وادي الحِجر الأثري... بيوت منحوتة في الصخر

يقع في محافظة العلا السعودية

وادي الحِجر... مقابر نبطية منحوتة في الصخر
وادي الحِجر... مقابر نبطية منحوتة في الصخر
TT

وادي الحِجر الأثري... بيوت منحوتة في الصخر

وادي الحِجر... مقابر نبطية منحوتة في الصخر
وادي الحِجر... مقابر نبطية منحوتة في الصخر

جذبت الجزيرة العربية الواسعة كثيراً من الرحّالة، كان أولهم الإيطالي لودفيكو دي فارتيما الذي وصل إلى مكة المكرمة في مطلع القرن السادس عشر، فكان أول أوروبي، على ما يُقال، يدخل المدينة الأقدس عند المسلمين. ترك هذا المغامر موطنه في نهاية 1502، وقصد الإسكندرية، ثم توجّه إلى القاهرة، ومنها حطّ تباعاً في بيروت، طرابلس، وحلب. بعدها وصل إلى دمشق، وفي هذه المدينة، انضم إلى حامية مملوكية متّخذاً اسم يونس، ورافق قافلة للحجاج في أبريل (نيسان) 1503، وعبر في طريقه وادياً حسبه «وادي سدوم وعاموراء»، وهما مدينتان معروفتان في التراث الإسلامي، من مدائن قوم لوط، خربتا نكالاً من القدير، بحسب الرواية التوراتية.

كتب الرحّالة الإيطالي في وصف هذا الوادي: «وإني أقول إنه توجد ثلاث مدن كانت فوق قمم ثلاثة جبال، ولا يزال يوجد فوقها على ارتفاع أذرع ثلاث أو أربع، ما يبدو دماً يشبه الشمع الأحمر مختلطاً بالتراب. أقول لكم الصدق، إني أعتقد، بناء على ما رأيت، أن شعباً شريراً كان هنا، فكل ما يحيط بهذه البقعة صحراء قاحلة، فالأرض موات لا تنبت ما يؤكل، والماء معدوم، وقد كانوا يعيشون على المنّ، وقد عاقبهم الله لأنّهم كفروا بأنعمه، فحاق بهم عذابه، وترك ديارهم خراباً لتراها الأجيال».

يُجمع البحّاثة على القول إن الوادي الذي عبره لودفيكو دي فارتيما في طريقه إلى مكة هو في الواقع وادي الحِجر، الذي ذكره أبو القاسم الإصطخري في «المسالك والممالك»، حيث كتب في تعريفه به: «والحِجر قرية صغيرة قليلة السّكّان، وهي من وادي القرى على يوم بين جبال، وبها كانت ديار ثمود الذين قال الله فيهم: {وثمود الّذين جابوا الصّخر بالواد} (الفجر: 9)، ورأيت تلك الجبال ونحتها التي قال الله فيها: «وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين» (الشعراء: 149). ورأيتها بيوتاً مثل بيوتنا في أضعاف جبال، وتسمّى تلك الجبال الأثالب، وهي جبال في العيان متّصلة حتّى إذا توسّطتها رأيت كلّ قطعة منها قائمة بنفسها، يطوف بكلّ قطعة منها الطائف».
كتب الإصطخري هذا التعريف في القرن العاشر، ونقله ياقوت الحموي في «معجم البلدان» في منتصف القرن الثالث عشر، وشاع من بعده، فصار الحِجر «اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام»، وارتبطت مدائنها الأثرية في الذاكرة الجماعية بهذه الديار منذ ذلك التاريخ.

المسح الأول للموقع في مطلع القرن العشرين

آثار عجيبة
في «معجم معالم الحجاز» الصادر في سنة 1984، كتب عاتق البلادي في تعريفه بالحِجر: «وادي الحِجر المعروف، يصب في وادي العُلا (القرى) من الشمال... وهو رأس وادي القرى المعروف باسم وادي العلا». وكتب الباحث في تعريفه: «بلدة في شمال الحجاز ذات صبغة أثرية سياحية... فيها آثار عجيبة: بيوت منحوتة في الصخر، وقلات مخازن للمياه في الصخر، وجبالها بارزة ينفرد معظمها من غيره كأنه مغروس في الأرض». 
الرحّالة البريطاني الشهير تشارلز م. داوتي لم يكن من علماء الآثار، بل كان أديباً مفتوناً بالصحراء العربية، وبعد عام أمضاه في دمشق في دراسة اللغة العربية وإتقانها، انضمّ إلى قافلة حجاج متجهة إلى مكة المكرمة، وسافر برفقتها في خريف 1876، ووصل معها إلى المدينة، وثابر على زيارة أطلال وادي الحِجر، وسعى إلى وصفها بشكل دقيق، كما أنجز مجموعة من الرسوم التوثيقية لهذه الأطلال تُعتبر أوّل وأقدم «صُوَر» لهذا الموقع الأثري. من جهة أخرى، نقل داوتي مجموعة كبيرة من النقوش الكتابية، وأرسل الطبعات النافرة من طريق القنوات القنصلية إلى باريس، حيث أنجز العالم الفرنسي الفذّ إرنست رينان طباعتها، ثم درسها ونشرها في 1884، قبل صدور كتاب دوروثي في جزأين في عام 1888.
حاضرة نبطية

جرى مسح موقع وادي الحجر واستكشافه بشكل علمي في مطلع القرن العشرين، وقامت بهذه المهمة بعثة من «المركز الفرنسيّ لدراسة الكتاب المقدّس والآثار بالقدس»، قادها الكاهنان العالِمان أنطونان جوسين ورافائيل سافينياك. نُشرت الأبحاث الخاصة بموقع الحِجر بين 1909 و1914، وحوت مجموعة رائعة من الصور الفوتوغرافية الخاصة بهذا الموقع، إضافة إلى كشف مدقّق بكل ما جمعه العالمان الفرنسيان من كتابات منقوشة في نواحيه. تبيّن أن الحِجر هي نفسها «حيجرا»، المدينة التي ذكرها بطليموس في «كتاب الجغرافيا» في القرن الثاني، وهي المدينة التي ضُمّت إلى المملكة النبطية في منتصف القرن الأوّل قبل الميلاد، وبقيت كذلك حتى سقوط هذه المملكة في يد اليونان في سنة 106. وتبيّن أن قصور مدائن صالح هي في الواقع مقابر نبطيّة منحوتة بالصخر، كما تؤكد الكتابات المنقوشة الخاصة بهذه المقابر، وهي في الغالب نقوش تذكارية ترافق ما يقارب ثلث قبور الحِجر، محفورة في إطارات متفاوتة التزيين، منحوتة فوق الأبواب. وقد حافظت هذه المقابر على أسمائها المحلية بعدما اعتمدها تشارلز م. داوتي والبحّاثة الذين تابعوا عمله الاستكشافي، وباتت تُعرف بـ«جبل الأحمر»، «الديوان»، «السيق»، «قصر البنت»، «قصر الفريد»، و«قصر الصانع».
في عام 1978، عهدت وكالة المتاحف والآثار السعودية إلى المعهد الجغرافي الوطني الفرنسي مهمة إعداد خريطة علمية خاصة بموقع وادي الحجر، وتوثيق واجهات قبوره وترقيمها، فأتمّ المعهد هذه المهمة، وفُتح الباب الواسع منذ ذلك التاريخ، أمام حركة الأبحاث المتواصلة في الموقع. ذاع صيت وادي الحجر في الأوساط العلمية، غير أن شهرة الموقع ظلّت حكراً على هذا العالم، بخلاف مدينة البتراء النبطية التي تحوّلت إلى أشهر موقع سياحي في الأردن. وتسعى السعودية اليوم إلى تسليط الضوء على هذا الموقع الأثري ليحتلّ الموقع الذي يستحقّه في هذا الميدان.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

