إعفاء رئيس نيابة «تفكيك نظام البشير» في السودان

تركيا تدعم «الاتفاق الإطاري»

جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 5 يناير (أ.ف.ب)
جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 5 يناير (أ.ف.ب)
TT

إعفاء رئيس نيابة «تفكيك نظام البشير» في السودان

جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 5 يناير (أ.ف.ب)
جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 5 يناير (أ.ف.ب)

بدأ النائب العام السوداني خليفة أحمد خليفة في إجراء عملية إحلال وإبدال واسعة في «نيابة تفكيك» نظام الرئيس المعزول عمر البشير، بإلغاء تكليف رئيسها ماهر السعيد، وكيل أعلى نيابة قطاع العاصمة الخرطوم، فيما أشارت مصادر إلى أن هذه الإجراءات ذات صلة وثيقة بالتطورات السياسية في البلاد عقب التوقيع على الاتفاق السياسي الإطاري بين قادة الجيش والقوى المدنية.
وأضافت المصادر النيابية لـ«الشرق الأوسط» أن المشاورات جارية لاختيار وكيل نيابة جديد لرئاسة نيابة التفكيك. وأوضحت المصادر أن النائب العام يملك جميع الصلاحيات في نقل وإعفاء تكليف وكلاء النيابة، مشيرة إلى أن تأسيس نيابة التفكيك تم بأمر، وحلها يحتاج إلى أمر جديد. وعملت نيابة إزالة التفكيك، برئاسة ماهر السعيد، على ملاحقة أعضاء لجنة تفكيك نظام البشير، ببلاغات سياسية «كيدية»، أبرزهم رئيس اللجنة المناوب محمد الفكي سليمان، والمقرر وجدي صالح، والقياديان باللجنة بابكر فيصل وطه عثمان.
وكان النائب العام المكلف خليفة أحمد خليفة أصدر، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أوامر لوكلاء النيابة العامة، بعدم فتح بلاغات في مواجهة أعضاء لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد المجمدة، إلا بعلمه. وأشارت المصادر إلى أن الإجراءات التي اتخذها النائب العام، بخصوص نيابة التفكيك تأتي تماشياً مع التغييرات السياسية في البلاد، تمهيداً لتشكيل اللجنة الجديدة لمواصلة عملية تصفية آثار النظام المعزول. وأوصى مؤتمر خريطة تجديد عملية تفكيك النظام المعزول، إحدى أبرز القضايا التي يجري النقاش حولها بين القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري لتضمينها في الاتفاق النهائي، بإعادة هيكلة النيابة العامة، والنظر في رؤساء النيابات العليا، والتدقيق في خلفيات وكفاءات الدرجات النيابية الدنيا.
في غضون ذلك، كسب تحالف المعارضة أعضاء جدداً، أعلنوا انضمامهم للاتفاق الإطاري الموقع مع الجيش في ديسمبر الماضي، وهو ما اعتبره تعزيزاً لتحالف «الحرية والتغيير»، وإسهاماً في استعادة الانتقال والسلطة المدنية وحل الأزمة السياسية في البلاد. وفي الأثناء، أعلن رئيس المخابرات التركية دعم أنقرة للاتفاق الإطاري السوداني، وذلك أثناء لقاء جمعه مع نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي» في الخرطوم. وقال التحالف، في نشرة صحافية اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، إن لجنة مكلفة من مكتبه التنفيذي أجرت اتصالات مع حركة القوى الجديدة «حق» والحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري، وأفلحت في إزالة التباينات بينها وبين «الحرية والتغيير» وبقية مكونات الاتفاق الإطاري.
وأوضح أن الحزبين وافقا على تماسك التحالفات لتصبح الأعرض في تاريخ البلاد، ويقود العملية السياسية الجارية في البلاد، من أجل تحقيق مطالب «ثورة ديسمبر 2018». وأضاف: «العملية السياسية هي إحدى الوسائل المتكاملة التي حددتها الرؤية السياسية للتحالف لإنهاء الانقلاب هي والعمل الثوري المدني، والتضامن الإقليمي والدولي، والحل السياسي». وقال التحالف إن الجميع التزموا بتعزيز المؤسسية داخل التحالف، وكفالة حق المشاركة الفاعلة لكل مكونات «الحرية والتغيير» في صنع القرارات وتنفيذها ومتابعتها. وتبعاً لذلك، أعلنت حركة القوى الجديدة الديمقراطية «حق» مباشرة نشاطها مع مكونات التحالف، وتوقيع الإعلان السياسي والمساهمة مع القوى الموقعة على الإعلان في دفع النقاشات وبلورة آراء مشتركة حول القضايا المتبقية، وصولاً إلى اتفاق نهائي والتوقيع عليه.
بدوره، أعلن الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري العودة للتحالف و«فك التجميد المعلن لنشاطه في (الحرية والتغيير)»، وانخراطه في العمل الجاد ضمن التحالف في فعاليات المرحلة النهائية للعملية السياسية كافة، وصولاً إلى اتفاق نهائي يؤطر لمرحلة انتقالية ناجحة في تحقيق مهامها. وكان الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري، قد اختار انتصار العقلي رئيسة له، عقب رحيل رئيسه جمال إدريس، كثاني امرأة تتولى رئاسة حزب في تاريخ البلاد. وكان الحزبان «حركة حق» و«الناصري» قد خرجا من تحالف «الحرية والتغيير»، إثر خلافات وتباينات بينهما وبين التحالف، قبل أن يقررا العودة مجدداً أمس، وبذلك استعادت حركة «حق» المنشقة عن الحزب الشيوعي، عضويتها في التحالف الذي غادره الحزب الشيوعي قبل أكثر من عام.
من جهة أخرى، لدى لقائه نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي» في الخرطوم أمس، أعلن رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، الذي وصل إلى البلاد في زيارة غير معلنة، وبحضور مدير المخابرات العامة السوداني أحمد إبراهيم مفضل، دعم أنقرة للاتفاق الإطاري الموقع بين المدنيين والجيش. ونقل إعلام قوات «الدعم السريع» أن «حميدتي» رحّب بزيارة رئيس المخابرات التركية للبلاد، واعتبرها امتداداً لما سمّاه «عمق العلاقات التاريخية بين السودان وتركيا»، ودعا لتعزيزها وتطويرها في جميع المجالات لخدمة المصالح المشتركة بين شعبي البلدين.
وقال «حميدتي» إن العلاقات بين بلاده وتركيا أزلية، وإن السودان يوليها اهتماماً خاصاً، وإن هناك ضرورة لـ«التعاون والتنسيق بشأن القضايا والملفات الثنائية والدولية، ذات الاهتمام المشترك».
وأضاف إعلام «الدعم السريع» أن فيدان أكد رغبة بلاده في تطوير علاقتها مع السودان في المجالات كافة، وأعلن دعمه للاتفاق الإطاري والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في السودان، مشدداً على أن بلاده مستعدة لمساعدة السودان بما يحقق استقراره.
ويأتي لقاء «حميدتي» مع مدير الاستخبارات التركية كثاني لقاء بين المسؤولين السودانيين ومديري استخبارات إقليميين، إذ قبل أكثر من أسبوع استقبل رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس جهاز المخابرات العامة المصري عباس كامل، الذي جاء للخرطوم يحمل مبادرة مصرية جديدة لمعالجة الأزمة السودانية لم تجد قبولاً من الأطراف المدنية، والذي غادر البلاد دون أن يلتقي «حميدتي»، بينما أكدت المخابرات التركية تأييد أنقرة للاتفاق الإطاري أمام الرجل الذي يؤيد بقوة ذلك الاتفاق.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)
حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)
حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)

