الليرة اللبنانية في أدنى مستوياتها مقابل الدولار الأميركي

صرافة عملات في بيروت ديسمبر 2022 (رويترز)
صرافة عملات في بيروت ديسمبر 2022 (رويترز)
TT

الليرة اللبنانية في أدنى مستوياتها مقابل الدولار الأميركي

صرافة عملات في بيروت ديسمبر 2022 (رويترز)
صرافة عملات في بيروت ديسمبر 2022 (رويترز)

ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، أمس (الجمعة)، بمستوى قياسي تخطى الـ49 ألف ليرة للدولار الواحد، للمرة الأولى في تاريخه، إثر ازدياد الطلب على الدولار من السوق السوداء.
وقالت مصادر مصرفية لـ«الشرق الأوسط»، إن ازدياد الطلب في السوق الموازية، تزامن مع قرار أغلب المصارف التجارية في لبنان التوقف عن إجراء عمليات مبادلة الدولار بالليرة اللبنانية على منصة «صيرفة» العائدة للمصرف المركزي؛ «لأسباب لوجستية وتقنية».
وأوضحت المصادر، أن المصارف التجارية «لم تنهِ بعدُ تنفيذ العمليات التي أجريت في الأسبوعين الماضيين بعد إعلان المصرف المركزي أن سقف المبادلة مفتوح، مما دفع بعض اللبنانيين إلى مبادلة مليار ليرة مقابل الدولار، وهو ما شكل ضغطاً على المصارف التي أوقفت عمليات جديدة، رغم أن المصرف المركزي لا يزال يتيح إجراء عمليات صيرفة».
وبدأ سعر الدولار بالارتفاع منذ مطلع الأسبوع؛ إذ ارتفع من 43 ألف ليرة للدولار يوم الاثنين، إلى 49300 ليرة أمس (الجمعة)، وهو الرقم الأعلى الذي يصل إليه منذ تعرض لبنان للأزمة المالية قبل 3 سنوات.
ويتوقع خبراء ألا يتوقف سعر الدولار عند سقف محدد في هذا الوقت، بالنظر إلى العرض والطلب، وغياب حلول سياسية تبدأ بالإصلاحات ووضع لبنان على سكة التعافي.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«حزب الله» يعلن استهداف شمال إسرائيل رداً على قصف «منازل مدنية» في جنوب لبنان

عناصر من «حزب الله» يشاركون في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نظمت في عرمتى بلبنان (رويترز)
عناصر من «حزب الله» يشاركون في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نظمت في عرمتى بلبنان (رويترز)
TT

«حزب الله» يعلن استهداف شمال إسرائيل رداً على قصف «منازل مدنية» في جنوب لبنان

عناصر من «حزب الله» يشاركون في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نظمت في عرمتى بلبنان (رويترز)
عناصر من «حزب الله» يشاركون في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نظمت في عرمتى بلبنان (رويترز)

أعلن «حزب الله» اللبناني الموالي لإيران السبت، أنه استهدف موقعين عسكريين في شمال إسرائيل، رداً على قصف طاول ليلاً «منازل مدنية» في جنوب لبنان وأسفر عن 3 قتلى، بينهم مقاتلان من الحزب.

وقال الحزب في بيان: «رداً على اعتداءات العدو على القرى الصامدة والمنازل المدنيّة، خصوصاً بلدتي كفركلا وكفرشوبا، شن مجاهدو المقاومة الإسلامية اليوم (السبت)، هجوماً مركباً بالمسيرات الانقضاضية والصواريخ الموجهة على مقر القيادة العسكرية في مستوطنة المنارة وتموضع قوات الكتيبة 51 التابع للواء غولاني».


«الأمم المتحدة» تعلن توقف الأعمال الإنسانية في دير الزور

صورة أرشيفية لميليشيات «الحرس الثوري» في دير الزور (المرصد السوري)
صورة أرشيفية لميليشيات «الحرس الثوري» في دير الزور (المرصد السوري)
TT

«الأمم المتحدة» تعلن توقف الأعمال الإنسانية في دير الزور

صورة أرشيفية لميليشيات «الحرس الثوري» في دير الزور (المرصد السوري)
صورة أرشيفية لميليشيات «الحرس الثوري» في دير الزور (المرصد السوري)

أعلن منسق «الأمم المتحدة» للشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، توقف الأعمال الإنسانية في دير الزور بعد تقييد الوصول إلى مركز «الأمم المتحدة» إثر إطلاق نار على مقربة منه، حتى إشعار آخر.

وعبّر المولى، في بيان له، عن قلقه البالغ من تصاعد أعمال العنف في الجزء الشرقي من دير الزور (شمال شرقي سوريا)، مشيراً إلى أن تقارير أفادت «بتصاعد الأعمال العدائية على الضفة الشرقية لنهر الفرات منذ يوم الاثنين. كما وردت تقارير مثيرة للقلق عن مداهمات وحملات اعتقال في هذه المنطقة».

وأضاف: «بينما تجري الحملة على الجانب الشرقي من النهر، فقد تم الإبلاغ أيضاً عن إطلاق نار طائش وأنشطة قناصة باتجاه الجانب الغربي على مقربة شديدة من مركز (الأمم المتحدة) ومواقع لشركائنا في العمل الإنساني، كما وردتنا أخبار عن وقوع أضرار مادية في ممتلكات وأصول تستخدم لأغراض إنسانية. في حين أفادت أنباء عن وقوع قصف بقذائف الهاون في محيط مدرسة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي».

وأعلن المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في سوريا تقييد الوصول إلى مركز «الأمم المتحدة» بدير الزور حتى إشعار آخر، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن نشاط للقناصة على أهداف قريبة للغاية من مركز «الأمم المتحدة» في دير الزور.

وحذّر المنسق الأممي أن «هذه الهجمات تزيد من تعقيد الوضع المتردي أصلاً في سوريا، كما تؤدي إلى توقف الأعمال الإنسانية، وتعطل إمكانية إيصال المساعدات الإغاثية. في حين يتحمل المدنيون في سوريا أعباء تضرر البنية التحتية المدنية، ما يزيد من تدهور أوضاعهم وقدرتهم على الحصول على الخدمات».

ودعا عبد المولى «جميع الأطراف إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية التي تؤثر على عمليات الإغاثة وعلى المدنيين الذين تخدمهم في دير الزور وجميع المناطق الأخرى في سوريا، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قد أفاد، الجمعة، بوقوع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين عناصر «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) ومسلحين محليين من جهة أخرى، عقب محاولة تسلل نفذتها قوات الأخيرة على مواقع لـ«قسد» في بلدة الشعفة بريف دير الزور الشرقي.


«كتائب القسام» تلجأ إلى استخدام مخلفات الجيش الإسرائيلي

«كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)
«كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«كتائب القسام» تلجأ إلى استخدام مخلفات الجيش الإسرائيلي

«كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)
«كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

لجأت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إلى ابتكار وسائل مختلفة من أجل التصدي للقوات الإسرائيلية التي تواصل عمليتها العسكرية في غزة منذ أكثر من 200 يوم، وشمل تلك الوسائل استخدام مخلفات حربية إسرائيلية لم تنفجر.