نجوم «تيك توك» المحظور في الهند يستصعبون إعادة بناء شهرتهم على المنصات الأخرى

تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 27 أبريل 2024 مصمم الرقصات ساهيل كومار الذي اشتهر سابقاً على «تيك توك» بعرض رقصات شعبية خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 27 أبريل 2024 مصمم الرقصات ساهيل كومار الذي اشتهر سابقاً على «تيك توك» بعرض رقصات شعبية خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)
TT

نجوم «تيك توك» المحظور في الهند يستصعبون إعادة بناء شهرتهم على المنصات الأخرى

تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 27 أبريل 2024 مصمم الرقصات ساهيل كومار الذي اشتهر سابقاً على «تيك توك» بعرض رقصات شعبية خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 27 أبريل 2024 مصمم الرقصات ساهيل كومار الذي اشتهر سابقاً على «تيك توك» بعرض رقصات شعبية خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)

بعدما اكتسب الهندي ساهيل كومار، وهو مصمم رقص هاوٍ، شهرةً من خلال بث مقاطع فيديو له عبر «تيك توك»، يواجه صعوبات منذ حظر التطبيق الصيني في الهند، لمعاودة تحقيق نجاح عبر شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

واستفادت من حظر «تيك توك» في الهند منصات أميركية مثل «يوتيوب» و«إنستغرام» اللتين لجأ إليهما عدد كبير من محبي المنصة الصينية المحظورة لإعادة نشر محتوياهم.

وتعيّن على المستخدمين الذين حققوا شهرة معيّنة عبر «تيك توك»، البدء من الصفر في المواقع الأخرى.

ويؤكد كومار (30 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية في الاستوديو الخاص به في روهتاك الواقعة على بعد بضعة كيلومترات جنوب نيودلهي أنّ «تكوين جمهور على (إنستغرام) أو (يوتيوب) يستغرق سنوات».

ويقول مصمم الرقص الذي يتابع حسابه عبر «تيك توك» 1.5 مليون مستخدم: «من الصعب أن أعيد تحقيق نجاح، فأنا لا أجد التفاعل نفسه في أي منصة أخرى».

وكومار هو مهندس في الأساس، لكنّه ترك مهنته بعدما بدأ يكسب المال من خلال نشره عبر «تيك توك» مقاطع فيديو لرقصات مع مؤثرين ومشاهير هنود.

لكنّ مسيرته المهنية الجديدة انتهت في يونيو (حزيران) 2020 بمجرد اختفاء التطبيق الصيني من المشهد الهندي، بعدما حظرته الحكومة لاعتبارها أنه مسؤول عن أنشطة «تضر بسيادة الهند وسلامة أراضيها».

وقبل ذلك بأسبوعين، وقعت اشتباكات حدودية في الهيمالايا، كانت الأكثر دموية منذ نصف قرن بين الهند والصين؛ إذ أسفرت عن مقتل عشرين جندياً هندياً وأربعة جنود صينيين.

وأُعلنت حينها نهاية «تيك توك» في الهند، فنشر كومار آخر شريط فيديو له في المنصة يدعو فيه المستخدمين إلى متابعته عبر «يوتيوب» و«إنستغرام»، مضيفاً بعض العبارات الوطنية إلى كلامه. وقال «الهند أوّلاً».

«انهار كل شيء»

وبعد أربع سنوات، بات يتابعه في «إنستغرام» نحو 94 ألف متابع، في حين توقفت مسيرته كمصمم رقص. وقال: «لقد توقف العمل».

وتمكنت «تيك توك» سريعاً من تحقيق نجاح هائل في الهند. وتشير المنصة إلى أنّ عدد مستخدميها في هذه الدولة تخطّى 200 مليون شخص، أي فرد من كل سبعة.

ويقول المشارك في تأسيس وكالة «مونك انترتينمنت» التسويقية فيراج شيث إنّ «أي مؤثر أو شخصية شهيرة تبحث عن جمهور على الإنترنت، يتعيّن عليها استخدام (تيك توك)، سواء أحبّت ذلك أم لا».

ويضيف: «بمجرد الإعلان عن حظر (تيك توك)، انهار كل شيء بالنسبة إلى الجميع».

وحاول عدد كبير من الشركات المحلية الناشئة في مجال التكنولوجيا الاستفادة من حظر «تيك توك» عبر طرح تطبيقات من ابتكارها. لكنّ الشركتين الأميركيتين العملاقتين لا تزالان مهيمنتين في هذا المجال.

وفي السنة الأولى التي أعقبت الحظر، بُثّت يومياً نحو ستة ملايين مقاطع فيديو قصيرة «ريلز» عبر «إنستغرام».

وعلى سبيل المقارنة، نُشر عبر منصة «موج» Moj الهندية 2.5 مليون مقطع فيديو يومياً، بحسب وسائل إعلام محلية.

وتشير شركة «ستاتيستا» المتخصصة في جمع البيانات والإحصاءات من السوق، إلى أن أكثر من 362 مليون شخص في الهند يستخدمون «إنستغرام» بينما يبلغ 462 مليون شخص عدد مستخدمي «يوتيوب» الذي أطلق ميزة مقاطع الفيديو القصيرة لمنافسة «تيك توك»، في العام الذي حُظرت فيه المنصة الصينية بالهند.

وتوضح شركة «ريدسير ستراتيدجي كونسالتنتس» أنّ التطبيقات المحلية كانت تحظى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 بقاعدة مشتركة تضم أكثر من 250 مليون مستخدم.

وتقول رئيسة الاستشارات التسويقية في «إي واي إنديا» آميا سواروب «إنّ تطبيقي (يوتيوب) و(إنستغرام) هما المهيمنان دائماً في ما يخص مقاطع الفيديو القصيرة».

إلا أنّ محبي «تيك توك» لا يشعرون جميعهم بالارتياح عند استخدام «إنستغرام»؛ لأنّ هذه المنصة تركّز على الترويج الذاتي لا على إنشاء محتوى متخصص، بحسب فيراج شيث.

ويقول: «ليس من الضروري على المستخدم أن يظهر شخصيته في (تيك توك)».


جورج خباز لـ«الشرق الأوسط»: نهضة المسرح في لبنان لم تجعل منه صناعة

اختار عادل كرم ليشاركه تقديم «خيال صحرا» (صور جورج خباز)
اختار عادل كرم ليشاركه تقديم «خيال صحرا» (صور جورج خباز)
TT

جورج خباز لـ«الشرق الأوسط»: نهضة المسرح في لبنان لم تجعل منه صناعة

اختار عادل كرم ليشاركه تقديم «خيال صحرا» (صور جورج خباز)
اختار عادل كرم ليشاركه تقديم «خيال صحرا» (صور جورج خباز)

في عمل مسرحي مختلف بمشهديته، يستعدّ الفنان جورج خباز لتقديم «خيال صحرا». اختار الممثل عادل كرم ليشاركه هذه التجربة، فيؤلّفان معاً ثنائياً جديراً بمشاهدته. كرم صاحب تجارب درامية ومسرحية سابقة لا يزال يتذكّرها جمهوره. وخباز غني عن التعريف؛ مشواره مرصَّع بالنجاحات سينمائياً ودرامياً ومسرحياً.

