية. وكذلك أفادت القوات الجوية الكولومبية بأنها رصدت المنطاد الجمعة الماضي، مؤكدة أنها تجري «عمليات تحقق مع دول ومؤسسات مختلفة لتحديد مصدر الهيكل».
ولم تقدم الناطقة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ أي تفاصيل جديدة حول المنطاد؛ لكنها كررت أنه «مدني مخصص لأبحاث الأرصاد الجوية». ولم تذكر طبيعة الخطوات الإضافية التي تعتزم الصين اتخاذها رداً على طريقة تعامل واشنطن مع القضية. ومع ذلك، أكدت أن المنطاد الآخر الذي رُصد أخيراً فوق أميركا اللاتينية صيني أيضاً، واصفة إياه بأنه «مدني يستخدم في اختبارات الطيران». وقالت إنه بسبب الطقس «انحرف المنطاد بشدة عن مساره المحدد، ودخل فضاء أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي عن طريق الصدفة».
وكذلك رصدت طوكيو مناطيد صينية في الآونة الأخيرة. وقال نائب رئيس مجلس الوزراء الياباني يوشيهيكو إيسوزاكي للصحافيين، الاثنين، إن «جسماً طائراً مشابهاً للذي أسقطته الولايات المتحدة رُصد مرتين على الأقل فوق شمال اليابان، منذ عام 2020».
في السياق نفسه، أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها حيال الموقف المتوتر بين الولايات المتحدة والصين بسبب المنطاد.
وقال نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية في برلين، فولفغانغ بوشنر، أمس الاثنين: «نأمل ألا تؤدي الحادثة إلى مزيد من التوترات، أو إلى التصعيد في العلاقات الأميركية- الصينية»؛ مشيراً إلى أن بلاده تلقت بقلق التقارير عن تحليق المنطاد وإسقاطه.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

حريق غابات ضخم يجبر آلافاً على مغادرة منازلهم في كاليفورنيا (صور)

رجل في وسط حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
رجل في وسط حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
TT

حريق غابات ضخم يجبر آلافاً على مغادرة منازلهم في كاليفورنيا (صور)

رجل في وسط حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
رجل في وسط حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

اضطر نحو 4 آلاف شخص إلى مغادرة منازلهم في كاليفورنيا جراء حريق ضخم وعنيف كان يواصل تمدده بشكل خطير، (الجمعة)، على الرغم من تدخل 1700 من عناصر الإطفاء، ما يثير قلق السلطات.

ودمر حريق «بارك فاير» أكثر من 720 كيلومتراً مربعاً من الغابات و134 مبنى منذ اندلاعه بعد ظهر الأربعاء، في شمال الولاية التي يطلق عليها «غولدن ستايت».

عربة محاطة بألسنة اللهب في ولاية كاليفورنيا (أ.ف.ب)

وأعلنت إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا عدم السيطرة على الحريق، وأن نسبة «احتوائه 0 في المائة».

ويتمدّد الحريق بسرعة رجل يمشي، في منطقة ريفية تقع على بعد ثلاث ساعات بالسيارة شمال شرقي سان فرانسيسكو.

وأفاد مصور في «وكالة الصحافة» بأن الحريق يولّد عموداً هائلاً من الدخان الأسود، كبيراً جداً لدرجة أنه يشبه السحب خلال العواصف الشديدة في الغرب الأميركي.

وأعلن حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، مساء (الجمعة)، حالة الطوارئ في مقاطعتين مهددتين بالحرائق، بهدف تسريع إجراءات السلطات.

جانب من حريق الغابات في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

وأجبرت النيران أربعة آلاف شخص على إخلاء قريتي كوهاسيت وفوريست رانش، بعد تمدّد النيران إلى بلدة تشيكو الصغيرة.

وتقع بلدة تشيكو على بعد نحو 20 كلم إلى الغرب من بلدة بارادايز التي دمّرها في عام 2018 حريق غابات قضى فيه 85 شخصاً، وكان الحريق الأكثر حصداً للأرواح في تاريخ كاليفورنيا. والمنطقة حالياً في حالة تأهب، ويستعد سكانها لأي احتمال.