وكشفت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، عن استخدام مقاتليها صواريخ «إف 16» التي أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية لكنها لم تنفجر عند ضرب أهدافها المدنية، بالإضافة إلى عبوات ناسفة. وأكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن «كتائب القسام»، إلى جانب بعض الأجنحة العسكرية الناشطة بغزة، تعمل منذ أسابيع على جمع مخلفات الجيش الإسرائيلي التي لم تنفجر، خصوصاً الصواريخ التي كانت تطلقها الطائرات الحربية، وتقوم بنقلها لوحدات الهندسة التابعة لها، من أجل إعادة استخدامها.

وتقوم القوات الإسرائيلية بقصف أهداف مختلفة في قطاع غزة كل يوم، لكن أحياناً لا تنفجر الصواريخ والقذائف التي تطلقها. وحسب المصادر، فإن المقاتلين في الفصائل الفلسطينية جمعوا صواريخ متطورة مثل قنابل «MK82» التي يبلغ وزنها 500 كيلوغرام، و«MK83» ووزنها 750 كيلو غراماً، و«MK84» بوزن طن، وقنابل مجنحة من أنواع «GPU31»، و«GPU38»، و«GPU10»، التي تستخدم لاختراق الحصون، كما تم جمع أجزاء من قذائف دبابات ومدفعية وصواريخ.

جنود إسرائيليون خلال مواجهات في قطاع غزة (أ.ف.ب)

تعديل الصواريخ

وأكدت المصادر الميدانية أن أفراد وحدة الهندسة التابعة لـ«القسام» يجرون تعديلات بسيطة على الصواريخ غير المتفجرة، التي يتم جمعها من مناطق متفرقة في القطاع قبل أن يقوم المقاتلون بتعديل تلك الصواريخ والقذائف، بهدف تفعيلها لتكون جاهزة للتفجير، خلال استخدامها في أي كمائن عسكرية.

وهذه المرة الأولى التي تكشف فيها «كتائب القسام» عن استخدام تلك الصواريخ من مخلفات الجيش الإسرائيلي خلال المعركة الجارية، لكنها كانت في حروب سابقة تستخدم الطرق نفسها، خصوصاً في حرب 2008 - 2009، وحرب 2014، بعدما استخدمتها في كمائن عدة بأحياء التفاح والشجاعية والزيتون وفي خان يونس.

وقالت المصادر إن نجاح الكمائن التي تمت باستخدام مخلفات إسرائيلية في الحروب السابقة، هو ما دفع «القسام» إلى إعادة استخدام هذا التكتيك.

كانت الكمائن في الحروب السابقة قد أوقعت عدداً من القتلى في صفوف القوات الإسرائيلية، من أبرزها كمين في «أرض الدحدوح» بحي تل الهوا في حرب 2008 - 2009، ما أدى إلى تدمير 6 دبابات إسرائيلية وقتل ما لا يقل عن 4 جنود حينها باعتراف جيش الاحتلال. وكذلك، ما حدث في كمين آخر بحي الزيتون، تحديداً في محيط منازل عائلة فتوح، وكذلك في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس، ما أدى إلى مقتل مجموعة من الجنود في تلك الكمائن.

فلسطينيون فوق دبابة سيطر عليها مقاتلو «كتائب القسام» قرب خان يونس يوم 7 أكتوبر (د.ب.أ)

إطالة أمد الحرب

وفي بداية الحرب لم تكن «كتائب القسام» بحاجةٍ إلى ذلك بالنظر إلى التقدم الذي حدث في ترسانتها العسكرية في الحرب الحالية، لكن مع إطالة أمد الحرب، أصبحت المخلفات غير المنفجرة ذخيرةً إضافيةً ذات أهمية. وأوضحت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «كتائب القسام» لم تخل جميع مواقعها ومقدراتها العسكرية مع بدء الحرب الإسرائيلية، ولم تكن تتوقع أن تدخل إسرائيل براً إلى مناطق في القطاع، لذلك منعت حتى إخلاء وثائق مكتوبة من داخل المواقع. وقد صدر أمرٌ في بداية الحرب بإبقاء الأسلحة والوثائق في مكانها، وهو الأمر الذي ألحق الضرر بها لاحقاً، إذ حصلت القوات الإسرائيلية على العديد منها.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن «كتائب القسام» فقدت الكثير من مصانعها العسكرية ومخازن الصواريخ، لكنها ما زالت تحافظ على جزء بسيط منها، بما في ذلك الصواريخ المضادة للأفراد، فيما يعمل مهندسو «القسام» على تصنيع أو إعادة تصنيع الأسلحة بقدر ما تسمح به الظروف.

إضافة إلى تعديل الصواريخ، فقد تم نقل حشوات قذائف الدبابات المتفجرة إلى حشوات قذائف «الهاون»، واستخدمت بالفعل في قصف قوات إسرائيلية متمركزة عند «محور نتساريم»، بما في ذلك مقر قيادة الجيش في تلك المنطقة.

وقالت المصادر إن إطلاق القذائف من العيار الثقيل باتجاه تلك القوات المتمركزة على محور يفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، تسببت بانفجارات كبيرة بعد استهداف قوات الاحتلال بشكل مباشر.


«حماس» و«الجهاد» و«الجبهة الشعبية» يؤكدون ضرورة التوصل لصفقة «جادة ومشرفة» لتبادل الأسرى

عناصر من «حماس»  في قطاع غزة (أ.ف.ب)
عناصر من «حماس» في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«حماس» و«الجهاد» و«الجبهة الشعبية» يؤكدون ضرورة التوصل لصفقة «جادة ومشرفة» لتبادل الأسرى

عناصر من «حماس»  في قطاع غزة (أ.ف.ب)
عناصر من «حماس» في قطاع غزة (أ.ف.ب)

قالت حركة «حماس»، اليوم السبت، إن قيادات الحركة وحركتي «الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية» أكدوا خلال لقاءٍ ضرورة التوصل لصفقة «جادة ومشرفة» لتبادل الأسرى مع إسرائيل.

وأضافت «حماس» أن اللقاء الذي ضم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، ونائب الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية» جميل مزهر، ونائب الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» محمد الهندي، بحث «الجهود المبذولة لوقف العدوان وتحقيق الانسحاب الفوري الكامل والشامل، وإطلاق سراح الأسرى».

وشدد الحضور على «ضرورة تطوير العمل الوطني والميداني لإجهاض مخططات الاحتلال وتحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته بالحرية والاستقلال والعودة»، حسب بيان «حماس».

كما ناقش قادة الحركات الثلاث «ضرورة التواصل الوطني في سبيل تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني».

وكانت حركة «حماس» أعلنت في وقت سابق اليوم أنها تسلمت الرد الإسرائيلي الرسمي على موقف الحركة الذي سلمته إلى الوسطاء المصريين والقطريين في الثالث عشر من أبريل (نيسان) الحالي.

وذكر بيان عن خليل الحية، القيادي في «حماس»، أن الحركة «ستقوم بدراسة هذا المقترح وحال الانتهاء من دراسته ستسلم ردها».