الاثنان اشتهرا برسم الابتسامة على الوجوه، ومعاً تشاركا البطولة في فيلم «أصحاب ولا أعزّ». كما أطلّ كرم ضيفَ شرف في مسلسل «براندو الشرق»، من بطولة خباز وكتابته. التجربتان ولّدتا بينهما علاقة وثيقة، إضافة إلى الشعور بالإعجاب المتبادل.

يرفض خباز الإفصاح عن موضوع هذه المسرحية التي خصَّص لها شهر أغسطس (آب) المقبل بأكمله لعرضها على خشبة «كازينو لبنان». يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها من كتابتي وإخراجي، وإنتاج طارق كرم؛ شقيق عادل. كتبتها في وقت سابق بين زمن (كورونا) والتباعد المنزلي، وكذلك بين انفجار مرفأ بيروت والأزمة الاقتصادية اللبنانية. يومها، تفرّغتُ للكتابة كلياً قبل الانشغال بتمثيل أعمال درامية وسينمائية. هذا العمل المسرحي لا يشبه ما سبق، ويستطيع مُشاهده ربطه بأسلوبي تلقائياً».

في فيلم «يونان» يؤدّي دور رجل يفكر بالانتحار (صور جورج خباز)

لماذا اختار عادل كرم ليتشاركا تقديم المسرحية وحدهما على الخشبة؟ يردّ: «وجدتُ أنه الأنسب للقصة، وتناقشنا في ذلك، فهو يملك قدرات تمثيلية هائلة ويعجبني تمثيله. نُجري التمارين اللازمة للمسرحية حالياً، وأكتفي بالقول إنها تدور في زمن السبعينات».

يضيف خباز: «سبق لعادل كرم أن قدّم أعمالاً مسرحية جميلة، و(اسكتشات) تصبّ في فئة (الشانسونييه) تقريباً. لكنه لم يقدّم عملاً مسرحياً يطمح إليه. لذلك فصّلتُ الشخصية التي سيلعبها على قياسه تماماً لتناسب قدراته. المُشاهد سيلمس أنه يلبس الدور بإتقان».

المقاطع الموسيقية التي تتخلّل المسرحية من تأليف خباز وتوزيع لوقا صقر؛ كما سُجِّلت المقدّمة الموسيقية في رومانيا.

مدّة المسرحية نحو 90 دقيقة، وهي من نوع الكوميديا الداكنة. ترتكز على قاعدة درامية بامتياز، لكنها تحمل معالجة بالكوميديا الساخرة: «إنها عيّنة عن كل الأزمنة التي مررنا بها نحن اللبنانيين، ويمكن إسقاطها على حالة أي بلد آخر، فالقصة لا تقتصر على لبنان».

ينتظر جمهور جورج خباز عودته إلى الخشبة. فسبق أن صرّح بأنه يتريّث في هذا الموضوع من منطلق إيجاد حلّ لأسعار بطاقات الدخول. عدم استقرار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار أخَّره عن هذه العودة. فمسرحه يُعرَف باستقطابه اللبنانيين من جميع الفئات الاجتماعية. ولم يرغب في أن يصبح مقتصراً على طبقة دون غيرها، وقد حاول طوال الوقت ابتعاده عن الخشبة الانشغال بأعمال درامية وسينمائية. ولكن هذه العودة التي انتظرها محبّوه الذين اعتادوا متابعته على مسرحه «شاتو تريانو»، جاءت من مكان آخر، فلماذا؟ يجيب: «المسرحية تفرض بواقعها وشخصيتيها خشبة مثل تلك في (كازينو لبنان). ورغم أنني أفضّل العرض المسرحي الطويل الأمد، ستُقدَّم (خيال صحرا) لشهر واحد فقط، لنقوم بعده بجولة خارجية».

يرى أنّ النهضة المسرحية لم تُحقّق صناعتها بعد (صور جورج خباز)

وفي هذا الوقت، تجري ورشة إعادة تأهيل مسرح جورج خباز؛ «شاتو تريانو»: «إنه مهجور منذ نحو 4 سنوات ويحتاج إليها ليتألق من جديد. سأعود إلى خشبتي الأحب إلى قلبي، وإلى مسرحي. ولكن (خيال صحرا) تختلف بمشهديتها وخطوطها عما قدّمتُه من قبل. فلا تجوز المقاربة بينها وبين غيرها، لكنها في الوقت عينه تحمل نقلة نوعية إذا ما حاولنا المقارنة بينها وبين سابقاتها».

يبحث جورج خباز في مسرحيته الجديدة عن الأسباب: «لم أعالج مشكلة ولم أبحث عن حلول، بل رحتُ إلى أبعد من ذلك، وحاولتُ الانطلاق من البداية لأستكشف نقطة التحوُّل».

يُعلّق على الحركة المسرحية التي يشهدها لبنان: «أعمال جميلة تُقدَّم تستحق المشاهدة. ولكن أعتقد أنّ هذه النهضة لم توصلنا بعد إلى الصناعة المسرحية. فالمسرح لم يصبح مصدر رزق للممثل يمكنه الاتكال عليه».

ينشغل خباز حالياً بكتابة مسلسل رومانسي كوميدي من 10 حلقات. ومن ناحية ثانية، ينتظر عرض فيلم «يونان» العالمي، وفيه يقف إلى جانب الممثلتين الألمانية أنّا شيغولا، والتركية سيبيل كيكيلي المعروفة بدورها في المسلسل الشهير «لعبة العروش»، بمشاركة الفنان السوري باسم ياخور. تدور الأحداث حول كاتب عربي في ألمانيا يسافر إلى جزيرة نائية للانتحار يؤدّي دوره خباز، فيلتقي بامرأة عجوز، تُحيي فيه الرغبة بالحياة. وهو من إخراج الكاتب أمير فخر الدين، وإنتاج مشترك ألماني - فرنسي - إيطالي.


المناظر الخضراء تدفع الناس لخيارات غذائية أكثر صحة

النظر إلى الطبيعة يدفع الناس لتناول غذاء صحي (رويترز)
النظر إلى الطبيعة يدفع الناس لتناول غذاء صحي (رويترز)
TT

المناظر الخضراء تدفع الناس لخيارات غذائية أكثر صحة

النظر إلى الطبيعة يدفع الناس لتناول غذاء صحي (رويترز)
النظر إلى الطبيعة يدفع الناس لتناول غذاء صحي (رويترز)

أفادت دراسة فرنسية، بأن التعرض للمناظر الخضراء في البيئات الطبيعية مثل الحدائق، يدفع الناس لخيارات غذائية أكثر صحة.

وأوضح الباحثون، أن قضاء وقت في بيئة طبيعية مثل المشي في الحديقة أو مجرد النظر إلى المساحات الخضراء من النافذة، يمكن أن يجعل الناس يميلون إلى تناول الأطعمة الصحية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «كوميونيكيشن سيكولوجي». وعادة ما تستحضر المناظر الطبيعية مشاعر إيجابية وشعوراً بالرفاهية لدى معظم الأفراد.

