بريطانيا تواجه الإضرابات وتراجع المبيعات

مع انخفاض ثقة المستهلك بآفاق الاقتصاد

متسوق في سوبر ماركت في لندن، بريطانيا (إ.ب.أ)
متسوق في سوبر ماركت في لندن، بريطانيا (إ.ب.أ)
TT

بريطانيا تواجه الإضرابات وتراجع المبيعات

متسوق في سوبر ماركت في لندن، بريطانيا (إ.ب.أ)
متسوق في سوبر ماركت في لندن، بريطانيا (إ.ب.أ)

قالت نقابة يونايت العمالية البريطانية إن العاملين في قطاع الإسعاف سيضربون عن العمل في سلسلة من المواعيد الجديدة في فبراير (شباط) ومارس (آذار) المقبلين، وذلك في أحدث مؤشر على تفاقم الخلاف بين الحكومة والعاملين في مجال الرعاية الصحية بشأن الأجور.
وقالت «يونايت» إن العاملين في الإسعاف بإنجلترا سيضربون في 6 و17 و20 و22 فبراير، وفي 6 و20 مارس، إذ ينظم العاملون في عدة مناطق إضرابات في أيام مختلفة. ومن شأن مواعيد الإضرابات الجديدة أن تزيد المخاوف بشأن إدارة خدمات الرعاية الصحية البريطانية بأمان في 6 فبراير عندما تنظم نقابات أخرى ذات صلة بالمجال الصحي، من بينها نقابة خاصة بقطاع التمريض، إضراباً هي الأخرى.
وعصفت ببريطانيا على مدى الشهور الستة الماضية، موجة من الإضرابات هي الأسوأ منذ أكثر من 30 عاماً، إذ أضرب عمال بالسكك الحديدية ومدرسون وموظفو بريد للمطالبة برفع الأجور مع زيادة التضخم. وقالت «يونايت» إنه يتعين على الحكومة التفاوض بشأن الرواتب الحالية إذا أرادت إنهاء الإضراب.
ولا تقف مشكلات الاقتصاد البريطاني عند هذا الحد، إذ تراجعت مبيعات التجزئة في البلاد الشهر الماضي على نحو يفوق التوقعات، في ظل ضغوط تكاليف المعيشة التي تضطر المستهلكين لدفع مبالغ أكبر نظير الحصول على سلع أقل.
وذكر مكتب الإحصاء البريطاني أن حجم السلع المبيعة من خلال المتاجر ومنصات التجارة الإلكترونية انخفض بنسبة سنوية بلغت 5.8 في المائة، في أكبر تراجع يتم تسجيله خلال أشهر ديسمبر (كانون الأول) منذ بدء الاحتفاظ بالبيانات عام 1997.
وأفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء بأن نسبة الانخفاض جاءت أعلى من توقعات خبراء الاقتصاد الذين توقعوا أن تبلغ نسبة التراجع 4 في المائة. وفي حالة استثناء وقود السيارات، تصل نسبة تراجع مبيعات التجزئة إلى 6.1 في المائة. وتعكس هذه البيانات مدى ارتفاع التضخم الذي اقترب من أعلى معدلاته خلال أربعة عقود، وصار يستنزف الطاقة الشرائية وتسبب في أكبر انخفاض في معدلات الدخل الحقيقية خلال عقود. ومن المرجح أن يرفع بنك إنجلترا (البنك المركزي البريطاني) أسعار الفائدة مجدداً في محاولة لإحكام السيطرة على ارتفاع الأسعار.