«حزب الله» ينعى مبادرات وقف النار: غير قابلة للحياة

منزل مدمّر في بلدة كفرشوبا إثر استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
منزل مدمّر في بلدة كفرشوبا إثر استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» ينعى مبادرات وقف النار: غير قابلة للحياة

منزل مدمّر في بلدة كفرشوبا إثر استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
منزل مدمّر في بلدة كفرشوبا إثر استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)

قُتل مواطن لبناني في جنوب لبنان بسبب القصف الإسرائيلي المتصاعد على المنطقة الحدودية مع تسجيل تراجع متفاوت في حدة المواجهات في الساعات الأخيرة بين «حزب الله» وإسرائيل.

ومع تكثيف القصف الإسرائيلي بشكل غير مسبوق على منطقة شبعا وكفرشوبا، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ فجراً غارتين على البلدتين ما أدى إلى مقتل المواطن قاسم أسعد في بلدة كفرشوبا وتدمير منزلين وأضرار كبيرة.

من جهته، نعى «حزب الله»، في بيانين منفصلين، اثنين من مقاتليه، وهما رافع فايز حسان وفرج الله علي حمود من بلدة الخيام، وذلك بعد ساعات على قصف الطيران الإسرائيلي منزلاً في بلدة كفركلا بصاروخين، ما أدى إلى تدميره بالكامل، حسب «الوكالة الوطنية للإعلام»، كما استهدفت السبت غارة منزلاً عند أطراف بلدة القوزح في قضاء بنت جبيل ودمره بالكامل ولم يفد عن وقوع إصابات.

وتعرضت بلدات عدة في جنوب لبنان في الساعات الأخيرة لضربات إسرائيلية، ألحقت، وفق «الوكالة الوطنية»، أضراراً بالمنازل والممتلكات.

وأعلن «حزب الله»، في بيان، السبت، استهدافه «تموضعات مستحدثة لجنود العدو»، غرب شوميرا، في شمال إسرائيل، غداة استهدافه موقعين عسكريين بعشرات صواريخ «الكاتيوشا»، رداً على ضربة إسرائيلية استهدفت الجمعة قياديين عسكريين اثنين من «الجماعة الإسلامية» في منطقة البقاع الغربي (شرق) البعيدة عن المناطق التي يشملها القصف الإسرائيلي منذ بدء التصعيد.

يأتي ذلك في وقت يجدد فيه «حزب الله» ربط الحرب في الجنوب بوقف إطلاق النار في غزة، وقال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم إن المبادرات حول قضية جنوب لبنان غير قابلة للحياة إذا لم يكن أساسُها وقف إطلاق النار في غزَّة، مضيفاً: «من يأتي بمبادرة تحت عنوان وقف إطلاق النار في الجنوب إراحةً لإسرائيل لتتمكن أكثر في غزَّة... نحن مع غزَّة وفلسطين ولسنا مع إسرائيل، لذا فلتتوقف في غزَّة أولاً وعندها تتوقف في لبنان، أمَّا أن يأتوا إلينا بتهديدات، فهذه التهديدات بأنَّ إسرائيل يمكن أن تهجم عليكم ويمكن أن تقاتلكم، نقول لهم تهديداتكم بإسرائيل تزيدنا قناعة بصوابية مواجهتنا وتصلِّب مواقفنا أكثر، وسنرى من تنفع معه التهديدات هم أو نحن».

وعن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بشأن إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، قال قاسم إنَّه «بالحرب لا يمكن إعادة سكان الشمال، بل هذه الحرب ستُبعد عودتهم أكثر فأكثر وقد تنهي عودتهم نهائياً». وأعلن أن «استمرار العدوان لا يعيد مستوطني الشمال، وتوسعة العدوان على لبنان يعقِّد الحياة عليهم أكثر فأكثر، نحن ندعو إلى أن يستيقظ العالم ليوقف الحرب على غزَّة فهذا أقرب إلى الواقعية».

وقال: «وقف (حزب الله) في لبنان مساندةً لغزَّة وهذه المساندة أعاقت خططاً حربيةً لإسرائيل في فلسطين ولبنان حالياً ومستقبلياً»، مضيفاً: «مساندتنا سيكون لها من الخيرات والفوائد ما يتجاوز دعم غزة وما يتجاوز أيضاً حماية لبنان إلى تشكيل قوَّة ردع حقيقية تواجه إسرائيل، وتعلم معها أنَّها لا تستطيع أن تتجاوز الحدود».


المعارضة تطلق صرخة رفضاً لزجّ لبنان بنار الحرب

صورة جامعة للمشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)
صورة جامعة للمشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)
TT

المعارضة تطلق صرخة رفضاً لزجّ لبنان بنار الحرب

صورة جامعة للمشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)
صورة جامعة للمشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)

أطلقت المعارضة اللبنانية صرخة بوجه «العابثين بأمن لبنان ومن يزج اللبنانيين بالنار وبوجه الدول الراعية للتنظيمات غير الشرعية»، داعية إلى تطبيق القرار 1701، ونشر الجيش اللبناني على الحدود كاملةً، وتعزيز الرقابة على كامل الحدود مع سوريا، كما تنفيذ اتفاقية عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وأتت هذه المواقف في «اللقاء التضامني الوطني» الذي عُقد في معراب بدعوة من حزب «القوات اللبنانية»، تحت عنوان «1701 دفاعاً عن لبنان»، وشارك فيه أحزاب ونواب وعدد من الشخصيات المعارضة لـ«حزب الله» من سياسيين وناشطين وصحافيين من مختلف الطوائف، بينما كان لافتاً مقاطعته من قِبل بعض الأطراف التي تعد في الخط السياسي نفسه لتوجه «القوات»، بينما ارتأى البعض الآخر المشاركة عبر ممثلين له فقط، على غرار حزب «الكتائب اللبنانية» الذي لم يشارك رئيسه ولا النواب الذين يمثلونه في البرلمان، وتمثل عبر نائب الرئيس ميشال خوري والنائب السابق إيلي ماروني. وكان قد اعتذر عن المشاركة الحزب «التقدمي الاشتراكي» وكتلة «الاعتدال الوطني» و«لقاء سيدة الجبل» والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني.

النائب أشرف ريفي مشاركاً في اللقاء إلى جانب رئيس «القوات» سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع (الشرق الأوسط)

وفي حين رأى البعض أن هذه المشاركة غير الواسعة «أفشلت اللقاء»، يرفض «القوات» والمشاركون فيه وجهة النظر هذه مؤكدين أنه عكس الهدف الذي عُقد من أجله، وأوصل الرسالة المطلوبة. ويصفه الوزير السابق، النائب أشرف ريفي بـ«الممتاز»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «اللقاء كان ضرورياً في المضمون والتوقيت، ويشبه لقاء البريستول عام 2005»، رافضاً القول إنه فشل، ومؤكداً في الوقت عينه على ضرورة العمل؛ لأن يضمن الجميع في المستقبل والترفع عن التباينات».

جانب من المشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)

ولقاء البريستول هو من التحركات الأولى التي جمعت أطيافاً معارضة رفضاً لـ«الوصاية السورية» والمطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان.