وخلال الدراسة، تم تعيين المشاركين بشكل عشوائي للمشي لمدة 20 دقيقة إما عبر حديقة أو شوارع مزدحمة في باريس. وبعد ذلك، تم تقديم تشكيلة متنوعة من الأطعمة لجميع المشاركين تحتوي على مزيج من الوجبات الخفيفة الصحية والأقل صحة.

وبينما تناول المشاركون في كلتا المجموعتين كميات طعام متساوية تقريباً، أظهر أولئك الذين مشوا في الحديقة تفضيلاً واضحاً للخيارات الصحية، وكانت 70 في المائة من اختياراتهم عبارة عن وجبات خفيفة صحية، مقارنة بـ39 في المائة فقط لمشاة المدينة.

وفي تجربة أكثر تحكماً، وُضع المشاركون في غرف فندق، تنوعت إطلالاتها، إما على مساحات خضراء أو على شارع المدينة، أو على جدار فارغ مع ستائر مغلقة.

وطُلب من المشاركين اختيار وجبة غدائهم من قائمة خدمة الغرف، التي تضمنت أطباقاً رئيسية صحية وأخرى غير صحية، بالإضافة إلى المشروبات والحلويات.

وعكست النتائج ما أظهرته التجربة السابقة؛ فقد اختار الأفراد الذين لديهم إطلالات على المساحات الخضراء خيارات غذائية صحية، في حين مال الأشخاص من ذوي الإطلالات الحضرية والمحجوبة نحو خيارات أقل صحة.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة السوربون في فرنسا، الدكتور بيير شاندون: «هذه النتائج تُعد فرصة لتعزيز عادات الأكل الصحية؛ إذ يمكن للمدارس والشركات والمنظمات الأخرى الاستفادة من استخدام صور المناظر الطبيعية والمساحات الخضراء في الكافيتريات لتشجيع الطلاب والموظفين على اتباع خيارات غذائية صحية، كما يمكن لمسوقي المواد الغذائية استغلال الإشارات البصرية الطبيعية للترويج لمنتجاتهم الصحية أو الطبيعية».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «الأمر الأهم هو أن هذا البحث يُذكرنا بالدور الحاسم للتخطيط الحضري. ومع التوقعات التي تشير إلى أن ثلثي سكان العالم سيعيشون في المدن بحلول عام 2050، يبرز الاهتمام بإدراج المساحات الخضراء في المناطق الحضرية كأمر بالغ الأهمية لمستقبل أكثر صحة واستدامة».


فيلم «آخر سهرة في طريق ر»... مُغنون منسيون تحتضنهم مدينة جدة

الفنان عبد الله البراق يقدم دور البطل نجم البحري (الشرق الأوسط)
الفنان عبد الله البراق يقدم دور البطل نجم البحري (الشرق الأوسط)
TT

فيلم «آخر سهرة في طريق ر»... مُغنون منسيون تحتضنهم مدينة جدة

الفنان عبد الله البراق يقدم دور البطل نجم البحري (الشرق الأوسط)
الفنان عبد الله البراق يقدم دور البطل نجم البحري (الشرق الأوسط)

المتتبع لأفلام المخرج السعودي محمود صباغ يلمح التصاقه الشديد بمدينة جدة واهتمامه بقصص المهمشين الذين يُقدمهم في أفلامه، بداية من «بركة يقابل بركة» عام 2016، ثم «عمرة والعرس الثاني» عام 2018، وأخيراً فيلمه الجديد «آخر سهرة في طريق ر»، الذي يأتي من كتابته وإخراجه، وينطلق عرضه الأول في حفل خاص بجدة الأربعاء، على أن يصدر في جميع صالات السينما السعودية يوم 9 مايو (أيار).

يتحدث صباغ لـ«الشرق الأوسط» عن الفيلم الذي يمزج بين الدراما والكوميديا السوداء، ويتناول التحولات الأخيرة والانفتاح الاجتماعي، مبيناً أنه يكمل من خلاله ثيمة المهمشين التي بدأها في فيلميه السابقين، ممن هم ليسوا أبطالاً على أرض الواقع، مع وجود المدينة دائماً في قلب الحكاية، وهي مدينة جدة في هذه الحالة، حيث عَدّ «آخر سهرة في طريق ر» هو الامتداد لتجاربه السابقة.

ويتابع بالقول: «في هذا الفيلم هناك 3 محاور جديدة ترقى لثيمات سينمائية خالصة، أولها ثيمة الرحلة والليلة الطويلة، وما تنطوي عليه من إيقاع سريع وعبثي، تليها ثيمة القلق الوجودي للأبطال المحركين للقصة، والثالثة هي ثيمة الهوس وكيفية التعامل مع مشاعر الرفض»، مشيراً إلى أن بطل القصة «نجم البحري»، هو إنسان جاء من الهامش، فيما والدته كانت أشهر مغنية أعراس بجدة في زمن مضى، وخفتت الأضواء عن فرقته بفعل متغيرات العصر الجديد، ومن هنا يتعامل البطل مع أكثر من نوع من الرفض خلال الفيلم، في ظل انحسار العالم الذي كان يألفه.

تضمن الفيلم أكثر من 8 أغنيات معظمها من الفولكلور (الشرق الأوسط)

 

الفيلم الذي يغوص في عوالم الفرق الغنائية، ومن بطولة الممثل عبد الله البراق، تم تصوير أغلب مشاهده بمدينة جدة، ثم انتقل إلى شرق الرياض لتصوير بعض المشاهد الأخرى، في رحلة تصوير امتدت بين 6 نوفمبر (تشرين الثاني) و20 ديسمبر (كانون الأول) 2022 اعتمد فيها المخرج على تصوير العديد من مشاهد الفيلم في مواقع مختلفة من مدينة جدة، مثل باب مكة والبلد (جدة التاريخية) والكورنيش.

 

عوالم الفرق الشعبية

تدور أحداث الفيلم بالكامل في ليلة واحدة مجنونة مليئة بالأحداث والمفارقات والاضطرابات، مع نَجم البحري متعهد السهرات المخضرم، الذي يجوب بفرقته ليل جدة وعوالمها النخبوية والسفلية بمختلف أنماطها وبؤر التقائها، بحثاً مع فرقته عن المال والمغامرة وإبقاء أهميتهم وسط التحوّلات التي تهدد مكانتهم بوصفهم فرقة على الطراز القديم.

وبسؤال المخرج محمود صباغ عن كثافة الموروث الغنائي الذي ظهر في الفيلم، يقول: «في هذا الفيلم، وجدنا أنفسنا نوجّه تحية للموروث الموسيقي والسمعي العريق في الجزيرة العربية وفي السعودية»، لافتاً إلى أن عمله باحثاً في هذا المجال وتقاطعه بصفته صانع أفلام مع هذه العوالم، تزامنا مع الغوص والعيش مع كثير من متعهدي السهرات وفرق الطرب الموجودة فعلياً بجدة، للخروج بهذه المقاربة السينمائية، وبخاصة أن بطل الفيلم يعيش وهماً يتمحور حول كونه وريث هذا الفن، فهل سيُخلص الوريث لما صنعه الأسلاف؟ هذا ما تظهره أحداث الفيلم.