في سياق تكثيف مصر دعمها للسودان في إعادة الإعمار، ناقش ملتقى اقتصادي في القاهرة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، والتعاون الاقتصادي بهدف تقليل تأثيرات وخسائر الحرب السودانية، ودعم الأمن الغذائي بين البلدين.

واستضافت العاصمة المصرية القاهرة فعاليات «الملتقى المصري - السوداني الأول لرجال الأعمال»، اليوم السبت، بعد أيام من انعقاد «المؤتمر الاقتصادي الأول» في السودان، وناقش مسؤولون ورجال أعمال من البلدين فرص التوسع في الشراكات الاقتصادية.

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «نحو 13 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار»، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء المصري، ووزير النقل والصناعة، كامل الوزير، في كلمته بالملتقى، أن التحديات التي تواجهها مصر والسودان «تفرض التعاون المشترك في مختلف المجالات»، لافتاً إلى حرص بلاده على «دعم السودان لتجاوز محنة الحرب وعودة الاستقرار».

وعدد الوزير المصري مجموعة من الفرص، التي يمكن استثمارها لدفع مجالات التجارة والصناعة والاستثمار في البلدين، منها «ثلاثة محاور للنقل البري، والمواني الجافة على الحدود المشتركة في معبري (قسطل وأرقين)»، إلى جانب ميناء للملاحة النهرية بين بحيرة ناصر (جنوب مصر) إلى وادي حلفا (شمال السودان)، معلناً عن مخطط مصري لمد مشروع خط القطار السريع «أبو سمبل - الإسكندرية» إلى السودان في منطقة «وادي حلفا»، ومؤكداً أن دراسات المشروع «باتت جاهزة للتنفيذ وتتبقى موافقة الجانب السوداني».

ويربط مصر والسودان منفذان بريان، هما معبرا «أرقين»، و«أشكيت» (ميناء قسطل) بوادي حلفا بالولاية الشمالية، ويعتمد البلدان على المعبرين في التبادل التجاري ونقل الأفراد.