كذلك، تصف مصادر في «القوات» اللقاء بـ«الناجح والممتاز، وعكس مشهدية سيادية بكل معنى الكلمة»، داعية إلى «وضع الأمور في نصابها؛ حيث إن الهدف لم يكن تشكيل جبهة سياسية حتى يقال إن هناك نقصاً في التمثيل»، مشيرة إلى محاولة عن سابق وتصور وتصميم لتحوير أهداف اللقاء رغم أن دعوته واضحة، وكانت حول القرار 1701 دفاعاً عن لبنان».

وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «أهمية الدعوة كانت في التوقيت؛ حيث نرى أن هناك خطراً على لبنان، ولا بد من إطلاق صرخة سياسية، وهذا ما حدث، ومن لم يلبّ الدعوة له اعتباراته وظروفه، ويبقى الأهم أن الموقف الأساسي صدر، ولم نكن نتوقع أكثر من ذلك».

وفي رد على سؤال عما سيلي هذا اللقاء تؤكد المصادر: «مزيد من الشيء نفسه... سنستمر فيما نقوم به نحن أو غيرنا كل من موقعه، عبر مزيد من الضغط، ورفع السقوف، ومواكبة الجهود الدبلوماسية التي تدفع باتجاه تطبيق القرار 1701، وهذا ما يزعج «حزب الله» في هذه المرحلة التي نرى أنها مرحلة القرار 1701، حيث مطلب المجتمع الدولي الوحيد والأساسي اليوم هو تطبيقه وتجنيب لبنان الحرب».

وفي البيان الختامي الذي تلاه النائب وضاح الصادق، أعلن اللقاء عن 3 ثوابت أساسية، هي أولاً، أن السلاحَ خارجَ مُؤسساتِ الدولة الأمنيّة، وفي مُقدِّمَتها الجيش، أيّاً يكن حامله، وأيّاً يكُنْ سبب حملِهِ، هو تهديدٌ للسيادةِ اللبنانيةِ واعتداء صارخ على أمنِ الشعبِ اللبنانيِّ برمتِهِ، ويستلزِم الشروعَ بسحبِهِ فوراً. وثانياً، أن الجيشَ اللبنانيَّ بقيادتِهِ وأفرادِهِ هو محطُّ ثقةِ اللبنانيينَ جميعاً، وبالتالي هو صاحب الحقِ والواجبِ بحمايةِ الحدودِ والسيادةِ اللبنانيَّتَيْنِ من أيِّ تعدٍّ أجنبيّ، لا سيما من طَرَفِ إسرائيل.

وثالثاً أن الحكومة اللبنانيةَ وإِنْ كانتْ حكومةَ تصريفِ أعمالٍ، «تحمل وحدَها وبِشكلٍ حصريٍّ، مسؤوليةَ تَطْبيق وتَنفيذ القوانينِ اللبنانيةِ والقراراتِ الدوليةِ على حدٍّ سواء، لأنَّهُ مِنْ غيرِ المُمكنِ تصوُّرُ الفراغِ الكاملِ والتَّقصير والاستقالةِ التامَّةِ في موضوعٍ يهدِّدُ الأمْنَ الوطنيَّ والمصلحةَ اللبنانيةَ العليا. مِن دون أنْ نُغفِل دَورَ مَجلس النُّواب في مساءلة الحكومة وطنياً حتى لو كانت حكومة تصريف أعمال».

وتأسيساً على ذلك، وانطلاقاً من الأولويَّةِ القُصوى لأَحداثِ الجنوبِ واحتمالِ تدحرُجِها نحو الأسوأِ، توجّه المجتمعون بنداءٍ إلى حكومةِ تصريف الأَعمال برئاسةِ نجيب ميقاتي للعملِ الفوري على، إِصدار الأَوامر بنشرِ الجيشِ اللبنانيِّ تحت خطِّ الليطاني جنوباً وعلى كامِلِ الحدودِ مع إسرائيلَ لما لهذه الخطوةِ من وقعٍ سياسيٍّ كبيرٍ ومن قوةِ ردعٍ حاسمة لما يمكن أن تخطِّطَ له إسرائيلُ ومن لجْمٍ لأيِّ عدوانٍ على السيادةِ اللبنانيةِ يُمكنُ أنْ تُعِدَّ لهُ، وذلك تطبيقاً للقرار 1701.

كذلك، تعزيزُ الرقابةِ على كاملِ الحدودِ مع سوريا، والعملُ على ضبط المعابر الشرعيّةِ، وإقفالِ جميعِ المعابرِ غيرِ الشرعيةِ التي يستمرُّ عبرَها تهريبُ السلاحِ والأشخاصِ والأموالِ والبضائعِ والممنوعاتِ والمجرمين.

وفي الكلمة الافتتاحية للقاء أكد جعجع أن هدفه إطلاق صرخة، ووضع خريطة طريق صغيرة لمحاولة تجنيب لبنان الوقوع في الحرب، وللتشديد على ضرورة تطبيق القرار 1701 كاملاً؛ فهو الحل الذي وافقت عليه الحكومات المتعاقبة كلها.

وفي حين رأى أن لبنان وصل إلى «حالة اللادولة» متحدثاً عن «دويلة إلى جانب الدولة تصادر القرار العسكري في لبنان»، عزا اللقاء «للبحث فيما يمكن فعله خصوصاً أن كل التقارير الدبلوماسية تنذر بإمكانية تطور الأمور سلباً في الجنوب، والذهاب نحو الأعظم».

وإذ رأى أن بقاء «حزب الله» في المكان الموجود فيه حالياً يهدد لبنان ككل فيما هو غير قادر على الدفاع عنه كما أثبتت الوقائع، تحدث جعجع عن «الدويلة التي تصادر القرار العسكري في لبنان، حيث يوجد تقريباً 25 معبراً غير شرعي دون أي رقابة رسمية، وقد نجحت عصابةٌ أن تمر عبر أحدها مع جثة الشهيد (المسؤول في القوات) باسكال سليمان دون أي حسيب أو رقيب».

ولفت رئيس «القوات» إلى أن أي خطة إصلاح اقتصادي لن تنجح بتحقيق أكثر من 55 في المائة منها في ظل المعابر غير الشرعية، على أساس أن الجزء الأكبر من المشكلة يكمن في وجود الدويلة وتأثيرها على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان.

وبينما قال إن «العمليات العسكرية الدائرة في الجنوب مشكلة مستجدة تشكل خطراً داهماً بعدما تفرد «حزب الله» بهذا القرار، رأى أن «الحزب» يطالب بالحوار فيما يخص ملف رئاسة الجمهورية، إلا أنه لم يرَ وجوب التنسيق قبل إقحام الجنوب اللبناني بهذه العمليات».

ورأى أن حجة «حزب الله» بأن العمليات العسكرية أتت لمساندة غزة، لم تفد غزة بشيء، «بل كبّدت لبنان خسائر كبيرة بالأرواح، ودمرت مناطق وقرى جنوبية بأكملها، كما خلّفت خسائر اقتصادية فائقة، مضيفاً: «إقحام إيران نفسها أضر بالقضية الفلسطينية أكثر مما أفادها، وكذلك فعل تدخُّل «حزب الله»، في ظل الإجماع الدولي ضدهما؛ لذا الرابحان بشكل أساسي في هذا الهجوم هما إيران وإسرائيل، أما الخاسر الأكبر فهي فلسطين».