مروة سالم في تجربتها السينمائية الأولى (الشرق الأوسط)

 

وقام صباغ ببناء وحدة للبحث والتدقيق في الأغاني التي تغنيها الفرق الشعبية في مختلف المناسبات، سواء كانت أفراحاً وحفلات خاصة أو سهرات أو حتى احتفالات عائلية وغيرها. كما استعان بمجموعة من الباحثين والمهتمين بتأصيل وتأريخ الشعر الغنائي العربي للوصول إلى أصل بعض تلك الأغاني وأصحاب الحقوق لكل منها، حيث تضمن الفيلم أكثر من 8 أغنيات من بينها 6 أغنيات فولكلور من التراث مثل الأغنية التي يُفتتح بها الفيلم «انعشوني لا أطيح وأنا على الله» وأغنية «الخاتم أحمر يماني» أو أغنية «يا أهل الهوى اسمعوا شكوتي»، كما تمت إعادة تسجيل وتوزيع كل الأغاني التراثية المستخدمة في الفيلم بصوت الفنانة مروة سالم ومن المنتظر طرحها في ألبوم غنائي خلال عرض الفيلم.

 

وجوه سينمائية جديدة

في الفيلم تظهر الفنانة مروة سالم في دور المغنية الشابة المضطربة، حيث قدمت دورها بتلقائية وإحساس كبير، وبسؤال صباغ عن ذلك يقول: «مروة مثلّت معي في عام 2012 مسلسل (كاش)، فهي لديها تجربة تمثيلية سابقة إلا أن ظهورها بالفيلم يمثل إعادة اكتشاف لها، بوصفها وجهاً سينمائياً جديداً».

وأكد صباغ حرصه في جميع أفلامه على تقديم وجوه جديدة وغير متوقعة. كما استعان بمجموعة من الأسماء التي رافقته في مسيرته المهنية وانطلقت على يديه مثل سامي حنفي، إلى جانب أمل الحربي والشيماء الطيب اللتين كان لهما دور خاص في أحداث الفيلم. وتضمن الفيلم أسماءً شرفية، مثل ظهور المخرج الكبير خيري بشارة في دور مدير لاونج إيطالي يتحدث بلهجة مستعربة، ويصف صباغ هذا الظهور بالقول: «هو شرف عزيز على قلبي».

مشهد للفنانة الشيماء طيب في الفيلم (الشرق الأوسط)

 

شخصيات مضطربة

وتحمل شخصيات الفيلم الكثير من التعقيدات والمشاعر المضطربة، بداية من بطل الفيلم نجم البحري (الممثل عبد الله البراق) الذي يُلقب نفسه بـ«أبو معجب»، والذي يمتلك ماضياً فنياً مزدهراً؛ كونه ابن كاكا القمر، أشهر مغنيات الأفراح والبيوت في مدينة جدة خلال فترة التسعينات وبداية الألفية، ولديه باص قديم هو مقرّه ومقر الفرقة المتحرك «نجم للصوتيات».

مروراً ببطلة الفيلم كولا سالمين (مروة سالم)، وهي شابة حسناء في منتصف الثلاثين، وصولية وتعشق المال، حيث جاءت من خلفية شعبية بوصفها تلميذة عرابة الطرب الشعبي الراحلة «كاكا القمر»، وتمتهن التلاعب النفسي ومتمرسة على السرقة وخفة اليد، وتطمح للشهرة بأي طريقة كانت. يرافقها مهندس الصوت سيلفر (سامي حنفي)، وهو رجل ستيني وخبير تقنيات بارع، إلى جانب طرفي العواد (رضوان جفري) وهو شاب ضرير يجيد عزف العود.

ظهور شرفي للمخرج خيري بشارة في الفيلم (الشرق الأوسط)

 

تحديات العمل

وبسؤال صباغ عن التحديات التي واجهت الفيلم، يقول: «المنتج الشاطر يستطيع خلق الحلول... ومقارنة بما بدأناه في صيف 2015 حين أنتجت فيلم (بركة يقابل بركة)، فنحن اليوم نعيش في ربيع ثقافي وفني غير مسبوق، ونقلة تاريخية كبيرة». ويتابع: «كانت هناك بعض التحديات الرقابية؛ نظراً لضروريات القصة درامياً، ولعلي أشيد هنا بالدور الإيجابي والحوارات العميقة والمطولة التي حصلت بيننا وبين المسؤولين وأصحاب القرار للوصول إلى صيغة مرضية وتلبي المعايير العالمية».

تجدر الإشارة إلى أن فيلم «آخر سهرة في طريق ر» من إنتاج الحوش برودكشونز، التي أسسها صباغ، بوصفها أول شركة سعودية متخصصة في مجال إنتاج الأفلام الطويلة منذ 2016. وشاركت الحوش برودكشونز في الإنتاج، شركة ناين بروجيكتس برودكشون، وتوزعه في صالات السينما السعودية شركة فرونت رو آرابيا، فيما تملك حقوق توزيعه للديجتال في العالم العربي شبكة «راديو وتلفزيون العرب art».

 


«أفلامنا»... مشروع لبنانيٌّ طَموح ينمو ويحلُم

«أفلامنا» يجيب عن سؤال: «ماذا أشاهد؟» (صورة سامر زعرور)
«أفلامنا» يجيب عن سؤال: «ماذا أشاهد؟» (صورة سامر زعرور)
TT

«أفلامنا»... مشروع لبنانيٌّ طَموح ينمو ويحلُم

«أفلامنا» يجيب عن سؤال: «ماذا أشاهد؟» (صورة سامر زعرور)
«أفلامنا» يجيب عن سؤال: «ماذا أشاهد؟» (صورة سامر زعرور)

يأتي مشروع «أفلامنا» من نقص المعلومات المتعلّقة بالمسلسلات والأفلام العربية عبر الإنترنت. في لبنان، شابٌ طموح يُقدّم الحلّ. شكَّل يناير (كانون الثاني) الماضي بداية المشوار، حين انطلق موقع «أفلامنا» وراح ينمو خطوة خطوة. يقول مؤسّسه ومديره التنفيذي سامر زعرور لـ«الشرق الأوسط» إنه يتطلّع إلى البعيد ويُخطّط لتعويض هذا النقص. يريد من موقعه التحوُّل مَرجعاً للمُشاهد العربي للإبقاء على اطّلاع على آخر الإصدارات، والتعرُّف إلى فريق عمل مسلسله أو فيلمه المنتَظر.

يعلم أنّ المشروع لا يزال في مراحله الأولى، وينظر إلى ما هو أبعد من البدايات. يلمح أمامه ما يسعى إلى تحقيقه وما يخطّط لبلوغه في المستقبل. هذا جهدٌ لبناني يُشعله العناد. لا يهمّ بالنسبة إلى زعرور أنّ الواقع يشتدّ قساوة. والجبهات هنا وهناك. والخوف مريع من المجهول... يهمّه الحلم. يتطلّع إلى «أفلامنا»، فيراه يكبُر مثل طفل يضفي بهجة إلى جدوى حياته. يمنحه الوقت والإمكانات، ويأتي بمواهب لبنانية تنقله من الولادة إلى النضج.

تستوقفه نهضة الإنتاجات العربية من دون أن يجد المهتمّ بها موقعاً يزوّده بمعلومات دقيقة عن كل ما يحتاج إلى معرفته: «نبدأ من المحتوى العربي، لنضيف العالمي في مرحلة مقبلة. السوق في حالة نموّ، والإنتاجات تتّخذ مسارها التصاعدي. هنا تبرز ضرورة المشروع. نضع زائر الموقع أمام كل ما يتعلّق بمسلسله المفضّل، ونقدّم له المعلومة الخاصة».