ومع الضغوط الاقتصادية، فقد ارتفعت معدلات التوظيف مطلع العام الجديد في ظل تراجع ثقة المستهلك بشأن الآفاق الاقتصادية في البلاد. وذكر اتحاد التوظيف والعمل في بريطانيا أنه تم نشر أكثر من 184 ألف إعلان عن وظائف شاغرة خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري، في زيادة بأكثر من 25 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
من جهة أخرى، ذكرت مؤسسة «جي.إف.كيه» للدراسات التسويقية أن مؤشرها لثقة المستهلك تراجع بواقع ثلاث نقاط إلى سالب 45 خلال الشهر الجاري، في أول تراجع للمؤشر خلال أربعة أشهر.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن نيل كاربري، المدير التنفيذي في اتحاد التوظيف والعمل، قوله إن «شهر يناير (كانون الثاني) كثيراً ما يشهد تحرك الموظفين للبحث عن فرص عمل جديدة، وبالتالي فمن المطمئن أن نجد الكثير من الخيارات المتاحة». وأضاف: «رغم أن كثيراً من الشركات أصبحت أكثر حذراً في مواجهة حالة الغموض الاقتصادي، فإن نطاق النقص في الوظائف الذي نواجهه يعني أن كثيراً من الشركات ما زالت بحاجة للتوظيف».
من جانبها، ذكرت مؤسسة «جي.إف.كيه» أن تراجع مؤشرها لثقة المستهلك يعني أن الأسر البريطانية أصبحت أقل حماساً بشأن الآفاق الاقتصادية. ونقلت «بلومبرغ» عن جوي ستاتن، مدير استراتيجيات المستهلك في المؤسسة، قوله: «مع استمرار التضخم في ابتلاع زيادات الرواتب، واقتراب صدور بعض فواتير الطاقة الضخمة، فإن توقعات ثقة المستهلك بالنسبة للعام الجاري لا تبدو جيدة».
إلى ذلك، تراجعت قيمة أكثر من نصف العقارات في بريطانيا خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، في ظل ارتفاع تكاليف الإقراض وموجة التضخم التي ألقت بظلالها على سوق العقارات.
وأوردت «بلومبرغ» تقريراً لموقع زوبلا للتسويق العقاري في بريطانيا جاء فيه أن زهاء 16 مليوناً من بين 30 مليون عقار في بريطانيا فقدت 3900 جنيه إسترليني في المتوسط من قيمتها خلال الفترة ما بين أكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر الماضيين.
وخلال النصف الأول من عام 2022، فقد أكثر من مليون عقار الزيادات التي كانت قد حققتها في قيمتها خلال الفترة من فبراير 2020 حتى فبراير 2022، عندما أدت جائحة «كورونا» إلى قفزة في أسعار العقارات. وذكر التقرير أن نحو ثلث هذه المنازل التي تراجعت قيمتها تقع في العاصمة لندن.
ونقلت «بلومبرغ» عن ريتشارد دونيل، الرئيس التنفيذي في موقع زوبلا، قوله: «لقد بدأت الأرباح في التآكل خلال النصف الأول من عام 2022، حيث تراجع حجم الطلب في مواجهة زيادة معدلات الرهن العقاري وضعف نمو معدلات الدخل للأسر».