491 قتيلاً في الضفة منذ 7 أكتوبر و8480 معتقلاً

جنود إسرائيليون في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)
جنود إسرائيليون في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)
TT

491 قتيلاً في الضفة منذ 7 أكتوبر و8480 معتقلاً

جنود إسرائيليون في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)
جنود إسرائيليون في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)

قتلت إسرائيل فلسطينيين في اشتباك استهدف مسلحين، قالت إنهم كانوا يخططون لشن هجوم على مستوطنات في شمال الضفة الغربية، ما يرفع عدد القتلى منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 491، بالإضافة إلى 8400 معتقل.

وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن قوات «الوحدة 636» قضت على مسلحين قاما بإطلاق النار نحو موقع سالم العسكري بالقرب من جنين في شمال الضفة الغربية. وأضاف: «رصدت قوات من الوحدة 636 عدداً من المخربين الذين استقلوا سيارة وأطلقوا النار نحو موقع سالم قرب منطقة جنين، حيث تمكن الجنود الذين نصبوا كميناً في المكان، نظراً لأحداث مماثلة وقعت في الماضي، من تصفية مخربيْن اثنين ومصادرة قطعتي سلاح من نوع (إم 16) استخدماها لإطلاق النار». وأكدت كتيبة جنين أن مقاتليها نفذوا هجوماً في المكان، من دون أن تعطي تفاصيل أكثر، ثم أعلنت مصادر أمنية فلسطينية أن إسرائيل قتلت واحتجزت فلسطينيين قرب جنين. ولم تتضح هويات الشبان فوراً، لأن إسرائيل احتجزت جثمانيهما، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن قوات الاحتلال منعت مركبات الإسعاف من الوصول إلى جثمانيهما. من جانبها، عثرت طواقم الهلال الأحمر على آثار دماء وملابس في موقع العملية بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة.

طفل يقف بجوار مبنى تضرَّر خلال هجوم إسرائيلي على مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة طولكرم بالضفة الغربية يناير الماضي (أ.ف.ب)

لكن الهيئة العامة للشؤون المدنية تلقت بلاغاً من إسرائيل ثم أبلغت وزارة الصحة بأن إسرائيل قتلت مصطفى سلطان عابد (22 عاماً) من بلدة كفردان، وأحمد محمد شواهنة (21 عاماً) من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين قرب حاجز سالم.

وصعدت إسرائيل هجماتها في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مع بدء حربها في قطاع غزة، وراحت تشن عمليات قتل واعتقال واسعة، استخدمت فيها طائرات مسيرة وخربت خلالها البنية التحتية لكثير من المناطق المستهدفة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن «عدد الشهداء في الضفة الغربية ارتفع إلى 491 منذ بدء العدوان على غزة، بينهم 123 طفلاً، و5 سيدات، و5 مسنين، و10 شهداء من الأسرى داخل سجون الاحتلال». وإلى جانب عمليات القتل، تواصل إسرائيل حملة اعتقالات غير مسبوقة في الضفة.

مشيعون يحملون جثمان فلسطيني قُتل خلال غارة للجيش الإسرائيلي على جنين في الضفة الغربية مارس الماضي (أ.ف.ب)

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت، 20 فلسطينياً على الأقل، من مناطق مختلفة في الضفة، بينهم سيدة وأطفال ومعتقلون سابقون. وقال نادي الأسير إن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات رام الله، والخليل، ونابلس، وطولكرم، وجنين، والقدس المحتلة التي تم اعتقال طفلة منها أفرج عنها لاحقاً، بينما رافق عمليات الاعتقال تنكيل واسع بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب تخريب وتدمير منازل المواطنين والاستيلاء على المركبات.

وبحسب إحصاءات رسمية فإنه بعد 7 أكتوبر الماضي، اعتقلت إسرائيل نحو 8480 فلسطينياً في الضفة، وتشمل هذه الأرقام من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا رهائن.

وقالت هيئة شؤون الأسرى إن «حملات الاعتقال هذه تشكّل أبرز السياسات الثابتة والممنهجة التي تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما أنها من أبرز أدوات سياسة العقاب الجماعي كجزء من الإجراءات الانتقامية في استهداف المواطنين، والتي تصاعدت وتيرتها في ظل العدوان الشامل على شعبنا، والإبادة المستمرة في غزة، بعد 7 أكتوبر».


اغتيال «أم فهد» يفجر أسئلةً عن «شبكة الابتزاز» في العراق

مشهورة التواصل الاجتماعي المعروفة في العراق باسم «أم فهد» (أ.ف.ب)
مشهورة التواصل الاجتماعي المعروفة في العراق باسم «أم فهد» (أ.ف.ب)
TT

اغتيال «أم فهد» يفجر أسئلةً عن «شبكة الابتزاز» في العراق

مشهورة التواصل الاجتماعي المعروفة في العراق باسم «أم فهد» (أ.ف.ب)
مشهورة التواصل الاجتماعي المعروفة في العراق باسم «أم فهد» (أ.ف.ب)

تبدو ظاهرة المؤثرين في التواصل الاجتماعي في العراق، لا سيما من يُعرفن بـ«البلوغرات»، أبعد بكثير من حدود الفتيات والنساء المهتمات بآخر الموضة وحب الظهور والكسب من إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي.

وفجّر مقتل «البلوغر» المعروفة باسم «أم فهد»، أمس (الجمعة)، كل الأسئلة والشكوك المتداولة محلياً حول حدود وتأثير الظاهرة على الفضاء السياسي والأمني في البلاد، وأعادت إلى الأذهان الحديث عن «التصفيات الجسدية» التي ترتبط عادةً بـ«انتهاء الأدوار» أو «الخطر وكشف الأسرار» الذي يجب وضع حد لها.

عناصر من الشرطة العراقية يحيطون بسيارة «أم فهد» بعد اغتيالها وسط بغداد (إكس)

«عالم مظلم»

صارت هذه الظاهرة بنظر قطاعات واسعة من العراقيين مرتبطةً بشخصيات نافذة في النظام السياسي والأمني بحكم ما يقال إنها علاقات «تخادم» تربط بعضهم بتلك النساء والفتيات، والتأثير الذي يملكنه على بعض أصحاب النفوذ والقوة.

غير أن هذه العلاقات لم تكن على طول الخط بـ«مأمن» من التقلبات الحادة والمميتة، في حال أخل أو تهاون أحدُ طرفي العلاقة بشروط «التخادم» ومساحتها، خصوصاً إذا ما استُغلت تلك العلاقة في «خدمة» خصوم محتملين لهذه الشخصية السياسية أو الأمنية أو تلك.

وباتت العلاقة بين «البلوغر» والشخصية النافذة مثار تهكم وانتقاد كثيرين لما بات يُعرف بـ«العالم المظلم»، وقد كتب المدون ومقدم البرامج في قناة «العراقية» الرسمية، صالح الحمداني، عبر منصة «إكس»: «نحن بحاجة لمذكرة تفاهم لفك الارتباط بين الضباط و(الفاينيستات)»، في إشارة للمؤثرات في مواقع التواصل.

