وزير العدل الإسرائيلي للجم سلطة المحكمة العليا

نتنياهو يهدد باستخدام العنف ضد المتظاهرين

لافتات بالعبرية بعد انتهاء احتجاج لمحامين إسرائيليين أمام المحكمة العليا بتل أبيب ضد المساس بالنظام القضائي (رويترز)
لافتات بالعبرية بعد انتهاء احتجاج لمحامين إسرائيليين أمام المحكمة العليا بتل أبيب ضد المساس بالنظام القضائي (رويترز)
TT

وزير العدل الإسرائيلي للجم سلطة المحكمة العليا

لافتات بالعبرية بعد انتهاء احتجاج لمحامين إسرائيليين أمام المحكمة العليا بتل أبيب ضد المساس بالنظام القضائي (رويترز)
لافتات بالعبرية بعد انتهاء احتجاج لمحامين إسرائيليين أمام المحكمة العليا بتل أبيب ضد المساس بالنظام القضائي (رويترز)

نشر وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين مشاريع قوانين توضح ملامح برنامجه المثير للجدل، لـ«إصلاح النظام القضائي الإسرائيلي» بطريقة تحد من سلطة محكمة العدل العليا للمراجعة القضائية على تشريعات الكنيست والإجراءات التنفيذية للحكومة.
ويمنح إصلاح النظام القضائي الحكومة، بحسب مشروع تعديل «قانون أساس: القضاء»، سيطرة كاملة على تعيين القضاة، بما في ذلك المحكمة العليا، ويحد بشدة من قدرة المحكمة العليا على إلغاء التشريعات، ويمكّن الكنيست من إعادة تشريع القوانين التي تمكنت المحكمة من إلغائها، بأغلبية 61 عضواً فقط.
ووفقاً للتشريع الذي صاغه ليفين، سيتم توسيع لجنة اختيار القضاة لتكون مسؤولة عن تعيين القضاة في كل محكمة في إسرائيل، وكذلك عن الترقيات إلى المحاكم العليا وعزل القضاة إذا لزم الأمر.
وستضم اللجنة ثلاثة وزراء، من بينهم وزير العدل الذي سيرأس اللجنة، وثلاثة أعضاء كنيست، من المرجح ولكن من غير المؤكد أن يكون أحدهم عضواً في المعارضة، ممثلين عامين، اثنان يختارهما وزير العدل، وثلاثة قضاة من المحكمة العليا بمن فيهم رئيس المحكمة، ما يعني أنه سيكون للحكومة سيطرة على سبعة من أعضاء اللجنة الأحد عشر. وسينشئ التشريع أيضاً جلسات استماع للمرشحين للمحكمة العليا، ومع ذلك في حال عدم انعقاد جلسة استماع، يحق للجنة تعيين المرشح على أي حال. وبشكل أساسي، ينص مشروع القانون على الشروط التي بموجبها يمكن للمحكمة العليا ممارسة المراجعة القضائية لتشريعات الكنيست. ويقول المشروع صراحة إن المحاكم لا يمكنها حتى سماع الحجج ضد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل، وأي قرار صادر عن محكمة بإلغاء أو تقييد أحد قوانين الأساس لن تكون له أي صلاحية.
وبحسب ما ورد، لن تتمكن المحكمة العليا من إبطال تشريع للكنيست، إلا إذا تولت البتّ في القضية لجنة كاملة من 15 قاضياً في المحكمة، ويجب أن يحظى بتأييد 80% من القضاة، مما يعني 12 من أصل 15 قاضياً في قضية يحضر فيها جميع قضاة المحكمة العليا، ومع ذلك، سيكون الكنيست قادراً ببساطة على إعادة تشريع القانون لمدة أربع سنوات بتصويت 61 عضواً فقط.
بالإضافة إلى ذلك، سيكون الكنيست قادرا على استباق أي قرار تتخذه المحكمة لإلغاء قانون، من خلال تضمين بند «بصرف النظر» في التشريع الأصلي والذي ينص على أن القانون سيكون محصنا من المراجعة القضائية.
ويفرض تشريع ليفين أيضا قيودا حاسمة أخرى على المحكمة في قضايا متعددة متعلقة بالحكومة والكنيست، وهو الأمر الذي كان قد تسبب في انقسام حاد في إسرائيل هيمنت عليه لغة التحريض والتخوين والتهديد، بعد مظاهرات قادتها المعارضة ضد الحكومة السبت الماضي وتنوي توسيعها هذا السبت.
ورفضت المعارضة والعديد من رجال القانون وجزء كبير من الإسرائيليين مشروع الإصلاح القضائي، باعتبار انه «سيزيل جميع الضوابط على سلطة الحكومة ويعرض للخطر حقوق الأقليات والعناصر الأضعف داخل المجتمع».
وقال زعيم المعارضة يائير لبيد، إن المقترحات «ليست إصلاحا قانونيا» وإنما «تغييرا جذريا للنظام»، فيما شبّه رئيس المحكمة العليا الأسبق أهارون باراك المقترحات، بـ «الحبوب السامة» التي ستحول إسرائيل إلى «ديمقراطية فارغة».
ورد ليفين بقوله، ان هذا الاصلاح هو رد على المحكمة العليا التي تجاوزت سلطتها في العقدين الماضيين، وأعاقت بشدة قدرة الائتلافات والوزراء المنتخبين على سن سياسة الحكومة. ودعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المقترحات، التي قال مسؤولون في الإئتلاف الحاكم إن الحكومة تهدف إلى تمريرها لتصبح قانونا بحلول نهاية مارس (أذار).
اصرار الحكومة على تمرير التشريع على الرغم من المظاهرات الواسعه ضده، قد يكون سببا في توتر أكبر أثار اسئلة حول اندلاع ما يشبه حرب اهلية في إسرائيل مع ارتفاع حدة لغة التخوين هناك.
وفي ذروة الانقسام الحالي، اعلن القائمون على المظاهرات توسيعها السبت، في كل من تل أبيب والقدس وحيفا، بمشاركة اعضاء كنيست ومسؤولين عسكريين سابقين.
وحذر نتنياهو المتظاهرين من استخدام العنف وألمح الى تدخل محتمل، وقال «أكثر من أي شيء آخر لا يمكن أن يكون هناك عنف. لا ترخيص للعنف، ولا ترخيص لإغلاق الطرق أو القيام بأعمال أخرى تمس بالمواطنين».
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد رفضت توجيهات وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير، باتباع نهج أكثر صرامة مع المتظاهرين واعتقالهم ومنعهم من رفع لافتات واعلام فلسطينية.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