وزير النقل المصري خلال كلمته بـ"الملتقى المصري-السوداني" (مجلس الوزراء المصري)

ودعا كامل الوزير المستثمرين السودانيين لتوسيع أعمالهم في السوق المصرية، مشيراً إلى أن حكومة بلاده «مستعدة لإزالة أي عقبات أمام الشركات السودانية للاستفادة من الفرص المتاحة في قطاعات التجارة والقطاعات الإنتاجية»، ومنوهاً بـ«إجراءات تحسين مناخ الاستثمار بمصر لتسهيل تأسيس الشركات، وإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة».

وأضاف الوزير موضحاً أن «ملتقى رجال الأعمال المصري - السوداني» سيشكل «نواة للشراكة في المجال الصناعي بين البلدين، بما يعزز من التكامل الإقليمي، مع التعاون في مجال الأمن الغذائي».

وشارك في الملتقى وفد حكومي سوداني، ضم وزراء الصناعة والنقل والتموين والنفط والكهرباء، إلى جانب ممثلين من مجتمع الأعمال المصري - السوداني، وروابط الجالية السودانية بمصر.

وحسب تقديرات رسمية، تستضيف مصر نحو مليون و200 ألف سوداني، فروا من الحرب الداخلية، إلى جانب آلاف آخرين من الذين يعيشون في المدن المصرية منذ سنوات.

وعدّ السفير السوداني بمصر، عماد الدين عدوي، أن مبادرة انعقاد (ملتقى رجال الأعمال) بين البلدين «تستهدف تدشين شراكة لإعادة الإعمار في بلاده بعد الحرب»، مشيراً إلى أن الشركات المصرية (حكومية وخاصة) «هي الأجدر والأقدر على القيام بعملية الإعمار، وإعادة بناء ما دمرته الحرب».

كما أشار عدوي إلى أن الحرب «أثرت على النشاط الاقتصادي لبلاده، وحدّت من فرص التبادل التجاري»، غير أنه لفت إلى أن «نسب التجارة المصرية - السودانية لم تتأثر كثيراً، إذ حافظت على استقرارها عامي 2022 و2023»، وقال إن من أهداف الملتقى «دفع الشراكة لتحقيق الأمن الغذائي».

وسجل حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان نحو 1.4 مليار دولار خلال عام 2023، مقابل 1.5 مليار دولار عام 2022، بنسبة انخفاض قدرها 6.4 في المائة، وفق إفادة لـ«الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» بمصر، في مارس (آذار) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية).

مشاركات واسعة في "الملتقى المصري-السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة" (مجلس الوزراء المصري)

من جانبه، تحدث وزير التموين المصري، شريف فاروق، عما تنفذه بلاده من مشروعات بنية تحتية ولوجيستية، وقال إن تلك المشروعات «تمنح فرصاً للمستثمرين المصريين والسودانيين لتعزيز شراكتهم واستثماراتهم».

بينما أشار وزير التموين والتجارة السوداني، عمر محمد أحمد، إلى تأثير الحرب الداخلية على القطاعات الإنتاجية في بلاده، لافتاً في كلمته بالملتقى إلى «حاجة بلاده لمزيد من الاستثمارات في الأمن الغذائي»، ودعا إلى «تأسيس تحالف استراتيجي اقتصادي تجاري بين البلدين».

وناقش الملتقى ورقتي عمل حول عملية «إعادة الإعمار في السودان»، وفرص «تحقيق الأمن الغذائي بين البلدين»، وقدّر مدير «مركز التكامل المصري - السوداني»، عادل عبد العزيز، حجم خسائر القطاع الاقتصادي في السودان بسبب الحرب بنحو «89 مليار دولار»، من دون احتساب خسائر تدمير البنية التحتية والمنشآت، وقال في كلمته بالملتقى إن السودان «يواجه إشكالية مع المجتمع الدولي، ويعوّل على الشراكة مع الدول الصديقة مثل مصر لتجاوز أي تحديات».

وخلال فعاليات الملتقى، تحدث ممثلون عن المستثمرين ورجال الأعمال بالبلدين، وأشار ممثل مجتمع الأعمال السوداني، سعود مؤمن، إلى أن الملتقى «يروم تكامل جهود البلدين في إعادة الإعمار، وتوفير احتياجات السودان من السلع الضرورية»، منوهاً بـ«رغبة القطاع الخاص السوداني في تدشين تجمعات اقتصادية مع نظرائهم بمصر في مجال الصناعات الغذائية».

كما أشار رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، إلى أن «الزراعة تعد من أكثر المجالات جذباً للاستثمار بالسودان لتوافر المياه والأرض الصالحة»، فيما رأى ممثل مجتمع الأعمال المصري، أحمد السويدي، أن «التصنيع الزراعي أحد المجالات التي يمكن الاستثمار بها في السودان».