كيف تم الاغتيال؟

وقُتلت «أم فهد» أمام منزلها في حي زيونة الراقي شرق بغداد، وأظهر «فيديو» متداول القاتل الذي يستقل دراجةً ناريةً وهو يتوجه إلى الضحية أثناء صعودها سيارتها، كما يظهره وهو يقوم بجمع «الظروف الفارغة» لإطلاقات من مسدسه الكاتم من مسرح الجريمة، في دلالة على «احترافه» عمليات الاغتيال، حسب كثيرين.

ويتردد على نطاق واسع أن الجاني صادر هاتفها المحمول الشخصي الذي يعتقد أن يضم مجموعة أفلام وصور لشخصيات سياسية وأمنية نافذة، لكن من الصعب التحقق من ذلك بينما تقول السلطات إن القضية لا تزال قيد التحقيق.

قاتل «أم فهد» يطلق الرصاص من مسدس كاتم عليها داخل سيارتها (لقطة شاشة من كاميرا مراقبة)

وطوال سنوات، ظهرت «أم فهد» عبر منصاتها في التواصل الاجتماعي وهي تعرض مجوهرات وسيارات فارهة، كما كانت تشارك جمهورها لقطات من مطاعم النخبة ومناسبات عامة.

وتناقل مدونون صورة لشخص قيل إنه المنفذ لعملية الاغتيال، فيما لم يَصدر عن وزارة الداخلية بيان يؤكد ذلك، لكنها أعلنت تشكيل فريق عمل مختص لـ«معرفة ملابسات مقتل امرأة معروفة على مواقع التواصل الاجتماعي على يد مجهولين في منطقة زيونة بالعاصمة بغداد».

وقال أحد المصادر الذين كانت لهم صلة بالتحقيق في مقتل «الموديل» تارة فارس في سبتمبر (أيلول) 2018، إن «التحقيق بهذا النوع من الجرائم يصل إلى عتبة محددة، ثم تأتي الأوامر من الجهات العليا ويغلق إلى الأبد».

خبراء الأدلة الجنائية يتجمعون في موقع اغتيال «أم فهد» أمام منزلها وسط بغداد (إكس)

وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «معظم النساء الموصوفات على هذا النحو يرتبطن بعلاقات مع ضباط كبار وأشخاص نافذين لا يسمحون بتجاوز التحقيقات بمقتلهن خطوطاً حمر كان قد وضعوها».

وكتب المحلل والصحافي فلاح المشعل في تدوينة عبر «إكس»: «بدأت تصفية البلوغرات بعد أن بدأت الفضائح تتكشف عن أسماء عديدة سقطت في شباكهن، وبينهم رؤوس كبيرة من المسؤولين والسياسيين».

تأثير على أصحاب القرار

وصار شائعاً منذ سنوات، وعلى المستوى الشعبي، أن «بلوغرات» لهن القدرة على التأثير في «صناعة القرارات» مثلما لهن القدرة على إيقافها بالنظر لتأثيرهن الشديد على أصحاب القرار.

وجاءت عملية اغتيال «أم فهد»، بعد أيام من خلاف مع العارضة داليا نعيم، المعروفة هي الأخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت «أم فهد» خلال «فيديو» وهي تهدد بفضح نعيم من خلالها نشرها صوراً تجمعها مع مسؤول الإعلام والعلاقات وحملة محاربة «المحتوى الهابط» في وزارة الداخلية اللواء سعد معن، ما دفع وزارة الداخلية إلى إجراء تحقيقات في ذلك، أعقبها إعفاء اللواء معن وضباط آخرين لهم صلة بشبكات «ابتزاز» بالتعاون مع مجموعات «بلوغرات وفاشينستات».

وأعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، في 20 مارس (آذار) الماضي، «التوصل إلى عناصر شبكة داخل المؤسسة الأمنية تعمل على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي (صفحات بأسماء مستعارة) لابتزاز المؤسسة الأمنية والإساءة إلى رموزها».

كانت «أم فهد» أُودعت السجن في يناير (كانون الثاني) 2023، بتهمة المحتوى الهابط قبل أن تخرج وتمارس عملها المعتاد بعد بضعة أسابيع.

مشهورة التوصل الاجتماعي «أم فهد» (إنستغرام)

أزمة «أم اللول»

وقبل مقتل «أم فهد» بأيام قليلة (الثلاثاء الماضي) تفجرت أزمة الراقصة الاستعراضية المعروفة بـ«أم اللول»، حين تداول كثيرون خبر حصولها على جواز سفر دبلوماسي، ما دفع وزارة الداخلية إلى نفي ذلك، وقال الناطق باسم الداخلية وخلية الإعلام الأمني العميد مقداد ميري، في بيان، إن «مديرية الأحوال المدنية والجوازات والإقامة لم تمنح أي جواز دبلوماسي أو خاص أو خدمة للمدعوة (أم اللول)».

وأشار ميري إلى أنه «لم يصل من وزارة الخارجية العراقية أي كتاب بهذا الشأن».

وأصدر القضاء، الأسبوع الماضي، حكماً بالسجن البسيط لمدة 4 أشهر على «أم اللول» بعد ضجة الجواز الدبلوماسي، وقال القضاء إن «الحكم صدر بتهمة المحتوى الهابط عن جريمة صناعة ونشر عدة صور وأفلام تتضمن أقوالاً فاحشةً ومخلةً بالآداب».

الدفاع بدلاً عن المحاسبة

بالتزامن مع مصرع «أم فهد» وأزمة «أم اللول»، تفجّرت أزمةٌ أخرى حين شُوهدت إحدى «الموديلات»، وهي في مدرج للطائرات في الذكرى الثالثة والتسعين لتأسيس القوة الجوية، لكن وزارة الدفاع اعتمدت «استراتيجية الدفاع» بدلاً من الاعتراف بالخطأ ومحاسبة المقصرين.

وقال مديرية الإعلام والتوجيه المعنوي، في بيان أمس (الجمعة)، رداً على ما أثير من انتقادات، إنها دعوة لكل وسائل الإعلام المحلية من القنوات والوكالات المحلية والعالمية والتواصل الاجتماعي، وأصحاب المحتوى الجيد من المؤثرين لحضور هذا الحفل لتغطيته إعلامياً.

وأضافت: «كلنا يعلم ما للدور الكبير الذي لعبه الشباب والشابات من المؤثرين العراقيين في مساندة أبطال الجيش وبقية قوى الأمن العراقية في معركته ضد الإرهاب، وكانت الشابة التي جرى تداول مقطع الفيديو الخاص بها أحد الحاضرين لهذا الحفل لدعم قواتنا البطلة».

وتابعت الوزارة: «نعيش في عصر الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي التي تمتاز بسرعة انتشارها، وإن وزارات الدفاع في كل العالم تلجأ اليوم إلى الإعلام الرقمي والمؤثرين، إضافة إلى وسائل الإعلام التقليدية، لنقل رسائلها إلى الجماهير».

لكن «تبريرات» مديرية الإعلام المعنوي لم تحل دون سيل من الانتقادات والمناشدات الموجهة إلى رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بمحاسبة المقصرين.