نتنياهو: «حماس» لم تقدم قائمة بأسماء رهائن حتى اللحظة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو: «حماس» لم تقدم قائمة بأسماء رهائن حتى اللحظة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إن حركة «حماس» لم تقدم قائمة بأسماء الرهائن «حتى هذه اللحظة»، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وقال مسؤول في «حماس»، في وقت سابق اليوم، إن الحركة لا ترى تجاوباً من إسرائيل بشأن الانسحاب من غزة، أو اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف المسؤول، الذي تحدَّث إلى الوكالة، شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر، أن «أي اتفاق سيعتمد على الموافقة على الانسحاب، ووقف إطلاق النار».

وأكد المسؤول أن الحركة وافقت على قائمة من 34 رهينة قدَّمتها إسرائيل للمبادلة بسجناء في اتفاق لوقف إطلاق النار.

ومنذ بداية الحرب، عقب هجومٍ شنَّته «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى على مستوطنات إسرائيلية محيطة بقطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، جرى التوصل إلى هدنة واحدة فقط لمدة أسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وجرى خلالها إطلاق سراح 105 رهائن، بالإضافة إلى 240 معتقلاً فلسطينياً في سجون إسرائيل.

وخُطف 251 شخصاً، خلال هجوم 7 أكتوبر، الذي أدّى إلى مقتل أكثر من 1200 شخص في الجانب الإسرائيلي. ولا يزال هناك ما مجموعه 96 رهينة في غزة، أعلن الجيش أن 34 منهم قُتلوا أو تُوفوا.