وقال كوري هونيا، عمدة مقاطعة بوتي، مساء الخميس، للسكان: «عليكم أن تكونوا مستعدين للمغادرة». وأضاف: «إذا تمدّد الحريق. لا أستطيع أن أعدكم أو أضمن لكم أننا قادرون على إنقاذ حياتكم».

«سوريالي»

وشدّد هونيا، الجمعة، خلال مؤتمر صحافي جديد، على أن «الوضع متغيّر»، مذكراً بأن الحريق «اجتاز» قرية كوهاسيت خلال الليل.

وتحدّث سكان لوسائل إعلام محلية عن فرارهم الصعب من النيران عبر الطريق الوحيد في الغابات الذي يمكن سلوكه في المنطقة، حيث بالكاد اخترقت إنارة مصابيحهم الأمامية الدخان الأسود. وقال نيكو شيلتون لصحيفة «ساكرامنتو بي» إنه «كان من المقلق بالطبع معرفة أن هذا هو السبيل الوحيد للخروج». وقالت جوليا ياربو، التي دمرت النيران منزلها، عبر قناة «سي بي إس»: «أنا في حالة صدمة. الأمر سوريالي».

وترى السلطات أن الحريق سببه إجرامي. وتم توقيف رجل يبلغ 42 عاماً، صباح الخميس، يشتبه بأنه أشعل الحريق «بعدما شوهد رجل مجهول يدفع سيارة تشتعل فيها النيران» إلى موقع قريب من المكان الذي اندلع فيه الحريق، وفق بيان للمدعي العام في مقاطعة بوتي مايك رامزي.

تظهر مركبة مشتعلة بينما يستمر حريق بارك في الاشتعال بالقرب من باينز كريك في مقاطعة تيهاما غير المدمجة - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

وميدانياً، أُرسلت تعزيزات من عدة مناطق في كاليفورنيا. وأصدرت الأرصاد الجوية الوطنية، الجمعة، إنذاراً باللون الأحمر، بسبب رياح قوية قد تعزز تمدد الحريق.

وقال مسؤول جهاز الإطفاء بيلي سي، الجمعة، بشأن الحريق: «نشهد تصاعداً هائلاً في الشمال». وأكد أن عمّال الإطفاء يبذلون ما في وسعهم، ويركزون جهودهم على حماية المناطق المأهولة.

وقال: «نأمل أن تتحسن الظروف الجوية بشكل ملحوظ بدءاً من نهاية هذا الأسبوع، مع انخفاض درجات الحرارة وزيادة الرطوبة النسبية، ما سيسمح لنا بالوصول بسهولة أكبر إلى مكان (الحريق) نفسه، بدلاً من البقاء في موقف دفاعي».

«أرقام قياسية»

وقال دانييل سوين، المتخصص في ظواهر الطقس المتطرفة في جامعة كاليفورنيا، مساء الخميس: «إنه فعلاً أول حريق خلال السنوات الأخيرة في كاليفورنيا يمكنني أن أصفه بأنه غير عادي، وهذا ليس بالأمر الجيد».

وقارن الخبير هذا الحريق الضخم بالحرائق التي دمرت كاليفورنيا في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وكانت من بين الأسوأ في تاريخ هذه الولاية الأميركية الغربية.

استمرار حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

وأضاف: «الخبر السار الوحيد هو أنه لا توجد مدن رئيسية في المسار المباشر للحريق»، مقدراً أن يستمر الحريق «لأسابيع أو حتى أشهر».

وبعد فصلي شتاء ممطرين، يشهد الغرب الأميركي منذ يونيو (حزيران) موجات حر أدت إلى جفاف الغطاء النباتي، ما يساعد على انتشار النيران.

وقال الخبير: «حطمنا أرقاماً قياسية (في درجات الحرارة)، وذلك في منطقة واسعة جداً، تمتد من شمال غربي المكسيك إلى غرب كندا».

وتشتعل حالياً مئات الحرائق في كل أنحاء المنطقة، لا سيما في ولاية أوريغون وفي كندا.

ويقول علماء إن موجات الحرّ المتكررة دليل على ظاهرة الاحتباس الحراري المرتبطة بتغير المناخ الناجم عن اعتماد البشرية على الوقود الأحفوري.