ضغوط أميركية - مصرية مكثفة لإنجاح «مباحثات الفرصة الأخيرة» قبل هجوم رفح

صور الأسرى الإسرائيليين على جدار في تل أبيب الجمعة (رويترز)
صور الأسرى الإسرائيليين على جدار في تل أبيب الجمعة (رويترز)
TT

ضغوط أميركية - مصرية مكثفة لإنجاح «مباحثات الفرصة الأخيرة» قبل هجوم رفح

صور الأسرى الإسرائيليين على جدار في تل أبيب الجمعة (رويترز)
صور الأسرى الإسرائيليين على جدار في تل أبيب الجمعة (رويترز)

زادت الولايات المتحدة الضغوط على إسرائيل، وزادت مصر الضغوط على حركة «حماس»، من أجل دفع صفقة تبادل بينهما، في محاولة لتجنب اجتياح إسرائيلي مخطط له لرفح، في أقصى جنوبي القطاع، حيث يتكدس أكثر من مليون و200 ألف فلسطيني معظمهم نازحون، ما ينذر بمعركة دامية.

وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن جهود ربع الساعة الأخير قبل اجتياح رفح تكثفت، وخلف الكواليس تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل من أجل إنجاح الصفقة، بينما تضغط مصر على «حماس».

وقالت المصادر: «تعارض واشنطن اجتياح رفح وتلوح بإجراءات، ويخبر المصريون (حماس) أنها فرصة لا يمكن تفويتها، وأن كل شيء سيتغير بعد اجتياح رفح». وتعمل مصر على دفع اتفاق «إنساني»، بحسب المصادر، يوقف اجتياح رفح ويقود في النهاية إلى اتفاق شامل. وأضافت المصادر: «الفكرة المصرية تقوم على أنه إذا تعذر عقد اتفاق شامل، فليكن متدرجاً يلبي طلبات الطرفين في المرحلة الأولى ويرجئ القضايا محل الخلاف إلى المراحل اللاحقة. المطلوب وقف اجتياح رفح والبدء بوقف نار فعلي قبل أن يتحول إلى وقف دائم ومستمر».

إسرائيلية تطالب بإطلاق الأسرى لدى «حماس» خلال احتجاج قرب وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس الماضي (أ.ف.ب)

وناقش مسؤولون مصريون مع نظرائهم الإسرائيليين في مصر، الأربعاء، اتفاقاً محتملاً، ثم وصل وفد مصري إلى إسرائيل الجمعة، من أجل مواصلة المباحثات. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن تل أبيب وافقت على الفكرة من حيث المبدأ، وقررت إعطاء مصر فرصة للتوصل إلى اتفاق قبل الهجوم على رفح. وقال مسؤولون إسرائيليون لنظرائهم المصريين يوم الجمعة، بحسب موقع «واللا» الإسرائيلي، إن إسرائيل مستعدة لمنح مفاوضات الرهائن «فرصة أخيرة»، ولكن إذا لم يتم إحراز تقدم قريباً فسوف تمضي قدماً في غزو بري لرفح. ويشعر المصريون بقلق مزداد بشأن عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في مدينة رفح، ويبذلون جهداً في اللحظة الأخيرة من أجل التوصل إلى صفقة من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة ووقف غزو رفح.

ملصقات وصور للأسرى الإسرائيليين لدى «حماس» في تل أبيب السبت (رويترز)

وأثار المسؤولون المصريون مخاوف من أن تؤدي العملية الإسرائيلية في المدينة إلى دخول عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى أراضيهم، ما قد ينطوي على انتهاك للحدود ويعرض أمن مصر للخطر. وقال مسؤولون إسرائيليون لموقع «أكسيوس» الأميركي، إنه خلال المحادثات طرح المصريون أفكاراً جديدة حول كيفية التوصل إلى صفقة بين إسرائيل و«حماس»، وهي أفكار عدّها المسؤولون في إسرائيل «بناءة». وقال مسؤول إسرائيلي: «أبلغت إسرائيل مصر بأنها جادة بشأن الاستعدادات للعملية في رفح، وأنها لن تسمح لـ(حماس) بالتباطؤ... الرسالة الإسرائيلية كانت أن هناك موعداً نهائياً واضحاً لغزو رفح، وأن إسرائيل لن توافق على جولة أخرى من المحادثات بغرض التلاعب (كسب الوقت)».

وجاء التدخل المصري بعدما وصلت المحادثات في السابق إلى طريق مسدودة. وكان الاقتراح المطروح على الطاولة يتضمن إطلاق سراح 40 محتجزاً مقابل وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع والإفراج عن نحو 900 أسير فلسطيني، لكن «حماس» قالت إن لديها نحو 20 محتجزاً فقط تنطبق عليهم هذه المعايير الإنسانية.

صور الأسرى الإسرائيليين على جدار في تل أبيب الجمعة (رويترز)

وقال مسؤولون إسرائيليون إن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي سمح لفريق المفاوضات الإسرائيلي للمرة الأولى هذا الأسبوع، بمناقشة إطلاق سراح أقل من 40 رهينة. وقال مسؤول إسرائيلي مطلع: «هذا جزء مما ستركز عليه المفاوضات الآن. عدد أيام وقف إطلاق النار سيكون مرتبطاً بعدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم. إذا كانت (حماس) تريد اتفاقاً إنسانياً فإن إسرائيل لن تكون العقبة». وأضاف: «إسرائيل مستعدة للتحلي بالمرونة بشأن معايير صفقة الرهائن وأعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر للمضي قدماً».

وأكدت «القناة 12» الإسرائيلية أن الخطوط العريضة الجديدة للصفقة التي تتم مناقشتها تشمل إطلاق سراح 20 رهينة (من النساء وكبار السن وذوي الحالات الطبية الخطيرة)، وفي المقابل ستوافق إسرائيل على السماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة، (انسحاب من محور نتساريم)، لكنها لن تعلن نهاية الحرب.

وعودة النازحين إلى الشمال واحد من المطالب الرئيسية المهمة لـ«حماس». وتتمتع مصر بعلاقات جيدة مع «حماس»، وتملك أدوات ضغط كثيرة عليها. وأعلنت «حماس» في بيان، أنها تسلمت الرد الإسرائيلي الرسمي على موقف الحركة الذي سلمته إلى الوسطاء المصريين والقطريين في 13 أبريل (نيسان) الحالي. وقال خليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في قطاع غزة، إن حركته ستدرس هذا المقترح، وفي حال الانتهاء منه سيتم تسليم الرد للوسطاء.

وتحتاج «حماس» إلى وقت للرد، لأنها يجب أن تناقش مع قيادة الحركة في قطاع غزة. ومقابل الضغط المصري على «حماس»، تضغط واشنطن على إسرائيل. وقال مسؤولون أميركيون لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيدرس إمكانية فرض قيود على تسليح الجيش في حال تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في رفح. وجاء موقف بايدن في وقت لا تزال فيه القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في قطاع غزة، لا سيما الهجوم المتوقع في رفح واحتمال عقد صفقة تبادل مع «حماس». وكانت قناة «كان» الإسرائيلية، نقلت عن عضو رفيع في «الكابينت» اتهامه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه لا يرغب مطلقاً في عقد صفقة تبادل. وقال: «إن نتنياهو يضع عراقيل أمام ذلك، ويقسّم كل مرحلة في العملية التفاوضية إلى 3 أقسام ليتمكن من السيطرة على الوتيرة وفحص ردود فعل الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسَلئيل سموتريتش».