سامر زعرور يُطلق مشروعاً طَموحاً (حسابه الشخصي)

«أفلامنا» وجهة الباحثين عن أسماء طاقم العمل وقنوات العرض وخلاصة القصة. تُدقّق الشابة اللبنانية ساندرا زيناتي في المعلومة من مصدرها، وتُحاور مخرجين في ما سيُقدَّم وينتظر الناس. هي واحدة من فريق تُحرّكه مواهب لبنانية تسعى إلى نموّ الموقع وتصدُّره الاهتمامات. نسأل سامر زعرور عن أهمية المعلومة الصحيحة في زمن الاستسهال. الإنترنت مستهتر غالباً، يمتهن الاستنساخ ويفوته جهد السعي إلى الدقّة. «أفلامنا» يتابع المنصّات، ومنها يستمدّ معلوماته. يكبُر، وتتّسع دائرة علاقاته. يصبح مألوفاً عند صنّاع هذه المسلسلات والأفلام، فيجد كثيرين يتعاونون مع الفريق لولادة محتوى موثوق به. لا تتردّد ساندرا زيناتي بتكثيف الاتصالات للحصول على المادة الخاصة وما يجعل التصفُّح بعيداً عن السطح.

زائر الموقع ليس متلقّياً فقط، بل مؤثّر. بإمكانه الكتابة عمّا أحبَّ وعمّا لم يرقه. في التعليقات، يمارس دوره النقدي ويُشارك رأيه.

مؤسِّس «أفلامنا» اللبناني سامر زعرور

يتحدّث زعرور عن «مكان واحد» يجيب عن سؤال، «ماذا أشاهد؟». لا يُخفي أنّ الفكرة مستوحاة من مواقع عالمية مثل «IMDB»، حيث يطّلع المتصفِّح على آخر الإصدارات ويُعلّق بالرأي والتقييم: «المجال مُتاح للتفاعل. زائر الموقع ليس متلقّياً فقط، بل مؤثّر. بإمكانه الكتابة عمّا أحبَّ وعمّا لم يرقه. في التعليقات، يمارس دوره النقدي ويُشارك رأيه».

يصف فريق «أفلامنا» بالمحترفين الساعين إلى أفضل نسخة عنه. شباب لبنانيون يوظّفون الجهد والطاقة لفكرة آمنوا بها ويشاءون لها التميُّز. الموقع مجاني، والعمل جارٍ على إطلاق تطبيق هاتفيّ منه في مرحلة مقبلة. الهمُّ الآن النموّ والتوسُّع، فلا يزوره المتصفِّح لمرة واحدة فقط. ثمة هدف أعلى هو إرضاء الزائر والإجابة عن جميع أسئلته. هكذا يعود مرات، ويصبح جزءاً من مراكمة التفاعل.

اهتمام الجمهور بالترفيه يُسهِّل على زعرور والفريق مَهمّة تحقيق النتائج. فالتسويق أسهل. يقول إنّ الأمر لصعُب لو أنّ المادة طبّية مثلاً، فذلك يتطلَّب مجهوداً أكبر. اهتمام الموقع بالمسلسلات والأفلام العربية يجعله رفيقاً لمُفضّلي هذا الصنف. والتمويل؟ يجيب أنه «شخصي حتى الآن، ولا بدّ من تكثيف العمل لجذب المتموِّل وجَعل الآفاق تتّسع على الدوام».

كل أسبوع، يدعو زعرور رئيسة التحرير والمسؤولة عن المحتوى ساندرا زيناتي، مع المسؤول عن تحسين محرّكات البحث أنطوني زيدان، والمطوِّر التكنولوجي راي سمعان، إلى اجتماع لتقييم ما تقدَّم والتخطيط لما سيأتي. يهتمّ الأربعة بإدخال الذكاء الاصطناعي شريكاً في اللعبة، فيُسهّل تسجيل الأهداف وجذب مزيد من المُشجّعين. فهذا الذكاء يُشعِّب البحث ويحيط المتصفِّح بمعلومات إضافية. لا مفرّ من لمسات الـ«AI» على وجبات تقدّمها جميع الموائد. في «أفلامنا»، هو في صُلب معادلة النجاح.

المشروع أمام خطوات أولى واثقة. الدرب أحياناً شاق، والأهداف يبلغها متحمّلو هذا الشقاء. سامر زعرور وفريقه يجتهدون ليحلو الوصول.


بعد جولة في الولايات المتحدة... العثور على قطة داخل طرد لـ«أمازون» (فيديو)

القطة «غالينا» التي وجدت في أحد طرود شركة «أمازون» (وسائل إعلام محلية)
القطة «غالينا» التي وجدت في أحد طرود شركة «أمازون» (وسائل إعلام محلية)
TT

بعد جولة في الولايات المتحدة... العثور على قطة داخل طرد لـ«أمازون» (فيديو)

القطة «غالينا» التي وجدت في أحد طرود شركة «أمازون» (وسائل إعلام محلية)
القطة «غالينا» التي وجدت في أحد طرود شركة «أمازون» (وسائل إعلام محلية)

تُصادف براندي هانتر ضمن إطار عملها في شركة «أمازون» للتجارة الإلكترونية في لوس أنجليس، كل أنواع الأشياء الموَضّبة في الطرود تمرّ أمامها كل يوم، لكنها لم تتوقع يوماً أن تصادف قطة صغيرة جائعة داخل صندوق بعد رحلة طويلة.

وما كان من براندي هانتر، عندما عثرت على القطة التي اكتشفت لاحقاً أن اسمها غالينا، إلّا أن أخذتها إلى الطبيب البيطري، فتبيّن لها أن صحتها جيدة رغم العطش والجوع بعدما أمضت أسبوعاً تتنقل في مختلف أنحاء الولايات المتحدة خلال عمليات التسليم.

ونقل بيان لشركة «أمازون» عن براندي هانتر قولها: «شعرت بأنها لشخص ما من خلال الطريقة التي تصرفت بها»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضافت: «أخَذْتُها معي إلى منزلي في الليلة نفسها، ثم قصدتُ الطبيب البيطري في اليوم التالي لمعرفة ما إذا كانت لديها شريحة إلكترونية صغيرة، أم لا».

وبفضل الشريحة التي كانت القطة مجهّزة بها، أمكنَ التواصل سريعاً مع أصحابها الذين كانوا قلقين وراحوا يبحثون عنها في مختلف أنحاء المنطقة التي يسكنونها في ولاية يوتا بغرب الولايات المتحدة، منذ اختفائها في منتصف أبريل (نيسان) الحالي.

وقالت صاحبة القطة كاري كلارك لمحطة «كيه إس إل تي في» التلفزيونية المحلية: «ركضت لأخبر زوجي بالعثور على غالينا وانهَرنا عندما أدركنا أنها قفزت إلى داخل صندوق ضخم أرسلناه».

وما لبثت كاري كلارك وزوجها أن توجها فوراً إلى لوس أنجليس، حيث وجدا غالينا سالمة ومعافاة.