مقالات ذات صلة

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

الاقتصاد مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

قالت أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا إن عدد الطرود الغذائية التي وزعتها زاد 37 بالمائة إلى مستوى قياسي بلغ ثلاثة ملايين طرد في عام حتى مارس (آذار) الماضي، إذ يعاني عدد متزايد من الناس بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت «ذا تراسل تراست» التي تدعم 1300 مركز لبنوك الطعام في أنحاء المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، إن أكثر من مليون طرد غذائي جرى تقديمها لأطفال، بزيادة نسبتها 36 بالمائة خلال عام واحد. وأضافت أنه على مدار عام لجأ 760 ألف شخص لأول مرة إلى بنوك الطعام التابعة لها، بزيادة 38 بالمائة على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد «ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

«ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

رفعت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندارد آند بورز» (إس آند بي) تقديراتها لآفاق الدين البريطاني على الأمد الطويل من «سلبية» إلى «مستقرة»، مؤكدة أنها لا تفكر في خفضها في الأشهر المقبلة، وأبقت على درجتها لتصنيف الدين السيادي (إيه إيه/إيه-1). وقالت الوكالة في بيان، إن هذه النظرة المستقرة «تعكس الأداء الاقتصادي الأخير الأمتن للمملكة المتحدة واحتواء أكبر للعجز في الميزانية خلال العامين المقبلين». وأكدت خصوصاً أن «الإجراءات السياسية للحكومة على جبهة العرض وتحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يدعما آفاق النمو على الأمد المتوسط رغم القيود الهيكلية الحالية»، لكن الوكالة حذرت من «المخاطر الناشئة عن ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في بريطانيا خلال أبريل (نيسان) الجاري إلى أعلى معدلاته منذ نشوب حرب أوكرانيا. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره مؤسسة «جي إف كيه» للأبحاث التسويقية ارتفع في أبريل الجاري ست نقاط، ليصل إلى سالب ثلاثين، ليسجل بذلك ثالث زيادة شهرية له على التوالي، وأعلى ارتفاع له منذ 14 شهرا. وتعكس هذه البيانات أن المستهلك البريطاني أصبح أكثر حماسا بشأن الآفاق الاقتصادية وأكثر استعدادا للإنفاق على مشتريات أكبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

رغم أن الاقتصاد البريطاني لم يسجل أي نمو خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، قال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت يوم الخميس، إن التوقعات الاقتصادية «أكثر إشراقاً مما كان متوقعاً»، مضيفاً أنه من المفترض أن تتجنب البلاد الركود. وأظهرت بيانات رسمية، أن الاقتصاد البريطاني فشل في تحقيق النمو كما كان متوقعاً في فبراير؛ إذ أثرت إضرابات العاملين في القطاع العام على الإنتاج، لكن النمو في يناير (كانون الثاني) كان أقوى مما يُعتقد في البداية؛ مما يعني تراجع احتمالية حدوث ركود في الربع الأول قليلاً. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية يوم الخميس، إن الناتج الاقتصادي لم يشهد تغيراً يذكر على أساس شهري في فبراير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
TT

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

قال مجلس الوزراء المصري، في بيان، السبت، إن مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية وقعتا اتفاقين باستثمارات إجمالية 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

يأتي توقيع هذين الاتفاقين اللذين حصلا بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، في إطار الجهود المستمرة لتعزيز قدرات مصر في مجال الطاقة المتجددة؛ حيث يهدف المشروع إلى دعم استراتيجية مصر الوطنية للطاقة المتجددة، التي تستهدف تحقيق 42 في المائة من مزيج الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وفق البيان.

ويُعد هذا المشروع إضافة نوعية لقطاع الطاقة في مصر؛ حيث من المقرر أن يُسهم في تعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير فرص عمل جديدة.

وعقب التوقيع، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن الاستراتيجية الوطنية المصرية في قطاع الطاقة ترتكز على ضرورة العمل على زيادة حجم اعتماد مصادر الطاقة المتجددة، وزيادة إسهاماتها في مزيج الطاقة الكهربائية؛ حيث تنظر مصر إلى تطوير قطاع الطاقة المتجددة بها على أنه أولوية في أجندة العمل، خصوصاً مع ما يتوفر في مصر من إمكانات واعدة، وثروات طبيعية في هذا المجال.

وأشار وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محمود عصمت، إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن خطة موسعة لدعم مشروعات الطاقة المتجددة، بما يعكس التزام الدولة المصرية في توفير بيئة استثمارية مشجعة، وجذب الشركات العالمية للاستثمار في قطاعاتها الحيوية، بما يُعزز مكانتها بصفتها مركزاً إقليمياً للطاقة.

وأشاد ممثلو وزارة الكهرباء والشركة الإماراتية بالمشروع، بوصفه خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بين مصر والإمارات في مجالات التنمية المستدامة والطاقة النظيفة.