وعدّ سموترتيش الاقتراح المصري نصراً لـ«حماس» وهزيمة لإسرائيل. وأكدت قناة «كان» أن «الأجهزة الأمنية وغالبية المستوى السياسي دعموا المقترح الجديد المقدم من جانب مصر». ورجح أحد المصادر أنه بالإمكان التوصل إلى اتفاق «خلال أيام قليلة». وقال مسؤول إسرائيلي: «نحن ندخل أياماً حاسمة ومصيرية».


«الجماعة الإسلامية»: تنسيق ميداني مع «حماس»… دون ارتباط سياسي

السيارة التي استهدفت بمنطقة ميدون في البقاع الغربي مساء الخميس وأدت إلى مقتل القياديين في «الجماعة الإسلامية» مصعب وبلال خلف (الوكالة الوطنية للإعلام)
السيارة التي استهدفت بمنطقة ميدون في البقاع الغربي مساء الخميس وأدت إلى مقتل القياديين في «الجماعة الإسلامية» مصعب وبلال خلف (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

«الجماعة الإسلامية»: تنسيق ميداني مع «حماس»… دون ارتباط سياسي

السيارة التي استهدفت بمنطقة ميدون في البقاع الغربي مساء الخميس وأدت إلى مقتل القياديين في «الجماعة الإسلامية» مصعب وبلال خلف (الوكالة الوطنية للإعلام)
السيارة التي استهدفت بمنطقة ميدون في البقاع الغربي مساء الخميس وأدت إلى مقتل القياديين في «الجماعة الإسلامية» مصعب وبلال خلف (الوكالة الوطنية للإعلام)

اغتيال إسرائيل أحد أبرز القادة العسكريين لـ«قوات الفجر» ــ الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان، سلّط الضوء مجدداً على دور هذا التنظيم وفاعليته على جبهة جنوب لبنان، بينما عزا الجيش الإسرائيلي اغتيال مصعب خلف بواسطة طائرة مسيّرة في منطقة ميدون (البقاع الغربي)، إلى أنه «نفّذ عدداً كبيراً من الهجمات ضد إسرائيل بالتعاون مع فرع حركة (حماس) في لبنان».

واستهدفت مسيّرة إسرائيلية سيّارة رباعيّة الدفع في منطقة ميدون في البقاع الغربي، ما أدى إلى مقتل مصعب خلف وبلال خلف، وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن «الجماعة الإسلامية خططت مؤخراً، وروّجت لعدد كبير من الهجمات من الأراضي اللبنانية ضد إسرائيل في منطقة هار دوف (مزارع شبعا)، فضلاً عن مناطق أخرى في شمال إسرائيل»، مؤكداً أن مصعب خلف «تعاون مع فرع حركة «حماس» في لبنان لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل».

تحاول إسرائيل عبر هذا البيان، ربط النشاط العسكري للجماعة الإسلامية بحركة «حماس» ودورها في لبنان، بينما سارعت الجماعة إلى نفي هذه الاتهامات، وشددت على «استقلالية عملها العسكري عن (حماس) وأي فصيل آخر». وقال رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية علي أبو ياسين: «نحن وحركة (حماس) أبناء مدرسة واحدة، ونقاتل من أجل قضيّة مشتركة هي قضيّة فلسطين التي تعني كلّ الأحرار في العالم». وأشار إلى أنه «على مستوى الأدوار والتنظيم «حماس» شيء والجماعة الإسلامية شيء آخر، والشهيدان مصعب خلف وبلال خلف يعملان لدى الجماعة الإسلامية، وليس لدى أي فريق آخر». ورأى أبو ياسين في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «خلال العمل الميداني هناك تنسيق قائم مع «حماس» وغيرها من فصائل المقاومة في الجنوب، خصوصاً أننا على خطّ مواجهة واحد مع العدو، ومن غير المعقول والمنطقي ألّا يكون التنسيق قائماً، لكن ذلك لا يعني أننا نعمل عند (حماس) أو غيرها».

ورغم اعتراف الجماعة بأنها و«حماس» تقاتلان من أجل قضيّة واحدة، فإن ذلك لا يعني أنها موافقة أو مؤيدة بالمطلق للدور العسكري للحركة الفلسطينية انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، وأكد علي أبو ياسين أن «المشاركة العسكرية الفلسطينية انطلاقاً من لبنان هي موضع بحث ونقاش». وأضاف: «الأرض هي أرض لبنانية، والجبهة لبنانية، وإن كنّا نسعى جميعاً إلى استنزاف العدو كي لا يستفرد بغزّة، لكن لا بدّ من مراعاة الوضع اللبناني»، مشدداً على أنه «بعد انتهاء الحرب يجب أن نجلس إلى الطاولة، ونناقش بوعي جدوى العمل العسكري لـ(حماس) انطلاقاً من لبنان».

صحيح أن الجماعة و«حماس» تنضويان ضمن عقيدة «الإخوان المسلمين»، لكن ذلك لا يعني ذوبان أي منها بالأخرى، وهذا ما أكده الخبير العسكري العميد وهبي قاطيشا، الذي أشار إلى أن «الانخراط العسكري المبكر للجماعة الإسلامية، كان ينمّ عن اعتقاد أن الحرب في غزّة لن تطول، وأنها (الجماعة) ستحقق مكسباً سياسياً عبر هذا الدور الرمزي». ولم يستبعد قاطيشا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إمكانية «التواصل والتنسيق بين (حماس) ومصعب خلف، وتسهيل مهمّة الحركة في العمل الميداني، لكن ذلك لا يعني أن الجماعة قد تذوب ضمن حركة (حماس)». وتحدّث عن «اختلاف بالرأي داخل قيادة الجماعة عن جدوى الانخراط عسكرياً في جبهة الجنوب».

ويستمرّ الانقسام السياسي حول توريط لبنان في الحرب مع إسرائيل بحجة مساندة جبهة غزّة، وشدد العميد قاطيشا على أن «تحويل لبنان إلى جبهة إشغال لإسرائيل لم يقدّم شيئاً للقضية الفلسطينية»، مشيراً إلى أن «كل صاروخ يطلق من لبنان يستدرج ردّاً إسرائيلياً مدمراً، بدليل سقوط مئات الضحايا اللبنانيين بينهم مدنيون، وتدمير قرى بكاملها»، مذكراً بأن «انتفاضة الحجارة لأطفال فلسطين أضرّت بإسرائيل أكثر من العمل المسلّح، بدليل أن إسحق رابين ذهب إلى توقيع اتفاق أوسلو مع (الرئيس الفلسطيني الراحل) ياسر عرفات». وذكّر قاطيشا أنه «لا يمكن محاربة العدو بالأداة التي يتفوّق بها».