ماذا لو أصيب طيّار أميركي باختلال التوازن العاطفي؟

المهنة المُرهِقة (شاترستوك)
المهنة المُرهِقة (شاترستوك)
TT

ماذا لو أصيب طيّار أميركي باختلال التوازن العاطفي؟

المهنة المُرهِقة (شاترستوك)
المهنة المُرهِقة (شاترستوك)

بطبيعة عمله، يرى الكابتن روبرت غريفز أشخاصاً غرباء يومياً. إنه يعمل طيّاراً لدى شركة «ساوث ويست» التي تتّخذ من مدينة دالاس في ولاية تكساس الأميركية مقرّها. عادة ما لا تكون ثمة علاقة عميقة تربط بينه وبين الأشخاص الذين يعمل معهم، أو هؤلاء الذين يلتقي بهم. ورغم أنه يرى عدداً قليلاً منهم بصورة دائمة، فقد يستغرق الأمر أشهراً حتى يتعرّف على مساعد الطيار، أو المضيفات على الطائرة التي يقودها.

ووفق ما ورد في تقرير لصحيفة «دالاس مورنينغ نيوز» الأميركية ونقلته «وكالة الأنباء الألمانية»؛ يرى أن وظيفته تتّسم بالشعور بالغربة، وأحياناً تبعث على العزلة أيضاً.

يقول غريفز (64 عاماً) الذي يعيش في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي: «من المفترض أن يكون الطيّارون مواطنين أقوياء، ومتوازنين، ومستقرّين عاطفياً».

وذكرت الصحيفة الأميركية أنّ الطيّارين يحتاجون إلى الحفاظ على صحتهم العقلية والجسدية من أجل الطيران، والحصول على شهادة طبّية من «إدارة الطيران الفيدرالية»، ويخضعون لفحص طبّي لدى طبيب متخصّص في طبّ الطيران، خلال فترة تتراوح مدّتها بين 6 أشهر إلى 5 أعوام، بناء على أعمارهم، ونوع الطيران الذي يمارسونه.

ويوضح غريفز أنه لهذا السبب، قد لا يتحدّث كثير من الطيّارين عما يشعرون به، مشيراً إلى أنه لا يعاني مرضاً عقلياً، لكنه يدرك جيداً ما يمكن أن تُسبّبه له وظيفته.

من جهتها، تعلّق بيني ليفين، وهي طبيبة نفسية إكلينيكية، ومدرّبة طيران معتَمدة: «من الصعب التعامل مع الطيّارين كمرضى، خصوصاً في حال الاعتراف بتلك المخاوف بشكل علني. إذا حدث ذلك، فسيؤدي إلى مأزق مزدوج... فتلقّي العلاج يعني عدم قيادة طائرة بعد الآن».

ولا تزال قضايا الصحة العقلية تشكّل تحدّياً وجدلاً مستمرين لدى شركات الطيران الأميركية. ففي العام الماضي، اتُّهم طيار خارج الخدمة بمحاولة إسقاط طائرة تابعة لشركة «ألاسكا إيرلاينز»، ثم أخبر المحقّقين الفيدراليين بأنه تعاطى الفطر المخدِّر، وكان يعاني من الاكتئاب، والانهيار العقلي.

وذكر تقرير «دالاس مورنينغ نيوز» أنّ عمّال الخطوط الجوّية يعملون في ظلّ بيئات مرهِقة، ونقص في أعداد الطيّارين، ومستويات تاريخية للطلب على رحلات السفر.

في سياق متصل، يقول رئيس إحدى البلديات في شمال غربي ألمانيا إنّ تاريخ 24 مارس (آذار) 2015 هو «أحلك يوم» في حياته، حيث إنه شهد سقوط طائرة ألمانية في جبال الألب الفرنسية، ومقتل 150 شخصاً. وحُدِّد في وقت لاحق السبب، وهو أنّ الطيّار كان يعاني مرضاً عقلياً شديداً، ولم يُخبر الشركة التي كان يعمل لديها.

وأظهرت دراسة أجريت في عام 2022 أنّ 56.1 في المائة من الطيّارين قالوا إنهم تجنّبوا طلب العلاج الطبّي، أو النفسي، أو الإبلاغ عن معاناتهم من مشكلات صحّية، خوفاً من سحب شهادة اعتمادهم للطيران.


بتفاصيل غير مسبوقة... «جيمس ويب» يلتقط صوراً لسديم رأس الحصان

صور لسديم رأس الحصان الشهير كما أظهرها تليسكوب «جيمس ويب» (ناسا - أ.ب)
صور لسديم رأس الحصان الشهير كما أظهرها تليسكوب «جيمس ويب» (ناسا - أ.ب)
TT

بتفاصيل غير مسبوقة... «جيمس ويب» يلتقط صوراً لسديم رأس الحصان

صور لسديم رأس الحصان الشهير كما أظهرها تليسكوب «جيمس ويب» (ناسا - أ.ب)
صور لسديم رأس الحصان الشهير كما أظهرها تليسكوب «جيمس ويب» (ناسا - أ.ب)

التقط التلسكوب الفضائي ذات القدرات الكبيرة «جيمس ويب» صوراً هي الأكثر تفصيلاً حتى اليوم لسديم رأس الحصان، أحد أكثر الأجسام الكونية شهرة، وفق ما أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) (الاثنين).

وتُظهر هذه الصور الجزء العلوي من «عرف» الحصان، وتكشف للمرة الأولى الهياكل الأصغر التي تشكل حافة السديم، وهو سحابة عملاقة من الغاز والغبار.

ويبدو السديم الذي يقع في كوكبة أوريون القريبة شبيهاً بشكل رأس حصان وعنقه.

صور لسديم رأس الحصان الشهير كما أظهرها تليسكوب «جيمس ويب» (ناسا - أ.ب)

ويشكّل التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» الذي يتمركز على مسافة 1.5 مليون كيلومتر من الأرض ويعمل بالأشعة تحت الحمراء تحفة تكنولوجية وهندسية، ويستطيع الكشف عن تفاصيل لا يمكن رؤيتها بواسطة التلسكوبات الأخرى.

وأوضح بيان «ناسا» أن الصور ونتائج الرصد التي أُعلنت (الاثنين) أتاحت لعلماء الفلك معطيات أفضل عن كيفية إصدار سحب الغبار هذا الضوء وحجبها إياه، وعن «الشكل المتعدد الأبعاد» للسديم.

ونشرت النتائج في مجلة «أسترونومي أند استروفيزيكس» العلمية، كما نشرتها ناسا عبر موقع «إكس».

وأبهر سديم رأس الحصان عشاق الفضاء منذ اكتشافه في أواخر القرن التاسع عشر.

وتبددت سحب الغاز التي كانت تحيط به، لكن بنيته بقيت حاضرة وظاهرة، لأنه مكون من مادة أكثر سمكاً.

ويتوقع العلماء أن يتفكك هو الآخر في غضون نحو خمسة ملايين سنة.


مطعم في الأردن للنساء فقط

للنساء فقط (وكالة أنباء العالم العربي)
للنساء فقط (وكالة أنباء العالم العربي)
TT

مطعم في الأردن للنساء فقط

للنساء فقط (وكالة أنباء العالم العربي)
للنساء فقط (وكالة أنباء العالم العربي)

في ركن هادئ داخل مطعم بشمال العاصمة الأردنية، استقرت الطالبة العمانية سها، ليس لتناول الطعام فحسب، وإنما لمراجعة دروسها أيضاً، فهي تتردّد على هذا المطعم باستمرار بعدما وجدت فيه ضالتها المنشودة، لأنه لا يفتح أبوابه إلا للنساء فقط.

تنقل عنها «وكالة أنباء العالم العربي» قولها إنّ توفير مكان للفتيات مكّنها من الدراسة خارج إطار المكتبة والقاعات الجامعية والمنزل، وتحوّل إلى ما يشبه الملاذ الآمن لتناول الطعام بعيداً عن المطاعم المختلطة، التي ترى أنها لا توفر الخصوصية والراحة.

لا تفضّل سها (27 عاماً) ارتياد المقاهي المختلطة حيث تشعر بتقيُّد حرّيتها: «إلى جانب لذّة الطعام والحلويات في هذا المطعم، يمكن للفتاة الجلوس كما تشاء، وتتناول طعامها بحرّية من دون الحرج من نظرات الآخرين».

ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة إلى أم إياد، الزبونة الدائمة مع بناتها لمطعم «ديليش»، لما يوفره من راحة وحرّية للنساء وأطفالهن. وقالت: «تستطيع السيدة هنا تناول وجبتها بأريحية واصطحاب أطفالها الرضَّع، على عكس المطاعم المختلطة التي لا تشعر فيها الأم براحة كبيرة».

وأضافت: «ضحكة طبيعية بصوت مرتفع، أو حركة عفوية غير مقصودة، قد تضع المرأة في موقف محرج، مما يجعل من فكرة المطاعم المخصَّصة للنساء فقط أمراً جيداً».

توق إلى الخصوصية (وكالة أنباء العالم العربي)

وعن الفكرة، قالت تسنيم صاحبة المطعم، إنها لاحظت رغبة لدى الفتيات خصوصاً الطالبات، في وجود مكان مخصَّص لهن، فاختارت شارع الجامعة الأردنية المكتظّ بالطالبات المغتربات لتنفيذ مشروعها لتوظّف طاقم عمل من النساء بالكامل.

ورأت أنّ الإقبال على المكان «لافت»، خصوصاً أنه يوفّر للطالبات والأمهات وقتاً خاصاً «بعيداً عن المقاهي المكتظّة وروائح الدخان والنرجيلة».

لكن بعيداً عن خصوصية المكان ومساحة الحرّية التي يمنحها للإناث، ثمة مَن يرى العكس، إذ أشارت آية العشرينية إلى أنّ متعة الخروج من المنزل تتمثّل في الوجود بين الناس والتعارف، لذلك تفضّل المطاعم المختلطة.

وقالت إنّ الباحثات عن الهدوء والخصوصية يمكن أن يجدن ذلك في المنزل، ويتناولن الطعام بعيداً عن الآخرين، أما قرار الخروج من البيت فيعني «الرغبة في الاندماج وليس الانعزال في أماكن مغلقة».


صلصة البيتزا ليست إيطالية... مؤرخ يكشف مفاجآت بشأن أصول أشهر الأطعمة

الإيطاليون اكتشفوا صلصة الطماطم الخاصة بالبيتزا فقط عندما هاجروا إلى أميركا (رويترز)
الإيطاليون اكتشفوا صلصة الطماطم الخاصة بالبيتزا فقط عندما هاجروا إلى أميركا (رويترز)
TT

صلصة البيتزا ليست إيطالية... مؤرخ يكشف مفاجآت بشأن أصول أشهر الأطعمة

الإيطاليون اكتشفوا صلصة الطماطم الخاصة بالبيتزا فقط عندما هاجروا إلى أميركا (رويترز)
الإيطاليون اكتشفوا صلصة الطماطم الخاصة بالبيتزا فقط عندما هاجروا إلى أميركا (رويترز)

أكد مؤرخ طعام إيطالي أن غالبية الأشخاص لديهم معلومات خاطئة بشأن أصول بعض الأطعمة الشهيرة، حيث يعتقد البعض أن صلصة البيتزا أصلها إيطالي، وأن الكرواسون أصله فرنسي، وهو ما نفاه المؤرخ تماماً.

ووفقا لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد ذكر المؤرخ ألبرتو غراندي في كتاب جديد بعنوان (La Cucina Italiana Non Esiste) أو «المطبخ الإيطالي غير موجود» بعض هذه الأطعمة التي يربطها الكثيرون بدول غير دولها الأصلية.

ومن أبرز هذه الأطعمة:

صلصة البيتزا

أكد غراندي أن الإيطاليين اكتشفوا صلصة الطماطم الخاصة بالبيتزا فقط عندما هاجروا إلى أميركا، الموطن الأصلي للطماطم، وذلك في القرن الـ19.

وقال غراندي: «البيتزا أصبحت حمراء في أميركا»، مضيفاً: «قبل ذلك، كانت مجرد عجينة عادية، يتم تزيينها أحياناً بقطع الطماطم».

الكرواسون

يعتقد غالبية الأشخاص أن الكرواسون فرنسي الأصل، وهو الأمر الذي ينفيه غراندي وخبراء آخرون.

ويقول الخبراء إن الكرواسون تم ابتكاره لأول مرة في فيينا منذ عدة قرون.

ويقول البعض إنه اخترع لأول مرة عام 1227، وتم تقديمه إلى الدوق ليوبولد السادس لتناوله في عيد الميلاد، وأنه انتشر فيما بعد في فرنسا بعد أن طلبت الملكة ماري أنطوانيت المولودة في فيينا من الخبازين الفرنسيين أن يصنعوه لها بعد أن افتقدت المعجنات النمساوية كثيراً.

ومن جهة أخرى أشار آخرون إلى أن هذه المعجنات المصنوعة على شكل هلال تحاكي الهلال الموجود على العلم التركي، وأنها صنعت احتفالاً بهزيمة الإمبراطورية العثمانية.

الكرواسون ليس فرنسي الأصل (رويترز)

التمبورا الياباني ودجاج الفيندالو الهندي

تعود أصول كلا الطبقين للبرتغال.

والتمبورا هو طبق يتكون من الخضروات، أو المأكولات البحرية التي تقلى بعد وضعها في خليط مميز من الدقيق، والبيض، وبعض التوابل.

ويقول الخبراء إن المبشرين الكاثوليك البرتغاليين جلبوا طريقة الطبخ على الطريقة الغربية المتمثلة في القلي العميق إلى اليابان في القرن السادس عشر.

أما كلمة فيندالو فهي مشتقة من الكلمة البرتغالية «فينها دي آلوس»، في إشارة إلى المكونين الرئيسيين للطبق، النبيذ والثوم. وكان هذان المكونان في الأصل وسيلة يستخدمها البحارة البرتغاليون للحفاظ على المكونات الطازجة، لكنهم قاموا بعد ذلك بتعديلها، وإضافة التوابل والفلفل لها عندما وصلوا إلى ولاية غوا الهندية لتشتهر في البلاد بعد ذلك.

الخبراء أكدوا أن التمبورا برتغالي الأصل (رويترز)

صلصة بيري بيري

تشتهر صلصة بيري بيري في البرتغال، إلا أن الخبراء يقولون إن أحد المكونات الرئيسية في هذه الصلصة ليس برتغالي الأصل.

وهذا المكون هو الفلفل الذي يعرف باسم «فلفل عين الطائر». فقد تم اكتشاف هذا الفلفل في أميركا في القرن الخامس عشر، وتم نقله إلى المستعمرات في أفريقيا لزراعته قبل بيعه إلى آسيا وأوروبا. ولم يشق هذا الفلفل طريقه إلى البرتغال حتى أواخر الستينات.